بازگشت

قوة الارادة


من النزعات الذاتية لابي الشهداء (ع) قوة الارادة، وصلابة العزم والتصميم، وقد ورث هذه الظاهرهة الكريمة من جده الرسول (ص) الذي غير التاريخ، وقلب مفاهيم الحياة، ووقف صامدا وحده أمام القوي الهائلة التي هبت لتمنعه من أن يقول كلمة الله، فلم يعن بها وراح يقول لعمه أبي طالب مؤمن قريش: " والله لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري علي أن أترك هذا الامر ما تركته حتي أموت أو يظهره الله... ". بهذا الارادة الجبارة قابل قوي الشرك، واستطاع أن يتغلب علي مجريات الاحداث، وكذلك وقف سبطه العظيم في وجه الحكم الاموي فاعلن بلا تردد رفضه لبيعة يزيد، وانطلق مع قلة الناصر إلي ساحات الجهاد ليرفع كلمة الحق، ويدحض كلمة الباطل، وقد حشدت عليه الدولة


الاموية جيوشها الهائلة، فلم يحفل بها، واعلن عن عزمه وتصميمه بكلمته الخالدة قائلا: " لا أري الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما... ". وانطلق مع الاسرة الكريمة من أهل بيته وأصحابه إلي ميدان الشرف والمجد ليرفع راية الاسلام، ويحقق للامة الاسلامية اعظم الانتصارات والفتح حتي استشهد سلام الله عليه، وهو من أقوي الناس ارادة، وامضاهم عزيمة وتصميما. غير حافل بما عاناه من الكوارث التي تذهل العقول وتحير الالباب.