بازگشت

رثاء عبدالله بن عمار البرقي


و لبعضهم [1] قصيدة طويلة، انتخبت منها:



اذا [2] جاء عاشورا [3] تضاعف حسرتي

لآل رسول الله وانهل دمعتي [4] .



هو اليوم فيه اغبرت الأرض كلها

شجونا [5] عليهم و السماء اقشعرت



مصائب ساءت كل من كان مسلما

ولكن عيون الفاجرين أقرت



اذا ذكرت نفسي مصيبة كربلا

و أشلاء سادات بها قد تفرت



أضاقت فؤادي و استباحت [6] تجلدي

و زادت علي كربي و [7] عيشي أمرت



أريقت دماء الفاطميين بالفلا [8]

فلو عقلت شمس النهار لخرت



ألا بأبي تلك الدمار التي جرت

بأيدي كلاب في الجحيم استقرت



توابيت من نار عليهم قد أطبقت

لهم زفرة في جوفها بعد زفرة



فشتان من في النار [9] في جوف طابق [10]

و من هو في الفردوس فوق الأسرة



بنفسي خدود في التراب تعفرت

بنفسي جسوم بالعراء تعرت



بنفسي رؤوس مشرقات [11] علي القنا

الي الشام تهيد بارقات الأسرة [12] .






بنفسي شفاه ذابلات من الظمأ

و لم ترو [13] من ماء الفرات بقطرة



بنفسي عيون غائرات شواخص [14]

الي الماء منها نظرة بعد نظرة



بنفسي من آل النبي خرائد

حواسر [15] لم يرأف عليها [16] بسترة



تفيض دموعا بالدماء مشوبة

كقطر الغوادي من [17] مدامع ثرة [18] .



علي خير قتلي من كهول وفتية

مصاليت أنجاد [19] اذا الخيل كرت



ربيع اليتامي و الأرامل [20] في الملا

دوارس [21] للقرآن في كل سحرة



و أعلام دين المصطفي و ولاته

و أصحاب قربان و حج و عمرة



ينادين [22] يا جداه أية محنة

تراها [23] علينا من أمية مرت



ضغائن بدر بعد ستين أظهرت

و كانت أجنت في الحشا و أسرت



شهدت بأن لم ترض نفس بهذه

وفيها من الاسلام مثقال ذرة



كأني ببنت المصطفي قد تعلقت

يداها بساق العرش و الدمع أذرت



و في حجرها ثوب الحسين مضرجا

و عنها جميع العالمين بحسرة



تقول أيا عدل اقض بيني و بين من

تعدي علي ابني بعد قهر و قسوة



أجالوا عليه بالصوارم و القنا

و كم جال فيهم من سنان و شفرة



علي غير جرم غير انكار بيعة

لمنسلخ عن دين أحمد عرة



فيقضي علي قوم عليه تألبوا

بسوء عذاب النار من غير فترة






و يسقون من ماء الصديد [24] اذا دنا

شوي الوجه و الأمعاء منه تهرت [25] .



مودة ذي القبي رعوها كما تري

و قول رسول الله: أوصي بعترتي



فكم [26] فجرة قد اتبعوها بفجرة [27]

و كم غدرة قد ألحقوها بغدرة



هم أول العادين ظلما علي الوري

و من ساد [28] فيهم بالأذي و المضرة



مضوا وانقضت أيامهم و عهودهم

سوي لعنة باؤوا بها مستمرة [29] .



لآل رسول الله ودي خالصا

كما لمواليهم ولائي و نصرتي



و ها أنا مذ أدركت حد بلاغتي

اصلي عليهم في عشيي و بكرتي



و قول النبي: المرء مع من أحبه

يقوي رجائي في اقالة عثرتي



علي حبهم يا ذا الجلال توفني

و حرم علي النيران شيبي و كبرتي



الخوارزمي، مقتل الحسين، 139 - 137 /2 عنه: المحمودي، زفرات الثقلين، 329 - 325 /1؛ مثله المجلسي، البحار، 281 - 280 /45؛ البحراني، العوالم، 577 - 576 / 17

آخر:



اذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي

لآل رسول الله وانهل عبرتي



هو اليوم فيه اغبرت الأرض كلها

وجوما عليها والسماء اقشعرت



اريقت دماء الفاطميين بالملا

فلو عقلت شمس النهار لخرت



بنفسي خدودا [30] في التراب تعفرت

بنفسي جسوما [31] بالعراء تعرت






بنفسي رؤوسا [32] معليات علي القنا

الي الشام تهدي بارقات [33] الأسنة



بنفسي شفاه ذابلات من الظما

ولم تحظ من ماء الفرات بقطرة



بنفسي [34] عيونا غابرات [35] سواهر

الي الماء منها قطرة بعد قطرة



بنفسي من آل النبي خرائد

حواسر لم تعرف عليهم بسترة



ابن شهرآشوب، المناقب، 126 / 4 عنه: المجلسي، البحار، 255 / 45؛ البحراني، العوالم، 560 - 559 / 17



پاورقي

[1] هي منسوبة الي عبدالله بن عمار البرقي المقتول سنة 245 ه. قطع لسانه و خرق ديوانه بسبب شعره.

[2] [في الزفرات مکانه: «و ممن رثاهم عليهم‏السلام في قرن الثالث هو الشهيد المتفاوي في ولاء الحق و الحقيقة- عديل الشهيد ابن‏السکيت - أبومحمد عبدالله بن عمار البرقي السمتشهد سنة 245 المترجم في کتاب يتيمة الدهر و الطليعة و أعيان الشيعة قال: اذا...»].

[3] [في المطبوع: «عاشو و»].

[4] [في البحار و العوالم و الزفرات: «عبرتي»].

[5] [في البحار و العوالم: «وجوما»].

[6] [في البحار: «تجارتي و عظم کربي ثم» و في العوالم: «تجاربي و عظم کربي ثم»].

[7] [في البحار: «تجارتي و عظم کربي ثم» و في العوالم: «تجاربي و عظم کربي ثم»].

[8] [في البحار و العوالم: «بالملا»].

[9] [في البحار و العوالم: «قد کان هکذا»].

[10] [في البحار و العوالم: «قد کان هکذا»].

[11] [في البحار و العوالم: «معليات»].

[12] الأسرة: غضون الجبهة [و في البحار و العوالم: «الأسنة»].

[13] [في البحار و العوالم: «و لم تحظ»].

[14] [في البحار و العوالم: «سواهر»].

[15] [في البحار و العوالم: «لم تقذف عليهم»].

[16] [في البحار و العوالم: «لم تقذف عليهم»].

[17] [في البحار و العوالم: «مدافع سرة»].

[18] [في البحار و العوالم: «مدافع سرة»].

[19] المصاليت: جمع مصلات و هو الرجل الماضي بعزمه.

[20] [في البحار و العوالم: «فأبکها مدارس»].

[21] [في البحار و العوالم: «فأبکها مدارس»].

[22] [في البحار و العوالم: «ينادون»].

[23] [في البحار و العوالم: «تراه»].

[24] [في البحار و العوالم: «صديد»].

[25] [في البحار: «تهددت» و في العوالم: «تهدت»].

[26] [في البحار و العوالم: «عجرة قد أتبعوها بعجرة»].

[27] [في البحار و العوالم: «عجرة قد أتبعوها بعجرة»].

[28] [في البحار و العوالم: «سار»].

[29] [الي هنا حکاه عنه في الزفرات].

[30] [في البحار و العوالم: «خدود»].

[31] [في البحار و العوالم: «جسوم»].

[32] [في البحار و العوالم: «رؤوس»].

[33] [البحار: «بازفات»].

[34] [في البحار و العوالم: «عيون غائرات»].

[35] [في البحار و العوالم: «عيون غائرات»].