بازگشت

اتمام الحجة علي أهل الكوفة


ومن أسباب خروجه إلي العراق، ودواعيه المهمّة ـ إجابة دعوة الكوفة إيّاه؛ فانّهم أرسلوا إليه ان: أقدم علي جند لك مجنّدة... حتّي إجتمع عنده إثني عشر الف كتاب إشترك في الكتاب الخمسة والعشرة يستنجدون به من الذلّ والهوان، ويعدونه النصر؛ فكان من الواجب عليه (عليه السلام) الذهاب إليهم؛ لإتمام الحجّة عليهم؛ سيّما بعد أن أرسل إليه نائبه ورسوله مسلم بن عقيل ـ بإقبال الناس عليه؛ وتوافرهم علي البيعة له، وانّهم بلغوا ثلاثين ألفاً.

(وامّا). عدم رجوعه بعد علمه بغدر أهل الكوفة؛ فلأنّ أهل بيته أبوا الرجوع، فقد قال (عليه السلام)لهم حينئذ: ما ترون فقد قتل مسلم؟ فقالوا: والله لا نرجع حتّي نصيب ثارنا، أو نذوق ما ذاق؛ فما كان من العدل أن يتركهم وهم الذين واسوه إلي ذلك الموقف؛ فقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء. هذا مع انّه (عليه السلام) لم يجد ملجاءً يلجأ إليه؛ فما كان عليه إلاّ أن يتابع السير ليلقي مقرّه.