حضور العباس في صفين
و دعا معاوية الأحمر في هذا اليوم، مولي أبي سفيان، و كان شجاعا، بطلا، و حثه علي قتل الأشتر أو عبدالله بن بديل، فقال الأحمر: ان عليا لا يقتله غيري، فقال معاوية: مهلا يا أحمر، لا تبارز عليا. و برز الأحمر و نادي: أين ابن أبي طالب؟ فصاح عليه صعصعة بن صوحان و قال: لعن الله ابن آكلة الأكباد، حيث أمرك بمناجزة خير العباد، فقال الأحمر: انما تقولون هذا جبنا، فبرز اليه شقران مولي رسول الله صلي الله عليه و آله فقال له الأحمر: من أنت؟ فاني لا أقاتل الا أشجعكم، فعرفه شقران نفسه، فحمل عليه الأحمر فضربه فقتله و ثبت مكانه، و قال: ليبرز الي علي لينظر حملتي و ضربتي، فصاح عليه القوم و قالوا: تنح أيها الكلب، فما أنت بكفو علي أميرالمؤمنين، فقال الأحمر: و الله لا أنصرف الا مع رأس علي أو أموت دونه، فبرز اليه أميرالمؤمنين و حمل عليه فأخذ بعضده و جذبه ثم رمي به من يده علي الأرض فحطمه حطما [1] ، و تولول الناس و شتموا أهل الشام، فقال أميرالمؤمنين في أهل الشام: من فيهم خير، و ما كلهم يرضي بفعل معاوية؟ فعودوا ألسنتكم ذكر الله، و استكثروا من قول «لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم» [2] ، ثم خرج من عسكر معاوية [3] كريب بن أبرهة من آل ابن ذي يزن، و كان مهيبا قويا، يأخذ الدرهم، فيغمزه بابهامه، فيذهب بكتابته. فقال له معاوية: ان عليا يبرز بنفسه، و كل أحد لا يتجاسر علي مبارزته و قتاله، قال كريب: أنا أبرز اليه، فخرج الي صف أهل العراق، و نادي: ليبرز الي علي، فبرز اليه مرتفع بن وضاح الزبيدي، فسأله من أنت؟ فعرفه نفسه، فقال: كفو، كريم، و تكافحا، فسبقه كريب، فقتله و نادي: ليبرز الي أشجعكم أو علي، فبرز اليه شرحبيل بن بكر، و قال لكريب: يا شقي، ألا
تتفكر في لقاء الله و رسوله يوم الحساب عن سفك الدم الحرام؟ قال كريب: ان صاحب الباطل من آوي قتلة عثمان، ثم تكافحا فقتله كريب [4] ، ثم برز اليه الحرث بن الجلاح الشيباني، و كان زاهدا، صواما، قواما، و هو يقول:
هذا علي و الهدي حقا معه
نحن نصرناه علي من نازعه
ثم تكافحا فقتله كريب، فدعا علي عليه السلام ابنه العباس - و كان تاما كاملا من الرجل - فأمره بأن ينزل عن فرسه و ينزع ثيابه، ففعل فلبس علي عليه السلام ثيابه و ركب فرسه، و ألبس ابنه العباس ثيابه و أركبه فرسه، لئلا يجبن كريب عن مبارزته، فلما هم علي بذلك؛ جاءه عبدالله بن عدي الحارثي و قال: يا أميرالمؤمنين، بحق امامتك، فائذن لي أبارزه، فان قتلته، و الا قتلت شهيدا بين يديك، فأذن له علي فتقدم الي كريب و هو يقول:
هذا علي و الهدي يقوده
من خير عيدان قريش عوده
لا يسأم الدهر و لا يؤوده
و علمه معاجز وجوده
فتصارعا ساعة، ثم صرعه كريب، ثم برز اليه علي عليه السلام متنكرا و حذره بأس الله و سخطه، فقال له كريب: أتري سيفي هذا؟ لقد قتلت به كثيرا مثلك، ثم حمل علي علي بسيفه فاتقاه بحجفته، ثم ضربه علي عليه السلام علي رأسه فشقه حتي سقط نصفين و قال:
النفس بالنفس و الجروح قصاص
ليس للقرن بالضراب خلاص
[5] بيدي عند ملتقي الحرب سيف
هاشمي يزينه الاخلاص
مرهف [6] الشفرتين أبيض كالملح
و درعي من الحديد دلاص [7] [8] .
ثم انصرف أميرالمؤمنين عليه السلام و قال لابنه محمد: قف مكاني، فان طالب و تره يأتيك، فوقف محمد عند مصرع كريب فأتاه أحد بني عمه، و قال: أين الفارس الذي قتل ابن عمي؟ قال محمد: و ما سؤالك عنه، فأنا أنوب عنه، فغضب الشامي و حمل علي محمد، و حمل عليه محمد فصرعه، فبرز اليه آخر فقتله حتي قتل من الشاميين سبعة، فأتاه شاب و قال لمحمد: أنت قتلت عمي و اخوتي، فبرزت اليك لأشفي صدري منك أو ألحق بهم؟ و قال:
و من للصباح و من للرواح
و من للسلاح و من للخطب
و من للسعادة من للكماة
اذا ما الكماة جثت بالركب
ثم تكافحا مليا فضربه محمد فصرعه.
الخوارزمي، المناقب، / 228 - 226 مساوي عنه، المظفر، بطل العلقمي، 230 - 229 / 2
و عاش العباس مع أبيه أربع عشرة سنة، حضر بعض الحروب، فلم يأذن له أبوه بالنزال [9] .
السماوي، ابصار العين، / 26 مساوي عنه: الحائري، ذخيرةالدارين [10] ، 142 / 1
و حضر بعض الحروب، فلم يأذن له أبوه في النزال.
الأمين، أعيان الشيعة، 429 / 7
يسترسل بعض الكتاب عن موقفه قبل الطف، فيثبت له منازلة الأقران و الضرب و الطعن، و بالغوا في ذلك حتي حكي عن المنتخب أنه يقول: كان كالجبل العظيم، و قلبه
كالطود الجسيم، لأنه كان فارسا هماما، و جسورا علي الضرب و الطعن في ميدان الكفار. و يحدث صاحب الكبريت الأحمر ج 3 ص 24 عن بعض الكتب المعتبرة لتتبع صاحبها: أنه عليه السلام كان عضدا لأخيه الحسين يوم حمل علي الفرات، و أزاح عنه جيش معاوية، و ملك الماء.
قال: و مما يروي: أنه في بعض أيام صفين خرج من جيش أميرالمؤمنين عليه السلام شاب علي وجهه نقاب تعلوه الهيبة، و تظهر عليه الشجاعة، يقدر عمره بالسبع عشر سنة، يطلب المبارزة، فهابه الناس، و ندب معاوية اليه أبا الشعثاء، فقال: ان أهل الشام يعدونني بألف فارس، و لكن أرسل اليه أحد أولادي، و كانوا سبعة، و كلما خرج أحد منهم، قتله حتي أتي عليهم، فساء ذلك أبا الشعثاء و أغضبه، و لما برز اليه، ألحقه بهم، فهابه الجمع، و لم يجرء أحد علي مبارزته، و تعجب أصحاب أميرالمؤمنين من هذه البسالة التي لا تعدو الهاشميين، و لم يعرفوه لمكان نقابه، و لما رجع الي مقره، دعاه أبوه أميرالمؤمنين، و أزال النقاب عنه فاذا هو «قمر بني هاشم» ولده العباس عليه السلام.
قال صاحب الكبريت بعد هذه الحكاية: و ليس ببعيد صحة الخبر، لأن عمره يقدر بالسبع عشر سنة، و قد قال الخوارزمي: كان تاما كاملا.
و هذا نص الخوارزمي في المناقب ص 147: خرج من عسكر معاوية رجل يقال له كريب، كان شجاعا قويا، يأخذ الدرهم فيغمزه بابهامه، فتذهب كتابته، فنادي: ليخرج الي علي؛ فبرز اليه مرتفع بن وضاح الزبيدي فقتله، ثم برز اليه شرحبيل بن بكر، فقتله؛ ثم برز اليه الحرث بن الحلاج الشيباني فقتله، فساء أميرالمؤمنين ذلك، فدعا ولده العباس عليه السلام، و كان تاما كاملا من الرجال، و أمره أن ينزل عن فرسه، و ينزع ثيابه، فلبس علي ثياب ولده العباس، و ركب فرسه، و ألبس ابنه العباس ثيابه و أركبه فرسه لئلا يجبن كريب عن مبارزته اذا عرفه، فلما برز اليه أميرالمؤمنين، ذكره الآخرة، و حذره بأس الله و سخطه، فقال كريب: لقد قتلت بسيفي هذا كثيرا من أمثالك، ثم حمل علي أميرالمؤمنين، فاتقاه بالدرقة، و ضربه علي علي رأسه، فشقه نصفين. و رجع أميرالمؤمنين و قال لولده محمد ابن الحنفية: قف عند مصرع كريب، فان طالب وتره يأتيك، فامتثل
محمد أمر أبيه، فأتاه أحد بني عمه و سأله عن قاتل كريب؟ قال محمد: أنا مكانه، فتجاولا، ثم قتله محمد و خرج اليه آخر، فقتله محمد، حتي أتي علي سبعة منهم.
و في ص 105 من المناقب ذكر حديث العباس بن الحارث بن عبدالمطلب، و قد برز اليه عثمان بن وائل الحميري، فقتله العباس، فبرز اليه أخوه حمزة، و كان شجاعا قويا، فنهاه أميرالمؤمنين عن مبارزته، و قال له: انزع ثيابك، و ناولني سلاحك، وقف مكانك، و أنا أخرج اليه، فتنكر أميرالمؤمنين و برز اليه، و ضربه الي رأسه، فقطع نصف رأسه، و وجهه، و ابطه، و كتفه، فتعجب اليمانيون من هذه الضربة، و هابوا العباس بن الحارث.
هذا ما حدث به في المناقب، و منه نعرف: أن هناك واقعتين جرتا لأميرالمؤمنين مع ولده العباس و مع العباس بن الحارث، فانكار شيخنا الجليل المحدث النوري في حضور العباس في صفين مدعيا اشتباه الأمر علي بعض الرواة بالعباس بن الحارث في غير محله، فان الحجة علي تفنيد الخبر غير تامة، لأن آحاد هذا البيت و رجالاتهم قد فاقوا الكل في الفضائل جميعها، و جاؤوا بالخوارق في جميع المراتب، فليس من البدع اذا صدر من أحدهم ما يمتنع مثله عن الشجعان، و ان لم يبلغوا مبالغ الرجال.
فهذا القاسم بن الحسن السبط لم يبلغ الحلم يوم الطف، و قد ملأ ذلك المشهد الرهيب هيبة، و أهدي الي قلوب المقارعين فرقا، و الي الفرائص ارتعادا، و الي النفوس خورا غير مبال بالجحفل الجرار، و لا بمكترث بمزدحم الرجال، حتي قتل خمسة و ثلاثين فارسا [11] ، و بطبع الحال فيهم من هو أقوي منه، لكن البسالة وراثة بين أشبال (علي)، علي حد سواء، فهم فيها كأسنان المشط، صغيرهم و كبيرهم، كما أنهم في الأنفة عن الدنية سيان، فلم يغتالوا الشبل الباسل حتي وقف يشد شسع نعله، و هو لا يزن الحرب الا بمثله، و قد أنف (شبل الوصي) أن يحتفي في الميدان:
أهوي يشد حذاءه
و الحرب مشرعة لأجله
ليسومها ما ان غلت
هيجاؤها بشراك نعله
متقلدا صمصامة
متفيئا بظلال نصله
لا تعجبن لفعله
فالفرع مرتهن بأصله
السحب يخلفها الحيا
و الليث منظور بشبله
يردي الطليعة منهم
و يريهم آيات فعله [12] .
و هذا عبدالله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب بارز يوم الطف الألوف مع صغر سنه، حتي قتل منهم علي رواية محمد بن أبي طالب ثلاثة و تسعين رجلا بثلاث حملات.
و هذا محمد ابن الحنفية فان له مواقف محمودة في الجمل و صفين و النهروان، و كانت الراية معه، فأبلي بلاء حسنا، سجله له التأريخ، و شكره الاسلام، و كان صغير السن علي ما يظهر من السبط في تذكرة الخواص، و ابن كثير في البداية ج 9 ص 38 فانهما نصا علي وفاته سنة 81 عن خمس و ستين، فتكون ولادته سنة 16، و له يوم البصرة الواقع سنة 36 عشرون سنة.
و حينئذ فلا غرابة في التحدث عن موقف أبي الفضل، و ما ابداء من كر و اقدام، خصوصا بعدما أوقفنا النص النبوي الآتي علي ما حواه ولد أبي طالب من بسالة و بطولة [13] .
المقرم، العباس، / 156 - 153
قال الطريحي: ان العباس كان مع أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام في الحروب و الغزوات، و يحارب شجعان العرب، و يجادلهم كالأسد الضاري [14] حتي يجدلهم صريعا [15] ، و في يوم صفين كان العباس عونا و عضدا لأخيه الحسين، حين أن الحسين فتح الفرات، و أخذ الماء من أصحاب معاوية، و هزم أباالأعوزر عن الماء، [16] [17] و لنعم ما قيل:
بطل تورث من أبيه شجاعة
فيه أنوف بني الضلالة ترغم
يلقي السلاح بشدة من بأسه
فالبيض تثلم و الرماح تحطم [18] .
و قال في (ابصار العين): حضر بعض الحروب مع أبيه، فلم يأذن له أبوه بالنزال (أقول): اما حبا له أو صونا له من اصابة عيون الأعداء [19] . و قال الفاضل المتبحر العالم الحاج الشيخ محمد باقر البيرجندي القائني في كتابه المسمي بالكبريت الأحمر: ان العباس -عليه السلام - كان في صفين يقاتل أهل الشام مع أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام. و قال: قد روي بعض من أثق به بأن يوما من أيام صفين خرج شاب من عسكر أميرالمؤمنين عليه السلام و عليه لثام، و قد ظهرت منه آثار الشجاعة و الهيبة و السطوة، بحيث أن أهل الشام قد تقاعدوا عن حربه، و جلسوا ينظرون، و غلب عليهم الخوف و الخشية، فما برز اليه [أحد] ، فدعا معاوية برجل من أصحابه يقال له: ابن شعثاء، و كان يعد بعشرة آلاف فارس، و قال له معاوية: أخرج الي هذا الشباب و بارزه، فقال: يا أمير، ان الناس يعدونني بعشرة آلاف
فارس، فكيف تأمرني بمبارزة هذا الصبي؟ فقال معاوية: فما نصنع؟ قال: يا أمير، ان لي سبعة بنين أبعث اليه واحدا منهم ليقتله، فقال له: افعل، فبعث اليه أحد أولاده، فقتله الشاب و بعث اليه بآخر، فقتله الشاب، حتي بعث جميع أولاده، فقتلهم الشاب، فعند ذلك خرج ابن شعثاء و هو يقول: أيها الشاب قتلت جميع أولادي، و الله لأثكلن أباك و أمك [20] ثم حمل اللعين [21] ، و حمل عليه الشاب، فدارت بينهما ضربات، فضربه الشاب ضربة قده نصفين و ألحقه بأولاده، فعجب الحاضرون من شجاعته، فعند ذلك صاح أميرالمؤمنين و دعاه و قال له: ارجع يا بني فاني أخاف أن تصيبك عيون الأعداء، فرجع. و تقدم اليه أميرالمؤمنين و أرخي اللثام عنه و قبل ما بين عينيه، فنظروا اليه و اذا هو قمر بني هاشم العباس بن أميرالمؤمنين عليه السلام [22] و يكفي في شجاعته أن الأعداء اذا سمعوا باسم العباس ارتعدت فرائصهم، و وجلت قلوبهم و اقشعرت جلودهم، و من ذلك أن عبيدالله ابن زياد بعث اليه كتاب أمان [23] .
المازندراني، معالي السبطين، 438 - 437 / 1 مساوي عنه، الزنجاني، وسيلة الدارين، / 269؛ المظفر، بطل العلقمي، 232 - 231 / 2
پاورقي
[1] وقعة صفين / 315، 249.
[2] [الي هنا مکانه في بطل العلقمي، قد شهد قبل کربلاء صفين و في بعض الکتب الفارسية أنه کان محاربا و يشهد له ما ذکره الخطيب الخوارزمي الحنفي في کتاب المناقب: أن أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام لبس شاب ابنه العباس في بعض أيام صفين لما برز لقتال کريب فارس أهل الشام ثم...] .
[3] وقعة صفين / 315، 249.
[4] وقعة صفين / 315، 249.
[5] [بطل العلقمي، الي آخر قصة و فيها يذکر أن أميرالمؤمنين عليا عليهالسلام أمر ابنه محمد ابن الحنفية بملازمة مصرع کريب لأجل منازلة من يثور طالبا بدمه، و ذکر أن محمدا قتل في هذا الموقف سبعة أبطال من الثائرين يطلبون بدم کريب] .
[6] المرهف: المجدد - لسان العرب.
[7] [بطل العلقمي، الي آخر قصة و فيها يذکر أن أميرالمؤمنين عليا عليهالسلام أمر ابنه محمد ابن الحنفية بملازمة مصرع کريب لأجل منازلة من يثور طالبا بدمه، و ذکر أن محمدا قتل في هذا الموقف سبعة أبطال من الثائرين يطلبون بدم کريب] .
[8] الدلاص: اللين البراق - لسان العرب.
[9] و ليکن در هيچ کتابي در حروب أميرالمؤمنين عليهالسلام ذکري از غزا و جنگ نمودن آن سرور مثل ساير ابطال لشکر ظفر اثر به نظر احقر نرسيده، چنان چه شهادت داده است به آن محدث متبحر سند المحدثين و خاتم المحمدين المتأخرين علم العلماء العالمين شيخنا و مجيزنا الشيخ الحاج الاميرزا محمد حسين النوري المدفون بصحن الغري في حجرة من حجرات السمت القبلي اعلي الله مقامه، مگر آن چه ديده است، در بعض کتب که فقرهي عباس بن ربيعه را در صفين که بعض شجاعان لشکر معاويه را به قتل رسانيد و بعد دو نفر شجاع از قبيله بنيلخم او را طلب کردند و أميرالمؤمنين عليهالسلام لباس او را پوشيد و به ميدان تشريف برد. آن دو نفر را به جهنم فرستاد و عمروعاص گفت: «عباس نيست، بلکه علي ميباشد».
و لشکر معاويه براي امتحان حرکت کردند و آن حضرت فرار ننمود و دانستند که أميرالمؤمنين علي عليهالسلام است، اشتباه نمودهاند به عباس بن أميرالمؤمنين و برخي از بيدينان دروغها جعل کردهاند که آن حضرت يعني اباالفضل در صفين ميگرفت شجاعي را از اصحاب معاويه و به هوا بلند ميکرد و تا وقتي که پايين ميآمد و شمشير بر کمر او ميزد و او را دو نيم ميکرد، جمعي را غير او ميکشت. بلي در بعض کتب که اعتبار و تتبع صاحب او از آن ظاهر است، نوشته که عباس عليهالسلام عضد و عون برادرش امام حسين عليهالسلام بود در روزي که لشگر معاويه را از کنار فرات دور کردند و شريعه را به تصرف اصحاب أميرالمؤمنين عليهالسلام دادند و روايت کرده که يومي از ايام صفين جوان نقابداري در سن پانزده سالگي يا هفده از لشکر أميرالمؤمنين عليهالسلام به مبارزت بيرون آمد که از او هيبت و سطوت ظاهر بود و اصحاب معاويه از رفتن به مبارزت او ترسيدند. پس معاويه گفت به مرد شجاعي از اصحابش که او را ابنشعثا ميگفتند که: «تو بيرون رو به مبارزت اين جوان».
و او گفت: «اهل شام مرا با ده هزار سوار برابر ميکردند و هفت پسر دارم. يکي را ميفرستم تا او را به قتل رساند».
و آن هفت پسر را واحدا بعد واحد فرستاد و آن جوان نقابدار همه را به جهنم فرستاد. پس ابنشعثاء خود به مبارزت قدم جرأت برداشت آن جوان بر او حمله نمود و آن مرد را نيز به هفت پسر او در درک جحيم ملحق نمود و ديگر کسي جرأت مبارزت او ننمود. پس مولاي متقيان او را ندا فرمود و به نزد خود طلبيد چون مراجعت فرمود و نقاب از صورت مبارک برداشت، ديدند که قمر بنيهاشم ابوالفضل العباس است، ارواحناه فداه. و صحت اين خبر دور نيست. چه أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه و عليهالسلام) در سنه اربعين از هجرت شهيد شد و واقعهي کربلا در شصت و يک از هجري بود و ابوالفضل به روايت خوارزمي در مناقب در صفين مرد تام و کاملي بود و بعضي عمر آن حضرت را در آن روز بيست و پنج سال گفتهاند به نقل مولانا النوري نور الله مرقده در دارالسلام. در ناسخ نيز چنين گفتهاند و اگر چه شيخنا سي و پنج سال از آن بعض نقل فرموده، و ليکن مراد در واقعه طف است، نه صفين؛ و الا بايد التفات مينمود به اين که آن ممکن نيست و بعضي بيست و چهار گفتهاند و در واقعهي کربلا بايد سي و چهار يا سي و پنج ساله باشند و آن چه مشهور است که سي ساله بودند، از اعتبار دور است؛ چه تا فاطمهي زهرا (سلام الله عليها) در حيات بود، أميرالمؤمنين زن ديگر نگرفت و بقاي آن حضرت در دنيا بعد از حضرت رسول صلي الله عليه و آله و سلم سي سال بود تقريبا و بعد از فاطمه به قدر عمر آن مخدره بعد از حضرت رسول صلي الله عليه و آله و سلم کمتر از آن و اما شجاعت أبوالفظل پس احدي را انکار آن ميسور نشده است؛ بلکه دوست و دشمن او را به شجاعت ستودهاند و کفايت ميکند آن چه واقع شد از شير بيشه شجاعت در ميدان مقاتله با کفره طغات و مانعين آب فرات از آنچه متمکن نشد از آن کسي به غير برادر رشيدش حضرت امام حسين از متفرق نمودن چهار هزار سوار و پياده و مالک شدن شريعه و به روايت روضة الشهدا سه دفعه حمله آوردند و هر دفعه مثل شير در گله روباه افتاده، ايشان را متفرق نموده و هشتاد نفر يا زياده از آن اشرار را به دار البوار فرستاد تا مشک را پر از آب نمود - و به روايت کامل التواريخ در اول روز عاشورا ديد که اطراف خيمه از انصار خالي شد؛ چون نظر نمود، ديد که بيست نفر از ايشان در محاصرهي اصحاب عمر سعد گرفتار ميباشند. بر آن قوم دون همچون شير ژيان حمله افکند و آن بيست نفر را از حصار به کنار آورد و چه گونه چنين نباشد.
القايني، الکبريت الأحمر، / 386 - 385.
[10] [حکاه ذخيرة الدارين عن أسد الغابة و ابصارالعين] .
[11] نفس المهموم ص 170 و حکي عن أمالي الصدوق، أنه قتل ثلاثة.
[12] للعلامة السيد مير علي أبوطبيخ (رحمة الله عليه).
[13] بنا به گفتهي برخي از مورخان، ابوالفضل عليهالسلام قبل از واقعهي عاشورا نيز با شجاعان عرب پيکار نموده و در نبرد با آنان جنگاوري خود را نشان داده بود. حتي در اين باره، سخن را بالا گرفتهاند تا بدان جا که از «منتخب» نقل شده که گفته است: «قمر بنيهاشم (سلام الله عليه) چون کوهي عظيم و قلبش بسان پارهي پولاد بود و اين ويژگي او در ميدان جنگ و شهامت فوقالعادهي وي در رويارويي با شمشير و تير و نيزهها آشکار ميگشت».
مؤلف کتاب «الکبريت الأحمر» در ج 3، ص 24 از کتب معتبره نقل ميکند که: «ابوالفضل عليهالسلام در جنگ صفين بازوي حسين (سلام الله عليه) در حمله بر سپاه معاويه، که به آزاد شدن آب فرات منجر شد، بود».
همچنين در کتاب فوق آمده است که:
در يکي از روزهاي جنگ صفين، جواني که به صورتش نقاب زده و هيبت و شجاعت از آن آشکار بود و عمرش هفده سال حدس زده ميشد، وارد ميدان گشت و مبارز طلبيد. جنگاوران جبههي باطل، از رويارويي با او احتراز جستند؛ اما معاويه، ابوشعثا را به مبارزهي با او فراخواند. ابوشعثا گفت: «اهل شام مرا حريف هزار اسب سوار ميدانند [و در شأن من نيست که به مقابلهي او بروم] اما يکي از فرزندانم را به سوي او ميفرستم».
او سپس يک يک پسران هفتگانهاش را به سوي آن نوجوان نقابدار گسيل داشت و هر مرتبهي او، آنان را به خاک و خون ميکشيد؛ تا اين که تمام هفت فرزندش را مقتول ساخت. ابوشعثا که چنين باوري نداشت، در خشم شد و خود به سوي آن نوجوان حمله برد؛ اما او هم وضعي بهتر از پسرانش نيافت و روانه دوزخ شد. سپاه معاويه با مشاهدهي اين شجاعت، از ترس قالب تهي کرد و ديگر کسي جرأت مبارزه با او را نيافت. سپاه أميرالمؤمنين عليهالسلام نيز از جوان تازه سال که از مشاهدهي دلاوري شايانش احتمال بسيار ميدادند از بنيهاشم باشد. در شگفت شدند؛ اما به لحاظ نقابي که به چهره داشت، موفق به شناخت او نشدند. چون او از نبرد فراغت يافت و به محل استقرار خود برگشت. پدرش أميرالمؤمنين عليهالسلام او را فراخواند و نقاب از سيمايش برگرفت و مشاهده شد که وي قمر بنيهاشم عليهالسلام است.
مؤلف کتاب فوق، پس از نقل اين حکايت گويد:
صحت خبر بعيد نيست؛ زيرا عمر عباس (سلام الله عليه) در آن هنگام حدود هفده سال بوده است. (ولي مطابق مشهور ولادت حضرت ابوالفضل عليهالسلام به سال 26 هجرت ميباشد که به هنگام شهادتذ اميرمؤمنان عليهالسلام 14 ساله و به هنگام شهادت امام حسن عليهالسلام 24 ساله و در حادثهي کربلا 34 ساله خواهد بود، و در نتيجه در ابتداي جنگ صفين 10 و در انتهاي آن 14 ساله خواهد بود (ويراستار).)
و اين نص صريح خوارزمي داير بر حضور عباس عليهالسلام در جنگ صفين است که ميگويد:
مردي از لشکر معاويه، موسوم به کريب که شجاع و قدرتمند بود، طوري که درهم را با شست خود ميفشرد و نقش آن را از ميان ميبرد، وارد ميدان شد و أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه) را به مبارزه طلبيد. مرتفع بن وضاح زبيدي نزد او شتافت و کريب او را به قتل رساند. سپس شرحبيل بن بکر و بعد از او حرث بن حلاج شيباني به مبارزهي او رفتند که آنها را هم به شهادت رساند. أميرالمؤمنين عليهالسلام از اين امر خشمناک شده. فرزندش عباس عليهالسلام را که از دلير مردان آن زمان چيزي کم نداشت، فراخواند و اسب و لباس خود را با او تعويض نمود تا کريب با مشاهدهي حضرتش ترس بر دلش نيفتد. چون أميرالمؤمنين عليهالسلام عازم مبارزهي با او شد، آخرت را به ياد او آورد و او را از غضب و عذاب الهي ترساند؛ اما آن خيرهسر گفت: «من با اين شمشيرم بسياري از امثال تو را کشتهام».
سپس به أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) حمله برد. حضرت با سپر ضربت او را خنثي ساخت و با شمشير چنان ضربتي به سر او نواخت که سرش را به دو نيم ساخت. مولاي متقيان (صلوات الله عليه) بازگشت و به فرزندش محمد حنفيه فرمود: «برو نزد جسد او بايست؛ زيرا که خونخواه او به سوي تو ميآيد».
محمد هم پذيرفت و يکي از عموزادگانش آمد و از قاتل کريب جويا شد. محمد گفت: «من به جاي او هستم». پس آن دو درگير شدند محمد او را کشت و ديگري آمد و باز هم مغلوب او گشت تا آن جا که هفت نفر از سپاه کفر به دست محمد به قتل رسيدند. (مناقب، ص 147.)
در ص 105 از «مناقب» ذکر ميکند که:
در همان جنگ صفين، عباس بن حارث بن عبدالمطلب از سپاه أميرالمؤمنين عليهالسلام با عثمان بن وائل حميري از لشکر معاويه روياروي شد و او را به قتل رساند. سپس برادر عثمان، حمزه که بس شجاع و قوي بود به ميدان آمد و خواهان مبارزه با عباس بن حارث شد. اما أميرالمؤمنين عليهالسلام او را از مبارزه با وي بازداشت و به او فرمود: «لباس و سلاحت را به من بده و در جاي خود بايست تا من به سوي او روم».
پس أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) با لباس و هيبت عباس، به مقابلهي او رفت و چنان ضربتي از شمشير حوالهي او نمود که سر و صورت و کتفش از ميان دو نيم شد...
با توجه به اين سخنان صاحب «مناقب»، درمييابيم که در اين جا دو واقعه دربارهي أميرالمؤمنين (سلام الله عليه) نسبت به فرزندش عباس عليهالسلام و عباس بن حارث رخ داده است، و انکار دانشمند بزرگ، محدث نوري در مورد حضور ابوالفضل عليهالسلام در صفين، به اين ادعا که وي بنا به اشتباه بعضي از راويان، با عباس ابن حارث خلط شده است، بيمورد ميباشد و اين استدلال، بر تخطئة حديث کافي نيست؛ زيرا که بر خاستگان از اهل بيت، در داشتن فضائل سرآمد همهي مردم بوده و در جميع مراتب، به امور فوق العاده و خارق عادت دست مييازيدند. به اين ترتيب شگفت نيست که از يکي از آنان عملي سر زند که هر چند همسن مردان تجربه ديده نباشد، اما ديگر شجاعان از انجام آن ناتوان آيند.
اين قاسم فرزند امام حسن مجتبي عليهالسلام است که با وجود عدم رسيدن به سن تکليف، دشت نينوا را از رعب خود لبريز ساخت و با جانبازي و ضربات شمشير خود، قلب دلاوران را به لرزه درآورد و بدون اين که هيچ توجهي به آن لشکر جرار و کثرت آنان بنمايد، خود را به دل دشمن زد و سي و پنج تن از آنان را روانهي دوزخ ساخت؛ و طبيعي است که در ميان آن عده، کساني تنومندتر و نيرومندتر از او وجود داشتهاند؛ ولي شجاعت در ميان اين شيرزادگان حيدر کرار (سلام الله عليه) به طور يکسان بوده و صغير و کبير آنان، شجاعان روزگار خود بودهاند؛ همان گونه که در وارستگي از پليديها و پستيها همسان يکديگر بودهاند، و اين شاهزاده قاسم را نتوانستند به قتل رسانند، مگر آن هنگام که از ميدان کنارهگيري نمود تا نعلين خود را که در طول پيکار پاره شده بود، درست سازد؛ که ناجوانمردانه بر او حمله بردند و غفلة او را به شهادت رساندند و با آن که نوجواني بيش نبود، نتوانستند در صحنهي نبرد خون پاکش را بر زمين ريزند؛ زيرا که او جنگ را جز با پيمانهي جنگ نميسنجيد و اين شيرزادهي علي عليهالسلام ابا داشت که براي بستن بند کفش در گوشهاي از ميدان پنهان شود.
و اين عبدالله فرزند مسلم بن عقيل است که با وجود کم سن و سالي خود، با هزاران تن از دشمن روياروي شد و به نقل محمد بن ابيطالب نود و سه نفر از آنان را در سه حملهي خود به وادي هلاکت انداخت.
و اين محمد بن حنفيه است که در جنگهاي جمل و صفين و نهروان از خود شايستگي تمام نشان داد و پرچمدار بود و در اين منصب، به نحو احسن انجام وظيفه نمود و با دلير مرديهايش اسلام را مرهون خود ساخت؛ با آن که از سن کمي برخوردار بوده است؛ زيرا بنا به اذعان سبط ابنجوزي در «تذکرة الخواص» و ابنکثير در «البداية و النهاية» ج 1، ص 38 که وفات او را در سال 81 هجري در سن شصت و پنج سالگي ميدانند؛ بنابراين تولدش، به سال 16 هجري خواهد بود و سن او در جنگ جمل که به سال 36 هجري روي داد، 20 سال ميشود که در اين سن و سال از قدرت و تجربهي مردان کامل و باتجربه برخوردار بوده است.
در اين صورت، ديگر در مورد جانبازي و صولت ابوالفضل عليهالسلام، خصوصا بعد از آن سخن پيامبر صلي الله عليه و آله در مورد شجاعت و دليرمردي فرزندان ابوطالب - که در مبحث بعد خواهد آمد - جاي هيچ شگفتي نيست.
پاک پرور، ترجمهي العباس، / 280 - 276.
[14] [لم يرد في وسيلة الدارين] .
[15] [لم يرد في وسيلة الدارين] .
[16] [لم يرد في وسيلة الدارين] .
[17] [لم يرد في بطل العلقمي] .
[18] [لم يرد في وسيلة الدارين] .
[19] [لم يرد في بطل العلقمي] .
[20] [لم يرد في وسيلة الدارين] .
[21] [لم يرد في وسيلة الدارين] .
[22] [لم يرد في بطل العلقمي] .
[23] [لم يرد في بطل العلقمي] .