بازگشت

لماذا أخرج أهل بيته


ص40 ما إنقطعت دعوة الحسين (عليه السلام) بقتله ولكن ما برح جهاده مستمرّاً ـ بعد قتله ـ من كربلاء ـ أرض الشهادة ـ إلي الكوفة ثمّ إلي الشام ـ عاصمة اُميّة ـ ثمّ منها إلي المدينة. فسار جهاد الحسين مع الأساري أينما ساروا يدعو كلّ حي إلي الجهاد عن العقيدة فما مرّ ركب الأساري علي بلد إلاّ وأهلها يلبّون دعوة الحسين ـ إلي أن انقلب ـ الشام ـ علي يزيد وحكمه ودكدك عرشه. وكذلك كان ركب الأسر مهيّجاً للخواطر الغافلة ضدّ الظلم المطبق فلم تمت مقاصد الحسين (عليه السلام) بموت شخصه. فالحسين (عليه السلام) أخرج أهل بيته لتكون ثورته متّصلة الحلقات إلي تحقيق مقاصده السامية. فكان ركب أهل بيت الحسين يسير أسيراً وينادي:ـ نحن عيال الحسين الشهيد بأرض الطفّ، سبط رسول الله (صلي الله عليه وآله)، الذي قتله يزيد ظلماً وعدواناً. فالقلوب تثور علي يزيد، والأفكار تهيج ضدّه وتتلوها الأبدان. وفي أخذ الحسين أهل بيته إلي أرض ـ الثورة والشهادة ـ

ص42 كربلاء تأييد عظيم لدعوته ورسالة مرفوعة إلي كلّ الأنحاء. فكم موقف وقفت فيها عيالات الحسين (عليه السلام)، محاربات باللسان ناشرات مبدء الحسين في هذا الأسر.

(فمنها) بسالة الحوراء زينب بنت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)حين رأت الناس يبكون في سكك الكوفة؛ فأومأت إلي الناس ان اسكتوا؛ فسكتت الأجراس، وهدأت الأنفاس؛ فانطلقت قائلة:


الحمد لله، والصلاة علي محمّد وآله الطيبين الأخيار، أمّا بعد: ياأهل الكوفة، ياأهل الختل [1] والغدر، أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة [2] ، ولا هدأت الرنّة. إنّما مثلكم كمثل «التي نقضت [3] غزلها من بعد قوّة أنكاثا تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم» ألا وهل فيكم إلاّ الصلف [4] النطف [5] ، والعجب والكذب والشنف [6] وملق الاماء [7] وغمز الأعداء [8] أو كمرعي علي دمنة [9] أو كفضّة علي ملحودة [10] ألا:


«بئس ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون» [11] أتبكون وتنتحبون، «فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلا» [12] فلقد ذهبتم بعارها وشنارها [13] ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأنّي ترحضون، قتل سليل خاتم النبوّة، ومعدن الرسالة، ومدرء [14] حجّتكم، ومنار محجّتكم [15] وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، وسيّد شباب أهل الجنّة، «ألا ساء ما تزرون»؛ فتعساً لكم ونكسا، وبعداً لكم وسحقا؛ فلقد خاب السعي، وتبّت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله ورسوله، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة. ويلكم ياأهل الكوفة، أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم وأي كريمة


له أبرزتم، وأي دم له سفكتم، وأي حرمة له انتهكتم لقد جئتم شيئاً ادّا [16] «تكاد السماوات يتفطّرن منه» وتنشق الأرض، وتخرّ الجبال هدّا ولقد أتيتم بها فرقاء [17] شوهاء [18] كطلاح الأرض [19] ، وملأ السماء، أفعجبتم أن مطرت السماء دماً؟ «ولعذا الآخرة أخزي وهم لا ينصرون» فلا يستخفنّكم المهل [20] فانّه لا يحفزه البدار [21] ، ولا يخاف فوت الثأر، وانّ ربّكم لبالمرصاد [22] هذه احدي المقامات الثورية للعقيلة. فقد قلبت لأوّل مرّة الكوفة من الفرح، إلي بكاء وحزن وحيرة. وكاد الركب أن يحدث ثورة فيها.. فانتبه الأمير لذلك ووجّههم إلي الشام. وأوردوا علي يزيد، وكان محتفلا: بسرور ورود أساري الخوارج (علي ما أذاعه) إلي الشام، وحضر المحفل كلّ ذي شأن من جميع الطوائف ـ اُمراء وعلماء وشيوخ ووفود. فرأت عقيلة حيد انّ هذا هو المحلّ الذي يلزم أن تجاهد فيه، وأن تؤدّي فيه رسالة الحسين أخيها ـ الشهيد ـ؛ فصرخت في وجه يزيد قائلة: الحمد لله ربّ العالمين، وصلّي الله علي رسوله وآله أجمعين صدق الله سبحانه حيث يقول: (ثمّ كان عاقبة الذين أساءوا السوأي أن


كذّبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون).. أظننت يايزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأُساري، أنّ بنا علي الله هواناً وبك عليه كرامة؟ وانّ ذلك لعظم خطرك عنده [23] فشمخت بأنفك [24] ونظر في عطفك [25] جذلان مسروراً حين رأيت الدنيا لك مستوسقة [26] والاُمور متّسقة [27] وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلا مهلا، أنسيت قول الله تعالي: (ولا يحسبنّ الذين كفروا إنّما نملي لهم خير لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إماً ولهم عذاب مهين) أمن العدل يابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإمائك [28] ، وسوقك بنات رسول الله سبايا؟ قد هتكت ستورهنّ، وأبديت وجوههنّ تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلي بلد، ويستشرفهنّ [29] أهل المناهل [30] والمعاقل [31] ويتصفّح [32] وجوههنّ القريب والبعيد، والداني والشريف، ليس معهنّ من حماتهنّ حمي، ولا من رجالهنّ ولي، وكيف يرتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء [33] ، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف


يستبطاء في بغضنا ـ أهل البيت ـ من نظر إلينا بالشنف [34] والشنآن [35] والإحن [36] والأضغان [37] ثمّ تقول غير متأثّم ولا مستعظم [38] :

لأهلّوا واستهلّوا فرحاً ثمّ قال يايزيد لا تشل [39] .

منحنياً علي ثنايا أبي عبدالله سيّد شباب أهل الجنّة، تنكتها [40] بمخصرتك [41] وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشافة [42] بإراقتك دماء ذريّة محمّد (صلي الله عليه وآله)، ونجوم




ص51 الأرض من آل عبدالمطلّب، وتهتف بأشياخك، زعمت انّك تناديهم، فلتردن وشيكاً موردهم، ولتودّن انّك شللت وبكمت، ولم تكن قلت ما قلت، وفعلت ما فعلت. اللهمّ خذ لنا بحقّنا، وانتم ممّن ظلمنا، وأحلل غضبك بمن سفك دمائنا، وقتل حماتنا. فوالله ما فريت [43] إلاّ جلدك ولا حززت إلاّ لحمك، ولتردن علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) بما تحمّلت من سفك دماء ذريّته، وإنتهكت من حرمته في


عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم ويلمّ شعثهم، ويأخذ بحقّهم... (ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربّهم يرزقون) [44] وحسبك بالله حاكماً، وبمحمّد (صلي الله عليه وآله)خصيماً، وبجبرائيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين، بئس للظالمين بدلا وأيّكم شرّ مكاناً، وأضعف جندا.

ص52 ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك [45] ، انّي لأستصغر خدّك، وأستعظم تقريعك [46] وأستكثر توبيخك، لكن العيون عبري، والصدور حرّي [47] ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء. فهذه الأيدي تنطف [48] من دمائنا، والأفواه تتحلّب [49] من لحومنا، وتلك الجثث


ص53 الطواهر الزواكي تنتابها [50] العواسل [51] ، وتعفّرها [52] اُمّهات الفراعل [53] ولئن اتّخذتنا مغنما، لتجدنّ وشيكاً مغرما، حين لا تجد إلاّ ما قدّمت يداك، «وما ربّك بظلاّم للعبيد»، وإلي الله المشتكي وعليه المعوّل؛ فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك؛ فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلاّ فند [54] ، وأيّامك إلاّ عدد، وجمعك إلاّ بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله علي الظالمين، والحمد لله ربّ العالمين؛ الذي حتّم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة، ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد، ويحسن علينا الخلافة، انّه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وهكذا تحارب العقيلة ـ فتقلب الأفكار علي الظلم والباطل ـ انّه ـ حقّاً أعظم من البسالة في ميادين الجهاد.


ص54 وكذلك خطبة الإمام زين العابدين وسائر الآل في الكوفة ـ والشام ـ توضّح حال الاُسراء وانّهم من؟ ولماذا أُسروا؟ ومن أسرهم؟ وكشف القناع عن فضائح بني اُميّة وذكر أنسابهم الحافلة بالإجرام. فأسباب إخراج الحسين (عليه السلام) أهل بيته معه إلي أرض كربلاء تتلخّص في ما يلي:

(الأوّل):ـ انّ مشيئة الله تعلّقت بذلك لينتج نتائجه القيّمة من نشر الحقّ ودفع الباطل. وقد أفصح (عليه السلام) عن ذلك بقوله لاُمّ سلمة: «قد شاء الله أن يراني مقتولا ظلماً وعدواناً وشاء أن يري حرمي ورهطي ونسائي مشردّين وأطفالي مذبوحين مأسورين مقيّدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معيناً». وفي قوله لأخيه ابن الحنفية لمّا قال له: إذا علمت انّك مقتول فما معني حملك هؤلاء النسوة معك: «لقد قال لي جدّي: قد شاء الله أن يراهنّ سبايا متهتّكات». وأمره رسول الله (صلي الله عليه وآله) لرضا بذلك كما قال (عليه السلام) لابن عبّاس حين أشار إليه بعدم المسير بهنّ خوفاً من القتل والسبي:

ص55 «يابن العمّ انّي رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) في منامي وقد أمرني بأمر لا أقدر علي خلافه وانّه أمرني بأخذهنّ معي».

(الثاني):ـ عدم إئتمان أحد عليهنّ كما صرّح هو به في تتمّة قوله لابن عبّاس الآنف:ـ «وانّهنّ ودائع رسول الله ولا آمن عليهنّ


أحداً». ولخوفه (عليه السلام) من تعرّض يزيد لهنّ أن تركهنّ بقتل أو سبي أو إعتداء وهو حي وذلك أعظم مصيبة عليه.

(الثالث):ـ عدم مفارقتهنّ له لأنّه (عليه السلام) كان عميداً لآل البيت وسيّداً للعلويين وحامي حماهم وملجأهم الوحيد عند الشدائد. فكيف يتركه أهل بيته وأخواته؟ كما قال هو أيضاً. في قوله لابن عبّاس «وهنّ أيضاً لا يفارقنني» ويدلّ عليه أيضاً قول العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين حين سمعت كلام ابن عبّاس في اخلافهنّ في المدينة: «يابن عبّاس أتشير إلي شيخنا وسيّدنا أن يخلفنا هيهنا ويمضي وحده. وهل أبقي الزمان

ص56 لنا غيره؟ لا والله بل نحيي معه ونموت معه».

(الرابع): كشف الحجب عن ظلم بني اُميّة وعدائهم إلي آل البيت ـ النبوي ـ وإبانة واقعهم المرموق في الملأ. وتمويه سعي يزيد من قلب الواقع علي الاُمّة.. حيث أذاع فيهم انّ الثائرين ـ خوارج ـ وانّ الأساري أساري الخارجين. فأبانت عيالات الحسين بذلك الجهاد المقدّس ـ الواقع للاُمّة مبيّنة انّ الثائرين هم حسين وأصحابه ـ أصحاب الحقّ والإيمان ـ والأساري هم آل بيت الرسول (صلي الله عليه وآله). وكان ذلك أقوي ذريعة لدكّ صروح الظلم.

(الخامس): بثّ دعوة الحسين. ووصل حلقاتها. فبالأساري إنتشر نبأ الحسين إلي العالم الإسلامي فانّ آل البيت لم تدخل بلدة أو محفلا إلاّ ونادوا بنداء الحسين. فأبانوا واقع ثورته.. ولولا الاُساري لأنقطع ندائه (عليه السلام) ولأخمد الاُمويّون نور دعوته ونار ثورته.. وذلك


غير ما جعله هدفاً لثورته.

(السادس):ـ تحريض الاُمّة علي أخذ الثار من الاُمويين.. الكفرة.. وإرسال خبر قتله بتلك القساوة ـ إلي كلّ ذي ضمير عادل حي وشعور يقظ. حتّي حنق ـ كلّ سامع ـ علي يزيد وأصبح كلّ صغير وكبير سمع نعيه يبرء من يزيد وفعله، ولم يبق من لم يسمع ندائه (عليه السلام)ـ الرفيع ـ؛ فلذلك تلت ثورته وسبي عياله ثورات عدّة:

(منها) حركة أهل المدينة: فانّ أهل البيت بعد رجوعهم إلي المدينة كانوا ينوحون علي الحسين ويذكرون مصائبه ـ التي تحرق القلب وتذيب الكبد ـ فكان أهل المدينة يسمعون ذلك ـ وهم يحبّون أهل البيت ـ فينقلبون حميماً ـ علي يزيد إلي أن حدثت تلك الثورة الأليمة وقعة الحرّة. وتلتها ثورة ابن الزبير والمختار والتوّابين وابن الأشتر. وبعدها نهوض زيد بن علي الشهيد (رضي الله عنه) والحسين بن علي الشهيد ـ صاحب فخّ ـ (رضي الله عنه).. إلي العشرات من الثورات التي قام بها المصلحون. فأخذ الحسين (عليه السلام) أهله وأطفاله معه إلي أرض شهادته.. نصرةً للدين وتأييداً لما خرج لأجله. وبعد ذلك كان ما أراد، واُزيل ذلك الحكم الغاشم،

ص58 وقطعت تلك الشجرة الملعونة وإنقطع دابر الكافرين.. وعاش المسلمون بعدهم بهناء وعزّ وسيادة وإزدهار. وفاقت الاُمم كلّها قوّة وعلماً وثروة وتقدّماً.. وذلك ما أراده الحسين (عليه السلام) بعد إرادة الله وروسوله.



پاورقي

[1] الختل: الخداع في غفلة.

[2] لا رقأت: دعاء بمعني لا سکنت، ولا إنقطعت.

[3] اقتباس من قوله تعالي في سورة النحل 16/90: (ولا تکونوا کالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنکاثا تتّخذون أيمانکم دخلا بينکم...) الآية إيماءاً إلي أنّ أهل الکوفة خالفوا نصّ الکتاب في نقضهم العهود، المنهي عنه في الآية السابقة علي هذه الآية: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان توکيدها وقد جعلتم الله عليکم کفيلا انّ الله يعلم ما تفعلون). ومعني کلامها «سلام الله عليها» أنتم ـ ياأهل الکوفة ـ کالامرأة التي نقضت غزلها وأفسدتها بالحلّ من بعد اعمال القوّة والإبرام في نسجه فجعلت غزلها أنکاثاً «وهو جمع نکث بکسر الأوّل وهو المنقوض بعد القتل» أي خيوطاً، والمعني نقضت غزلها نقض انکاث (بمعني المصدر) کما تتّخذون حلفکم علي عهودکم خيانة ومکراً. وهکذا جعلت العقيلة القرآن شعاراً لها في جميع خطاباتها الجبّارة لتعلن إلي الملأ انّ الثائرين مع القرآن والثورة للقرآن.

[4] الصلف: مصدر بمعني التمدّح بما ليس له.

[5] النطف: مصدر بمعني القذف بالفجور وبمعني الشرّ والفساد.

[6] الشنف: المبغض بغير الحقّ.

[7] ملق الإماء: ودّها ومحبّتها من دون النساء.

[8] غمز الأعداء: الطعن فيهم باللسان والکلام عليهم فقط.

[9] الدمنة: المزبلة. تريد(عليها السلام)انّه ليس فيکم إلاّ: کالمرعي في حسن الظاهر علي المزبلة في قبح الباطن.

[10] وفي رواية «أو کقصّة» بالقاف المفتوحة وهي «الجصّ» والملحودة: القبر والمقصود انّه ليس منکم أحد في حسن ظاهره وقبح باطنه إلاّ کالفضّة أو الجصّ الأبيض الموضوع علي القبر النتن.

[11] إقتباس من قوله تعالي في سورة المائدة 5/80

(تري کثيراً منهم يتولّون الذين کفروا لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) إشارة إلي أنّ الفعل الذي صدر منهم بئس العلم وانّ أوليائهم الذين يتولّونهم هم الکافرون.

[12] إقتباس من قوله تعالي في سورة التوبة 9/82 في المخلّفين عن الجهاد: (فليضحکوا قليلا وليبکوا کثيرا جزاءاً بما کانوا يکسبون) إيماءاً إلي أنّ القاعدين عن الجهاد بين يدي أبي عبدالله الحسين سبط الرسول کالمخلّفين عن الجهاد مع رسول الله.

[13] الشنار أقبح العيب أي تحمّلتم عار الاُمّة ولن تغسلوها عن أنفسکم بعد الفعلة التي فعلتموها أبداً.

[14] المدرء: ما يدفع به.

[15] المحجّة: الطريق.

[16] أي منکراً فظيعاً.

[17] أي حمقاء والضمير عائد إلي الفعلة التي فعلوها.

[18] أي قبيحة.

[19] أي کقدر الأرض في الکبر والعظم.

[20] أي لا يصدنّکم الرفق بکم عن ترک طاعة الله وفعل معصيته.

[21] أي فانّ الله تعالي لا يحثّه علي العمل لزوم المسارعة إليه.

[22] عن اللهوف لابن طاووس (رحمه الله).

[23] عظم الخطر: کرامة القدر ورفعة المنزلة.

[24] شمخ بأنفه أي تکبّر وتعزّز ورفع أنفه.

[25] نظرت في جانبک والعطف الجانب والمراد هو التکبير والعجب بذلک.

[26] الاستوساق: الإجتماع.

[27] متّسقة: أي مستوية أي لا خلاف عليک فيها.

[28] من خدر البنت جعل لها خدراً، وألزمها الخدر، أي بؤها محلا مستوراً.

[29] إستشرف أي مدّ عنقه لينظر إليه وطلب الإشراف عليه.

[30] المناهل: جمع منهل الموضع الذي فيه الماء علي الجادة.

[31] المعاقل: جمع المعقل بمعني الملجيء والمراد المنازل التي يلجأ الناس إليها.

[32] تصفّح وجهه: تأمّل في وجهه نظر إلي حليه وصورته ويتعرّف أمره.

[33] أي کيف يرجي خوف من لفظ فمه أکباد الأزکياء من الله تشير (عليها السلام)

إلي فعل هند لعنها الله بکبد عمّ النبي حمزة (رضي الله عنه).

[34] الشنف: أي البغض والنکراء.

[35] الشنآن هو البغض مع عداوة.

[36] الإحن أي الأحقاد والعداء المضمر.

[37] الأضغان: الأحقاد أيضاً.

[38] أي لا تحسب قولک إثماً ولا شيئاً عظيماً.

[39] هذا البيت من أبيات تمثّل بها يزيد في ذلک المجلس قبل خطبة العقيلة وهي لابن الزبعري، وتمثّل يزيد بها لا يدلّ إلاّ علي إعتقاده بما فيها وهو دليل جازم علي کفره وخروجه عن الإسلام وهي:



ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلّوا واستهلّوا فرحاً ثمّ قالوا يايزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملک فلا خبر جاء ولا وحي نزل!!



لست من خندف ان لم أنتقم من بني أحمد ما کان فعل!! .

[40] تنکتها: أي تضربها.

[41] المخصرة: شيء کالسوط.

[42] نکا القرحة: إذا قشرها قبل أن تبرأ، والشأفة قرحة تخرج في أسفل القدم، واستأصل الشافة أي أزالها، والمقصود انّک اقشرت قرحة قلوبنا بالقتل وأزلت قرحة نفسک باستشفائک.

[43] أي ما قطعت بقتل أولياء الله إلاّ جلدک وقوّتک وحکمک.

[44] إقتباس من قوله تعالي في سورة آل عمران 3/169، تشير (عليها السلام)

إلي انّ الثائرين قتلوا في سبيل الله لا کما أذاعه يزيد في حزبه انّهم خوارج علي الإسلام.

[45] عجباً لبراعة البلاغة!! تعبّر بمنطقها الساحر عن حطّ منزلة يزيد ودنائة نسبه وحسبه وعن فضيلة أصلها الثابت وفرعها المتلائي وعن کرامة أخيها ـ الشهيد ـ وتتحسّر علي تکلّمها معه وتعلن إلينا أن تتحجّب عن مکالمة الأجانب إلاّ في مثل موقفها الحرج حيث أداء رسالة الحسين ـ شهيد العقيدة والدين ـ.

[46] أي أحسب تقريعک وضربک ثنايا الحسين فعلا عظيماً صادراً من شخص لئيم مثلک.

[47] الحروة حرقة في الصدر من الوجع.

[48] تنطف: أي تقطر وتسيل.

[49] تتحلّب: أي تشرب الحليب وتتغذّي به.

[50] تنتاب: أي تأتيها مرّة بعد اُخري.

[51] العواسل: الذئاب.

[52] تعفّرها: تمرّغها في التراب.

[53] الفراعل: أولاد الضباع.

[54] أي إلاّ عجز عن مقاومة الدين.