بازگشت

التربية النبوية


وقام الرسول الاعظم (ص) بدوره بتربية سبطه وريحانته فأفاض عليه بمكرماته ومثله وغذاه بقيمه ومكوناته ليكون صورة عنه، ويقول الرواة: إنه كان كثير الاهتمام والاعتناء بشأنه، فكان يصحبه معه في أكثر أوقاته فيشمه عرفه وطيبه، ويرسم له محاسن أفعاله، ومكارم أخلاقه، وقد علمه وهو في غضون الصبا سورة التوحيد [1] ، ووردت إليه من تمر الصدقة


فتناول منها الحسين تمرة وجعلها في فيه، فنزعها منه الرسول (ص) وقال له: لا تحل لنا الصدقة [2] ، وقد عوده وهو في سنه المبكر بذلك علي الاباء، وعدم تناول ما لا يحل له، ومن الطبيعي أن ابعاد الطفل عن تناول الاغذية المشتبه فيها أو المحرمة لها أثرها الذاتي في سلوك الطفل وتنمية مداركه حسب ما دللت عليه البحوث الطبية الحديثة، فان تناول الطفل للاغذية المحرمة مما يوقف فعالياته السلوكية، ويغرس في نفسه النزعات الشريرة كالقسوة، والاعتداء والهجوم المتطرف علي الغير، وقد راعي الاسلام باهتمام بالغ هذه الجوانب فألزم بأبعاد الطفل عن تناول الغذاء المحرم [3] .

وكان ابعاد النبي (ص) لسبطه الحسين عن تناول تمر الصدقة التي لا تحل لاهل البيت (ع) تطبيقا لهذا المنهج التربوي الفذ... وسنذكر المزيد من ألوان تربيته له عند عرض ما أثر عنه (ص) في حقه (ع).


پاورقي

[1] تاريخ اليعقوبي 2 / 319.

[2] مسند الامام أحمد 1 / 201

[3] النظام التربوي في الاسلام (ص 92 - 93).