بازگشت

من هم أهل البيت


وأجمع المفسرون وثقاة الرواة [1] أن أهل البيت هم الخمسة أصحاب الكساء وهم: سيد الكائنات الرسول (ص) وصنوه الجاري مجري نفسه أمير المؤمنين (ع) وبضعته الطاهرة عديلة مريم بنت عمران سيدة النساء فاطمة الزهراء التي يرض الله لرضاها ويغضب لغضبها، وريحانتاه من الدنيا سبطاه الشهيدان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ولم يشاركهم أحد من الصحابة وغيرهم في هذه الآية، ويدل علي هذا الاختصاص ما يلي: اولا - إن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي، وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين فجللهم رسول الله (ص) بكساء كان عليه ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا " يكرر ذلك، وأم سلمة تسمع وتري فقالت: وأنا معكم يا رسول الله، ورفعت الكساء لتدخل فجذبه منها، وقال لها: " انك علي خير "


وتواترت الصحاح بذلك [2] ، وهي حسب رواية أم سلمة تدل - بوضوح - علي الحصر بهم، وامتيازهم عن غيرهم بهذه المأثرة المشرفة. ثانيا - إن الرسول (ص) قد سلك كل مسلك في اعلان اختصاص الآية بهم، فقد روي ابن عباس قال: " شهدت رسول الله (ص) سبعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " الصلاة رحمكم الله، كل يوم خمس مرات " [3] ، وروي أنس بن مالك أن النبي (ص) كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر اذا خرج إلي الفجر فيقول: الصلاة يا أهل البيت " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " [4] .

وروي أبوبرزة قال: صليت مع رسول الله (ص) سبعة أشهر فاذا خرج من بيته أتي باب فاطمة (ع) فقال: السلام عليكم " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " [5] .

وقد أكد النبي (ص) اختصاص الآية بأهل بيته ونفاها عن غيرهم ارشادا للامة وإلزاما لها باتباعهم وتسليم قيادتها لهم. ثالثا - احتجاج العترة الطاهرة علي اختصاص الآية بهم، فقد قال الامام الحسن الزكي (ع) في بعض خطبه: " وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا، ويصعد من


عندنا، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " [6] .

وتواترت الاخبار من طرق العترة الطاهرة معلنة اختصاص الآية بالخمسة من أصحاب الكساء وعدم تناولها لغيرهم من اسرة النبي.


پاورقي

[1] تفسير الفخر 6 / 783، النيسابوري في تفسير سورة الاحزاب صحيح مسلم 2 / 331، ما نزل من القرآن في أهل البيت (ص 41)، من المخطوطات المصورة في مکتبة الامام الحکيم نقلت من الخزانة المستنصرية سنة (666 ه) تأليف الحسين بن الحکم الخنزي، الخصائص الکبري 2 / 264، الرياض النضرة 2 / 188، خصائص النسائي، تفسير ابن جرير 22 / 5، مسند أحمد بن حنبل 4 / 107، سنن البيهقي 2 / 150 مشکل الاثار 1 / 334. وقد أورد جلال الدين السيوطي في (الدر المنثور) عشرين رواية من طرق مختلفة في اختصاص الآية بأهل البيت، وأورد ابن جرير في تفسيره خمس عشرة رواية بأسانيد مختلفة في قصر الآية عليهم بالخصوص.

[2] مستدرک الحاکم 2 / 416، أسد الغابة 5 / 521.

[3] الدر المنثور 5 / 199.

[4] مجمع الزوائد 9 / 169، أنساب الاشراف ج 1 ق 1 ص 157.

[5] ذخائر العقبي (ص 24).

[6] مستدرک الحاکم 3 / 172.