بازگشت

ابن العديم في سطور


ما أوردناه هنا هو ملخص من ترجمة ابن العديم المذكورة في دائرةالمعارف الاسلامية الكبري حيث وجدناها ترجمة حسنة وافية.

أبوالقاسم كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة [1] العقيلي الحلبي المشهور ب «ابن العديم»(58 ت 660)فقيه وقاض و مؤرخ و أديب و شاعر و خطاط و حافظ للقرآن و سياسي، قد تعلم القراءة والكتابة العلوم و الأدب والخط في صغره، ثم سمع الحديث من أبيه و عمه و غيرهما، و بعدها درس العلوم الأخري كالفقه في حلب والحجاز و العراق و الشام و فلسطين.

و كان لغير أبيه من الأساتذة أثرا كبيرا في تعليمه و تربيته مثل عمر بن محمد طبرزد، و افتخار الدين عبدالمطلب الهاشمي، و ابن طاووس، تاج الدين أبواليمن زيد بن الحسن الكندي، و بهاءالدين يوسف بن رافع قاضي حلب، و عبدالعزيز بن محمود بن الأخضر في بغداد.

و كان أبوالقاسم من علماء عصره البارزين متضلعا في أكثر العلوم حيث كان


متقنا للحديث و التاريخ و ماهرا في الخط و الكتابة، جميل الخط و لا سيما النسخ و عندما انتشرت خطوطه ذاع صيتها في كل مكان.

و قد تربي في حلقة درس كمال الدين عدد من العلماء و الأدباء و المحدثين، منهم: ابنه عبدالرحمان، و ابن مسدي الأندلسي - حيث كان يدرس عند كمال الدين حينما كان مقيما في الحجاز - وابن حاجب جمال الدين عثمان، و عبدالرحمان الدمياطي.

كان قد سافر كمال الدين الي بيت المقدس و دمشق، و التقي بشخصيات و علماء تلك الديار و تباحث معهم و قفل راجعا كما ألف في(610 ه) كتاب الدراري في ذكري الذراري، و هو في الثانية والعشرين من عمره و اهداه الي الملك الظاهر حاكم حلب بمناسبة ولادة ابنه عزيز، و بدأ التدريس في مدرسة سادبخت التي كانت من المدارس المهمة في حلب و هو في الثامنة والعشرين من عمره، و قد أصبح تمكنه في العلوم و مقدرته علي التدريس موضع اعجاب و تقدير.

تولي منصب قاضي القضاة في حلب لمدة، و مدرسة كبيرة حوالي 639 ه و كانت لابن العديم مكانة مرموقة لدي الملوك والامراء والخلفاء في عصرة.

من أسباب سمو مكانة ابن العديم آثاره و تحقيقاته الواسعة في مختلف الموضوعات العلمية والأدبية والفقهية والكلامية والتاريخية، و استقبال الناس لكتابيه المعروفين آنذاك و فيما بعد حول تاريخ حلب، حيث أن جل المؤرخين المعاصرين له و القرون التالية أفادوا منهما.

و أما آثاره و ما طبع منها فهي:

بغية الطلب في تاريخ حلب، في ثلاثين مجلدا (اليافعي: 159/4)أو 40 مجلدا (ابن كثير: 236/13)أو عشر مجلدات موجودة في استانبول، و هو أول تأليف في تاريخ حلب (كشف الظنون: 291/1)حيث كتبه بترتيب حروف المعجم و يشتمل علي تراجم العلماء والحكام والبلاد والناس و مواضيع أخري جغرافية و سياسية و علمية و دينية حول حلب، و قد طبع


المجلد الأول بتحقيق سامي الدهان في مصر.

زبدة الحلب من تأريخ حلب، مجلدان مختار من بغية الطلب.

الدراري في ذكر الذراري، طبع في استانبول.

ضوء الصباح في الحث علي السماح.

الانصاف والتحري في رفع الظلم و التجري عن أبي العلاء المعري، مطبوع.

منهاج في الأصول والفروع علي مذهب أبي حنيفة.

و له مؤلفات أخري أيضا، راجع: دائرةالمعارف الاسلامية الكبري: 418/1.

و لا يخفي أن أهم مؤلفاته - و وجه اشتهاره - هو كتاب «بغية الطلب في تاريخ حلب». و قد طبع أيضا في دمشق - سنة 1408 ه - بتحقيق الدكتور سهيل زكار في أحد عشر مجلدا، و كتابنا هذا أي ترجمة الامام الحسين عليه السلام - يقع في الجزء السادس منه - ص 2562 الي ص 2671 -.

و توفي ابن العديم في العشرين من جمادي الأولي سنة ستين و ست مائة بمصر و دفن بسفح المقطم، و نختم البحث عن المصنف بكلام اليافعي في مرآةالجنان: 158/4 حيث ذكره في حوادث السنة المذكورة، قال:

و فيها توفي ابن العديم الصاحب العلامة المرعوف بكمال الدين عمر بن أحمد العقيلي الحلبي، من بيت القضاء والحشمة، سمع بدمشق و بغداد و القدس و النواحي و اجاز له المؤيد و خلق، و كان قليل المثل عديم النظير فضلا و نبلا و رأيا و حزما و ذكاء و بهاء و كتابة و بلاغة، و درس وافتي و صنف و جمع تاريخا لحلب نحو ثلاثين مجلدا، و ولي خمسة من آبائه علي نسق القضاء، و قد ناب في سلطنة دمشق و عمل من الناصر و توفي بمصر، انتهي.

و نحوه كلام ابن عماد الحنبلي في الشذرات: 303/5 مع ذكر نموذج من شعره، والذهبي في العبر: 261/5، وابن كثير في البداية والنهاية: 236/13.

وانظر أيضا: اعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء: 254/2.



پاورقي

[1] آل أبي‏جرادة أسرة علمية و وجوهها من ساسة العراق و حلب منذ القرن 7-1 ه، و هي طائفة من السلالة العربية العدنانية المشهورة و من قبلة «بني‏عقيل» التي حکمت العراق و شبه‏الجزيرة العربية فترة من الزمن، و يعود نسب آل أبي‏جرادة الي عامر بن صعصعة، کما يعود الفضل في اشتهار هذه الأسرة الي ابنه محمد أحد أصحاب الامام أميرالمؤمنين عليه‏السلام.

دائرةالمعارف الاسلامية الکبري: 416/1.