بازگشت

من خطبه


وللامام (ع) مجموعة كبيرة من الخطب الرائعة التي تجسدت فيها صلابة الحق، وقوة العزم، وروعة التصميم علي الجهاد في سبيل الله، وقد ألقاها الامام في وقت كان الجو ملبدا بالمشاكل السياسية، وقد شجب فيها سياسة الحكم الاموي ودعا المسلمين إلي الانتفاضة عليه، وسنذكر جملة منها في مواضعها الخاصة، ونذكر هنا خطبة واحدة منها: صعد (ع) المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم صلي علي النبي (ص) فسمع رجلا يقول: من هذا الذي يخطب؟ فأجابه (ع): " نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسول الله (ص) الاقربون، وأهل بيته الطيبون وأحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله (ص) ثاني كتاب الله تبارك وتعالي، الذي فيه تفصيل كل شئ لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، والمعول علينا في تفسيره، ولا يبطئنا تأويله،


بل نتبع حقائقه، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذا كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله عزوجل: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلي الله والرسول " وقال: " ولو ردوه إلي الرسول وأولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم، ولو لا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا " واحذركم الاصغاء إلي هتاف الشيطان بكم فإنه لكم عدو مبين، فتكونوا كاوليائه الذين قال لهم: " لا غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص علي عقبيه وقال: " إني برئ منكم " فتقلون للسيوف ضربا، وللرماح وردا، وللعمد حطما، وللسهام غرضا، ثم لا يقبل من نفس إيمانهم لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا... " [1] .

وحفل هذا الخطاب بالدعوة إلي التمسك بعترة رسول الله (ص) ولزوم طاعتهم والانقياد لهم، وحذرهم من الدعايات المضللة التي ثبتها أجهزة الاعلام الاموي الداعية إلي إبعاد الناس عن أهل البيت (ع) الذين هم مصدر الوعي والنور في الارض.


پاورقي

[1] البحار 9 / 247.