بازگشت

ما تمثل به يزيد عندما رأي رأس الحسين و ما احتج به علي فعلته


فلما وضع بين يديه، قال:



يفلقن هاما من رجال أحبة

الينا و هم كانوا أعق و أظلما



المصعب الزبيري، نسب قريش، / 128

و قال الهيثم بن عدي، عن عوانة: لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد تمثل ببيت الحصين بن الحمام المري:



يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



حدثني عمرو الناقد، و عمرو بن شبة، قالا: حدثنا أبوأحمد الزبيري، عن عمه فضيل بن الزبير، عن أبي عمر البزار، عن محمد بن عمرو بن الحسن قال: لما وضع رأس الحسين بن علي بين يدي يزيد. قال متمثلا:



يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 416 - 415/3، أنساب الأشراف، 214 - 213/3

قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن القاسم بن عبدالرحمان مولي يزيد بن معاوية، قال: لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد - رأس الحسين و أهل بيته و أصحابه - قال يزيد:



يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



أما والله يا حسين، لو أنا صاحبك ما قتلتك. [1] .


الطبري، التاريخ، 460/5 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 286/2

قال هشام: و أما عوانة بن الحكم الكلبي فانه قال: [...] قال: فلما نظر يزيد الي رأسه الحسين، قال:



يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



ثم قال: أتدرون من أين أتي هذا؟ قال: أبي علي خير من أبيه؛ و أمي فاطمة خير من أمه، و جدي رسول الله خير من جده، و أنا خير منه و أحق بهذا الأمر منه؛ فأما قوله: «أبوه خير من أبي»، فقد حاج أبي أياه، و علم الناس أيهما حكم له؛ و أما قوله: «أمي خير من أمه»، فلعمري فاطمة ابنة [2] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من أمي؛ و أما قوله: «جدي خير من جده»، فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يري لرسول الله فينا عندلا و لاندا، و لكنه انما أتي من قبل فقهه، و لم يقرأ: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك علي كل شي ء قدير) [3] .

الطبري، التاريخ، 464 - 463/5 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 284 - 283/2


و تحدث الناس أن الكتاب الذي أمر المعتضد بانشائه بلعن معاوية يقرأ بعد صلاة الجمعة علي المنبر، فلما صلي الناس الجمعة بادروا الي المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب فلم يقرأ.

فذكر أن المعتضد أمر باخراج الكتاب الذي كان المأمون أمر بانشائه بلعن معاوية، فأخرج له من الديوان، فأخذ من جوامعه نسخة هذا الكتاب، و ذكر أنها نسخة الكتاب الذي أنشأ للمعتضد بالله:

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله العلي العظيم، الحليم الحكيم، [...] [4] و منه ايثاره بدين الله، و دعاؤه عباد الله الي ابنه يزيد المتكبر الخمير، صاحب الديوك والفهود والقرود، و أخذه البيعة له علي خيار المسلمين بالقهر والسطوة والتوعيد والاخافة و التهدد والرهبة، و هو يعلم سفهه و يطلع علي خبثه و رهقه، و يعاين سكرانه [5] و فجوره و كفره. فلما تمكن منه ما مكنه منه، و وطأه له، و عصي الله و رسوله فيه، طلب بثأرات المشركين و طوائلهم عند المسلمين، فأوقع بأهل الحرة الوقيعة التي لم يكن في الاسلام أشنع منها، و لا أفحش مما ارتكب من الصالحين فيها، و شفي بذلك [6] عبد [7] نفسه و غليله [8] ، و ظن أن قد انتقم من أولياء الله، و بلغ النوي [9] لأعداء الله؛ فقال مجاهرا بكفره و مظهرا لشكره:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



قد قتلنا القوم من ساداتكم

و عدلنا ميل بدر فاعتدل



فأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا: يا يزيد لا تسل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



و لعت هاشم بالملك فلا

خبر جاء، و لا وحي نزل




هذا هو المروق من الدين، و قول من لا يرجع الي الله و لا الي دينه و لا الي كتابه و لا الي رسوله، و لا يؤمن بالله و لا بما جاء من عندالله.

ثم من أغلظ ما انتهك، و أعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن علي و ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مع موقعه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و مكانه منه و منزلته من الدين والفضل، وشهادة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم له [10] و لأخيه بسيادة شباب أهل الجنة، اجتراء علي الله، و كفرا بدينه، و عداوة لرسوله، و مجاهدة لعترته، و استهانة بحرمته، فكأنما يقتل به و بأهل بيته قوما من كفار أهل الترك والديلم، لا يخاف من الله نقمة، و لا يرقب منه سطوة، فبتر الله عمره؛ و اجتث أصله و فرعه، و سلبه ما تحت يده، و أعد له من عذابه و عقوبته ما استحقه من الله بمعصيته. [11] .


الطبري، التاريخ، 61 - 60، 55 - 54/10 مساوي عنه: التستري، بهج الصباغة، 197 - 196/3

قال: ثم [12] أتي بالرأس حتي وضع بين يدي يزيد بن معاوية في طشت من ذهب، قال: فجعل ينظر اليه و هو يقول:



نفلق [13] هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



قال: ثم أقبل علي أهل مجلسه و قال: هذا [كان - [14] ] يفتخر علي و يقول: أبي خير من


[15] أب يزيد [16] ، و أمي [17] خير من أمه [18] ، و جدي خير من جد يزيد، و أنا خير من يزيد، فهذا الذي قتله؛ فأما قوله: ان أبي خير من أب يزيد، فقد حاج أبي أباه [19] ، فقضي الله لأبي علي أبيه؛ و أما قوله: ان أمي خير من أم يزيد، فلعمري انه صدق أن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من أمي؛ و أما قوله: بأن جدي خير من جد يزيد، فليس أحد يؤمن بالله واليوم الآخر، يقول انه خير من محمد صلي الله عليه و آله و سلم؛ و أما قوله: خير مني، فلعله لم يقرأ هذه الآية: (قل اللهم مالك الملك) الي (قدير) [20] .

ابن أعثم، الفتوح، 240 - 239/5

و جعل يزيد يتمثل بأبيات عبدالله [21] بن الزبعري [22] و هو يقول:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

وقعة الخزرج من وقع الأسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد [23] لا تسل [24] .



حين ألقت بقناة [25] بركها

و استحر [26] القتل في عبد الأشل



فجزيناهم ببدر مثلها

و أقمنا ميل [27] بدر فاعتدل



ثم زاد فيها هذا البيت من نفسه فقال:



لست من عتبة ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



ابن أعثم، الفتوح، 242 - 241/5


و أما قوله: (و من عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله) فهو [28] رسول الله صلي الله عليه و آله [29] لم أخرجته قريش من مكة و هرب منهم الي الغار و طلبوه ليقتلوه [30] فعاقبهم الله يوم بدر، فقتل عتبة و شيبة والوليد و أبوجهل [31] و حنظلة بن أبي سفيان [32] و غيرهم، فلما قبض رسول الله صلي الله عليه و آله [33] طلب [34] بدمائهم فقتل الحسين و آل محمد بغيا و عدوانا [35] و هو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر [36] [37] :



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع [38] الخزرج من وقع الأسل



[39] لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل [40]



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه [41] ببدر فاعتدل [42] .



[43] و قال الشاعر في مثل ذلك [44] : [45]




[46] و كذاك الشيخ أوصاني به

فاتبعت الشيخ فيما قد سأل



و قال يزيد أيضا [47] : [48]



يقول [49] والرأس مطروح يقلبه [50]

يا ليت أشياخنا الماضين [51] بالحضر



حتي يقيسوا قياسا لا يقاس [52] به

أيام بدر لكان [53] الوزن بالقدر



القمي، التفسير، 86/2 مساوي عنه: الفيض الكاشاني،، الصافي، 388/3؛ السيد هاشم البحراني، البرهان، 103 - 102/3؛ المجلسي، البحار، 168 - 167/45؛ الحويزي، نورالثقلين، 518/3؛ البحراني، العوالم، 397/17؛ القندوزي، ينابيع المودة، 42 - 41/3؛ المشهدي القمي، كنز الدقائق، 135/9؛ مثله القندوزي، ينابيع المودة [54] ، 244/3

و وضع الرأس بين يدي يزيد - لعنه الله - في طست، فجعل ينكته علي ثناياه بالقضيب و هو يقول:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



[55] و قد قيل: ان ابن زياد - لعنه الله - فعل ذلك [56] .

و قيل: انه تمثل أيضا، والرأس بين يديه بقول عبدالله بن الزبعري:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



قد قتلنا القرم من أشياخهم

و عدلناه ببدر فاعتدل [57] .


أبوالفرج، مقاتل الطالبيين، / 80 مساوي عنه: القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 413/1

حدثنا [58] علي بن عبدالعزيز، ثنا الزبير [59] بن بكار، حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الخزامي، عن أبيه قال [60] : [...] فقتله عبيدالله بن زياد و بعث برأسه اليه، فلما وضع [61] بين يديه تمثل بقول الحصين [62] بن الحمام [63] :



نفلق [64] هاما من رجال أحبة

الينا [65] و هم كانوا أعق و أظلما [66]




الطبراني المعجم الكبير، 124 - 132/3، مقتل الحسين، / 59 مساوي عنه: ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 177/69، مختصر ابن منظور، 19/28؛ الكنجي، كفاية الطالب، / 432؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 193/9؛ المحمودي، العبرات، 281/2

و مما نقموا عليه: أن فقهاء الأمة اجتمعوا فيما نقلوا [...] ثم أفضي الأمر الي يزيد بن معاوية، فقام مقام رسول الله، فوثب بما سنه له أبوه، و سنه الحبران الفاضلان بزعمهم علي ابن رسول الله، و سيد شباب أهل الجنة، في جماعة من ولد أبيه الذين هم ولد رسول الله من بني هاشم، و سبي بنات رسول الله سوقا الي الشام كما تساق سبايا الروم والخزر، والأمة تنظر، لا معين يعين، و لا منكر ينكر.

ثم أباح المدينة حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أياما ولياليا لأهل الشام، حتي افتض فيها ألف بكر من بنات المهاجرين والأنصار والملعون يتمثل بقول ابن الزبعري:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا: يا يزيد لا تشل



قد جزيناهم ببدر بعد ما

قوم القتل بقتل فاعتدل



لست للشيخين ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



ان يكن أحمد حقا مرسلا

لم يكن عترته الله خذل



الطبري، المترشد، / 511 - 509

حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رحمه الله، قال: حدثنا عبدالعزيز بن يحيي البصري، قال: أخبرنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد، قال: حدثنا أبونعيم، قال: حدثني حاجب عبيدالله بن زياد: [...] [67] وأقبل يقول، وينظر الي الرأس:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل [68] .


الصدوق، الأمالي، / 167، 165 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 156، 154/45؛ البحراني، العوالم، 396، 395/17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 501

قال: و لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد و فيها رأس الحسين عليه السلام [69] قال يزيد [70] :



نفلق [71] هاما من رجال [72] أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما [73] .

المفيد، الارشاد، 124/2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 131 - 130/45؛ البحراني، العوالم، 431/17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 96 - 95/5؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 499؛ القمي، نفس المهموم، / 438؛ مثله الطبرسي، اعلام الوري، / 253

و لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد، قال يزيد:



نفلق [74] هاما من رجال أعزة

علينا، و هم كانوا أعق و أظلما



أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 75 - 74/2

فوضعه بين يديه و نقر ثناياه [75] بقضيب كان [76] في يده و هو يقول:



لست من خندف [77] ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل [78]



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل






فأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تسل



قد قتلنا القرن من أشياخهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



أبوريحان البيروني، الآثار الباقية، / 331 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 429؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 414/1؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 379

(و به) قال: أخبرنا القاضي أبوالقاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبوبكر أحمد بن عبدالله بن أحمد بن يزيد بن جلين الدوري، قال: حدثنا أبوعبدالله الحسين بن محمد بن سعيد المعروف بابن المطيفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن يحيي بن حمزة الحضرمي القاضي بدمشق، أخبرني أبي، عن أبيه، قال: حدثني حمزة بن يزيد الحضرمي، قال [...] قالت [ريا] [79] [...] فوضع بين يدي يزيد في طشت، فأمر الغلام، فرفع الثوب الذي كان عليه حتي اذا رآه خمر وجهه بكمه كأنه شم منه رائحة، و قال: الحمد لله الذي كفانا المؤونة بغير مؤونة، كلما أوقدوا نارا المحرب أطفأها الله. قالت ريا [80] : فدنوت منه، فنظرت اليه و به ردع من حنا، قال حمزة: فقلت لها: أقرع أنيابه بالقضيب كما يقولون، قالت: أي والذي ذهب بنفسه و هو قادر أن يغفر له لقد رأينه يقرع ثناياه بقضيب في يده و يقول أبياتا من شعر ابن الزبعري، [...] قال حمزة: ما رأيت في النساء أجود من ريا [81] كيف علمت أنه شعر ابن الزبعري، قال: يعني أنها أشندتني مائة قافية من قولها ترثي يزيد بن معاوية كانت عندي مكتوبة في قرطاس، فذهبت في زمان عبدالله بن طاهر.

الشجري، الأمالي، 176، 175/1

و وضع الرأس بين يديه و أقبل يزيد، و يقول و ينظر الي الرأس:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



لاستهلوا و استطاروا فرحا

و لقالوا يا يزيد لا تشل



ما أبالي بعد فعلي بهم

نزل الويل عليهم أم رحل






لست من خندق ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



قد قتلنا الشيب من أبنائهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



فبذاك الشيخ أوصاني به

فاتبعت الشيخ في قصد سبل



لعب الهاشم بالملك فلا

خبر جاء جاء و لا وحي نزل



الفتال، روضة الواعظين، / 164

و لما حملت الرؤوس الي يزيد بن معاوية وضع رأس الحسين بين يديه و أنشأ يزيد يقول بقضيب علي فمه:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا، و هم كانوا أعق و أظلما



السمعاني، الأنساب، 476/3

(قال) ثم أتي بالرأس حتي وضع بين يدي يزيد في طست من ذهب، فنظر اليه، وأنشد:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



ثم أقبل علي أهل المجلس و قال: ان هذا كان يفخر علي و يقول: ان هذا كان يفخر علي و يقول: ان أبي خير من أب يزيد، و أمي خير من أم يزيد؛ و جدي خير من جد يزيد؛ و أنا خير من يزيد، فهذا هو الذي قتله، فأما قوله بأن أباه خير من أبي فلقد حاج أبي أباه فقضي الله لأبي علي أبيه، و أما قوله بأن أمي خير من أم يزيد، فلعمري لقد صدق، ان فاطمة بنت رسول الله خير من أمي؛ و أما قوله بأن جده خير من جدي، فليس لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول بأنه خير من محمد؛ و أما قوله بأنه خير مني فلعله لم يقرأ (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك علي كل شي ء قدير).

الخوارزمي، مقتل الحسين، 57/2

ثم كشف عن ثنايا رأس الحسين بقضيبه و نكته به و أنشد:




أبي قومنا أن ينصفونا فانصفت

قواضب في أيماننا تقطر الدما



صبرنا و كان الصبر منا عزيمة

و أسيافنا يقطعن كفا و معصما



نفلق هاما من أناس أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



فقال له بعض جلسائه: ارفع قضيبك! فوالله ما أحصي ما رأيت شفتي محمد صلي الله عليه و آله و سلم في مكان قضيبك يقبله. فأنشد يزيد:



يا غراب البين ما شئت فقل

انما تندب أمرا قد فعل



كل ملك و نعيم زائل

و بنات الدهر يلعبن بكل



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا: يا يزيد لا تشل



لست من خندف ان لم أنتق

من بني أحمد ما كان فعل



لعبت هاشم بالملك فلا

خير جاء و لا وحي نزل



قد أخذنا من علي ثارنال

و قتلنا الفارس اليث البطل



و قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



قال مجاهد: فلا نعلم الرجل الا قد نافق في قوله هذا.

«و قال» أبوعبدالله الحافظ: و قد روينا في رواية أخري بذل: لست من خندف؛ لست من عتبة. «و قال» شيخ السنة أحمد بن الحسين: و آخر كلام يزيد لا يشبه أوله، و لم أكتبه من وجه يثبت مثله؛ فان كان قاله، فقد كان ضم الي فعل الفجار، في قتل الحسين و أهل بيته أقوال الكفار، والله يعصمنا من الخطأ و الزلل.

الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، 60 - 59/2

«قال» الحاكم: الأبيات التي أنشدها يزيد بن معاوية هي لعبدالله بن الزبعري، أنشأها يوم أحد لما استشهد حمزة عم النبي صلي الله عليه و آله و سلم و جماعة من المسلمين، و هي قصيدة طويلة فمنها:




يا غراب البين ما شئت فقل

انما تندب أمرا قد فعل



ان للخير و للشر مدي

و كلا ذلك وجه و قيل



والعطيات خساس بينهم

و سواء قبر مثر و مقل



كل عيش و نعيم زائل

و بنات الدهر يلعبن بكل



أبلغا حسان عني آية

فقريض الشعر يشفي ذا الغلل



كم تري في الحزن في جمجمة

و أكف قد أبينت و رجل



و سرابيل حسان سلبت

عن كماة أهلكوا في المنتزل



كم قتلنا من كريم سيد

ماجد الجدين مقدام بطل



صادق النجدة قرم بارع

غير ملتاث لدي وقع الأسل



فسل المهراس ما ساكنها

بين أقحاف وها هم كالحجل



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



حين حكت بقباء بركها

و استحر القتل في عبد الأشل



ثم خفوا عند ذاكم رقصا

رقص الحفان تعدو في الجبل



فقتلنا الضعف من أشرافهم

و عدلنا ميل بدر فاعتدل



لا ألوم النفس الا اننا

لو كررنا لفعلنا المفتعل



بسيوف الهند تعلو هامهم

عللا نوردها بعد نهلل



فأجابه حسان بن ثابت الأنصاري فقال:



ذهبت يا ابن الزبعري وقعة

كان منا الفضل فيها لو عدل



فلقد نلتم ونلنا منكم

و كذاك الحرب أحيانا دول



اذ شددنا شدة صادقة

فأجئناكم الي سفح الجبل



اذ تولون علي أعقابكم

هربا في الشعب أشباه الرسل






نضع الأسياف في أكتافهم

حيث تهوي عللا بعد نهل



تخرج التضييح من استكاهكم

كسلاح النيب ياكلن العضل



يخناطيل كجنان امللا

من يلاقوه من الناس يهل



فشدخنا في مقام واحد

منكم سبعين غير المنتحل



و أسرنا منكم أعدادهم

فانصرفنا مثل أفلات الحجل



لم يفوقونا بشي ء ساعة

غير أن ولوا بجهد و فشل



ضاق عنا الشعب اذ نجزعه

و ملأنا الفرط منه والرحل



برجال لستم أمثالهم

أدهم جبريل نصرا فنزل



و علونا يوم بدر بالتقي

طاعة الله و تصديق الرسل



و قتلنا كل رأس منهم

و صرعنا كل جحجاح رفل



لا سواء من مشي ء حتي انتهي

بخطاه جنة الخلد فحل



و كلاب حكمت النار لها

في لظاها صوت ويل وهبل



و رسول الله حقا شاهد

يوم بدر والتنادي بهبل



قد تركنا في قريش عورة

يوم بدر و أحاديث مثل



و تركنا من قريش جمعهم

مثل ما جمع في الخصب الهمل



و شريف لشريف ماجد

لا نباليه لدي وقع الأسل



نحن لا أمثالكم ولد استها

نحضر البأس اذا البأس نزل



الخوارزمي، مقتل الحسين، 69 - 66/2

أنبأنا أبوالقاسم النسيب: نا عبدالعزيز بن أحمد الكتاني، وحدثني أبوالقاسم بن [82]


المسرقندي، قال: وجدت في كتاب جدي لأمي [83] أبي القاسم عبدالرحمان بن بكران المقري الدربندي [84] ، قالا: أنا أبومحمد بن أبي نصر، أنا أبوالحارث أحمد بن محمد بن عماة بن أحمد بن أبي الخطاب، أنا أحمد بن محمد بن يحيي بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه يحيي بن حمزة بن يزيد [85] ، أخبرني أبي حمزة بن يزيد [86] الحضرمي [87] ، قال: [...]

قالت [ريا]: [...] فلن يلبث الا أياما حتي جي ء برأس الحسين. فوضع بين يدي يزيد في طشت [88] ؛ فأمر الغلام، فرفع الثوب الذي كان عليه. فحين رآه خمر وجهه بكمه - كأنه يشم منه رائحة - و قال: الحمد لله الذي كفانا المؤونة بغير مؤونة: (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفاها الله) [89] .

قالت ريا: فدنوت منه، فنظرت اليه و به ردع من حناء.

قال حمزة: فقلت لها: أقرع ثناياه بالقضيب كما يقولون؟ قالت: اي والذي ذهب بنفسه. و هو قادر علي أن يغفر له، لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده. و يقول أبياتا من شعر ابن الزبعري. [90] [...]


قال حمزة: ما رأيت من النساء أجود من ريا. قلت: كيف علمت أنه شعر ابن الزبعري؟ قال: أنشدتني مائة بيت من قولها ترثي بها [91] يزيد، و ذهبت في عهد عبدالله بن طاهر.

ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 119، 118/73، تراجم النساء، / 103، 102 - 101، مختصر ابن منظور، 370، 369 - 368/8 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 327، 326/2

و منها: ما أخبرني به الشيخ أبوالفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الاصفهاني [حدثني] الشيخ أبوسعيد محمد بن عبدالله بن عمر الخاني البزاز. [حدثني] أبوالقاسم بكران [92] بن الطيب بن شمعون القاضي المعروب ب «ابن أطروش» بجرجرايا.

حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبدالرحمان [93] بن سعيد، عن [94] أبي الحسن بن عمرو [95] ، عن سليمان بن [96] مهران الأعمش قال: بينا [97] أنا في الطواف بالموسم [98] اذ [99] رأيت رجلا يدعو و هو يقول: اللهم اغفر لي، و أنا أعلم أنك لا تفعل [100] .

قال: فارتعت [101] لذلك، فدنوت [102] منه، و قلت: يا هذا! أنت في حرم الله و حرم رسوله، و هذه [103] أيام حرم في شهر عظيم، فلم تيأس من المغفرة؟


قال: يا هذا! ذنبي عظيم. قلت: أعظم من جبل تهامة؟! قال: نعم. [...] [104] .

[105] و جعل [يزيد] الرأس في طشت [106] ، و هو ينظر الي أسنانه و هو [107] يقول:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



فأهلوا [108] و استهلوا فرحا

[109] ثم قالوا [110] يا يزيد لا تشل



فجزيناهم [111] ببدر مثلها

و بأحد يوم أحد فاعتدل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل [112] .



الراوندي، الخرائج والجرائح، 581 - 580، 578 - 577/2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 186، 184/45؛ البحراني، العوالم، 401، 398/17؛ المحمودي، العبرات، 321/2؛ مثله السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 274

و قال الطبري و البلاذري و الكوفي: لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد جعل يضرب بقضيبه علي ثنيته، ثم قال: يوم بيوم بدر. و جعل يقول:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



ابن شهرآشوب، المناقب، 114/4

و زاد غيرهم في الرواية: انه جعل يتمثل بقول ابن الزبعري يوم أحد:



ليت [113] أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزج من وقع الأسل






لأهلوا [114] و اسهلوا فرحا

و لقالوا [115] : يا يزيد لا تشل



قد قتلنا [116] لسبط من أسباطهم [117]

و عدلناه ببدر فاعتدل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد [118] ما كان فعل [119]



لعبت هاشم بالدين [120] فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



ابن شهرآشوب، المناقب، 114/4 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 323/2؛ مثله البهبهاني، الدمعة الساكبة، 106/5؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، /385

فلما وصلت الرؤوس الي يزيد جلس و دعا أشراف أهل الشام، فأجلسهم حوله، ثم وضع الرأس بين يديه، و جعل ينكت بالقضيب علي فيه و يقول:



يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



ابن الجوزي، الرد علي المعتصب العنيد، / 45 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 311/2

أخبرنا محمد بن ناصر، قال: حدثنا جعفر بن أحمد السراج، قال: حدثنا أبوطاهر محمد بن علي بن العلاف، قال: أخبرنا أبوالحسين ابن أخي ميمي، قال: أنبأنا الحسين [121] ابن صفوان، قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي، قال: حدثنا محمد بن صالح، قال: حدثنا علي بن محمد، عن خالد بن يزيد بن بشر السكسكي، عن أبيه، عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، قال: قدم برأس الحسين فلما وضع بين يدي يزيد ضربه بقضيب كان في يده ثم قال:



يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



ابن الجوزي، الرد علي المعتصب العنيد، / 45 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 312/2


قال ابن أبي الدنيا: و حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحميدي، عن سفيان، قال: سمعت سالم بن أبي حفصة يقول:

قال الحسن [البصري]: جعل يزيد بن معاوية يطعن بالقضيب موضع في رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و اذلاه!

قال سفيان: و أخبرت أن الحسن في أثر هذا الكلام قال:



سمية أمسي نسلها عدد الحصي

و بنت رسول الله ليس لها نسل



ابن الجوزي، الرد علي المعتصب العنيد، / 47 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 312/2

قلت: ليس العجب من فعل عمر بن سعد و عبيدالله بن زياد [بما صنعوا و أتوا الي أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من عظيم الاجرام] و انما العجب من خذلان يزيد، وضربه بالقضيب علي ثنية [122] الحسين و اعادته [رأسه الشريف] الي المدينة - و قد تغيرت ريحه - لبلوغ الغرض الفاسد [123] أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج؟! أو ليس في الشرع أنهم [124] يصلي عليهم و [125] يدفنون؟!

و أما قوله: لي أن [126] أهبهم فأمر لايقع [127] لفاعله و معتقده [128] الا اللعنة [129] و لو أنه احترم الرأس حين وصوله [اليه] و صلي عليه و لم يتركه في طست [130] ، و لم يضربه بقضيب ما الذي كان يضره، و قد حصل مقصوده من القتل؟ و لكن أحقاد جاهلية، و دليلها ما تقدم من انشاده [شعر ابن الزبعري]:

ليت أشياخي ببدر شهدوا...

ابن الجوزي، الرد علي المتعصب العنيد، / 53 - 52 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 436


أنبأنا علي بن عبيدالله بن الزغواني، [131] قال: أخبرنا أبوجعفر بن المسلمة، عن أبي عبيدالله المرزباني [132] ، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب، قال: أخبرنا عبدالله بن أبي سعد الوراق، قال [133] : حدثنا محمد بن أحمد [134] قال [135] : حدثنا محمد بن يحيي الأحمري، قال: حدثنا ليث [136] ، عن مجاهد قال:

جي ء برأس الحسين بن علي، فوضع بين يدي يزيد بن معاوية، فتمثل بهذين البيتين، يقول [137] :



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



فأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا لي: بقيت [138] لأتمثل [139] .



قال مجاهد: نافق فيها، ثم والله ما بقي من عسكره أحدا الا تركه. [140]

ابن الجوزي، المنتظم، 343/5، الرد علي المتعصب العنيد، / 48 - 47 مساوي عنه:المحمودي، العبرات، 314/2

ثم قام فولي، فقال يزيد: والله يا حسين! لو كنت أنا صاحبك [141] ما قتلتك. ثم قال: أتدرون من أين أتي هذا؟ قال: أبي علي [142] خير من أبيه، و فاطمة أمي خير من أمه، و جدي رسول الله خير من جده، و أنا خير منه و [143] أحق بهذا الأمر منه.

فأما قوله: أبوه خير من أبي فقد حاج أبي أبوه الي الله و علم الناس أيهما حكم له.


و أما قوله: أمي خير من أمه فلعمري فاطمة بنت رسول الله خير من أمي.

و أما قوله: جدي رسول الله خير من جده، فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يري لرسول الله فينا عدلا و لا ندا، و لكنه انما أتي من قبل فقهه و لم يقرأ (قل اللهم مالك الملك) [144] . [145] .

ابن الأثير، ابن الأثير، الكامل، 299/3 مساوي مثله النويري، نهاية الارب، 469/20

وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه (لعنه الله)، فجعل ينظر اليه، و يقول:



نفلق هاما من أناس أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



المحلي، الحدائق الوردية، 125/1

و أما المشهور عن يزيد في جميع الروايات، انه لما حضر الرأس بين يديه جميع أهل الشام، و جعل ينكت عليه [146] بالخيزران و يقول أبيات ابن الزبعري:



ليت أشياخي ببدر شهدوا [147]

وقعة الخزرج من وقع الأسل



قد قتلنا القرن من ساداتهم

و عدلنا قتل بدر فاعتدل




[148] حتي حكي القاضي أبويعلي، عن أحمد بن حنبل في كتاب الوجهين والروايتين: أنه قال: ان صح ذلك عن يزيد، فقد فسق [149] .

قال الشعبي: و زاد فيها يزيد، فقال:



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خدف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



قال مجاهد: نافق.

سبط ابن الجوزي تذكرة الخواص، / 148 مساوي عنه: القمي: نفس المهموم، / 435؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 417 - 416/1؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 385 - 384

و روي ابن أبي الدنيا، عن الحسن البصري قال: ضرب يزيد رأس الحسين و مكانا كان يقبله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم تمثل الحسن [150] :



سمية أمسي نسلها عدد الحصي

و بنت رسول الله ليس لها نسل



سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 148 مساوي عنه: القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 418/1؛ المحمودي، العبرات، 316/2

و قال جدي: ليس العجب من قتال ابن زياد الحسين، و تسليطه عمر بن سعد علي قتله والشمر، و حمل الرؤوس اليه و انما العجب من خذلان يزيد، و ضربه بالقضيب ثناياه و حمل آل رسول الله سبايا علي أقتاب الجمال، و عزمه علي أن يدفع فاطمة بنت الحسين الي الرجل الذي طلبها، و انشاده أبيات ابن الزبعري: (ليت أشياخي ببدر شهدوا) ورده الرأس الي المدينة. و قد ظن أنه تغيرت ريحه، و ما كان مقصوده الا الفضيحة و اظهار رايحة الرأس. أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج؟ أليس باجماع المسلمين أن الخوارج و البغاة يكفنون و يصلي عليهم و يدفنون؛ و كذا قول يزيد: لي أن أسبيكم لما طلب الرجل فاطمة بنت الحسين، قولا يقنع لقائله و فاعله باللعنة، و لو لم يكن في قلبه أحقاد جاهلية و أضغان


بدرية لاحترام الرأس لما وصل اليه و لم يضربه بالقضيب و كفنه و دفنه و أحسن الي آل رسول الله.

قلت: [151] والذي يدل علي هذا أنه استدعي ابن زياد اليه و أعطاه أموالا كثيرة و تحفا عظيمة، و قرب مجلسه و رفع منزلته [152] و أدخله علي نسائه، و جعله نديمه، وسكر ليلة و قال للمغني: غن. ثم قال يزيد بديهيا [153] :



أسقني شربة تروي فؤادي [154] .

ثم مل فاسق مثلها ابن زياد



صاحب السر [155] والأمانة عندي

و لتسديد مغنمي و جهادي



قاتل لاخارجي أعني حسينا

و مبيد الأعداء والحساد [156]



و قال ابن عقيل: و مما يدل علي كفره و زندقته فضلا عن سبه و لعنه، أشعاره التي أفصح بها بالالحاد، و أبان عن خبث الضمائر، و سوء الاعتقاد. فمنها قوله في قصيدته التي أولها:



عليه هاتي و اعلني و ترنمي

بذلك أني لا أحب التناجيا



حديث أبي سفيان قدما سمي بها

الي أحد حتي أقام البواكيا [...]



سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 164 - 163 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 463 - 462؛ المازندراني، معالي السبطين، 187/2؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 397

و قال ابن الزبعري أيضا من قصيدة مشهورة، و هي:



يا غراب البين أسمعت فقل

انما تندب أمرا قد فعل



ان للخير و للشر مدي

و سواء قبر مثر و مقل






كل خير و نعيم زائل

و بنات الدهر يلعبن بكل



أبلغا حسان عني آية

فقريض الشعر يشفي ذا الغلل



كم تري بالجسر من جمجمة

و أكفا قد أترت و رجل



و سرابيل حسان شققت

عن كماة غودروا في المنتزل



كم قتلنا من كريم سيد

ماجد الجدين مقدام بطل



صادق النجدة قرم بارع

غير ملطاط لدي وقع الأسل



فسل المهراس من ساكنه؟

من كراديس و هام كالحجل



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



حين حطت بقباء بركها

و استحر القتل في عبد الأشل



ثم خفوا عند ذاكم رقصا

رقص الحفان تعدو في الجبل



فقتلنا الصنف من ساداتهم

و عدلنا ميل بدر فاعتدل



لا ألوم النفس الا أننا

لو كررنا لفعلنا المفتعل



بسيوف الهند تعلو هامهم

تبرد الغيظ و يشفين الغلل



قلت: كثير [157] من الناس يعتقدون أن هذا البيت ليزيد بن معاوية، [158] و هو قوله: «ليت أشياخي» [159] ، و قال من أكره التصريح باسمه: هذا البيت ليزيد، فقلت له: انما قاله يزيد متمثلا لما حمل اليه رأس الحسين عليه السلام، و هو لابن الزبعري، فلم تسكن نفسه الي ذلك، حتي أوضحته له، فقلت: ألا تراه يقول [160] : «جزع الخزرج من وقع الأسل»، والحسين


عليه السلام لم تحارب عنه الخزرج، و كان يليق أن يقول: «جزع بني هاشم من وقع الأسل»؛ فقال بعض من كان حاضرا: لعله قاله في يوم الحرة! فقلت: المنقول أنه أنشده لما حمل اليه رأس الحسين عليه السلام؛ والمنقول أنه شعر ابن الزبعري، و لا يجوز أن يترك المنقول الي ما ليس بمنقول.

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 280 - 278/14 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 157 - 156/45؛ البحراني، العوالم، 398/17

و منهم [بنوأمية] من نقر بين ثنيتي الحسين عليه السلام بالقضب. [161] .

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 237/15

أحمد بن يحيي بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه، قال: أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال: [...] قالت [ريا]: [...] فوضع [رأسه عليه السلام] في طست، فأمر الغلام، فكشف، فحين رآه خمر كأنه شم منه.

فقلت لها: أقرع ثناياه بقضيب؟ قالت: اي والله.

الذهبي، سير أعلام النبلاء، 216/3


[و قيل: ان يزيد لما رأي رأس الحسين قال: أتدرون من أين أتي ابن فاطمة؟ و ما الحامل له علي ما فعل؟ و ما الذي أوقعه فيما وقع فيه؟ قالوا: لا!

قال: يزعم أن أباه خير من أبي، و أمه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من أمي، و جده رسول الله خير من جدي، و أنه خير مني و أحق بهذا الأمر مني.

فأما قوله: أبوه خير من أبي فقد حاج أبي أباه الي الله عزوجل، و علم الناس أيهما حكم له.

و أما قوله: أمه خير من أمي، فلعمري ان فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من أمي.

و أما قوله: جده رسول الله خير من جدي، فلعمري ما أحد يؤمن بالله و اليوم الآخر يري أن لرسول الله فينا عدلا و لا ندا، و لكنه انما أتي من قلة فقهه لم يقرأ (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء) الآية، و قوله تعالي: (والله يؤتي ملكه من يشاء)] [162] .

ابن كثير، البداية والنهاية، 196 - 195/8

قال هشام: فحدثني عبدالله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي، عن أبيه، عن الغاز ابن ربيعة الجرشي من حمير: [...] و لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد، قال: أما والله لو أني صاحبك ما قتلتك، ثم أنشد قول الحسين بن الحمام المري الشاعر:



يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



ابن كثير، البداية والنهاية، 191/8

و قال محمد بن حميد الرازي - و هو شيعي -: ثنا محمد بن يحيي الأحمري، ثنا ليث، عن مجاهد، قال: لما جي ء برأس الحسين، فوضع بين يدي يزيد تمثل بهذه الأبيات:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج في وقع الأسل






فأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا لي هنيا لا تسل [163]



حين حكت بفناء بركها

و استحر القتل في عبد الأسل



قد قتلنا الضعف من أشرافكم

و عدلنا ميل بدر فاعتدل



قال مجاهد: نافق فيها، والله ثم والله ما بقي في جيشه أحد الا تركه. آي ذمه و عابه.

ابن كثير، البداية والنهاية، 192/8 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 314/2

قال ابن أبي الدنيا: و حدثني مسلمة بن شبيب، عن الحميدي، عن سفيان، سمعت سالم بن أبي حفصة، قال: قال الحسن: لما جي ء برأس الحسين جعل يزيد يطعن [164] بالقضيب.

قال سفيان: و أخبرت [165] كان ينشد علي اثر هذا:



سمية [166] أمسي نسلها عدد الحصي

و بنت رسول الله ليس لها نسل



ابن كثيبر البداية والنهاية: 193 - 192/8 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 306/2.

و قال أحمد بن محمد بن يحيي بن حمزةالحضرمي القاضي، أخبرني أبي، عن أبيه، أخبرني أبي حمزة بن يزيد، قال: [...]

قالت [ريا]: [...] و وضع [رأسه عليه السلام] في طست، فأمر الغلام، فكشفه، فحين رآه خمر وجهه كأنه يشم منه رائحة.

ابن حجر، تهذيب التهذيب، 357/2

ثم قال: أما تدرون [167] من أين أتي هذا؟ أما انه يقول: أبي خير من أبيه، و أمي فاطمة


خير من أمه، وجده [168] رسول الله خير من جده، و أنا خير من يزيد و أحق بالأمر منه، فأما قوله أبوه خير من أبي، فقد تحاج أبوه و أبي الي الله تعالي، و علم الناس أيهما حكم له، و أما قوله أمي خير من أمه، فلعمري فاطمة بنت رسول الله خير من أمي، و أما قوله جدي رسول الله خير من جده، فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يري لرسول الله فينا عديلا و لا ندا و أتي هذا من فقه [169] و لم يقرأ تعالي: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء) [170] .

ابن الصباغ، الفصول المهمة، / 194 مساوي مثله الشبلنجي، نور الأبصار، / 265 - 264.

قال ابن ابي شاكر في تاريخه: [...] فقال يزيد: أتدرون من أين أتي هذا؟ انه [كان يقول: أبي] خير من أبيه و أمي خير من أمه و جدي خير من جده؛ و أنا خير منه؛ فأتي من قلة فقهه و [كأنه] فم يقرأ [قوله تعالي]: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) الآية: [26/ آل عمران: 3]

الباعوني، جواهر المطالب، 294/2

ذكر الحافظ ابن عساكر رحمه الله أن يزيد لما وضع الرأس [الشريف] بين يديه تمثل يقول ابن الزبعري:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



الباعوني، جواهر المطالب، 299/2 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 328/2

و مما ينسب الي يزيد بن معاوية: أنه أنشد والرأس بين يديه:



نعب الغراب [فقلت] قل أو لا تقل

فقد اقتضيت من الرسول ديوني




قال بعض أهل التاريخ: هذا كفر صريح لا يقوله مقر بنبوة محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

الباعوني، جواهر المطالب، 300/2

و قال: قد زرع لي العداوة في قلب البر والفاجر، ورد نساء الحسين، و من بقي من بنيه مع رأسه الي المدينة، ليدفن الرأس بها.

والمشهور علي ما قاله سبط ابن الجوزي و غيره: انه جمع أهل الشام، و جعل ينكث رأس الحسين بالخيزران و ينشد أبيات ابن الزبعري:

ليت أشياخي ببدر شهدوا - الأبيات.

و زاد فيها بيتين مشتملين علي صريح الكفر. فان صح ذلك عنه، فلا ريبة في كفره، و أشار بعضهم الي أنه أظهر الأول و أخفي الثاني. فقد روي أنه استدعي بابن زياد، و قرب مجلسه، و رفع منزلته، و أدخله علي نسائه، فسكر معه، و أنشد في ذلك شعرا.

و قال ابن الجوزي فيما حكاه سبطه عنه: ليس العجب من قتال ابن زياد للحسين، و انما العجب من خذلان يزيد، و ضربه بالقضيب ثنايا الحسين، و حمل آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عليهم سبايا علي أقتاب الجمال، و ذكر أشياء من قبيح ما اشتهر عنه، ورده الرأس الي المدينة، و قد تغيرت ريحه، ثم قال: و ما كان مقصوره الا الفضيحة واظهار الرأس، أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارزج؟ أليس باجماع المسلمين أن الخوارج والبغاة يكفنون و يصلي عليهم، و يدفنون؟ و لو لم يكن في قلبه أحقاد جاهلية و أضغان بدرية، لاحترم الرأس لما وصل اليه، و كفنه و دفنه، و أحسن الي آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم - انتهي.

السمهودي، جواهر العقدين، / 413 - 412

و قال سبط ابن الجوزي و غيره: المشهور أنه جمع أهل الشام و جعل ينكت الرأس بالخيزران [171] و جمع بأنه أظهر الأول و أخفي الثاني بقرينة، أنه بالغ في رفعة ابن زياد، حتي أدخله علي نسائه.


قال ابن الجوزي: و ليس العجب الا من ضرب يزيد ثنايا الحسين بالقضيب و حمل آل النبي صلي الله عليه و آله و سلم علي أقتاب الجمال أي موثقين في الحبال والنساء مكشفات الرؤوس والوجوه. و ذكر أشياء من قبيح فعله. [172] .

ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، / 119

(اعلم) ان أهل السنة اختلفوا في تكفير يزيد بن معاوية و ولي عهده من بعده، فقالت طائفة: انه كافر لقول سبط ابن الجوزي و غيره: المشهور أنه لما جاءه رأس الحسين رضي الله عنه جمع أهل الشام و جعل ينكت رأسه بالخيزران و ينشد أبيات ابن الزبعري: ليت أشياخي ببدر شهدوا، الأبيات المعروفة و زاد فيها بيتين مشتملين علي صريح الكفر.

و قال ابن الجوزي فيما حكاه سبطه عنه: ليس العجب من قتال ابن زياد للحسين، و انما العجب من خذلان يزيد، و ضربه بالقضيب ثنايا الحسين و حمله آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سبايا علي أقتاب الجمال، و ذكر أشياء من قبيح ما اشتهر عنه ورده الرأس الي المدينة، و قد تغيرت ريحه. ثم قال: و ما كان مقصوده الا الفضيحة واظهار الرأس، أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج والبغاة يكفنون، و يصلي عليهم، و يدفنون و لو لم يكن في قلبه أحقاد جاهلية و أضغان بدرية لاحترام الرأس، لما وصل اليه و كفنه و دفنه و أحسن الي آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم انتهي.

و قالت طائفة: ليس بكافر لأن الأسباب الموجبة للكفر لم يثبت عندنا منها شي ء والأصل بقاؤه علي اسلامه، حتي يعلم ما يخرجه عنه، و ما سبق أنه المشهور يعارضه ما حكي أن يزيد لما وصل اليه رأس الحسين، قال: رحمك الله يا حسين! لقد قتلك رجل لم


يعرف حق الأرحام، و تنكر لابن زياد، و قال: قد زرع لي العداوة في قلب البر والفاجر، ورد نساء الحسين، و من بقي بنيه مع رأسه الي المدينة ليدفن الرأس بها، و أنت خبير بأنه لم يثبت موجب واحدة من المقالتين والأصل انه مسلم، فنأخذ بذلك الأصل، حتي يثبت عندنا ما يوجب الاخراج عنه.

ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، / 132 - 131

و أقول: لعن الله يزيد و أباه، و جديه و أخاه، و من تابعه و ولاه، بينا هو ينكت ثنايا الحسين بالقضيب و يتمثل بشعر ابن الزبعري: يا غراب البين ما شئت فقل، الي آخره. و اغلاظه لزينب بنت علي بالكلام السيي لما سأله الشامي، و قال: هب لي هذه الجارية - يعني فاطمة بنت الحسين عليه السلام -، و قوله لعلي بن الحسين عليه السلام: أراد أبوك و جدك أن يكونا أميرين، فالحمد لله الذي قتلهما وسفك دماءهما، وان أباك قطع رحمي، و جهل حقي، و نازعني سلطاني، الي آخر كلامه كما أشرنا اليه من قبل، و نصب رأس الحسين عليه السلام علي باب القرية الظالم أهلها - أعني بلدة دمشق - و ايقافه ذرية الرسول علي درج المسجد كسبايا الترك والخزر. ثم انزاله اياهم في دار لا يكنهم [173] من حر و لا قر حتي تقشرت وجوههم، و تغيرت ألوانهم، و أمر خطيبه أن يرقي المنبر و يخبر الناس بمساوي أميرالمؤمنين و مساوي الحسين عليهماالسلام و أمثال ذلك، ثم هو يلعن ابن زياد وي تبري من فعله و ينتصل من صنعه، و هل فعل اللعين ما فعل الا بأمره و تحذيره من مخالفته؟ و هل سفك اللعين دماء أهل البيت الا بارعابه و ارهابه له بقوله، و مراسلته بالكتاب الذي ولاه فيه الكوفة و جمع له بينها و بين البصرة الذي ذكرنا لما وصل اليه الخبر بتوجه مسلم بن عقيل الي الكوفة وحثه فيه علي قتله، و أمره له باقامة الأرصاد و حفظ المسالك علي الحسين، و قوله لابن زياد في كتابه: انه قد ابتلي زمانك بالحسين من بين الأزمان، و في هذه الكرة يعتق أو يكون رقا عبدا كما تعبد العبيد، فاحبس علي التهمة و اقتل علي الظنة، الوحا الوحا، العجل العجل - كما ذكرنا أولا -.


و انما أظهر اللعين التبري من فعل ابن زياد (لعنه الله) خوفا من الفتنة و تمويها علي العامة لأن أكثر بالناس في جميع الآفاق والأصقاع أنكروا فعله الشنيع و صنعه الفضيع، و لم يكونوا راضين بفعله و ما صدر عنه خصوصا من كان حيا من الصحابة والتابعين في زمنه كسهل بن سعد الساعدي والمنهال بن عمرو والنعمان بن بشير و أبي برزة الأسلمي ممن سمع و رأي اكرام الرسول صلي الله عليه و آله له و لأخيه، و كذلك جميع أرباب الملل المختلفة من اليهود والنصاري، و ناهيك مقال حبر اليهود و رسول ملك الروم لما شاهداه و هو ينكت ثنايا الحسين عليه السلام بالقضيب - كما ذكر - و لم يكن أحد من المسلمين في جميع البلاد راض بفعله الا من استحكم النفاق في قلبه من شيعة آل أبي سفيان، بل كان أكثر أهل بيته و نسائه و بني عمه غير راضين بذلك. [174]

محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس، 402 - 400/2

و قال التفتازاني في شرح العقائد النسفية: اتفقوا علي جواز اللعن علي من قتل الحسين، أو أمر به، أو أجازه أو رضي به. قال: والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين و استبشاره بذلك و اهانته أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مما تواتر معناه، و ان كان تفصيله آحادا، قال: فنحن لا نتوقف في شأنه، بل في كفره و ايمانه لعنة الله عليه، علي أنصاره، و أعوانه.

و قال الحافظ ابن عساكر: نسب الي يزيد قصيدة منها:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



لعبت هاشم بالملك بلا

ملك جاء و لا وحي نزل




فان صحت عنه فهو كافر بلا ريب، انتهي بمعناه.

و قال الذهبي فيه: كان ناصبيا فظا غليظا يتناول المسكر، و يفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الحسين و ختمها بوقعة الحرة، فمقته الناس، و لم يبارك في عمره، و خرج عليه غير واحد بعد الحسين، و ذكر من خرج عليه، و قال فيه في الميزان: انه مقدوح في عدالته ليس بأهل أن يروي عنه، و قال رجل في حضرة عمر بن عبدالعزيز: أميرالمؤمنين يزيد، فضربه عمر عشرين سوطا واستفتي الكيا الهراسي فيه، فذكر فصلا واسعا من مخازيه، حتي نفدت الورقة، ثم قال: و لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل، و أشار الغزالي الي التوقف في شأنه و التنزه عن لعنه مع تقبيح فعله.

و ذكر ابن عبدالبر والذهبي و غيرهما مخازي مروان بأنه أول من شق عصا المسلمين بلا شبهة، و قتل النعمان بن بشير أول مولود من الأنصار في الاسلام، و خرج علي ابن الزبير بعد أن بايعه علي الطاعة، و قتل طلحة بن عبيدالله يوم الجمل و الي هؤلاء المذكورين والوليد بن عقبة والحكم بن أبي العاص و نحوهم الاشارة بما ورد في حديث المحشر و فيه «فأقول يا رب أصحابي. فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، و لا يرد علي ذلك ما ذكره العلماء من الاجماع علي عدالة الصحابة و أن المراد به الغالب و عدم الاعتداد بالنادر، و الذين ساءت أحوالهم و لا بسوا الفتن بغير تأول و لا شبهة. و قال اليافعي: و أما حكم من قتل الحسين أو أمر بقتله ممن استحل ذلك، فهو كافر و ان لم يستحل، ففاسق فاجر والله أعلم.

ابن العماد، شذرات الذهب، 69 - 68/1

قال: ثم أن يزيد (لعنه الله) بعث يطلب الرأس، فلما أوتي به اليه وضعه في طشت من ذهب، و جعل ينكث ثناياه بقضيب كان عنده و هو يقول: رحمك الله يا حسين! لقد كنت حسن المضحك. ثم أنشأ:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



الطريحي، المنتخب، 484/2


و اذا بغراب ينعق و يصيح في [175] أعلا القصر فأنشأ اللعين يقول:



يا غراب البين ما شئت فقل

انما تندب أمرا قد فعل



كل ملك و نعيم زائل

و بنات الدهر يلعبن بكل [176]



ليت أشياخي ببدر شهدوا

وقعة [177] الخزرج من وقع الأسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



و أخذنا [178] من علي ثارنا [179]

و قتلنا الفارس الندب البطل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



لعبت هاشم في الملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل [180] .



الطريحي، المنتخب، 485 - 484/2 مساوي عنه: المازندراني، معالي السبطين، 158 - 157/2؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 385 - 384

فجعل يزيد (لعنه الله) ينكث ثنايا الحسين عليه السلام [181] و هو يشرب الخمر [182] و يقول:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا [183] أعف و أصبر [184]



و أكرم عند الله منا محلة

و أفضل في كل الأمور و أفخر [185]



عدونا و ما العدوان الا ضلالة

عليهم ومن يعدو علي الحق يخسر [186]






و ان تعدلوا فالعدل ألقاه أخرا

اذا ضمنا يوم القيامة محشر [187]



و لكننا فزنا بملك معجل

و ان كان [188] في عقباه نار تسعر [189]



مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 127 - 126 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 96/5؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 499

ثم أقبل علي أهل مجلسه، فقال: ان هذا كان يفخر علي و يقول: «أبي خير من أب يزيد، و أمي خير من أمه، و جدي خير من جده، و أنا خير منه، فهذا الذي قتله. فأما قوله بأن أبي خير من أب يزيد، فلقد حاج أبي أباه فقضي الله لأبي علي أبيه، و أما قوله بأن أمي خير من أم يزيد، فلعمري لقد صدق ان فاطمة بنت رسول الله خير من أمي، و أما قوله جدي خير من جده، فليس لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر يقول بأنه خير من محمد. و أما قوله بأنه خر مني فلعله لم يقرأ هذه الآية (قل اللهم مالك الملك) [190] .

المجحلسي، البحار، 131/45 مساوي عنه: البحراني، العوالم، 432/17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 98 - 97/5؛ المازندراني، معالي السبطين، 157/2؛ مثله الدربندي، أسرار الشهادة، / 499

قال: فجعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعري، شعر:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



فأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



أقول [191] : و زاد محمد بن أبي طالب:




لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل [192] .



و في المناقب: «لست من عتبة ان لم أنتقم».

المجلسي، البحار، 133/5 مساوي عنه: البحراني، العوالم، 433/17؛ مثله الدربندي، أسرار الشهادة، / 502

و وجدت بخط بعض الأفاضل نقلا من خط الشهيد قدس سره قال: لما جي ء برؤوس الشهداء والسبايا من آل محمد عليهم السلام أنشد يزيد (لعنه الله):



لما بدت تلك الرؤوس و أشرقت

تلك الشموس علي ربي جيرون [193]



صاح الغراب فقلت صح أو لا تصح

فلقد قضيت من النبي ديوني [194] .

المجلسي، البحار، 199/45 مساوي عنه: البحراني، العوالم، 417/17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 500

أقول: و في التبر المذاب: ذكر عن القضاة أبوالقاسم علي بن محمد السمناني في تاريخه قال: لما وضع رأس الحسين بن علي عليهماالسلام بين يدي يزيد بن معاوية، و كان بيده قضيب، فكشف عن شفتيه و ثناياه، و نكتهما بالقضيب، و تمثل بالأبيات المشهورة:

ليت أشيايخ ببدر شهدوا

فرأي (لعنه الله) تغير وجوه أهل الشام مما شاهدوا منه (لعنه الله)، وثقل عليهم ما جري علي أهل البيت عليهم السلام، خاف مما شاهد من الناس عند ذلك، فقال (لعنه الله): انما دهي من حيث الفقه كأني به، و قد قال: أنا خير من يزيد و أبي خير من أبيه و أمي خير من أمه و جدي خير من جده،


و عمي خير من عمه، و خالي خير من خاله، و أنا فقد رآني رسول الله و وضعني في حجره، و حملني علي ظهره، و جعلني ريحانته، و شهد لي بأني سيد شباب أهل الجنة، و دعا لي و نسلي بالبركة، فأنا أحق بهذا الأمر من يزيد، و لكن ما لاحظ قوله تعالي: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء).

فسري عن وجوه أهل الشام ما كانوا لما سمعوه منه، و ظنوا أن الأمر كما قال (لعنه الله)، و ليس تأويل الآية ما ذكر، و لا أراد الله تعالي ما ذهب الجاهل اليه، و انما أراد الباري سبحانه بالملك الذي أضافه اليه، انما الملك بالحق والاستحقاق والعدل، و يعز من يشاء باطاعة التي يطاع بها في الدنيا و في الآخرة بالجنة والثواب، و يذل من يشاء بالمعصية و قيام الحد عليه في الدنيا و في الآخرة عذاب النار.

و أما التغلب علي الملك و أخذه بغير استحقاق فلا يقال انه داخل في الآية الشريفة، و قد انتقم الله عزوجل في الدنيا من كل من أعان علي قتل الحسين عليه السلام، و خرج عليه علي يد المختار بن أبي عبيدة الثقفي رحمه الله أخذ كل من شهد بقتل الحسين عليه السلام بأقبح المثلات و أشنعها.

و فيه في ذيل خبر سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: فلما دخل صاحب الرأس وضعه بين يديه و قال: املأ ركابي الخ. ما مر ذكره آنفا. فأمر يزيد (لعنه الله) بوضعه علي طبق من ذهب، ثم دعا بالشراب فشرب، ثم صب جرعة منه علي الرأس و قال: كيف رأيت يا حسين؟ أتزعم أن أباك ساق علي الحوض فاذا مررت عليه يومئذ فلا يسقني و تقول: ان جدك حرم آنية الذهب والفضة علي الأمة، ها رأسك علي الذهب و يفخر أبوك أنه قتل الأقران يوم بدر هذا بذاك، ثم أنشد ارتجالا يقول (لعنه الله):



هلال بدا و هلال أفل

كذلك تجري صروف الدول



لئن ساءنا أن جيشا مضي

لقد سرنا ان جيشا قفل



و أنشد غيره (لعنه الله):




لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



قال: قال أهل العلم: صب الجرعة من الخمر علي رأس الحسين عليه السلام و استهزاؤه بأن عليا ساق علي الحوض و أن محمدا حرم الذهب والفضة و شعره في الانتقام من بني أحمد واترا عن شيوخه الكفرة المقتولين يوم بدر ان صح عنه ذلك، فهو كافر لأنه ما فعل ذلك الا و هو منكر لما جاء به النبي صلي الله عليه وآله وصح عنه من قوله في علي و أهل بيته عليهم السلام، و بغضا لهم والمنكر لما جاء به النبي صلي الله عليه وآله و عدم التصديق به كافر.

البهباني، الدمعة الساكبة، 99 - 98/5

وفي بعض نسخ كتاب أبي مخنف ذكر هذه الأبيات و هي قوله (لعنه الله تعالي):



يا حسنه يلمع باليدين

يلمع في طشت من اللجين



كأنما خف بوردتين

كيف رأيت الضرب يا حسين



شفيت قلبي من دم الحسين

أخذت ثأري و قضيت ديني



يا ليت من شاهد في الحنين

يرون فعلي اليوم بالحسين



قال: و لم يزل يفجر في فرح و سرور و شرب خمر.

و في التبر المذاب: و جعل ينكث (لعنه الله) ثناياه بالقضيب و يقول:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

وقعة الخزرج من وقع الأسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



حكي القاضي أبويعلي عن الامام أحمد في كتاب الوجهين والروايتين أنه قال: ان صح عن يزيد ذلك، فقد كفر بالله و برسوله لأنه أسف علي قتل كفار بدر، و لم يرض بقتلهم و أنكر أمر الله فيهم و فعل الرسول في جهادهم، و أن قتل الحسين عليه السلام صواب أو عادله بالكفار و سوي بينهم والله سبحانه و تعالي يقول: (لا يستوي أصحاب النار و أصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون)، و هل هذا الا ارتداد عن الدين فلعنة الله


علي الظالمين الذين بدلوا نعمة الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار.

ثم ان يزيد (لعنه الله) زاد في القصيدة بقوله (لعنه الله):



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



قال مجاهد: و هذا نفاق في الدين.

البهبهاني، الدمعة الساكبة، 97 - 96/5

و فيه أيضا: قال أبوالفرج ابن الجوزي في كتاب الرد علي المتعصب العنيد في تصويب فعل يزيد (لعنه الله): ليس العجب من قتال ابن زياد (لعنه الله) الحسين عليه السلام و تسليطه عمر ابن سعد (لعنه الله) علي قتله والشمر (لعنه الله) و حمل الرؤوس اليه، و انما العجب صب الخمر علي رأس الحسين عليه السلام و ضربه بالقضيب ثناياه، و أمر ابن زياد (لعنه الله) بحمل آل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سبايا علي أقتاب الجمال و عزمه علي دفع فاطمة بنت الحسين عليه السلام للرجل الذي طلبها منه، و انشاده (لعنه الله): (وليت أشياخي ببدر شهدوا) أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج أليس باجماع المسلمين أن قتلي المسلمين يكفنون و يصلي عليهم و يدفنون.

و قول يزيد (لعنه الله) لفاطمة بنت الحسين عليهماالسلام: لي أن أسبيكم، لما طلبها الرجل، و هذا قول لا يقنع لقائله و فاعله باللعنة، و لو لم يكن في قلبه (لعنه الله) أحقاد جاهلية، و أضغان بدرية لاحترام الرأس لما وصل اليه و لم يضربه بالقضيب، و لا صب عليه جرعة الخمر، و لكفنه و دفنه و أحسن الي آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

والدليل علي صحة ذلك: أنه استدعي ابن زياد و شكره علي فعله و أعطاه أموالا جزيلة وتحفا كثيرة من بيت مال المسلمين، و قرب مجلسه و رفع منزلته و أدخله علي نسائه، و جعله نديمه، وسكر ليلة. فقال للمغني غن، ثم أنشد بديها:



اسقني شربة تروي فؤادي

ثم أملي فاسق ابن زياد



صاحب السر والأمانة عندي

و لتسديد مغنمي و جهادي






قاتل الخارجي أعني حسينا

و مبيد الأعداء والأضداد



قال ابن عقيدة: مما يدل علي كفره و زندقته فضلا عن سبه و لعنته، أشعاره التي أفصح فيها بالالحاد و أبان عن خبث الضمير والاعتقاد.

فمنها قوله في قصيدته التي أولها:



علنيه هاتي علليني و اعلني

بذلك أني لا أحب التناجيا



حديث أبي سفيان قدما تمامها

الي أحد حتي أقام البواكيا



ألا هات اسقيني علي ذاك قهوة

تخيرها الغنسي كرما شآميا



اذا ما نظرنا في أمور قديمة

وجدنا حلالا شربها متواليا



و ان مت يا أم الأحيمر فانكحي

و لا تأملي بعد الفراق تلاقيا



فان الذي حدثت من يوم بعثنا

أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا



و له أيضا:



معشر الندمان قوموا

و اسمعوا صوت الأغاني



و اشربوا كأس مدام

و اتركوا ذكر المعاني



شغلتني نغمة العيدان

عن صوت الأذان



و تعوضت عن الحور

خمورا في الدنان



البهبهاني، الدمعة الساكبة، 101 - 100/5

و في بعض نسخ كتاب أبي مخنف ذكر هذه الأبيات، و هي:



كيف رأيت الضرب يا حسين

شفيت قلبي من دم الحسين



أخذت ثاري و قضيت ديني

يا ليت من شاهد في الحنين



يرون فعلي اليوم بالحسين

قال: ولم يزل يفتخر في فرح و سرور و شرب خمر هذا.



الدربندي، أسرار الشهادة، / 499


و لنورد ما في جمع الفوائد: [...]

حتي جاءوا عند يزيد، فقال يزيد:



نفلق هاما من رجال أعزة علينا

و هم كانوا أعق و أظلما



القندوزي، ينابيع المودة، 16/3

ثم نذكر ما في الصواعق: [...]

و اعلم: أن أهل السنة اختلفوا في كفر يزيد بن معاوية و ولي عهده من بعده.

فقالت طائفة: انه كافر لقول سبط ابن الجوزي و غيره، المشهور: أنه لما جي ء [195] رأس الحسين رضي الله عنه جمع أهل الشام و جعل ينكث الرأس الشريف بالخيزران و ينشد أبياتا (ليت أشياخي ببدر شهدوا) الأبيات المعروفة، وزاد فيها بيتين مشتملتين علي صريح الكفر.

يقول مؤلف هذا الكتاب: ان صاحب الصواعق ذكر أول الأبيات و لم يذكر بواقيها، فاني قد وجدت تمامها، و بيتين مشتملتين علي صريح كفره، والأبيات هذه:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

وقعة الخزرج من وقع الأسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل [196] .


القندوزي، ينابيع المودة، 32 - 31/3

و في رواية: أمر بضرب عنقه. أقول: كذب ابن الفاعلة، لو كان صادقا في مقاله لم يكن يفعل بالرأس الشريف ما فعل، و ينبغي أن أذكر في هذا المقام كلاما لسبط ابن الجوزي في كتاب الرد علي المتعصب العنيد في تصويب فعل يزيد: ليس العجب من قتال ابن زياد اللعين الحسين و تسليطه عمر بن سعد والشمر علي قتله و حمل الرؤوس اليه، انما


العجب من خذلان يزيد و مما فعل هو بنفسه، و هو صب الخمر علي رأس الحسين عليه السلام و ضربه بالقضيب ثناياه، و حمل آل الرسول سبايا علي أقتاب المطايا، و عزمه علي أن يدفع فاطمة بنت الحسين الي الشامي، و انشاده بأبيات ابن الزبعري:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل (الخ)



أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج ولو أنه احترام الرأس حين وصوله اليه لصلي عليه و دفنه و أحسن الي آل الرسول، و لم يترك الرأس في الطشت، و لم يضربه بالقضيب ولا صب عليه الخمر، ما الذي كان يضره و قد حصل مقصوده من القتل، و لكن أحقاد جاهلية و أضغان بدرية و دليلها ما تقدم من انشاده.

ليت أشياخي ببدر شهدوا الخ.

أقول: ثم لا بأس أن نشير الي كلمات بعض علماء العامة في كفر يزيد و وجوب اللعن عليه. قال ابن عقدة: و مما يدل علي كفره و زندقته، فضلا عن سبه و لعنه أشعاره التي أفصح فيها بالالحاد، و أبان عن خبث الضمير و الاعتقاد، منها قوله عليه اللعنة:



اذا ما نظرنا في أمور قديمة

وجدنا حلالا شربها متواليا



و ان مت يا أم الأحمير فانكحي

و لا تأملي بعد الفراق تلاقيا



فان الذي حدثت من يوم بعثنا

أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا



و له أيضا:



معشر الندمان قوموا

و اسمعوا صوت الأغاني



و اشربوا كأس مدام

و اتركوا ذكر المعاني



شغلتني نغمة العيدان

عن صوت الأذان



و تعوضت عن الحور

خمورا في الدنان



وحكي القاضي أبويعلي، عن الامام أحمد في كتاب الوجهين والروايتين، أنه قال: ان صح عن يزيد ذلك فقد كفر بالله و برسوله، لأنه أسف علي كفار بدر و لم يرض بقتلهم


و أنكر أمر الله فيهم و فعل الرسول في جهادهم، و أن قتل الحسين عليه السلام صواب و عادله بالكفار، و سوي بينهم، والله سبحانه و تعالي يقول (لا يستوي أصحاب النار و أصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) و هل هذا الا ارتداد عن الدين، فلعنة الله علي الظالمين، الذين بدلوا نعمة الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار. جهنم يصلونها و بئس القرار. ثم ان يزيد (لعنه الله) زاد في القصيدة (لعنه الله):



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



قال مجاهد: و هذا نافق في الدين.

و قال الزهري: لما جائت الرؤوس كان يزيد (لعنه الله) علي منظرة جيرون، فأنشد يقول:



لما بدت تلك الرؤوس و أشرقت

تلك الشموس علي ربي جيرون



نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح

فلقد قضيت من النبي ديوني



و هل أحد يشك في كفره بعد انشاده هذه الأبيات. و قال بعض آخر: صب الجرعة من الخمر علي رأس الحسين عليه السلام و استهزاؤه بأن عليا ساق علي الحوض و أن محمدا حرم الذهب والفضة، و شعره في الانتقام من بني أحمد، واترا عن شيوخه الكفرة المقتولين يوم بدر ان صح عنه ذلك، فهو كافر، لأنه ما فعل ذلك الا و هو منكر لما جاء به النبي، وصح عنه من قوله في علي و أهل بيته عليهم السلام و بغضا لهم، والمنكر لما جاء به النبي صلي الله عليه و آله و سلم و عدم التصديق به كافر. و في التبر المذاب: كان العين بيده قضيب خيزران، فكشف عن شفتي أبي عبدالله و ثناياه و نكتها بالقضيب.

قال مجاهد: فوالله لم يبق أحد في الناس الا من عابه و سبه و تركه.

المازندراني، معالي السبطين، 153 - 151/2

و قال جلال الدين السيوطي: فلما حضر الرأس بين يدي يزيد جعل ينكث ثناياه بقضيب و هو يقول: نفلق هاما. الي آخره.

القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 414/1


قال ابن الجوزي في كتاب الرد علي المعتصب العنيد: ليس العجب من فعل عمر بن سعد و عبيدالله بن زياد و تسليط ابن سعد علي قتله و شمر و حمل الرؤوس اليه، و انما العجب من خذلان يزيد و ضربه بالقضيب علي ثنايا الحسين عليه السلام و حمل آل الرسول سبايا علي أقتاب الجمال، و عزمه علي أن يدفع فاطمة الي الرجل الذي طلبها، و لو أنه احترم الرأس حين وصوله و صلي عليه و لم يتركه في الطست و لم يضربه بالقضيب، ما الذي كان يضره، و قد حصل مقصوده من القتل و تحقق أحقاد جاهليته، و دليلها ما تقدم من انشاده: ليت أشياخي ببدر شهدوا. انتهي.

و ليس هذا من يزيد بعجيب، بل صدر مثله من ابن زياد، حيث رأي أن الناس يلومونه و يذمونه و ينغصونه بما فعل بالحسين عليه السلام، أراد الباس الأمر و قال: اني لم آمر بقتل الحسين، و انما قتله ابن سعد، و قد دفع الملعون عن نفسه، مع وضوح الأمر كالشمس.

القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 419 - 418/1

هذا ما وصلنا في أمر الرأس و اتفقت كتبهم نقلا عن أعاظم، و وجوه مذهبهم، و لعل المتتبع يطلع علي أزيد من ذلك. و مع هذا كله، قال علي جلال الحسيني في كتاب الحسين تبعا لابن تيمية: و رأيي أن يزيد لم ينكت ثغر الحسين و لا أنشد «يا غراب البين»، و استدل علي قوله بوجوه خمسة:

(الأول) ما رواه الامام البخاري في صحيحه: أن الذي نكت ثغره ابن زياد:

و فيه: ان البخاري انما أورد في صحيحه فعل ابن زياد، و لم يصرح بعدم فعل يزيد، و لم ينحصر ذلك بفعل ابن زياد كما نقل علي جلال ذلك قبل أسطر من كتابه، قال: روي البخاري في صحيحه في مناقب الحسن والحسين بسنده عن محمد، عن أنس بن مالك: ان عبيدالله بن زياد أتي برأس الحسين بن علي، فجعل في طست، فجعل ينكت و قال في حسنه شيئا [197] و هذا كما تري لا يدل علي انحصار الفعل بابن زياد، و عدم صدوره عن


يزيد، و لو سلم ذلك لعورض بنقل هؤلاء الأجلة.

(الثاني) قال: الذين رووا عنهم مقتل الحسين لم يذكر أحد منهم أن يزيد تمثل بأبيات ابن الزبعري غير ابن كثير.

وفيه: ما مر من ذكرجماعة أنه تمثل بأبيات ابن الزبعري، مع أنه لاربط للتمثل وعدم التمثل بقصة النكت، مع أن في نقل ابن كثير كفاية لأنه من الأعاظم.

و قال: ان المفيد و أبا حنيفة الدينوري و ابن قتيبة والعباسي لم يذكروا أن يزيد نكت ثغر الحسين.

و فيه: ان عدم ذكر هؤلاء لا يدل علي عدم الوقوع مع ذكر جملة من الأكابر، مضافا الي أن المفيد قد صرح بذلك في غير الارشاد علي ما صرح به المحدث المعاصر في نفس المهموم، و قد مر عن الدينوري أنه قال: فغضب يزيد، فعبث بلحيته و تمثل - الي آخر ما مر.

و قال: و ابن جرير الطبري و ابن الأثير أوردوا رواية أبي مخنف، عن القاسم بن نجيب - و سماه ابن جرير القاسم بن بخيث - أن يزيد نكث ثغر الحسين، و عنده أبوبرزة. الي أن قال: و ابن الأثير في أسد الغابة أورد في وفاة أبي برزة روايتين، احداهما أنه توفي في أيام يزيد، والثانية أنه مات قبل موت معاوية، فالاختلاف لا يفيد ثبوت الخبر المذكور.

و فيه:ان المشهور والمعروف عندهم موت أبي برزة في زمن يزيد، و لو سلم موته في زمن معاوية يكذب كل ما نسب اليه بعد موته، و ليكن هذا منه. و هذا انما يثبت عدم حضوره في مجلس يزيد لا عدم نكت يزيد ثنايا الحسين. و هذا واضح، غاية الأمر التوقف في الخبر الذي رووه عن أبي برزة، و قد مر استفاضة الأخبار في ذلك من رواتهم و محدثيهم.

(الثالث) قال: لم يصح عندنا تعصب يزيد لأهل الجاهلية.

ليت شعري ما أراد بذلك بحيث ينفي منه نكت يزيد ثغر الحسين و لم يكن لذلك


سابقة في الجاهلية أيضا، و قد ورود في الروايات أن أباسفيان في يوم أحد أشار برمحه الي ثنايا حمزة سيدالشهداء، و كان عنده رجل وعابه، و استحيي فأحلفه باللات والعزي أن لا يكشفه و أتاه من النوق.

نعم، فسر تحت عنوان العصبية الجاهلية و أن أمر الحسين عليه السلام لا مدخلية له بأمر الجاهلية، قال: فان كان في مقتل الحسين عصبية فهي عصبية الملك والجاه، لا جاهلية بمعني مخالفته لما يقتضيه الدين.

و كيف كان نحن لا نقول ان نكته كان للعصبية الجاهلية، حتي يقال: ان يزيد ليس له العصبية الجاهلية، بل نكته كان للأغراض السخيفة الدنيوية، كما ذكر هو في صفحة 71 من كتابه و رواه الطبري والجزري و غيرهما من الفريقين، قالوا [198] بعد حضور الرأس الشريف عند يزيد، و ضرب يزيد بيده علي صدر يحيي أخي مروان بن الحكم و كان جالسا مع يزيد و أنشد:



لهام بجنب الطف أدني قرابة

من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل



سمية أمسي نسلها عدد الحصي

و ليس لآل المصطفي اليوم من نسل [199] .



قال له يزيد: اسكت. ثم قال: أتدرون من أين أتي هذا، قال: أبي خير من أبيه و فاطمة خير من أمه و جدي رسول الله خير من جده و أنا خير منه و أحق بهذا الأمر، فأما قوله «أبوه خير من أبي» فقد حاج أبي و أبوه الي الله و علم الناس أيهما حكم له، و أما قوله أمي خير من أمه فلعمري فاطمة بنت رسول الله خير من أمي، و أما قوله جدي خير من جده فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يري لرسول الله فينا عدلا و لا ندا، لكنه انما أتي من قبل فقهه، و لم يقرأ (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء) [200] .


(الرابع) قال: و يستبعد العقل أن يوضع الرأس الشريف في طست بين يدي ابن زياد، و يوضع أيضا في طست بين يدي يزيد، و ينكت ابن زياد ثناياه بقضيب و ينكت يزيد ثناياه بقضيب، و يقول زيد بن أرقم: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين، لقد رأيت رسول الله يقبلهما، و يقول مثل ذلك أبوبرزة.

وفيه: ان من المسلم عنده و عند غيره وضع الرأس في الطست في المجلسين، انما الكلام في النكت، و أي عقل يستبعد نكتهما بالقضيب مع نقل جمهور العقلاء علي فعلهما و نكتهما، و أي عقل يستبعد قول زيد بن أرقم مع قول أبي برزة و أنهما من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و قالا ما شهدوا، و قد مر ذلك عن غير أبي برزة أيضا. فراجع.

(الخامس) قال: رأينا موافق لرأي ابن تيمية و ابن حجر، روي الشبراوي، عن ابن تيمية: أن الذي ضرب بالقضيب ثنايا الحسين أنما هو ابن زياد. و قال: والذي يشير اليه العلامة ابن حجر في شرح الهمزية أن الذي ضرب بالقضيب هو ابن زياد. انتهي.

و فيه: أما ما عن ابن حجر فقد مر عن صواعقه أن يزيد نكت ثايا الحسين عليه السلام، و أما ابن تيمية فليس منه ببعيد انكار ما كان بديهيا عند الشيعة، فقد أنكر في منهاج السنة النبوية ما هو المسلم والمتواتر عند الشيعي بل غير الشيعي أيضا من سائر فرق المسلمين الا الحنبلي، و هو المؤسس للمذهب الوهابي.

و يظهر عن كتاب الحسين أن علي جلال الحسيني قد سلك مسلكه و أنكر ما أنكر. فلهذا اعتمد في عدم النكت علي انكاره، فكم له نظير في كتابه. و سيأتي أن علي جلال تبعا لابن تيمية قد أنكر أن قتل الحسين كان بأمر يزيد، بل يطهر يزيد و يصلح أعماله. و ليس ذلك منه أيضا بغريب، لأن ابن تيمية قد سلك في ذلك مسلك امامه أحمد بن حنبل.

قال السبط في التذكرة: حكي القاضي أبويعلي، عن أحمد بن حنبل في كتاب الوجهين والروايتين أنه قال: ان صح ذلك عن يزيد فقد فسق. انتهي.

أنظر الي الرجل كيف أناط فسق يزيد علي النكت، فليس لنا مع من أنكر ما هو


الأظهر من الشمس بحث الا في أصل أصل المذهب، و ليس هنا محله. و لا نقول في حقه و حق من تبعه الا أن: حشرهم الله مع يزيد، ومن يضله الله فلا هادي له.

القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 424 - 420/1

(عود علي بدء): و أما ما في روايات أصحابنا من أمر القضيب، ففي الكامل البهائي واللهوف والبحار، قال الشيخ ابن نما: ثم دعا بقضيب، فجعل ينكت ثنايا الحسين عليه السلام، و في اللهوف مثله. و في أمالي الصدوق والخرائج مثله باختلاف يسير.

و في تاريخ اليعقوبي: و وضع الرأس بين يدي يزيد، فجعل يزيد يقرع ثناياه بالقضيب. و يكفينا من ذلك ما في خطبة العقيلة (سلام الله عليها) حيث قالت ضمن كلامها: منحنيا علي ثنايا أبي عبدالله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك - الي آخره.

(تنبيه): قد مر اختلاف التعبير في كلماتهم و رواياتهم، فمنهم من عبر بضرب،وقال بعضهم قرع، و في رواية نقر، والأكثر كما في الخطبة نكت، وفي رواية المسعودي وجماعة علي مافي النسخ المصححة الموجودة عندنا نكث بالثاء المثلثة.

قال في المجمع: يقال نكث في الأرض بالقضيب هو أن يخطها خطا. و في القاموس: نكث العهد والحبل من باب نصر و ضرب أي كسر و انقطع و نقض، و نكث السواك أي تفرق. و مثله في المجمع. و لعل من هذا أخذ من قال بكسر ثناياه عليه السلام من نكث القضيب، و هو انتقال واحد جيد.

القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 425 - 424/1

«و لما» وضعت الرؤوس بين يدي يزيد و فيها رأس الحسين عليه السلام جعل يتمثل بقول الحصين بن الحمام المري:



صبرنا و كان الصبر منا سجية

بأسيافنا تفرين هاما و معصما



أبي قومنا أن ينصفونا فانصفت

قواضب في ايماننا تقطر الدما



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



الأمين، لواعج الأشجان، / 223، أعيان الشيعة، 616/1


قال الباغندي: و ذكر الحافظ ابن عساكر: لما وضع الرأس بين يديه جعل يتمثل بأبيات ابن الزبعري. و زاد يزيد فيها البيتين الأخيرين كما رواه سبط ابن الجوزي، عن الشعبي و ينبغي أن يكون زاد فيها البيت الثاني أيضا، و لكنه غير مذكور في رواية ابن الجوزي:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



فأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل [201] .

الأمين، أعيان الشيعة، 616/1

ثم أذن للناس أن يدخلوا و أخذ يزيد القضيب و جعل ينكت ثغر الحسين.

و يقول: يوم بيوم بدر، و أنشد قول الحصين بن الحمام:



أبي قومنا أن ينصفونا فأنصفت

قواضب في ايماننا تقطر الدما



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما



المقرم، مقتل الحسين، / 455


و من جهل يزيد وغيه و ضلاله قوله بمل ء فمه غير متأثم و لا مستعظم، يخاطب من حضر عنده من ذؤبان أهل الشام: أتدرون من أين أتي ابن فاطمة، و ما الحامل له علي ما فعل، والذي أوقعه فيما وقع؟ قالوا: لا. قال: يزعم ان أباه خير من أبي، و أمه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من أمي، وجده خير من جدي، و أنه خير مني و أحق بهذا الأمر مني، فأما قوله أبوه خير من أبي، فقد حاج أبي أياه الي الله عزوجل، و علم الناس أيهما حكم له، و أما قوله أمه خير من أمي، فلعمري ان فاطمة بنت رسول الله خير من أمي، و أما قوله جده خير من جدي فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر و هو يري ان لرسول الله فينا عدلا و لا ندا، و لكنه انما أتي من قلة فقهه و لم يقرأ: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء)، و قوله تعالي: (والله يؤتي ملكه من يشاء). المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 465

و أورد سبط ابن الجوزي في هذا المقام من مخطوطة كتابه مرآة الزمان؛ ص 101؛ من هذا لفظه:

و لما فعل يزيد برأس الحسين ما فعل؛ تغيرت وجوه أهل الشام؛ و أنكروا عليه ما فعل؛ أتدرون من أين دهي أبوعبدالله؟ قالوا: لا. قال: من الفقه و التأويل؟ كأني به قد قال: أبي خير من أبيه؛ و أمي خير من أمه؛ و جدي خير من جده؛ فأنا أحق بهذا الأمر منه. و لم يلحظ قوله تعالي: (قل اللهم مالك الملك) الآية؛ فسري عن وجوه أهل الشام!

و كانت سكينة بنت الحسين [عليهماالسلام] تقول: ما رأيت رجلا كافرا بالله خيرا من يزيد بن معاوية؟

و لما وضع الرأس بين يدي يزيد كان بالخضراء فتهته [فقههقه «خ ل»] حتي سمعه من كان بالمسجد؛ و لما سمع صوت النوائح عليه؛ أنشد:



يا صيحة تحمد من صوائح

ما أهون الموت علي النوائح




و يقال: انه كبر تكبيرة عظيمة.

المحمودي، العبرات، 284/2

و روي سبط ابن الجوزي في عنوان: «قدوم السبايا و الرأس [الشريف] الي دمشق» من مخطوطة كتاب مرآة الزمان؛ ص 99؛ ما لفظه:

قال العامري بن ربيعة: جمع يزيد أهل الشام؛ و وضع الرأس في طشت؟ و جعل ينكت عليه بالخيزرانة و ينشد لابن الزبعري من أبيات:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلنا ميل بدر فاعتدل



و منها - و قيل: ان يزيد زاد فيها هذه الأبيات -:



لا ستهلوا ثم طاروا فرحا

ثم قالوا: يا يزدي لا تشل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني هاشم ما كان فعل



المحمودي، العبرات، 315/2



پاورقي

[1] قاسم به عبدالرحمان، غلام يزيد بن معاويه گويد: وقتي سرها را - سر حسين و سر خاندان و ياران وي را - پيش يزيد نهادند، شعري به اين مضمون خواند:



«سرهايي رابشکافتند که براي ما عزيز بود.

و خودشان ناسپاس‏تر بودند و ستمکارتر».



و گفت: «به خدا اي حسين! اگر کار تو به دست من بود، نمي‏کشتمت.»

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 3071/7.

[2] [العبرات: «بنت»].

[3] گويد: و چون يزيد سر حسين را بديد، شعر «سرهايي را شکافتند» را بخواند.

آن‏گاه گفت: «مي‏دانيد اين حادثه به چه سبب بر او رفت؟»

گفت: «پدرم علي بهتر از پدر اوست و مادرم فاطمه بهتر از مادر اوست و جدم پيمبر خدا بهتر از جد اوست و من بهتر از اويم و براي اين کار از او شايسته‏تر.» اما اين که گفت: «پدرش از پدر من بهتر است»، پدرم با پدرش حجت‏گويي کرد و مردم دانند که حکم به سود کدامشان داده شد. اما اين که گفت: «مادرم بهتر از مادر اوست»، به دينم قسم که فاطمه دختر پيمبر از مادر من بهتر است. اما اين که گفت: «جدش بهتر از جد من است»، به خدا قسم کسي نيست که به خدا و روز جزاايمان داشته باشد و کسي از ما را برابر و همانند پيمبر خدا گيرد؛ ولي آنچه ديد به سبب دانش وي بود که اين آيه را نخوانده بود: (قل اللهم مالک الملک تؤتي الملک من تشاء و تنزع الملک ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدک الخير انک علي کل شي‏ء قدير).

يعني: «بگو اي خداي صاحب ملک! ملک به هر که خواهي مي‏دهي، و ملک را از هر که خواهي مي‏ستاني، هر که را خواهي عزيز مي‏کني و هر که را خواهي ذليل مي‏کني. همه ي خوبي‏ها به دست تو است که تو بر همه چيز توانايي.»

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري،3077 - 3076/7.

[4] [من هنا حکاه عنه بهج الصباغة].

[5] السکران: السکر.

[6] [بهج الصباغة: «غليله عند نفسه»].

[7] العبد، بالفتح: الغضب.

[8] [بهج الصباغة: «غليله عند نفسه»].

[9] [النوي هنا: الحاجة والوجه الذي تنويه.]

[10] [لم يرد في بهج الصباغة].

[11] مردم گفتند: مکتوبي که معتضد دستور داده است که درباره‏ي لعن معاويه بنويسند، پس از نماز جمعه بر منبر خوانده مي‏شود. وقتي مردم نماز جمعه را بکردند، به طرف اتاقک رفتند که خواندن مکتوب را بشنوند؛ اما خوانده نشد.

گويند: معتضد دستور داد مکتوبي را که مأمون دستور داده بود درباره‏ي لعن معاويه بنويسند، درآرند که از ديوان درآوردند و نسخه‏ي اين مکتوب را از روي آن گرفتند؛ به قولي اين مکتوب را براي معتضد انشا کردند:

«به نام خداي رحمان رحيم،

ستايش خداي والاي بزرگ حليم حکيم [...]

از جمله آن بود که دين خدا را بازيچه کرد و بندگان خدا را سوي پسر خويش، يزيد متکبر شرابخواره‏ي خروس باز يوزبارز ميمون باز خواند و براي وي از اخيار مسلمانان با قهر و سطوت و تهديد و بيم دادن و هراس افکندن بيعت گرفت؛ در صورتي که سفاهت وي را مي‏دانست و از خبث وي خبر داشت و مستي و بدکاري و کفر وي را معاينه مي‏ديد. چون قدرتي که براي يزيد فراهم آورده بود و به سبب آن عصيان خدا و پيمبر کرده بود، بر او راست شد، به انتقامجويي مشرکان از مسلمانان پرداخت و با اهل حره نبردي کرد که در اسلام شنيع‏تر و زشت‏تر از آن نبود که در اثناي آن پارسايان را از پاي درآورد و خشم خويش را فرونشاند و پنداشت که از دوستان خداي انتقام گرفته و مقصود خويش را به سبب دشمنان خداي انجام داه است و به ابراز کفر و اظهار شرک گفت:

«اي کاش پيران من که به بدر بوده بودند

ديده بودند که خزرجيان

از ضربت شمشير مي‏نالند.

گروه سروران شما را کشتيم

و انحراف بدر را به اصلاح آورديم

که به اعتدال بازگشت

که از خرسندي غريو کردند

و گفتند: اي يزيد آفرين.

از خندف نباشم اگر از فرزندان احمد

از کرده‏هاي وي انتقام نگيرم

که نه خبري آمد و نه وحيي نزول يافت

بلکه هاشميان به ملک دلبسته بودند.»

اين برون شدن از دين است و گفتار کسي که به خداي و دين وي و کتاب وي و پيمبر وي بازنمي‏گردد و به خدا و آنچه از نزد خدا آمده است، ايمان ندارد.

بدترين حرمتي که شکست و بزرگ‏ترين خطايي که کرد، آن بود که خون حسين بن علي و پسر فاطمه دختر پيمبر خداي صلي الله عليه و آله و سلم را ريخت. با وجود مقام و منزلتي که به نزد پيمبر خداي و در دين و فضيبلت داشته بود و پيمبر خدا صلي الله عليه و آله و سلم درباره‏ي وي و برادرش شهادت داده بود که سرور جوانان اهل بهشتند و اين را از روي جسارت با خداي و انکار دين و دشمني پيمبر خداي و مخالفت با خاندان وي و سبک گرفتن حرمت وي کرد که گويي با کشتن حسين و خاندان وي جمعي از کافران ترک و ديلم را مي‏کشت و از عذاب و سطوت خداي باک نداشت که خداي عمر وي را ببريد و اصل و فرعش را از ريشه درآورد و آنچه را به دست داشت، از وي گرفت و عذاب و عقوبتي را که به سبب نافرماني خداي در خور آن بود، برايش مهيا کرد.»

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 6685 - 6683، 6675/15.

[12] زيد في د: انه.

[13] من بر و مروج الذهب و أخبار لاطوال و في الأصل و بر: تعلق.

[14] من د.

[15] في النسخ: أبي‏يزيد.

[16] في النسخ: أبي‏يزيد.

[17] في النسخ: أمه.

[18] في النسخه: أمي.

[19] من د و بر والمراجع، و في الأصل: اياه.

[20] سورة 3 آية 26.

[21] في النسخ: عبيدالله، والتصحيح من سمط النجوم العوالي 73/3 و طبقات فحول الشعراء ص 185.

[22] في د: الزهدي.

[23] في د: فلا فشل.

[24] في د: فلا فشل.

[25] في النسخ: يقينا، والتصحيح من فحول الشعراء؛ و في نور العين: حين حکت بقباء برکها.

[26] في النسخ: أستخير. والتصحيح من المراجع.

[27] [في المطبوع: «مثل»].

[28] [في الصافي: «هو» و في ينابيع المودة 41/3: «يعني»، و في ينابيع المودة / 244: «عن جعفر الصادق قال في تفسير هذه الآية: «ان»].

[29] [في ينابيع المودة / 42 - 41: «عاقب به الله الکفار من قريش يوم بدر، فقتل عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، و حنظلة بن أبي‏سفيان، و کان عتبة بن ربيعة والد هند التي کانت جدة يزيد، فطلب يزيد دماءهم، فقتل الحسين عليه‏السلام لضغنه و حقده، و أنشد شعرا»].

[30] [ينابيع المودة / 244: «فعوقب، ثم في بدر عاقب لأنه قتل عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، و حنظلة بن أبي‏سفيان، و أبوجهل»].

[31] [البرهان: «أباجهل»].

[32] [ينابيع المودة / 244: «فعوقب، ثم في بدر عاقب لأنه قتل عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، و حنظلة بن أبي‏سفيان، و أبوجهل»].

[33] [ينابيع المودة / 244: «بغي عليه ابن‏هند بنت عتبة بن ربيعة بخروجه عن طاعة أميرالمؤمنين و بقتل ابنه يزيد الامام الحسين بغيا و عدوانا و قائلا شعرا»].

[34] [زاد في نور الثقلين و کنز الدقائق: «يزيد»].

[35] [زاد في نور الثقلين و کنز الدقائق: «ظلما».

[36] [في ينابيع المودة / 42 - 41: «عاقب به الله الکفار من قريش يوم بدر، فقتل عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، و حنظلة بن أبي‏سفيان، و کان عتبة بن ربيعة والد هند التي کانت جدة يزيد، فطلب يزيد دماءهم، فقتل الحسين عليه‏السلام لضغنه و حقده، و أنشد شعرا»].

[37] [ينابيع المودة / 244: «بغي عليه ابن‏هند بنت عتبة بن ربيعة بخروجه عن طاعة أميرالمؤمنين و بقتل ابنه يزيد الامام الحسين بغيا و عدوانا و قائلا شعرا»].

[38] [في البحار و ينابيع المودة: «وقعة»].

[39] [لم يرد في البحار].

[40] [لم يرد في البحار].

[41] [الصافي: «عدلناهم»].

[42] [الي هنا حکاه عنه في ينابيع المودة].

[43] [لم يرد في الصافي و نور الثقلين و کنز الدقائق].

[44] [لم يرد في الصافي و نور الثقلين و کنز الدقائق].

[45] [زاد في البحار والعوالم: «شعر»].

[46] [لم يرد في البحار و العوالم].

[47] [لم يرد في البحار والعوالم].

[48] [الصافي: «حين أيضا يقلب الرأس»].

[49] [الصافي: «نقول»].

[50] [الصافي: «نقلبه»].

[51] [الصافي: «الماضون»].

[52] [في الصافي و نور الثقلين و کنز الدقائق: «لو يقاس»].

[53] [في البحار والعوالم: «و کان»].

[54] [حکاه في ينابيع المودة، / 244 عن غاية المرام].

[55] [لم يرد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[56] [لم يرد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[57] آن‏گاه سر آن بزرگوار را در تشتي پيش روي يزيد گذاردند و آن خبيث با چوپ بر دندان‏هاي پيشين او مي‏زد و مي‏گفت:



يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا و هم کانوا أعق و أظلما



«سرهاي مرداني را که نزد ما عزيز بودند، به جهت مخالفتي که با ما داشتند، شکافتند. چون ستم پيشه و نافرمان بودند.»

پاره‏اي گفته‏اند: اين کار را عبيدالله بن زياد با سر آن حضرت انجام داد.

و نيز گويند: يزيد در آن هنگام که سر مقدس پيش رويش بود، به اشعار عبدالله بن زبعري (يکي از مشرکين مکه) تمثل جست که (پس از جنگ احد) گفت:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج م نوقع الأسل



قد قتلنا القرم من أشياخهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



اي کاش بزرگان و مهتران از قبيله‏ي من که در جنگ بدر کشته شدند، امروز بودند و جزع و بي‏تابي خزرج را از ضربت نيزه و شمشير ما مي‏ديدند.

ما بزرگاني از پسران آن‏ها را کشتيم و آن را عوض کشتگان «بدر» قرار داديم و اکنون سر به سر شد.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي مقاتل الطالبيين، / 123 - 122.

[58] [کفاية الطالب: «أخبرنا يوسف الحافظ، أخبرنا ابن‏أبي‏زيد، أخبرنا محمود، أخبرنا ابن‏فاذشاه، أخبرنا الحافظ أبوالقاسم الطبراني، حدثنا»].

[59] [في ابن‏عساکر مکانه: «أخبرنا أبوالحسين بن الفراء، و أبوغالب، و أبوعبدالله ابنا أبي‏علي، قالوا: أنا أبوجعفر بن المسلمة، أنا أبوطاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير...»].

[60] [في مجمع الزاوئد مکانه: «و عن الضحاک بن عثمان قال...»].

[61] [العبرات: «وضع الرأس»].

[62] [في المطبوع: «الحسين»].

[63] [مجمع الزوائد: «حمام المري»].

[64] [ابن‏عساکر: «يفلقن»].

[65] [في کفاية الطالب والعبرات: «علينا»].

[66] [أضاف في مجمع الزوائد: «رواه الطبراني، و رجاله ثقات الا أن الضحاک لم يدرک القصة»].

[67] [من هنا حکاه عنه في الأسرار].

[68] به آن سر نگاه کرد و مي‏گفت:



کاش اشياخ بدر مي‏ديدند

ناله خزرج از دم شمشير



کمره‏اي، ترجمه‏ي امالي، / 167 - 166.

[69] [نفس المهموم: «جعل يضرب بقضيبه علي ثنيته، ثم قال: يوم بيوم بدر، و جعل يقول:»].

[70] [نفس المهموم: «جعل يضرب بقضيبه علي ثنيته، ثم قال: يوم بيوم بدر، و جعل يقول:»].

[71] [في المطبوع: «ففلق»].

[72] [في البحار و العوالم والأسرار: «أناس»].

[73] راوي گويد: هنگامي که سرها را پيش روي يزيد نهادند و در ميان آن‏ها سر حسين عليه‏السلام بود، يزيد گفت:

پس شکافته شد سرها از مرداني گرامي بر ما واينان نافرمانان و ستمکاراني بودند.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 124/2.

[74] کذا في مط: فلق. و في الطبري (376:7): يفلقن.

[75] [الي هنا حکاه عنه في وسيلة الدارين].

[76] [لم يرد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[77] [الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[78] [الي هنا حکاه عنه في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه]

[79] [في المطبوع: «زبا»].

[80] [في المطبوع: «زبا»].

[81] [في المطبوع: «زبا»].

[82] [لم يرد في العبرات].

[83] س: «لأبي» انظر الحاشية التالية.

[84] في د: الدرزبندي، و في س: «بندي»و قبلها فراغ بمقدار القسم الأول من اللفظة له ترجمة في تاريخ دمشق.

[85] في س: «يزيد أخبرني الحضرمي».

[86] [العبرات: «زيد»].

[87] [في المختصر مکانه: «حدث حمزة بن يزيد الحضرمي...»].

[88] [تراجم النساء: «في طست»].

[89] سورة المائدة الآية: 64.

[90] [الي هنا حکاه في العبرات و أضاف: «والحديث ذکره أيضا صاحب کتاف الاتحاف بحب الأشراف؛ في ص 18؛ منه؛ قال:

قالت «ريا» حاضنة يزيد: دنوت من رأس الامام الحسين [عليه‏السلام] حين شم يزيد منه رائحة لم تعجبه؛ فاذا تفوح منه رائحة من ريح الجنة کالمسک والأذفر؛ بل أطيب والذي ذهب بنفسه و هو قادر علي أن يغفر لي؟ لقد رأيت يزيد و هو يقرع ثناياه بقضيب في يده و هو يقول:



يا غراب البين ما شئت فقل

انما تندب أمرا قد حصل؟



و ساق بقية الأبيات؛ باختلاف طفيف عما تقدم الي أن ذکر قوله:



لعبت هاشم بالملک فما

ملک جاء و لا وحي نزل



[ثم قال:] أخزاه الله في [انشائه] هذه الأبيات [ف] ان کانت صحيحة فقد کفر فيها بانکار الرسالة»].

[91] [المختصر: «به»].

[92] [في البحار والعوالم: «بکراد»].

[93] [في البحار والعوالم: «عن سعد، عن الحسن بن عمر»].

[94] [في المطبوع: «أبي»].

[95] [في البحار والعوالم: «عن سعد، عن الحسن بن عمر»].

[96] [في مدينة المعاجز مکانه: «عن سلمان بن...»].

[97] [في البحار والعوالم: «بينما»].

[98] [في مدينة المعاجز: «في الموسم»].

[99] [البحار: «اذا»].

[100] [في البحار والعوالم: «لا تغفر»].

[101] [في مدينة المعاجز والبحار و العوالم: «فارتعدت»]

[102] [في البحار والعوالم: «و دنوت»].

[103] [البحار: «هذا»].

[104] [من هنا حکاه عنه في العبرات].

[105] [في البحار والعوالم والعبرات: «فجعل الرأس في طست»].

[106] [في البحار والعوالم والعبرات: «فجعل الرأس في طست»].

[107] [لم يرد في البحار والعبرات].

[108] [مدينة المعاجز: «لأهلوا].

[109] [مدينة المعاجز: «و لقالوا»].

[110] [مدينة المعاجز: «و لقالوا»].

[111] [في البحار والعوالم والعبرات: «و جزيناهم»].

[112] [أضاف في مدينة المعاجز:



«لعبت هاشم بالملک

فلا خبر جاء و لا وحي نزل»].

[113] [في الدمعة الساکبة مکانه: «قال: و جعل يزيد (لعنه الله) يتمثل بأبيات ابن‏الزبعري: ليت...» و في و وسيلة الدارين: «و أقبل يقول و ينظر الي الرأس الشريف: ليت...»].

[114] [الدمعة الساکبة: «فأهلوا»].

[115] [في الدمعة الساکبة و وسيلة الدارين: «ثم قالوا»].

[116] [في الدمعة الساکبة و وسيلة الدارين: «القوم من ساداتهم»].

[117] [في الدمعة الساکبة و وسيلة الدارين: «القوم من ساداتهم»].

[118] [وسيلة الدارين: «قدما ما فعل» و الي هنا حکاه فيه].

[119] [وسيلة الدارين: «قدما ما فعل» و الي هنا حکاه فيه].

[120] [الدمعة الساکبة: «بالملک»].

[121] [المنتظم: «أبوالحسين»].

[122] [نفس المهموم: «الحسين عليه‏السلام و اغارته علي المدينة»].

[123] [نفس المهموم: «الحسين عليه‏السلام و اغارته علي المدينة»].

[124] [لم يرد في نفس المهموم].

[125] [لم يرد في نفس المهموم].

[126] [نفس المهموم: «أسبيهم، فأمر لا يقنع»].

[127] [نفس المهموم: «أسبيهم، فأمر لا يقنع»].

[128] [نفس المهموم: «باللعنة»].

[129] [نفس المهموم: «باللعنة»].

[130] [نفس المهموم: «الطست»].

[131] [لم يرد في الرد علي المعتصب العنيد والعبرات].

[132] [لم يرد في الرد علي المعتصب العنيد والعبرات].

[133] [لم يرد في العبرات].

[134] [الرد علي المتعصب العنيد: «حميد»].

[135] [لم يرد في العبرات].

[136] [في الرد علي المتعصب العنيد والعبرات: «الليث»].

[137] [لم يرد في الرد المتعصب العنيد والعبرات].

[138] في الاصل: بغيب [و في الرد علي المتعصب العنيد والعبرات: «بغيب»].

[139] [في الرد علي المتعصب العنيد والعبرات: «لاتشل»].

[140] [أضاف في الرد علي المتعصب العنيد والعبرات: «أي عابه وذمه»].

[141] [في نهاية الارب مکانه: «فقال يزيد: يا حسين! والله لو أني صاحبک...»].

[142] [لم يرد في نهاية الارب].

[143] [نهاية الارب: «و أنا»].

[144] [أضاف في نهاية الارب: «تؤتي الملک من تشاء»].

[145] [يزيد گفت: «به خدا قسم اي حسين! اگر من در قبال تو بودم، هرگز تو را نمي‏کشتم. آيا مي‏دانيد که او چگونه به اين کار دچار شده بود؟»

او (حسين) گفت: «پدرم که علي باشد، از پدر او (معاويه) بهتر است. مادرم که فاطمه باشد، از مادر او بهتر است. جدم که رسول الله باشد، از جد او بهتر است و من از او بهتر و به اين کار (خلافت) احق و اولي مي‏باشم. اما اين که پدر او از پدر من بهتر است که پدرم با پدر او به حکم رجوع کردند و معلوم است حکم به سود کدام يک بوده است. اما اين‏که (گفته) مادرم از مادرش بهتر است، به جان خود سوگند، دختر رسول الله بهتر از مادر من است. اما اين که او بهتر از جد من است، به جان خود کسي نيست که به خدا و رستاخيز ايمان داشته باشد و نداند که مانند پيغمبر ميان ما کسي نيست و هرگز کسي با رسول برابري نمي‏کند؛ ولي او (حسين) فقط از روي علم و تشخيص و فهم خود به اين کار اقدام کرده [است]. گويا متوجه اين آيه نشده [است]: (قل اللهم مالک الملک)؛ بگو اي خداوند مالک ملک [است].» (بقيه‏ي آن: ملک به هرکه مي‏خواهي، مي‏دهي و هرکه را مي‏خواهي، گرامي يا خوار مي‏داري که به اشاره اکتفا کرده [است]).

خليلي، ترجمه‏ي کامل، 199/5.

[146] [وسيلة الدارين: «أبي‏عبدالله الحسين»].

[147] [الي هنا حکاه عنه نفس المهموم و وسيلة الدارين].

[148] [لم يرد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[149] [لم يرد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[150] [زاد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «و قال»].

[151] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم والمعالي و وسيلة الدارين].

[152] [وسيلة الدارين: «المنزلة الخبيثة»].

[153] [في نفس المهموم والمعالي: «بديها» و لم يرد وسيلة الدارين].

[154] [في نفس المهموم والمعالي: «مشاشي» و في وسيلة الدارين: «مشامي»].

[155] [المعالي: «البر»].

[156] [الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم والمعالي و وسيلة الدارين].

[157] [في البحار والعوالم مکانه: «قال عبدالحميد بن أبي‏الحديد في شرح نهج‏البلاغه في جملة أبيات ذکرها عن ابن‏الزبعري، انه قالها لوصف يوم أحد:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



حين حطت بقباء برکها

و استحر القتل في عبد الأشل



ثم قال: کثير...»].

[158] [لم يرد في البحار والعوالم].

[159] [لم يرد في البحار والعوالم].

[160] [في البحار والعوالم: «قال»].

[161] تا چون آن لعين امام حسين عليه‏السلام را شهيد کرد، گفت:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



عمادالدين طبري، کامل بهايي، 193/2

تشت‏دار سرپوش بر تشت انداخته بود. يزيد کافر قضيبي در دست داشت. به کنار قضيب سرپوش از تشت دور کرد. به قضيب ثناياي حسين عليه‏السلام مي‏کوفت و ابيات که دلالت به کفر او مي‏کند، مي‏خواند:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



لو رأوه فاستهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



قد قتلنا اليوم من أشياخهم

فعدلناه ببدر فاعتدل



لست من خندق ان لم أنتقم

من بني‏أحمد ما کان فعل



بعد از آن انشا کرد و گفت:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم کانوا أعق و أظلما



حسين أراد الملک والملک دونه

أسنت أقوام تلج له دما



کذلک يصلي بحر غشمشم

يعيش بداء أو يکاد صنيعما



و لا رأيت الود ليس بنافع

و ان کان يوما ذا کواکب مظلما



صبرنا و کان الصبر منا سجية

بأسيافنا تفرين هاما و معصما



عمادالدين طبري، کامل بهايي، 294 - 293/2.

[162] سقط من المصرية.

[163] [العبرات: «لا تشل»].

[164] [العبرات: «يطعنه»].

[165] [العبرات: «و أنبأت»]. أن الحصين **زيرنويس=[العبرات: الحسن»].

[166] [العبرات: «أمية»].

[167] [نور الأبصار: «أتدرون»].

[168] [نورالأبصار: و جدي»].

[169] [نور الأبصار: «قبل فقهه»].

[170] [أضاف في نور الأبصار: «بيدک الخير»].

[171] [الي هنا حکاه عنه في الفضائل الخمسة، 367/3].

[172] سبط ابن‏جوزي و غير او گفته‏اند: مشهور است يزيد اهل شام را جمع کرد و خبر داد و سر حسين عليه‏السلام را در مجلس نهاد و عصا از چوب خيزران که در دست داشت، در آن مي‏کوفت. جمع بين اين دو قول به اين طريق کرده‏اند که احتمال دارد يزيد به حسب ظاهر انکار بر ابن‏زياد و ترحم بر حسين عليه‏السلام کرده و اما در خلوت عمل ثاني از وي صادر شده به قرينه‏ي آن‏که مبالغه تمام در تعظيم و ترفع ابن‏زياد کرد. حتي آن که وي را به اندرون خود که زنان مي‏بودند، طلب مي‏کرد.

ابن‏جوزي گويد: هيچ تعجبي از قتال ابن‏زياد نيست و چوب‏زدن يزيد به ثناياي حسين عليه‏السلام به شاخ درخت و بستن آل نبي صلي الله عليه و آله و سلم مثل سبايا بر شتران و سرها و روهاي ايشان برهنه و ظاهرساختن و غير ذلک از افعال قبيحه او که بود.

جهرمي، ترجمه‏ي صواعق المحرقه، / 345.

[173] لا يصونهم - خ ل -.

[174] واز کشف الغمه چنان مستفاد مي‏شود که در آن وقت که سر مبارک امام حسين عليه‏السلام در پيش آن سرخيل اهل ظلام بود، به اين دو بيت که منظوم اين‏ربوي شاعر است، تمثيل کرد:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

وقعة الخزرج من وقع الأسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

و استحر القتل في عبد الأشل



و به قول احمد بن اعثم کوفي از نتايج طبع شوم خود، اين دو بيت ديگر در آن افزود:



لست من عتبة ان لم أنتقم

من بني‏أحمد ما کان فعل



لعبت هاشم بالملک فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



خواندامير، حبيب السير، 60/2

[175] [وسيلة الدارين: «من»].

[176] [في المعالي: «دول»، و في وسيلة الدارين: «أول» و الي هنا حکاه عنه فيه].

[177] [المعالي: «جزع»].

[178] [المعالي: «الثار من ابن‏علي»].

[179] [المعالي: «الثار من ابن‏علي»].

[180] [زاد في المعالي:



«ان يکن أحمد قدرا مرسلا

فلم القتل عليه قد أحل»].

[181] [في الدمعة الساکبة: «و هو ينشد بهذه الأبيات» و في الأسرار: «بهذه الأبيات، و هو ينشد»].

[182] [في الدمعة الساکبة: «و هو ينشد بهذه الأبيات» و في الأسرار: «بهذه الأبيات، و هو ينشد»].

[183] [الدمعة الساکبة: «أعق و أصبرا»].

[184] [الدمعة الساکبة: «أعق و أصبرا»].

[185] [الدمعة الساکبة: «أفخرا»]

[186] [في الدمعة الساکبة: «يخسرا»].

[187] الدمعة الساکبة: محشرا»].

[188] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «في العقبي نارا تسعرا»].

[189] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «في العقبي نارا تسعرا»].

[190] [أضاف في الأسرار: «و في نقل آخر أنه قال: ما أنا قتلت و انما قتله عبيدالله بن زياد» و أضاف في المعالي: «(تؤتي الملک من تشاء و تنزع الملک ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدک الخير انک علي کل شي‏ء قدير»].

[191] [لم يرد في الأسرار].

[192] [راجع: «يزيد يزيد من ظلمه لعلي بن الحسين عليه‏السلام و ترد عليه عقيلة الهاشمين بخطبتها الشهيرة»].

[193] باب من أبواب دمشق.

[194] چون آن سر منور را به نزديک آن بدگهر گذاشتند، فرح و شادي بسيار کرد و گفت: «صاحب اين سر مي‏گفت: «پدر من بهتر از پدر يزيد، و مادر من بهتر از مادر يزيد، و جد من بهتر از جد او است، و من بهتر از او هستم» همين سخن او را به کشتن داد.»



مجلسي، جلاء العيون، / 732

و چوب خيزراني طلبيد و بر دندان‏هاي سيد شهدا مي‏زد و مي‏گفت: «کاش اشياخ بني‏اميه که در جنگ بدر کشته شدند، حاضر مي‏بودند و مي‏ديدند که من چگونه انتقام ايشان را از فرزندان قاتلان ايشان کشيدم.»

و حاضران مي‏گفتند: «اي يزيد! شل نشوي که نيک انتقام کشيدي».

مجلسي، جلاء العيون، / 734.

[195] في المصدر: «لما جاءه».

[196] آن‏گاه يزيد روي به مجلسيان و گفت: «همواره حسين با من طريق مفاخرت مي‏سپرد و مي‏گفت: پدر من از پدر يزيد افضل و مادر من از مادر يزيد فاضل‏تر است. و جد من از جد يزيد اشرف. و من از يزيد نيکوترم. اما پدر حسين با پدر من از در لجاج و احتجاج بيرون شد و خداوند در ميان ايشان حکومت کرد و پدر مرا برگزيد. اما مادر او فاطمه دختر رسول خدا از مادر من فاضل‏تر است و هم چنان جد او از جد من افضل است. چه آن‏کس که به خداوند و يوم جزا ايمان دارد، نتواند خود را از محمد بهتر شمارد. اما اين‏که خود را از من نيکوتر داند، گويا اين آيه‏ي مبارکه را از قرآن قرائت نفرمود که: (قل اللهم مالک الملک تؤتي الملک من تشاء و تنزع الملک ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدک الخير انک علي کل شي‏ء قدير). ([اين مطلب را سپهر در احوالات امام سجاد عليه‏السلام، 185 - 183/2 نيز ذکر کرده است].)

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 130/3.

حضرت رضا عليه الصلاة والسلام مي‏فرمايد: اين هنگام يزيد به اکل طعام و شرب فقاع (فقاع: مشروب، آبجو.) مشغول بود و اصحاب خود را در اکل و شرب انباز خويش مي‏داشت. چون از اکل فراغت يافت، تشت‏زر را که حامل سر حسين بود، در زير سرير نهاده، رقعه‏ي شطرنج بر فراز آن بگسترد و به مقامرت و مغالبت (مقصود از مغالبت همان مقامرت «قماربازي» است؛ زيرا در قماربازي هر يک از دو حريف در صدد غلبه بر ديگري است). پرداخت. گاهي که بر حريف خويش غلبه ساختي و اسب و فرزين تاختي (اسب و فرزين تاختن: کنايه از غلبه کردن است)، به شاديانه سه جام فقاع درکشيدي و ته جرعه را در کنار تشت بر زمين افشاندي. آن‏گاه حضرت رضا عليه‏السلام مي‏فرمايد:

فمن کان من شيعتنا فليتورع من شرب الفقاع واللعب بالشطرنج، فمن نظر الي الفقاع أو الي الشطرنج، فليذکر الحسين و ليعلن يزيد، يمح الله عزوجل ذنوبه و لو کانت کعدد النجوم.

يعني: «کسي که در شمار شيعيان ما باشد، واجب مي‏کند که از شرب فقاع و لعب شطرنج بپرهيزد و آن کس که نظر کند به فقاع و شطرنج و لعن کند يزيد را، خداوند گناهان او را معفو دارد؛ اگر چند به شمار ستارگان باشد.»

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 132/3

بالجمله، يزيد حکم داد که سر همايون حسين عليه‏السلام را درآوردند. لا جرم شمر بن ذي الجوشن درآمد و آن سر مبارک را بر سنان نيزه مي‏داشت. يزيد گفت تا از فراز نيزه به زير آوردند و در تشتي از زرسره (زرسره: طلاي خالص) جاي‏دادند، به نزد او نهادند. اين وقت يزيد از شرب خمر نيک سکران (سکران: مست) بود. از نظاره‏ي سر دشمن شادخواره و فرحان گشت و اين اشعار را انشا و انشاد کرد:



يا حسنة يلمع باليدين

يلمع في طست من اللجين



کأنما حف بوردتين

کيف رأيت الضرب يا حسين



شفيت غلي من دم الحسين

يا ليت من شاهد في الحنين



يرون فعلي اليوم بالحسين (لجين: نقره، حف بوردتين: به دو گل پوشيده شد. غل: کينه).

و هم چنان به گساريدن جام مدام (مدام: شرب) برافزود تا لختي سکر و سرورش افزوده شد و اين اشعار را تذکره کرد:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم کانوا أعف و أصبر (کلمه أعف و اصبر خبر کانوا است بايد منصوب باشد، ولي در اين‏جا به مراعات حرکت روي مرفوع ضبط شده و ممکن است کانوا را زايده دانست و اين اشعار از حصين مزني است که يزيد به آن‏ها تمثل جسته است.)



و أکرم عند الله منا محلة

و أفضل في کل الامور و افخر



عدونا و ما العدوان الا ضلالة

عليهم و من يعدو علي الحق يخسر



فان تعدلو فالعدل ألفاه نافعا

اذا ضمنا يوم القيامة محشر



و لکننا فزنا بملک معجل

و ان کان في العقباء نارا تسعر (خلاصه‏ي معني: سرهاي مرداني را مي‏شکافيم که در نزد خدا از ما گرامي‏تر و در همه‏ي امور از ما برترند. بر آن‏ها تجاوز کرديم و کسي که بر حق تجاوز کند، زيانکار است؛ ولي ما به سلطنت نقد رسيديم. اگرچه در قيامت بهره‏ي ما آتش فروزان باشد.)

اين وقت فرمان داد تا سرهاي بريده را درآوردند. چون به نظاره‏ي ايشان مشغول شد، بانگ غرابي گوشزد او شد. يک باره دل بر کفر و طغيان نهاد و قانون تمويه و تدبير (تمويه: سخن را به دروغ آراستن. تدبير: سياست). را از دست بداد و اين شعر که بر کفر او سجلي (سجل (به کسر اول و ثاني و تشديد لام): دفتري که قاضي صورت دعوي و حکم خود را در آن مي‏نويسد (در اين‏جا مقصود اين است که يزيد با خواندن اين شعر حکم به کفر خويش داد). بود، انشا کرد:



لما بدت تلک الرؤوس و أشرقت

تلک الشموس علي ربي جيرون



صاح الغراب فقلت صح أو لا تصح

فلقد قضيت من النبي ديوني (چون اين سرهاي مانند خورشيد بر بالاي تپه‏هاي جيرون ظاهر شد و درخشيد، کلاغ فرياد زد. پس گفتم: مي‏خواهي فرياد کن يا ساکت باش که من قروضي که به پيغمبر داشتم، ادا کردم. (يعني: کساني را که از فاميل من کشته بود، امروز تقاص کردم)

و چون بانگ غراب بر وي نابهنگام افتاد و به حکم تطير (تطير: فال بدزدن) دلالت بر زوال ملک مي‏کرد، به اين شعر غراب را مخاطب داشت:



يا غراب البين! ما شئت فقل

انما تندب أمرا قد فعل



کل ملک و نعيم زائل

و بنات الدهر يلعبن بکل (اي کلاغي که فرياد تو نشانه‏ي جدايي است! هر چه مي‏خواهي فرياد کن که براي انجام شده نوحه مي‏کني. هر سلطنت و نعمتي از بين رفتني است و روزگار همه گونه بازي مي‏کند.)



سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 129 - 127/3

بالجلمه، چون سر مبارک حسين عليه‏السلام را حاضر کردند، يزيد چوبي از خيزران به دست کرده و بر دندان‏هاي مبارک آن حضرت مي‏کوفت و اين اشعار را قرائت مي‏کرد:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج مع وقع الأسل



لعبت هاشم بالملک فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني‏أحمد ما کان فعل



قد أخذنا من علي ثارنا

و قتلنا الفارس الليث البطل



و قتلنا القرن من ساداتهم

و عدلناه ببدر فانعدل



فجزيناهم ببدر مثلها

و باحد يوم احد فاعتدل



لو رأوه لأستهلوا فرحا

ثم قالوا: يا يزيد! لا تشل



و کذاک الشيخ أوصاني به

فاتبعت الشيخ فيما قد سأل (خلاصه‏ي اشعار: بني‏هاشم خلافت را بازيچه قرار دادند؛ زيرا نه خبري از جانب خدا آمده و نه وحيي نازل شده بود. از علي خونخواهي کرديم و سوار دلاور چون شير را کشتيم. و جنگ بدر را تلافي کرديم. اي کاش پدرانم که در جنگ بدر بودند، امروز مي‏بودند و شاد مي‏گشتند و مي‏گفتند: «اي يزيد!. دستت درد نکند.» پدرم مرا اين گونه سفارش کرد و من هم امتثال کردم.)



و به اين شعر حصين بن الحمام نيز تمثل جست:



صبرنا و کان الصبر منا سجية

و أسيافنا يفرين هاما و معصما



نفلق هاما من رؤوس أحبة

الينا و هم کانوا أعق و أظلما (صبر کرديم و صبر خوي ماست. شمشيرهاي ما سر و دست مي‏برد.)



فقالت سکينة: والله ما رأيت أقسي قلبا من يزيد و لا رأيت کافرا و لا مشرکا شرا منه ولا أجفا منه.

سکينه فرمود: «سوگند به خداي هرگز نديدم کسي را سخت دل‏تر و کافرتر و مشرک‏تر و شريرتر و جفاکارتر از يزيد. چه گاهي که سر پدرم را در نزد او نهاده بودند و اهل بيت پيغمبر زارزار مي‏ناليدند و به هاي‏هاي مي‏گريستند، او را به هيچ‏گونه مکروهي به خاطر درنمي‏رفت و با چوب خيزران دندان‏هاي مبارک حسين را مي‏زد و اين اشعار را قرائت مي‏کرد.»

مکشوف باد که محدثين اخبار و مورخين آثار، مانند فاضل مجلسي و صاحب عوالم و مؤلف لهوف و ابي‏مخنف و صاحب روضة الاحباب و ابن‏ابي‏الحديد و طريحي و مسعودي و صاحب اعلام الوري و اعثم کوفي و خوارزمي و طبري و واقدي و يافعي و ابن‏شهرآشوب و مؤلف فصول المهمه و جرايح و صواعق و ابن‏جوزي و صاحب جلا، عبدالله بن محمدرضا الحسيني و صاحب کشف الغمه و مغازي و مؤلفان کتب عربيه و فارسيه که نگارش نام ايشان موجب اطناب و تطويل بلا طايل (لا طائل: بي‏فايده) گردد، هيچ‏يک در اين اشعار که يزيد قرائت کرد، به تصريح بازننموده‏اند که کدام يک را از ابن‏زبعري انشا کرد و کدام‏يک را خويشتن انشا کرد. جماعتي همگان را از يزيد دانسته‏اند و بعضي برخي را نسبت به ابن‏زبعري کرده‏اند. چه اشعار ابن‏زبعري را نشينده و ندانسته‏اند.

واجب مي‏کند که من بنده اشعار ابن‏زبعري را که در جنگ احد گفت، به شرحي که در کتاب رسول خدا نگارش کردم، تجديد نگارش کنم تا اختلاف کلمه از ميان مؤلفان برخيزد و همگان بدانند که: شعر يزيد ابن‏معاويه کدام است و شعر ابن‏زبعري کدام. و هي هذه (ضمير هي راجع به اشعار ابن‏زبعري است (يعني: اشعار او اين است)):



يا غراب البين ما شئت فقل

انما تنعق أمرا قد فعل (نعيق: بانگ کلاغ)



ان للخير و للشر مدي

و سواء قبر مثر و مقل (مدي: نهايت. مثري: قروتمند. مقل: فقير)



کل خير و نعيم زايل

و بنات الدهر يلعبن بکل



أبلغا حسان عني آية

فقريض الشعر يشفي ذاالعلل (حسان بن ثابت، از شعراي معروف زمان پيغمبر است و اشعار غديريه‏ي او معروف است.)



کم تري في الحرب من جمجمة

و أکف قد ابينت و رجل (جمجمه: کاسه‏ي سر. اکف جمع کف: سردست. ابينت: جدا شده است. رجل: پا (در اصل به سکون جيم بر وزن حبر است. ولي در اين‏جا براي مراعات قافيه به حرکت جيم آمده است).



و سرابيل حسان سلبت

عن کماة غود روا في المنتزل (کماة، جمع کمي: دلاور)



کم قتلنا من کريم سيد

ماجد الجدين مقدام بطل (مقدام: شجاع)



صادق النجدة قرم بارع

غير رعديد لدي وقع الأسل (قرم: مرد بزرگ. بارع: نابغه. اسل: نيزه‏ها)



فسل المهراس من ساکنه

من کراديس و هام کالحجل (مهراس: نام آبي است در احد. کراديس: استخوان‏هاي مفاصل)



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل (جزع: ناله و فرياد)



حين حطت بفناء برکها

و استحر القتل في عبد الأشل



ثم حفوا عند ذاکم رقصا

رقص الحفان تعدو في الجبل (حط: فرود آمدن. برک: شتران. استحر: شدت کرد)



فقتلنا النصف من ساداتهم

و عدلنا ميل بدر فاعتدل



لا ألوم النفس الا أننا

لو کررنا لفعلنا المفتعل



بسيوف الهند تعلو هامهم

تبرد الغيظ و يشفين الغلل (هام: فرق سر. تبرد الغيظ: خشم را مي‏نشاند و سرد مي‏کند.)



اکنون از اين اشعار توان دانست که کدام‏يک را يزيد به تمثل آورده و کدام‏يک را خود انشا کرده يا به اندک بينونتي قرائت کرده است. هم چنان يزيد بن معاويه، دو شعر از اين قصيده‏ي عبدالله بن زبعري را هنگام ورود سرهاي شهدا به تمثل آورد - چنان که مرقوم شد - و به دو شعر او در اين‏جا تمثل جست و ساير اشعار از يزيد است و ابن‏زبعري در غزوه‏ي احد عبداللات نام داشت. گاهي که مسلماني گرفت چنان که نگاشته آمد، رسول خدا او را عبدالله نام داد.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 140 - 138/3

در اسرار الشهاده مسطور است: [...]که همي به آن سر مبارک نظر مي‏کرد؛ و اين شعر را:



«ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع العسل» (مراد يکي از اشعار ابن‏زبعري است که چند شعر آن سابقا ذکر شد؛ يعني: اي کاش پيروان و رؤساي قبيله‏ء من که در بدر کشته شدند زاري بي‏تابي قبيله‏ء خزرج را از درون نيزه (در واقعه احد) مي‏ديدند.)

قرائت مي‏نمود.

سپهر، ناسخ التواريخ حضرت سجاد عليه‏السلام، 208/2

و مراد آن ملحد اظهار کفر و زندقه و کيفر خواستن از رسول اکرم صلي الله عليه و آله و سلم بود؛ يعني: «رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم پدران و عشيره‏ي مرا در جنگ بدر کشت. من خونخواهي از اولاد او نمودم.»

چنان‏چه صريحا اين مطلب کفرآميز را در اشعاري که بر اشعار ابن‏زبعري افزود، در مجلس ورود اهل بيت عليهم‏السلام خوانده است:



قد قتلنا القوم من ساداتهم

و عدلنا قتل بدر فاعتدل؛ الخ



و بالجمله، چون سرهاي مقدس را وارد آن مجلس شوم کردند، سر مبارک حضرت امام حسين عليه‏السلام را در تشتي از زر به نزد يزيد لعين نهادند و يزيد پليد که مدام عمرش به شرب مدام مي‏پرداخت، اين وقت از شرب خمر نيک سکران بود و از نظاره‏ي سر دشمن خود شاد و فرحان گشت و اين اشعار را گفت:



يا حسنة يلمع باليدين

يلمع في طست من اللجين



کأنما حف بوردتين

کيف رأيت الضرب يا حسين



شفيت غلي من دم الحسين

يا ليت من شاهد في الحنين



يرون فعلي اليوم بالحسين

و شيخ مفيد رحمه الله فرمود: چون سر مطهر حضرت را با ساير سرهاي مقدس در نزد او گذاشتند، يزيد ملعون اين شعر گفت:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم کانوا أعق و أظلما



قمي، منتهي الآمال، / 506.

[197] صحيح البخاري 33/5.

[198] تاريخ الطبري 464 - 460/5.

[199] رواية الطبري «و بنت رسول الله ليس لها نسل».

[200] سورة آل عمران: 26.

[201] باغندي به نقل از حافظ ابن‏عساکر مي‏نويسد: پس از آن که سر مطهر امام را در برابر يزيد نهادند، او اشعاري را از ابن‏زبعري بر زبان آورد و دو بيت به آخر آن افزود. سبط ابن‏جوزي نيز اين داستان را آورده است. البته به نظر مي‏رسد که بيت دوم نيز از افزوده‏هاي يزيد باشد. اگرچه راوي به آن اشاره نکرده است:



«اي کاش پدران من که در جنگ بدر کشته شدند، اينک فغان قبيله‏ي خزرج را در نبرد احد از تيزي نيزه و برش شمشير شاهد بودند.

آن‏گاه به هلهله و شادي مي‏پرداختند و به من مي‏گفتند: دست مريزاد! اي يزيد! ما امروز بزرگان اين قوم را کشتيم و انتقام روز بدر را گرفتيم.

بني‏هاشم به نام دين با سلطنت بازي کردند؛ و الا نه خبري از غيب آمده و نه وحيي نازل شده است. اگر من از فرزندان احمد (رسول خدا) انتقام نگيرم. از نسل خندف نخواهم بود.»

اداره‏ي پژوهش و نگارش، ترجمه‏ي اعيان الشيعه، / 268.