بازگشت

حديث الشجرة المباركة و نوح الجن للحسين


[180]- [1] أخبرنا أبوالمظفر حامد بن أبي العميد بن أميري القزويني قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن اسماعيل بن يوسف بن محمد القزويني قال: أخبرني أبونصر محمد بن عبدالله الارغياني - اذنا - قال: أخبرنا القاضي الشهيد أبوالمحاسن عبدالواحد بن اسماعيل الروياني قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن الحسين الفقيه، قال: أخبرنا أبوالعباس عبيدالله بن جعفر الحضرمي قال: أخبرنا عبدالله بن محمد أبومحمد الأنصاري، قال: أخبرنا عمارة بن زيد، قال: أخبرنا عمارة بن زيد، قال: أخبرنا بكر بن حارثة، عن محمد بن اسحاق، عن عيسي ابن عمر، عن عبدالله بن عمرو الخزاعي.

عن هند بنت النجود قالت: نزل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بخيمة خالته أم معبد [2] و معه أصحاب له، فكان في امره في الشاقة ما قد عرفه الناس، فقال في الخيمة هو


و أصحابه حتي ابرد و كان يوم قائظ شديد حره.

فلما قام من رقدته دعا بماء، فغسل يديه فانقاهما ثم مضمض فاه، و مجه الي عوسجة كانت الي جنب خالته ثلاث مرات، واستنشق واستنثر ثلاثا ثلاثا الي أن قالت: ثم مسح رأسه ما أقبل منه و أدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه ظاهرهما و باطنهما، والله ما عاينت أحدا فعل ذلك قبله، و قال: «ان لهذه العوسجة لشأنا»!

ثم فعل ذلك من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلي ركعتين، فعجبت و فتيات الحي من ذلك، و ما كان عهدنا بالصلاة و لا رأينا مصليا قبله!

فلما كان من الغد أصبحنا و قد علت العوسجة حتي صارت كأعظم دوحة عادية قامتها [89] و خضد الله شوكها، و ساحت عروقها، و كثرت أفنائها، واخضرت ساقها و ورقها، واثمرت بعد ذلك واينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق، و رائحة العنبر و طعم الشهد،

والله ما أكل منه - يعني جائع - الا شبع، و لا ظمآن الا روي، و لا سقيم الا بري، و لا ذو حاجة و فاقة الا استغني، و لا أكل من ورقها ناقة و لا شاة الا در لبنها، و رأينا النماء و البركة في أموالنا منذ يوم نزل بنا، واخصبت بلادنا و امرعت!

فكنا نسمي تلك الشجرة «المباركة»، و كان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستشفون بها، و يتزودون في الأسفار، و يحملون معهم في الأرضين القفار، فتقوم لهم مقام الطعام و الشراب،


فلم تزل كذلك علي ذلك حتي أصبحنا ذات يوم و قد تساقط واصفر ورقها، فأحزننا ذلك و فزعنا له، فما كان الا قليل حتي جاء نعي رسول الله - صلي الله عليه و سلم - فاذا هو قد قبض في ذلك اليوم، و كانت بعد ذلك تمثر ثمرا دون ذلك العظم و الطعم و الرائحة، و أقامت علي ذلك ثلاثين.

فلما كان ذات يوم أصبحنا فاذا هي قد أشوكت من أولها الي آخرها، و ذهبت غضارة عيدانها، و تساقط جميع ثمرها، فما كان الا يسيرا حتي بلغنا مقتل اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، فلما اثمرت بعد ذلك قليلا و لا كثيرا فانقطع ثمرها، فلم نزل و من حولنا نأخذ من ورقها، و نداوي به مرضانا، و نستشفي به أسقامنا،

فأقامت علي ذلك مدد و برهة طويلة ثم أصبحنا يوما و اذا بها قد انبعت من ساقها دما عبيطا جاريا و ورقها ذابل [89-ب] يقطر ماء كماء الحم، فعلمنا قد حدث حدث عظيم!

فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية، فلما أظلم الليل علينا سمعنا نداء و عويلا من تحتها و جلبة شديدة و ضجة، و سمعنا صوت باكية تقول:



أيابن الوصي و يابن البتول

و يا بقية السادة الأكرمينا



ثم كثرت الرنات و الأصوات، فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون! فأتانا بعد ذلك قتل الحسين بن علي - عليهماالسلام - و يبست الشجرة و جفت، و كسرتها الرياح و الأمطار بعد ذلك، فذهبت واندرس أثرها.

قال أبومحمد الانصاري: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول - صلي الله عليه و سلم - فحدثته هذا الحديث فلم ينكره، و قال:

حدثني أبي، عن جدي، عن امه سعدي بنت مالك الخزاعية: أنها أدركت تلك الشجرة، و أكلت من ثمرها علي عهد علي بن أبي طالب، و انها سمعت في تلك الليلة نوح الجن، فحفظت من قول جنية منهن قالت:



يابن الشهيد و يا شهيد عمه

خير العمومة جعفر الطيار






عجب لمصقول أصابك حده

في الوجه منك و قد علاك غبار [3] .



[181] [4] أنبأنا أبوحفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبوالسعود ابن المجلي - اجازة ان لم يكن سماعا - قال: حدثنا عبدالمحسن بن محمد - لفظا - قال أخبرنا أبوأحمد عبدالله بن محمد بن محمد الدهان قال: حدثنا أبوجعفر أحمد بن الحسن البردعي قال: حدثنا أبوهريرة أحمد بن عبدالله بن أبي العصام العدوي قال: حدثنا ابراهيم بن يحيي بن يعقوب أبوالطاهر [90] البزاز قال: حدثنا ابن لقمان قال: حدثنا الحسين بن ادريس قال: حدثنا هاشم بن هاشم عن امه،

عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح علي الحسين يوم قتل و هن يقلن:



أيها القاتلون ظلما حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل



كل أهل السماء يدعو عليكم

من نبي و مرسل و قتيل






قد لعنتم علي لسان ابن داود

و موسي و صاحب الانجيل



[182]- [5] أنبأنا أبونصر محمد بن هبةالله بن الشيرازي قال: أخبرنا أبوالقاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: أنبأنا أبوعلي الحداد و جماعة قالوا: أخبرنا أبوبكر ابن ريذة قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا القاسم بن عباد الخطابي قال: خدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا عمرو بن ثابت.

عن حبيب بن أبي ثابت قال: قالت أم سلمة: ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي - صلي الله عليه و سلم - الا الليلة، و ما أري ابني الا قد قتل - يعني الحسين - فقالت لجاريتها اخرجي فسلي، فأخبرت انه قد قتل، و اذا جنية تنوح:



ألا يا عين فاحتفلي بجهد

و من تبكي علي الشهداء بعدي



علي رهط تقودهم المنايا

الي متجبر في ملك عبد




[183]- [6] أخبرنا أبوالقاسم عبدالغني بن سليمان بالقاهرة قال: أخبرنا أبوعبدالله محمد ابن حمد الأرتاحي قال:.خبرنا أبوالحسن بن الفراء - اجازة لي - قال: أنبأنا أبواسحاق الحبال وست الموفق خديجة المرابطة قال: أبواسحاق أخبرنا أبوالقاسم عبدالجبار بن أحمد الطرسوسي - قراءة عليه و أنا أسمع - قال: أخبرنا أبوبكر الحسن بن الحسين بن بندار [90-ب] قراءة عليه - و قالت: خديجة قرأ علي أبي القاسم يحيي بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار - و أنا شاهدة أسمع - قال: أخبرني جدي أبوالحسن علي بن الحسين قالا: أخبرنا محمود - يعني ابن محمد الأديب - قال: حدثنا الحنفي قال: حدثنا صلت بن مسعود، عن سفيان قال:

أخبرنا أبوجناب قال: حدثنا الجصاصون أنهم سمعوا الجن تنوح علي الحسين -رضي

الله عنه -:




مسح النبي جبينه

فله بريق في الخدود



أبواه من عليا معد

جده خير الجدود



[184]- [7] أنبأنا أبومنصور عبدالرحمان بن محمد، عن عمه علي بن الحسن قال: أخبرنا أبوبكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا عبدالوهاب بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا عبدالله بن محمد قال: حدثني أبوعبدالله التيمي قال: حدثنا علي بن عبدالحميد الشيباني.

عن أبي مزيد الفقيمي قال: كان الجصاصون اذا خرجوا في السحر سمعوا نوح الجن علي الحسين:



مسح الرسول جبينه

فله بريق في الخدود



أبواه في عليا قريش

جده خير الجدود



قال فأجبتهم:



خرجوا به وفدا اليه

فهم له شر الوفود



قتلوا ابن بنت نبيهم

سكنوا به نار الخلود



[185]- [8] أنبأنا أبواليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبوالبركات الأنماطي -


اجازة [91] ان لم يكن سماعا - قال: أخبرنا ثابت بن بندار، قال: أخبرنا محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن علي غسان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا عمار بن أبي عمار،

عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح علي الحسين.

[186]- [9] - قال: و أخبرنا أبي قال: و سمعت الواقدي قال: لم تدرك أم سلمة قتل الحسين، ماتت سنة ثمان و خمسين [10] .


[187]- [11] أنبأنا أبونصر محمد بن هبةالله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبوالقاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبوعلي الحسن بن أحمد و جماعة - اذنا - قالوا: أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن ريذة قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا زكريا بن يحيي الساجي قال: حدثنا محمد بن عبدالرحمان بن صالح الأزدي قال: حدثنا السري بن منصور بن عمار، عن أبيه، عن ابن لهيعة.

عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه، و قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ و ينجعون [12] الرأس، فخرج عليهم قلم من حديد من حائط، فكتب بسطر من دم:



أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



وقد قيل: ان هذا البيت قيل قبل مبعث النبي - صلي الله عليه و سلم -.

[188]- [13] أخبرنا بذلك أبواليمن زيد بن الحسن الكندي - اجازة - قال: أخبرنا أبوبكر


محمد بن عبدالله الباقي الأنصاري - اجازة ان لم يكن سماعا - قال: حدثنا أبومحمد الجوهري - املاء - قال: أخبرنا أبوعبدالله الحسين [91-ب] بن محمد بن عبيد العسكري قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن الجنيد قال: حدثنا أبوسعيد البغلي قال: حدثنا يحيي بن يمان قال:

أخبرني امام مسجد بني سليم قال: غزا أشياخ لنا الروم، فوجدوا في كنيسة من كنائسهم:



كيف ترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



فقالوا: منذكم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟ قالوا: قبل أن يخرج نبيكم بستمائة عام.

[189]- [14] و أنبأنا أبونصر القاضي قال أخبرنا أبوالقاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو


المعالي عبدالله بن أحمد الحلواني قال: أخبرنا أبوبكر بن خلف قال: أخبرنا السيد أبومنصور ظفر بن محمد بن أحمد الحسيني قال: أخبرنا أبوالحسين علي بن عبدالرحمان بالكوفة قال: حدثنا أبوعمرو أحمد بن حازم الغفاري قال: أخبرنا أبوسعيد التغلبي قال:

حدثنا أبواليمان عن امام لبني سليم، عن أشياخ له قالوا: غزونا بلاد الروم فوجدنا في كنيسة من كنائسها مكتوبا:



أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



فقلنا للروم: من كتب هذا في كنيستكم؟ قالوا: قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة عام.

قال أبوالقاسم بن أبي محمد: كذا قال، و انما هو يحيي بن اليمان.

[190]- [15] أخبرنا أبومحمد عبدالرحمان بن عبدالله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا الحافظ أبوالقاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبوطاهر محمد بن الحسن بن الحنائي، قال: أخبرنا أحمد و محمد ابنا عبدالرحمان بن أبي نصر قالا: أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي، قال: حدثنا [92] أبوالوليد بشر بن محمد بن بشر التميمي الكوفي بالكوفة قال:

حدثني أحمد بن محمد المصقلي قال: حدثني أبي قال: لما قتل الحسين بن علي سمع مناديا ينادي ليلا يسمع صوته و لا يري شخصه:



عقرت ثمود ناقة فاستوصلوا

و جرت سوانحهم بغير الأسعد






فبنوا رسول الله أعظم حرمة

وأجل من أم الفصيل المقصد



عجبا لهم و لما أتوا لم يمسخوا

والله يملي للطغاة الجحد



[191]- أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك قال: أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالباقي الأنصاري في كتابه، عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه أبي علي قال: حدثني أبي قال:

خرج الينا أبوالحسن الكرخي يوما فقال: تعرفون ببغداد رجلا يقال له ابن أصدق؟ فلم يعرفه من أهل المجلس غيري و قلت: أعرفه فكيف سألت عنه؟ قال: أي شي ء يعمل؟ قلت: ينوح علي الحسين بن علي - عليهماالسلام -.

قال: فبكي أبوالحسن و قال: عندي عجوز تربيني من أهل الكرخ جدان، يغلب علي لسانها النبطية و لا يمكنها أن تقيم كلمة عربية فضلا عن أن تحفظ شعرا! و هي من صوالح النساء و تكثر من الصلاة و الصوم و التهجد.

وانتبهت البارحة في جوف الليل و منامها قريب من منامي، فصاحت: أبوالحسن! أبوالحسن! قلت: مالك؟ قالت: الحقني!

فجئتها و وجدتها ترعد و قلت: ما أصابك؟ قالت: رأيت في منامي و قد صليت وردي و نمت كأنني في درب من دروب الكرخ، و فيه حجرة محمرة الساج [92-ب] مبيضه بالاسفيداج مفتوحة الباب و عليه نساء وقوف، فقلت لهن: ما الخبر؟

فأشاروا الي داخل الدار، و اذا امرأة شابة حسناء بارعة الجمال و الكمال، و عليها ثياب بياض مروية من فوقها ازار شديد البياض قد التحفت به، و في حجرها رأس يشخب دما، ففزعت و قالت: لا عليك! أنا فاطمة بنت رسول الله، و هذا رأس الحسين صلوات الله عليه و علي الجماعة، فقولي لابن أصدق حتي ينوح:



لم أمرضه فأسلو

لا و لا كان مريضا



وانتبهت مذعورة.

قال أبوالحسن: و قالت العجوز: امرظه - بالظاء - لأنها لا تتمكن من اقامة الضاد،


فسكنت منها الي أن عاودت نومها.

و قال أبوالقاسم: ثم قال لي: مع معرفتك بالرجل فقد حملتك الأمانة في أداء هذه الرسالة، فقلت: سمعا و طاعة لأمر سيدة النساء - رضوان الله تعالي عليها -.

قال: و كان هذا في شعبان، والناس اذ ذاك يلقون أذي شديدا و جهدا من الحنابلة، و اذا أرادوا زيارة المشهد بالحائر خرجوا علي استتار و مخافة، فلم أزل اتلطف في الخروج حتي تمكنت منه و حصلت في الحائر ليلة النصف من شعبان، و سألت عن ابن أصدق فدللت عليه، و دعوته و حضرني، فقلت له: ان فاطمة - عليهاالسلام - تأمرك أن تنوح بالقصيدة التي فيها:



لم امرضه فأسلوا

لا و لا كان مريضا



فانزعج من ذلك و قصصت عليه و علي من كان معه عندي الحديث، فأجهشوا [93] بالبكاء و ناح بذلك طول ليلته و أول القصيدة:



أيها العينان فيضا

و استهلا لا تغيضا



و هي لبعض الشعراء الكوفيين.

و هذه الحكاية ذكرها غرس النعمة أبوالحسن محمد بن هلال بن المحسن بن ابراهيم المعروف بابن الصابي في كتاب «الربيع»، ذكر أن أباه الرئيس هلال بن المحسن ذكرها في كتاب «المنامات» من تأليفه و قال: حدث القاضي أبوعلي التنوخي قال: حدثني أبي - يعني أبا القاسم - و ذكر الحكاية.

[192]- أنبأنا بذلك أبومحمد عبداللطيف بن يوسف بن علي، عن أبي الفتح محمد بن عبدالباقي بن سلمان، عن أبي عبدالله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة و أبوالحسن الكرخي المذكور هو من كبار أصحاب أبي حنيفة و له من المصنفات «مختصر الكرخي» [16] .


في الفقه.

و قريب من هذه الحكاية ما قرأته بخط أبي غالب عبدالواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه.

[193]- [17] و أخبرنا أبوعبدالله محمد بن محمود بن هبةالله بن النجار عنه قال: حدثني الشيخ نصرالله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن - و كان من الثقات الأمناء أهل السنة - قال:



رأيت في المنام علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقلت: يا اميرالمؤمنين! تفتحون مكة فتقولون «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن»، ثم يتم علي ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟!

فقال لي علي - عليه السلام -: أما سمعت أبيات الجمال بن صيفي [18] في هذا؟ فقلت: لا،


فقال: اسمعها منه.

ثم استيقظت فباكرت الي دار الحيص بيص، فخرج الي فذكرت له الرؤيا، فشهق واجهش بالبكاء، و حلف بالله ان كانت خرجت من فمي أو خطي الي أحد! و ان كنت [93-ب] نظمتها الا في ليلتي هذه! و هي:



ملكنا فكان العفو منا سجية

و لما ملكتم سال بالدم أبطح



و حللتم قتل الأسير و طالما

غدونا عن الأسري تعف و نصفح



و لا غرو في ما بيننا من تفاوت

فكل اناء بالذي فيه ينضح [19] .



[194]- و أخبرني أبوالطليق معتوق بن أبي السعود البغدادي المقري قال: أنشدني الوزير أبوغالب بن الحصين هذه الأبيات للحيص بيص.

[195]- [20] أخبرنا أبوالقاسم عبدالله بن الحسين بن عبدالله الأنصاري قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن أحمد الاصبهاني الحافظ - اجازة ان لم يكن سماعا - قال: أخبرنا أبوالحسين المبارك بن عبدالجبار الصيرفي، قال: سمعت أحمد بن محمد العتيقي يقول: سمعت أباعبدالله ابن عبيد العسكري يقول: سمعت أباالفضل العباس بن عبدالسميع المنصوري. يقول:

سمعت الفتح بن شخرف يقول: كنت أفت للنمل الخبز كل يوم، فلما كان يوم عاشوراء لم يأكلوه!


[196]- [21] أخبرنا محمد بن هبةالله القاضي - فيما أذن لنا أن نرويه عنه - قال: أخبرنا أبوالفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمد بن حيد قال: أخبرنا جدي أبومنصور قال: حدثنا أبوبكر أحمد بن محمد بن عبدوس الحيري - املاء - قال: أخبرنا الحسن بن محمد الاسفرائني قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا عبدالله بن الضحاك قال:

حدثنا هشام بن محمد قال: لما اجري الماء علي قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وامتحي أثر القبر، فجاء أعرابي من بني أسد، فجعل يأخذ قبضة قبضة و يشمه حتي وقع علي قبر الحسين [94] وبكي.

و قال: بأبي أنت و أمي! ما كان أطيبك و أطيب تربتك ميتا، ثم بكي و أنشأ يقول:



أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه [22] .

و طيب تراب القبر دل علي القبر [23] .



[197]- [24] أخبرنا أبوالقاسم عبدالله بن الحسين قال: أخبرنا أبوطاهر السلفي - اجازة ان لم يكن سماعا - قال: أخبرنا أبوالحسين ابن الطيوري، قال: سمعت أحمد - يعني ابن محمد العتيقي - يقول: سمعت أبابكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول:


سمعت جعفر الخلدي يقول: كان بي جرب عظيم كثير، فتمسحت بتراب قبر الحسين، قال: فغفوت فانتبهت و ليس علي منه شي ء!

[198]- [25] أخبرنا أبواليمن زيد بن الحسن الكندي - فيما أذن لنا أن نرويه عنه -، قال: أخبرنا أبومنصور بن زريق الفرار قال: أخبرنا أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: قال أخبرنا أبوبكر البرقاني قال: حدثني أبوعمر محمد بن العباس الخزاز، قال: أخبرنا مكرم بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الجمال، قال:

سألت أبانعيم عن زيارة قبر الحسين؟ فكأنه أنكر أن يعلم أين قبره!



پاورقي

[1] رواه الزمخشري في کتابه ربيع‏الأبرار و نصوص الأخبار: 285/1 و فيه: عن هند بنت الجون!

و الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: 111/2 رقم 44.

[2] اشتهرت بکنيتها واسمها عاتکة بنت خالدبن خليف بن منقذ بن ربيعة الخزاعية و هي اخت جيش بن خالد، من بني عمرو بن خزاعة.

و کان منزلها بقديد، نزل عليها رسول‏الله صلي الله عليه و سلم حين هاجر الي المدينة، هو و أبوبکر و عامر بن فهيرة مولي أبي‏بکر و دليلهما عبدالله بن أريقط حين مروا علي خيمتها.

و کانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تستقي و تطعم، و کان رسول‏الله صلي الله عليه و سلم قد خرج من الغار ليلة الاثنين في السحر، و قال يوم الثلاثاء بقديد. حلب الرسول صلي الله عليه و سلم شاة لها فشربوا من لبنها و ذبحت لهم و طحنت لهم فأکلوا. و قدمت أم‏معبد بعد ذلک الي المدينة فأسلمت، و کانت فصيحة بليغة.

انظر طبقات ابن‏سعد: 211/8، و الاصابة: 281/8، والاستيعاب: 1958.

و قديد - بالتصغير - موضع قريب من مکة علي طريق المدينة کان ينزل فيه قوم من بني‏خزاعة.

نقلا من کلام المحقق الدکتور سليم النعيمي في هامش ربيع‏الأبرار.

[3] ذکر أخطب خوارزم في مقتل الحسين عليه‏السلام مع اضافة، و هي:

قال دعبل: فقلت في قصيدة لي تشتمل علي هذين البيتين:



زر خير قبر بالعراق يزار

واعص الحمار فمن نهاک حمار



لم أزورک يا حسين لک الفدا

قومي و من عطفت عليه نزار؟



و لک المودة في قلوب ذوي النهي

و علي عدوک مقتة و دمار



يابن‏الشهيد و يا شهيدا عمه

خير العمومة جعفرالطيار



عجبا لمصقول أصابک حده

في الوجه منک و قد علاه غبار.

[4] أخرجه ابن‏عساکر في ترجمة الحسين عليه‏السلام من تاريخ دمشق برقم 335 اسنادا و لفظا.

و رواه عن ابن‏عساکر باسناده و لفظه الحافظ الکنجي في کفاية الطالب: 443.

و رواه ابن‏کثير في البداية و النهاية في موضعين: 198/8 باسناده عن هشام بن الکلبي: و في: 201/8 بهذا الاسناد.

ورواه عن هشام بن محمد الطبري في تاريخه: 467/5، وسبط ابن‏الجوزي في تذکرة خواص الامة: 270، و أورده ابن‏الأثير في الکامل في التاريخ: 90/4، وابن‏منظور في مختصر تاريخ دمشق: 154/7، وابن حجر المکي في الصواعق: 115.

و قريبا منه نظما و نثرا رواه الباعوني في جواهر المطالب: 296/2، سمط النجوم العوالي: 83/3، مقتل الخوارزمي: 108/2.

[5] ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخ مدينة دمشق: رقم 336، و في مختصر تاريخ دمشق لابن‏منظور: 154/7.

و رواه الحافظ الطبراني في المعجم الکبير: 131/3 رقم 2869.

و عنه الکنجي في کفاية الطالب: 442، والهيثمي في مجمع الزوائد: 199/9.

و رواه الحافظ المزي في تهذيب الکمال: 441/6، و رواه السيوطي في الخصائص الکبري: 127/2 عن أبي‏نعيم.

أورده سبط ابن‏الجوزي في تذکرة خواص الامة: 296.

و رواه المحب الطبري في ذخائر العقبي: 150 و لکن لم يذکر البيتين من الشعر ثم قال: خرجه الملا في سيرته.

هذا، ولکن الخطيب الخوارزمي أورد هاتين البيتين في مقام آخر، قال في کتابه مقتل الحسين عليه‏السلام: 323/1 رقم 7 ما هذا لفظه:

قال: و لما نزل الحسين بالخزيمية، قام بها يوما و ليلة، فلما أصبح جاءت اليه اخته (زينب بنت علي) فقالت له: يا أخي! ألا اخبرک بشي‏ء سمعته البارحة؟ فقال لها: و ما ذاک يا اختاه؟ فقالت: اني خرجت البارحة في بعض الليل لقضاء حاجة، فسمعت هاتفا يقول:



ألا يا عين فاحتفلي بجهد

فمن يبکي علي الشهداء بعدي‏



علي قوم تسوقهم المنايا

بمقدار الي انجاز وعد



و مثله ابن‏الاعثم في الفتوح: 128/2 ثم قال: فقال لها الحسين: يا أختاه! المقضي هو کائن.

[6] أخرجه الطبراني في المعجم الکبير بطريقين: رقم 2866 من طريق محمد بن عثمان ابن أبي‏شيبه، و رقم 2865 بلفظ: سمع من الجن يبکون علي الحسين..

و رواه عن الطبراني الحافظ الکنجي في کفاية الطالب: 442، والهيثمي في مجمع الزوائد: 199/9 و ضعف سنده!

و أورده سبط ابن‏الجوزي في تذکرة الخواص: 269 مرسلا بلفظ: قال [أي الزهري]. مما حفظ من قول الجن: مسح النبي...

و روي ابن‏عساکر في ترجمة الحسين عليه‏السلام: رقم 337 باسناده عن عمرو بن شبه عن عبيد بن عباد، عن عطاء بن مسلم.

عن أبي‏جناب الکلبي قال: أتيت کربلا فقلت لرجل من أشراف العرب بها: بلغني أنکم تسمعون نوح الجن؟ قال: ما تلقي حرا و لا عبدا الا أخبرک أنه سمع ذاک! قال: قلت: و أخبرني ما سمعت أنت؟ قال: سمعتهم يقولون: مسح الرسول...

و بهذا الاسناد واللفظ رواه الحافظ المزي في تهذيب الکمال: 441/6، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 316/3، و رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء: ص 208 عن ثعلب في أماليه، و في الخصائص الکبري: 127/2 عن أبي‏نعيم.

و رواه الباعوني الشافعي في جواهر المطالب: 297/2، سمط النجوم العوالي: 78/3، مقتل الخوارزمي: 108/2 رقم 35.

[7] ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخ مدينة دمشق: رقم 338، والبداية والنهاية: 200/8.

و قال أبوالفرج ابن‏الجوزي في التبصرة: 16/2:

قال ابن‏بطة: و حدثنا أبوذر الباغندي، حدثنا حماد بن الحسين الوراق، قال: سمعت علي بن أخي شعيب ابن‏حرب يقول: ناحت الجن علي الحسين بن علي فقالت جنية:



جاءت نساء الحي يبکين شجيات

و يلطمن خدودا کالدنانير نقيات‏



و يلبسن ثياب السود بعد القصبيات‏

و روينا في حديث أنه حفظ من قوال الجن: مسح النبي جبينه... و ذکر الأبيات، انتهي.

[8] رواه ابن‏سعد في ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام برقم 319، وابن‏عساکر في تاريخ مدينة دمشق برقم 333 بهذا الاسناد، و رقم 332 بطريقه عن عبدالله بن أحمد، عن عبدالرحمان بن مهدي عن حماد بن سلمة عن عمار.

و أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: 776/2 رقم 1373، و رواه عنه ابن‏کثير في البداية والنهاية: 201/8.

و أخرجه ابن أبي‏عاصم في الآحاد و المثاني: 308/1 رقم 425، و البوصيري في اتحاف السادة - کتاب المناقب - رقم 7572.

و رواه السيوطي في الخصائص الکبري: 126/2 عن الحاکم والبيهقي، و في تاريخ الخلفاء: ص 208 عن أبي‏نعيم في الدلائل.

و خرجه ابن‏الضصحاک کما في ذخائر العقبي: 150.

و رواه ابن‏حجر في الاصابة: 335/1، و في المطالب العالية: 71/4 رقم 3991، و في تهذيب التهذيب: 355/2.

و أخرجه الطبراني في المعجم الکبير بطريقين: رقم 2862 عن علي بن عبدالعزيز عن الحجاج عن حماد، و رقم 2867 من طريق عبدالله بن أحمد بن حنبل.

و رواه عن الطبراني الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: 199/9 و قال: رجاله رجال الصحيح.

تهذيب الکمال: 441/6، سير أعلام النبلاء: 316/3، مختصر تاريخ دمشق: 153/7، سمط النجوم العوالي: 78/3.

[9] ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام لابن‏عساکر: رقم 333.

مختصر تاريخ دمشق لابن‏منظور: 154/7.

[10] أم‏سلمة أم‏المؤمنين، وقد اختلف في اسمها و اسم أبيها، و الظاهر أن اسمها هند، کما نص عليه ابن‏عبدالبر و عليه جماعة من العلماء، و کذا يوجد الاختلاف في تاريخ وفاتها: ففي طبقات ابن‏سعد و المستدرک للحاکم و صفوة الصفوة و المعارف لابن‏قتيبة و ذيل تاريخ الطبري: أنها توفيت بالمدينة في ذي‏القدة سنة 59 ه، فصلي عليها أبوهريرة بالبقيع و هي ابنة أربع و ثمانين سنة.

فعلي هذا يکون قول الواقدي مطابقا لاول الأقوال المذکورة.

معجم النساء: 227/5.

[11] أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الکبير: 132/3 رقم 2873، و من طريقه ابن‏عساکر في ترجمة الحسين عليه‏السلام: رقم 343، و الحافظ الکنجي في کفاية الطالب: 438.

و خرجه ابن‏منصور بن عمار کما في ذخائر العقبي: 145.

و رواه الحافظ المزي في تهذيب الکمال: 443/6، والذهبي في تاريخ الاسلام - حوادث سنة 61 ه -: ص 107، و الحمويني في فرائد السمطين: 166/2 رقم 454.

و رواه السيوطي في الخصائص الکبري: 127/2 عن أبي‏نعيم، وابن‏کثير في البداية و النهاية: 200/8 عن ابن‏عساکر.

و الباعوني في جواهر المطالب: 297/2 مرسلا، و الخوارزمي في مقتل الحسين: 105/2 رقم 28.

سمط النجوم العوالي: 84/3، مختصر تاريخ دمشق: 155/7.

[12] کذا في الأصل، و في «س»: يتحفون الرأس، و في لفظ الطبراني و ابن‏عساکر: يتحيون بالرأس.

[13] ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام لابن‏عساکر: رقم 340.

[14] أخرجه ابن‏عساکر في ترجمة الحسين عليه‏السلام بطرق ثلاث بالأرقام: 340 و 341 و 342، و رواه عنه ابن‏کثير في البداية و النهاية: 200/8، والحافظ الکنجي في کفاية الطالب: 438، و الباغوني في جواهر المطالب: 296/2.

اخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الکبير: 133/3 رقم 2874.

و رواه الحافظ المزي في تهذيب الکمال: 442/6، والحمويني في فرائد السمطين: 160/2 رقم 449، وابن‏حجر المکي في الصواعق المحرقة: 116، و الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: 106/2 رقم 29.

قال سبط ابن‏الجوزي في تذکرة الخواص:

و قال ابن‏سيرين: وجد حجر قبل مبعث النبي صلي الله عليه و آله بخمس مائة سنة عليه مکتوب بالسريانية، فنقلوه الي العربية، فاذا هو:



أترجوا امة قتلت حسينا

و ذکر هذا البيت ابن‏عبدالبر في الاستيعاب: 396/1: و هذا البيت زعموا قديما لا يدري قائله! و قال أبوالفرج ابن‏الجوزي في کتابه التبصرة:



(و روينا أن صخرة وجدت قبل مبعث النبي بثلاث مائة سنة و عليها مکتوب باليونانية:



أيرجو معشر قتلوا حسينا

شفاعة جده يوم‏الحساب‏



ويح قاتل الحسين! کيف حاله مع أبويه و جده!



لابد أن ترد القيامة فاطم

و قميصها بدم الحسين ملطلخ‏



ويل لمن شفعاؤه خصماؤه

و الصور في يوم‏القيامة يفنفخ‏



اخواني: بالله عليکم من قبح علي يوسف بأي وجه يلقي يعقوب؟! لما اسر العباس يوم بدر سمع رسول‏الله صلي الله عليه و سلم أنينه فما نام، فکيف لو سمع أنين الحسين؟

لما أسلم وحشي قال له: غيب وجهک عني، هذا والله والمسلم لا يؤاخذ بما کان في الکفر، فکيف يقدر الرسول صلي الله عليه و سلم أن يبصر من قتل الحسين؟!) التبصرة: 17/2.

[15] ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخ مدينة دمشق: رقم 339، و في مختصر تاريخ دمشق لابن‏منظور: 154/7، تهذيب الکمال: 442/6، و في تهذيب التهذيب: 356/2.

[16] جاء في الجزء الثاني من کشف الظنون: ص 1634:

مختصر الکرخي - في فروع الحنفية أيضا للامام أبي‏الحسين [کذا] عبدالله بن الحسين بن دلال بن دلهم الکرخي المتوفي سنة 340... شرحه الامام القدوري (م 428)و الجصاص الحنفي (م 370).

من کلام حاجي خليفة مع تلخيص.

[17] ذکره المصنف في الجزء التاسع من کتابه هذا - بغية الطلب - ص 4266 في ترجمة الشاعر الملقب ب «الحيص بيص»، و رواه ابن‏خلکان في کتابه وفيات الأعيان: 364/2 أيضا في ترجمة حيص بيص (رقم الترجمة: 258).

و نقله عن تاريخ ابن‏خلکان الباعوني الشافعي في جواهر المطالب: 313/2، و السيد جواد الشبر في أدب الطف: 208/3.

قال - السيد البشر - بعد نقله الرواية عن ابن‏خلکان:

(قال الشيخ عبدالحسين الحلي المتوفي سنة 1375 ه مطشرا هذه الأبيات:



ملکنا فکان العفو منا سيجية

بيوم به بطحاء مکة تفتح‏



فسالت بفيض العفو منا بطاحکم

و لما ملکتم سال بالدم أبطح‏



فحللتم قتل الأساري و طالما

فککنا أسيرا منکم کاد يذبح‏



و في يوم بدر مذ أسرنا رجالکم

غدونا عن الأسري نعف و نصفح‏



فحسبکم هذا التفاوت بيننا

فاي قبيل فيه أربي و أربح‏



و لا غرو اذ کنا صفحنا و جرتم

فکل اناء بالذي فيه ينضح.

[18] سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي المقلب ب «الحيص بيص» ترجم له المؤلف کمال‏الدين ابن‏العديم في ص 4262 من کتابه القيم: «بغية الطلب في تاريخ حلب» ترجمة وافية، فقد جاء في أولها:

أبوالفوارس التميمي المعروف بالحيص بيص، ولد بکرخ بغداد واشتغل بالفقه و الأدب و نظم الشعر و سافر الي الشام، و قيل انه دخل حلب و کان يتعاظم في نفسه و يترفع علي أبناء جنسه و يري أنه يستحق أکثر مما يعامل به و لقب الحيص بيص لأنه قال لانسان خاطبه: وقعت منک في حيص بيص، و ذکر ذلک في شعره، فغلب عليه، و کان عفيفا مجانبا ما يقدح في الدين و المروءة...

[19] و يقال بالفارسية: «از کوزه همان برون تراود که در اوست».

[20] روي الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: 103/2 رقم 24 عن أبي‏عبدالله الحافظ، عن الزبير ابن‏عبدالله، عن أبي‏عبدالله بن وصيف عن المشطاح الوراق يقول:

سمعت الفتح بن سحرف العابد يقول: کنت أفت الحب للعصافير کل يوم فکانت تأکل، فلما کان يوم عاشوراء فتت لها فلم تأکل، فعلمت أنها امتنعت لقتل الحسين بن علي عليه‏السلام.

[21] أخرجه ابن‏عساکر في ترجمة الحسين عليه‏السلام: رقم 346 بالاسناد و المتن، و أورده ابن‏منظور في مختصر تاريخ دمشق: 155/7.

و رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 317/3، وابن‏کثير في البداية و النهاية: 203/8، والحافظ المزي في تهذيب الکمال: 444/6.

و رواه الکنجي في کفاية الطالب: 440 من طريق ابن‏عساکر.

و أورده الباعوني في جواهر المطالب: 300/2.

و أنشد هذا البيت محمد بن الجهم البرمکي للمأمون کما في کتاب الأغاني لأبي‏الفرج الاصبهاني: 179/14.

[22] کذا في الأصل و في لفظ ابن عساکر - المخطوطة - و لکن في المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي «عن وليه» أورده بهذا اللفظ و رجحه.

[23] وحکي الشيخ‏البهائي عليه‏الرحمة في الکشکول: 94/1 أنه: «لما ماتت ليلي أتي المجنون الي الحي و سئل عن قبرها و لم يهدوه اليه، فأخذ يشم تراب کل قبر يمر به حتي شم تراب قبرها، فعرفه و أنشد:



أرادوا ليخفوا قبرها عن محبها

و طيب تراب القبر دل علي القبر....

[24] رواه ابن‏الجوزي في المنتظم: 346/5 مع اضافة في اللفظ.

[25] تاريخ بغداد: 143/1.

و رواه عن الخطيب ابن‏عساکر في تاريخ مدينة دمشق: رقم 347.

و رواه الحافظ المزي في تهذيب الکمال: 444/6، و الذهبي مرسلا في تاريخ الاسلام - حوادث سنة 61 ه: ص 108.