بازگشت

وجوم النبي و بكاؤه


ولما بشر الرسول الاعظم بسبطه المبارك خف مسرعا إلي بيت بضعته فاطمة (ع) وهو مثقل الخطا قد ساد عليه الوجوم والحزن، فنادي بصوت خافت حزين النبرات. " يا أسماء هلمي ابني ". فناولته أسماء، فاحتضنه النبي، وجعل يوسعه تقبيلا، وقد انفجر بالبكاء فذهلت أسماء، وانبرت تقول: " فداك أبي وأمي مم بكاؤك؟!! ".


فاجابها النبي (ص) وقد غامت عيناه بالدموع. " من ابني هذا ". وملكت الحيرة إهابها فلم تدرك معني هذه الظاهرة ومغزاها فانطلقت تقول: " إنه ولد الساعة ". فاجابها الرسول بصوت متقطع النبرات حزنا وأسي قائلا: " تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي... ". ثم نهض وهو مثقل بالهم وأسر إلي أسماء قائلا: " لا تخبري فاطمة فانها حديثة عهد بولادة... ". [1] .

وانصرف النبي (ص) وهو غارق بالاسي والشجون، فقد استشف من وراء الغيب ما سيجري علي ولده من النكبات والخطوب التي تذهل كل كائن حي.


پاورقي

[1] مسند الامام زيد (ص 468) وفي أمالي الصدوق (ص 120) أن النبي (ص) أخذ الحسين بعد ولادته، ثم دفعه إلي صفية بنت عبد المطلب وهو يبکي ويقول: لعن الله قوما هم قائلوک يا بني قالها: ثلاثا، قالت فداک أبي وأمي، ومن يقتله؟ قال تقتله الفئة الباغية من بني أمية.