ذكر في زيارة الناحية المقدسة
السلام علي جعفر بن أميرالمؤمنين الصابر نفسه محتسبا، و النائي عن الأوطان مغتربا، المستسلم للقتال، المستقدم للنزال، المكثور بالرجال، لعن الله قاتله هاني ء بن ثبيت الحضرمي. [1] .
ابن طاوس، الاقبال، /574؛ مصباح الزائر، /280 - 279 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 66/45، 270/98؛ البحراني، العوالم، 336/17؛ مثله الحائري، ذخيرةالدارين، 146/1؛ المظفر، بطل العلقمي، 511/3؛ الزنجاني، وسيلةالدارين، /257؛ سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه السلام، 19/3
راجع ما يلي:
كلام صعصعة بن صوحان عندما عزي أبناء أميرالمؤمنين عليه السلام بعد شهادته من جملتهم جعفر عليه السلام ص 214 - 213.
يرافق أخاه الامام عليه السلام عندما توجه الي كربلاء ص 229 - 221.
اشتراكه مع أخيه العباس عليه السلام في جلب الماء ص 405، 168 - 167.
ابن مرجانة يعطي الأمان للعباس عليه السلام و اخوته و اباؤهم من قبوله ص 268 - 263.
و جاء عند الأمين:
و لما أرسل ابن زياد شمرا الي ابن سعد بجواب كتاب له كان معه عند ابن زياد ابن خالهم عبدالله بن أبي المحل بن حزام - و قيل: جرير بن عبدالله هذا - و كانت أمهم أم البنين بنت حزام عمة عبدالله هذا فقال لابن زياد: ان رأيت أن تكتب لبني أختنا أمانا، فافعل، فكتب لهم أمانا، فبعث به مولي له اليهم، فلما رأوا الكتاب، قالوا: لا حاجة لنا في أمانكم أمان الله خير من أمان ابن سمية.
الأمين، أعيان الشيعة، 129/4
شمر يعرض علي العباس عليه السلام و اخوته الأمان فيأبون ص 282 - 269.
و جاء عند الأمين:
و لما كان يوم التاسع من المحرم، جاء شمر، فدعا العباس بن علي و اخوته، فخرجوا اليه، فقال: أنتم يا بني أختي آمنون، فقالوا: لعنك االله و لعن أمانك لئن كنت خالنا أتؤمننا و ابن رسول الله لا أمان له. ذكر ذلك كله ابن الأثير و غيره. و في رواية أن شمر جاء يوم التاسع حتي وقف علي أصحاب الحسين عليه السلام فقال: أين بنوأختنا - يعني العباس و جعفرا و عبدالله و عثمان أبناء علي عليه السلام - فقال الحسين عليه السلام: أجيبوه و ان كان فاسقا فانه بعض أخوالكم، فقالوا له: ما تريد؟ قال لهم: أنتم يا بني أختي آمنون، فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين و الزموا طاعة يزيد، فقالوا له: لعنك الله و لعن أمانك أتؤمننا و ابن رسول الله لا أمان له.
الأمين، أعيان الشيعة، 129/4
اشتراكه مع أخيه العباس في ما قام به بأمر أخيه الحسين عليه السلام عندما استعد للهجوم عشية تاسوعاء ص 297، 290.
خطبة الامام الحسين عليه السلام و كلام العباس ص 315.
و جاء عند الأمين:
و لما جمع الحسين عليه السلام أصحابه ليلة العاشر من المحرم خطبهم، فقال في خطبته: ألا و اني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام و ليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي، و تفرقوا في سواد هذا الليل و ذروني و هؤلاء القوم، فانهم
لا يريدون غيري، فقال له اخوته و ابناؤه و بنوأخيه و أبناء عبدالله بن جعفر: و لم نفعل ذلك لنبقي بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا. بدأهم بهذا القول العباس بن أميرالمؤمنين و اتبعه الجماعة عليه، فتكلموا بمثله و نحوه.
الأمين، أعيان الشيعة، 130 - 129/4
تحريض العباس أخاه جعفر علي الجهاد بعد مقتل أخيه ص 391 - 383.
و جاء عند السماوي و الحائري و بحرالعلوم:
(قال) أهل السير: لما قتل أخوا العباس لأبيه و أمه عبدالله و عثمان، دعا جعفرا، فقال له: تقدم الي الحرب حتي أراك قتيلا كأخويك، فأحتسبك كما احتسبتهما، فانه لا ولد لكم. [2] .
السماوي، ابصار العين، /35 مساوي مثله الحائري، ذخيرةالدارين، 146/1
و لما قتل عثمان دعا العباس عليه السلام أخاه الثالث (جعفر) و قال له - مثل ما قال لأخويه من قبل -: «يا أخي! تقدم الي الحرب حتي أراك قتيلا - كأخويك - فأحتسبك كما احتسبتهما، فانه لا ولد لكم».
بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، /317
حمل رأسه عليه السلام الي الشام ص 546.
يزيد (لعنة الله عليه) ينصب رأسه عليه السلام بالشام ص 549.
رثاء أم البنين عليهماالسلام أبناؤها الطاهرين ص 560 - 555.
و جاء عند الأمين:
و كانت أم البنين أم هؤلاء الاخوة الأربعة، تخرج الي البقيع كل يوم و ترثي أولادها، فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة، فيبكون و يبكي مروان، ذكره أبوالحسن الأخفش في شرح الكامل للمبرد، فمن قولها:
لا تدعوني ويك أم البنين
تذكريني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعي بهم
و اليوم أصبحت و لا من بنين
أربعة مثل نسور الربي
قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلاءهم
فكلهم أمسي صريعا طعين
يا ليت شعري أكما أخبروا
بأن عباسا قطيع اليمين
الأمين، أعيان الشيعة، 130/4
عاقبة قاتله ص 758 - 753.
زيارته في أول رجب و النصف من شعبان ص 614.
پاورقي
[1] [زاد في بطل العلقمي هذه الفقرات الشرريفة:
لو حللت تحليلا حقيقيا، لظهر فيها من الفضائل لجعفر بن أميرالمؤمنين عليهالسلام ما يميزه عن غيره من الشهداء. فقوله - عليهالسلام الصابر، و بأي معني أخذ الصببر، سواء کان الصبر علي مکابدة الأهوال، و مکافحة الأبطال، ففي ذلک غاية المدح بالفروسية، و اذ کان الصبر علي محبته لامامه الحسين عليهالسلام و موالاته له و ثباته و عزمه أن يفديه بنفسه و يقيه بمهجته، ففي ذلک غاية المدح من الوجهتين: البصيرة و المعرفة، بحق الامام المفترض الطاعة، و هذا دليل العلم و الفقاهة، و من حيث المواساة له بالنفس و التأسي به في جميع الحالات، فهذا دليل أنه في غاية الکمال و نهاية الأدب، و ان أريد بالصبر، الصبر علي معاناة الأمور الشاقة من الجوع و العطش، لأنهم حصروا في فلاة جرداء قاحلة، و بادية قفراء قاحلة، قد ملک عليهم الأعداء شريعة الفرات، و قطعوا عليهم طريق الميرة، و صدوا القوافل التي تحمل الأقوات اليهم، فعطشوا و جاعوا. و في تخصيص جعفر بالصبر علي هذا لا يخفي ما فيه من مزيد الفضل.
و أما قوله عليهالسلام: النائي عن الأوطان، مع أن کل من مع الحسين عليهالسلام کان نائيا عن الأوطان، و جميعهم قد اغتربوا؛ فما معني تخصيص جعفر؟ فالظاهر، و أستغفر الله من الزلل، أن هذا الشاب المترف صاحب النضارة و الرونق الجميل، قد تربي في الحضارة، و ذاق نعومة العيش، و لم يقو علي لفحات السموم، و معاناة شعل الهجير، لأنه أصغر اخوته، و من المعلوم أن صغير الأولاد في الموضع الأتم من الشفقه في نظر الأم الشفيقة، فانها تبره کثيرا، و تتعاهده بالنظافة، و التعطير، و لذيذ المطعم، و شهي المشرب؛ فاذا کان نائيا عن الأوطان، و الحال هذه، فانه يلاقي عنتا، و يجابه شدة شديدة، و يعاني صعوبة صعبة، و مشقة شاقة.
لا لأنه فارق الوطن فقط الذي شارکه في فراقه غيره، بل لأنه فارق لذة العيش، و الرفاهية، و نعومة الحضارة، و الترف، و فقد بر الوالدة المشفقة و عطفها و حدبها عليه و ألطافها.
و من هنا يعرف أن ولد أميرالمؤمنين عليهالسلام أشجع العرب، لأنهم ما شاهدوا حروبا، و لا خاضوا المعارک، و لا وقفوا في صف قبال الأعداء سوي الحسنين عليهماالسلام، و ابنالحنفية و العباس الأکبر، و هم جميعا شباب في ريعان الشبيبة، و نضرة الصبا، بين من أدرک البلوغ، و بين من تجاوزه بيسير، و قد شبوا و نشأوا في أحضان ترف، و حجور نعومة، و رفاهية عيش، و نعمة حتي اذا کشفت حرب کربلاء عن ساقها و برزت کالحة عابسة شوهاء المنظر، کريهة المخبر، شمروا السواعد، و شحذوا المرهفات القواطع و ساقوا تلک الأبطال المحنکة، و الفرسان المجربة سوق الأغنام، و فرت أمامهم کاليعافير، أو الحمر المستنفرة، و طاروا بين أيديهم طيران القطاء، و النعام المشرد، و لولا غلبة الاقدار، ما کثرتهم تلک الجماهير، و لا غلبتهم کثرة الجموع. و قد علم حملة التاريخ و الأثر، و علماء الأخبار و السير، أنهم أفنوا جماهير أهل الکوفة، و قد ترکوا في کل حي من أحيائها نائحة، و في کل بيت من بيوتها صارخة. للمؤلف:
آل علي يوم طف کربلا
قد ترکوا في کل دار نائحه
من دخل الکوفة لم يسمع بها
في سائر الأحياء الا صائحه
قد خلد التاريخ للحشر لهم
أعمال مجد و فعاللا صالحه
فيا لها فادحة خالدة
قد أنست الشيعة کل فادحه
اولئک الشبان المترفون، و الفتيان المنعمون من أهل البيت النبوي، أظهروا من البسالة و الشجاعة ما أدهش الأبطال المجربة، و الشجعان الخبراء بفن البطولة، و هذا يريک أن الشجاعة سجايا و أعراق واشجة. لزهير:
و ان يک من فضل أتوه فانما
توارثه آباء آباءهم قبل
و هل ينبت الخطي الا وشيجه
و تغرس الا في منابتها النخل
و بقية الفقرة تصف ثبات جعفر الأکبر في المعمعة، و تذکر أنهم ما قتلوه الا بالکثرة، لأن معني المکثور بالرجال أنهم تکاثروا عليه و احتوشوه من کل مکان، و الکثرة مهما کانت، فان لها الغلبة، و في أمثال العوالم (الکثرة تأخذ البصرة). للمؤلف:
حکي جعفر في کربلا بأس جعفر
کما قد حکي بالضرب والده الفرما
و أدي حقوق المجد و الفخر من حکي
فأفعاله الغر الأب القرم و العما
بطل العلقمي، 513 - 511/3] .
[2] [زاد في ذخيرةالدارين: توضيح: فانه لا ولد لکم، يعني بذلک أنکم أن تقدمتموني و قتلوکم لم يبق لکم ذرية فينقطع نسب أميرالمؤمنين عليهالسلام منکم فيشتد حزني و يعظم أجري بذلک، و زعم الناس أنه يعني: لأحوز ميراثکم، فاذا قتلت، خلص لولدي و هذا طريف فان العباس أجل قدرا عن ذلک، انتهي ذخيرة الدارين، 147/1] .