بازگشت

الام


إنه الغرس الطيب من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) التي طهرها الله بفضله، وجعلها تهدي من ضلال، وتجمع من فرقة... انها فاطمة الزهراء التي تحمل قبسا من روح أبيها وفيضا من نوره، وأشعة من هديه، فكانت موضع عنايته واهتمامه، وقد أحاطها بهالة من الاكبار والتقدير، ففرض ولاءها علي المسلمين ليكون ذلك جزءا من عقيدتهم ودينهم، وقد أذاع فضلها وعظيم مكانتها في الاسلام لتكون قدوة لنساء أمته، لقد أشاد (ص) بقيمها ومثلها في منتدياته العامة والخاصة، وعلي منبره ليحفظه المسلمون فقد قال فيما أجمع عليه رواة الاسلام: 1 - " إن الله يغضب لغضبك ويرضي لرضاك... " [1] .

2 - " إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها، وينصبني ما أنصبها... " [2] .


3 - " فاطمة سيدة نساء العالمين... " [3] .

إلي غير ذلك من الاخبار التي تحدثت عن معالم شخصية الزهراء (ع) وأنها قدوة الاسلام، والمثل الاعلي لنساء هذه الامة التي تضئ لهن الطريق في حسن السلوك والعفة وانجاب أجيال مهذبة... فما أعظم بركتها وأكثر عائدتها علي الاسلام، ويكفي في عظيم شأنها أنه سميت علي اسمها الدولة الفاطمية العظيمة، كما أن الجامع الازهر اشتق من اسمها. [4] بل يكفي في عظمة الدولة الفاطمية أن تبركت باسم الزهراء. وعلي أي حال فان الرسول الاعظم (ص) استشف من وراء الغيب أن بضعته الطاهرة هي التي تتفرع منها الثمرة الطيبة من أئمة أهل البيت عليهم السلام خلفاء الرسول، ودعاة الحق في الارض الذين يتحملون اعباء رسالة الاسلام، ويعانون في سبيل الاصلاح الاجتماعي كل جهد وضيق فلذا أولاها النبي اهتمامه، وجعل ذريتها موضع رعايته وعنايته.


پاورقي

[1] مستدرک الصحيحين 3 / 153، تهذيب التهذيب 12 / 441 کنز العمال 7 / 111، أسد الغابة 5 / 522، ميزان الاعتدال 2 / 72، ذخائر العقبي ص 39.

[2] صحيح الترمذي 2 / 319، مسند أحمد بن حنبل 4 / 5، وفي صحيح الترمذي، قال (ص): " فانما ابنتي - يعني فاطمة - بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها " وفي کنز العمال 6 / 219، قال (ص): " انما فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويغضبني ما يغضبها ".

[3] أسد الغابة 5 / 522، وفي مسند أحمد بن حنبل 6 / 112، قال: " فاطمة سيدة نساء هذه الامة أو نساء المؤمنين " وفي صحيح البخاري في کتاب بدء الخلق " أما ترضين أن تکوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين ".

[4] نساء لهن في التاريخ الاسلام نصيب (ص 84).