بازگشت

مأساة الاسلام الكبري


عاش الامام الحسين (ع) وهو في ريعان الصبا، وغضارة العمر في كنف جده الرسول الاعظم (ص) وكان يغدق عليه بعطفه، ويفيض عليه بحنانه، ويعمل علي توجيهه وتقويمه، حتي توسعت مداركه، ونمت ملكاته وهو في سنه المبكر، وكانت هذه الفترة القصيرة التي عاش مع جده من أهم الفترات وأروعها في تاريخ الاسلام كله، فقد وطد الرسول (ص) فيها أركان دولته، وأقامها علي أساس العلم والايمان، وهزم جويش الشرك وفلل قواعد الالحاد، وقام الاسلام علي سوقه عبل الذراع مفتول الساعد وأخذت الانتصارات الرائعة تتري علي الرسول (ص) وأصحابه، فقد دخل الناس في دين الله أفواجا، أفواجا، وامتد حكم الاسلام علي أغلب مناطق الجزيرة العربية. وفي غمرات هذه الانتصارات الرائعة شعر الرسول (ص) بان حياته قد انطوت وأيامه قد انتهت، لانه أدي ما عليه وأقام دينه العظيم يؤدي فعالياته في توجيه الانسان، واقامة سلوكه، فإذن لابد له من الرحيل عن هذه الحياة.... ونتحدث عن فصول هذه المأساة الكبري التي مني بها المسلمون وننظر إلي ما رافقها من الاحداث الخطيرة فانها ترتبط ارتباطا موضوعيا بما نحن فيه، فهي تكشف عن كثير من الاسباب التي أدت إلي ما عاناه الامام الحسين (ع) مع أهل البيت من النكبات والخطوب.