رثاء أبي الأسود الدؤلي
و قال أبوالأسود الدؤلي في قتل الحسين رضي الله عنه: [1] .
أقول و ذاك من جزع و وجد [2] .
أزال الله ملك بني زياد
و أبعدهم بما غدروا و خانوا [3] .
كما بعدت ثمود و قوم عاد [4] .
هم [5] خشموا الأنوف و كن شما
بقتل ابن القعاس أخي مراد
قتيل السوق يا لك من قتيل
به نضح من أحمر كالجساد
و أهل نبينا من قبل كانوا
ذوي كرم دعائم للبلاد
حسين ذو الفضول و ذو المعالي
يزين الحاضرين و كل باد
أصاب العز مهلكه فأضحي
عميدا بعد مصرعه فؤادي [6] .
و قال أبوالأسود الدؤلي أيضا:
أيرجو معشر قتلوا حسينا
شفاعة جده يوم الحساب
ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 93 عنه: المحمودي، زفرات الثقلين، 94 / 1؛ مثله المسعودي، مروج الذهب، 78 / 3؛ المحمودي، زفرات الثقلين، 92 / 1
و قال أبوالأسود الدؤلي:
أقول و ذاك من جزع و وجد
أزال الله ملك بني زياد
هم جدعوا [7] الأنوف و كن شما
بقتلهم الكريم أخا مراد
قتيل السوق يا لك من قتيل
به نضح من أحمر كالجساد
و أهل مكارم بعدوا و كانوا
ذوي كرم و روسا في البلاد
البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 341 / 2، أنساب الأشراف، 85 - 84 / 2 عنه: المحمودي، زفرات الثقلين، 93 - 92 / 1
حدثنا علي بن عبدالعزيز، ثنا الزبير، عن عمه مصعب بن عبدالله قال: خرجت زينب الصغري بنت عقيل بن أبي طالب علي الناس بالبقيع تبكي قتلاها بالطف و هي تقول:
ماذا تقولون ان قال النبي لكم
ماذا فعلتم و كنتم آخر الأمم
بأهل بيتي و أنصاري و ذريتي
منهم أساري و قتل ضرجوا بدم
ما كان ذاك جزائي اذ نصحت لكم
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم
فقال أبوالأسود الدؤلي نقول (ربنا ظلمنا أنفسنا) الآية ثم قال [8] أبوالأسود الدؤلي:
أقول و زادني جزعا [9] و غيظا
أزال الله ملك بني زياد
و أبعدهم كما غدروا [10] و خانوا
كما بعدت ثمود و قوم عاد
و لا رجعت ركابهم اليهم
اذا قفت الي يوم التناد
الطبراني، المعجم الكبير، 127 - 126 / 3 رقم 2853، مقتل الحسين، / 64 - 63 عنه: الهيثمي، مجمع الزوائد، 200 / 9
حدثنا زكريا بن يحيي الساجي قال: سمعت [11] أحمد بن محمد بن حميد الجهمي من ولد
أبي جهم بن حذيفة ينشد في قتل الحسين، و قال: هذا الشعر لزينب بنت عقيل بن أبي طالب:
ماذا تقولون ان قال الرسول [12] لكم
ماذا فعلتم و أنتم آخر الأمم
[13] بأهل بيتي و أنصاري [14] و ذريتي
منهم أساري و قتلي ضرجوا بدم
ما كان ذاك [15] جزائي اذ نصحت لكم
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم
فقال أبوالأسود الدؤلي نقول (ظلمنا أنفسنا و ان لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين). [16] .
الطبراني، المعجم الكبير، 134 - 133 / 3، رقم 2875، مقتل الحسين، / 73 عنه: الهيثمي، مجمع الزوائد، 200 - 199 / 9
و به قال أخبرنا أبومحمد الحسن بن علي الجوهري بقراءتي عليه، قال: حدثنا محمد ابن العباس بن حيوية من لفظه، قال: حدثنا أبوبكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا الزبير [17] بن بكار قال: [...]، فقال أبوالأسود الدؤلي في قتل الحسين عليه السلام:
أقول [18] و زادني جزعا و غيظا [19]
أزال الله ملك بني زياد
و أبعدهم [20] بما [21] غدروا و خانوا [22] .
كما بعدت ثمود و قوم عاد
ولا رجعت ركابهم اليهم
[23] اذا صفت [24] الي يوم [25] التناد [26] .
الشجري، الأمالي، 161، 160 / 1 عنه: المحمودي، زفرات الثقلين [27] ، 93 / 1؛ مثله ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 334 / 39؛ المحلي، الحدائق الوردية، 131 - 130 / 1؛ الزرندي، درر السمطين، / 225
فقال أبوالأسود الدؤلي: «يقولون ربنا ظلمنا أنفسنا و ان لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين».
[28] (و به) قال أخبرنا أبومحمد الحسن بن علي بن محمد بقراءتي عليه، قال: حدثنا أبوعمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه، قال حدثنا أبوبكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أحمد بن عبيد، قال: أخبرنا الأصمعي، قال: لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام و حمل عياله الي الشام فشيعهم [29] أهل الكوفة يبكون و ينتحبون، و أنشأ أبوالأسود الدؤلي يقول:
ماذا تقولون ان قال النبي لكم
ماذا صنعتم و أنتم آخر الأمم
بأهل بيتي و أنصاري و محرمتي
منهم أساري و قتلي ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي اذا نصحت لكم
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
الشجري، الأمالي، 169 / 1 عنه: المحمودي، زفرات الثقلين، 96 / 1
و يروي لأبي الأسود الدؤلي، و قيل لغيره: [من الوافر]:
أيرجو معشر قتلوا حسينا
شفاعة جده يوم الحساب
الصفدي، الوافي بالوفيات، 428 / 12
و جاء في أواخر المقتل المنسوب الي أبي مخنف - الذي وجدناه في القاهرة - قال: و قال أبوالأسود الدؤلي في ذلك:
أحب آل محمد حقا حقيقا
و عباسا و حمزة والوصيا
و لا أنسي الذي لاقي حسينا
مدي عمري و لا أنسي عليا
لقد جاءهم يزيد بمعضلات
و جاوز فيهم الأمر الفريا
فلا هنا يزيد و لا ابن سعد
و لا ابن زياد العيش الرضيا [30] .
لقوهم بالقواصم قاطعات
و بالخطي لا يبقين حيا
سأبكي الفاطمي بطول عمري
سراح الأرض و البطل الكميا
و روي سيدنا الأجل السيد جواد شبر - جاد الله علينا و عليه بالنجاة من أيدي الظالمين - عن ديوان أبي الأسود قال:
و قال أبوالأسود الدؤلي - يرثي الحسين بن علي عليهماالسلام و من أصيب معه من بني هاشم -:
أقول لعاذلتي مرة
و كانت علي ودنا قائمه
اذا أنت لم تبصري ما أري
فبيني و أنت لنا صارمه
ألست ترين بني هاشم
قد أفنتهم الفئة الظالمه
فأنت تزينتهم بالهدي؟
و بالطف هام بني فاطمه
فلو كنت راسخة في الكتا
ب بالأحزاب خابرة عالمه
علمت بأنهم معشر
لهم سبقت لعنة جاثمه
سأجعل نفسي لهم جنة
فلا تكثري لي من اللائمه
أرجي بذلك حوض الرسو
ل و الفوز و النعمة الدائمه
لتهلك - ان هلكت - برة
و تخلص ان خلصت غانمه
المحمودي، زفرات الثقلين، 97 - 96 / 1
أقول: و رواها أيضا سبط ابن الجوزي في فصل مراثي الحسين عليه السلام من كتاب مرآة الزمان: ج 10 / الورق 104، قال: و لأبي الأسود في رثاء الحسين عليه السلام:
أقول و ذاك من جزع و وجد
أزال الله ملك بني زياد
فأبعدهم كما غدروا و خانوا
كما بعدت ثمود و قوم عاد
هم خمشوا الأنوف و هن شم
بقتل ابن النفاس أخي مراد [31] .
قتيل الشوق؟ يا لك من قتيل
به نضح من أحمر كالجساد
و أهل نبينا من قبل كانوا
ذوي كرم دعائم للبلاد
حسين ذو الجدود و ذو المعالي
يزين الحاضرين و كل ناد
أصاب العز مهلكه فأضحي
عميدا بعد مصرعه توادي
كذا قال في فصل مراثي الحسين عليه السلام من كتاب مرآة الزمان - في حوادث سنة (61) و ما بعدها - ص 104.
المحمودي، زفرات الثقلين، 95 - 94 / 1
پاورقي
[1] [في مروج الذهب و الزفرات، / 92، مکانه: «و في فعل ابنزياد بالحسين يقول أبوالأسود الدؤلي من قصيدة:...»].
[2] [الزفرات، / 92: «غيظ»].
[3] [مروج الذهب: «حانوا»].
[4] [الي هنا حکاه في مروج الذهب و الزفرات، / 92].
[5] [الزفرات: «همو»].
[6] [الزفرات: «فؤاد»].
[7] [في أنساب الأشراف و الزفرات: «جدؤا»].
[8] [في مجمع الزوائد مکانه: «و رواه باسناد آخر أجود منه [انظر رقم 2875 للمعجم الکبير] و زاد فيه فقال...»].
[9] [مجمع الزوائد: «حنقا»].
[10] [مجمع الزوائد: «بعدوا»].
[11] [من هنا حکاه عنه في مجمع الزوائد].
[12] [مجمع الزوائد: «النبي»].
[13] [مجمع الزوائد: «بعترتي و بأنصاري»].
[14] [مجمع الزوائد: «بعترتي و بأنصاري»].
[15] [مجمع الزوائد: «هذا»].
[16] [أضاف في مجمع الزوائد: «رواه الطبراني باسناد منقطع»].
[17] [في تاريخ دمشق مکانه: «أخبرنا أبوالحسين بن الفراء، و أبوغالب، و أبوعبدالله ابنا البنا، قالوا: أنا أبوجعفر المسلمة، أنا أبوطاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير...»].
[18] [في الحدائق الوردية مکانه: «و لأبي الأسود الدؤلي: أقول...»، و في درر السمطين: «و قال أبوالأسود الدؤلي يرثي الحسين بن علي: أقول...»].
[19] [در السمطين: «غيضا»].
[20] [ابنعساکر: «کما بعدوا و خابوا»].
[21] [في الحدائق الوردية و درر السمطين: «کما»].
[22] [ابنعساکر: «کما بعدوا و خابوا»].
[23] [درر السمطين: «الي يوم القيامة و»].
[24] [في ابنعساکر و الحدائق الوردية: «قفت»].
[25] [دررالسمطين: «الي يوم القيامة و»].
[26] [الحدائق الوردية: «التنادي»].
[27] [حکاه أيضا في الزفرات، 93 / 1 عن ابنعساکر].
[28] [من هنا حکاه عنه في الزفرات].
[29] [الزفرات: «شيعهم»].
[30] کذا في أصلي.
[31] والظاهر أن النفاس اسم أمه.