بازگشت

اقوال شاذة


وحفلت بعض مصادر التاريخ والاخبار بصور مختلفة لتسمية الامام الحسين (ع) لا تخلو من التكلف والانتحال وهي: 1 - ما رواه هانئ بن هانئ عن علي (ع) قال: لما ولد الحسن جاء رسول الله (ص) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسن، فلما ولد الحسين قال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث جاء النبي صلي الله عليه وآله فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: حربا، فقال بل هو محسن [1] .

وهذه الرواية - فيما نحسب - لا نصيب لها من الصحة وذلك: أ - أن سيرة أهل البيت (ع) قامت علي الالتزام بحرفية الاسلام


وعدم الشذوذ عن أي بند من أحكامه، وقد كره الاسلام تسمية الانباء بأسماء الجاهلية التي هي رمز للتأخر والانحطاط الفكري، مضافا إلي أن هذا الاسم علي لجد الاسرة الاموية التي تمثل القوي الحاقدة علي الاسلام والباغية عليه، فكيف يسمي الامام ابناءه به؟!!. ب - إن اعراض النبي (ص) عن تسمية سبطه الاول به مما يوجب ردع الامام عن تسمية بقية أبنائه به. ج - إن المحسن باتفاق المؤرخين لم يولد في حياة الرسول (ص) وإنما ولد بعد حياته بقليل، وهذا مما يؤكد انتحال الرواية وعدم صحتها. 2 - روي احمد بن حنبل بسنده عن الامام علي (ع) قال: لما ولد لي الحسن سميته باسم عمي حمزة، ولما ولد الحسين سميته باسم أخي جعفر فدعاني رسول الله (ص) فقال: إن الله قد أمرني أن أغير اسم هذين فسماهما حسنا، وحسينا ". [2] وهذه الرواية كسابقتها في الضعف فان تسمية السبطين بهذين الاسمين وقعت عقيب ولادتهما حسب ما ذهب إليه المشهور ولم يذهب أحد إلي ما ذكره أحمد 3 - روي الطبراني بسنده عن الامام علي (ع) أنه قال: لما ولد الحسين سميته باسم أخي جعفر فدعاني رسول الله (ص) وأمرني أن أسميه حسينا [3] ، وهذه الرواية تضارع الروايتين في ضعفها فان الامام أمير المؤمنين عليه السلام لم يسبق رسول الله (ص) في تسمية سبطه وريحانته وهو الذي أسماه بذلك حسب ما ذهب اليه المشهور وأجمعت عليه روايات أهل البيت (ع).



پاورقي

[1] نهاية الارب 18 / 213، الاستيعاب المطبوع علي هامش الاصابة 1 / 368، تهذيب التهذيب 2 / 296، مسند أحمد بن حنبل.

[2] مسند الامام أحمد بن حنبل.

[3] المعجم الکبير للطبراني.