بازگشت

نقاط مهمة


ونحن إذا تأملنا بدقة وامعان هذه البادرة الغريبة التي صدرت من الشيخين نجد فيها عدة نقاط مهمة تسترعي الاهتمام والتحليل وهي: 1 - ان عمر قد أنكر بصورة جازمة، وباصرار بالغ موت النبي


صلي الله عليه وآله فقد زعم أنه ذهب إلي ربه كما ذهب موسي بن عمران وانه لابد ان يرجع إلي الارض وينكل بالمرجفين بموته، ومما لا شك فيه ان ذلگ لم يكن عن ايمان منه بحياة النبي (ص) وانما كان ذلك استغلالا للفرص، وتوصلا إلي أهدافه السياسية حسب المخططات التي وضع برامجها اقطاب حزبه كأبي بكر، وأبي عبيدة، ويدل علي ذلك ما يلي: أ - أن عمر بالذات كان من المتفائلين بموت النبي (ص) في ذلك فكان يقول لاسامة: " مات رسول الله (ص) وأنت علي أمير؟ هذا ورسول الله (ص) كان حيا، وقد اطمأن بوفاته حينما نعي (ص) نفسه إلي المسلمين، وساق لهم الامارات التي تدل علي وفاته حسبما تقدمت في البحوث السابقة. ب - انه وقف امام النبي (ص) في مرضه الذي توفي فيه وقد صده عما رامه من الكتابة التي تقي أمته من الفتن والضلال، وقال له: " حسبنا كتاب الله ". ومن الطبيعي انه انما قال ذلك حينما أيقن بوفاة النبي (ص) ج - ان كتاب الله العظيم أعلن أن كل انسان لابد ان يتجرع كأس المنية قال تعالي: " كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون " وقال تعالي: في خصوص نبيه: " انك ميت وانهم لميتون " وقال تعالي: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسول أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم وهذه الآيات تتلي في وضح النهار، وفي غلس الليل، أفهل خفيت علي عمر، وهو ممن يسمع كتاب الله، ويصابح رسول الله (ص) ويماسيه؟ وتصديقه بلا مناقشة لمقالته حينما أعلن وفاة النبي (ص) كل ذلك يقضي - بلا شبهة - انه انما قام بهذههه العملية توصلا إلي مأربه وأهدافه.


ان حكم عمر بأن رسول الله (ص) سوف يرجع إلي الارض ويقطع أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجفوا بموته، لا يخلو من وهن فان تقطيع الايدي والارجل والحكم بالاعدام انما يكون للذين يخرجون عن دين الله، أو يسعون في الارض فسادا، وليس القول بموت النبي (ص) مما يوجب ذلك قطعا. 3 - إن أبا بكر أعلن في خطابه الذي نعي به النبي (ص): " من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت " ومن المقطوع به انه لم يؤثر عن أي أحد من المسلمين انه كان يعبد رسول الله (ص) أو اتخذه ربا من دون الله، وانما أجمع المسلمون علي انه عبد الله ورسوله اختاره الله لوحيه واصطفاه لرسالته.