بازگشت

بعض ما قيل في الحسين من المراثي


[245]- [1] أخبرنا أبومحمد عبدالرحمان بن عبدالله بن علوان قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبدالرحمان الخطيب ح.

و أخبرنا علي بن عبدالمنعم بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي، قالا: أنبأنا محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبونصر محمد بن أحمد بن علي الصيرفي - اذنا و مشافهة أن القاضي أبابكر أحمد بن الحسين الحرشي أجاز لهم - قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثنا ابن عائشة قال:

وقف سليمان بن قنة بمصارع الحسين وأصحابه بكربلا، فاتكأ علي قوسه، وجعل يبكي


و يقول [2] :



ان قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فلت



مررت علي أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلت



فلا يبعد الله الديار و اهلها

و ان أصبحت منهم برغمي تخلت



ألم تر أن الأرض أمست مريضه

لفقد حسين والبلاد اقشعرت



و كانوا رجاء ثم عادوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا و جلت



[246]- [110] أخبرنا أبوهاشم عبدالمطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبوسعد عبدالكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدنا محمد بن محمد الدهقان الامام بجامع بلخ قال: أنشدت لسليمان بن قنة:



مررت علي [3] أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلت



فلا يبعد الله الديار و أهلها

و ان أصبحت منها برغمي تخلت



ألا ان قتلي الطف من آل هاشم

أذلت رقاب المسلمين فذلت



و كانوا غياثا ثم اضحوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا و جلت [4] .

[247]- أخبرنا أبوالمفضل مرجي بن محمد بن هبةالله بن شقره - قراءة عليه - قال: أنبأنا القاضي أبوطالب محمد بن علي الكناني، عن أبي منصور عبدالمحسن بن محمد بن علي قال: أنشدنا القاضي أبوالقاسم علي بن محسن التنوخي قال: أنشدنا أبوبكر أحمد بن القاسم


ابن نصر بن زياد النيسابوري قال:

أنشدنا أبوعلي الحسن بن علي الخزاعي دعبل لنفسه:



مدارس آيات خلت من تلاوة

و منزل وحي مقفر العرصات [5] .



لآل رسول الله بالخيف من مني

و بالبيت و التعريف و الجمرات



قفا نسأل الدار التي خف أهلها

متي عهدها بالصوم و الصلوات



قال فيها:



فأما المصيبات التي لست بالغا

مبالغها مني بكنه صفاتي [101 - ب]



قبور لدي النهرين من بطن كربلاء

معرسهم منها بشط فرات



أخاف بأن أزدارهم و يشوقني

معرسهم بالجزع ذي النخلات



تقسمهم ريب المنون فما تري

لهم عقوة مغشية الحجرات



خلا أن منهم بالمدينة عصبه

مذودون أنضاء من الأزمات



قليله زوار خلا أن زورا

من الضبع والعقبان و الرخمات






و كيف أداوي من جوي بي و الجوي

أمية أهل الكفر و اللعنات



و آل زياد في الحرير مصونه

و آل رسول الله في الفلوات



و آل رسول الله نحف جسومها

و آل زياد غلظ الرقبات



ألم تراني مذ ثلاثون حجة

أروح و أغدو دائم الحسرات



أري فيئهم في غيرهم متقسما

و أيديهم من فيئهم صفرات



اذا و تروا مدوا الي واتريهم

أكفا عن الأوتار منقبضات [6] .

و هذه قصيدة شاعرة طويلة تزيد علي الخمسين بيتا نوردها ان شاء الله تعالي بكمالها في ترجمة دعبل بن علي الخزاعي. [7] .

[248]- أخبرنا أبوهاشم عبدالمطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبوسعد السمعاني قال: سمعت أباالسعادات المبارك بن الحسين بن عبدالوهاب الواسطي بالنعمانية - مذاكرة من حفظه - يقول: سمعت القاضي أبايوسف عبدالسلام بن محمد القزويني يقول:

اجتمعت يعني بابي العلاء أحمد بن عبدالله بن سليمان المعري [8] [102] فجري بيننا


كلام، فقال أبوالعلاء: ما سمعت في مراثي الحسين بن علي - رضي الله عنهما - مرثية تكتب!

قال: فقلت له: قد آل رجل من فلاحي بلدنا أبياتا يعجز عنها شيخ تنوخ!

فقال لي: أنشدنيها، فأنشدته:



رأس ابن بنت محمد و وصيه

للمسلمين علي قناة يرفع



والمسلمون بمنظر و بمسمع

لا جازع فيهم و لا متفجع



كحلت بمنظرك العيون عماية

و أصم رزؤك كل أذن تسمع



أيقظت أجفانا و كنت أنمتها

و أنمت عينا لم تكن بك تهجع



ما روضة الا تمنع أنها

لك تربة و لخط قبرك مضجع



فقال لي أبوالعلاء: والله ما سمعت أرق من هذا!

قلت: قد رثي الحسين - رضوان الله عليه - بأشعار كثيرة، لو بسطت يدي الي ايراد جملة منها لطال ذكرها وامتنع حصرها، فاقتصرت منها علي هذا القليل خوفا من الاكثار و تجنبا للتطويل.


[بسم الله و هو المستعان]

فرغت من نسخ هذا المقتل و هو ترجمة الحسين عليه السلام من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب للكمال ابن العديم ابن أبي جرادة الحلبي عشية يوم الأربعاء الرابع و العشرين من شوال سنة 1398 هجرية. و نسخة الأصل المخطوطة بخط المولف في مكتبة السلطان أحمد الثالث في طوبقبوسراي في اسلامبول برقم.. و انا الاقل عبدالعزيز الطباطبائي، و فرغت من مقابلته عصر يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة 1399 هجرية.


پاورقي

[1] رواه ابن‏عساکر في ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام باسناد آخر عن زبير بن بکار، والبلاذري في أنساب الأشراف: 220/3 رقم 73 قال: قال هيثم بن عدي، قال سليمان بن قثة.. و ذکر الأبيات ولکن قسما منها.

و أورده ابن‏سعد في أواخر ترجمته لمولانا أبي‏عبدالله الحسين عليه‏السلام من الطبقات: ص 92.

و حکاه سبط ابن‏الجوزي في تذکرة خواص الأمة: ص 272 عن ابن‏سعد.

والکنجي في کفاية الطالب: 441 رواه عن ابن‏عساکر بلفظه و اسناده ولکن لم يذکر الأبيات کلها بل أشار الي البيت الأول و الآخر منها فقط، والباعوني في جواهر المطالب: 306/2)فصل في بعض مارثي به). و أورده الذهبي في ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من کتابيه: سير أعلام النبلاء: 318/3، و في تاريخ الاسلام: 108، و المسعودي في مروج الذهب: 64/3.

وابن‏کثير في البداية والنهاية: 211/8، والمزي في تهذيب الکمال: 447/6، و الأبيات في شرح حماسة أبي‏تمام للأعلم: 468/1.

[2] قال السيد الأمين في (أعيان الشيعة): و يبنغي أن يکون أول من رثاه سليمان بن قته العدوي التيمي مولي بني‏تيم بن مرة، توفي بدمشق سنة 126... و بعضهم يروي هذه الأبيات لأبي‏الرميح الخزاعي، أدب الطف: 54/1.

[3] في الأصل: الي.

[4] الأبيات بهذا الترتيب أوردها ابن‏الأثير في أسد الغابة: 22/2، و في الکامل: 91/4.



وابن‏عبد البر في الاستيعاب: 394/1.

و أبوالفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: ص 121.

و الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: 168/2 رقم 33.

[5] القصيدة التائية لدعبل الخزاعي المشهورة ب «مدراس آيات» و هي قصيدة طويلة عدة أبياتها مائة و عشرون بيتا.

قال ياقوت الحموي في معجم الادباء: 196/4: قصيدته التائية في أهل‏البيت، من أحسن الشعر و أسني المدائح، قصد بها علي بن موسي‏الرضا عليه‏السلام بخراسان.

والجدير بالذکر أن مستهل هذه القصيدة ليس هذا البيت، فانها مبدؤة بالتشبيب و مطلعها:



تجاوبن بالارنان و الزفرات

نوائح عجم اللفظ و النطقات‏



قال ابن‏الفتال في روضة الواعظين: 227/1:

روي أن دعبل انشدها الامام عليه‏السلام من قوله: مدارس آيات، و ليس هذا البيت رأس القصيدة ولکن أنشدها من هذا البيت، فقيل له: لم بدأت بمدارس آيات؟!

قال: استحييت من الامام عليه‏السلام أن انشده التشبيب فأنشدته المناقب، و رأس القصيدة تجاوبن...

ذکر القصيدة برمتها لااربلي في کشف الغمة: 117-112/3 والقاضي في المجالس: 524-520/2، وانظر أيضا: الاتحاف بحب الاشراف: 161، تذکرة الخواص: 227، معجم الادباء: 103/11، مطالب السؤول 297.

و للعلامة الأميني رحمه‏الله کلام مبسوط حول الشاعر و قصيدته المعروفة (الغدير: 349/3).

[6] شعر دعبل بن علي الخزاعي - الدکتور عبدالکريم الأشتر - ص 78.



تذکره الخواص: 227، جواهر المطالب: 310/2، ثمار القلوب: 291 رقم 349، و في مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي: 147/2 رقم 10.

و ذکر الأبيات بطولها السيد جواد شبر في کتابه أدب الطف: 63/3.

[7] ترجمة دعبل يقع في الجزء السابع من کتاب بغية الطلب في تاريخ حلب - تحقيق سهيل زکار - ص 3496، والقصيدة في: ص 3500 منه.

[8] ذکره الذهبي في وفيات سنة 449 و قال:

و فيهما توفي أبوالعلاء أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي المعري اللغوي الشاعر، صاحب التصانيف المشهورة و الزندقة المأثورة و الذکاء المفرط، و الزهد الفلسفي و له ست و ثمانون سنة.

جدر و هو ابن‏ثلاث سنين، فذهب بصره، و لعله مات علي الاسلام و تاب من کفرياته و زال عنه لاشک! العبر في خير من غبر: 218/3.

أقول: قال محمد راغب الطباخ الحلبي في کتابه: «اعلام النبلاء بتاريخ لحب الشهباء».

ترجم الشيخ أباالعلاء المعمري غير واحد من المؤرخين المتقدمين، الا أن أوسع هذه التراجم کلها کتاب ألفه الصاحب کمال‏الدين عمر بن أحمد بن العديم الحبي [و هو مؤلف کتابنا هذا الذي بين يديک] المتوفي سنة 66 سماه «کتاب الانصاف والتحري في دفع الظلم و التجري عن أبي‏العلاء المعمري» و هو في ترجمته و ترجمة أسرته...

ثم ترجم له - أي لأبي‏العلاء - ترجمة مبسوطة تبلغ قريب من مئة صفحة.

اعلام النبلاء: 78/4 رقم 63.