بازگشت

مرض النبي


ولما قفل النبي (ص) راجعا إلي يثرب بدأت صحته تنهار يوما بعد يوم، فقد ألم به المرض، واصابته حمي مبرحة حتي كأن به لهبا منها فكانت عليه قطيفة فاذا وضع أزواجه وعواده أيديهم عليها شعروا بحرها [1] وقد وضعوا إلي جواره اناء فيه ماء بارد فما زال يضع يده فيه، ويمسح به وجهه الشريف، وكان (ص) يقول: (ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم)، وهرع المسلمون إلي عيادته وقد خيم عليهم الاسي والذهول فازدحمت حجرته بهم فنعي اليهم نفسه وأوصاهم بما يضمن لهم السعادة والنجاه قائلا: " أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقدمت اليكم القول معذرة اليكم الا اني مخلف فيكم كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي " ثم أخذ بيد وصيه وخليفته من بعده الامام أمير المؤمنين قائلا لهم:


" هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي لا يفترقان حتي يردا علي الحوض " [2] .

وقد قرر (ص) بذلك أهم القضايا المصيرية لامته، وعين لها القائد العظيم الذي تنال به جميع أهدافها وامالها.


پاورقي

[1] البداية والنهاية 5 / 266.

[2] الصواعق المحرقة.