بازگشت

القدر


من أهل المسال الكلامية وأعمقها مسألة القدر فقد اثير حولها الكلام منذ فجر التاريخ الاسلامي، وقد تصدي أئمة أهل البيت (ع) لبيانها ودفع الشبهات عنها، وقد سأل الحسن بن الحسن البصري الامام الحسين عنها، فأجابه (ع) برسالة هذا نصها: " اتبع ما شرحت لك في القدر مما افضي الينا اهل البيت، فإنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره كفر، ومن حمل المعاصي علي الله عزوجل فقد افتري علي الله افتراء عظيما، وان الله لا يطاع بإكراه، ولا يعصي بغلبة، ولا يهمل العباد في الهلكة، لكنه المالك لما ملكهم، والقادر لما عليه أقدرهم، فإن ائتمروا به فعل فليس هو حملهم عليها قسرا، ولا كلفهم جبرا، بل بتمكينه إياهم بعد اعذاره وانذاره لهم


واحتجاجه عليهم طوقهم ومكنهم وجعل لهم السبيل إلي ما اخذ ما إليه دعاهم، وترك ما عنه نهاهم عنه، جعلهم مستطيعين لاخذ ما امرهم به من شئ غير آخذ به، ولترك ما نهاهم عنه من شئ غير تاركيه، والحمد لله الذي جعل عباده أقوياء لما امرهم به ينالون بتلك القوة، وما نهاهم عنه، وجعل العذر لمن لم يجعل له السبيل حمدا متقبلا، فأنا علي ذلك اذهب، وبه اقول انا واصحابي ايضا عليه وله الحمد... " [1] .

وقد عرض هذا الكلام الشريف إلي بحوث كلامية مهمة. والتعرض لها يستدعي الاطالة والخروج عن الموضوع.


پاورقي

[1] فقه الرضا (ص 55) بحار الانوار 5 / 123.