بازگشت

رواياته عن أبيه


وروي الامام الحسين عن أبيه الامام أمير المؤمنين (ع) الشئ الكثير سواء أكان مما يتعلق بالسيرة النبوية أم في الاحكام الشرعية وهذه بعضها: 1 - روي (ع) عن أبيه (ع) أن رسول الله (ص) بعث سرية فأسروا رجلا من بني سليم يقال له الاصيد من سلمة فلما رآه رسول الله صلي الله عليه وآله رق لحاله، وعرض عليه السلام فأسلم فبلغ ذلك أباه وكان شيخا فكتب اليه رسالة فيها هذه الابيات:



من راكب نحو المدينة سالما

حتي يبلغ ما أقول الا صيدا



ان البنين شرارهم أمثالهم

من عق والده وبر الابعدا



أتركت دين أبيك والشم العلي

أودوا وتابعت الغداة محمدا



وعرض الاصيد رسالة أبيه علي النبي (ص) واستأذنه في جوابه فأذن له فكتب اليه:



إن الذي سمك السماء بقدرة

حتي علا في ملكه فتوحدا



بعث الذي لا مثلهه فيما مضي

يدعو لرحمته النبي محمدا



فدعا العباد لدينه فتتابعوا

طوعا وكرها مقبلين علي الهدي



وتخوفوا النار التي من أجلها

كان الشقي الخاسر المتلددا



واعلم بانك ميت ومحاسب

فالي من هذي الضلالة والردي



ولما قرأ سلمة رسالة ابنه وفد علي النبي (ص) وأسلم [1] .

2 - قال (ع) سألت أبي عن سيرة رسول الله (ص) في جلسائه


فقال: كان رسول الله دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مشاح، يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه، ولا يخيب فيه فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والاكبار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيبه، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، ه واذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما علي رؤوسهم الطير، فاذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث ومن تكلم عنده أنصتوا اليه، حتي يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون، ويصبر للغريب علي الجفوة في منطقة ومسألته حتي ان كأن اصحابه ليستجلبونهم، ويقول: اذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء الا من مكافئ، ولا يقطع علي أحد حديثه حتي يجور [2] فيقطعه بنهي أو قيام... " [3] .

وقد امتاز النبي (ص) علي عامة النبيين بهذه الاخلاق العالية التي الفت ما بين قلوب المسلمين، ووحدت ما بين مشاعرهم وعواطفهم، وجعلتهم في عصورهم الاولي سادة الامم والادلاء علي مرضاة الله وطاعته 3 - روي (ع) عن أبيه قال: قال رسول الله (ص): " من قتل دون ماله فهو شهيد " [4] .

4 - روي عليه السلام عن أبيه قال: قال رسول الله (ص): " عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار " [5] .


5 - قال (ع): سمعت أبي يقول: " الايمان معرفة بالقلب واقرار باللسان وعمل بالاركان... " [6] .

6 - روي (ع) عن ابيه انه قال: " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم أشراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم... " [7] .

7 - روي عن ابيه انه قال: " إن الله تبارك وتعالي أخفي أربعة في أربعة: أخفي رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئا من طاعته فربما وافق رضاه، وأنت لا تعلم وأخفي سخطه فلا تستصغرن شيئا من طاعته فربما وافق سخطه معصيته وأنت لا تعلم، وأخفي اجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق اجابته وانت لا تعلم، وأخفي وليه في عباده فلا تستصغرن عبدا من عبيدالله فربما يكون وليه وانت لا تعلم. " [8] .

8 - روي (ع) عن ابيه انه قال: قال رسول الله (ص): " خير دور الانصار بنو النجار، ثم بنو عبدالاشهل، ثم بنو الحرث، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الانصار خير... " [9] .

9 - روي (ع) عن ابيه انه قال: قال رسول الله (ص): " خير الدعاء الاستغفار، وخير العبادة قول لا إله إلا الله... " [10] .

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض رواياته عن جده وأبويه.



پاورقي

[1] أسد الغابة 1 / 100.

[2] يجور: أي يميل عن الحق.

[3] الحسين 1 / 137 - 138.

[4] مسند أحمد بن حنبل.

[5] الاربعين (ص 111) لبهاء الدين العاملي.

[6] الحسين 1 / 140.

[7] مسند الامام زيد (ص 185).

[8] الخصال (ص 191).

[9] مسند الفردوس من مصورات مکتبة الامام الحکيم تأليف شهردار ابن شيرويه الشافعي المتوفي سنة (558 ه).

[10] مسند الفردوس 37 / 27.