هلاك سمرة بن جندب
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم أراه عن أبيه، قال: سمعت أبايزيد المديني، قال: لما مرض سمرة بن جندب مرضه الذي مات فيه، أصابه برد شديد،فأوقدت له نار، فجعل كانونا بين يديه و كانونا خلفه و كانونا عن يمينه و كانونا عن يساره، قال: فجعل لا ينتفع بذلك و يقول: كيف أصنع بما في جوفي.فلم يزل كذلك حتي مات.
ابن سعد، الطبقات، 22 / 6
عدة من أصحابنا، عن [1] أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ان سمرة بن جندب كان له عذق [2] في حائط لرجل من الأنصار و كان منزل الأنصاري بباب البستان، و كان يمر به الي نخلته و لا يستأذن، فكلمه الأنصاري أن يستأذن اذا جاء، فأبي سمرة فلما تأبي جاء الأنصاري الي رسول الله صلي الله عليه و آله فشكا اليه و خبره الخبر.
فأرسل اليه رسول الله صلي الله عليه و آله و خبره بقول الأنصاري و ما شكا و قال [3] : ان [4] أردت الدخول فاستأذن. فأبي فلما أبي ساومه حتي بلغ به [5] من الثمن ماشاء الله. فأبي أن يبيع [6] ، فقال: لك بها عذق [7] يمد لك [8] في الجنة، فأبي أن يقبل. فقال رسول الله صلي الله عليه و آله للأنصاري: اذهب فاقلعها، وارم بها اليه، فانه لا ضرر و لا ضرار.
الكليني، الفروع من الكافي، 293 - 292 / 5 رقم 2 عنه: الاسترآبادي، منهج المقال، /175؛ مثله الطوسي، تهذيب الأحكام، 147 / 7 رقم 651
وروي الحسن الصيقل، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: قال أبوجعفر عليه السلام: كان لسمرة ابن جندب نخلة في حائط بني فلان، فكان اذا جاء الي نخلته نظر الي شي من أهل الرجل يكرهه الرجل.
قال: فذهب الرجل الي رسول الله صلي الله عليه و آله، فشكاه، فقال: يا رسول الله! ان سمرة يدخل علي بغير اذني، فلو أرسلت اليه، فأمرته أن يسأذن حتي يأخذ أهلي حذرها منه.
فأرسل اليه رسول الله صلي الله عليه و آله، فدعاه، فقال: يا سمرة! ما شأن فلان يشكوك و يقول يدخل بغير اذني فتري من أهله ما يكره ذلك؟ يا سمرة! استأذن اذا أنت دخلت.
ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يسرك أن يكون لك عذق في الجنة بنخلتك؟ قال: لا. قال: لك ثلاثة؟ قال: لا. قال: ما أراك يا سمرة الا مضارا، اذهب يا فلان فاقطعها، واضرب بها وجهه.
الصدوق، من لايحضره الفقيه، 59 / 3 رقم 9
وروي ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان سمرة بن جندب كان له عذق في حائط رجل من الأنصار و كان منزل الأنصاري فيه الطريق الي الحائط،فكان يأتيه، فيدخل عليه و لا يستأذن.
فقال: انك تجي ء و تدخل، و نحن في حال نكره أن ترانا عليه، فاذا جئت فاستأذن حتي نتحرز، ثم نأذن لك و تدخل. قال: لا أفعل هو مالي أدخل عليه و لا أستأذن.
فأتي الأنصاري رسول الله صلي الله عليه و آله، فشكي اليه و أخبره، فبعث الي سمرة، فجاء، فقال له: استأذن عليه. فأبي، و قال له مثل ما قال الأنصاري. فعرض عليه رسول الله صلي الله عليه و آله أن يشتري منه بالثمن. فأبي عليه، و جعل يزيده، فيأبي أن يبيع، فلما رأي ذلك رسول الله صلي الله عليه و آله قال له: لك عذق في الجنة. فأبي أن يقبل ذلك.
فأمر رسول الله صلي الله عليه و آله الأنصاري أن يقلع النخلة فيلقيها اليه،و قال: لا ضرر و لا ضرار.
الصدوق، من لا يحضره الفقيه، 147 / 3 رقم 18
أخبرنا أبوالحسين بن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا عبدالله بن جعفر، حدثنا يعقوب
ابن سفيان، حدثنا عبيدالله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا [9] شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي هريرة: ان النبي صلي الله عليه و آله قال لعشرة في بيت من أصحابه: آخركم موتا في النار. فيهم: سمرة بن جندب.
قال أبونضرة: فكان سمرة آخرهم موتا. [10] رواته ثقات الا أن أبانضرة العبدي لم يثبت له عن أبي هريرة سماع - فالله أعلم - وروي من وجه آخ موصولا عن أبي هريرة [11] .
البيهقي، دلائل النبوة، 458 / 6 مثله الذهبي، سير أعلام النبلاء، 332 / 4 (ط دارالفكر)
أخبرنا أبوالحسين بن بشران، أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا اسماعيل [12] بن حكيم، حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن حكيم الضبي. قال: كنت أمر بالمدينة فألقي أباهريرة فلا يبدأ بشي ء يسألني [13] حتي يسألني عن سمرة فاذا أخبرته بحياته و صحته [14] فرح، فقال: انا كنا عشرة في بيت [15] و ان رسول الله صلي الله عليه و آله قام فينا فنظر في وجوهنا و أخذ بعضادتي الباب [16] ، ثم قال: آخركم موتا في النار. فقد مات منا ثمانية، [17] و لم يبق غيري و غيره، فليس شي ء أحب الي من أن أكون ذقت الموت.
و أخبرنا أبوالحسين بن الفضل، أخبرنا عبدالله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا الحجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن علي بن زيد [18] ، عن أوس بن خالد، قال: كنت اذا قدمت علي أبي محذورة سألني عن سمرة و اذا قدمت علي سمرة سألني عن أبي محذورة، فقلت لأبي محذورة: [19] ما لك اذا قدمت عليك سألتني عن سمرة و اذا قدمت علي سمرة
سألني عنك [20] . فقال: اني كنت أنا و سمرة [21] و أبوهريرة في بيت، فجاء النبي صلي الله عليه و آله، فقال: آخركم موتا في النار. فمات أبوهريرة. ثم مات أبومحذورة [22] ، ثم سمرة.
وروي من وجه آخر ذكر فيه عبدالله بن عمرو بدل أبي محذورة. و الأول أصح.
البيهقي، دلائل النبوة، 459 - 458 / 6 مثله الذهبي، سير أعلام النبلاء، 332/ 4 (ط دارالفكر)
أخبرنا أبوطاهر الفقيه، أخبرنا أبوبكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا أحمد بن يوسف، حدثنا عبدالرزاق، أخبرنا [23] معمر، قال: سمعت ابن طاووس و غيره يقولون: قال النبي صلي الله عليه و آله لأبي هريرة و لسمرة [24] بن جندب و لرجل [25] آخر: آخركم موتا، في النار.
فمات الرجل [26] قبلهم و بقي أبوهريرة بالمدينة [27] ، فكان اذا أراد الرجل أن يغيظ أباهريرة يقول: مات سمرة [28] بن جند يعني فاذا سمعه غشي عليه، و صعق و مات أبوهريرة قبل سمرة فقتل [29] سمرة بشرا كثيرا.
البيهقي، دلائل النبوة، 460 - 458 / 6 مثله الذهبي، سير أعلام النبلاء، 332/ 4 (ط دارالفكر)
سقط في قدر مملوءة ماء حارا، [30] كان يتعالج [31] بالقعود عليها من كزاز شديد أصابه، فسقط [32] في القدر الحارة، فمات [33] . فكان ذلك تصديقا لقول رسول الله صلي الله عليه و آله له و لأبي هريرة [34] و لثالث معهما [35] «آخركم موتا في النار» [36] [37] .
ابن عبدالبر، الاستيعاب، 75 / 2 عنه: ابن حجر، الأصابة، 78 / 2؛ مثله ابن الأثير، أسد الغابة، 355 / 2؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء [38] 333 / 4 (ط دارالفكر)
وروي واصل مولي ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن آبائه [عليهم السلام] قال:كان لسمرة بن جندب نخل في بستان رجل من الأنصار، فكان يؤذيه [39] ، فشكي الأنصاري ذلك الي رسول الله صلي الله عليه و آله، فبعث الي سمرة فدعاه، فقال له: بع نخلك من [40] هذا و خذ ثمنه. قال: لا أفعل. قال: فخذ نخلا مكان نخلك. قال: لا أفعل [41] . قال: فاشتر منه بستانه.قال: لا أفعل. قال: فاترك لي هذا النخل ولك الجنة. قال: لا أفعل. فقال صلي الله عليه و آله للأنصاري: اذهب فاقطع نخله، فانه لا حق له فيه.
[42] وروي شريك، قال: أخبرنا عبدالله بن سعد عن حجر بن عدي، قال: قدمت المدينة فجلست الي أبي هريرة، فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل البصرة. قال: ما فعل سمرة من جندب؟ قلت: هو حي. قال: ما أحد أحب الي طول حياة منه. قلت: و لم ذاك؟ قال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال لي و له و لحذيفة بن اليمان: «آخركم موتا في النار»، فسبقنا حذيفة؛ و أنا الآن أتمني أن أسبقه. قال: فبقي سمرة بن جندب، حتي شهد مقتل الحسين.
وروي أحمد بن بشير عن مسعر بن كدام [43] ، قال: كان سمرة بن جندب أيام مسير الحسين عليه السلام الي الكوفة علي شرطة عبيدالله بن زياد، و كان يحرض الناس علي الخروج الي الحسين عليه السلام و قتاله. [44] .
ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 79 - 78/4 عنه: المجلسي، البحار، 289/ 34
سمرة بن جندب الفزاري [...]، عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه و آله قال لعشرة من أصحابه: آخركم موتا في النار فيهم سمرة بن جندب، فقد مات منا ثمانية و لم يبق غيري و غير سمرة، فليس شي ء أحب الي من أن أكون ذقت الموت قبله. [...]
و قال أبوسعيد المديني: لما مرض سمرة أصابه برد شديد، فاوقدت له نار في كانون بين يديه، و كانون من خلفه، و كانون عن يمينه، و كانون عن شماله، فجعل لاينتفع بذلك، و يقول: كيف أصنع بما في جوفي؟ و لم يزل كذلك حتي مات سنة ستين للهجرة.
و قيل: سقط في قدر مملوءة ماء حارا كان يتعالج به من كزاز شديد أصابه.
الصفدي، الوافي بالوفيات، 445 - 444 / 15
و فيه جاء رجل الي سمرة - و كان علي البصرة من قبل معاوية - فأدي زكوة ماله، ثم دخل المسجد. فجعل يصلي، فجاء رجل فضرب عنقه فاذا رأسه في المسجد و بدنه ناحية. فمر أبوبكرة، فقال: سبحان الله، يقول تعالي: (قد أفلح من تزكي و ذكر اسم ربه فصلي) [45] فما مات سمرة حتي أخذه زمهريرة فمات شر ميتة. و أتي سمرة بناس كثير و أناس بين يديه، فيقول للرجل: ما دينك؟ فيقول: «أشهد ألا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله و أبرأ من الحرورية» فيقدم، فيضرب عنقه حتي مر بضعة و عشرون.
فيه استخلف زياد سمرة علي البصرة، و أتي الكوفة فجاء زياد و قد قتل ثمانية آلاف. فقال له: هل تخاف أن تكون قتلت بريئا؟ قال: لو قتلت اليهم مثلهم ما خشيت، و قال أبوسوار العدوي: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة و أربعين رجلا قد جمع القرآن.
التستري، بهج الصباغة، 342 / 5
پاورقي
[1] [من هنا حکاه في التهذيب].
[2] [العذق: النخل بحملها.).
[3] [التهذيب: «اليه، فقال»].
[4] [في التهذيب و منهج المقال: «اذا»].
[5] [التهذيب: «له»].
[6] [منهج المقال: «يبيعه»].
[7] [التهذيب: «مذلل»].
[8] [التهذيب: «مذلل»].
[9] [في السير مکانه: «معاذ بن معاذ، حدثنا...»].
[10] [السير: «هذا حديث غريب جدا، و لم يصح لأبي نضرة سماع من أبيهريرة و له شويهد»].
[11] [السير: «هذا حديث غريب جدا، و لم يصح لأبي نضرة سماع من أبيهريرة و له شويهد»].
[12] [في السير مکانه: «روي اسماعيل...»].
[13] [لم يرد في السير].
[14] [لم يرد في السير].
[15] [السير: «فنظر رسول الله صلي الله عليه و آله في وجوهنا»].
[16] [السير: «فنظر رسول الله صلي الله عليه و آله في وجوهنا»].
[17] [السير: «فليس شيء أحب الي من الموت. وروي نحوه حماد بن سلمة، عن علي بن جذعان»].
[18] [السير: «فليس شيء أحب الي من الموت. و روي نحوه حماد بن سلمة، عن علي بن جذعان»].
[19] [السير: «في ذلک»].
[20] [السير: «في ذلک»].
[21] [السير: «و هو»].
[22] [الي هنا حکاه في السير].
[23] [من هنا حکاه في السير].
[24] [السير: «سمرة»].
[25] [لم يرد في السير].
[26] [السير: «قبلهما»].
[27] [السير: «قبلهما»].
[28] [السير: «فيغشي عليه، و يصعق.فمات قبل سمرة، و قتل»].
[29] [السير: «فيغشي عليه، و يصعق. فمات قبل سمرة، و قتل»].
[30] [لم يرد في الاصابة].
[31] [السير: «به من الباردة، فمات فيها»].
[32] [أسد الغابة: «فمات فيها»].
[33] [لم يرد في الاصابة].
[34] [الاصابة: «و لأبي محذورة»].
[35] [الاصابة: «و لأبي محذورة»].
[36] [السير: «به من الباردة، فمات فيها»].
[37] [أسد الغابة: «فمات فيها»].
[38] [حکاه في السير عن ابنالأثير].
[39] [البحار: «فيؤذيه»].
[40] [لم يرد في البحار].
[41] [البحار: «لا أفعله»].
[42] [لم يرد في البحار].
[43] [لم يرد في البحار].
[44] [راجع: 738 - 727 / 2].
[45] [الأعلي 15 - 14 / 87].