بازگشت

عكرمة في الميزان


عكرمة البربري هو أبو عبد الله المدني أصله من البربر كان مولي للحصين ابن أبي الحر العنبري فوهبه لابن عباس لما ولي البصرة من قبل الامام أمير المؤمنين (ع) وبقي رقا حتي توفي ابن عباس فباعه علي بن عبد الله ثم استرده [1] وقد جرح في عقيدته واتهم في سلوكه، فقد ذكر المترجمون له ما يلي: 1 - إنه كان من الخوارج [2] وقد وقف علي باب المسجد فقال ما فيه إلا كافر [3] لان الخوارج ذهبوا إلي كفر المسلمين، أما موقفهم من الامام أمير المؤمنين فمعروف بالنصب والعداء. 2 - إنه عرف بالكذب، وعدم الحريجة منه، وقد اشتهر بهذه الظاهرة فعن ابن المسيب أنه قال لمولاه برد: " لا تكذب علي كما كذب عكرمة علي ابن عباس " [4] ، وعن عثمان بن مرة أنه قال للقاسم: إن


عكرمة حدثنا عن ابن عباس كذا، فقال القاسم: يابن أخي إن عكرمة كذاب يحدث غدوة حديثا يخالفه عشيا [5] .

ومع اتهامه بالكذب لا يمكن التعويل علي أي رواية من رواياته فان اقتراف الكذب من أظهر الاسباب التي توجب القدح في الراوي. 3 - إنه كان فاسقا يسمع الغناء، ويلعب بالنرد، ويتهاون في الصلاة وكان خفيف العقل [6] .

4 - ان المسلمين قد نبذوه وجفوه، وقد توفي هو وكثير عزة في يوم واحد فشهد الناس جنازة كثير ولم يشهدوا جنازته [7] .

ومع هذه الطعون التي احتفت به كيف يمكن الاعتماد علي روايته والوثوق بها وقد اعتمد عليه البخاري وتجنبه مسلم [8] قال البخاري: ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة [9] ومن الغريب أن البخاري يعتمد في رواياته علي عكرمة وأمثاله من المطعونين في دينهم، ويتحرج من رواية العترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم.


پاورقي

[1] تهذيب التهذيب 7 / 263.

[2] ميزان الاعتدال 3 / 95، طبقات القراء 1 / 15، طبقات ابن سعد 5 / 216.

[3] ميزان الاعتدال 3 / 95.

[4] ميزان الاعتدال 3 / 96.

[5] معجم الادباء.

[6] تهذيب التهذيب 7 / 263.

[7] تهذيب التهذيب 7 / 271.

[8] ميزان الاعتدال 3 / 93.

[9] تهذيب التهذيب 7 / 271.