بازگشت

نزلوا بجنب دير و ما صنعه راهبه


فكانوا [1] اذا نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من الصندوق، [2] و جعلوه في [3] رمح و حرسوه [4] الي وقت الرحيل، ثم أعيد [5] الرأس الي الصندوق و رحلوا؛ فبيناهم كذلك اذ نزلوا بعض المنازل و اذا فيه دير راهب.

فأخرجوا الرأس علي عادتهم، و جعلوه في الرمح، و أسندوا الرمح [6] الي الدير، فرأي الديراني بالليل نورا ساطعا من ديره الي السماء، فأشرف علي القوم، و قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن أهل الشام. قال: و هذا رأس من هو؟ قالوا: رأس الحسين بن علي. قال: بئس القوم أنتم! والله لو كان لعيسي ولد [7] لأدخلناه أحداقنا!

ثم قال: يا قوم! عندي عشرة آلاف دينار ورثتها من أبي، و أبي من أبيه، فهل لكم أن تعطوني هذا الرأس ليكون عندي الليلة، وأعطيكم هذه العشرة آلاف دينار؟

قالوا: بلي. فأحدر اليهم الدنانير، فجاؤوا بالنقاد، و وزنت الدنانير [8] و نقدت [9] ، ثم جعلت في جراب و ختم عليه، ثم أدخل الصندوق، و شالوا اليه الرأس.

فغسله الديراني، و وضعه علي فخذه، و جعل يبكي الليل كله عليه، فلما أن أسفر عليه الصبح قال: يا رأس! لا أملك الا نفسي، و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن جدك رسول الله. [10] فأسلم النصراني [11] و صار مولي للحسين، ثم أحدر الرأس اليهم، فأعادوه الي الصندوق، و رحلوا.


فلما قربوا من دمشق، قالوا: نحب أن نقسم تلك الدنانير، لأن يزيد ان رآها أخذها [12] منا. ففتحوا الصندوق، و أخرجوا [13] الجراب بختمه و فتحوه، فاذا الدنانير كلها قد تحولت خزفا، و اذا علي جانب من الجنانبين من السكة [14] مكتوب (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) و علي الجانب الآخر (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، قالوا: قد افتضحنا والله! ثم رموها في [15] بردي [16] نهر لهم [17] ، فمنهم من تاب من ذلك الفعل لما رأي، و منهم من بقي علي اصراره، و كان رئيس من بقي علي ذلك الاصرار سنان بن فأنس النخعي.

ابن حبان، الثقات (السيرة النبوية)، 312/2، السيرة النبوية (ط بيروت)، / 561 - 560 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 265، 259 - 258/2

و منها: ما أخبرني به الشيخ أبوالفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الاصفهاني [عن] الشيخ أبوسعيد محمد بن عبدالله بن عمر [حدثني] أبوالقاسم بكران [18] بن الخاني البزاز الطيب بن شمعون القاضي المروف ب «ابن أطروش» بجرجرايا، حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبدالرحمان [19] بن سعيد، عن [20] أبي الحسن بن عمرو [21] ، عن سليمان بن مهران [22] الأعمش قال: بينا [23] أنا في الطواف بالموسم اذا [24] رأيت رجلا يدعو،


و هو يقول: اللهم اغفر لي و أنا أعلم أنك لا تفعل. [25] .

قال: فارتعت [26] لذلك [27] ، فدنوت [28] منه و قلت: يا هذا! أنت في حرم الله و حرم رسوله، وهذه [29] أيام حرم في شهر عظيم، فلم تيأس من المغفرة [30] ؟

قال: يا هذا! ذنبي عظيم. قلت: أعظم من جبل تهامة؟! قال: نعم.

قلت: يوازن الجبال الرواسي؟! قال: نعم، فان شئت أخبرتك.

قلت: أخبرني. قال: اخرج بنا عن الحرم. فخرجنا منه.

فقال لي: أنا أحد من كان في [31] العسكر المشؤوم [32] ، عسكر عمر بن سعد عليه اللعنة، حين قتل الحسين بن علي عليه السلام، و كنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس الي يزيد من الكوفة، فلما حملناه علي طريق الشام نزلنا علي دير للنصاري [33] ، و كان الرأس معنا مركوزا علي رمح، و معه [34] الأحراس، فوضعنا [35] الطعام، وجلسنا لنأكل، فاذا بكف في حائط الدير تكتب:



أترجو امة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا، و أهوي بعضنا الي الكف ليأخذها، فغابت، ثم عاد أصحابي الي الطعام، فاذا الكف قد عادت تكتب [36] مثل الأول [37] :



فلا والله ليس لهم شفيع

و هم يوم القيامة في العذاب




فقام أصحابنا اليها، فغابت [ثم عادوا الي الطعام] فعادت تكتب:



و قد قتلوا الحسين بحكم جور

و خالف حكمهم حكم الكتاب



فامنتنعت عن الطعام [38] ، و ما هنأني أكله.

ثم أشرف علينا راهب من الدير، فرأي نورا ساطعا من فوق الرأس، فأشرف، فرأي عسكرا.

فقال الراهب للحراس: من أين جئتم؟ قالوا: من العراق، حاربنا الحسين.

فقال الراهب: ابن فاطمة؟ و ابن بنت نبيكم؟ و ابن ابن عم نبيكم؟! قالوا: نعم.

قال: تبا لكم، والله لو كان لعيسي بن مريم ابن لحملناه علي أحداقنا، و لكن لي اليكم حاجة. قالوا: و ما هي؟ قال: قولوا لرئيسكم: عندي عشرة آلاف دينار [39] ورثتها من آبائي، ليأخذها [40] مني و يعطيني [41] الرأس، يكون عندي الي وقت الرحيل، [42] ، فاذا رحل [43] ، فاذا رحل [44] رددته اليه.

فأخبروا عمر بن سعد بذلك، فقال: خذوا منه الدنانير، و أعطوه الي وقت الرحيل، [45] فجاؤوا الي الراهب [46] ، فقالوا: هات المال حتي نعطيك الرأس. فأدلي اليهم جرابين في كل جراب خمسة آلاف دينار [47] ، فدعا عمر بالناقد والوزان، فانتقدها ووزنها ودفعها الي جارية [48] له، و أمر أن يعطي الرأس.

فأخذ الراهب الرأس، فغسله و نظفه، وحشاه بمسك و كافور عنده [49] ، ثم جعله في


حريرة، و وضعه في حجره، و لم يزل ينوح و يبكي حتي نادوه، و طلبوا منه الرأس، فقال: يا رأس! والله ما أملك الا نفسي، فاذا كان غدا فاشهد لي عند جدك محمد صلي الله عليه و آله و سلم أني أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا صلي الله عليه و آله و سلم عبده و رسوله، أسلمت علي يديك و أنا مولاك [50] . ثم قال لهم: اني أحتاج أن أكلم رئيسكم بكلمة، و أعطيه الرأس.

فدنا [51] عمر بن سعد منه [52] ، فقال: سألتك بالله، و بحق محمد صلي الله عليه و آله و سلم ألا تعود الي ما كنت تفعله بهذا الرأس، و لا تخرج هذا الرأس من هذا الصندوق. فقال له: أفعل.

فأعطاهم [53] الرأس و نزل من الدير، فلحق [54] ببعض الجبال يعبدالله.

و مضي عمر بن سعد، ففعل بالرأس مثل [55] ما كان يفعل في الأول.

فلما دني من دمشق قال لأصحابه: انزلوا و طلب من الجارية [56] الجرابين. فأحضرا [57] بين يديه، فنظر الي خاتمه، ثم أمر أن يفتحا [58] ، فاذا الدنانير قد تحولت خزفية [59] مكتوب: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) و علي [60] الوجه الآخر [61] : (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) فقال: انا لله و انا اليه راجعون، خسرت الدنيا والآخرة، ثم قال لغلمانه: اطرحوها في النهر، فطرحت.


فطرحت، فدخل [62] دمشق من الغد.

الراوندي، الخرائج والجرائح، 580 - 577/2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 186 - 184/45؛ البحراني، العوالم، 400 - 398/17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 80 - 78/5؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 490 - 489؛ المحمودي، العبرات، 335 - 334/2

فلما كان الرسول في بعض الطريق أجنه الليل، عدل الي دير فيه رهبان. فبات فيه، فحين انتصف الليل قام بعض الرهبان لشأنه. فرأي عمودا من نور متصلا بين تلك المخلاة، و بين السماء. فتقدم الي المخلاة و فتشها، فوجد الرأس فيها. فقال: لا شك ان هذا رأس المقتول بكربلاء. فمضي، و أخبر بقية الرهبان. فحين جاؤوا و رأوا تلك الصورة، أسلموا كلهم علي الرأس و جعلوا الدير مسجدا [63] . وكانوا سبع مائة راهب.

العمراني، الانباء، / 16 - 15

و ذكر عبدالملك بن هاشم في كتاب السيرة الذي أخبرنا القاضي الأسعد أبوالبركات عبدالقوي بن أبي المعالي ابن الحبار [64] السعدي في جمادي الاولي سنة تسع و ستمائة بالديار المصرية قراءة عليه و نحن نسمع. قال: أنبأ أبومحمد عبدالله بن رفاعة بن غدير السعدي في جمادي الاولي سنة خمس و خمسين و خمسمائة. قال: أنبأ أبوالحسن علي بن الحسن [65] الخلعي، أنبأ أبومحمد عبدالرحمان بن عمر بن سعيد النحاس النحبي [66] ، أنبأ أبومحمد عبدالله بن جعفر بن محمد [67] بن ريحويه [68] البغدادي، أنبأ أبوسعيد عبدالرحيم بن عبدالله البرقي، أنبأ أبومحمد [69] عبدالملك بن هشام النحوي البصري، قال:


لما أنفذ ابن زياد رأس لحسين عليه السلام الي يزيد بن معاوية مع الاساري موثقين في الحبال منهم [70] نساء و صبيان و صبيات [71] ، من بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي أقتاب الجمال موثقين [72] مكشفات الوجوه و الرؤس.

و [73] كلما [74] نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق أعدوه له، فوضعوه علي رمح، و حرسوه [75] طول الليل الي وقت [76] الرحيل، ثم يعيدوه الي الصندوق، و يرحلون. [77] .

[78] فنزلوا بعض المنازل، و في ذلك المنزل دير فيه راهب، فأخرجوا الرأس علي عادتهم، و وضعوه علي الرمح، و حرسه الحرس علي عادته [79] و أسندوا الرمح الي الدير.

فلما كان في نصف الليل رأي الراهب نورا من مكان الرأس الي عنان السماء، فأشرف علي القوم، و قال: من أنتم؟ قالوا: نحن أصحاب ابن زياد. قال: و هذا رأس من؟ قالوا: رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: نبيكم؟ قالوا: نعم. قال: بئس القوم أنتم، لو كان للمسيح ولد لأسكناه أحداقنا.

ثم قال: هل لكم في شي ء؟ قالوا: و ما هو [80] ؟ قال: عندي عشرة آلاف دينار، تأخذوها، و تعطوني الرأس يكون عندي تمام الليلة، و اذا رحلتم تأخذوه. قالوا: و ما يضرنا.


فناولوه الرأس و ناولهم الدينار، فأخذه الراهب، فغسله و طيبه، و تركه علي فخذه، و قعد [81] يبكي الليل كله، فلما اسفر الصبح، قال: يا رأس! لا أملك الا نفسي، و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن جدك محمدا رسول الله، و أشهد الله أنني مولاك و عبدك.

ثم خرج عن الدير و ما فيه، و صار يخدم أهل البيت.

قال ابن هشام في السيرة: ثم انهم أخذوا الرأس و ساروا، فلما قربوا من دمشق قال بعضهم لبعض: تعالوا حتي نقسم الدنانير لا يراها [82] يزيد، فيأخذها منا. فأخذوا الأكياس، و فتحوها، و اذ الدنانير قد تحولت خزفا، و علي أحد جانب [83] الدينار مكتوب: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) الآية، و علي الجانب الآخر: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) فرموها في بردا [84] .

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 150 - 149 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 423؛ القزويني، الامام الحسين و أصحابه، 405 - 404/1؛ المحمودي، العبرات، 261 - 260/2؛ مثله البهبهاني، في الدمعة الساكبة، 63 - 62/5

فقد ذكر سبط ابن الجوزي [...] و كانوا اذا نزلوا منزلا، أخرجوا الرأس من صندوق أعدوه له، فوضعوه علي رمح، و حرسوه الي وقت الرحي، فوصلوا منزلا فيه دير راهب، فأخرجوا الرأس، و وضعوه علي الرمح مستندا الي الدير، فرأي الراهب نورا من مكان الرأس الي عنان السماء، فأشرف علي القوم، و سألهم عن الرأس، فقالوا: رأس الحسين ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: نبيكم؟ قالوا: نعم.

قال: بئس القوم أنتم، لو كان للمسيح ولد، لأسكناه أحداقنا. ثم قال: هل لكم في عشرة آلاف دينار تأخذونها، و تعطوني الرأس يكون عندي الليلة، و اذا رلتم خذوه؟ قالوا: و ما يضرنا.


فناولوه الرأس، و ناولهم الدنانير، و أخذ الرأس، فغسله و طيبه، و تركه علي فخذه، و قعد يبكي الي الصبح، و قال: يا رأس! لا أملك الا نفسي، و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمد رسول الله. ثم خرج عن الدير و ما فيه، و صار يخدم أهل البيت.

ثم انهم أخذوا الرأس، و ساروا، فلما قربوا من دمشق، أخرجوا الأكياس ليقتسموها، ففتحوها، فاذا الدنانير تحولت خزفا، و علي جانبي الدينار مكتوب: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) الآية [85] و علي الجانب الآخر: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [86] .

و قد استعظم السلف ما وقع من انتهاك حرمة أهل البيت النبوي بذلك الصنيع، و أظهر الله تعالي آيات بينات في الدلالة علي عظيم النقمة ممن أساء اليهم و اجترأ عليهم.

السمهودي، جراهر العقدين، / 415 - 414، 413

و لما كانت الحرس علي الرأس، كلما نزلوا منزلا، وضعوه علي رمح، و حرسوه، فرآه راهب في دير، فسأل عنه، فعرفوه به.

فقال: بئس القوم أنتم، هل لكم في عشرة آلاف دينار و يبيت الرأس عندي هذه الليلة؟ قالوا: نعم.

فأخذه، و غسله، و طيبه و وضعه علي فخذه [87] الي عنان السماء [88] و قعد يبكي الي الصبح، ثم أسلم لأنه رأي نورا ساطعا من الرأس الي السماء [89] ، ثم خرج عن الدير و ما فيه، و صار يخدم أهل البيت.

و كان مع اولئك الحرس دنانير أخذوها من عسكر الحسين، ففتحوا أكياسها ليقتسموها، فرأوها خزفا، و علي أحد جانبي كل منها: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل


الظالمون) و علي الآخر: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). [90] .

ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، / 119 مساوي عنه: الفيروزآبادي، فضائل الخمسة، 367/3

قال: و نصبوا [91] الرمح الذي فيه الرأس الي جانب صومعة راهب [92] ، فسمعوا هاتفا، [93] يقول:



والله ما جئتكم حتي بصرت به

بالطف منعفر الخدين منحورا



و حوله فتية تدمي نحورهم

مثل المصابيح يغشون الدجي نورا



كان الحسين سراجا يستضاء به

الله أعلم [94] أني لم أقل زورا [95]



فقالت ام كلثوم: من أنت يرحمك الله؟ قال:أنا ملك من الجن، أتيت أنا وقومي


لننصر الحسين، فصادفناه و قد قتل.

قال: فلما سمعوا بذلك رعبت قلوبهم، و قالوا: اننا [96] علمنا أننا من أهل النار بلا شك. [97]

فلما جن الليل أشرف الراهب من صومعته و نظر الي الرأس، و قد سطع منه نور [98] ، و قد أخذ في [99] عنان السماء، و نظر الي باب قد فتح من السماء، و الملائكة ينزلون [100] ، و هم ينادون: يا أباعبدالله! عليك السلام. فجزع الراهب من ذلك، فلما أصبحوا و هموا بالرحيل أشرف الراهب عليهم، و قال: ما الذي معكم؟ قالوا: رأس الحسين بن علي. فقال: و من امه؟ قالوا: فاطمة بنت محمد.

قال: فجعل الراهب يصفق بكلتا يديه، و هو يقول: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، صدقت الأخبار [101] فيما قالت [102] فقالوا: و ما الذي قالت الأخبار [103] ؟ قال: يقولون اذا قتل هذا الرجل مطرت السماء دما، و ذلك [104] لا يكون [105] الا لنبي [106] ، أو ولد وصي. ثم قال: وا عجباه من امة قتلت ابن بنت نبيها و ابن وصيه!

ثم انه أقبل علي صاحب الرأس الذي يلي أمره، و قال له: أرني الرأس لأنظر اليه. فقال: [107] ما أنا بالذي أكشفه [108] الا بين يدي [109] الأمير يزيد لأحظي عنده بالجائزة و [110] هي بدرة عشرة آلاف درهم. فقال الراهب: أنا أعطيك ذلك. [111] فقال: أحضره [112] ، فأحضر


ما قال؛ ثم أخذ الرأس [113] و كشف عنه [114] و تركه في حجره، فبدت ثناياه، فانكب [115] عليها الراهب [116] ، و جعل يقبلها و يبكي، و يقول: يعز علي يا أبا عبدالله! [117] ألا أكون [118] [119] أول قتيل [120] بين يديك و لكن اذا كان في الغد، فاشهد لي عند جدك أني أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا عبده و رسوله. ثم رد الرأس بعد أن [121] أسلم و أحسن [122] اسلامه، فسار القوم، ثم جلسوا يقتسمون الدراهم، فاذا هي خزف مكتوب عليها: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

الطريحي، المنتخب، 483 - 482/2 مساوي عنه: الدربندي، أسرار الشهادة، / 492

و أدركهم المساء [123] عند صومعة راهب [124] ، فأنشأ زين العابدين عليه السلام يقول:



هو الزمان فما تفني عجائبه

عن الكرام و لا تهدأ مصائبه



فليت شعري الي كم ذاتجاذبنا [125]

صروفه والي كم ذا نجاذبه [126]



يسيرونا علي الأقتاب عارية

و سائق العيس يحمي [127] عنه غاربه



كأننا من سبايا [128] الروم بينهم

أو كلما قاله المختار كاذبه



كفرتم برسول الله ويلكم

يا امة السوء قد ضاقت مذاهبه




قال: فلما جن الليل [129] دفعوا [130] الرأس [131] الي جانب الصومعة، فلما عسعس الليل سمع الراهب [132] دويا كدوي الرعد، و تسبيحا و تقديسا، و استأنس [133] من أنوار [134] ساطعة، فأطلع الراهب رأسه من الصومعة، فنظر الي [135] رأس الحسين عليه السلام [136] ، و اذا هو يسط نورا [137] الي عنان [138] السماء، و نظر الي باب قد فتح من السماء و الملائكة [139] ينزلون كتائبا كتائبا [140] ، ويقولون: [141] السلام عليك يا ابن رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم [142] ، السلام عليك يا أباعبدالله.

فجزع الراهب جزعا شديدا، فلما أصبحوا هموا بالرحيل، فأشرف الراهب عليهم و نادي: من زعيم القوم؟ فقالوا: خولي بن يزيد [143] لعنه الله. فقال الراهب [144] : و ما الذي معكم؟ قالوا: رأس خارجي، خرج بأرض العراق، قتله عبيدالله بن زياد لعنه الله. فقال: ما اسمه؟ قالوا: الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام و امه فاطمة الزهراء، و جده محمد المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم. فقال الراهب: تبا لكم و لما جئتم في طاعته، لقد صدقت الأخبار في قولها [145] انه اذا قتل هذا الرجل تمطر [146] السماء دما [147] ، و لا يكون [148] هذا الا بقتل [149] نبي أو وصي نبي.


ثم قال: أريد أن تدفعوا الي هذا الرأس ساعة واحدة و أرده عليكم. فقال خولي: ما كنت [150] بالذي أكشفه [151] الا عند يزيد لعنه الله، و آخذ منه الجائزة. فقال الراهب: و كم جائزتك؟ فقال: بدرة فيها عشرة آلاف درهم [152] فقال الراهب: أنا أعطيك البدرة. فقال: [153] أحضرها، فأحضرها [154] الراهب [155] [156] و دفعها [157] اليهم، فدفعوا له [158] الرأس و هو علي القناة، [159] فأخذه الراهب [160] و جعل [161] يقبله، و يبكي، و يقول: يعز والله علي يا أباعبداله! [162] أن لا أواسيك بنفسي، و لكن يا أبا عبدالله [163] ! اذا لقيت جدك [164] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [165] ، فاشهد لي أني أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا [166] رسول الله، و أشهد أن [167] عليا ولي الله. و دفع [168] الرأس اليهم [169] ، [170] فجعلوا يقتسمون [171] الدراهم، و اذا هي بأيديهم خزف مكتوب عليها: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، فقال خولي لعنه الله لأصحابه لعنهم الله: اكتموا هذا الخبر، يا ويلكم عن الخزي بين الناس. قال سهل: فهتف هاتف يقول [172] .:



أترجو امة قتلت حسنيا

شفاعة جده يوم الحساب






و قد عصوا [173] الاله و خالفوه

و لم يخشوه في يوم المئاب



ألا لعن الاله بني زياد

و أسكنهم جهنم في العذاب



قال: فلما سمعوا ذلك، دهشت عقولهم، و جدوا في السير [174] .

مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 121 - 118 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 70 - 68/5؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 486؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 376 - 375

قال الراوندي، و منها: ما أخبرني به سعيد بن أبي الرجاء يرفعه الي الأعمش في حديث طويل: ان رجلا قال: أنا أحد من كان في عسكر عمر بن سعد حين قتل الحسين عليه السلام، و كنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس الي يزيد من الكوفة، فلما حملناه علي طريق الشام، فنزلنا علي دير للنصاري، و كان الرأس حمل علي رمح و معه الأحراس، فوضعنا الطعام، و جلسنا لنأكل، فاذا بكف من حائط الدير تكتب شعرا:



أترجو امة قتلت حسينا

شفاعه جده يوم الحساب



قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا، و أهوي بعضنا الي الكف ليأخذها، فغابت، ثم عاد أصحابي الي الطعام، فاذا الكف قد عادت تكتب شعرا:



فلا والله ليس لهم شفيع

و هم يوم القيامة في العذاب



فقام أصحابي اليها ليأخذوها، فغابت، ثم عادوا الي الطعام، فعادت الكف تكتب شعرا:



و قد قتلوا الحسين بحكم جور

فخالف حكمهم حكم الكتاب



فامتنعت، و ما هناني أكله؛ ثم أشرف علينا راهب من الدير، فرأي نورا ساطعا من فوق الرأس، فبذل لعمر بن سعد عشرة آلاف درهم، فأخذها، و نقدها، ثم أخذ الرأس يبيته عنده ليلته تلك، و أسلم علي يده، و ترك الدير، و قطن في بعض الجبال يعبدالله علي


دين محمد صلي الله عليه و آله و سلم، فلما وصل عمر بن سعد الي قرب الشام طلب الدراهم، فاذا هي قد تحولت خزفا، و اذا علي أحد جانبها مكتوب: (و لا يحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)، و علي الجانب الآخر: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

الحر العاملي، اثبات الهداة، 582 - 581/2

و روي: أن القوم الذين حملوا الرأس و حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي يزيد لعنه الله في الطريق أدركهم المساء عند صومعة راهب، فبكي علي بن الحسين عليهماالسلام، و أنشأ يقول:



هو الزمان فلا تفني عجائبه

عن الكرام و لا تهدأ مصائبه



فليت شعري الي كم ذا تجاذبنا [175] .

صروفه والي كم ذا نجاذبه [176]



تسيرونا علي الأقتاب عارية

و سائق العيس يحمي عنه غاربه



كأننا من سبايا الروم بينكم

و كلما قاله المختار كاذبه



كفرتم برسول الله ويلكم

يا امة السوء لا حلت مذاهبه



قال: فلما جهنم الليل ركزوا الرمح الذي عليه الرأس الي جانب الصومعة فلما عسعس الليل و أظلم، فسمع الراهب دويا كدوي الرعد و تسبيحا عظيما، فأطلع رأسه لينظر، فنظر نورا لامعا قد خرج من الرأس حتي لحق بعنان السماء، و عليه قناديل من نور معلقة بالقدرة من السماء الي الأرض.

و نظر الي الأبواب في السماء قد فتحت، والملائكة تنزل كتائب، و تنادي: السلام عليك يا أباعبدالله! السلام عليك يا ابن رسول الله! و سمع تلاوة القرآن، و تسبيح الجن، فجزع الراهب جزعا شديدا، و أدخل رأسه في فراشه و هو يقول: يا نور النور! يا مدبر الامور.

فلما أصبح الصباح و هموا علي الرحيل، أشرف الراهب عليهم، و قال: يا معشر الناس! من عميد هذا الجيش و المقدم عليكم؟


فأشاروا الي خولي بن يزيد لعنه الله، فقال له: أنت عميد قومك؟ قال: نعم.

قال: سألتك بالله و بحق النبي عليك، الا ما أخبرتني من أين أقبلتم، و ما معكم، و ما هذا الرأس الذي معك؟

قال: أقبلنا من الكوفة، و هذا رأس خارجي خرج بأرض العراق علي الخليفة أميرالمؤمنين يزيد بن معاوية، فقتلناه، و جئنا برأسه و أهله، فقال: ما اسمه؟ قال: الحسين. قال: أين من هو؟ قال: لا أدري. فقال: سألتك بالله و بحق صاحبك يزيد بن معاوية أخبرني رأس من هو؟

قال: رأس الحسين بن علي بن أبي طالب و امه فاطمة الزهراء. قال: و من جده؟ قال: محمد المصطفي، [قال:] هذا ابن بنت نبيكم؟ معطل الأديان، فأمسك الملعون عن الكلام، فقال لهم: قولوا لي. قالوا: الذي أخبرنا به هو الصحيح. فقال: تبا، و ما فعلتم، ثم صفق يدا علي يد، و قال: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، يا ويلك! عليك لعنة الله علي صاحبك.

ثم بكي و دخل رأسه في الصومعة، و خر مغشيا، فلما أفاق نادي: صدقت الأحبار في قولها، فقال خولي لعنه الله: و ما قالت الأخبار؟ قال: قالوا: يقتل في هذا الوقت نبي أو ابن نبي وصي نبي و أنه اذا قتل تمطر السماء دما، و لا يبقي حجر و لا مدر الا و يصير تحته دم عبيط.

ثم قال: وا عجباه من امة قتلت ابن بنت نبيها، و هم يقرأون القرآن الذي نزل علي نبيهم، لقد تفرقت أهواءكم كتفرق أهواء بني اسرائيل في مثل هذا اليوم، تقتل امة محمد صلي الله عليه و آله و سلم مع قرب العهد والاسلام غض طري، وا عجباه من قوم قتل ابن دعيهم ابن نبيهم.

ثم قال: يا خولي! هل لك أن تدفع هذا الرأس و أعيده اليك؟ قال: ما لي الي ذاك من سبيل، وما كنت بالذي أكشف وجهه الابين يدي يزيد لآخذ منه الجائزة. قال الراهب: و كم تأمل من الجائزة؟ قال: بدرة فيها عشرة آلاف درهم.

فقال الراهب: أنا أعطيك بدرة فيها عشرة آلاف درهم، و ادفع لي الرأس. فقال: علي


شرط أنك ترده الينا. فقال: نعم. قال: أحضر ما ذكرت. فدلي اليه البدرة، و دفعوا اليه الرأس، فلما أخذه الراهب، انكب عليه، و جعل يمسح وجهه، و يقبل ثناياه، و هو ينشد و يقول:



قل لمن خان حسينا

أجهلت اليوم حتي



لم تكن تعرف من هو

سوف تجزي ما علمتا



ان تكن من دين عيسي

فعلي الخير وفقتا



سوف تجزون جحيما

ليس من جرمك تبتا



ثم ان الراهب قال: لعن الله ظالمك، لعن الله قاتلك، يعز الله علي يا أباعبدالله! أن لا أكون أول شهيد استشهد بين يديك، و لكن اذا لقيت جدك رسول الله، فاقرأه عني السلام، و أخبره أني أقول أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن جدك محمدا عبده و رسوله.

ثم انه أشرف علي القوم، و دفع الرأس اليهم، و قال: يا ويلكم لقد اخترتم المال والدنيا الفانية علي الآخرة، و نسيتم الموت والحساب، و استحوذ عليكم الشيطان، فتبا لكم ولأمثالكم [177] أنتم تصومون رمضان، و تصلون الصلاة التي سنها الله تعالي و رسوله، و قد قتلتم ولده، و قد تبريتم منه، والله لا لقيتم أنتم، و لا صاحبكم خيرا، فويل لكم يوم لا يغني مولي عن مولي شئيا و لا هم ينصرون، فلم يعبأوا بكلامه، ثم بكي بكاء شديدا و جعل يقول:



قل لمن للوصي بالجهل سبا

تبا لك يا لعين ما زلت تبا



ما تعرضت للوصي بشتم

و قتال و أنت تعرف ريا



أنت عبد المسيح لا غير أني

لعلي الوصي أعمل حبا



و جلسوا يقسمون المال، فحولها الله في أيديهم حجارة سوداء عليها مكتوب: (و سيعلم


الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

فقال لهم خولي: اكتموا هذا الأمر، والا فهو عار عليكم و فضيحة الي آخر الدهر، فانه أمر شنيع لقد استزلنا الشيطان و أغوانا.

قال سهل: فبينا نحن يسايرون و اذا بهاتف يقول:



أترجو امة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



و قد عصوا [178] النبي و عاندوه

و لم يخشوه في يوم العذاب



ألا لعن الاله بني زياد

و أسكنهم جهنم في عذاب



قال: فلما سمعوا ذلك فزعوا فزعا شديدا، و ساروا و نزلوا عشيتهم بباب دمشق.

السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 268 - 267

(كلام الرأس الشريف) الشيخ فخرالدين النجفي قال: روي الثقاة عن أبي سعيد الشامي، قال: كنت ذات يوم مع القوم اللئام الذين حملوا الرؤوس والسبي الي دمشق، [و] لما وصلوا الي دير النصاري فوقع بينهم أن نصر الخزاعي قد جمع عسكرا و يريد أن يهجم عليهم نصف الليل، و يقتل الأبطال و يجدل الشجعان، و يأخذ الرؤوس والسبي.

فقال رؤساء العسكر من عظم اضطرابهم: نلجأ الليلة الي الدير، و نجعله كهفا لنا، لأن الدير كان لا يقدر أن يتسلط عليه العدو.

فوقف الشمر و أصحابه علي باب الدير، و صاح بأعلي صوته: يا أهل الدير! فجاء بهم القسيس [179] الكبير، فلما رأي العسكر، قال لهم: من أنتم و ما تريدون؟ فقال الشمر لعنه الله: نحن من عسكر عبيدالله بن زياد، و نحن سائرون من العراق الي الشام. فقال القسيس: لأي غرض؟

قال: كان شخص بالعراق قد تباغي، و خرج علي يزيد، و جمع العساكر، فعقد يزيد


عسكرا عظيما، فقتلوهم، و هذه رؤوسهم، و هؤلاء النساء سبيهم.

قال الراوي: قال: فنظر القسيس الي رأس الحسين عليه السلام، و اذا بالنور ساطع منه، والضياء لامع قد لحق بالسماء، فوقع في قلبه هبة منه، فقال القسيس: ديرنا ما يسعكم، بل أدخلوا الرؤوس والسبي الي الدير، و حيطوا أنتم من خارج، من دهمكم عدو فقاتلوه، و لا تكونوا مضطربين علي السبي والرؤوس.

قال: فاستحسنوا كلام القسيس صاحب الدير، و قالوا: هذا هو الرأي، فحطوا رأس الحسين في صندوق و قفل عليه، و أدخلوه الي داخل الدير، والنساء و زين العابدين عليه السلام و صاحب الدير حطهم في مكان يليق بهم.

قال الراوي: ثم ان صاحب الدير أراد أن يري الرأس الشريف، فجعل ينظر حول البيت الذي فيه الصندوق، و كان له رازونة، فحط رأسه في تلك الرازونة، فرأي البيت يشرق نورا، و رأي أن سقف البيت قد انشق، و نزل من السماء تخت عظيم، والنور يسطع من جوانبه و اذا بامرأة أحسن من الحور جالسة علي التخت، و اذا بشخص يصيح: اطرقوا، و لا تنظروا، و اذا قد خرج من ذلك البيت نساء، فاذا حوا و صفية و زوجة ابراهيم ام اسمعيل و راحيل ام يوسف و ام موسي و آسية و مريم و نساء النبي.

قال الراوي: فأخرجوا الرأس من الصندوق، و كل من تلك النساء واحدة بعد واحدة، يقبلن الرأس الشريف، فلما وقعت النوبة لمولاتي فاطمة الزهراء عليهاالسلام غشي علي بصر صاحب الدير، و عاد لا ينظر بالعين، بل يسمع الكلام، و اذا قائلة تقول: السلام عليك يا قتيل الام! السلام عليك يا مظلوم الام! السلام عليك يا شهيد الام! السلام عليك يا روح الام! لا يداخلك هم و غم، فان الله سيفرج عني و عنك، و يأخذ لي بثارك.

قال: فلما سمع الديراني البكاء من النساء اللاتي نزلن من السماء، اندهش، و وقع مغشيا عليه، فلما أفاق من ذلك البكاء و اذا بالشخص، نزل الي البيت، و كسر القفل والصندوق، و استخرج الرأس، و غسله بالكافور، والمسك، و الزعفران، و وضعه في قبلته، و جعل ينظر اليه و يبكي، و يقول: يا رأس رؤوس بني آدم! و يا عظيم و يا كريم جميع العالم! أظنك أنت من الذين مدحهم الله في التوراة والانجيل، و أنت الذي أعطاك


فضل التأويل لأن خواتين سادات الدنيا والآخرة يبكين عليك و يندبنك، أما أريد أن أعرفك باسمك و نعتك.

فنطق الرأس باذن الله، و قال: أنا المظلوم، أنا المقتول، أنا المهموم، و أنا المغموم، و أنا الذي بسيف العدوان، والظلم قتلت، أنا الذي أهل الغي ظلمت.

فقال صاحب الدير: بالله أيها الرأس زدني. فقال الرأس: ان كنت تسأل عن حالتي و نسبي أنا ابن محمد المصطفي، أنا ابن علي المرتضي، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن خديجة الكبري، و أنا ابن العروة الوثقي، أنا شهيد كربلاء، أنا مظلوم كربلاء، أنا قتيل كربلاء، أنا عطشان كربلاء، أنا ظمأن كربلاء، أنا مهتوك كربلاء.

قال الراوي: فلما سمع صاحب الدير من رأس الحسين عليه السلام هذا الكلام جمع تلامذته، و مريديه، و حكي لهم هذه الحكاية، و كانوا سبعين رجلا، فجضوا بالبكاء والنحيب، ونادوا بالويل والثبور، و رموا العمائم من رؤوسهم، وشقوا أزياقهم، و جاؤوا الي سيدنا و مولانا علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، ثم قطعوا الزنار، و كسروا الناقوس، و اجتنبوا أفعال اليهود والنصاري، و أسلموا علي يديه، و قالوا: يا ابن رسول الله! أؤمرنا أن نخرج الي هؤلاء القوم الكفرة، و نقاتلهم، و نجلي صدأ قلوبنا، و نأخذ بثار سيدنا.

فقال لهم الامام: لا تفعلوا ذلك، فانهم عن قريب ينتقم الله منهم، و يأخذوهم أخذ عزيز مقتدر. فردوا أصحاب الدير عن القتال.

السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 272

ما رواه بعض القوم اللئام: عن سلمان بن مهران الأعمش، قال: بينا أنا في الطواف في الموسم اذ رأيت رجلا يدعو و يقول: اللهم اغفر لي و أنا أعلم أنك لا تفعل. قال: فارتعدت كذلك، فدنوت منه و قلت: يا هذا! أنت في حرم الله، و حرم رسوله و هذه أيام حرم في شهر عظيم، فلم تيأس من المغفرة؟ قال: يا هذا! ذنبي عظيم. قلت: أعظم من جبل تهامة؟ قال: نعم. قلت: يوزن الجبال الرواسي؟ قال: نعم، فان شئت أخبرتك قال: اخرج بنا من الحرم.

فخرجنا منه، فقال لي: أنا أحد من كان في العسكر المشؤوم عسكر عمر بن سعد


حين قتل الحسين عليه السلام، و كنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس الي يزيد من الكوفة، فلما حملناه علي طريق الشام، فنزلنا علي دير النصاري، و كان الرأس معنا مركوز علي رمح و معه الأحراس، فوضعنا الطعام، و جلسنا لنأكل، فاذا بكف في حائط الدير تكتب:



أترجو امة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا فأهوي بعضنا الي الكف ليأخذها، فغابت، ثم عادوا أصحابي الي الطعام، فاذا الكف قد عادت تكتب:



فلا والله ليس لهم شفيع

و هم يوم القيامة في عذاب



فقام أصحابي اليها، فغابت ثم عادوا الي الطعام، فعادت الكف تكتب:



و قد قتلوا الحسين بحكم جور

فخالف حكمهم حكم الكتاب



فامتنعت عن الطعام و ما هنأني أكله، ثم أشرف علينا راهب من الدير، فرأي نورا ساطعا من فوق الرأس، فبذل لعمر بن سعد ألف درهم، فأخذها، و وزنها، ونقدها، ثم أخذ الرأس و بيته عنده ليلته تلك، و أسلم علي يده و ترك الدير، و وطن في بعض الجبال يعبد الله تعالي علي دين محمد صلي الله عليه وآله وسلم.

فلما وصل عمر بن سعد الي قرب الشام طلب الدراهم، فاحضرت اليه و هي بختمه، فاذا الدراهم قد تحولت خزفا، و علي أحد جانبيها مكتوب: (لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)، و علي الجانب الآخر: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، فقال: انا لله و انا اليه ارجعون خسرت الدنيا والآخرة. فكتم هذا الحال [180] .


السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 274

أقول: و في بعض الكتب القديمة قد روي مرسلا عن بعض الثقاة، عن أبي سعيد الشامي، قال: كنت يوما مع الكفرة اللئام الذين حملوا الرؤوس والسبايا الي دمشق، فلما وصلوا الي دير للنصاري وقع بينهم أن نصر الخزاعي قد جمع عسكرا و يريد أن يهجم عليهم نصف الليل، و يقتل الأبطال، و يجندل الشجعان، و يأخذ الرؤوس السبايا، فقال رؤساء العسكر من عظم اضطرابهم: نلجأ الليلة الي الدير، و نجعله كهفا لنا، لأن الدير كان محكما لا يقدر أن يتسلط عليه العدو. فوقف الشمر لعنه الله و أصحابه علي باب الدير، و صاح بأعلي صوته: يا أهل الدير! فجاءه القسيس الكبير، فلما رأي العسكر، قال لهم: من أنتم، و ما تريدون؟ فقال الشمر لعنه الله: نحن من عسكر عبيدالله بن زياد،


و نحن سائرون الي الشام. فقال القسيس: لأي غرض؟ قال: كان شخص في العراق قد تباغي، و خرج علي يزيد بن معاوية، و جمع العساكر، فبعث عسكرا عظيما، فقتلوهم، و هذه رؤوسهم و هذه النسوة سبيهم.

قال: فلما نظر القسيس الي رأس الحسين عليه السلام و اذا بالنور ساطع منه الي عنان السماء، فوقع في قلبه هيبة منه، فقال القسيس: ديرنا ما يسعكم بل ادخلوا الرؤوس والسبايا الي الدير و أحطيوا بالدير من خارج، فاذا دهمكم عدو قاتلوه، و لا تكونوا مضطربين علي الرؤوس والسبايا، فاستحسنوا كلام القسيس، و قالوا: هذا هو الرأي. فحطوا رأس الحسين عليه السلام في صندوق، وقفلوه، و أدخلوا الي الدير، والنساء، و زين العابدين وجعلوهم في مكان يليق بهم.

قال: ثم ان صاحب الدير أراد أن يري الرأس الشريف، و جعل ينظر حول البيت الذي فيه الصندوق، و كان له رازونة، فحط رأسه فيها، فرأي البيت يشرق نورا، و رأي أن سقف البيت قد انشق، و نزل من السماء تخت عظيم، و اذا بامرأة أحسن من الحور جالسة علي التخت، و اذا بشخص يصيح: اطرقوا و لا تنظروا، و اذا قد خرج من ذلك البيت نساء، و اذا هن حواء و صفية و ام اسماعيل و راحيل و ام يوسف و ام موسي و آسية و مريم و نساء النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

قال: فأخرجن الرأس من الصندوق و كل من تلك النساء واحدة بعد واحدة، يقبلن الرأس الشريف، فلما وقعت النوبة لمولاتي فاطمة الزهراء عليهاالسلام، غشي عليها و غشي صاحب الدير، و عاد لا ينظر بالعين، بل يسمع الكلام، و اذا بقائلة تقول: السلام عليك يا قتيل الام، السلام عليك يا مظلوم الام، السلام عليك يا شهيد الام، لا يتداخلك هم و لا غم، و ان الله تعالي سيفرج عني و عنك، يا بني من ذا الذي فرق بين رأسك و جسدك؟ يا بني من ذا الذي قتلك و ظلمك؟ يا بني من ذا الذي سبي حريمك؟ يا بني من الذي أيتم أطفالك؟ ثم انها بكت بكاء شديدا. فلما سمع الديراني ذلك اندهش و وقع مغشيا عليه.


فلما أفاق نزل الي البيت و كسر الصندوق، و استخرج الرأس و غسله و حنطه بالكافور والمسك والزعفران، و وضعه في قبلته و هو يبكي، و يقول: يا رأس من رؤوس بني آدم! و يا كريم! و يا عظيم جميع من في العالم! أظنك من الذين مدحهم الله في التوراة والانجيل، و أنت الذي أعطاك فضل التأويل، لأن خواتين السادات بني آدم في الدنيا والآخرة يبكون عليك و يندبونك [181] ، أنا اريد أعرفك [182] باسمك و نعتك.

فنطق الرأس بقدرة الله تعالي و قال: أنا المظلوم، أنا المهموم، أنا المغموم، أنا الذي بسيف العدوان والظلم قتلت، أنا الذي بحرب أهل البغي ظلمت، أنا الذي علي غير جرم نهبت، أنا الذي من الماء منعت، أنا الذي عن الأهل و الأوطان بعدت.

فقال صاحب الدير: بالله عليك أيها الرأس زدني. فقال: ان كنت تسأل عن حسبي و نسبي أنا ابن محمد المصطفي، أنا ابن علي المرتضي، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن خديجة الكبري، أنا ابن العروة الوثقي، أنا شهيد كربلاء، أنا قتيل كربلاء، أنا مظلوم كربلاء، أنا عطشان كربلاء، أنا ظمآن كربلاء، [183] أنا غريب كربلاء [184] ، أنا وحيد كربلاء، أنا سليب كربلاء، أنا الذي خذلوني الكفرة بأرض كربلاء.

قال: فلما سمع صاحب الدير من رأس الحسين عليه السلام ذلك جمع تلاميذه، وحكي لهم الحكاية و كانوا سبعين رجلا، فضجوا بالبكاء والعويل، و رموا العمائم عن رؤوسهم، و شقوا أزياقهم، و جاؤوا الي سيدنا زين العابدين عليه السلام، و قد قطعوا الزنار، و كسروا الناقوس واجتنبوا فعل اليهود والنصاري، و أسلموا علي يديه، و قالوا: يا ابن رسول الله! مرنا أن نخرج الي هؤلاء الكفار، و نقاتلهم و نجلي صدأ قلوبنا بهم، و نأخذ بثأر سيدنا و مولانا الحسين عليه السلام. فقال لهم الامام عليه السلام: لا تفعلوا ذلك فانهم عن قريب ينتقم الله تعالي منهم، و يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.


البهبهاني، الدمعة الساكبة، 73 - 70/5 مساوي عنه: المازندراني، معالي السبطين، 140 - 137/2

و كانت الحرس علي الرأس الشريف، كلما نزلوا منزلا وضعوه علي رمح و حرسوه، فرآه راهب في ديره، فسألهم عنه، فعرفوه به.

فقال الراهب لهم: بئس القوم أنتم، و لو كان للمسيح (عليه الصلاة والسلام) ولد لأسكناه علي أحداقنا، بئس القوم أنتم، هل لكم في عشرة آلاف دينار، و كان الرأس عندي في هذه الليلة؟

قالوا: نعم.

فأخذه، و غسله، و طيبه، و وضعه علي فخذه و [قعد] يبكي الي الصبح، ثم أسلم؛ لأنه رأي نورا ساطعا من الرأس الشريف الي عنان السماء، ثم خرج عن الدير [و ما فيه] و صار يخدم أهل البيت.

و كان الحرس فتحوا أكياس الدنانير التي أخذوها من الراهب لقسموها، فرأوها خزفا، و علي جانب كل منها: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) و علي جانب آخر كل منها: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

القندوزي، ينابيع المودة، 31 - 29/3

قال أبومخنف: نصبوا الرمح الذي عليه الرأس الشريف المبارك المكرم الي جانب صومعة الراهب، فسمعوا صوت هاتف ينشد و يقول:



والله ما جئتكم حتي بصرت به

بالطف منعفر الخدين منحورا



و حوله فتية تدمي نحورهم

مثل المصابيح يغشون الدجي نورا



كان الحسين سراجا يستضاء به

الله يعلم أني لم أقل زورا



مات الحسين غريب الدار منفردا

ظامي الحشاشة صادي القلب مقهورا




فقالت ام كلثوم: من أنت يرحمك الله؟

قال: أنا ملك الجن أتيت أنا و قومي لنصرة الحسين (رضي الله عنه و أرضاه) فوجدناه مقتولا.

فلما سمع الجيش من الجن فتيقنوا بكونهم من أهل النار.

فلما جن الليل نظر الراهب الي الرأس الشريف المكرم رأي نورا قد سطع منه الي عثمان السماء، و رأي أن الملائكة ينزلون و يقولون: «يا أبا عبدالله عليك السلام».

فبكي و قال لهم: «ما الذي معكم؟»

قالوا: رأس الحسين بن علي.

فقال: من امه؟

قالوا: امه فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفي.

قال: صدقت الأحبار.

قالوا: ما الذي قالت الأحبار؟

قال: يقولون: اذا قتل نبي أو وصي أو ولد نبي أو ولد وصي تمطر السماء دما.فرأينا أن السماء تمطر دما، و قال: وا عجباه من امة قتلت ابن بنت نبيها.

ثم قال: أنا أعطيكم عشرة آلاف درهم أن تعطوني الرأس الشريف، فيكون عندي.

فقالوا: أحضر عشرة آلاف درهم.

فأحضرها لهم، فأخذ الرأس المبارك المكرم، و جعله في حجره و هو يقبله و يبكي و يقول: «ليت أكون أول قتيل بين يديك، فأكون غدا معك في الجنة، و اشهد لي عند جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بأني أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله» و حسن اسلامه.

ثم انهم جلسوا يقتسمون المال و اذا هو قد انقلب خزفا، وفي جانب كل واحد منها


منقوش: (لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) [185] و في جانب الآخر: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [186] . [187] .


و سمعت الجن تنوح عليه كما أخرجه أبونعيم و غيره؛ و ذكر غير واحد أنهم لما سارو بالرأس الشريف الي يزيد بن معاوية نزلوا في الطريق بدير ليقيلوا به، فوجدوا مكتوبا علي بعض جدرانه:



أترجو امة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



الشبلنجي، نور الأبصار، / 267

و روي السبط ابن الجوزي مسندا عن أبي محمد عبدالملك بن هشام النحوي البصري في حديث: ان القوم كلما نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق [...].

و روي الشيخ الأجل سعيد بن هبة الله الراوندي في الخرائج هذا الخبر مفصلا، و فيه: أن الراهب لما رد الرأس الشريف نزل من الدير، فلحق ببعض الجبال يعبد الله تعالي، و أن القوم كان رئيسهم عمر بن سعد، و هو أخذ الدراهم من الراهب، و لما رآها قد تحولت خزفا أمر غلمانه أن يطرحوها في النهر.

أقول: الذي يظهر من التواريخ والسير أن عمر بن سعد لم يكن مع القوم في سيرهم الي الشام، فكونه معهم بعيد، و أبعد من هذا قوله رحمته الله في آخر الخبر: و مضي عمر بن سعد الي الري، فما لحق بسلطانه و محق الله عمره، فأهلك بالطريق، فانه قد ثبت أن عمر ابن سعد قتله المختار في منزله بالكوفة و استجاب الله دعا مولانا الحسين عليه السلام عليه بقوله: «و سلط عليك من يذبحك بعدي علي فراشك». والله العالم. [188] .


القمي، نفس المهموم، / 424، 423

في البحار، عن سليمان بن مهران الأعمش، قال: بينما أنا في الطواف بالموسم اذ رأيت رجلا يدعو و هو يقول: اللهم اغفر لي، و أنا أعلم أنك لا تغفر لي. قال: فارتعدت من ذلك، و دنوت منه، و قلت: يا هذا أنت في حرم الله و حرم رسوله، و هذه أيام حرم في شهر عظيم فلم تيأس من مغفرة الله؟ قال: يا هذا ذنبي عظيم. قلت: أعظم من حبل تهامة؟ قال: نعم. قلت: يوازن الجبال الرواسي؟ قال: نعم، فان شئت أخبرتك. قلت: أخبرني. قال: اخرج بنا عن الحرم.

فخرجنا منه، فقال لي: أنا أحد من كان في العسكر الميشوم عسكر عمر بن سعد حين قتل الحسين عليه السلام، و كنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس الي يزيد (لعنه الله) من الكوفة، فلما حملناه علي طريق الشام نزلنا علي دير النصاري، و كان الرأس معنا مركوزا علي رمح، و معه الأحراس، فوضعنا الطعام، و جلسنا لنأكل، فاذا بكف في حائط الدير تكتب:



أترجو امة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا، و أهوي بعضنا الي الكف ليأخذها، فغابت، ثم عاد أصحابي الي الطعام، فاذا الكف عادت تكتب:



فلا والله ليس لهم شفيع

و هم يوم القيامة في العذاب



فقام أصحابنا اليها، فغابت، ثم عادوا الي الطعام، فعادت تكتب:



و قد قتلوا الحسين بحكم جور

و خالف حكمهم حكم الكتاب



فامتنعت وما هنأني أكله، ثم أشرف علينا راهب من الدير فرأي نورا ساطعا من


فوق الرأس، فأشرف، فرأي عسكرا، فقال الراهب للحراس: من أين جئتم؟ قالوا: من العراق حاربنا الحسين.

و في رواية: رفعوا الرأس علي قناة طويلة الي جانب الصومعة.

فلما عسعس الليل سمع الراهب للرأس دويا كدوي الرعد و تسبيحا و تقديسا. فنظر الي الرأس و اذا هو يسطع نورا، قد لحق النور بعنان السماء، و نظر الي باب قد فتح من السماء و الملائكة ينزلون كتائب، كتائب و يقولون: السلام عليك يا أباعبدالله! السلام عليك يا ابن رسول الله! فجزع الراهب جزعا شديدا، و قال للعسكر: و ما الذي معكم؟ فقالوا: رأس خارجي خرج بأرض العراق قتله عبيدالله بن زياد. فقال: ما اسمه؟ قالوا: الحسين بن علي. فقال الراهب: ابن فاطمة بنت نبيكم؟ و ابن ابن عم نبيكم؟ قالوا: نعم. قال: تبا لكم، والله لو كان لعيسي ابن مريم ابن لحملناه علي أحداقنا، و أنتم قتلتم ابن بنت نبيكم.

ثم قال: صدقت الأحبار في قولها: انه اذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دما عبيطا، و لا يكون هذا الا في قتل نبي أو وصي نبي.

ثم قال: لي اليكم حاجة. قالوا: و ما هي؟ قال: قولوا لرئيسكم عندي عشرة آلاف درهم ورثتها من آبائي، يأخذها مني، و يعطيني الرأس يكون عندي الي وقت الرحيل. فاذا رحل رددته اليه.

فأخبروا عمر بن سعد بذلك، فقال: خذوا منه الدنانير، و أعطوه الي وقت الرحيل. فجاؤوا الي الراهب، فقالوا: هات المال حتي نعطيك الرأس. فأدلي اليهم جرابين في كل جراب خمسة آلاف درهم. فدعا عمر بالناقد و الوزان، فانتقدها، و وزنها، و دفعها الي خازن له، و أمر أن يعطي الرأس. فأخذ الراهب الرأس، فغسله، و نظفه، و حشاه بمسك و كافور كان عنده، ثم جعله في حريرة،، و وضعه في حجره، و لم يزل ينوح و يبكي.

و في بعض المقاتل قال: أيها الرأس المبارك! كلمني بحق الله عليك. فتكلم الرأس، و قال: ما تريد مني؟ قال: من أنت؟ فقال: أنا ابن محمد المصطفي، أنا ابن علي المرتضي،


أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا المقتول بكربلاء، أنا الغريب العطشان بين الملأ.

فبكي الراهب بكاء شديدا، و قال: سيدي يعز والله علي أن لا أكون أول قتيل بين يديك. انتهي.

فلم يزل يبكي حتي نادوه، و طلبوا منه الرأس، فقال: يا رأس! والله لا أملك الا نفسي، فاذا كان غدا فاشهد لي عند جدك محمد أني أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا عبده و رسوله، أسلمت علي يديك و أنا مولاك.

و قال لهم: اني أحتاج أن أكلم رئيسكم بكلمة، و أعطيه الرأس. فدعا عمر بن سعد، فقال: سألتك بالله، و بحق محمد أن لا تعود الي ما كنت تفعله بهذا الرأس، و لا تخرج هذا الرأس من هذا الصندوق. فقال له: أفعل.

فاعطاه الرأس و نزل من الدير يلحق ببعض الجبال يعبد الله، و مضي عمر بن سعد، ففعل بالرأس مثل ما كاني فعل في الأول، فلما دنا من دمشق قال لأصحابه: انزلوا. و طلب من خازنه بالجرابين، فاحضرهما بين يديه، فنظر الي خاتمه، ثم أمر أن يفتح، فاذا الدنانير قد تحولت خزفة، فنظروا في سكتها، فاذا علي جانبها مكتوب: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)، و علي الجانب الآخر مكتوب: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). فقال: انا الله و انا اليه راجعون، خسرت الدنيا والآخرة. ثم قال لغلمانه: اطرحوها في النهر. فطرحت، و رحل الي دمشق من الغد.

المازندراني، معالي السبطين، 127 - 125/2

و في بعض المنازل نصبوا الرأس علي رمح الي جنب صومعة راهب، و في أثناء الليل سمع الراهب تسبيحا، و تهليلا، و رأي نورا ساطعا من الرأس المطهر، و سمع قائلا يقول: السلام عليك يا أباعبدالله! فتعجب حيث لم يعرف الحال.

و عند الصباح استخبر من القوم، قالوا: انه رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، و امه فاطمة بنت محمد النبي صلي الله عليه و آله و سلم. فقال لهم: تبا لكم أيتها الجماعة، صدقت الأخبار في


قولها اذا قتل تمطر السماء دما.

و أراد منهم أن يقبل الرأس، فلم يجيبوه الا بعد أن دفع اليهم دراهما، ثم أظهر الشهادتين، و أسل ببركة المذبوح دون الدعوة الالهية، و لما ارتحلوا عن هذا المكان نظروا الي الدراهم، و اذا مكتوب عليها:

(و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 446



پاورقي

[1] [العبرات: «فکان»].

[2] في الأصل: جعلوا في، و في السمط: رفعوه علي.

[3] في الأصل: جعلوا في، و في السمط: رفعوه علي.

[4] من السمط و في الأصل: حروه.

[5] [العبرات: «أعادوا»].

[6] [في الأصل: الروح.].

[7] و في الأصل [والعبرات]: ولدا، والتصحيح من السمط.

[8] [لم يرد في العبرات].

[9] [لم يرد في العبرات].

[10] [لم يرد في العبرات].

[11] [لم يرد في العبرات].

[12] [العبرات: «يأخذها»].

[13] [العبرات: «و أخذوا»].

[14] [لم يرد في العبرات].

[15] [العبرات: «نهر بردي»].

[16] في الأصل: بردا، و راجع أيضا معجم البلدان.

[17] [العبرات: «نهر بردي»].

[18] [في البحار والعوالم و العبرات: «بکراد»].

[19] [في البحار والعوالم و العبرات: «عن سعد، عن الحسن بن عمر»].

[20] [في المطبوع: «أبي»].

[21] [في البحار والعوالم و العبرات: «عن سعد، عن الحسن بن عمر»].

[22] [في الدمعة الساکبة مکانه: «روي القطب الراوندي في الخرائج باسناده الي سلمان بن مهران...» و في الأسرار: «في البحار عن الخرائج مسندا الي سليمان بن مهران...»].

[23] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار والعبرات: «بينما»].

[24] [البحار: «اذا»].

[25] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار والعبرات: «لا تغفر (لي)»].

[26] [في البحار والعوالم و الدمعة الساکبة والأسرار والعبرات: «فارتعدت»].

[27] [الأسرار: «فرائصي من ذلک»].

[28] [في البحار والأسرار والمعالي و العبرات: «ودنوت»].

[29] [في البحار والعبرات: «هذا»].

[30] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «مغفرة الله»].

[31] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة و الأسرار: «العسکر الميشوم» و لم يرد في العبرات].

[32] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة و الأسرار: «العسکر الميشوم» و لم يرد في العبرات].

[33] [في العوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار: «النصاري»].

[34] [في الدمعة الساکبة: «الأجراس فوضعت»].

[35] [في الدمعة الساکبة: «الأجراس فوضعت»].

[36] [لم يرد في البحار و العوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار والأسرار والعبرات].

[37] [لم يرد في البحار و العوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار والأسرار والعبرات].

[38] [لم يرد في البحار و في الدمعة الساکبة و الأسرار والعبرات، و في العوالم: «من الطعام»].

[39] [في البحار: «دراهم» و في الدمعة الساکبة والعبرات:«درهم»].

[40] [في البحار في الدمعة الساکبة والأسرار والعبرات: «يأخذها»].

[41] [الأسرار: «يعطي»].

[42] [لم يرد في الأسرار].

[43] [العبرات: «أراد الرحيل»].

[44] [العبرات: «أراد الرحيل»].

[45] [لم يرد في العبرات].

[46] [لم يرد في العبرات].

[47] [في البحار و في الدمعة الساکبة والأسرار والعبرات: «درهم»].

[48] [في البحاروالعوالم وفي الدمعة الساکبة والأسرار والعبرات: «خازن»].

[49] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار والعبرات: «کان عنده»].

[50] [الي هنا حکاه عنه في العبرات].

[51] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «فدعا»].

[52] [لم يرد في البحار و الدمعة الساکبة والأسرار].

[53] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار: «فأعطاه»].

[54] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة و الأسرار: «يلحق»].

[55] [لم يرد في الأسرار].

[56] [في العوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار: «خازنة»].

[57] [في البحار و في الدمعة الساکبة: «فأحضرت» و في الأسرار: «فأحضر»].

[58] [في البحار وفي الدمعة الساکبة والأسرار: «أن يفتح» و في العوالم: «بفتحهما»].

[59] [في البحار والعوالم و الأسرار: «خزفة» و في الدمعة الساکبة: «خزفا»].

[60] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار: «الجانب الآخر مکتوب»].

[61] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار: «الجانب الآخر مکتوب»].

[62] [في البحار والعوالم و في الدمعة الساکبة والأسرار: «و رحل الي»].

[63] [في المطبوع: «مسجد»].

[64] [العبرات: «ابن‏الجباب»].

[65] [العبرات: «الحسين»].

[66] [العبرات: «النيحي»].

[67] [العبرات: «علي»].

[68] نسخة [و في العبرات]: زنجويه.

[69] [في الدمعة الساکبة مکانه: «في التبر المذاب ذکر هشام في کتاب السير باسناده الي أبي‏محمد...»].

[70] [في الدمعة الساکبة: «مع»].

[71] [في الدمعة الساکبة: «سبيات»].

[72] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[73] [في الدمعة الساکبة: «و کانوا»].

[74] [في نفس المهموم مکانه: «روي السبط ابن‏الجوزي مسندا عن أبي‏محمد عبدالملک بن هشام النحوي البصري في حديث: ان القوم کلما...»].

[75] [في الدمعة الساکبة: «الي حين»].

[76] [في الدمعة الساکبة: «الي حين»].

[77] [في المطبوع: «يرحلوا»، و في الدمعة الساکبة: «ترحلوا» و الي هنا حکاه فيه].

[78] [من هنا حکاه عنه في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[79] [العبرات: «عاداتهم»].

[80] [الامام الحسين و أصحابه: «هي»].

[81] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «قبله»].

[82] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «لئلا يراها»].

[83] [نفس المهموم: «جانبي»].

[84] بردي کجمزي نهر بدمشق الأعظم [و في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «بر واد»].

[85] سورة ابراهيم الآية: 42.

[86] سورة الشعراء الآية: 227.

[87] [لم يرد في فضائل الخسمة].

[88] [لم يرد في فضائل الخسمة].

[89] [فضائل الخمسة: «عنان السماء»].

[90] ايضا مروي است که جماعتي که در راه محافظت سر حسين عليه‏السلام مي‏کردند، چون در منزلي نزول مي‏کردند، سر را بر سر نيزه کردند و با اسيران مي‏داشتند و در بعضي منازل راهبي از دير خود اين معني مشاهده کرد. پرسيد: «اين سر کيست؟»

گفتند: «سر حسين بن علي بن ابيطالب عليه‏السلام است.»

راهب گفت: «شما بد قوم‏ايد. اگر موسي عليه‏السلام را فرزندي بود، هر آينه او را در چشم خود جامي‏داديم، شما بد مردمان‏ايد که فرزند رسول خود را مقتول مي‏سازيد. ده هزار دينار از من بگيريد و امشب بگذاريد که اين سر نزد من باشد.»

آن جماعت قبول اين معني کردند. راهب آن سر مبارک را گرفت، غسل داد و خوشبويي ماليد و در کنار خود نهاد. سپس ميل به جانب آسمان داشت و تا دم صبح نشست و گريه کرد و آن‏گاه مسلمان شد؛ به اين سبب که نوري ديد از آن سر بيرون آمده وبه جانب آسمان ساطع شد. بعد از اسلام از دير بيرون آمد و بقيه‏ي عمر خود به خدمت اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مشغول شد.

نقل است که آن جماعت سر حسين عليه‏السلام را برداشتند. ديناري چند از آن لشکر که غارت کرده بودند، به دست ايشان افتاد در اثناي راه مي‏خواستند زرها قسمت نمايند؛ چون سر کيسه‏ها گشادند، تمام خزف و سفاله شده بود و در يک طرف آن نوشته بود: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) و در جانب ديگر: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقل ينقلبون).

جهرمي، ترجمه صواعق المحرقه، / 346.

[91] [و في الأسرار مکان: «فارتحلوا الي طريق الحي فادرکهم المساء عند صومعة راهب، فنزلوا و استندوا الرأس بتلک الصومعة، و عن المنتخب في المراثي و الخطب، قال: ثم انهم نصبوا...»].

[92] [من هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة].

[93] [الأسرار: «يرثي الحسين»].

[94] [الدمعة الساکبة: «يعلم»].

[95] [الأسرار: «يرثي الحسين»].

[96] [في الدمعة الساکبة: «انا» و في الأسرار: «قد»].

[97] [الي هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة، 70/5].

[98] [الأسرار: «النور»].

[99] [الأسرار: «الي»].

[100] [الأسرار: «تنزلون»].

[101] [الأسرار:«الأحبار»].

[102] [الأسرار: «قالوا»].

[103] [الأسرار: «الأحبار»].

[104] [الأسرار: «لا تبکي السماء»].

[105] [الأسرار: «لا تبکي السماء»].

[106] [زاد في الأسرار: «أو لوصي»].

[107] [الأسرار: «ما أکشفه»].

[108] [الأسرار:«ما أکشفه»].

[109] [الأسار: «يزيد لجائزة»].

[110] [الأسرار: «يزيد لجائزة»].

[111] [لم يرد في الأسرار].

[112] [لم يرد في الأسرار].

[113] [لم يرد في الأسرار].

[114] [لم يرد في الأسرار].

[115] [الأسرار: «عليه»].

[116] [الأسرار: «عليه»].

[117] [في المطبوع: «لأکون»].

[118] [في المطبوع: «لأکون»].

[119] [الأسرار: «قتيلا»].

[120] [الأسرار: «قتيلا»].

[121] [الأسرار: «حسن»].

[122] [الأسرار: «حسن»].

[123] [في الدمعة الساکبة: «الماء»].

[124] [زاد في وسيلة الدارين: «في بعلبک»].

[125] [الدمعة الساکبة: «تجازبنا»]

[126] [الدمعة الساکبة: «نجاز به»].

[127] [وسيلة الدارين: «تخمس»].

[128] [في الدمعة الساکبة: «أساري» و في الأسرار: «بنات»].

[129] [أضاف في الأسرار: «عليهم»].

[130] [في الدمعة الساکبة: «رفعوا»].

[131] [زاد في الدمعة الساکبة: «علي قناة طويلة»].

[132] [زاد في الدمعة الساکبة والأسرار: «للرأس»] و

[133] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «و أنوارا»].

[134] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «و أنوارا»].

[135] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «الرأس»].

[136] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «الرأس»].

[137] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «قد لحق النور بعنان»].

[138] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «قد لحق النور بعنان»].

[139] [الأسرار: «تنزلون کتائب»].

[140] [الأسرار: «تنزلون کتائب»].

[141] [لم يرد في الأسرار].

[142] [لم يرد في الأسرار].

[143] [زاد في الدمعة الساکبة: «الأصبحي»].

[144] [زاد في الدمعة الساکبة والأسرار: «له»].

[145] [الأسرار: «قولهم»].

[146] [وسيلة الدارين: «قطر»].

[147] [أضاف في الدمعة الساکبة والأسرار: «عبيطا»

[148] [في الدمعة الساکبة «ما يکون»].

[149] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «في قتل»].

[150] [وسيلة الدارين: «أکشف الرأس الشريف»].

[151] [وسيلة الدارين: «أکشف الرأس الشريف»].

[152] [في الدمعة الساکبة: «مثقال درهم» و في الأسرار: «مثقال»].

[153] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «أحضر ما ذکرت، فاحضر»].

[154] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «أحضر ما ذکرت، فاحضر»].

[155] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[156] [زاد في الدمعة الساکبة والأسرار: «الدراهم»].

[157] [في الدمعة الساکبة: «رفعها»].

[158] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «الي الراهب»].

[159] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «فجعل الراهب».]

[160] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[161] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «فجعل الراهب».

[162] [لم يرد في الأسرار].

[163] [لم يرد في الأسرار].

[164] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «محمد المصطفي].

[165] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «محمد المصطفي].

[166] [الأسرار: «عبده و رسوله و أن»].

[167] [الأسرار: «عبده و رسوله و أن»].

[168] [في الدمعة الساکبة: «رفع».

[169] [الي هنا حکاه عنه في وسيلة الدارين].

[170] [في الدمعة الساکبة: «فجعلوا يقسمون» و في الأسرار: «فجعل يقسمون»].

[171] [في الدمعة الساکبة: «فجعلوا يقسمون» و في الأسرار: «فجعل يقسمون»].

[172] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «ينشد بهذه الأبيات (يقول)»].

[173] [في المطبوع: «غصبوا»، و في الدمعة الساکبة والأسرار: «غضبوا»].

[174] [أضاف في الأسرار: «حتي دخلوا دمشق»].

[175] [في المطبوع: «يجاز بنا»].

[176] [في المطبوع: «يجاز به»].

[177] [في المطبوع: «أمثالکم»].

[178] [في المطبوع: «غضبوا»].

[179] القسيسون: رؤساء النصاري، علمائهم واحده قسيس، و هو العالم بلغة الروم.

[180] قطب راوندي از اعمش روايت کرده است که گفت: در حرم ديدم، مردي از آنها را که همراه سر مبارک امام مظلوم به شام رفته بودند. گفت: در راه شام به دير راهبي از نصارا رسيديم و سر آن سرور بر نيزه بود و ما بر دور آن حراست مي‏کرديم. چون شراب حاضر کرديم که بخوريم و به عيش و شادي مشغول شويم، ناگاه ديديم که دستي از ديوار دير ظاهر شد و به قلم فولاد از مداد خون بر ديوار دير نوشت به اين مضمون که: «آيا اميد دارند امتي که حسين را شهيد کردند، شفاعت جد او را در قيامت؟!»

ما بسيار ترسيديم و برخاستيم که آن دست را بگيريم. ناپيدا شد. چون باز به کار خود مشغول شديم، باز آن دست ظاهر شد و بيت ديگر نوشت به اين مضمون: «به خدا سوگند که ايشان را شفاعت کننده نخواهد بود. در روز جزا، در عذاب خلدا مخلد خواهند بود.»

باز چون يکي از ما اراده کرد که آن را بگيرد، غايب شد. چون نشست، پيدا شد و بيت ديگر نوشت به اين مضمون: «به تحقيق که کشتند حسين را به حکم جور و مخالفت نمودند حکم کتاب خدا را.»

پس راهب از دير خود مشرف شد و ديد که نوري از سر آن سرور به جانب آسمان ساطع است. با آن لشکر شقاوت اثر خطاب کرد که: «از کجا مي‏آييد؟»

گفتند: از عراق مي‏آييم و به جنگ حسين رفته بوديم و اين سر اوست که براي يزيد مي‏بريم.»

راهب گفت: «حسين که پدر او پسر عم پيغمبر شماست، و مادر او دختر اوست؟»

گفتند: «آري.»

گفت: «لعنت بر شما! اگر عيسي را پسري مي‏بود، ما او را بر ديده‏هاي خود مي‏نشانيديم.»

سپس راهب گفت: «من التماس دارم که شما به سر کرده‏ي خود بگوييد که ده هزار درهم از پدر به من ميراث رسيده است. آن را از من بگيرد و سر اين سرور را به من بدهد که امشب نزد من باشد. چون وقت رحيل شود، من به او پس دهم.»

چون به عمر گفتند، گفت: «زر را بگيريد و سر را بدهيد که نزد او باشد تا هنگام رحيل.»

پس راهب دو هميان زر که ده‏هزار درهم بود از دير به زير انداخت و عمر آن زر را صرافي کرد و سرش را مهر کرد و به خزانه‏دار خود سپرد. سپس سر آن سرور را به آن نيک‏اختر داد.

راهب چون آن سر بزرگوار را به دير خود برد، صومعه‏ي او از نور آن سر منور روشن شد و صداي هاتفي را شنيد که گفت: «خوشا حال تو و خوشا حال کسي که حرمت اين بزرگوار را داند.»

پس راهب آن سر مطهر را به گلاب شست و با مشک و کافور معطر گردانيد و بر سجاده‏ي خود گذاشت و رو به آسمان گردانيد و گفت: «پروردگارا! به حق عيسي امر کن که اين سر بزرگوار با من سخن بگويد.»

ناگاه سر مبارک آن حضرت به سخن آمد و گفت: «اي راهب! چه مي‏خواهي؟»

راهب گفت: «تو کيستي؟»

سر آن حضرت فرمود: منم، فرزند دلبند محمد مصطفي و منم جگر گوشه‏ي علي مرتضي. منم نور ديده‏ي فاطمه‏ي زهرا و منم تشنه لب مظلوم اهل جور و جفا.»

راهب چون اين سخنان جانسوز را شنيد، خروش برآورد و روبه‏روي مبارک آن سرور گذاشت و گفت: «روي خود را برنمي‏دارم تا بگويي که من فردا شفيع توام.»

ناگاه از سر مبارک سيد شهدا صدا آمد که: «به دين جدم درآ، تا تو را شفاعت کنم در روز جزا.»

راهب گفت: «أشهد أن لا اله الا الله و أشهد ان محمدا رسول الله.»

پس، سر حضرت امام حسين عليه‏السلام قبول شفاعت او کرد.

چون صبح شد، خواستند که سر را از راهب گيرند. راهب بر بام دير آمد و گفت: «مي‏خواهم با سرکرده‏ي اين لشکر سخني بگويم.»

چون عمر به پاي دير آمد، راهب گفت: «تو را به خدا و جد صاحب اين سر، محمد مصطفي سوگند مي‏دهم که اين سر را در صندوق گذاري و ديگر به اين سر خفت نرساني.»

عمر قبول کرد؛ و ليکن وفا نکرد. راهب از دير فرود آمد و سر به صحرا گذاشت و در کوهها و بيابانها عبادت حق تعالي مي‏کرد تا به رحمت الهي واصل شد.

چون نزديک دمشق رسيدند، عمر از خزانه‏دار خود آن زرها را طلبيد؛ مهر خود را ملاحظه کرد و سر هميانها را گشود. ديد که همه‏ي زرها سفال شده و روي يک طرف آنها نقش شده است: (لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)؛ يعني: «گمان مکن که خدا غافل است از آنچه ظالمان مي‏کنند.»

و روي ديگر نقش بسته است: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)؛ يعني: «زود خواهند دانست ستمکاران که بازگشت ايشان به کجاست.»

پس آن ملعون گفت: «انا لله و انا اليه راجعون، زيانکار دنيا وعقبي شدم.»

و آن سفالها را فرمود در آب ريختند.

مترجم گويد که: قصه‏ي اين راهب و ظاهر شدن اعجاز از سر آن سرور بر او از قصه‏هاي مشهور و در اکثر کتب خاصه و عامه مذکور است. شعرا نيز آن را به نظم آورده‏اند و اکثر روايت کرده‏اند که در منزل قنسرين بود.

بعضي روايت کرده‏اند که: آن راهب يهودي بود؛ چون ديد از صندوقي که سر مبارک آن جناب در آن بود، نوري ساطع بود، آن سر مقدس را از ايشان گرفت و معطر گرداند و التماس شفاعت از او کرد. سر آن سرور فرمود: «اگر به دين جد درآيي، تو را شفاعت مي‏کنم.»

پس آن يهودي، جمعي کثير از ياران و خويشان خود را جمع کرد و همه مسلمانان شدند.

مجلسي، جلاء العيون، / 728 - 726.

[181] [المعالي: «يندبنک»].

[182] [المعالي: «أن أعرفک»].

[183] [لم يرد في المعالي].

[184] [لم يرد في المعالي].

[185] ابراهيم / 42.

[186] الشعراء / 227.

[187] و طي مسافت کردند و در کنار دير راهبي (راهب: کسي که دور از اجتماع به عبادت روزگار مي‏گذراند.) که آبي گوارا داشت، فرود شدند و اهل بيت را در طرفي بازداشتند و ديده بانان بر ايشان بگماشتند. سيد سجاد عليه‏السلام اين اشعار را انشار فرمود:



هوي الزمان فما تفني عجائبه

عن الکرام و لا تفني مصائبه (جمله (هوي الزمان): يا ماضي خبريه و يا دعائيه انشائيه است (در ابي‏مخنف هو الزمان است.))



فليت شعري الي کم ذا تجاذبنا؟

صروفه و الي کم لا نجاذبه (مجاذبه: منازعه و کشمکش.)



يسرونا علي الأقتاب عارية

و سائق العيس يحمي عنه عازبه (سائق: ساربانان. عيس: شتران نجيب. يحمي: بازداشته مي‏شود. عازب: غايب.)



کأننا من بنات الروم بينهم

أو کلما قاله المختار کاذبه



کفرتم برسول الله ويلکم

يا امة السوء! قد ضاقت مذاهبه



بالجمله، چون آفتاب طريق افول (افول: غروب). گرفت، لشکريان سر مبارک حسين عليه‏السلام را در کنار صومعه‏ي (صومعه: عبادتگاه نصاري) راهب جا دادند. پس بنشستند و به عيش و طرب و لهو و لعب پرداختند.

مکشوف باد که اسلام راهب و معجزه‏ي آن سر مبارک را مورخين و محدثين سني و شيعي در کتب معبره با اندک بينونتي رقم کردند؛ چنان که در کتاب فاضل مجلسي و کتاب خرايج و منتخب طريحي و روضة الاحباب و ديگر کتب به اسناد معتبره مرقوم است و من بنده، اين قصه را نقد کرده و مي‏نگارم. (يعني: مطالب نادرست را حذف کرده و آنچه را صحيح مي‏دانم، مي‏نويسم.).

چون لشکر ابن‏زياد در کنار دير راهب سر حسين عليه‏السلام را در صندوقي نهادند، فروگذاشتند و خود بنشستند. پاسي (پاس: يک حصه از هشت حصه شبانه روز؛ چون شبانه روز را هشت قسمت کرده‏اند و هر قسمت را پاسي ناميده‏اند.) از شب را به گساريدن کاسات (کاسات، جمع کاس: جام). عقار و استماع نقرات موسيقار به پاي بردند. آن‏گاه خوان بنهادند و به خورش و خوردني پرداختند. ناگاه نگريستند که دستي از ديوار بيرون شد و با قلمي از فولاد اين شعر را بر ديوار دير راهب با خون نگاشت:



أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب؟ (آيا گروهي که حسين را کشته است، شفاعت جد او را در روز قيامت اميد دارند؟)



آن جماعت سخت بترسيدند و بعضي پيش شدند که دست و قلم را مأخوذ دارند که ناپديد شد. چون بازآمدند و مشغول طعام شدند، ديگر باره آن دست با قلم فولاد بيرون شد و اين شعر نوشت:



فلا والله ليس لهم شفيع

و هم يوم القيامة في العذاب (نه! به خدا قسم براي آن‏ها شفيعي نيست و روز قيامت در عذاب خواهند بود.)



ديگر باره همگان برخاستند، باشد که آن دست را به دست گيرند. هم‏چنان ناپديد شد؛ چون بازشدند، باز بيرون شد و بنوشت:



و قد قتلوا الحسين بحکم جور

و خالف حکمهم حکم الکتاب (حسين را به حکم ستم کشتند و حکم آن‏ها مخالف حکم قرآن بود.)



ابومخنف لوط بن يحيي در کتاب خويش، سند به سهل مي‏رساند که: هاتفي ندا داد و اين اشعار را به اندک بينونتي بيان کرد:



أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة أحمد يوم الحساب



و قد غضبوا الاله و خالفوه

و لم يخشوه في يوم المآب (مآب: بازگشت (مراد روز قيامت است))



ألا لعن الاله بني‏زياد

و أسکنهم جهنم في العذاب



مع القصه، آن طعام بر حارسان سر حسين عليه‏السلام در آن شب ناگوار افتاد و با تمام خوف و خشيت بخفتند. نيمه شب راهب را چنا که رعد (رعد: غرش آسمان) بخروشد، بانگي به گوش رسيد. چون گوش فراداشت، همه ذکر تقديس و تسبيح شنيد. برخاست و سر از دريچه‏ي صومعه بيرون کرد. ديد که از صندوق که در کنار ديوار دير نهاده‏اند، نوري عظيم ساطع مي‏شود و چنان صعود مي‏کند که چنگ در دامن آسمان مي‏زند. آن‏گاه نگريست که درهاي آسمان فراز گشت و فريشتگان خداي فوجي از پس فرود آمدند و همي گفتند:

السلام عليک يا ابن‏رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، السلام عليک يا أباعبدالله! صلوات الله و سلامه عليک.

راهب را از اين احدوثه شگفت آمد و جزعي شديد و فزعي هولناک فراگرفت. ببود تا ظلمت منکشف (منکشف (اسم فاعل): زايل، برطرف) شد و سفيده سر برزد. پس از صومعه بيرون شد و به ميان جماعت آمد و بانگ درداد که: «زعيم (زعيم: رئيس) لشکر کيست؟»

گفتند: «خولي بن يزيد اصبحي.»

به نزديک خولي آمد و پرسش نمود: «در اين صندوق چيست که حمل مي‏دهيد؟»

گفت: «سر مردي خارجي و او در اراضي عراق بر يزيد بيرون شد و عبيدالله بن زياد او را به قتل رساند.»

گفت: «نامش چيست؟»

گفت: «حسين بن علي بن ابيطالب.»

گفت: «مادرش کيست؟»

گفت: «فاطمه‏ي زهرا دختر محمد مصطفي.»

راهب گفت: «هلاک باديد شما بدانچه کرديد. همانا احبار ما (احبار: جمع حبر: دانشمند نصاري.) سخن از در صدق کردند که گفتند: «انه اذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دما عبيطا».

يعني: «هر وقت اين مرد کشته شود، آسمان خون تازه خواهيد باريد!» و اين نيست جز در قتل نبي يا وصي نبي. اکنون خواستارم که: «ساعتي اين سر را با من گذاريد، آن‏گاه مسترد دارم.»

خولي گفت: «ما اين سر را مکشوف نمي‏داريم، مگر در نزد يزيد بن معاويه. و مأخوذ مي‏داريم از وي جايزه‏ي خويش را.»

راهب گفت: «جايزه‏ي تو چيست؟»

گفت: «به دره‏اي که حامل ده هزار درهم باشد.»

گفت: «اين مبلغ بر ذمت من است، که با تو عطا کنم.»

گفت: «حاضر کن!»

راهب همياني (هميان: کيسه‏ي چرمي.) بياورد که ده هزار درهم به شمار رفت. پس خولي آن مبلغ را در دو هميان مضبوط ساخت و خاتم برنهاد و به گنجور (گنجور: خزانه‏دار.) خويش داد و آن سر مبارک را به راهب سپرد. پس راهب با مشک و کافور در حريري بياکند و در کنار خود نهاد و بناليد و بگريست. آن‏گاه آن سر همايون را مخاطب داشت: «و قال: والله يعز علي يا أباعبدالله! أن لا أواسيک بنفسي، و لکن يا أباعبدالله! اذ لقيت جدک محمدا المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم، فاشهد لي: أني أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريک له و أشهد أن محمدا رسول الله و أشهد أن عليا ولي الله. أسلمت علي يديک و أنا مولاک».

راهب کلمه (کلمه: مقصود کلمه‏ي شهادتين است.) بگفت و در خدمت ابوعبدالله مسلماني گرفت.

در بعضي کتب و بحر اللئالي و شرح شافيه مسطور است که: سر حسين عليه‏السلام با راهب تکلم فرمود و شفاعت او را در قيامت بر ذمت نهاد. بالجمله، راهب آن سر را مسترد ساخت و لشکريان کوچ دادند. در منزل ديگر خواستند آن مبلغ را بخش کنند. خولي فرمان داد تا آن دو هميان را بياوردند. چون خاتم برگرفت، آن درهم‏ها را سفال يافت و بر يک جانب هر يک مکتوب بود: (لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) (قرآن مجيد (43 - 14)).

و بر جانب ديگر مکتوب بود: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (قرآن کريم (228 - 26)).

خولي گفت: «انا لله و انا اليه راجعون. خسر الدنيا و الآخرة.»

و مردم خويش را گفت: «اين راز را پوشيده داريد.»

در خبر است که آن راهب بعد از اين واقعه صومعه (صومعه: عبادتگاه) بيرون شد و در کوهسار مي‏زيست و به عبادت و زهادت (زهادت: پارسائي) روزگار به پا برد تا گاهي که رخت به سراي ديگر کشيد. (يعني مرد).

سپهر، ناسخ التواريخ، سيدالشهدا عليه‏السلام، 115 - 111/3.

[188] سبط ابن‏جوزي با سد از ابي‏محمد عبدالملک بن هشام نحوي مصري در ضمن حديثي روايت کرده است: آن جمع در هر منزلي بارمي‏انداختند. سر مقدس را از ميان صندوق بيرون مي‏آوردند و بالاي نيزه مي‏زدند و شب تا صبح پاسباني مي‏کردند. هنگام کوچ باز او را در صندوق مي‏نهادند و کوچ مي‏کردند. در يکي از منازل، کنار دير راهبي فرود آمدند و به شيوه‏ي خود سر را بالاي نيزه زدند و او را نگهباني مي‏کردند و آن نيزه را به ديوار دير تکيه دادند. نيمه شب آن راهب ديد نوري از جاي نيزه تا آسمان سر مي‏کشد. از بالاي دير روبه سوي آن‏ها کرد وگفت: «شما کيستيد؟»

گفتند: «از ياران ابن‏زياد.»

گفت: «اين سر از کيست؟»

گفتند: «سر حسين بن علي بن ابي‏طالب پسر فاطمه دختر رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم است.»

گفت: «پيغمبر شما؟»

گفتند: «آري!»

گفت: «شما بد مردمي هستيد. اگر مسيح فرزندي داشت، ما او را روي چشم جا مي‏داديم.»

سپس گفت: «ميل داريد کاري بکنيد؟»

گفتند: «چه کاري؟»

گفت: «ده هزار اشرفي پيش من است. آن را بستانيد و اين سر را بدهيد نزد من باشد تا صبح و هرگاه کوچ کنيد، آن را بگيريد.»

گفتند: «اين کار براي ما زياني ندارد.»

سر را به او دادند و او هم اشرفي‏ها را به آنها داد. راهب آن سر را شست و معطر کرد و بر زانو نهاد و نشست تا صبح گريست. چون صبح شد، گفت: «اي سر! من جز خود را مالک نيستم. اشهد ان لا اله الا الله و ان جدک محمدا رسول الله. تو هم شاهد باش که من دوست و بنده توام.»

سپس دير را با هر چه در آن بود، ترک کرد و خدمتکار اهل بيت شد.

ابن‏هشام در سيره مي‏گويد: «سر را گرفتند و به راه افتادند و چون نزديک دمشق رسيدند، به يکديگر گفتند: بياييد تا اين اشرفها را ميان خود قسمت کنيم. مبادا يزيد آن‏ها را ببيند و از ما بگيرد.» کيسه‏ها را آوردند و بازکردند. ديدند همه سفال شده و بر يک روي آن نوشته است: (فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمين)! گما مبر خدا از آنچه ستمکاران مي‏کنند غافل است، تا آخر آيه 42 سوره ابراهيم و روي ديگر نوشته است: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)؛ به زودي ستمکاران بدانند چه سرانجامي دارند؛ آيه آخر سوره شعرا.»

آن‏ها را در نهر بردي ريختند.

شيخ اجل سعيد بن هبة الله راوندي در خرائج اين روايت را به تفصيل نقل کرده و در ضمن گفته است: «چون راهب سر را رد کرد، از دير به زير آمد و در کوهستاني به عبادت پرداخت. رئيس آن قوم عمر بن سعد بود و او بود که پول‏ها را دريافت کرد و چون ديد سفال شده است به غلامان خود گفت: آن‏ها را به نهر ريختند. من گويم: طبق تواريخ عمر بن سعد با اين دسته به شام نرفته و بعيد است که با آن‏ها باشد و بعيدتر آن که در آخر خبر گفته است: عمر بن سعد به ري رفت و چون به محل حکومت خود رسيد، خدا عمرش را تباه کرد و در راه مرد؛ زيرا محقق است که عمر سعد را مختار در خانه‏ي او در کوفه کشت و دعاي مولاي ما حسين که فرمود: (و سلط الله عليک من يذبحک بعدي علي فراشک) خدا کسي را بر تو مسلط کند که در بسترت سرت را ببرد. درباره‏ي او مستجاب شد.

کمره‏اي، ترجمه نفس المهموم، / 202 - 201.