بازگشت

فصاحة العباس الأكبر


[...] أما أبوالفضل العباس عليه السلام، فمعروف بفصاحة اللسان. قال الفاضل الدربندي في الأسرار ص 320 قد ذكر: أن بعض الأبطال تهدده، و كان جريئا، ذا سطوة مرهوبة. و أن العباس عليه السلام لم يكترث بموقفه، فأجابه قائلا له بثبات و رباطة جأش: اني أري كلامك كالسراب الذي يلوح، فاذا قصد صار أرضا بوارا، و الذي أملته أن أستسلم لك، فذاك بعيد الحصول، صعب الوصول، و أني يا عدو الله و رسوله معود للقاء الأبطال، و الصبر علي النزال، و مكافحة الفرسان، و بالله المستعان. و من كملت هذه الصفات فيه، فليس يخاف من برز اليه، ويلك أليس لي اتصال برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أنا غصن متصل بشجرته، و زهرة من نور ثمرته، و من كان من هذه الشجرة، فلا يدخل تحت الذمام، و لا يخاف ضرب الحسام، و أنا ابن علي لا أعجز عن مبارزة الأقران، و ما أشركت لمحة بصر، و لا خالفت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيما أمر، و أنا منه و الورقة من الشجرة، و علي الأصول تنبت الفروع، فاصرف عنا ما أملت، فما أنا ممن يأسي علي الحياة، أو يجزع من الوفاة، فخذ في الجد و اصرف عنك الهزل، و أنشأ يقول:



صبرا علي جور الزمان القاطع

و منية ما ان لها من دافع



لا تجز عن فكل شي ء هالك

حاشي لمثلي أن يكون بجازع



فلان رمانا الدهر منه بأسهم

و تفرق من بعد شمل جامع



فلكم لنا من وقعة شابت لها

قمم الأصاغر من ضراب قاطع



و من شعر العباس عليه السلام و ذكره ص 319:



لله عين رأت ما قد أحاط بنا

من اللئام و أولاد الدعيات



يا حبذا عصبة جادت بأنفسها

حتي تحل بأرض الغاضريات



الموت تحت ذباب السيف مكرمة

اذ كان من بعده سكني لجنات



و يأتي بعض أشعاره في باب شهادته في الجزء الثالث. أما خطبته المشهورة علي ألسنة


خطباء المنابر الحسينية، و التي يقول فيها: «هذه ثيابنا قد لبسناها أكفانا لنا»، فمعروفة عندهم. أما أنا فلم أقف لها علي مصدر اعتمد النقل عنه.

المظفر، بطل العلقمي، 202 - 201، 199 / 2