بازگشت

ما أثر عنها بعدما نزلوا كربلاء


و منها: قال: و أصبح الحسين من وراء عذيب الهجانات [1] .

قال: و اذا بالحر بن يزيد [2] قد ظهر له [3] أيضا في [4] جيشه، فقال الحسين: ما وراءك يا ابن يزيد! أليس قد أمرتنا أن نأخذ علي الطريق فأخذنا و قبلنا مشورتك؟ فقال: صدقت، ولكن هذا كتاب عبيدالله [5] بن زياد قد ورد علي يؤنبني و يعنفني في أمرك. فقال الحسين: فذرنا حتي ننزل بقرية نينوي [6] أو الغاضرية [7] ، فقال الحر: لا و الله ما أستطيع ذلك، هذا رسول عبيدالله [8] بن زياد معي، و ربما بعثه عينا [علي [9] ]. قال: فأقبل الحسين [10] بن علي [11] علي رجل من أصحابه يقال له زهير بن القين [12] البجلي، فقال له: يا ابن بنت رسول الله! ذرنا حتي نقاتل هؤلاء القوم، فان قتالنا الساعة نحن و اياهم أيسر علينا و أهون من قتال من يأتينا من بعدهم؛ فقال الحسين: صدقت يا زهير! ولكن ما كنت بالذي [13] أنذرهم بقتال حتي يبتدروني [14] . فقال له زهير: فسر بنا حتي نصير بكربلاء فانها علي شاطئ [15] الفرات فنكون هنالك، فان قاتلونا [16] قاتلناهم واستعنا بالله [17] عليهم.


قال: فدمعت عينا [18] الحسين، ثم قال: اللهم! ثم اللهم! اني أعوذ بك من الكرب و البلاء!

قال: و نزل الحسين في موضعه ذلك و نزل الحر بن يزيد حذاءه في ألف فارس. [...]

قال: فخرج الحسين و ولده و اخوته و أهل بيته (رحمة الله عليهم) بين يديه، فنظر اليهم ساعة و بكي و قال: اللهم! انا عترة نبيك محمد صلي الله عليه و سلم، و قد أخرجنا و طردنا عن حرم جدنا، و تعدت بنو [19] أمية علينا، فخذ بحقنا و انصرنا علي القوم الكافرين. قال: ثم صاح الحسين في عشيرته، و رحل من موضعه ذلك حتي نزل كربلاء في يوم الأربعاء أو يوم الخميس و ذلك في الثاني من المحرم سنة احدي و ستين.

ثم أقبل الي أصحابه فقال لهم: أهذه كربلاء؟ فقالوا: نعم.

فقال الحسين لأصحابه: انزلوا، هذا موضع كرب و بلاء، ههنا مناخ ركابنا، و محط رحالنا، و مسفك دمائنا. قال: فنزل القوم و حطوا الأثقال ناحية من الفرات، و ضربت خيمة الحسين لأهله و بنيه، و ضرب عشيرته خيامهم من حول خيمته، و جلس الحسين و أنشأ يقول:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من طالب و صاحب قتيل

و كل حي عابر سبيل



ما أقرب الوعد من الرحيل

و انما الأمر الي الجليل



قال: و سمعت [20] ذلك أخت الحسين زينب و أم كلثوم فقالتا [21] : يا أخي! هذا كلام من أيقن بالقتل. فقال: نعم، يا أختاه! فقالت زينب: وا ثكلاه! ليت المومت أعدمني الحياة! مات جدي رسول الله صلي الله عليه و سلم، و مات أبي علي، و ماتت أمي فاطمة، و مات أخي الحسن عليهم السلام، و الآن ينعي [22] الي الحسين نفسه، قال: و بكت النسوة و لطمن الخدود، قال: و جعلت


ام كلثوم تنادي: وا جداه! وا أبي علياه! وا أماه! وا حسناه! وا حسيناه! وا ضيعتنا بعدك! وا أباعبدالله! فعذلها الحسين و صبرها، و قال [لها [23] ]: يا أختاه! تعزي بعزاء الله، و ارضي بقضاء الله، فان سكان السماوات يفنون، و أهل الأرض يموتون، و جميع البرية لا يبقون، و كل شي ء هالك الا وجهه، له الحكم و اليه ترجعون، و ان لي و لك و لكل مؤمن و مؤمنة أسوة بمحمد صلي الله عليه و سلم. ثم قال لهن: أنظرن، اذا أنا قتلت فلا تشققن [علي [24] ] جيبا و لا تخمشن وجها.

ابن أعثم، الفتوح، 150 - 148، 143 - 141/5.

(قال) ابن أعثم: فتياسر الحسين حتي وصل الي (عذيب الهجانات) فورد كتاب من عبيدالله بن زياد الي الحر يلومه في أمر الحسين و يأمره بالتضييق عليه، فأصبح الحسين من وراء عذيب الهجانات، و اذا الحر قد عارضه أيضا في جيشه و منعه من المسير، فقال له الحسين: ويلك ما دهاك، ألست قد أمرتنا أن نأخذ علي غير الطريق، فأخذنا و قبلنا مشورتك، فقال الحر: صدقت يابن رسول الله، ولكن هذا كتاب الأمير ورد علي يؤنبني و يضعفني في أمرك و يأمرني بالتضييق عليك، قال الحسين: فذرنا أذن ننزل بقرية نينوي أو الغاضرية، فقال له الحر: لا و الله يا أباعبدالله لا أستطيع ذلك فقد جعل ابن زياد علي عينا يطالبني و يؤاخذني بذلك. [و في رواية قال الحر: لا و الله ما أستطيع ذلك و هذا رسول ابن زياد معي و انما بعثه عينا علي] فقال للحسين رجل من أصحابه يقال له زهير ابن القين البجلي: يابن رسول الله، ذرنا نقاتل هؤلاء القوم، فان قتالنا اياهم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا معهم بعد هذا، فقال له الحسين: صدقت يا زهير، ولكن ما كنت لأبدأهم بالقتال حتي يبدؤوني؟ فقال له زهير: فسر بنا حتي ننزل بكربلاء فانها علي شاطئ الفرات، فنكون هنالك فان قاتلونا قاتلناهم، و استعنا بالله عليهم، فدمعت عينا الحسين عليه السلام حين ذكر كربلاء و قال: اللهم اني أعوذ بك من الكرب و البلاء، و نزل الحسين في موضعه ذلك و نزل الحر حذاءه في جنده الذين هم ألف فارس. [...]


قال: و خرج الحسين و اخوته و أهل بيته حين سمعوا الكلام (كلام برير و هلال) فنظر اليهم و جمعهم عنده و بكي، ثم قال: أللهم انا عترة نبيك محمد صلواتك عليه، قد أخرجنا و ازعجنا و طردنا عن حرم جدنا، و تعدت بنوأمية علينا. أللهم فخذ لنا بحقنا و انصرنا علي القوم الظالمين، ثم نادي بأعلي صوته في أصحابه: الرحيل، و رحل من موضعه ذلك حتي نزل بكربلاء في يوم الأربعاء، أو في يوم الخميس، و ذلك اليوم الثاني من محرم من سنة احدي و ستين، فخطب في أصحابه هناك، و قال: أما بعد، فان الناس عبيد الدنيا، و الدين لعق علي ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون، ثم قال لهم: أهذه كربلاء؟ قالوا له: نعم، فقال: هذه موضع كرب و بلاء، ههنا مناخ ركابنا، و محط رحالنا، و مسفك دمائنا. قال: فنزل القوم و حطوا الأثقال ناحية من الفرات، و ضربت خيمة الحسين لأهله و بنيه و بناته، و ضربت خيم اخوته و بني عمه حول خيمته.

و جلس الحسين في خيمته يصلح سيفه و معه جون مولي أبي ذر الغفاري، فجعل يصلحه و يقول:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من صاحب و طالب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و كل حي سالك سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

سبحانه جل عن المثيل



قال علي بن الحسين عليه السلام: و جعل أبي يردد هذه الأبيات، فحفظتها منه، و خنقتني العبرة، و لزمت السكوت حسب طاقتي، فأما عمتي زينب، فلما سمعت بذلك استعبرت و بكت، و كانت ضعيفة القلب، فبان عليها الحزن و الجزع، فأقبلت تجر أذيالها الي الحسين و قالت: يا أخي! و يا قرة عيني! ليت الموت أعدمني الحياة، يا خليفة الماضين و ثمال الباقين، فنظر اليها الحسين و قال: أختاه، لا يذهبن بحلمك الشيطان، فان أهل السماء يموتون، و أهل الأرض لا يبقون، كل شي ء هالك الا وجهه، له الحكم و اليه ترجعون، فأين أبي وجدي اللذان هم خير مني؟ فلي بهما و لكل مؤمن أسوة حسنة؛ و عزاها ثم


قال لها: بحقي عليك يا أختاه اذا أنا قتلت فلا تشقي علي جيبا، و لا تخمشي علي وجها، ثم ردها الي خدرها.

«و روي»: أنه لما سمعت ذلك أخته زينب أو أم كلثوم، جاءت الي الحسين و قالت: يا أخي، هذا كلام من أيقن بالموت، قال: نعم يا أختاه، قالت: اذن فردنا الي حرم جدنا، فقال: يا أختاه، لو ترك القطا لنام؛ فقالت: وا ثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، مات جدي رسول الله، و مات أبي علي، و ماتت أمي فاطمة، و مات أخي الحسن و بقي ثمال أهل البيت، و اليوم ينعي الي نفسه، و بكت فبكت النسوة و لطمن الخدود و شققن الجيوب، و جعلت أخته تنادي: وا محمداه! وا أبا القاسماه! اليوم مات جدي محمد، وا أبتاه! وا علياه! اليوم مات أبي علي، وا أماه! وا فاطماه! اليوم ماتت أمي فاطمة، وا أخاه! وا حسناه! اليوم مات أخي الحسن، وا أخاه! وا حسيناه! وا ضيعتنا بعدك يا أباعبدالله! فعزاها الحسين و صبرها، و قال: يا أختاه! تعزي بعزاء الله، و ارضي بقضاء الله، فان أهل السماء يفوتون، و أهل الأرض يموتون، و جميع البرية لا يبقون، كل شي ء هالك الا وجهه، فتبارك الله الذي اليه جميع الخلق يرجعون، فهو الذي خلق الخلق بقدرته، و يفنيهم بمشيئته، و يبعثهم بارادته، يا أختاه! كان جدي و أبي و أمي و أخي خيرا مني و أفضل، و قد ذاقوا الموت و ضمهم التراب، و ان لي و لك و لكل مؤمن برسول الله أسوة حسنة، ثم قال عليه السلام: يا زينب! وا يا أم كلثوم! و يا فاطمة! و يا رباب! أنظرن اذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا، و لا تخمشن علي وجها، و لا تقلن في هجرا.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 238 - 236، 234/1

و أخذ حسين بالنزول فسأل عليه السلام عن الأرض؟ قيل: كربلاء. فقال: أرض كرب و بلاء و كان اليوم الثاني من المحرم فقال: انزلوا،هاهنا محط ركابنا و سفك دمائنا، فنزلوا و أقاموا بها و جلس الحسين عليه السلام يصلح سيفه و يقول:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من طالب و صاحب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل






و كل حي فالي سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

فلما سمعت زينب ايراده للأبيات، و أن قولهم هذا يدل علي رميهم بسهم الشتات، فلم تملك نفسها أن و ثبت تجر ذيلها و انها لحاسرة حتي انتهت اليه، فقالت: هذا كلام من أيقن بالقتل، وا ثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة، و أبي علي و أخي الحسن، يا خليفة الماضين، و ثمال الباقين.

فقال عليه السلام: يا أختاه لا يذهبن حلمك الشيطان! تعزي بعزاء الله، فان أهل السماوات و الأرض يموتون و كل شي ء هالك الا وجهه، أبي خير مني و أخي خير مني، و لكل مسلم برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أسوة، و لطم النساء الخدود و شققن الجيوب فترقرقت عيناه بالدموع، و قال: لو ترك القطا ليلا لنام.

ابن نما، مثير الأحزان،/25 - 24

ثم قال الحسين: ما يقال لهذه الأرض؟ فقالوا: (كربلاء) و يقال لها أرض (نينوي) قرية بها، فبكي و قال: كرب و بلاء؛ أخبرتني أم سلمة قالت: كان جبرئيل عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أنت معي، فبكيت فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: دع ابني، فتركتك فأخذك و وضعك في حجره، فقال جبرئيل: أتحبه؟ قال: نعم، قال: فان أمتك ستقتله. قال: و ان شئت أن أريك تربة أرضه التي يقتل فيها؟ قال: نعم؛ قالت: فبسط جبرئيل جناحه علي أرض كربلاء فأراه اياها، فلما قيل للحسين: هذه أرض كربلاء شمها و قال: هذه و الله هي الأرض التي أخبر بها جبرائيل رسول الله و أنني اقتل فيها.

و في رواية: قبض منها قبضة فشمها و قد ذكر ابن سعد في (الطبقات) عن الواقدي بمعناه و قال: فاستيقظ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و بيده تربة حمراء.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص،/250

فلما وافي كربلاء، قال: في أي موضع نحن؟ قالوا: بكربلاء، قال: كرب و الله و بلاء، هاهنا مناخ ركابنا، و مهراق دمائنا، ثم أقبل في جوف الليل يتمثل و يقول:




يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من ميت و صاحب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و كل حي سالك السبيل

فقالت له أخته زينب: لعلك تخبرنا بأنك تغصب نفسك، فقال عليه السلام: لو ترك القطا لنام.



المحلي، الحدائق الوردية، 114/2

[25] قال: [26] ثم ان الحسين عليه السلام قام و ركب و سار، و كلما أراد المسير يمنعونه تارة و يسايرونه أخري حتي بلغ كربلاء، و كان ذلك [27] في اليوم الثاني من المحرم، فلما وصلها قال: ما اسم هذا الأرض؟ فقيل: كربلاء، فقال عليه السلام: أللهم اني أعوذ بك من الكرب و البلاء، ثم قال: هذا موضع كرب و بلاء، انزلوا، هاهنا محط [28] رحالنا، و مسفك [29] دمائنا، و هنا محل قبورنا، بهذا حدثني جدي رسول الله صلي الله عليه و آله، فنزلوا جميعا، و نزل الحر و أصحابه ناحية [30] .

و جلس الحسين عليه السلام يصلح سيفه و يقول:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من طالب و صاحب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و كل حي سالك سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

[31] قال الراوي: فسمعت زينب بنت فاطمة عليهاالسلام ذلك، [32] فقالت: يا أخي، هذا كلام من أيقن بالقتل، فقال عليه السلام: نعم يا أختاه، فقالت زينب: وا ثكلاه! [33] ينعي الحسين عليه السلام [34] الي




نفسه؛ قال: [35] و بكي النسوة و لطمن الخدود، و شققن الجيوب، و جعلت أم كلثوم تنادي: وا محمداه! وا علياه! وا أماه! وا أخاه! وا حسيناه! وا ضيعتنا [36] بعدك يا أباعبدالله.

قال: فعزاها الحسين عليه السلام و قال لها: يا أختاه! تعزي بعزاء الله، فان سكان السماوات يفنون، و أهل الأرض كلهم يموتون، و جميع البرية يهلكون، ثم قال: يا أختاه يا أم كلثوم و أنت يا زينب و أنت يا فاطمة و أنت يا رباب انظرن اذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا، و لا تخمشن علي وجها و لا تقلن هجرا [37] [38] [39] .

و روي من طريق آخر: ان زينب لما سمعت الأبيات، و كانت في موضع آخر منفردة مع النساء و البنات، خرجت حاسرة تجر ثوبها حتي وقفت عليه، و قالت: وا ثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة الزهراء، و أبي علي، و أخي الحسن، يا خليفة الماضين و ثمال الباقين، فنظر اليها الحسين عليه السلام فقال: يا أختاه! لا يذهبن حلمك الشيطان، فقالت: بأبي و أمي أستقتل؟ و نفسي لك الفداء؛ فردت [40] غصته و ترقرقت عيناه بالدموع ثم قال: [41] لو ترك القطا ليلا لنام، فقالت: يا ويلتاه! أفتغتصب نفسي اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي و أشد علي نفسي، ثم أهوت الي جيبها فشقته و خرت مغشية عليها، فقام عليه السلام فصب عليها الماء حتي أفاقت، ثم عزاها صلوات الله عليه بجهده و ذكرها لمصيبته بموت أبيه و جده صلوات الله عليهم أجمعين.

[42] و مما يمكن أن يكون سببا لحمل الحسين عليه السلام لحرمه و عياله أنه عليه السلام لو تركهن


بالحجاز أو غيرها من البلاد كان يزيد بن معاوية عليهما لعائن الله قد انفذ ليأخذهن اليه و صنع بهن من الاستيصال و سيئ الأعمال ما يمنع الحسين عليه السلام من الجهاد و الشهادة و يمتنع عليه السلام بأخذ يزيد بن معاوية لهن عن مقامات السعادة [43] . [44] .


ابن طاووس، اللهوف،/84 - 80 مساوي عنه: المازندراني، معالي السبطين، 298 - 297/1؛ النقدي، زينب الكبري،/98 - 97

قال: و أصبح الحسين عليه السلام من وراء عذيب الهجانات و اذا بالحر قد ظهر له أيضا في جيشه، فقصد الحسين، فقال: ما وراءك، يا ابن يزيد؟ أليس أمرتنا أن نأخذ علي غير الطريق فأخذنا و قبلنا مشورتك؟

فقال: صدقت، ولكن هذا كتاب ابن زياد ورد علي يؤنبني و يضعفني في أمرك.

قال الحسين: فذرنا ننزل بقرية نينوي أو الغاضرية؟

فقال الحر: و الله ما أستطيع ذلك، هذا رسول ابن زياد معي، و انما بعثه عينا علي.

فأقبل زهير بن القين علي الحسين، فقال: يابن رسول الله، ذرنا نقاتل هؤلاء القوم فان قتالنا اياهم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم.


فقال الحسين عليه السلام: صدقت يا زهير، ولكن ما كنت بالذي أبدأهم بالقتال حتي يبدؤوني.

فقال زهير: سر بنا حتي ننزل كربلاء فانها [علي] شاطئ الفرات فنكون هناك، فان قاتلونا قاتلناهم و استعنا عليهم بالله.

قال: فدمعت عينا الحسين عليه السلام، و قال: اللهم اني أعوذ بك من الكرب و البلاء، و نزل الحسين في موضعه و نزل الحر حذاءه. [...]

قال: فجمع الحسين عليه السلام ولده و اخوته و أهل بيته بين يديه، ثم نظر اليهم، فبكي ساعة، ثم قال: اللهم انا عترة نبيك صلي الله عليه و آله و قد اخرجنا و طردنا و ازعجنا عن حرم جدنا، و تعدت بنوامية علينا، فخذ لنا بحقنا، و انصرنا علي القوم الظالمين.

ثم نادي عليه السلام بأصحابه و رحل من موضعه حتي نزل كربلاء في يوم الأربعاء أو الخميس، و ذلك في اليوم الثاني من المحرم سنة احدي و ستين، ثم أقبل علي أصحابه، فقال: الناس عبيد الدنيا، و الدين لعق علي ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون. ثم قال: أهذه كربلاء؟ فقالوا: نعم. فقال: هذا موضع كرب و بلاء، هاهنا ركابنا، و محط رحالنا، و مقتل رجالنا، و مسفك دمائنا.

فنزل القوم و حطوا أثقالهم ناحية من الفرات، و ضربت خيمة الحسين لأهله و بنيه و بناته، و ضرب اخوته و بنو عمه خيامهم حول خيمته.

و جلس الحسين عليه السلام يصلح سيفه و معه جون مولي أبي ذر الغفاري، فأنشأ الحسين يقول:



يا دهر اف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من طالب بحقه قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و كل حي سالك سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

[سبحانه جل عن المثيل]



فسمعت بذلك أخت الحسين زينب و أم كلثوم، فقالت: يا أخي، هذا كلام من أيقن بالموت!


فقال: نعم، يا أختاه، لو ترك القطا لغفا و نام.

فقالت زينب: وا ثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، مات جدي رسول الله صلي الله عليه و آله، و مات أبي علي، و ماتت أمي فاطمة، و مات أخي الحسن، و الآن ينعي الي أخي الحسين نفسه.

قال: و بكت النسوة، و لطمن الخدود، و شققن الجيوب، و جعلت أم كلثوم تنادي: وا محمداه، وا علياه، وا أماه، وا حسناه، وا حسيناه، وا ضيعتاه، يا أباعبدالله.

فعزاها الحسين و صبرها، و قال: يا أختاه، تعزي بعزاء الله، و ارضي بقضاء الله، فان سكان السماء يفنون، و أهل الأرض يموتون (كل شي ء هالك الا وجهه).

يا أختاه، كان أبي و جدي و أخي و أمي أفضل مني و قد ذاقوا الموت، و صاروا تحت الثري، و ان لي و لهم و لكل مؤمن أسوة برسول الله.

و عزاها الحسين: يا أختاه يا أم كلثوم و يا زينب و يا فاطمة، انظرن اذا قتلت فلا تشققن علي جيبا، و لا تخمشن وجها، و لا تقلن هجرا.

محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس و زينة المجالس، 254 - 250/2

قال: فبينما هم يسيرون، و اذا براكب علي نجيب قد أقبل من نحو الكوفة، فلما وصل سلم علي الحر و لم يسلم علي الحسين، ثم دفع الي الحر كتابا من ابن زياد يأمره فيه بالتعجيل [45] ، فساروا جميعا الي أن انتهوا [46] أرض كربلاء، اذ وقف الجواد الذي تحت الحسين و لم ينبعث من تحته و كلما حثه علي المسير لم ينبعث خطوة واحدة، فنزل عنه و ركب غيره فلم ينبعث خطوة واحدة، [47] فقال الامام عليه السلام: يا قوم، ما يقال لهذه الأرض؟ فقالوا: نينوي، فقال: هل لها اسم غير هذا؟ قالوا: نعم، شاطئ الفرات، فقال: هل لها اسم غير هذا؟ قالوا: نعم، تسمي كربلاء، فعند ذلك تنفس الصعداء فقال: هذه


و الله كرب و بلاء، هاهنا و الله ترمل النسوان و تذبح الأطفال، و هاهنا و الله تهتك الحريم، فانزلوا بنا يا كرام، فهاهنا قبورنا، و هاهنا و الله محشرنا و منشرنا، و بهذه أوعدني جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لا خلف لوعده [48] ، ثم انه نزل عن فرسه و جلس بعد ذلك يصلح سيفه و هو يقول:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من طالب و صاحب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و كل حي سالك سبيل

و منتهي الأمر الي الجليل



و لم يزل يكرر هذه الأبيات حتي سمعت أخته زينب، فوثبت تجر ذيلها حتي انتهت اليه و قالت له: يا أخي و قرة عيني، ليت الموت أعدمني الحياة، يا خليفة الماضين و ثمال الباقين، هذا كلام من أيقن بالموت، وا ثكلاه، اليوم مات جدي محمد مصطفي و أبي علي المرتضي، و أمي فاطمة الزهراء و أخي الحسن الرضا. قال لها: يا أختاه، لا يذهب بحلمك الشيطان تعزي بعزاء الله، فان أهل السماء و الأرض يموتون و كل شي ء هالك الا وجهه، أبي خير مني و أخي خير مني، ولكل مسلم برسول الله أسوة. فقالت: يا أخي، تقتل، و أنا أنظر اليك؟ فردت غصته و تغرغرت عيناه بالدموع.

فقالت: يا أخي، ردنا الي حرم جدنا. فقال: لو ترك القطا لغفا و نام. قالت: و الله يا أخي لا فرحت بعدك أبدا.

ثم انها لطمت وجهها، و أهوت الي جيبها فشقته، و خرت مغشية عليها، ثم قام الحسين اليها و قال لها: يا أختاه، بحقي عليك اذا أنا قتلت فلا تشقي علي جيبا و لا تخمشي وجها، و لا تدعين بالويل و الثبور. ثم حملها حتي أدخلها الخيمة.

[49] ثم خرج الي أصحابه و أمرهم أن يقربوا البيوت بعضها الي بعض، ففعلوا ذلك [50] .

الطريحي، المنتخب،/440 - 439 مساوي عنه: الدربندي، أسرار الشهادة،/256 - 255


و ساروا جميعا الي أن أتو أرض كربلاء و ذلك يوم الأربعاء، فوقفت فرس الحسين عليه السلام فنزل عنها و ركب أخري فلم تنبعث خطوة واحدة، و لم يزل يركب فرسا بعد فرس حتي ركب سبعة أفراس، و هن علي هذا الحال، فلما رأي ذلك قال: يا قوم، ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: أرض الغاضرية، قال: فهل لها اسم غير هذا، قالوا: تسمي نينوي، قال: أهل لها اسم غير هذا، قالوا: شاطئ الفرات، قال: أهل لها اسم غير هذا، قالوا: تسمي كربلاء، فعند ذلك تنفس الصعداء، و قال: أرض كرب و بلاء.

ثم قال: انزلوا، هاهنا مناخ ركابنا، هاهنا تسفك دمائنا، هاهنا و الله تهتك حريمنا، هاهنا و الله تقتل رجالنا، هاهنا و الله تذبح أطفالنا،هاهنا و الله تزار قبورنا، و بهذه التربة و عدني جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لا خلف لقوله، ثم نزل عن فرسه و أنشأ يقول:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من طالب بحقه قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و كل حي سالك سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

سبحان ربي ما له مثيل



قال علي بن الحسين عليه السلام و جعل يردد هذه الأبيات فحفظتها منه، و خنقتني العبرة، و لزمت السكوت، و أما عمتي زينب عليهاالسلام لما سمعت بذلك بكت و أظهرت الحزن و الجزع و أقبلت تجر أذيالها نحو الحسين عليه السلام و قالت له: يا أخي و قرة عيني، ليت الموت أعدمني الحياة يا خليفة الماضين، و ثمال الباقين، فنظر اليها الحسين عليه السلام و قال: يا أختاه، لا يذهبن بحلمك الشيطان، فان أهل الأرض يموتون و أهل السماء لا يبقون. و كل شي ء هالك الا وجهه، له الحكم و اليه ترجعون، فأين أبي و جدي اللذان هما خير مني، ولي بهما أسوة حسنة، ثم عزاها، و قال لها: يا أختاه، أقسمت عليك بحقي اذا أنا قتلت فلا تشقي علي جيبا و لا تخمشي علي وجها، ثم ردها الي خدرها، و خرج الي أصحابه به و أمرهم أن يقربوا البيوت فقربوها. [51] .

مقتل أبي مخنف (المشهور)، /50 - 48


ثم أقبل فارس من الكوفة و سلم علي الحر و لم يسلم علي الحسين رضي الله عنه، و دفع الي الحر كتابا من ابن زياد، يأمره بالتعجيل، فساروا جميعا الي أن انتهوا الي أرض كربلاء، اذ وقف جواد الحسين و كلما حثه علي المسير لم ينبعث من تحته خطوة واحدة، فقال الامام: ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: تسمي كربلاء فقال: هذه و الله أرض كرب و بلاء،هاهنا تقتل الرجال و ترمل النساء، و هاهنا محل قبورنا و محشرنا، و بهذا أخبرني جدي صلي الله عليه و آله و سلم، ثم نزل عن جواده، و ذلك يوم الأربعاء ثامن المحرم سنة احدي و ستين، و يقول:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الأصيل



من طالب بحقه قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و كل حي سالك سبيل

و منتهي الأمر الي الجليل



ما أقرب الوعد الي الرحيل

و لم يزل يكررها حتي سمعته أخته زينب. فخرجت من الخيمة و قالت: «يا أخي و قرة عيني، هذا كلام من أيقن بالموت، وا ثكلاه! اليوم مات جدي محمد المصطفي و أبي علي المرتضي، و أمي فاطمة الزهراء، و أخي الحسن المجتبي» و خرت مغشيا عليها.




ثم قال لها: يا أختاه! ان أهل السماء و الأرض يموتون، و كل شي ء هالك الا وجهه، ثم قال لها: يا أختاه! بحقي عليك، اذا أنا قتلت فلا تشقي جيبا، و لا تخمشي وجها.

ثم حملها و أدخلها في الخيمة. ثم أمر أصحابه أن يقربوا البيوت بعضها من بعض. [52] .

القندوزي، ينابيع المودة، /339


منها: سلام زينب عليهاالسلام علي حبيب بن مظاهر الأسدي عندما التحق بالامام عليه السلام: روي بعض ذوي الفضل: أن الحسين لما نزل كربلاء، ركز راية، و لم يسلمها لأحد من أصحابه، فسئل عليه السلام، فقال: سيأتي صاحبها، فبينما هم ينتظرون، و اذا هم بغبرة ثائرة، فقال الامام لأصحابه: هذا صاحب الراية قد أقبل، و اذا هم بحبيب بن مظاهر، فقاموا و تنادوا: جاء حبيب، فسمعت زينب بنت أميرالمؤمنين عليه السلام فقالت: من هذا الرجل


الذي قد أقبل؟ فقيل لها: حبيب بن مظاهر، فقالت: اقرأوه عني السلام، فبلغوه سلامها.

النقدي، زينب الكبري، /102 - 101

ان الحسين لما نزل كربلاء و قد عقد اثنتي عشر راية، و قد قسم راياته بين أصحابه و بقيت راية، فقال [53] بعض أصحابه: من علي بحملها، فقال الحسين عليه السلام: يأتي اليها صاحبها، و قالوا له: يابن رسول الله، دعنا نرتحل من هذه الأرض، فقال لهم: صبرا حتي يأتي الينا من يحمل هذه الراية، فبينما الحسين عليه السلام و أصحابه في الكلام فاذا [54] بغبرة ثائرة من طرف الكوفة قد أقبل حبيب معه غلام و استقبله الحسين عليه السلام و أصحابه، فلما صار حبيب قريبا من الامام ترحل عن جواده و جعل يقبل الأرض بين يديه و هو يبكي فسلم علي الامام و أصحابه، فردوا عليه السلام، فسمعت زينب بنت أميرالمؤمنين عليه السلام فقالت: من هذا الرجل الذي قد أقبل؟ فقيل لها: حبيب بن مظاهر، فقالت: اقرأوه عني السلام، فلما بلغوه سلاما، لطم حبيب علي وجهه و حثا التراب علي رأسه، و قال: من أنا و من أكون حتي تسلم علي بنت أميرالمؤمنين.

الزنجاني، وسيلة الدارين، /123 - 122 مساوي مثله الصادق: زينب وليدة النبوة و الامامة، /114



پاورقي

[1] هو من منازل حاج الکوفة و قيل هو حد السواد - معجم البلدان 131/6.

[2] من د و بر: و في الأصل: زيد.

[3] ليس في د.

[4] ليس في د.

[5] في د و بر: عبدالله.

[6] بسواد الکوفة ناحية يقال لها نينوي، منها کربلاء التي قتل بها الحسين رضي الله عنه - معجم البلدان 368/8.

[7] هي قرية من نواحي الکوفة قريبة من کربلاء - المعجم 261/6.

[8] في د: عبدالله.

[9] من د و بر.

[10] [ليس في د و بر].

[11] [ليس في د و بر].

[12] في الأصل و بر الفير، و في د: القيني.

[13] في د: انظرهم يقال حتي يبتدرون - کذا.

[14] في د: انظرهم يقال حتي يبتدرون - کذا.

[15] في د: شطاء.

[16] في د: قاتلون.

[17] ليس في د.

[18] في د: عيناي.

[19] في النسخ: بني.

[20] من د، و في الأصل و بر: سمع.

[21] في النسخ: فقالوا.

[22] في د: تنعي.

[23] من د.

[24] من د، الا ان فيها: عليا کذا.

[25] [زينب الکبري: ورد الحسين عليه‏السلام کربلاء].

[26] [المعالي: لما نزلوا بکربلاء].

[27] [زينب الکبري: ورد الحسين عليه‏السلام کربلاء].

[28] [زينب الکبري: رکابنا و سفک].

[29] [زينب الکبري: رکابنا و سفک].

[30] [المعالي: لما نزلوا بکربلاء].

[31] [حکاه عنه في الدمعة، 276/4 و تظلم الزهراء،/178 و حکي فيهما في ضمن أحداث الليلة عاشوراء].

[32] [حکاه عنه في الأسرار،/255].

[33] [الدمعة و تظلم الزهراء: هذا الحسين ينعي].

[34] [الدمعة و تظلم الزهراء: هذا الحسين ينعي].

[35] [زاد في الدمعة و تظلم الزهراء: و بکت].

[36] [في الدمعة و تظلم الزهراء و المعالي: وا ضيعتاه].

[37] [حکاه عنه في الدمعة، 276/4 و تظلم الزهراء،/178 و حکي فيهما في ضمن أحداث الليلة عاشوراء].

[38] [حکاه عنه في الأسرار،/255].

[39] [الي هنا حکاه عنه في زينب الکبري].

[40] [زاد في المعالي: عليه].

[41] [زاد في المعالي: يا أختاه].

[42] [المعالي: (أقول) ان الحسين عليه‏السلام أوصي اليهن مرارا و قال: يا أختاه، يا أم‏کلثوم، و أنت يا زينب، و أنت يا فاطمة، و أنت يا رباب، انظرن اذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا، و لا تخمشن علي وجها، و لا تقلن هجرا. فبالقطع و اليقين ما صدرت هذه الأمور من هؤلاء المخاطبات بخطاب الامام و هن أم‏کلثوم و زينب و فاطمة و رباب و ان قيل: ان زينب شقت جيبها، فنقول: نعم، لکن ما شقت جيبها في شهادته حتي يقال: انها خالفت عن الوصية، بل في مصيبة خاصة، غير الشهادة، و لا يبعد أنها کانت أعظم من الشهادة، و يحق أن تشق لها الجيوب، و تلطم عليها الخدود، بل و يحق أن تخرج الأرواح من أبدان أحبته، فکيف تستقر زينب بأن تري يزيدا (لعنه الله) أخذ قضيب الخيزران ينکث به ثنايا الحسين عليه‏السلام و ما کانت العقيلة منهية عن شق الجيب في ذلک الوقت؟ و لذا قامت من مجلسها و أهوت الي جيبها فشقته و نادت: يا حسيناه! يا حبيب قلب رسول الله! الي آخره].

[43] [المعالي: (أقول) ان الحسين عليه‏السلام أوصي اليهن مرارا و قال: يا أختاه، يا أم کلثوم، و أنت يا زينب، و أنت يا فاطمة، و أنت يا رباب، انظرن اذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا، و لا تخمشن علي وجها، و لا تقلن هجرا. فبالقطع و اليقين ما صدرت هذه الأمور من هؤلاء المخاطبات بخطاب الامام و هن أم‏کلثوم و زينب و فاطمة و رباب و ان قيل: ان زينب شقت جيبها، فنقول: نعم، لکن ما شقت جيبها في شهادته حتي يقال: انها خالفت عن الوصية، بل في مصيبة خاصة، غير الشهادة، و لا يبعد أنها کانت أعظم من الشهادة، و يحق أن تشق لها الجيوب، و تلطم عليها الخدود، بل و يحق أن تخرج الأرواح من أبدان أحبته، فکيف تستقر زينب بأن تري يزيدا (لعنه الله) أخذ قضيب الخيزران ينکث به ثنايا الحسين عليه‏السلام و ما کانت العقيلة منهية عن شق الجيب في ذلک الوقت؟ و لذا قامت من مجلسها و أهوت الي جيبها فشقته و نادت: يا حسيناه! يا حبيب قلب رسول الله! الي آخره].

[44] راوي گفت: سپس حسين عليه‏السلام برخاست و سوار شد و حرکت کرد؛ ولي سپاهان حر، گاهي جلوگيري از حرکت مي‏کردند و گاهي حضرت را از مسير منحرف مي‏کردند، تا روز دوم محرم به سرزمين کربلا رسيد. چون به آن جا رسيد، فرمود: «نام اين زمين چيست؟»

عرض شد: «کربلا.»

گفت: «بار الها! من از اندوه و بلا به تو پناهنده‏ام.»

سپس فرمود: «اين جا سرزمين اندوه و بلا است. فرود آييد که بارانداز و قتلگاه و مدفن ما است. جدم رسول خدا همين را به من خبر داد.» پس جمله فرود آمدند. حر و سربازانش در سمت ديگري فرود آمدند. حسين عليه‏السلام نشست و به اصلاح شمشير خود پرداخت و در ضمن، اشعاري به اين مضمون مي‏خواند:



اي چرخ! اف در دوستي بادت که خواهي

بيني بهر صبحي و در هر شامگاهي



آغشته در خون از هوا خواهي و ياري

وين چرخ نبود قانع از گل بر گياهي



هر زنده‏اي بايد بپيمايد ره من

گيتي ندارد غير از اين رسمي و راهي



حالي که نزديک است وقت کوچ کردن

جز بارگاه عزتش نبود پناهي



راوي گفت: زينب، دختر فاطمه اشعار را شنيد گفت: «برادرم! کسي اين سخن را مي‏گويد که به کشته شدن خويش يقين کرده باشد.»

فرمود: «آري، خواهرم!»

زينب گفت: «آه چه مصيبتي! حسين خبر مرگ خود را به من مي‏دهد.»

راوي گفت: زنان همه گريان شدند، و به صورت‏هاي خود سيلي مي‏زدند، و گريبان‏ها چاک کردند. ام‏کلثوم هي فرياد مي‏زد: «اي واي يا محمد! اي واي يا علي! اي واي مادر! اي واي برادر! اي واي حسين! اي واي از بيچارگي که پس از تو در پيش داريم، اي اباعبدالله.»

راوي گويد: حسين خواهر را تسلي داد و گفت: «خواهرم! تو به وعده‏هاي الهي دلگرم باش که ساکنان آسمان‏ها همه فاني شوند و اهل زمين همه مي‏ميرند، و همه‏ي مخلوقات جهان هستي، راه نيستي مي‏پيمايند.»

سپس فرمود: «خواهرم، ام‏کلثوم و تو اي زينب و تو اي فاطمه و تو اي رباب توجه کنيد! من که کشته شدم، گريبان چاک مزنيد و صورت به ناخن مخراشيد و سخنان بيهوده بر زبان نياوريد.»

و به روايت ديگر، زينب که در گوشه‏اي با زنان و دختران حرم نشسته بود، همين که مضمون آيات را شنيد، سر برهنه و دامن‏کشان بيرون شد و همي‏آمد تا نزد برادر رسيد و گفت: «آه چه مصيبتي! اي کاش مرگ به اين زندگي من پايان مي‏داد. امروز احساس مي‏کنم که مادرم فاطمه و پدرم علي و برادرم حسن را از دست داده‏ام، اي يادگار گذشتگان و پناه بازماندگان!»

حسين نگاهي به خواهر کرد و فرمود: «خواهرم! دامن شکيبايي را شيطان از دستت نگيرد.»

گفت: «پدر و مادرم به قربانت! راستي به همين زودي کشته مي‏شوي؟ اي من به فدايت!»

گريه راه گلوي حسين را گرفت و چشم‏ها پر از اشک شد و سپس فرمود: «اگر مرغ قطا را به حال خود مي‏گذاشتند، در آشيانه‏ي خود مي‏خوابيد.»

زينب گفت: «واويلا! تو به ظلم و ستم کشته مي‏شوي؟ اين زخم بر دل زينب عميق‏تر و تحملش سخت‏تر است.»

اين بگفت و دست برد و گريبان چاک زد و بيهوش به روي زمين افتاد. حسين عليه‏السلام برخاست و آب بر سر و صورت زينب بيفشاند تا به هوش آمد. سپس تا آن جا که مي‏توانست، تسليتش داد و مصيبت‏هاي پدر و مادر و جدش را يادآور شد.

تذکر: ممکن است يکي از جهاتي که باعث شد حسين عليه‏السلام حرمسرا و زنان خود را به همراه بياورد، اين باشد که اگر آنان را در حجاز و يا شهر ديگري به جا مي‏گذاشت، يزيد بن معاويه که لعنت‏هاي خدا بر او باد! مأموران مي‏فرستاد تا آنان را اسير بگيرند و تحت شکنجه و آزارشان قرار دهند و به اين وسيله از مبارزه و شهادت حسين عليه‏السلام جلوگيري کند و گرفتاري زنان در دست يزيد، باعث شود که حسين عليه‏السلام از مقامات سعادت محروم بماند.

فهري، ترجمه لهوف،/84 - 80.

[45] [الي هنا لم يرد في الأسرار].

[46] [الأسرار: أتوا].

[47] [لم يرد في الأسرار].

[48] [لم يرد في الأسرار].

[49] [لم يرد في الأسرار].

[50] [لم يرد في الأسرار].

[51] بالجمله، از راه و بي‏راه قطع مسافت کردند، و به زمين کربلا رسيدند. ناگاه اسب امام عليه‏السلام از رفتار باز ايستاد. چند که مهميز (مهميز: ميخي که راکب پشت پاشنه‏ي کفش خود کوبد و براي جست و خيز درآوردن اسب آن را به دو پهلوي وي زند.) بزد، از جاي جنبش نيارست کرد. آن حضرت بفرمود تا اسب ديگر حاضر کردند. چون برنشست، هم چنان از جاي جنبش ننمود.به روايت لوط بن يحيي، هفت اسب، و اگر نه هشت اسب بدل آوردند و هيچ يک گامي فرا پيش ننهادند. حسين پرسيد: «اين زمين را نام چيست؟»

گفتند: «غاضريه.»

فرمود: «جز اينش نام نيست؟»

عرض کردند: «نينوا.»

فرمود: «ديگر چه گويند؟»

گفتند: «شاطئ الفرات.»

گفت: «آيا جز اين اسامي، او را نامي است؟»

عرض کردند: «کربلا.»

اين وقت آهي سرد برآورد.

و قال: أرض کرب و بلاء، ثم قال: قفوا و لا ترحلوا منها، فهاهنا و الله مناخ رکابنا، و هاهنا و الله سفک دمائنا، و هاهنا و الله هتک حريمنا، و هاهنا و الله قتل رجالنا، و هاهنا و الله ذبح أطفالنا، و هاهنا و الله تزار قبورنا. و بهذه التربة و عدني جدي رسول الله و لا خلف لقوله.

فرمود: «اين جا زمين اندوه و ابتلا است. فرود آييد، و احمال و اثقال خود را فرود آريد، و از اين جا به ديگر جا نشويد. اين جاست که خوابگاه شتران ماست. اين جاست که خون‏هاي ما ريخته شود. اين جاست که سترات (سترات (جمع ستره، بر وزن غرفه): پرده و هر چيز که مي‏پوشاند.) حشمت و حرمت ما چاک شود. اين جاست که گلوگاه ما فسان (فسان (بر وزن زبان): سنگي که کارد و شمشير بدان تيز کنند «مقصود اين است که شمشير را به جاي اين که بر فسان مالند، بر گلوگاه مردان ما مالند».) شمشير اعدا شود. اين جاست که اطفال ما را چون گوسفند سر ببرند. اين جاست که شيعيان ما قبور ما را زيارت کنند. اين همان خاک است که جد من رسول خدا وعده نهاد و خبر او هرگز دروغ ندارد.»

اين واقعه در روز پنجشنبه دوم شهر محرم الحرام بود. اين هنگام حسين عليه‏السلام بنشست و سلاح خويش را اصلاح همي‏فرمود و اين شعر تذکره همي‏نمود:



يا دهر أف لک من خليل

کم لک بالاشراق و الأصيل



من طالب بحقه قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و کل حي سالک سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

سبحان ربي ما له مثيل (کلمه «مثيل» مجرور است به تقدير «من» مانند «اشارت کليب». خلاصه‏ي معني اشعار: اف بر تو اي روزگار! با اين دوستيت. چه قدر درگاه و بي‏گاه، مردمي در راه مطالبه حق مشروع خويش کشته شدند. مرگ خيلي نزديک است و هر جانداري اين راه را مي‏پيمايد و به سوي خداوند بزرگ و بي‏مانند مي‏رود.)



گريه‏ي زينب و دلداري حسين عليه‏السلام:

علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام، مي‏فرمايد: حسين عليه‏السلام اين ابيات را به کرات انشاد فرمود و من از بر کردم و گريه در گلوگاه من گره گشت، و بر آن صبر نمودم، و اظهار جزع نفرمودم؛ لکن عمه‏ام زينب، چون اين کلمات بشنيد، خويشتن‏داري نتوانست کرد. اشک از ديده بباريد و اظهار جزع و فزع (جزع و فزع: ناله و بي‏تابي.) نمود و بي‏خودانه به حضرت برادر شتافت.

و قالت يا أخي و قرة عيني! ليت الموت أعدمني الحياة يا خليفة الماضين و جمال الباقين.

فرياد برداشت که: «اي برادر من! اي روشني چشم من! اي وديعه‏ي خلفاي پيشين! اي طليعه‏ي جمال واپسين! کاش مرگ مرا نابود ساختي، و اين زندگاني را از من بپرداختي.» حسين به جانب او نگريست.

و قال: يا أختاه! لا يذهبن بحلمک الشيطان فان أهل السماء يموتون و أهل الأرض لا يبقون، (کل شي‏ء هالک الا وجهه، له الحکم واليه ترجعون) (قرآن کريم (88. 28). (فأين أبي وجدي اللذان هما خير مني ولي بهما ولکل مسلم أسوة حسنة، و ترقرقت عيناه بالدموع، و قال: «لو ترک القطا لنام».

(اول کس، عمرو بن مامه اين سخن (مقصود از اين سخن، جمله‏ي «لو ترک القطا لنام» است.) گفت و ما درکتاب «امثله‏ي عرب» نگاشتيم. از بهر کسي اين مثل گويند که ناگهان در بليه گرفتار شود) بالجمله، حسين عليه‏السلام فرمود: «اي خواهر! نگران باش که شيطان، حلم تو را نربايد. همانا اهل سماوات مي‏ميرند و جهانيان نيز بقا نپذيرند. جز خداي کس به جاي نماند و جز خداي کس حکم نراند و بازگشت همگان به سوي اوست. اکنون بگوي که پدر من مرتضي و جد من مصطفي چه شدند؟ اکنون مرا و ديگر مسلمانان به سوي ايشان تأسي (تأسي: اقتدا؛ پيروي.) بايد جست.»

اين بگفت و آب در چشم مبارک بگردانيد، و به اين مثل عرب تمثل کرد؛ يعني: «اگر صياد به ترک مرغ قطا (قطا: مرغ سنگخواره.) گفتي، در آشيانه‏ي خود شاد بخفتي.» آن گاه از در تعزيت و تسليت، سخن آغاز کرد:

و قال: يا أختاه! بحقي عليک اذا أنا قتلت فلا تشقي علي جيبا و لا تخمشي علي وجها.

فرمود: «اي خواهر! تو را سوگند مي‏دهم به حق من بر تو، گاهي که من کشته شوم، گريبان در مرگ من چاک نزني و چهرگان به ناخن خراشيده نکني.»

و او را به خيمه‏ي خويش مراجعت داد و اهل بيت همگان به تمام جزع و فزع مي‏زيستند و به هاي‏هاي مي‏گريستند، و زينب عليهاالسلام بي‏هشانه درافتاد و از هوش بيگانه گشت (بيهوش شد.). حسين عليه‏السلام بشتافت و او را برگرفت و آب بر چهره‏ي مبارکش بزد تا به خويشتن آمد. پس او را لختي تعزيت و تسليت فرمود و به صبر و سکون امر نمود. بالجمله، حسين عليه‏السلام در کربلا بار بينداخت و سراپرده برافراخت و از آن سو، حر بن يزيد رياحي در برابر او لشکرگاه ساخت.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 171 - 168/2

و چون روز پنجشنبه دويم محرم الحرام فرارسيد، و امام عليه‏السلام به کربلا وارد شد، اين هنگام جلوس کرد و سلاح خود را همي اصلاح فرمود و اين شعر را تذکره همي‏نمود:



يا دهر أف لک من خليل

کم لک بالاشراق و الأصيل



من صاحب و طالب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و کل حي سالک سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

سبحان ربي ما له مثيل



معلوم باد که اين اشعار را به اختلاف مرقوم داشته‏اند و محل قرائتش را نيز افراد مختلف نگاشته‏اند. در «ناسخ التواريخ» به همين صورت که مرقوم شد، مسطور است و مي‏نويسد: علي بن الحسين زين العابدين عليهم‏السلام مي‏فرمايد: «حسين صلوات الله عليه اين ابيات را به کرات انشا فرمود و من از بر کردم و گريه در گلوگاهم گره گشت و بر آن صبر کردم و اظهار جزع فرمودم؛ لکن عمه‏ام زينب چون اين کلمات بشنيد، خودداري نتوانست کرد. اشک از ديده بباريد و اظهار جزع و فزع کرد و در حالت بي‏خودي به حضرت برادر شتافت.»

«و قالت: يا أخي و قرة عيني! ليت الموت أعدمني الحياة يا خليفة الماضين و جمال الباقين».

عرض کرد: «اي برادر من! اي روشني چشم من! اي وديعه‏ي خلفاي پيشين! اي طليعه‏ي جمال واپسين! کاش مرگ مرا نابود ساختي و اين زندگاني را از من بپرداختي.»

و در منتخب مسطور مي‏باشد که پس از آن امام حسين عليه‏السلام از اسب خود فرود شد و بعد از آن به اصلاح شمشير خويش جلوس فرمود و همي‏گفت: «يا دهر أف لک الي آخره!» و اين اشعار مذکوره را به اندک اختلافي مذکور داشت.»

و مي‏گويد: «آن حضرت اين اشعار را هم چنان مکرر مي‏کرد تا خواهرش زينب سلام الله عليها بشنيد و از جا برجست و دامن‏کشان بيامد تا به آن حضرت رسيد.»

و قالت: يا أخي و قرة عيني! ليت الموت أعدمني الحياة يا خليفة الماضين و ثمال الباقين هذا کلام من أيقن بالموت وا ثکلاه أليوم مات جدي المصطفي و أبي علي المرتضي و أمي فاطمة الزهراء و أخي الحسن الرضا.

و به قولي فرمود: «هذا کلام من أيقن بالقتل!»

فرمود: «آري، اي خواهر!»

زينب گفت: «وا ثکلاه هذا الحسين ينعي الي نفسه»؛ «واي بر اين مصيبت! اينک حسين است که از مرگ خود خبر مي‏دهد.»

و بگريست و ديگر زنان بگريستند و بر چهره‏ها بزدند و گريبان‏ها بدريدند، و ام کلثوم همي ندا برکشيد: «وا محمداه! وا علياه! وا أخي! وا أمي! وا حسيناه! وا ضيعتاه بعدک يا أباعبدالله».

در ملهوف مي‏گويد: «چون ام‏کلثوم اين کلمات بگذاشت، امام عليه‏السلام فرمود:

«يا أختاه! تعزي بعزاء الله فان سکان السماوات يفنون و أهل الأرض کلهم يموتون و جميع البرية يهلکون». آن گاه فرمود: «يا أختاه يا أم‏کلثوم و أنت يا زينب و أنت يا فاطمة و أنت يا رباب! أنظرن اذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا و لا تخمشن علي وجها و لا تقلن هجرا.»

و در اسرار الشهاده از منتخب مذکور مي‏دارد که آن حضرت به زينب عليهاالسلام فرمود: «يا أختاه! لا يذهبن بحلمک الشيطان تعزي بعزاء الله، فان أهل الأرض و السماء يموتون و کل شي‏ء هالک الا وجهه»؛ الي آخر. حضرت زينب عرض کرد: «اي برادر من! کشته شوي و من به تو نظاره باشم؟»

از اين کلام اندوه آن حضرت باز شد و اشک ديدار مبارکش پديدار آمد. زينب عرض کرد: «اي برادر! ما را به حرم جد ما باز گردان.»

فرمود: «لو ترک القطا لغفا و نام، قالت: و الله يا أخي لا فرحت أبدا»؛ زينب عرض کرد:«اي برادر! سوگند به خداي، بعد از تو هرگز فرحناک نشوم.»

امام عليه‏السلام در پاسخ خواهر آن سوگند و کلمات مذکوره را براند. آن گاه او را حمل کرد تا به خيمه‏اش درآورد.

سپهر، ناسخ التواريخ حضرت زينب عليهاالسلام، 212، 211، 206 - 205/1.

[52] نزول عليا مخدره زينب به زمين کربلا:

در روز دوم محرم سنه 61 از هجرت حضرت حسين عليه‏السلام با اهل بيت وارد زمين کربلا شد و فرمان داد تا سرادقات عصمت را بر سر پا کردند و خيمه‏ي عليا مخدره را در پيش خيمه‏ها قرار دادند و اين وقت به روايت ملا حسين کاشفي در روضة الشهدا، حضرت زينب با برادر گفت: «اي برادر! عجب حالي مشاهده مي‏کنم و از اين باديه هولي عظيم به دل من مي‏رسد.»

حضرت حسين خواهر را تسلي داد و به روايت (مهيج) و (مخزن البکاء) عليا مخدره فرمود: «اي برادر! اين چه باديه‏ي هولناکي است که از آن خوف عظيم دردل من جا کرده است؟»

حضرت فرمود: «اي خواهر! بدان که من در وقت عزيمت به جانب صفين با پدرم اميرمؤمنان وارد اين زمين شدم. پدرم فرود آمد و سر در کنار برادرم نهاد.ساعتي به خواب رفت؛ در حالي که من بر بالين او نشسته بودم. ناگاه پدرم مشوش از خواب بيدار شد و زار زار مي‏گريست. برادرم سبب آن را پرسيد. فرمود: در خواب ديدم که اين صحرا، دريايي بود پر از خون و حسين من در ميان آن دريا افتاده بود و دست و پا مي‏زد و کسي به فرياد او نمي‏رسيد. پس رو به من کرد و فرمود: يا اباعبدالله! کيف تکون اذا وقعت هاهنا الواقعة؟

گفتم: صبر مي‏کنم و به جز از صبر چاره ندارم.»

زينب عليهاالسلام ازاين سخنان سيلاب اشکش روان شد.

چون خيمه‏ها را حضرت حسين عليه‏السلام سر پا کرد، يک خيمه از براي خود بزد و به روايت سيد ابن‏طاووس در لهوف: (فجلس يصلح سيفه) آن حضرت نشست و مشغول شد شمشير خود را تيز و اين اشعار قرائت مي‏کرد:



يا دهر أف لک من خليل

کم لک بالاشراق و الأصيل



من طالب بحقه قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و کل حي سالک سبيل

ما أقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

سبحان ربي ما له مثيل



امام زين العابدين مي‏فرمايد: پدرم اين اشعار را به کرات انشا فرمود که من از بر کردم و گريه در گلوگاه من گره شد و بر آن صبر کردم و اظهار جزع نفرمودم. لکن عمه‏ام زينب چون اين کلمات بشنيد، خويشتن‏داري نتوانست. چون از شأن زنان رقب قلب است، اشک از ديده بباريد و اظهار جزع و فزع کرد و بي‏خودانه به حضرت برادر شتافت. «و قالت: يا أخي و يا قرة عيني، ليت الموت أعدمني الحياة، يا خليفة الماضين، و جمال الباقين». فرياد برداشت که: «اي روشني چشم من! اي وديعه‏ي خلفاي پيشين! اي طليعه ثمال واپسين! کاش مرگ مرا نابود ساختي و اين زندگاني را از من بپرداختي.»

حسين به جانب او نگريست. «و قال: يا أختاه، لا يذهبن بحلمک الشيطان، فان أهل السماء يموتون و أهل الأرض لا يبقون، کل شي‏ء هالک الا وجهه، له الحکم و اليه ترجعون، فأين أبي وجدي اللذان هما خير مني ولي بهما و لکل مسلم أسوة حسنة، و ترقرقت عيناه بالدموع و قال: لو ترک القطا لنام».

آن حضرت فرمود: «اي خواهر! نگران باش که شيطان حلم تو را نربايد. همانا اهل سماوات بميرند و جهانيان بقا نپذيرند. جز خدا کس به جا نماند و جز خدا کس حکم نراند و بازگشت همگان به سوي او است. اکنون بگوي پدر من حضرت مرتضي و جدم حضرت مصطفي چه شدند؟ اکنون مرا به سوي ايشان و ديگر مسلمانان تأسي بايد جست.»

اين بگفت و آب در چشم مبارک بگردانيد و به اين مثل عرب تمثل کرد که: «اگر صياد مرغ قطا را به حال خود گذارد، او در آشيانه خود به شادي بخوابد.»

آن گاه در تعزيت و تسليت سخت آغاز کرد. «و قال: يا أختاه، بحقي عليک اذا أنا قتلت فلا تشقي علي جيبا و لا تخمشي علي وجها». و فرمود: «اي خواهر! تو را سوگند مي‏دهم به حق من بر تو، گاهي که من کشته شوم، گريبان در مرگ من چاک نزني و صورت نخراشي.»

از اين سخنان بانگ و ناله و عويل اهل بيت بلند شد و بنا کردند به هاي‏هاي گريستن و زينب عليهاالسلام بيفتاد و از هوش برفت. حضرت حسين سر او را در کنار گرفت و آب بر چهره‏ي مبارکش بزد تا به هوش آمد.

اثر طبع عمان ساماني:



جان خواهر در غمم زاري مکن

با صدا بهرم عزاداري مکن



هر چه باشد تو علي را دختري

عصمت الهي زهرا پروري



معجر از سر پرده از رخ وا مکن

آفتابا ماه را رسوا مکن



خانه سوزان را تو صاحب خانه باش

با زنان در همرهي مردانه باش



گر خورد سيلي سکينه دم مزن

عالمي زين دم زدن بر هم مزن



هست بر من ناگوار ناپسند

از تو اي زينب صدا گردد بلند



با تو هستم جان خواهر همسفر

تو به پاي اين راه کوبي، من به سر



محلاتي، رياحين الشريعة، 80 - 77/3.

[53] [مکانه في زينب وليدة النبوة و الامامة: قبل أن يصل الامام الحسين الي أرض المعرکة عقد اثني عشر راية و قسمها بين أصحابه و بقيت واحدة، فقال:...].

[54] [أضاف في زينب وليدة النبوة و الامامة: هم].