بازگشت

المؤاخذة علي سعد


ومما يؤخذ به علي سعد أنه قد تناسي العترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم فلم يعرض إلي سيدها الامام امير المؤمنين الذي هو باب مدينة علم النبي ومن هو منه بمنزلة هارون من موسي، فقد تجاهله، ودعا إلي نفسه وقومه، وأول سهم سدد إلي آل البيت (ع) كان من ذلك اليوم الذي تعمد فيه الانصار والمهاجرون علي الغض من كرامة عترة نبيهم في سبيل الوصول إلي كراسي الحكم، والتنعم بخيرات الدولة ومناصبها. وعلي أي حال فان سعدا قد أخطأ إلي حد بعيد في تجاهله لحق الامام عليه السلام، ولا نري له أي مبرر في ذلك فقد جر للامة الفتن والويلات وألقاها في شر عظيم، فقد انحرفت الخلافة عما ارادها الله ورسوله من جعلها في العترة الطاهرة التي هي أحرص ما تكون علي الالتزام بحر فيه الاسلام وتطبيق شؤونه وأحكامه. وقد لاقي سعد جزاء عمله فانه لم يكد يستقر الحكم إلي أبي بكر حتي جهد في ملاحقته وفرض الرقابة عليه حتي اضطر إلي الهجرة من يثرب إلي أرض الشام فتبعه خالد بن الوليد مع صاحب له فكمنا له ليلا وطعناه وألقياه في البئر، وتحدثوا أن الجن هي التي قتلته، ورووا علي لسانها شعرا تفتخر فيه بقتله وهو:


نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده ومن الغريب أن سياسة الحكم في تلك العصور قد استخدمت الجن واتخذته في أدواتها، وقد آمن بذلك السذج والبسطاء من غير وعي وادراك للاهداف السياسية.