بازگشت

وهن الانصار


ولم تكن للانصار ارادة صلبة، ولا عزم ثابت كما لا دراية لهم في الشؤون السياسية، فقد منوا - علي كثرتهم - بالوهن والضعف والتخاذل فكانوا بعد خطاب سعد - فيما يقول المؤرخون - قد ترادوا الكلام فيما بينهم، فقالوا: فان أبي المهاجرون من قريش، وقالوا: نحن المهاجرون وأصحابه الاولون، وعشيرته وأولياؤه فعلام تنازعون هذا الامر بعده؟ فقالت طائفة منهم: فانا نقول: منا أمير، ومنكم أمير، ولن نرضي بدون هذا أبدا، وثار سعد حينما رأي هذا الروح الانهزامية قد سرت في نفوس قومه فقال: " هذا أول الوهن " [1] .

أجل إن هذا أول الوهن وآخرهه فقد كشف عن ضعف نفوسهم، وتفلل صفوفهم، وعدم نضوجهم في الميادين السياسية فانهم انما عقدوا اجتماعهم، وأحاطوه بكثير من الكتمان ليسبقوا الاحداث، ويظفروا بالحكم قبل أن يعلم المهاجرون من قريش، ولكنهم ضلوا قابعين في هذا الصراع الفارغ حتي أضاعوا عليهم الفرصة فقد دهمهم المهاجرون، وأشاعوا بينهم الاختلاف والفرقة حتي سيطروا علي الوضع، واستولوا علي زمام الحكم.



پاورقي

[1] الکامل لابن الاثير 2 / 222.