بازگشت

نظام الشوري


لا أكاد أعرف نظاما أوهي من نظام الشوري الذي وضعه عمر، فليس فيه أي توازن أو أصالة، فقد شذ عن حقيقة الشوري التي يجب أن تمثل رأي الامة، وتشترك القطاعات الشعبية في الانتخاب، فقد فوض في هذه الشوري الرأي إلي جماعة لا يمثلون الا آراءهم الخاصة. لقد دعا عمر من رشحهم فقال لهم: " احضروا معكم من شيوخ الانصار، وليس لهم من أمركم شئ، واحضروا معكم الحسن بن علي، و عبد الله بن عباس، فان لهما قرابة، وارجو لكم البركة في حضورهما وليس لهما من أمركم شئ " [1] .

لقد اقصي الانصار، ولم يجعل لهم أي نصيب في الانتخاب والاختيار وانما جعل لهم الاشراف المجرد الذي يعني حرمانهم، والاستهانة بهم، فان الامر انما هو أمر اعضاء الشوري ولا يخص غيرهم... ثم انا لم نعلم ما هي البركة التي تحصل لاعضاء الشوري بحضور الامام الحسن و عبد الله ابن عباس، وهما لا يملكان من الامر شيئا؟


والتفت إلي أبي طلحة الانصاري فعهد اليه بما يحكم أمر الشوري فقال له: " يا أبا طلحة، ان الله أعز الاسلام بكم، فاختر خمسين رجلا من الانصار فالزم هؤلاء النفر بامضاء الامر وتعجيله... ". واتجه نحو المقداد بن الاسود فعهد اليه بمثل ذلك، وقال له: " اذا اتفق خمسة، وأبي واحد منهم فاضربوا عنقه، وان اتفق أربعة وأبي اثنان فاضربوا عنقيهما، وان اتفق ثلاثة منهم علي رجل، ورضي ثلاثة منهم رجل آخر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمان بن عوف، واقتلوا الباقين ان رغبوا عما اجتمع عليه الناس... ".


پاورقي

[1] الامامة والسياسة 1 / 24.