بازگشت

سياسته المالية


واتفقت مصادر التاريخ الاسلامي علي أن عمر عدل في سياسته عن منهج أبي بكر فلم يساو بين المسلمين في العطاء وانما ميز بعضهم علي بعض وكان قد اشار علي أبي بكر في أيام خلافته العدول عن سياسته فلم يقبل وقال: " إن الله لم يفضل أحدا علي أحد ولكنه قال: " انما الصدقات للفقراء والمساكين " ولم يخص قوما دون آخرين " [1] ، ولما أفضت اليه الخلافة عمل بما كان قد أشار به علي أبي بكر، وقال: " إن أبا بكر رأي في هذا الحال رأيا ولي فيه رأي آخر لا اجعل من قاتل رسول الله (ص) كمن قاتل معه " وقد فرض للمهاجرين والانصار ممن شهد بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف، وفرض لمن كان اسلامه كاسلام أهل بدر ولم يشهد بدرا أربعة آلاب اربعة آلاف وفرض لازواج النبي (ص) اثني عشر الفا إلا صفية وجويرية فقد فرض لهما ستة آلاف فأبتا ان بقبلا بذلك، وفرض للعباس عم رسول الله (ص) اثني عشر الفا، وفرض لاسامة بن زيد أربعة آلاف، وفرض لابنة عبد الله ثلاثة آلاف فانكر عليه ذلك وقال


" يا أبت لم زدته علي الفا؟ ما كان لابيه من الفضل ما لم يكن لابي، وكان له ما لم يكن لي... ". فقال له عمر: " إن أبا اسامة كان احب إلي رسول الله (ص) من أبيك، وكان اسامة أحب إلي رسول الله منك... " [2] .

وقد فضل عمر العرب علي العجم، والصريح علي المولي [3] وقد أدت هذه السياسة إلي ايجاد الطبقية بين المسلمين، كما استدعت إلي تصنيف القبائل بحسب أصولها [4] مما أدي إلي حنق الموالي علي العرب، وكراهيتهم لهم، والتفتيش عن مثالهم، وظهور النعرات الشعوبية والقومية في حين ان الاسلام قد أمات هذه الظاهرة وجعل رابطة الدين أقوي من رابطة النسب، والزم السلطة بالمساواة والعدالة بين الناس علي اختلاف قومياتهم وأديانهم حتي لا تحدث ثغرة في صفوف المجتمع.


پاورقي

[1] شرح النهج 8 / 111.

[2] الخراج (ص 242).

[3] شرح النهج 8 / 111.

[4] العصبية القبلية (ص 190).