بازگشت

الاسرة


الاسرة [1] من العوامل المهمة في ايجاد عملية التطبيع الاجتماعي، وتشكيل شخصية الطفل، واكسابه العادات التي تبقي ملازمة له طوال حياته، فهي البذرة الاولي في تكوين النمو الفردي، والسلوك الاجتماعي، وهي أكثر فعالية في ايجاد التوازن في سلوك الشخص من سائر العوامل التربوية الاخري، فمنها يتعلم الطفل اللغة، ويكتسب القيم والتقاليد الاجتماعية. والاسرة إنما تنشأ أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان والبعد عن الشذوذ والانحراف فيما اذا شاع في البيت الاستقرار والمودة والطمأنينة وابتعد عن ألوان العنف والكراهية، واذا لم ترع ذلك فإن أطفالها تصاب بعقد نفسية خطيرة تسبب لهم كثيرا من المشاكل والمصاعب، وقد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة، وأكثرها تمهيدا للاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه [2] .

كما أن من أهم وظائف الاسرة الاشراف علي تربية الاطفال فانها مسؤوله عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة وقواعدها في صورة تؤهله في مستقبل حياته من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع. وأهم وظائف الاسرة عند علماء التربية هي ما يلي:


أ - اعداد الاطفال بالبيئة الصالحة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية. ب - اعدادهم للمشاركة في حياة المجتمع والتعرف علي قيمة وعاداته. ج - توفير الاستقرار والامن والحماية لهم. د - امدادهم بالوسائل التي تهئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع [3] .

ه - تربيتهم بالتربية الاخلاقية والوجدانية والدينية [4] .

وعلي ضوء هذه البحوث التربوية الحديثة عن الاسرة ومدي أهميتها في تكوين الطفل، وتقويم سلوكه بجزم بأن الامام الحسين (ع) كان وحيدا في خصائصه ومقوماته التي استمدها من اسرته فقد نشأ في أسرة تنتهي اليها كل مكرمة وفضيلة في الاسلام، فما أظلت قبة السماء أسرة أسمي ولا أزكي من أسرة آل الرسول (ص)... لقد نشأ الامام الحسين (ع) في ظل هذ الاسرة وتغذي بطباعها وأخلاقها، ونعرض - بايجاز - لبعض النقاط المضيئة النابضة بالتربية الفذة التي ظفر بها الحسين (ع) في ظل الاسرة النبوية.


پاورقي

[1] الاسرة: عند علماء الاجتماع هي الرابطة الاجتماعية التي تتکون من زوج وزوجة وأطفالها وتشمل الجدود والاحفاد. انظر علم الاجتماع (ص 92).

[2] الامراض النفسية والعقلية (ص ب).

[3] النظام التربوي في الاسلام.

[4] نظام الاسرة في الاسلام.