بازگشت

خطبته لما نزل به عمر بن سعد و ايقن انهم قاتلوه


[خطبته عليه السلام في أصحابه لما نزل به عمر بن سعد، وأيقن أنهم قاتلوه]

271 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالوا: أنبأنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزبير بن بكار، قال: وحدثني محمد بن حسن قال [1] : لما نزل عمر بن سعد بحسين وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيبا فحمد الله وأثني عليه ثم قال: قد نزل بنا ما ترون من الامر، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حتي لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء [و] الا خسيس عيش كالمرعي الوبيل [2] ألا ترون [أن] الحق لا يعمل به، و [أن]


الباطل لا يتناهي عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أري الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما [3] .


[خطبته عليه السلام في غداة اليوم الذي استشهد فيه]

272 - [4] أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيي القاضي، أنبأنا سهل بن بشر الاسفرائني، أنبأنا محمد بن الحسين [بن محمد بن الحسين] ابن أحمد بن السري، أنبأنا الحسن بن رشيق، أنبأنا يموت بن المزرع، أنبأنا محمد بن الصباح السماك

، أنبأنا بشر بن طانحة [5] : عن رجل من همدان قال: خطبنا الحسين بن علي غداة اليوم الذي استشهد فيه فحمد الله وأثني عليه ثم قال: عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا علي حذر، فان الدنيا لو بقيت لاحد أو بقي عليها أحد، كانت الانبياء أحق بالبقاء، وأولي بالرضا، وأرضي بالقضاء، غير أن الله تعالي خلق الدنيا للبلاء، وخلق أهلها للفناء، فجديدها بال ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة والدار قلعة، فتزودوا [6] فإن خير الزاد التقوي واتقوا الله لعلكم تفلحون.


[خطبته عليه السلام في إقامة الحجة علي أعدائه لما أحاطوا به يوم عاشوراء من كل جانب]

273 - [7] أخبرنا أبو السعود أحمد بن [علي بن] محمد بن المجلي، أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد، أنبأنا عبد الله بن علي بن أيوب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح، أنبأنا أبو بكر ابن دريد قال / 23 / ب /: لما استكف الناس بالحسين [8] ركب فرسه ثم استنصت الناس فأنصتوا له [9] فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم ثم قال:


تبا لكم أيتها الجماعة وترحا [10] أحين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين [11] شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا، وحششتم علينا نارا اقتدحناها علي عدوكم وعدونا فأصبحتم إلبا علي أوليائكم [12] ويدا عليهم لاعدائكم بغير عدل رأيتموه بثوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم ومن غير حدث كان منا ولا أري يفيل فينا [13] فهلا لكم الويلات اذكرهتمونا تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن [14] والرأي لم يستخف، ولكن استصرعتم الينا كطيرة الدبي [15] وتداعيتم إلينا كتداعي الفراش قيحا وحكة وهلوعا وذلة لطواغيت الامة، وشذاذ الاحزاب ونبذة الكتاب، وعصبة الآثام، وبقية الشيطان، ومحرفي الكلام ومطفئي السنن وملحقي العهرة بالنسب، وأسف المؤمنين، ومزاح المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين [16] لبئس ما قدمت لهم أنفسهم


أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. [أ] فهؤلاء تعضدون؟ وعنا تتخاذلون؟ أجل والله الخذل فيكم معروف، وشجت عليه عروقكم واستأزرت عليه أصولكم فأفرعكم [17] فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناظر [18] وأكلة لغاصب ألا فلعنة الله علي الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا. ألا وإن البغي [ابن البغي] قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة [19] وهيهات منا الدنية [20] أبي الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وبطون طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية [أن] تؤثر مصارع الكرام علي ظآر اللئام. [21] ألا وإني زاحف بهذه الاسرة علي قل العدد [22] وكثرة العدو، وخذلة الناصر[ثم تمثل عليه السلام بقول الشاعر]: فان نهزم فهزامون قدما - وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن - منايانا وطعمة آخرينا


ألا ثم لا تلبثون إلا ريث ما يركب فرس حتي تدار بكم دور الرحا [23] ويفلق بكم فلق المحور [24] عهدا عهده النبي إلي أبي [25] فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون [71 / يونس] [26] .

(اني توكلت علي الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي علي صراط مستقيم) - [56 / هود: 11].



پاورقي

[1] من قوله: أنبأنا أبو جعفر ابن المسلمة - إلي قوله: قال قد سقط عن نسخة العلامة الاميني. وفي نسخة ترکيا، قد اختلط متن هذا الحديث مع متن الحديث التالي.

وهذا رواه أيضا الطبراني في الحديث: 76 من ترجمة الامام الحسين من المعجم الکبير: ج 3 ص 114 برقم 2842 قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا الزبير بن بکار، أنبأنا محمد بن الحسن قال: لما نزل عمر ابن سعد بحسين وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه..

ورواه عنه في باب مناقب الامام الحسين من مجمع الزوائد: ج 9 ص 192.

ورواه ايضا الخوارزمي بسنده عنه في الجزء الثاني من مقتله: ج 2 ص 5 قال: أخبرنا الامام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني إجازة، أخبرنا أبو علي الحداد، حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد... .

[2] هذا هو الصواب، وفي النسخة: الا خشيش عکس.. وفي مختصر ابن منظور: إلا حشيش علس. وعلق المحقق بالهامش: العلس ضرب من البر تکون حبتان في قشر وهو طعام صنعاء.

[3] البرم - محرکا -: الضجر والسآمة والملالة. وبعده في المعجم الکبير: وقل الحسين رضي الله عنه يوم عاشوراء سنة إحدي وستين بالطف بکربلاء وعليه جبة خز دکناء وهو صابغ بالسواد وهو ابن ست وخمسين.

[4] ورواه أيضا ابن العديم بسنده عن المصنف في الحديث: 69 من ترجمة الامام الحسين من تاريخ حلب قال: أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيي... .

[5] کذا في نسخة العلامة الاميني، وذکرها في نسخة ترکيا بالجيم: طانجة. وفي بغية الطلب: طابخة.

[6] کذا في نسخة العلامة الاميني، وفي نسخة ترکيا: وتزودوا.

[7] وقريبا منه جدا رواه الطبرسي عن مصعب بن عبد الله في کتاب الاحتجاج: ج 2 ص..

ورواه عنه المجلسي في الحديث: 10 من الباب: 37 من بحار الانوار ج 45 ص 83.

ورواه أيضا السيد أبو طالب يحيي بن الحسين بن هارون في أماليه - کما في الحديث: 14 من الباب: 6 من تيسير المطالب

ص 95 - قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال: حدثنا بکر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن

بهلول الضبي أبو محمد، قال: حدثنا أبو عبد الله [کذا] عن عبد الله بن الحسين بن تميم قال: حدثني محمد بن زکريا قال: حدثني محمد بن عبد الرحمان بن القاسم التيمي قال: وحدثني عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان ابن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عبد الله بن الحسن [بن الحسن] عليهم السلام قال: لما عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين..

ورواه عنه الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: ج 2 ص 6 ص 1.

[8] أي أحاطوا به، يقال: استکف به الناس: أحاطوا به. واستکف الناس حوله: أحاطوا به ينظرون إليه.

[9] کذا في نسخة العلامة الاميني، وفي نسخة ترکيا: فنصتوا إليه.. .

[10] تبا لکم: ألزمکم الله خسرانا وهلاکا. وترحا: حزنا وغما. وفي بغية الطلب: وبرحا.

[11] کذا في نسخة العلامة الاميني، وفي نسخة ترکيا: فاصترخناکم.

[12] إلبا: جمعا وحشدا.

[13] يفيل - من باب التفعيل -: يضعف. يخطأ يقبح.

[14] مشيم: مغمد غير مستل. والجأش - کفلس -: الصدر والقلب. وطامن: مطمئن وساکن. وفي مقتل الخوارزمي: والرأي لم يستحصف.. .

[15] وفي الاحتجاج: ولکنکم أسرعتم إلي بيعتنا کطيرة الدبي، وتهافتم إليها کتهافت الفراش فبعدا وسحقا لطواغيت الامة...

وفي مقتل الخوارزمي: ولکن أسرعتم علينا کطيرة الدبي، وتداعيتم إليها [کذا] کتداعي الفراش، فقبحا لکم فإنما أنتم من طواغيت الامة، وشذاذ الاحزاب، ونبذة الکتاب، ونفثة الشيطان، ومحرفي الکتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الانبياء، ومبيري عترة الاوصياء، وملحقي العهار بالنسب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمة المستهزئين الذين جعلوا القرآن... والدبي - کعصي -: النمل. أصغر الجراد. والواحدة: الدباة.

[16] وفي الاحتجاج: ومواخي المستهزئين... والکلام إشارة إلي قوله تعالي في الآية: 91 من سورة الحجر: 15: (کما أنزلنا علي المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين) .

[17] وفي مقتل الخوارزمي: وشجت عليه عروقکم وتوارثته أصولکم وفروعکم ونبتت عليه قلوبکم وغشينت به صدورکم فکنتم أخبث شئ سنخا للناصب وأکلة للغاصب.. .

[18] هذا هو الظاهر، من السياق، ولفظ نسخة ترکيا غامض، وفي النسخة الظاهرية وبغية الطلب: فکنتم أخبث شجرة للناس... وفي الاحتجاج: فکنتم أخبث ثمر شجر للناظر.. .

[19] وفي مقتل الخوارزمي: ألا [و] ان الدعي ابن الدعي قد رکز ببين اثنتين: بين القتلة والذلة، وهيهات منا أخذ الدنية، أبي الله ذلک ورسوله وجدود طابت وحجور طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية لا تؤثر طاعة اللئام علي مصارع الکرام... .

[20] کذا في أصلي کليهما، وفي اللهوف: وهيهات منا الذلة.

[21] کذا في الاصلين الموجودين عندي وفي الکلام تقديم وتأخير. والظآر: العطف والمراودة. وفي الاحتجاج: أبي الله ذلک لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طهرت وجدود طابت أن يؤثر طاعة اللئام علي مصارع الکرام.

[22] کذا في أصلي کليهما، وفي مقتل الخوارزمي: ألا إني قد أعذرت وأنذرت، ألا [و] إني زاحف بهذه الاسرة علي قلة العتاد، وخذلة الاصحاب. ثم أنشد: فإن نهزم فهزامون.. .

[23] وفي مقتل الخوارزمي: أما إنه لا تلبثون بعدها إلا کريث ما يرکب الفرس حتي تدور بکم دور الرحي. عهد عهده الي أبي عن جدي.

[24] وفي نسخة ترکيا: ويعلق بکم فلق المحور.. .

[25] کذا في نسخة ترکيا، وفي النسخة الظاهرية: عهده النبي إلي عن أبي، وفي بغية الطلب: عهدا عهده إلي أبي عن أبي. ولعل الصواب: عهد عهده الي أبي عن النبي... وفي کتاب اللهوف: عهد عهده إلي أبي عن جدي.. .

[26] وکان في الاصل وبغية الطلب بعد قوله: ولا تنظرون هکذا: الآية، والآية الاخري.

أقول: وهذا تلخيص للقصة من الراوي ولذا ذکرنا الآية الکريمة حرفية ووضعناها بين المعقوفين إشارة إلي أنها لم تکن في أصلنا.