بازگشت

دفاع طه حسين


وبرر الدكتور طه حسين ما اتخذه عمر من فرض الحصار علي الصحابة بقوله: " ولكنه خاف عليهم الفتنة، وخاف منهم الفتنة، فامسكهم في المدينة، لا يخرجون منها إلا بإذنه، وحبسهم عن الاقطار المفتوحة، لا يذهبون اليها إلا بأمر منه خاف أن يفتتن الناس بهم، وخاف عليهم أن يغرهم افتتان الناس بهم وخاف علي الدولة أعقاب هذا الافتتان... " [1] .

ولا يحمل هذا التوجيه أي طابع من العمق والتحقيق، فان الصحابة الذين حاولوا السفر من يثرب إلي الاقطار المفتوحة إن كانوا من الاخياروالمتحرجين في دينهم فانهم بكل تأكيد يكونون مصدر هداية وخير للشعوب المتطلعة لهدي الاسلام فانهم - من دون شك - يذيعون فيهم أحكام الدين وآداب الاسلام ويعملون علي تثقيفهم وان كانوا من الذين غرتهم الدنيا، وخذعتهم مظاهر الفتوحات الاسلامية، فله الحق في منعهم عن السفر رسميا لا شرعا حفظا علي مصالح الدولة، ووقاية للناس من الفتنة بهم، ولكنه لم يؤثر عنه أنه فرض الحصار علي فريق من الصحابة دون فريق،


وانما فرضه عليهم جميعا، ومن الطبيعي انه بذلك قد شق علي كثير من أصحاب النبي (ص) فقد حال بينهم وبين حرياتهم.


پاورقي

[1] الفتنة الکبري 1 / 17.