بازگشت

الحلم


أما الحلم فهو من أسمي صفات أبي شهداء (ع) ومن أبرز خصائصه فقد كان - فيما أجمع عليه الرواة - لا يقابل مسيئا باسائته، ولا مذنبا بذنبه، وإنما كان يغدق عليهم ببره ومعروفه شأنه في ذلك شأن جده الرسول (ص) الذي وسع الناس جميعا باخلاقه وفضائله، وقد عرف بهذه الظاهرة وشاعت عنه، وقد استغلها بعض مواليه فكان يعمد إلي اقتراف الاسائة إليه لينعم بصلته واحسانه، ويقول المؤرخون: إن بعض مواليه قد جني عليه جناية توجب التأديب فأمر (ع) بتأديبه، فانبري العبد قائلا: " يا مولاي، إن الله تعالي يقول: " الكاظمين الغيظ ". فقابله الامام ببسماته الفياضة وقال له: " خلوا عنه، فقد كظمت غيظي... ". وسارع العبد قائلا: " والعافين عن الناس ". " قد عفوت عنك... ". وانبري العبد يطلب المزيد من الاحسان قائلا: " والله يحب المحسنين ". " أنت حر لوجه الله... ". ثم أمر له بجائزة سنية [1] تغنيه عن الحاجة ومسألة الناس.


لقد كان هذا الخلق العظيم من مقوماته التي لم تنفك عنه، وظلت ملازمة له طوال حياته.


پاورقي

[1] الحسين 1 / 117.