بازگشت

مجلسه


كان مجلسه مجلس علم ووقار قد ازدان بأهل العلم من الصحابة، وهم يأخذون عنه ما يلقيه عليهم من الادب والحكمة، ويسجلون ما يروون عنه من أحاديث جده (ص) ويقول المؤرخون: إن الناس كانوا يجتمعون اليه


ويحتفون به، وكأن علي رؤوسهم الطير يسمعون منه العلم الواسع والحديث الصادق [1] وكان مجلسه في جامع جده رسول الله (ص) وله حلقة خاصة به، وسأل رجل من قريش معاوية أين يجد الحسين؟ فقال له: " اذا دخلت مسجد رسول الله (ص) فرأيت حلقة فيها قوم كأن علي رؤوسهم الطير فتلك حلقة أبي عبد الله ". [2] ويقول العلائلي: " كان مجلسه مهوي الافئدة، ومتراوح الاملاك يشعر الجالس بين يديه أنه ليس في حضرة انسان من عمل الدنيا، وصنيعة الدنيا، تمتد اسبابها برهبته وجلاله وروعته، بل في حضرة طفاح بالسكينة كأن الملائكة تروح فيها، وتغدوا... " [3] .

لقد جذبت شخصية الامام، وسمو مكانته الروحية قلوب المسلمين ومشاعرهم فراحوا يتهافتون علي مجلسه، ويستمعون لاحاديثه، وهم في منتهي الاجلال، والخضوع.


پاورقي

[1] الحقائق في الجوامع والفوارق (ص 105).

[2] تاريخ ابن عساکر 4 / 222.

[3] أشعة من حياة الحسين (93).