بازگشت

الطائفة 1


أما ما أثر عن النبي (ص) في فضل عترته ولزوم مودتهم فطائفة كبيرة من الاخبار وفيما يلي بعضها:

1 - روي أبوبكر قال رأيت رسول الله (ص): خيم خيمة وهو متكئ علي قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) فقال: " معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم وولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ الولادة " [1] .

2 - روي زيد بن أرقم أن رسول الله (ص) قال لعلي وفاطمة


والحسن والحسين عليهم السلام: " أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم " [2] .

3 - روي أحمد بن حنبل بسنده أن النبي (ص) أخذ بيد الحسن والحسين وقال: " من أحبني وأحب هذين وأباهما، وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " [3] .

4 - روي جابر قال رسول الله (ص): ذات يوم بعرفات، وعلي تجاهه " ادنو مني يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة... " [4] .

5 - روي ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): " النجوم أمان لاهل الارض من الغرق، وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف، فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس... " [5] .


6 - روي زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (ص): " إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما... " [6] .

إن حديث الثقلين من أروع الاحاديث النبوية وأكثرها ذيوعا وانتشارا بين المسلمين، وقد تكرر هذا الحديث من النبي (ص) في مواضع كثيرة نشير إلي بعضها: أ - أعلن (ص) ذلك وهو في حجة يوم عرفة فقد روي جابر بن عبد الله الانصاري قال: رأيت رسول الله في حجته يوم عرفة وهو علي ناقته القصوي يخطب فسمعه يقول: " يا أيها الناس اني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي... " [7] .

ب - انه (ص) أدلي بذلك في يوم الغدير، فقد روي زيد بن أرقم قال: نزل رسول الله (ص) (الجحفة) ثم أقبل علي الناس فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: إني لا أجد النبي إلا نصف عمر الذي قبله، وإني اوشك أن ادعي فاجيب، فما أنتم قائلون؟ قالوا: " نصحت ". قال: " اليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق، وأن النار حق؟ ". قالوا: " نشهد ".


فرفع (ص) يده فوضعها علي صدره، ثم قال: " وأنا أشهد معكم " والتفت (ص) إليهم فقال: " الا تسعمون؟ ". " نعم ". " فاني فرط علي الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وان عرضه ما بين صنعاء وبصري فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟ ". فناداه مناد وما الثقلان يا رسول الله؟ قال (ص): " كتاب الله طرف بيد الله عزوجل وطرف بأديكم فتمسكوا به والآخر عشيرتي " [8] وان اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم، ثم أخذ بيد علي (ع) فقال: من كنت أولي به من نفسه، فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " [9] .

ج - أعلن (ص) ذلك وهو علي فراش الموت، فقد التفت (ص) إلي أصحابه فقال لهم: " أيها الناس، يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم إلا اني مخلف فيكم كتاب ربي عزوجل، وعترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فرفعها، فقال هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي لا يفترقان حتي يردا علي الحوض فاسألهما ما خلفت فيهما... " [10] .


ان حديث الثقلين من أوثق الاحاديث النبوية وأوفرها صحة، وقد ذكر المناوي عن السمهودي أنه قال: وفي الباب ما يزيد علي عشرين من الصحابة [11] ، وكلهم قد رووا هذا الحديث وقال ابن حجر: ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بعض وعشرين صحابيا [12] .

ويدل هذا الحديث دلالة صريحة واضحة علي حصر الامامة في أهل البيت (ع) وعلي عصمتهم من الآثام والاهواء لان النبي (ص) قرنهم بكتاب الله العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن الطبيعي أن اي انحراف منهم عن الدين يعتبر افتراقا عن الكتاب العزيز، وقد صرح (ص) بعدم افتراقهما حتي يردا عليه الحوض فدلالته علي العصمة ظاهرة جليه لا خفاء فيها، كما أكد النبي (ص) في هذا الحديث علي أمته أن لا تتقدم عليهم، وأن تسلم إليهم قيادتها لئلا تهلك في مجال هذه الحياة والبحث عن معطيات هذا الحديث الشريف يستدعي وضع كتاب خاص فيه، وقد عرض جماعة من العلماء بصورة موضوعية وشاملة للبحث عنه [13] .

7 - روي أبوسعيد الخدري، قال: سمعت النبي (ص) يقول: " إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له... " [14] .


وفي هذا الحديث دعوة خلافة وملزمة إلي التسمك بالعترة الطاهرة فانه ضمان لنجاة الامة وسلامتها، كما ان في البعد عنها غواية وهلاكا، يقول الامام شرف الدين في بيان هذا الحديث. " وأنت تعلم أن المراد من تشبيههم عليه السلام بسفينة نوح أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عن أئمتهم نجا من عذاب النار ومن تخلف عنهم كان كمن آوي " يوم الطوفان " إلي جبل ليعصمه من أمر الله، غير أن ذاك غرق في الماء، وهذا في الحميم - والعياذ بالله - والوجه في تشبيههم (ع) بباب حطة هو ان الله تعالي جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه، وبهذا كان سببا للمغفرة هذا وجه الشبه، وقد حاوله ابن حجر إذ قال: - بعد أن أورد هذه الاحاديث وغيرها من أمثالها -. " ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة شرفهم وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، وهلك في مفاوز الطغيان إلي أن قال: " وباب حطة - يعني ووجه تشبيههم بباب حطة - ان الله جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة، وجعل


لهذه الامة مودة أهل البيت سببا لها... " [15] .

واستدل المتكلمون من الشيعة بهذا الحديث علي حصر الامامة في أهل البيت (ع) لان النبي (ص) جعلهم كسفينة نوح تميزا لهم عن غيرهم فالرجوع إليهم سبب للنجاة والتخلف عنهم سبب للضلالة والهلاك. 8 - قال رسول الله (ص): معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز علي الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب " [16] .

9 - قال صلي الله عليه وآله: " من مات علي حب آل محمد مات شهيدا، إلا ومن مات علي حب آل محمد مات مغفورا له، الا ومن مات علي حب آل محمد مات تائبا، إلا ومن مات علي حب آل محمد مات تائبا، إلا ومن مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان، إلا ومن مات علي حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، إلا ومن مات علي حب آل محمد يزف إلي الجنة كما تزف العروس إلي بيت زوجها، إلا ومن مات علي حب آل محمد فتح في قبره بابان إلي الجنة، إلا ومن مات علي حب آل محمد جعل قبره مزار ملائكة الرحمة، إلا ومن مات علي حب آل محمد مات علي السنة والجماعة، الا ومن مات علي بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله... " [17] .

لقد دعا الرسول (ص) إلي موالاة عترته، وأن نكن لهم في اعماق


نفوسنا أصدق آيات الحب والولاء، وأن يكون ذلك مستمرا حتي آخر لحظة من حياتنا. 10 - قال (ص): " اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين " [18] .

11 - قال (ص): " لا تزول قدما عبد - يوم القيامة - حتي يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه، ومن أين اكتسبه، وعن محبتنا أهل البيت " [19] .

12 - قال (ص): " من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليعتد بأهل بيتي من بعدي فانهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي " [20] .

13 - قال علي (ع) أخبرني رسول الله (ص)، إن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين، قلت يا رسول الله فمحبونا قال: من ورائكم [21] .

14 - روي أبوسعيد الخدري أن النبي (ص) دخل علي فاطمة عليها السلام، قفال: إني إياك وهذا النائم - يعني عليا، وهما - يعني الحسن والحسين - لفي مكان واحد يوم القيامة [22] .


هذه بعض الاحاديث التي أثرت عن النبي (ص) في فضل عترته والمتأمل فيها يطل علي الغاية التي ينشدها (ص) وهي جعل القيادة الاسلامية بيد أئمة أهل البيت (ع) الذين آثروا طاعة الله علي كل شئ حتي لا تزيغ الامة في مسيرتها عن طريق الهدي والصلاح، ولا تنحرف عن سلوكها عما أمر الله به وتشيع في أوساطها العدالة والحق، وينسد الطريق أمام القوي الباغية من أن تنزو علي منابر الحكم والخلافة الاسلامية.


پاورقي

[1] الرياض النضرة 2 / 252.

[2] صحيح الترمذي 2 / 319، وروي ابن ماجة في سننه 1 / 52 أنه (ص) قال: " أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم " ومثله رواه الحاکم في مستدرکه 3 / 149، وابن الاثير في أسد الغابة 5 / 523، ورواه أحمد في مسنده 2 / 442 بسنده عن أبي هريرة، وکذلک رواه الخطيب البغدادي في تاريخه 7 / 36.

[3] مسند أحمد 1 / 77، صحيح الترمذي 2 / 301، وجاء في تهذيب التهذيب 10 / 430 أن نصر بن علي حدث بهذا الحديث فأمر المتوکل بضربه ألف سوط، فکلمه فيه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا من أهل السنة، فلم يزل به حتي ترکه.

[4] مسند أحمد 1 / 77.

[5] مستدرک الحاکم 3 / 149، وفي کنز العمال 6 / 116، والصواعق المحرقة (ص 111) أنه (ص) قال: " النجوم أمان لاهل الارض وأهل بيتي أمان لامتي، ورواه المناوي في فيض القدير 6 / 297، والهيثمي في مجمعه 9 / 174.

[6] صحيح الترمذي 2 / 308، أسد الغابة 2 / 12.

[7] کنز العمال 1 / 48، صحيح الترمذي 2 / 308.

[8] في کنز العمال 1 / 48 لفظ " عترتي ".

[9] مجمع الهيثمي 9 / 163.

[10] الصواعق (ص 75).

[11] فيض القدير 3 / 14.

[12] الصواعق (ص 136).

[13] يراجع في ذلک المراجعات (ص 49 - 52) الاصول العامة للفقه المقارن (ص 164 - 187).

[14] مجمع الزوائد 9 / 168، ورواه الحاکم في مستدرکه 2 / 43 عن حنش عن أبي ذر، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه 2 / 19 بسنده عن أنس بن مالک، ورواه أبونعيم في الحلية 4 / 306 بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ورواه المتقي في کنز العمال بسنده عن ابن الزبير وابن عباس، ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبي (ص 20) بسنده عن علي، ورواه الطبراني في کتابيه الاصغر والاوسط عن أبي سعيد الخدري.

[15] المراجعات (ص 54).

[16] المراجعات (ص 54).

[17] المراجعات (ص 59) نقله عن الثعلبي في تفسير آية المودة من تفسير الکبير.

[18] المراجعات (ص 58) نقله عن الشرف المؤبد (ص 58).

[19] المراجعات نقله عن السيوطي في احياء الميت والنبهاني في أربعينه.

[20] کنز العمال 6 / 217.

[21] مستدرک الحاکم 3 / 151.

[22] مستدرک الحاکم 3 / 137.