بازگشت

ابن زياد يخطب فيشتمهم و يشمت بهم و انكار عبدالله بن عفيف الأزدي عليه


و صلب أيضا (عبدالله) بن عفيف الأزدي، ثم الغامدي بالسبخة بالكوفة. و كان من قصته: أن عبيدالله لما ظفر بالحسين و أهله رضي الله عنهم، صعد المنبر، فقال: «الحمد لله الذي أظهر الحق، و نصر أميرالمؤمنين يزيد بن معاوية، و حزبه علي... [1] حسين و شيعته.

فوثب عبدالله بن عفيف هذا، و قد كانت ذهبت عينه اليسري يوم الجمل مع علي رضي الله عنه، و ذهبت الاخري يوم صفين، فكان ملازما للمسجد الجامع يصلي فيه الي الليل، فقال: «يا ابن مرجانة! ان الكذاب ابن الكذاب، والله، أنت و أبوك والذي ولاك و أبوه. تقتلون أبناء النبيين و تكلمون كلام الصديقين؟» فأتي ابن زياد به. فقال: «يا عدو الله! ما تقول في عثمان!» قال: «أقول فيه انه رجل أحسن و أساء و أصلح و أفسد. والله ولي عباده يقضي في عثمان و غيره بالحق والعدل. و لكن ان شئت فسلني عنك، و عن أبيك، و عن يزيد و أبيه». فقال: «لا أسألك حتي أذيقك الموت» قال: «قد كنت دعوت الله أن يرزقني الشهادة، قبل أن تلدك امك، علي يدي أعداء، خلق الله اليه و أبغضه اليه، فلما ذهب بصري يسئت منها. فالحمد لله الذي رزقنيها الله علي يأس و عرفني اجابة دعائي».

محمد بن حبيب، المحبر، / 481 - 480

قالوا: و خطب ابن زياد، فقال: الحمد لله الذي قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين و شيعته..

فوثب عبدالله بن عفيف الأزدي، ثم الغامدي و كان شيعيا، و كانت عينه اليسري ذهبت يوم الجمل واليمني يوم صفين، و كان لا يفارق المسجدالأعظم، فلما وسع مقالة ابن زياد [2] ، قال له: يا ابن مرجانة! ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك والذي


ولاه [3] و أبوه! يا ابن مرجانة! أتقتلون أبناء النبيين و تتكلمون بكلام الصديقين؟!

فقال ابن زياد: علي به. فنادي بشعار الأزد: مبرور، يا مبرور. و حاضرو الكوفة من الأزد يومئذ سبعمأة فوثبوا، فتخلصوه [4] حتي أتوا به أهله، فقال ابن زياد للأشراف: أما رأيتم ماصنع هؤلاء؟ قالوا: بلي، قال: فسيروا أنتم يا أهل اليمن [5] حتي تأتوني بصاحبكم - و امتثل صنيع أبيه في حجر حين بعث [اليه] أهل اليمن - [6] .

و أشار عليه عمرو بن الحجاج بأن يحبس [7] كل من كان في المسجد في الأزد. فحبسوا و فيهم عبدالرحمان بن مخنف و غيره، فاقتلت [8] الأزد و أهل اليمن قتالا شديدا، و استبطأ [ابن] زياد أهل اليمن، فقال لرسول بعثه اليهم: انظر [9] ما بينهم؟ [10] فرأي أشد قتل [11] ، فقالوا: قل للأمير انك لم تبعثنا الي نبط الجزيرة، و لا جرامقة الموصل، انما بعثتنا الي الأزد الي أسود الأجم، ليسوا ببيضة تحسي، و لأحرملة توطأ.

فقتل من ألأزد عبيدالله بن حوزة الوالبي و محمد بن حبيب الكبري [12] ، و كثرت القتلي بينهم و قويت اليمانية علي الأزد، و صاروا الي خص في ظهر دار [13] ابن عفيف، فكسروه، و اقتحموا، فناولته ابنته سيفه، فجعل يذب به و شدوا عليه من كل جانب، فانطلقوا به الي ابن زياد و هو يقول:



أقس لو يفسح لي من [14] بصري

شق عليكم موردي و صدري




و خرج سفيان بن يزيد بن المغفل ليدفع عن ابن عفيف، فأخذوه معه، فقتل ابن عفيف و صلب بالسبخة.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 414 - 413/3، أنساب الأشراف، 211 - 210/3 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 209 - 208/2

قال حميد بن مسلم: لما دخل عبيدالله القصر، و دخل الناس، نودي: الصلاة جامعة! فاجتمع الناس في المسجد الأعظم، فصعد المنبر ابن زياد فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد بن معاوية و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب، الحسين بن علي و شيعته؛ فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتي وثب اليه عبدالله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي، ثم أحد بني والبة - و كان من شيعة علي كرم الله وجهه، و كانت عينه اليسري ذهبت يوم الجمل مع علي، فلما كان يوم صفين ضرب علي رأسه ضربة، و اخري علي حاجبه، فذهبت عيبنه الاخري، فكان [15] لا يكاد يفارق [16] المسجد الأعظم يصلي فيه الي الليل، ثم ينصرف - قال: فلما سمع مقالة ابن زياد، قال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك والذي ولاك و أبوه، يا ابن مرجانة! أتقتلون أبناء النبيين، و تكلمون [17] بكلام الصديقين! فقال ابن زياد: علي به. قال: فوثبت عليه الجلاوزة، فأخذوه؛ قال [18] فنادي بشعار الأزد: يا مبرور - قال [19] : و عبدالرحمان بن مخنف الأزدي جالس [20] - فقال: ويح غيرك! أهلكت نفسك، و أهلكت قومك. قال [21] و حاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمائة مقاتل؛ قال: فوثب اليه فتية من الأزد، فانتزعوه فأتوا به أهله، فأرسل اليه من أتاه به، فقتله و أمر بصلبه في السبخة، فصلب هنالك. [22] .


الطبري، التاريخ، 459 - 458/6 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 208 - 207/2

ثم نادي عبيدالله بن زياد في الناس، فجمعهم في المسجد الأعظم، ثم [23] خرج و [24] و صعد المنبر.

قال: فصعد ابن زياد المنبر، فحمد الله و أثني عليه، و قال في بعض كلامه: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين، و أشياعه، و قتل الكذاب ابن الكذاب.

قال: فما زاد علي هذا الكلام شيئا و وقف، فقام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي رحمته الله، و كان من خيار الشيعة، و كان أفضلهم، و كان قد ذهبت عينه اليسري في يوم الجمل والاخري في يوم صفين، و كان لا يفارق المسجد الأعظم [25] يصلي فيه الي الليل ثم ينصرف الي منزله.


فلما سمع مقالة ابن زياد، وثب قائما، ثم قال: يا ابن مرجانة! الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك و من استعملك و أبوه، يا عدو الله! أتقتلون [26] أبناء النبيين، و تتكلمون بهذا الكلام علي منابر المؤمنين؟

قال: فغضب ابن زياد، ثم قال: من المتكلم؟ فقال: أنا المتكلم [27] يا عدو الله! أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس في كتابه، و تزعم أنك علي دين الاسلام؟ [28] وا عوناه [29] ! أين أولاد المهاجرين والأنصار، لا ينتقمون من طاغيتك [30] اللعين ابن اللعين علي لسان محمد نبي رب العالمين [31] . قال: فازداد غضبا [32] عدو الله حتي انتفخت أوداجه، ثم قال: علي به! قال: فتبادرت اليه الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه، فخلصوه من [33] أيدي الجلاوزة [34] ، و أخرجوه من باب المسجد، فانطلقوا به الي منزله.

و نزل ابن زياد عن المنبر، و دخل القصر، ودخل عليه أشراف الناس، فقال: أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم؟ فقالوا: قد رأينا أصلح الله الأمير، انما الأزد فعلت ذلك، فشد يديك بساداتهم فهم الذين استنقذوه [35] [36] من يدك [37] حتي صار الي منزله. قال: فأرسل ابن زياد الي عبدالرحمان [38] بن مخنف الأزدي، فأخذوه، و أخذ معه جماعة من الأزد، فحبسهم، و قال: والله لا خرجتم من يدي أو تأتوني بعبدالله بن عفيف.

قال: ثم دعا ابن زياد لعمرو بن الحجاج الزبيدي و محمد [39] بن الأشعث و شبث [40] بن


الربعي و جماعة من أصحابه، و قال لهم: اذهبوا الي هذا الأعمي أعمي الأزد الذي قد [41] أعمي الله قلبه كما أعمي عينيه [42] ، ائتوني به! قال: فانطلقت رسل عبيدالله [43] بن زياد [44] الي عبدالله بن عفيف، و بلغ ذلك الأزد فاجتمعوا، و اجتمع معهم أيضا قبائل اليمن، ليمنعوا عن صاحبهم [45] . عبدالله بن عفيف [46] . بلغ ذلك ابن زيا، فجمع قبائل مضر وضمهم الي [محمد بن - [47] ] الأشعث، أمره بقتال القوم.

قال: فأقبلت قبائل مضر نحو اليمن، و دنت منهم اليمن، فاقتتلوا قتالا شديدا، فبلغ ذلك ابن زياد، فأرسل الي أصحابه يؤنبهم، فأرسل اليه عمرو بن الحجاج، يخبره باجتماع اليمن عليهم. قال: و بعث اليه شبث [48] بن الربعي: أيها الأمير! انك قد بعثتنا الي أسود الآجام، فلا تعجل! قال: و اشتد قتال القوم حتي قتل جماعة منهم من العرب، قال: و دخل أصحاب ابن زياد الي دار ابن عفيف فكسروا الباب، و اقتحموا عليه، فصاحت به ابنته: يا [49] أبت! أتاك [50] القوم [51] من حيث لا تحتسب [52] فقال: لا عليك يا ابنتي! ناوليني السيف. قال: فناولته، فأخذوه و جعل يذب عن نفسه و هو يقول:



أنا ابن ذي الفضل العفيف الطاهر

عفيف شيخي و ابن أم عامر



كم دارع من جمعهم و حاسر

و بطل جندلته مغادر

قال: و جعلت ابنته، تقول: يا ليتني كنت رجلا فأقاتل بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة


قاتلي العترة البررة. [قال - [53] ] و جعل القوم يدورون عليه من خلفه و عن يمينه و عن [54] شماله و هو يذب [55] عن نفسه بسيفه، و ليس يقدر أحد أن يتقدم اليه؛ قال: و تكاثروا عليه [56] من كل ناحية حتي أخذوه، فقال جندب بن عبدالله الأزدي: انا لله و انا اليه راجعون! [57] أخذوا والله عبدالله بن عفيف [58] فقبح [59] والله العيش من بعده [60] .

قال: ثم أتي به حتي أدخل علي عبيدالله بن زياد، فلما رآه، قال: الحمد لله الذي أخزاك. فقال له عبدالله بن عفيف: يا عدو الله بهذا أخزاني، والله لو فرج [الله - [61] ] عن بصري لضاق عليك موردي، [62] [و] مصدري. [63] .

قال: فقال ابن زياد: يا عدو نفسه! ما تقول في عثمان بن عفان رضي الله عنه؟ فقال: يا ابن عبد بني علاج! يا ابن مرجانة و سمية! ما أنت و عثمان بن عفان؟ عثمان [64] أساء أم [65] أحسن و أصلح أم [66] أفسد، والله تبارك و تعالي ولي خلقه يقضي [67] بين خلقه [68] و بين عثمان بن عفان بالعدل والحق، و لكن سلني عن أبيك و عن يزيد و أبيه!

فقال ابن زياد: والله لا سألتك عن شي ء أو تذوق الموت. فقال عبدالله بن عفيف: الحمد لله رب العالمين! أما اني كنت أسأل [69] ربي عزوجل أن يرزقني الشهادة. [70] و الان


فالحمد لله الذي رزقني اياها [71] بعد الاياس منها، عرفني الاجابة منه لي في قديم دعائي! فقال ابن زياد: اضربوا عنقه! فضربت رقبته و صلب - رحمة الله عليه.

ابن أعثم، الفتوح، 234 - 229/5

ثم قام من مجلسه حتي خرج من القصر و دخل المسجد، فصعد المنبر، فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب و شيعته.

فقام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي و كان من شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له [72] : يا عدو الله! ان الكذاب [73] أنت و أبوك، و الذي ولاك و أبوه، يا ابن مرجانة! تقتل أولاد النبيين، و تقوم علي المنبر [74] مقام الصديقين؟ فقال ابن زياد: علي به، فأخذته [75] الأزد: فاجتمع منهم سبعمأة [76] ، فانتزعوه من الجلاوزة، فلما كان الليل، أرسل اليه ابن زياد من أخرجه من بيته، فضرب عنقه، و صلبه في السبخة رحمة الله عليه. [77] .


المفيد، الارشاد 122 - 121/2 مساوي عنه: الاربلي، كشف الغمة، 67/2؛ المجلسي، البحار، 121/45؛ البحراني، العوالم، 388/17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 480؛ القمي، نفس المهموم، / 412

«قال»: و لما كمل له ذلك، نادي في الناس، فجمعهم في المسجد الأعظم، ثم خرج، و دخل المسجد، و صعد المنبر؛ فحمدالله و أثني عليه، فكان من بعض كلامه أن قال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين و أشياعه، و قتل الكذاب ابن الكذاب.

قال: فما زاد علي هذا شيئا، حتي وثب اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، ثم العامري - أحد بني والبة - و كان من رؤساء الشيعة و خيارهم؛ و كان قد ذهبت عينه اليسري يوم الجمل، والاخري يوم صفين، و كان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم، يصلي فيه الي الليل، ثم ينصرف الي منزله.

فلما سمع مقالة ابن زياد، وثب اليه، و قال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب و ابن الكذاب أنت و أبوك و من استعملك و أبوه، يا عدو الله و رسوله! أتقتلون أبناء النبيين و تتكلمون بهذا الكلام علي منابر المسلمين؟

فغضب عبيدالله بن زياد و قال: من المتكلم؟ فقال: أنا المتكلم يا عدو الله، أتقتل الذرية الطاهرة الذين قد أذهب الله عنهم الرجس في كتابه، و تزعم أنك علي دين الاسلام؟ واغوثاه! أين أولاد المهاجرين والأنصار، لينتقموا من هذا الطاغية اللعين ابن اللعين علي لسان رسول الله رب العالمين؟ فازداد غضب ابن زياد حتي انتفخت أوداجه، فقال: علي به!

فوثبت اليه الجلاوزة فأخذوه، فنادي بشعار الأزد: يا مبرور! و كان عبدالرحمان بن مخنف الأزدي في المسجد، فقال: ويح نفسك! أهلكتها، و أهلكت قومك و حاضرو [78] .


الكوفة يومئذ سبعمائة مقاتل من الأزد، فوثبت اليه فتية من الأزد، فانتزعوه منهم، و انطلقوا به الي منزله، و نزل ابن زياد عن المنبر و دخل القصر، و دخلت عليه أشراف الناس، فقال: أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم؟ قالوا: رأينا أصلح الله الأمير، انما فعل ذلك الأزد، فشد يدك بساداتهم، فهم الذين استنفذوه من يدك.

فأرسل عبيدالله الي عبدالرحمان بن مخنف الأزدي فأخذه، و أخذ جماعة من أشراف الأزد فحبسهم، و قال: لا خرجتم من يدي أو تأتوني بعبدالله بن عفيف، ثم دعا بعمرو ابن الحجاج الزبيدي، و محمد بن الأشعث، و شبث بن ربعي، و جماعة من أصحابه، فقال لهم: اذهبوا الي هذا الأعمي الذي أعمي الله قلبه كما أعمي عينيه، فآتوني به.

فانطلقوا يريدون عبدالله بن عفيف و بلغ الأزد ذلك؛ فاجتمعوا و انضمت اليهم قبائل من اليمن ليمنعوا صاحبهم، فبلغ ذلك ابن زياد، فجمع قبائل مضر، و ضمهم الي محمد بن الأشعث، و أمره أن يقاتل القوم، فأقبلت قبائل مضر، ودنت منهم اليمن، فاقتتلوا قتالا شديدا، و بلغ ذلك ابن زياد، فأرسل الي أصحابه يؤنبهم، و يضعفهم، فأرسل اليه عمرو ابن الحجاج، يخبره باجتماع اليمن معهم، و بعث اليه شبث بن ربعي، أيها الأمير! انك بعثتنا الي أسود الآجام فلا تعجل. و اشتد اقتتال القوم، حتي قتلت جماعة من العرب و وصل القوم الي دار عبدالله بن عفيف، فكسروا الباب و اقتحموا عليه، فصاحت ابنته: يا أبتي أتاك القوم من حيث تحذر. فقال: لا عليك يا بنية ناوليني سيفي. فناولته السيف، فجعل يذب عن نفسه و هو يقول:



أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر

عفيف شيخي و أنا ابن عامر



كم دارع من جمعكم و حاسر

و بطل جدلته مغاور



و جعلت ابنته تقول: ليتني كنت رجلا فأقاتل بين يديك هؤلاء الفجرة، قاتلي العترة البررة! و جعل القوم يدورون عليه من يمينه و شماله و ورائه، و هو يذب عن نفسه بسيفه فليس أحد يقدم عليه كلما جاؤوه من جهة، قالت ابنته: جاؤوك يا أبتي من جهة كذا. حتي تكاثروا عليه من كل ناحية، و أحاطوا به، فقالت ابنته: وا ذلاه! يحاط بأبي و ليس له ناصر يستعين به. و جعل عبدالله يدافع و يقول:




والله لو يكشف لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



و ما زالوا به حتي أخذوه، فقال جندب بن عبدالله الأزدي صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: انا لله و انا اليه راجعون، أخذوا والله عبدالله بن عفيف، فقبح الله العيش بعده.

فقام و جعل يقاتل من دونه، فأخذ أيضا، و انطلق بهما، و ابن عفيف يردد «والله لو يكشف لي عن يصري البيت».

فلما أدخل علي عبيدالله، قال له: الحمد لله الذي أخزاك. فقال ابن عفيف: يا عدو الله! بماذا أخزاني (والله لو يكشف عن بصري البيت) فقال له: ما تقول في عثمان؟ فقال: يا ابن مرجانة! يا ابن سمية! يا عبد بني علاج! ما أنت و عثمان أحسن أم أسماء، و أصلح أم أفسد، الله ولي خلقه يقضي بينهم بالعدل والحق، و لكن سلني عنك و عن أبيك، و عن يزيد و أبيه. فقال ابن زياد: لا سألتك عن شي ء، أو تذوق الموت.

فقال ابن عفيف: الحمد لله رب العالمين، كنت أسأل الله أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك امك مرجانة، و سألته أن يجعل الشهادة علي يدي ألعن خلقه، و أشرهم و أبغضهم اليه، و لما ذهب بصري أيست من الشهادة، أما الآن، فالحمد لله الذي رزقينها بعد اليأس منها، و عرفني الاستجابة منه لي في قديم دعائي. فقال عبيدالله: اضربوا عنقه. فضربت، و صلب.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 55 - 52/2

[و بالسند المتقدم] [أخبرنا ابن ناصر، قال: أنبأنا ابن السراج: قال: أنبأنا أبوطاهر محمد بن علي العلاف، قال: حدثنا أبوالحسين ابن أخي ميمي، حدثنا الحسين بن صفوان] قال ابن أبي الدنيا: و حدثني محمد بن صالح قال: حدثنا علي بن محمد، عن شيخ من الأزد، عن سليمان بن [أبي] راشد:

عن حميد بن مسلم قال: خطبنا عبيدالله بن زياد فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، و نصر أميرالمؤمنين و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب وشيعته.

فقام عبدالله بن عفيف الكندي، فقال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب ابن الكذاب أنت و من ولاك.

ابن الجوزي، الرد علي المتعصب العنيد، / 44 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 207/2


ثم نادي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فصعد المنبر فخطبهم و قال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين ابن علي و شيعته.

فوثب اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، ثم الوالبي و كان ضريرا قد ذهبت احدي عينيه يوم الجمل مع علي والاخري بصفين معه أيضا، و كان لا يفارق المسجد، يصلي فيه الي الليل، ثم ينصرف فلما سمع مقالة ابن زياد قال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك. والذي ولاك و أبوه، يا ابن مرجانة! أتقتلون أبناء النبيين و تتكلمون بكلام الصديقين؟ فقال: علي به. فأخذوه. فنادي بشعار الأزد: يا مبرور! فوثب اليه فتية من الأزد، فانتزعوه، فأرسل اليه من أتاه به فقتله، و أمر بصلبه في المسجة، فصلب رحمته الله. [79] .

ابن الأثير، الكامل، 297/3

ثم قام عبيدالله خطيبا، فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب، و شيعته.


فقام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي و كانت احدي عينيه ذهبت يوم الجمل والاخري يوم صفين مع علي عليه السلام، و قال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب أنت و أبوك والذي ولاك [و أبوه]، أتقتلون أولاد النبيين، و تتكلمون بكلام الصديقين؟ فأمر به ابن زياد، فمنعه الأزد، و انتزعوه من أيدي الجلاوزة فأتي منزله، فقال ابن زياد: اذهبوا الي أعمي الأزد أعمي الله قلبه، فأتوني به.

فلما بلغ الأزد ذلك، اجتمعوا، و قبائل اليمن معهم، فبلغ ذلك ابن زياد، فجمع قبائل مضر و ضمهم الي ابن الأشعث، و أمره بالقتال، فاقتتلوا، و قتل بينهم جماعة، و وصل أصحاب عبيدالله الي دار عبدالله بن عفيف. فكسروا الباب، و اقتحموا عليه، فصاحت ابنته: أتاك القوم من حيث تحذر. فقال: لا عليك، ناوليني سيفي. فناولته، فجعل يذب به عن نفسه، ويقول:



أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر

عفيف شيخي و ابن أم عامر



كم دارع من جمعكم و خاسر

فقالت ابنته: يا ليتني كنت رجلا أخاصم بين يديك هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة.



والقوم محدقون كلما جاؤوه من جهة أشعرته و هو يذب عن نفسه و يقول:



أقسم لو فرج لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



فتكاثروا عليه، فأخذوه.

فقالت ابنته: وا ذلاه! يحاط بأبي و ليس له ناصر.

أدخلوه علي عبيدالله، فقال: الحمد لله الذي أخزاك. فقال: يا عدو الله! بماذا [80] أخزاني!



والله لو فرج لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



قال: يا عدو الله! ما تقول في عثمان؟ فقال: يا عبد بني علاج! يا ابن مرجانة! ما أنت


و عثمان؟ أساء أم أحسن، فقد لقي ربه. و هو ولي خلقه يقضي بينهم بالعدل، و لكن سلني عن أبيك، و عن يزيد و أبيه. فقال له: والله لا سألتك عن شي ء حتي تذوق الموت عطشا. فقال: الحمد لله رب العالمين أما اني كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك امك، و سألته أن يجعلها علي يدي ألعن خلقه، و أبغضهم اليه، فلما كف بصري يئست من الشهادة، والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها.

فأمر ابن زياد، فضرب عنقه و صلب في السبخة.

ابن نما، مثير الأحزان / 51 - 50

و خرج الي المسجد، فخطب، و أبلغ في ذم آل أبي طالب، و مدح آل أبي سفيان، و كان من كلامه: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين و أشياعه، و قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي.

فوثب عبدالله بن عفيف الأزدي، و كان من خيار الشيعة و كانت ذهبت احدي عينيه يوم الجمل، والاخري يوم صفين، و كان يلزم المسجد، فقال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب و ابن الكذاب أنت و أبوك، و من استعملك و أبوه يا عدو الله، أتقتل أولاد النبيين؟ و تتكلم بمثل هذا علي منابر المسلمين، تقتل الذرية الطاهرة، و تزعم أنك مسلم؟ وآ غوثاه! أين أولاد المهاجرين والأنصار؟ ألا ينتقون من اللعين ابن اللعين؟ فغضب ابن زياد لعنه الله و أمر بأخذه، و تخلصه أشراف الأزد، و هرب، و رجع ابن زياد لعنه الله الي منزله و بعث بجماعة حتي أخذوا عبدالله بن عفيف، و قتله.

المحلي، الحدائق الوردية، 125 - 124/1

قال ابن أبي الدنيا: ثم جمع ابن زياد الناس في المسجد، ثم خطب، و قال: الحمد لله الذي قتل الكذاب ابن الكذاب حسين و شيعته.

فقام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي و كان منقطعا في المسجد ذهبت عينه اليمني [81] مع علي عليه السلام يوم صفين، فقال: يا ابن مرجانة! الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك والذي ولاك يا ابن مرجانة! أتقتلون أولاد النبين، و تتكلمون بكلام الفاسقين.

فقال ابن زياد: دونكم اياه. فصاح عفيف بشعار الأزد، فثار اليه منهم سبعمائة رجل، فحلموه الي داره.


ثم قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله الي أهله، و هو يقول في طريقه: ما رجع أحد مثل ما رجعت أطعت الفاسق ابن زياد الظالم ابن الفاجر، و عصيت الحاكم العدل، و قطعت القرابة الشريفة.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 147

قال الراوي: ثم ان ابن زياد صعد المنبر [82] فحمد الله و أثني عليه و قال في بعض كلامه: الحمد لله [83] الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين [84] و أشياعه [85] ، و قتل الكذاب ابن الكذاب [86] .

فما زاد علي هذا الكلام شيئا حتي قام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، و كان من خيار الشيعة و زهادها و كانت عينه اليسري، ذهبت في [87] يوم الجمل والاخري في يوم الصفين [88] ، و كان يلازم المسجد الأعظم يصلي فيه الي الليل، [89] فقال يا ابن زياد [90] ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك و من استعملك و أبوه، يا عدو الله أتقتلون أبناء [91] النبيين و تتكلمون بهذا الكلام علي منابر المؤمنين [92] .

قال الراوي: فغضب ابن زياد و قال [93] : من هذا المتكلم؟ فقال [94] : أنا المتكلم يا عدو الله! أتقتل [95] الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها [96] الرجس [97] ، و تزعم أنك علي دين


الاسلام؟ واغوثاه! أين أولاد [98] المهاجرين والأنصار؟ لا ينتقمون [99] من طاغيته [100] اللعين ابن اللعين، علي لسان [101] رسول رب العالمين.

قال الراوي: فازداد غضب ابن زياد [102] لعنه الله حتي انتفخت أوداجه، و قال: علي به. فتبادرت [103] اليه [104] الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه، فقامت [105] الأشراف من الأزد من بني عمه [106] ، فخلصوه [107] من أيدي الجلاوزة [108] ، و أخرجوه من باب المسجد و انطلقوا به الي منزله. فقال ابن زياد: [109] اذهبوا الي هذا الأعمي أعمي [110] الأزد، أعمي الله قلبه كما أعمي عينه [111] . فأتوني به.

[112] قال: فانطلقوا اليه [113] ، [114] فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا، و اجتمعت [115] معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.

قال: [و] بلغ [116] ذلك ابن زياد، فجمع قبائل مضر [117] ، وضمهم الي محمد بن الأشعث


و أمرهم [118] بقتال القوم.

قال الراوي: فاقتتلوا قتالا شديدا حتي قتل بينهم جماعة من العرب. قال: و وصل أصحاب ابن زياد الي دار عبدالله بن عفيف، [119] فكسروا الباب [120] ، و اقتحموا [121] عليه، فصاحت ابنته: أتاك القوم من حيث تحذر. فقال: لا عليك، ناوليني [122] سيفي.

قال: فناولته اياه، فجعل يذب عن نفسه، و يقول:



أنا ابن ذي الفضل عفيف [123] الطاهر

عفيف شيخي و ابن ام عامر



كم دارع من جمعكم [124] و حاسر [125]

و بطل جدلته مغاور [126]



قال: و جعلت ابنته، تقول: يا أبت [127] ليتني كنت رجلا أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة، قاتلي العترة البرزة. قال: و جعل القوم يدورون عليه من كل جهة، و هو يذب عن نفسه، [128] فلم يقدر [129] عليه أحد، و كلما جاء [130] من جهة قالت [131] : يا أبت [132] ! جاؤوك من جهة كذا. حتي تكاثروا عليه، و أحاطوا به، فقالت بنته [133] :: وا ذلاه! يحاط بأبي و ليس له ناصر يستعين به! فجعل يدير سيفه، و يقول (شعر) [134] :




أقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



[135] قال الراوي: فما زالوا به حتي أخذوه، ثم حمل، فأدخل علي ابن زياد فلما رآه قال: الحمد لله الذي أخزاك. فقال له عبدالله بن عفيف: يا عدو الله! و بماذا أخزاني الله؟



والله لو فرج لي عن بصري

ضاق عليك موردي و مصدري [136]



فقال ابن زياد: يا عدو الله! ما تقول في عثمان بن عفان؟ فقال: يا عبدبني علاج [137] ! يا ابن مرجانة! - و شتمه [138] - ما أنت و عثمان بن عفان؟ أساء [139] أو [140] أحسن و أصلح أم أفسد. والله تبارك و تعالي ولي خلقه، يقضي بينهم و بين عثمان بالعدل والحق [141] ، و لكن سلني عن أبيك، و عنك و عن يزيد و أبيه.

فقال ابن زياد: والله لا سألتك [142] عن شي ء أو [143] تذوق الموت [144] غصة بعد غصة [145] . فقال عبدالله بن عفيف: الحمد لله رب العالمين، أما اني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من [146] قبل أن تلدك امك، و سألت الله أن يجعل ذلك علي يدي [147] ، ألعن خلقه و أبغضهم اليه، فلما كف بصري يئست عن الشهادة [148] و الآن [149] ، فالحمد لله الذي رزقنيها [150] .


فقال ابن زياد: اضربوا عنقه. فضربت [151] عنقه، و صلب في السبخة [152] . [153] .


ابن طاووس، اللهوف، / 169 - 164 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 121 - 119/45؛ البحراني، العوالم، 388 - 386/17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 56 - 54/5؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 480 - 479؛ القمي، نفس المهموم، / 412 - 410؛ المازندراني، معالي السبطين، 118 - 117/2؛ مثله الأمين، لواعج الأشجان، / 214 - 211

ثم نودي: «الصلاة جامعة»، فاجتمع الناس في المسجد الأعظم، فصعد ابن زياد المنبر، فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد بن معاوية


و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي، و شيعته.

فوثب اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، و كان من شيعة علي، و كانت عينه اليسري ذهبت يوم الجمل مع علي، والاخري بصفين معه، و كان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم، يصلي فيه الي الليل، ثم ينصرف، فقال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك، والذي ولاك و أبوه، يا ابن مرجانة! تقتلون أبناء النبين، و تكلمون بكلام الصديقين. فقال ابن زياد: علي به. فوثبت عليه الجلاوزة، فأخذوه، فنادي بشعار الأزد: «يا مبرور» فوثبت اليه فئة من الأزد، فانتزعوه، و أتوابه أهله، فأرسل اليه من أتاه به، فقتله، ثم أمر بصلبه في السبخة، فصلب.

النويري، نهاية الارب، 467 - 466/20

و أمر ابن زياد، فنودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فصعد المنبر، فذكر ما فتح الله عليه من قتل الحسين الذي أراد أن يسلبهم الملك، و يفرق الكلمة عليهم.

فقام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، فقال: ويحك يا ابن زياد! تقتلون أولاد النبيين، و تتكلمون بكلام الصديقين! فأمر به ابن زياد، فقتل، و صلب.

ابن كثير، البداية والنهاية، 191/18

قال ابن أبي شاكر في تاريخه: [...] ثم نادي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، و صعد المنبر، فخطب، و قال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب حسين بن علي و شيعته.

فوثب اليه عبدالله بن عفيف الأزدي - و كان شيخا كبيرا ضريرا، قد ذهب بصره، قد ذهبت [154] احدي عينيه بصفين، والاخري يوم الجمل، و كان لا يفارق المسجد يصلي فيه الي الليل، ثم ينصرف، فلما سمع عبيدالله - قام، فقال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب ابن الكذاب لأنت و أبوك، والذي ولاك و أبوه، يا ابن مرجانة! تقتلون أولاد الأنبياء، و تتكلمون بكلام الصديقين؟!


فقال ابن زياد: علي به. فأخذوه، فنادي بشعار الأزد: [مبرور يا مبرور] فوثب اليه فئة من الأزد، فانتزعوه، فأرسل اليه [ابن زياد] من أتاه به، فقتله، و صلبه في السبخة. [155] .

الباعوني، جواهر المطالب، 293 - 292/2


قال: ثم خرج ابن زياد لعنه الله، و دخل المسجد، فصعد المنبر، فحمدالله و أثني عليه،


ثم قال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد و أشياعه، و قتل الكذاب ابن الكذاب.

قال: فما زاد علي هذا الكلام شيئا حتي وثب اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، و كان من رؤساء الشيعة و خيارهم، و كانت عينه اليسري قد ذهبت يوم الجمل، والاخري يوم صفين، و كان لا يكاد أن يفارق المسجد الأعظم يصلي فيه الي الليل، ثم ينصرف الي منزله، فلما سمع مقالة اللعين وثب اليه قائما و قال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب و ابن الكذاب أنت و أبوك و استعملك و أبوه، يا عدو الله! أتقتلون أبناء خير النبيين، و تتكلمون بهذا الكلام علي منابر المسلمين؟

فغضب ابن زياد، ثم قال: من المتكلم؟

فقال: أنا المتكلم، يا عدو الله! أتقتل الذرية الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس في كتابه و تزعم أنك علي دين الاسلام؟ وا غوثاه! أين أبناء المهاجرين والأنصار؟ [ينتقمون منك و] [156] من طاغيتك اللعين ابن اللعين علي لسان محمد نبي رب العالمين؟

قال: فازداد غضب عدو الله، ثم قال: علي به. فوثب اليه الجلاوزة فأخذوه، فنادي بشعار الأزد، و عبدالرحمان بن مخنف الأزدي في المسجد، فقال: ويحك أهلكت نفسك و قومك. و كان في الكوفة يومئذ سبعمائة [مقاتل] [157] من الأزد، فوثبوا اليه و انتزعوه منهم، و انطلقوا به الي منزله، و نزل ابن زياد عن المنبر و دخل القصر، و دخل عليه أشراف الناس، فقال: أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم؟

فقالوا: قد رأينا أصلح الله الأمير، و انما الأزد فعلت ذلك، فشد يدك علي ساداتهم فهم الذين استنقذوه من يدك، فأرسل ابن زياد الي عبدالرحمان بن مخنف الأزدي، فأخذه، و أخذ معه جماعة من [أشراف] [158] الأزد فحبسهم، و قال: لا خرجتم من يدي أو تأتوني بعبدالله بن عفيف، ثم دعا بعمرو بن الحجاج الزبيدي و محمد بن الأشعث و شبث


ابن ربعي و جماعة من أصحابه، و قال لهم: اذهبوا الي هذا الأعمي الذي أعمي الله قلبه كما أعمي بصره فائتوني به.

و انطلقت رسل اللعين يريدون ابن عفيف، و بلغ ذلك الأزد، فاجتمعوا، و اجتمع معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم عبدالله بن عفيف.

و بلغ ذلك ابن زياد، فجمع قبائل مضر و ضمهم الي محمد بن الأشعث و أمره بقتال القوم.

قال: فأقبلت قبائل مضر نحو قبائل اليمن، فاقتتلوا قتالا شديدا، و بلغ ذلك ابن زياد، فأرسل الي أصحابه يؤنبهم [159] و يضعفهم، فأرسل اليه عمرو بن الحجاج يخبره باجتماع اليمن عليهم، و بعث اليه شبث بن ربعي: أيها الأمير! انك أرسلتنا الي أسود الآجام، فلا تعجل.

قال: و اشتد قتال القوم حتي قتل بينهم جماعة من العرب.

و وصل اقوم الي دار عبدالله بن عفيف، فكسروا الباب و اقتحموا عليه، و صاحت ابنته: يا أباه! أتاك القوم من حيث تحذر.

فقال: لا عليك يا ابنتي ناوليني سيفي، فناولته السيف، فأخذه و جعل يذب عن يمينه و شماله بسيفه و يقول:



أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر

عفيف شيخي و ابن ام عامر



كم دارع من جمعكم و حاسر

و بطل جندلته مغاور؟



و جعلت ابنته تقول: القوم عن يمينك، القوم عن يسارك، يا ليتني كنت رجلا فأقاتل بين يديك هؤلاء الفجرة، قاتلي العترة البررة.

و جعل القوم يدورون حوله عن يمينه و شماله و من ورائه و هو يذب عن نفسه بسيفه و ليس أحد يقدم عليه، ثم تكاثروا عليه من كل ناحية حتي أخذوه.


فقال جندب بن عبدالله الأزدي صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: انا لله و انا اليه راجعون، أخذ والله عبدالله بن عفيف، فقبح العيش من بعده، و قام ثم قاتل من دونه فأخذ أيضا.

و انطلق بهما الي ابن زياد لعنه الله و عبدالله يقول:



اقسم لو يكشف لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



فلما أدخلا علي ابن زياد قال لعبدالله: الحمد لله الذي أخزاك.

قال عبدالله: و بما أخزاني، يا عدو الله؟



والله لو يكشف لي عن بصري

ضاق عليكم موردي ومصدري



فقال له ابن زياد: يا عدو نفسه، ما تقول في عثمان؟

فقال: يا ابن مرجانة! و يا ابن سمية الزانية! ما أنت و عثمان أساء أم أحسن، أصلح أم أفسد؟ والله تعالي ولي خلقه، يقضي بينهم و بين عثمان بالعدل، و لكن سلني عنك، و عن أبيك، و عن يزيد و أبيه.

فقال ابن زياد: لا أسألك عن شي ء الا أن تذوق الموت.

فقال ابن عفيف: الحمد لله رب العالمين، أما اني كنت أسأل ربي أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك مرجانة، و سألته أن يجعل ذلك علي يد ألعن خلق الله و أبغضه اليه، فلما ذهب بصري أيست من الشهادة، والآن الحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها، و عرفني الاجابة منه لي في قديم دعائي.

فقال ابن زياد لعنه الله: اضربوا عنقه، فضربت و صلب رحمته الله.

محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس، 371 - 367/2

ثم قام من مجلسه، و خرج من القصر، و جاء المسجد، و صعد المنبر، و قال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر الأمير يزيد بن معاوية، و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب و شيعته.

فقام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، و كان من شيعة علي عليه السلام، و قال بأعلي صوته: يا


عدو الله! الكذاب أنت و أبوك، والذي ولاك و أبوه. يا ابن مرجانة! تقتل أولاد الأنبياء، و تقوم مقام الصديقين الأتقياء. قال ابن زياد: علي به. فأخذته الجلاوزة، فنادي بشعار [160] الأزد، فاجتمع منهم، جمع كثير، فانتزعوه من أيديهم، فلما كان الليل أمر ابن زياد: من يأتيه به؟ و قد كان كف بصره، فهجموا عليه، و لم يكن عنده غير ابنته، فقال لها: يا بنية! ناوليني سيفي و قولي خلفك، و أمامك، و عن يمينك، و عن شمالك. فقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم ظفروا به و أخذوه أسيرا الي ابن زياد، فقال له: الحمد لله الذي أعمي عينيك. فقال له: الحمد لله الذي فتح عينيك، و أعمي قلبك. فأمر به، فضربت عنقه، و صلب، رحمة الله عليه.

الطريحي، المنتخب، 480 - 479/2

قال أبومخنف رحمته الله: فلما أصبح ابن زياد لعنه الله جمع الناس في المسجد [161] ، ورقي المنبر، و جعل يسب عليا، والحسن والحسين، فقام اليه [162] عبدالله بن عفيف الأزدي و كان شيخا كبيرا، قد كف بصره و كان له صحبة مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال له: [163] صه فض الله [164] فاك و لعن [165] جدك و أباك، و عذبك و أخزاك، و جعل النار مثواك، ما كفاك قتل الحسين عن سبهم علي المنابر، و لقد سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول [166] : «من سب عليا فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله أكبه الله [167] علي منخريه في النار».

فأمر [168] ابن زياد لعنه الله بضرب عنقه، فمنع عنه قومه، و حملوه الي منزله، فلما جن [169] الليل دعا ابن زياد لعنه الله بخولي الأصبحي، و ضم اليه خمسمائة فارس، و قال له [170] : انطلق الي الأزدي و أتتني برأسه.


فساروا حتي أتوا الي [171] منزل عبدالله بن عفيف رحمته الله، و كانت له ابنة صغيرة، فسمعت صهيل الخيل، فقالت: يا أبتاه! ان الأعداء قد هجموا عليك. فقال: ناوليني سيفي وقفي في مكانك، و لكن [172] قولي لي: القوم عن يمينك و شمالك، و خلفك و أمامك.

ثم وقف لهم في مضيق و جعل يضرب يمينا و شمالا، فقتل خمسين [173] فارسا [174] و هو يصلي علي النبي و آله، و هو يرتجز، و يقول [175] .



والله لو يكشف لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



و كنت منكم قد شفيت غلتي

اذ [176] لم يكن ذا اليوم قومي تخفري



أم كيف لي والأصبحي قد أتي

[177] في جيشه الي لقا الغضنفر [178]



لو بارزوني [179] واحدا فواحدا

[180] ضاق عليهم موردي [181] و مصدري [182] .



قال: فتكاثروا عليه و أخذوه أسيرا [183] الي ابن زياد لعنه الله، فلما نظر اليه قال: الحمد لله الذي أعمي عينيك. فقال له عبدالله بن عفيف رحمته الله: الحمد لله الذي أعمي قلبك [184] . فقال ابن زياد لعنه الله: قتلني الله ان لم أقتلك أشر قتلة. فضحك عبدالله، وقال له: قد ذهبت عيناي يوم صفين مع أميرالمؤمنين، و قد سألت الله أن يرزقني الشهادة علي يد


أشر الناس، و ما علمت علي [185] وجه الأرض أشر منك و أنشأ يقول:



صحوت و ودعت الصبا و الغوانيا

و قلت لأصحابي أجيبوا المناديا



و قولوا له اذ قام يدعو الي الهدي

و قتل العدي لبيك لبيك داعيا



و قوموا له اذ شد للحرب أزره

فكل امري يجزي بما كان ساعيا



و قودوا الي الأعداء كل مضمر

لحوق وقودوا السابحات النواجيا



و سيروا الي الأعداء بالبيض والقنا

و هزوا حرابا نحوهم و العواليا



و حنوا [186] لخير الخلق جدا و والدا

حسين لأهل الأرض لا زال [187] هاديا



[188] ألا ابكوا [189] حسينا معدن الجود والتقي

وكان عند غسوق اليل فابكو اماميا



[190] ألا ابكوا [191] حسينا كلما ذر شارق

و عند غسوق الليل فابكوا اماميا



و يبكي حسينا كل حاف و ناعل

و من راكب في الأرض أو كان ماشيا



لحي الله قوما كاتبوه لعذرهم [192] .

و ما [193] فيهم من كان للدين حاميا



و لا من وفي بالعهد اذ حمي الوغي

و لا زاجرا عنه المضلين ناهيا



و لا قائلا لا تقتلوه فتخسروا

و من يقتل الزاكين يلقي المخازيا



و لم يك الا ناكثا أو معاندا

و ذا فجرة يأتي اليه و عاديا



و أضحي حسين للرماح درية

فغودر مسلوبا علي الطف ثاويا



قتيلا كأن لم يعرف الناس أصله

جزي الله قوما قاتلوه المخازيا



فيا ليتني اذ ذاك كنت لحقته

و ضاربت عنه الفاسقين مفاديا [194] .






و دافعت عنه ما استطعت مجاهدا

و أغمدت سيفي فيهم و سنانيا



و لكن عذري واضح غير مختف

و كان قعودي ظلة من ضلاليا



و يا ليتني غودرت فيمن أجابه [195] .

و كنت له في موضع القتل فاديا [196] .



و يا ليتني جاهدت عنه بأسرتي

و أهلي و خلاني جميعا و ماليا



تزلزلت الآفاق من عظم فقده

و أضحي له الحصن المحصن خاويا



و قد زالت الأطواد من عظم قتله

و أضحي له سامي [197] الشناخيب هاويا



و قد كسفت شمس الضحي لمصابه

و أضحت له الآفاق جهرا بواكيا



فيا امة ضلت عن الحق والهدي

أنيبوا [198] فان الله [199] في الحكم عاليا



و توبوا الي التواب من سوء فعلكم

و ان لم تتوبوا [200] تدركون المخازيا [201] .



و كونوا ضرابا بالسيوف و بالقنا

تفوزوا [202] كما فاز الذي كان ساعيا



و اخواننا كانوا اذا الليل جهنم

تلوا طوله القرآن ثم المثانيا



أصابهم أهل الشقاوة والغوي

فحتي متي لا يبعث الجيش عاديا



عليهم سلام الله ما هبت الصبا

و ما لاح نجم أو [203] تحدر هاديا [204] .



قال [205] : فلما فرغ من شعره أمر به ابن زياد لعنه الله، فضربت عنقه و صلبه [206] . [207] .


مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 109 - 106 مساوي عنه: الدربندي، أسرار الشهادة، / 481 - 480

(نادرتان): (الاولي) ان عبيدالله بن زياد لما ظفر بالحسين رضي الله عنه و أهله صعد المنبر، فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق، و نصر يزيد بن معاوية و حزبه علي الكذاب حسين.

فوثب عبدالله بن عفيف رضي الله عنه، و كانت عينه اليسري قد ذهبت يوم الجمل مع علي رضي الله عنه، و ذهبت عينه الاخري يوم صفين، و كان يلازم المسجد يصلي فيه الي الليل، فقال: يا ابن مرجانة! ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك والذي ولاك [208] ، تقتلون أبناء الأنبياء، و تتكلمون بكلام الصديقين؟ فأومأ اليه ابن زياد و قال: يا عدو الله ما تقول في عثمان؟ فقال: عدو الله أنت، ذلك الرجل أحسن و أساء، و أصلح و أفسد، والله ولي خلقه يقضي في عثمان و غيره بالحق والعدل، و لكن ان شئت سلني عنك، و عن أبيك، و عن يزيد، و عن أبيه. فقال: لا أسألك حتي أذيقك الموت. فقال: دعوت الله تعالي أن يرزقني شهادة قبل أن تلدك امك علي يد أعدي خلق الله تعالي، و أبغضهم له، فلما ذهب بصري، يئست منها، فالحمد لله الذي رزقينها علي يأسي، و عرفني الاجباة لي منه علي قديم دعائي.

فنزل و قتله و صلبه بالسبخة في الكوفة، انتهي من مختصر التواريخ.


الشبلنجي، نورالأبصار، / 267 - 275

قال حميد بن مسلم: أمر ابن زياد أن ينادي الصلاة جامعة، فاجتمعوا في الجامع الأعظم ورقي ابن زياد المنبر، فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي، و شيعته.

فلم ينكر أحد من اولئك الجمع الذي غمره الضلال الا عبدالله بن عفيف الأزدي، ثم الغامدي أحد بني والبة فانه قام اليه و قال:

يا ابن مرجانة! الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك، الذي ولاك و أبوه يا ابن مرجانة! أتقتلون أبناء النبيين و تتكلمون بكلام الصديقين؟ فقال ابن زياد: من هذا المتكلم؟

قال ابن عفيف: أنا المتكلم، يا عدو الله! أتقتلون الذرية الطاهرة التي أذهب الله عنهم الرجس و تزعم أنك علي دين الاسلام، وا غوثاه! أين أولاد المهاجرين والأنصار؟ لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين علي لسان محمد رسول رب العالمين.

فازداد غضب ابن زياد، و قال: علي به. فقامت اليه الشرطة.

فنادي ابن عفيف بشعار الأزد: «يا مبرور». فوثب اليه عدد كثير ممن حضر من الأزد، و انتزعوه، و أتوا [209] به أهله.

و قال له عبدالرحمان بن مخنف الأزدي: ويح غيرك، لقد أهلكت نفك و عشيرتك.ثم أمر ابن زياد بحبس جماعة من الأزد فيهم عبدالرحمان بن مخنف الأزدي، و في الليل ذهب جماعة من قبل ابن زياد الي منزله، ليأتوه به. فلما بلغ الأزد ذلك تجمعوا، و انضم اليهم أحلافهم من اليمن، و بلغ ابن زياد تجمعهم، فأرسل مضر مع محمد بن الأشعث، فاقتتلوا أشد قتال، و قتل من الفريقين جماعة، و وصل أصحاب ابن الأشعث الي دار ابن عفيف، و اقتحموا الدار، فصاحت ابنته: أتاك القوم.

قال لها: لا عليك ناوليني سيفي. فجعل يذب به عن نفسه، و يقول:



أنا ابن ذي الفضل العفيف الطاهر

عفيف شيخي و ابن ام عامر






كم دارع من جمعكم و حاسر

و بطل جدلته مغادر



و ابنته تقول له: ليتني كنت رجلا أذب بين يديك هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة.

و لم يقدر أحد منهم أن يدنو منه، فان ابنته تقول له: أتاك القوم من جهة كذا. و لما أحاطوا به صاحت: وا ذلاه! يحاط بأبي و ليس له ناصر يستعين به، و هو يدور بسيفه. و يقول:



أقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



و بعد أن تكاثروا عليه، أخذوه، و أتوا به الي ابن زياد، فقال له: الحمد لله الذي أخزاك.

قال ابن عفيف: و بماذا أخزاني؟



والله لو فرج لي عن بصري

ضاق عليكم موردي و مصدري



قال ابن زياد: يا عدو الله! ما تقول في عثمان؟

فشتمه ابن عفيف، و قال: ما أنت و عثمان، أساء أم أحسن، أصلح أم أفسد، و ان الله تبارك و تعالي ولي خلقه، يقضي بينهم و بين عثمان بالعدل والحق، و لكن سلني عن أبيك، و عنك، و عن يزيد، و أبيه.

فقال ابن زياد: لا سألتك عن شي ء، و لتذوق الموت غصة بعد غصة.

قال ابن عفيف: الحمد لله رب العالمين، أما اني كنت أسأل ربي أني رزقني الشهادة من قبل أن تلدك امك، و سألت الله أن يجلعها علي يدي ألعن خلقه، و أبغضهم اليه، و لما كف بصري يئست من الشهادة، أما الآن والحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها، و عرفني الاجابة في قديم دعائي. فأمر ابن زياد بضرب عنقه، و صلبه في السبخة.

المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 428 - 426



پاورقي

[1] عبارة مطموسة بالأصل والظاهر «الکذاب ابن‏الکذاب» فراجع قول ابن‏عفيف فيما يأتي و راجع تاريخ الطبري (السلسلة الثانية ص 373).

[2] [زاد في العبرات: «قام»].

[3] [في أنساب الأشراف والعبرات: «ولاک»].

[4] [العبرات: «فخلصوه»].

[5] [العبرات: «فأتوني بصاحبکم»].

[6] [العبرات: «فأتوني بصاحبکم»].

[7] [في أنساب الأشراف والعبرات: «يجلس»].

[8] [في أنساب الأشراف والعبرات:«فاقتتلت»].

[9] [العبرات: «بينهم؟ فنظر»].

[10] [العبرات: «بينهم؟ فنظر»].

[11] [في أنساب الأشراف والعبرات: «قتال»].

[12] [في أنساب الأشراف والعبرات: «البکري»].

[13] [لم يرد في العبرات].

[14] [العبرات: «عن»].

[15] [العبرات: «لا يفارق»].

[16] [العبرات: «لا يفارق»].

[17] [العبرات: «تتکلمون»].

[18] [لم يرد في العبرات].

[19] [لم يرد في العبرات].

[20] [العبرات: «جالسا»].

[21] [لم يرد في العبرات].

[22] حميد بن مسلم گويد: وقتي عبيدالله به قصر آمد و کسان به نزد وي رفتند، نداي نماز جماعت داده شد و کسان در مسجد اعظم فراهم شدند. ابن‏زياد به منبر رفت و گفت: «حمد خدايي را که حق واهل حق را غلبه داد و اميرمؤمنان، يزيد بن معاويه و دسته‏ي وي را ياري کرد و دروغگو پسر دروغگو، حسين بن علي و شيعه‏ي وي را بکشت.»

گويد: ابن‏زياد اين سخن را به سر نبرده بود که عبدالله بن عفيف ازدي غامدي والبي از جاي جست. وي از شيعيان علي کرم الله وجهه بود که در جنگ جمل همراه علي بود و چشم چپش از دست رفته بود. در جنگ صفين هم ضربتي به سرش خورد و چشم ديگرش از دست برفت. او پيوسته در مسجد اعظم بود و تا هنگام شب آن جا نماز مي‏کرد و آن‏گاه مي‏رفت.

گويد: وقتي ابن‏عفيف گفتار ابن‏زياد را شنيد، گفت: «اي پسر مرجانه! دروغگو پسر دروغگو تويي و پدرت و آن که تو را ولايتدار کرد و پدرش. اي پسر مرجانه! فرزندان انبيا را مي‏کشيد و سخن صديقان مي‏گوييد؟»

ابن‏زياد بانگ زد: «او را پيش من آريد.»

گويد: نگهبانان برجستند و او را گرفتند.

گويد: ابن‏عفيف بانگ زد و گفت: «اي مبرور.» که اين، شعار ازديان بود.

گويد: «عبدالرحمان بن مخنف ازدي نشسته بود. گفت: «و اي دشمنت! خودت را به هلاکت دادي. قومت را نيز به هلاکت دادي.»

گويد: در آن وقت، هفتصد جنگاور از ازديان در کوفه بودند.

گويد: پس، گروهي از جوانان ازد برجستند و او را بگرفتند و پيش کسانش بردند؛ اما عبيدالله کسان فرستاد و او را بياورد و بکشت و بگفت تا در شوره‏زار بياوزيزند و آن جا آويخته شد.

پاينده، ترجمه تاريخ طبري، 3070 - 3069/7.

[23] ليس في د.

[24] ليس في د.

[25] زيد في د: و کان.

[26] من الطبري؛ و في النسخ: أن تقتلون، و في المقتل: تقتل، و في نور العين: تقتلون.

[27] ليس في د.

[28] ليس في د.

[29] ليس في د.

[30] ليس في د.

[31] ليس في د.

[32] من د، و في الأصل و بر: غضب.

[33] في د: بين أيديهم.

[34] في د: بين أيديهم.

[35] في النسخ: استنقضوه - کذا.

[36] ليس في د.

[37] ليس في د.

[38] في د: عبدالله - خطأ.

[39] في الأصل: عمر، و في د و بر: عمرو؛ و التصحيح من المقتل.

[40] في النسخ: شبيب.

[41] ليس في د.

[42] من د، و في الأصل و بر: عينه.

[43] من د و بر، و في الأصل: عبيد.

[44] زيد في الأصل و بر: يريدون.

[45] ليس في د.

[46] ليس في د

[47] من المقتل.

[48] في النسخ: شبيب.

[49] في د: أباه أتتک.

[50] في د: أباه أتتک.

[51] ليس في د.

[52] ليس في د.

[53] من د.

[54] ليس في د و بر.

[55] من د و بر، و في الأصل: بدت.

[56] ليس في د.

[57] ليس في د.

[58] ليس في د.

[59] في د: قبح.

[60] في د: بعد عبدالله بن عفيف.

[61] من د، و في القتل: لي.

[62] ليس في د، و ما بين الحاجزين من بر.

[63] ليس في د، و ما بين الحاجزين من بر.

[64] من المقتل، و في الأصل و د: ابنا و - کذا، و في برمطوس.

[65] من المقتل، و في الأصل و د: ابنا و - کذا، و في برمطوس.

[66] من المقتل: و في النسخ: و.

[67] من د و بر، و في الأصل: بين خلفه؛ و في المقتل: بينهم.

[68] من د و بر، و في الأصل: بين خلفه؛ و في المقتل: بينهم.

[69] سقط من د.

[70] سقط من د؛ و زيد في الأصل و بر «الله» بعد «رزقني».

[71] سقط من د؛ و زيد في الأصل و بر «الله» بعد «رزقني».

[72] [لم يرد في کشف الغمة].

[73] [کشف الغمة: «الکاذب»].

[74] [کشف الغمة: «المنابر»].

[75] [في البحار والعوالم والأسرار و نفس المهموم مکانه: «فلما أخذته...»].

[76] [زاد في الأسرار و نفس المهموم: «رجل»].

[77] سپس از جاي خود برخاست و از قصر بيرون آمد. وارد مسجد شد. پس به منبر بالا رفت و گفت: «سپاس خداوندي را که حق و اهل حق را آشکار ساخت و اميرالمؤمنين، يزيد و پيروانش را ياري کرد و دروغگوي، پسر دروغگو و پيروانش را بکشت.»

پس عبدالله بن عفيف ازدي که از شيعيان اميرالمؤمنين عليه‏السلام بود از جا برخاست و به او گفت: «اي دشمن خدا! همانا دروغگو، تو و پدرت هستي و آن کس که تو را فرمانروا کرده و پدرش! اي پسر مرجانه! فرزندان پيغمبران را مي‏کشي و بالاي منبر به جاي راستگويان مي‏نشيني (و هر سخن زشتي که مي‏خواهي، بر زبان مي‏راني)»!

ابن‏زياد گفت: «او را پيش من آري.»

پاسبانان او را گرفتند. عبدالله بن عفيف قبيله‏ي ازد را به ياري طلبيد. هفتصد تن از ايشان گردآمدند و او را از دست پاسبانان گرفتند (ابن‏زياد چون که نيروي مقاومت در برابر آنان را ندارد، درنگ کرد).

چون شب شد، کس فرستاد و او را از خانه بيرون کشيدند و گردنش را زدند و در جايي به نام سبخه او را به دار زدند؛ رحمة الله عليه.

رسولي محلاتي، ترجمه ارشاد، 122 - 121/2.

[78] [في المطبوع: «حاضر»].

[79] سپس ندا داد که مردم براي نماز عمومي حاضر شوند (در مسجد جمع شوند). مردم جمع شدند و او بر منبر رفت و چنين خطبه خواند:

«حمد خداوندي را که حق را آشکار و اهل حق را ظاهر و غالب و اميرالمؤمنين يزيد و ياران او را ياري کرد و کذاب بن کذاب را کشت که حسين و شيعيان او باشند.»

ناگاه عبدالله بن عفيف ازدي والبي از جاي خود جست. او کور بود. يک چشم را در جنگ جمل به ياري علي و چشم ديگر را در جنگ صفين باز به ياري علي از دست داده بود. او هميشه در مسجد بود که نماز مي‏خواند و روز را در همان جا به شب مي‏رساند و بعد مي‏رفت (به خانه). چون خطبه ابن‏زياد را شنيد، گفت: «اي فرزند مرجانه! کذاب ابن‏کذاب تو و پدرت و آن کسي که به تو امارت داده (يزيد) و پدرش (معاويه) است. اي زاده مرجانه! شما فرزندان پيغمبر را مي‏کشيد و به زبان صديقين (اوليا) سخن مي‏رانيد (خود را راستگو و پرهيزگار و پاک مي‏دانيد)؟»

گفت (ابن‏زياد): «او را بگيريد و نزد من آريد.»

او (عبداله) شعار قبيله ازد را که لفظ «يا مبرور» باشد، به زبان آورد، جوانان قبيله ازد هجوم بردند و او را از دست مأموران گرفتند و نجات دادند و به خانه خود نزد خانواده‏اش بردند. بعد، ابن‏زياد فرستاد و او را کشيد و کشت و نعش او را بر در مسجد به دار کشيد. خداوند او را بيامرزاد (کلمه‏ي مؤلف)!

خليلي، ترجمه کامل، 196 - 195/5.

[80] [في لامطبوع: «فماذا»].

[81] اليسري.

[82] [زاد في الأسرار: «أي في اليوم الذي أحضر أهل البيت في مجلسه جري فيه ما مر ذکره»].

[83] [في اللواعج مکانه: «ثم ان ابن‏زياد، قام في مجلسه، و دخل المسجد، فصعد المنبر، فقال: الحمد لله...»].

[84] [اللواعج: «يزيد و حزبه»].

[85] [اللواعج: «يزيد و حزبه»].

[86] [زاد في الأسرار واللواعج:«و شيعته»].

[87] [لم يرد في الأسرار].

[88] [في البحار والعوالم والدمعة الساکبة و نفس المهموم والمعالي واللواعج: «صفين»].

[89] [في البحار والعوالم والدمعة الساکبة والأسرار و نفس المهموم واللواعج: «(ثم ينصرف) فقال: يا ابن‏مرجانة»].

[90] [في البحار والعوالم والدمعة الساکبة والأسرار و نفس المهموم واللواعج: «(ثم ينصرف) فقال: يا ابن‏مرجانة»].

[91] [الأسرار: «أولاد»].

[92] [اللواعج: «المسلمين»].

[93] [في البحار والعوالم: «ثم قال»].

[94] [الأسرار: «فقال ابن‏عفيف»].

[95] [البحار: «تقتل»].

[96] [في البحار والعوالم والأسرار: «عنهم»].

[97] [زاد في الأسرار واللواعج: «و طهرهم تطهيرا»].

[98] [لم يرد في الأسرار].

[99] [في العوالم والدمعة الساکبة والأسرار: «لينتقموا» و في اللواعج: «ينتقمون منک و»].

[100] [في البحار والعوالم والأسرار و نفس المهموم والمعالي و اللواعج: «طاغيتک»].

[101] [زاد في البحار والعوالم والدمعة الساکبة والأسرار و نفس المهموم واللواعج: «محمد»].

[102] [زاد في الأسرار: «غضبا»].

[103] [في البحار والعوالم: «فبادر» و في الأسرار: «فبادرت»].

[104] [الأسرار: «عليه»].

[105] [اللواعج: «فنادي بشعار الأزد: يا مبرور! و في الکوفة يومئذ من الأزد سبعمائة مقاتل، فاجتمعوا و انتزعوه من الجلاوزة، و قيل: وثب اليه فتيان منهم و قيل: قامت»].

[106] [زاد في الأسرار: «فجاؤوا اليه»].

[107] [اللواعج: «منهم»].

[108] [اللواعج: «منهم»].

[109] [الأسرار: «انطلقوا الي هذه الأعمي»].

[110] [الأسرار: «انطلقوا الي هذه الأعمي»].

[111] [في العوالم والدمعة الساکبة والأسرار: «عينيه»].

[112] [لم يرد في اللواعج].

[113] [لم يرد في اللواعج].

[114] [لم يرد في البحار والدمعة الساکبة].

[115] [في الدمعة الساکبة والأسرار: «و اجتمع»].

[116] [في نفس المهموم: «فلما بلغ»].

[117] [نفس المهموم: «مصر»].

[118] [في الدمعة الساکبة: «فأمرهم» و في اللواعج: «و أمره»].

[119] [الأسرار: «فکسروه»].

[120] [الأسرار: «فکسروه»].

[121] [الدمعة اساکبة: «و اقتحموها»].

[122] [الأسرار: «ناولني»].

[123] [الدمعة الساکبة: «العفيف»].

[124] [اللواعج: «قومکم»].

[125] [المعالي: «و خاسر»].

[126] [في البحار والدمعة الساکبة والمعالي: «مغادر»].

[127] [في الأسرار: «يا أبتاه»].

[128] [في الدمعة الساکبة و اللواعج: «فليس يقدم»].

[129] [في الدمعة الساکبة و اللواعج: «فليس يقدم»].

[130] [في البحار والعوالم والأسرار: «جاءوا» و في الدمعة الساکبة و نفس المهموم والمعالي واللواعج: «جاءوه»].

[131] [في الدمعة الساکبة واللواعج: «فقالت ابنته»].

[132] [في البحار والعوالم: «يا أبه قد» و في الأسرار: «يا أبتاه قد»].

[133] [في الدمعة الساکبة والمعالي واللواعج: «ابنته»].

[134] [لم يرد في البحار والعوالم والدمعة الساکبة والأسرار و نفس المهموم والمعالي واللواعج].

[135] [لم يرد في اللواعج].

[136] [لم يرد في اللواعج].

[137] [في نفس المهموم: «يا بني‏عبدعلاج»].

[138] [الأسرار: «و سمية»].

[139] [في البحار والعوالم والأسرار: «ان أساء»].

[140] [في البحار والعوالم والدمعة الساکبة و الأسرار واللواعج:«أم» و في المعالي: «دو»].

[141] [لم يرد في الأسرار].

[142] [في الدمعة الساکبة: «لا أسألنک» و في اللواعج: «لا أسألک»].

[143] [الأسرار:«الا أن»].

[144] [لم يرد في البحار والدمعة الساکبة والأسرار، و في نفس المهموم: «غصة»].

[145] [لم يرد في البحار والدمعة الساکبة والأسرار، و في نفس المهموم: «غصة»].

[146] [لم يرد في البحار والدمعة الساکبة والأسرار].

[147] [في الأسرار واللواعج: «يد»].

[148] [في البحار والعوالم والدمعة الساکبة والأسرار والمعالي واللواعج: «من الشهادة»].

[149] [اللواعج: «الي الآن»].

[150] [زاد في البحار والعوالم والدمعة الساکبة والأسرار و نفس المهموم والمعالي واللواعج: «بعد الياس منها و عرفني الاجابة منه في قديم دعائي»].

[151] [في العوالم والدمعة الساکبة والأسرار و نفس المهموم والمعالي: «فضرب»].

[152] [أضاف في المعالي: «و قال ابن‏الأثير في الکامل: و صلبت في المسجد»].

[153] راوي گفت: سپس ابن‏زياد بر منبر شد و حمد و ثناي الهي به جا آورد و ضمن سخن گفت: «سپاس خدايي را که حق و اهل حق را پيروز کرد و اميرالمؤمنين و پيروانش را ياري فرمود و دروغگو و فرزند دروغگو را کشت.»

همين که اين سخن بگفت، پيش از آن که جمله‏ي ديگري ادا کند، عبدالله بن عفيف ازدي برخاست. اين بزرگوار از بهترين افراد شيعه و زهاد بود و ديده‏ي چپ او در جنگ جمل از دست رفته بود و ديده راستش به روز صفين. همواره ملازم مسجد بود و همه روز را تا شب در مسجد به نماز مشغول بود. گفت: «اي پسر زياد! دروغگو و پسر دروغگو تو هستي و پدرت و کسي که تو را بر ما فرماندار کرده است و پدرش. اي دشمن خدا! فرزندان پيغمبران را مي‏کشيد و بر فراز منبرهاي مؤمنين چنين سخن مي‏رانيد؟»

راوي گفت: ابن‏زياد در خشم شد و گفت: «اين سخنگو کيست؟»

عبدالله گفت: «منم اي دشمن خدا! خاندان پاکي را که خداوند از آنان پليدي را بر کنار فرموده است، مي‏کشي و گمان مي‏کني که مسلماني؟ اي واي! کجايند مهاجران و انصار که از امير سرکش تو که خود و پدرش به زبان محمد پيغمبر پروردگار جهانيان ملعون است، انتقام بگيرند؟»

راوي گفت: خشم ابن‏زياد فزون‏تر شد تا آن جا که رگ‏هاي گردنش پر از خون شد و گفت: «اين مرد را نزد من بياوريد.»

پيشخدمتان از هر طرف پيش دويدند تا او را بگيرند. اشراف قبيله‏ي ازد که پسر عمويش بودند، به پا خاستند واو را از دست فراشان گرفتند واز در مسجد بيرونش بردند و به خانه‏اش رساندند. ابن‏زياد دستور داد: «برويد واين کور قبيله‏ي ازد را که خداوند دلش را نيز مانندچشمش کور کند، به نزد من آوريد.»

راوي گفت: مأموران رفتند. چون خبر به قبيله‏ي ازد رسيد، جمع شدند و قبيله‏هاي يمن نيز با آنان هم آهنگي کردند تا نگذارند بزرگشان گرفتار شود.

راوي گفت: به ابن‏زياد گزارش رسيد. او دستور داد، قبيله‏هاي مضر به خدمت زير پرچم احضار شدند و به فرماندهي محمد بن اشعث فرمان جنگ داد.

راوي گفت: جنگ سختي کردند تا آن که گروهي از عرب در اين ميان کشته شدند.

راوي گفت: سربازان ابن‏زياد تا در خانه‏ي عبدالله عفيف پيشروي کردند و در را شکستند و به خانه هجوم بردند. دخترش فرياد برآورد: «مردم آمدند؛ از راهي که بيم آن داشتي.»

گفت: «ببا تو کاري ندارند. شمشير مرا بياور.»

دختر شمشير را به دستش داد. عبدالله از خود دفاع مي‏کرد و شعري به اين مضمون مي‏خواند:



فرزند فاضلم عفيف و طاهر

بابم عفيف و مامم ام‏عامر



بس قهرمان چابک و دلاور

کافکندم از شما به خون شناور



راوي گفت: دخترش مي‏گفت: «پدر جان! اي کاش من مرد بودم و در برابر تو امروز با اين بدکاران و قاتلان خاندان نيکان مبارزه مي‏کردم!»

راوي گفت: مردم از هر طرف گرد او را مي‏گرفتند و او از خود دفاع مي‏کرد و کسي را جرأت پيشرفت نبود و از هر طرف که مي‏آمدند، دخترش مي‏گفت: «پدر جان! از فلان سو آمدند.»

تا آن که افراد دشمن زياد شدند و گردش را گرفتند. دخترش گفت: «آه، ذليل شدم. پدرم را احاطه کرده‏اند و ياري ندارد که پدرم از او ياري بطلبد.»

عبدالله شمشير به گرد خود مي‏چرخاند و شعري به اين مضمون مي‏گفت:



«به جان دوست که گر ديده باز بود مرا

نبود باز شما را ره دخول و خروج»



راوي گفت: آن قدر مبارزه کرد تا عبدالله را دستگير کرده و به نزد ابن‏زياد بردند. چون چشمش به او افتاد: «سپاس خداي را که تو را خوار کرد.»

عبدالله بن عفيف گفت: «اي دشمن خدا! براي چه خدا مرا خوار کرد؟»



خداي را قسم ار بود ديده‏ام روشن

تو را نبود رهي باز بر دخول و خروج



ابن‏زياد گفت: «اي دشمن خدا! درباره‏ي عثمان بن عفان چه گويي؟»

گفت: «اي زر خريد قبيله‏ي علاج! اي پسر مرجانه! (و فحشي چند به او داد) تو را چه با عثمان بن عفان؟ خوب کرد يا بد، اصلاح کرد يا تباهي، خداي تبارک و تعالي خود حاکم بر مقدرات آفريدگان خود مي‏باشد که ميان آنان و عثمان به داد و حق قضاوت فرمايد. ولي تو حال پدرت و خودت و يزيد و پدرش را از من بپرس.»

ابن‏زياد گفت: «به خدا ديگر پرسشي از تو نکنم تا شربت ناگوار مرگ را جرعه جرعه بنوشي.»

عبدالله بن عفيف گفت: «سپاس خداي را که پروردگار جهانيان است. من پيش از آن که مادر تو را بزايد، از خداوند، پروردگار خود خواسته بودم که شهادت را روزي من گرداند و خواسته بودم که اين شهادت با دست ملعون‏ترين خلق و مبغوض‏ترين آنان در نزد خدا انجام پذيرد. همين که چشمم از دست برفت، از شهادت مأيوس شدم و الآن سپاس خداي را که پس از نااميدي، شهادت را بر من روزي فرمود و مستجاب شدن دعايي را که از ديرزمان نموده بودم، به من شناساند.»

ابن‏زياد گفت: «گردنش را بزنيد.»

گردنش را زدند و در سبخه به دارش آويختند.

فهري، ترجمه لهوف، /169 - 164.

[154] [في المطبوع: «ذهب»].

[155] آورده‏اند که بعد از وصول عمر بن سعد به کوفه، عبيدالله بن زياد فرمان داد که مردم به مسجد حاضر گشتند و خود بر منبر رفت وگفت: «سپاس و ستايش مر خداي را جلت کلمه که حق را در مرکز خويش قرار داد و يزيد و دوستان او را ظفر و نصرت ارزاني داشت و کذاب بن کذاب را، يعني امام حسين رضي الله عنه و شيعه‏ي او را به قتل رسانيد و هلاک کرد.»

چون سخن ابن‏زياد به اينجا رسيد، از کبار شيعه پيري که او را عبدالله بن عفيف الازدي مي‏گفتند و يک چشم وي در جنگ جمل و ديگري در حرب ديگر کور شده بود، گفت: «اي پسر مرجانه! کذاب تويي و پدر تو و آن کس که تو را امارت داده و بر سر مسلمانان گماشته است. اي دشمن خدا! اولاد انبيا را مي‏کشي و در شأن ايشان بر منابر مسلمانان اين نوع سخنان مي‏گويي؟»

ابن‏زياد در غضب شد و گفت: «من المتکلم؟»

عبدالله جواب داد که: «أنا، أتقتل الذرية الطاهرة و تزعم أنک علي دين الاسلام! أين أولاد المهاجرين والأنصار من طاعتک اللعين بن اللعين علي لسان محمد نبي رب العالمين صلي الله عليه و آله و سلم».

از اين سخن غضب ابن‏زياد زياد شد و به اخذ و حبس اشارت کرد و ظايفه‏اي از اعوانان، عبدالله ابن‏عفيف را بگرفتند و جمعي از قبيله ازد و پسران عم عبدالله او را از چنگ آن ظالمان خلاص کردند و به منزلش رساندند و عبيدالله از منبر فرود آمد و با اعيان کوفه به دارالاماره رفت واز عبدالله بن عفيف و جرأت و جسارت او با ايشان شکايت کرد. اشراف کوفه گفتند: «حق به جانب امير است و غصه‏ي ما بيشتر از سادات ازد است که عبدالله را به تهور و تغلب از سرهنگان امير ستاندند.» از اين سخن نايره‏ي خشم عبدالله اشتعال يافت و فرمان داد تا عبدالرحمان بن مخنف ([در کتاب «محف» مي‏باشد].) الازدي را با طايفه‏ي ديگر از رؤساي قبيله ازد گرفتند و محبوس کردند. بعد از آن به محمد بن الأشعث و عمرو بن الحجاج و شبث ([در کتاب «شيث» مي‏باشد].) بن ربعي گفت: «برويد و آن کور ظاهر کور باطن را نزد من آوريد.»

ايشان متوجه منزل عبدالله عفيف شدند. مردم از دو قبايل يمن به ممانعت پيش آمدند و ابن‏زياد بر اين معني اطلاع يافت و قبيله‏ي مضر را به مدد ايشان فرستاد و ميان هر دو فريق قتالي فاحش روي نمود و جمعي کثير کشته شدند و آخر الامر سپاه عبيدالله غالب شد و در سراي ابن‏عفيف را شکستند و درآمدند ودختر عبدالله فرياد برآورد: «اي پدر! دشمنان! با تيغ‏هاي کشيده رسيدند.»

عبدالله گفت:«سهل است. شمشير مرا به من رسان.»

دختر شمشير به دست پدر داد و ابن‏عفيف ساعتي اعدا را از خود بازداشت. عاقبت گرفتار شد و او را چون به سراي امارت آوردند، ابن‏زياد گفت: «الحمد لله اي نابينا که اسير و دستگير و فضيحت و رسوا شدي.»

عبدالله گفت: «به خدا سوگند که اگر روشنايي چشم من نقصان نيافته بود، جهان روشن بر تو تاريک مي‏کردم.»

عبيدالله گفت: «اي دشمن جان خويش! در شأن عثمان چه گويي؟»

عبدالله بن عفيف گفت: «اي بنده‏ي بني‏علاج! و اي پسر مرجانه و سميه! اين سؤال از کجا به خاطر تو رسيد؟ از عثمان، هم نيکي در وجود آمد و هم امري که خلايق آن را پسنديده نداشتند. حق تعالي ميان او و جماعت که بر وي ظلم کردند، حکم کند. تو از جان خود و پدر خود و يزيد و پدرش بپرس.»

عبيدالله گفت: «از تو هيچ سؤال نکنم تا شربت مرگ بچشي.»

ابن‏عفيف جواب داد: «من پيوسته از خداي تعالي مسألت مي‏نمودم و اميد مي‏داشتم که به شمشير کسي کشته شوم که از رحمت خداوند دور باشد و به لعنت او نزديک. چون ديده‏ي مرا آفت رسيد، از حصول سعادت شهادت مأيوس گشتم و اکنون دانستم که دعاي من به عز اجابت اقتران يافته است که بر دست ملعون ترين خلق خدا کشته خواهم شد.»

ميرخواند، روضة الصفا، 175-174/3.

در بسياري از کتب معتبر به اقلام صحت اثر مرقوم گشته که بعد از وصول عمر بد اختر به کوفه، عبيدالله ابن‏زياد مردم را به مسجد جامع حاضر ساخت، به منبر برآمد و گفت: «الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله و نصر أميرالمؤمنين يزيد و حزبه و قتل الکذاب ابن‏الکذاب و شيعته».

سخن آن ملعون که به اين جا رسيد، پيري از کبار اصحاب حيدرکرار که او را عبدالله بن عفيف ازدي مي‏گفتند و يک چشمش در جنگ جمل و ديگري در حرب صفين نابينا شده بود، بر پا خاست و گفت: «اي ولد مرجانه! کذاب و پسر کذاب تويي و پدر تو و آن کس که تو را امارت داده و بر مسلمانان مسلط گردانده است. اي دشمن خدا! اولاد انبيا را مي‏کشي و در شأن ايشان بر منابر مؤمنان اين نوع سخنان مي‏گويي؟»

غضب بر ابن‏زياد غالب شد و پرسيد: «اين کيست؟»

عبدالله رحمته الله، خود در مقام جواب برآمد و گفت: «أنا يا عدو الله! أتقتل الذرية الطاهرة و تزعم أنک علي دين الاسلام؟» و خشم آن لعين زياد شد و به اخذ عبدالله فرمان داد و طايفه‏اي از عوانان در آن مسلمان آويختند. سادات قبيله‏ي ازد هجوم کردند و او را از چنگ ايشان خلاص کردند و به منزلش بردند و روايتي آن که چون ابن‏زياد از مسجد به خانه رفت، محمد بن اشعث را با جمعي کثير ارسال داشت تا عبدالله را گرفتند و پيش او آوردند و ميان پسر اشعث و شجاعان قبيله‏ي ازد، مقاتله روي نمود. بالاخره نوکران ابن‏زياد غالب آمدند و عبدالله را گرفتند و نزد او بردند تا به قتل رساند. قولي آن که آن لعين در آن روز صبر کرد و چون شب شد، جمعي را فرستاد که آن پير عزيز را از خانه بيرون آوردند و گردن زدند.

خواندامير، حبيب السير، 59/2.

[156] من الملهوف.

[157] من المقتل.

[158] من المقتل.

[159] [في المطبوع: «يؤثبهم»].

[160] [في المطبوع: «معاشر»].

[161] [الأسرار: «في الجامع»].

[162] [زاد في الأسرار: «رجل اسمه»].

[163] [الأسرار:«رض الله»].

[164] [الأسرار: «رض الله»].

[165] [الأسرار: «لعن الله»].

[166] [الأسرار: «قال»].

[167] [لم يرد في الأسرار].

[168] [الأسرار: «يوم القيامة أتسب عليا و أولاده؟ فعند ذلک أمر»].

[169] [الأسرار: «جن عليه»].

[170] [لم يرد في الأسرار].

[171] [لم يرد في الأسرار].

[172] [لم يرد في الأسرار].

[173] [الأسرار: «ثلاثة و عشرين رجلا و خمسين»].

[174] [الأسرار: «و هو ينشد بهذه الأبيات يقول بعد الصلاة علي الرسول و آله»].

[175] [الأسرار: «و هو ينشد بهذه الأبيات يقول بعد الصلاة علي الرسول و آله»].

[176] [الأسرار: «ان»].

[177] [الأسرار: «بالجيش يکسر کل غضنفر»].

[178] [الأسرار: «بالجيش يکسر کل غضنفر»].

[179] [الأسرار: «أنصفوني»].

[180] [الأسرار: «أفنيتهم بموردي»].

[181] [الأسرار: «أفنيتهم بموردي»].

[182] [زاد في الأسرار:



«يا ويحهم والسيف أبدا مشرقا

لا ينبغي الا مقر الحنجر



ويح ابن‏مرجان الدعي و قداتي

و يزيد اذ يؤتي بهم في المحشر



والحکم فيه للاله و خصمهم

خير البرية أحمد مع حيدر»].

[183] [زاد في الأسرار: «و أتوابه»].

[184] [زاد في الأسرار: «و فتح عينيک»].

[185] [لم يرد في الأسرار].

[186] [الأسرار: «وابکوا»].

[187] [الأسرار: «ما زال»].

[188] [الأسرار: «وابکوا»].

[189] [الأسرار: «وابکوا»].

[190] [الأسرار: «وابکوا»].

[191] [الأسرار: «وابکوا»].

[192] [الأسرار: «وغرورا»].

[193] [الأسرار:«و ما کان»].

[194] [الأسرار: «المعاديا»].

[195] [الأسرار: «أجابهم»].

[196] [الأسرار: «ناديا»].

[197] [الأسرار: «صم»].

[198] [الأسرار: «الي الرحمان»].

[199] [الأسرار: «الي الرحمان»].

[200] [الأسرار: «هيئوا للمخازيا»].

[201] [الأسرار: «هيئوا للمخازيا»].

[202] [الأسرار: «تفوز»].

[203] [الأسرار: «تحذر هاويا»].

[204] [الأسرار: «تحذر هاويا»].

[205] [الأسرار: «ثم قطع عليه ابن‏زياد شعره و أمر بضرب عنقه، فضرب عنقه و صلب»].

[206] [الأسرار: «ثم قطع عليه ابن‏زياد شعره و أمر بضرب عنقه، فضرب عنقه و صلب»].

[207] پس پسر زياد به مسجد رفت. بر منبر برآمد و گفت: «الحمد لله که خدا حق و اهل حق را غالب گردانيد و يزيد و اتباع او را ياري کرد و کذاب پسر کذاب را کشت.» در اين حال، عبدالله بن عفيف ازدي که از شيعيان أميرالمؤمنين بود، و يک ديده‏اش در جنگ جمل و ديده‏ي ديگر در جنگ صفين ضايع شده بود، و پيوسته در مسجد مشغول عبادت بود، برخاست و گفت: «اي پسر مرجانه! کذاب پسر کذاب تويي و پدر تو و آن کسي که تو را والي کرده است و پدر او! اي دشمن خدا! فرزندان پيغمبران را مي‏کشيد و بر منابر مسلمانان بالا مي‏رويد و اين سخنان مي‏گوييد؟!»

پسر زياد در غضب شد و گفت: «که بود که اين سخن گفت؟»

ابن‏عفيف گفت: «من بودم اي دشمن خدا! تو مي‏کشي ذريه‏ي طاهره حضرت رسالت را که خدا آيه‏ي تطهير را در شأن ايشان فرستاده است و دعوي مسلماني مي‏کني؟! وا غوثاه! کجايند اولاد مهاجران و انصار که انتقام نمي‏کشند از طاغي لعين، پسر لعين يزيد پليد که حضرت رسالت مکرر او و پدرش را لعنت کرد؟!»

پس آتش غضب آن لعين مشتعل شد و رگهاي گردنش پر شد و گفت: «بياوريد او را نزديک من.» يساولان از هر طرف دويدند و او را گرفتند، پسر عموهاي او که اشراف قبيله‏ي ازد بودند، او را از دست يساولان گرفتند، از در مسجد بيرون بردند و به خانه‏ي او رساندند. ابن‏زياد گفت: «برويد و اين کور را بياوريد.»

چون اين خبر به قبيله‏ي ازد رسيد، هفتصد نفر اجتماع کردند و ساير قبايل يمن نيز جمع شدند. خبر به پسر زياد رسيد. قبايل مضر را جمع کرد و با محمد بن اشعث به جنگ ايشان فرستاد و محاربه‏ي صعبي در ميان اين دو گروه اتفاق افتاد؛ تا آن که بسياري از عرب از هر دو طرف طعمه‏ي شمشير شدند و اصحاب پسر زياد غلبه کردند وبه درخانه‏ي ابن‏عفيف رسيدند. در را شکستند وبه خانه درآمدند.

دختر عفيف، آن پير ضعيف را خبر کرد که مخالفان آمدند. گفت: «باکي نيست. شمشير مرا به من برسان.» چون شمشير را به او داد، رجز مي‏خواند و شمشير خود را حرکت مي‏داد و ايشان را از خود دور مي‏کرد. دختر نيک‏اخترش مي‏گفت: «کاش من مرد بودم و امروز با اين فاجران قاتلان عترت پيغمبران در پيش روي تو محاربه مي‏کردم.»

وآن کافران از هر جانب که قصد او مي‏کردند، دختر، او را خبر مي‏کرد که از فلان جانب آمدند و او از آن جناب شمشير حرکت مي‏داد و ايشان را دور مي‏کرد؛ تا آن که بسيار شدند و از همه جانب او را احاطه کردند. دخترش فرياد کرد: «وا ذلاه! دشمنان، پدرم را احاطه کردند و ياوري نيست که دفع ضرر از او نمايد.»

آن کور بينا شمشير مي‏گردانيد و رجز مي‏خواند و آن نامردان را عاجز کرده بود؛ تا آن که بر او دست يافتند و او را به نزد پسر زياد بردند. چون نظرش بر او افتاد، گفت: «الحمد لله که خدا تو را ذليل کرد.»

ابن‏عفيف گفت: «اي دشمن! به چه چيز مرا ذليل کرد؟ به خدا سوگند که اگر چشم مي‏داشتم، کار را بر تو تنگ مي‏کردم.»

ابن‏زياد گفت: «اي دشمن خدا! چه مي‏گويي در حق عثمان؟»

ابن‏عفيف گفت: «اي ولد الزناي غلام بني‏علاج! و اي پسر مرجانه‏ي زانيه! با عثمان چه کار اگر به حق بود يا باطل! خدا ميان او و کشندگان او حکم خواهد کرد، و ليکن از من سؤال کن از خود و پدرت و يزيد و پدرش تا تو را به نسب و حسب تو و او خبر دهم.»

پسر زياد گفت: «هيچ سؤال از تو نمي‏کنم تا شربت مرگ را بچشي.»

ابن‏عفيف گفت: «الحمد لله رب العالمين! من پيوسته از پروردگار خود سؤال مي‏کردم پيش از آن که تو از مادر متولد شوي که خدا شهادت روزي من کند! و دعا مي‏کردم که شهادت من بر دست ملعون‏ترين خلق باشد و دشمن‏ترين ايشان نزد خدا؛ چون نابينا شدم، از شهادت نا اميد شدم و الحال، بحمد الله خدا بعد از نا اميدي مرا شهادت روزي کرد و دعاي قديم مرا مستجاب گرداند.»

پسر زياد حکم کرد که آن بيچاره را گردن زدند و سپس بر دار کشيد. روز ديگر حکم کرد که سر مطهر نور ديده‏ي خير البشر را نيز بر سر نيزه کردند و دور بازارها و محلات کوفه گرداندند.

مجلسي، جلاء العيون، / 722 - 720

اما از آن سوي چون ابن‏زياد علي بن الحسين و اهل بيت را از نزد خود بيرون فرستاد، خويشتن به مسجد جامع آمدو بر منبر صعود داد و کلمه‏اي چند در حمد و سپاس خداي قرائوت کرد، آن‏گاه گفت:

ألحمد لله الذي أظهر الحق و نصر أميرالمؤمنين و أشياعه و قتل الکذاب ابن‏الکذاب.

يعني: «سپاس خداوندي را که ظاهر ساخت کلمه‏ي حق را و نصرت داد اميرالمؤمنين، يزيد بن معاويه را و شيعيان او را، و کشت دروغگوي، پسر دروغگوي را؛ يعني حسين بن علي بن ابي‏طالب را.»

چون سخن به اينجا آورد، عبدالله بن عفيف ازدي سخن در دهان او بشکست (نگذاشت سخنش را تمام کند.) و اين عبدالله از بزرگان شيعيان علي عليه‏السلام بود و چشم چپ او در جنگ جمل ناچيز گشت و چشم راستش در صفين نابينا شد و او همه‏ي روز در مسجد جامع تا گاهي که سياهي شب جهان را فروگرفتي، اوقات را به صوم و صلاة گذاشتي. بالجمله، چون عبدالله عفيف کلمات ابن‏زياد را اصغا نمود، بانگ بر او زد:

فقال: يا ابن‏مرجانة! ان الکذاب ابن‏الکذاب أنت و أبوک و من استعملک و أبوه يا عدو الله! أتقتلون أبناء النبيين و تکلمون بهذا الکلام علي منابر المؤمنين.

گفت: «اي پسر مرجانه! دروغگو تويي و پدر تو زياد بن ابيه است.ديگر، يزيد است که تو راامارت داده وپدر يزيد معاويه بن ابي‏سفيان است. اولاد پيغمبران را مي‏کشي و بر منابر مسلمانان تکيه مي‏زني و چنين سخن مي‏کني؟»

ابن‏زياد در غضب شد و گفت: «اين چه کس بود که چنين سخن کرد؟»

عبدالله بانگ برآورد:

فقال: أنا المتکلم يا عدو الله! أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنک علي دين الاسلام؟!واغوثاه! أين أولاد المهاجرين والأنصار؟ لا ينتقمون من طاغيتک اللعين بن اللعين علي لسان محمد رسول رب العالمين.

گفت: «اي دشمن خداي! گوينده‏ي اين کلمات منم. آيا مي‏کشي ذريه‏ي طاهره‏ي رسول خداي را که خداوند ايشان را از هر گناهي و رجسي و آلايشي پاک و پاکيزه آفريده و گمان مي‏کني که هنوز مسلماني؟ اي فرزندان مهاجر و انصار! داد بدهيد و به فرياد برسيد و انتقام بکشيد از اين که رسول خدا او را ملعون، پسر ملعون خوانده است.»

ابن‏زياد ملعون را از شدت خشم خون در عروق متلاطم گشت و رگهاي گردنش سطبر (سبطر: گنده، کلفت.) شد. جماعتي از شرطي و عوانان و ديده‏بانان کوي و بازار از جاي درآمدند تا عبدالله را مأخوذ دارند. اشراف قبيله‏ي ازد برخاستند و او را از چنگ جلاوزه (جاوزه: جمع جلواز (به کسر جيم): مأمور چابک امير.) برهاندند و از در مسجد بيرون فرستادند تا به سراي خويش شد. ابن‏زياد فرمان داد که: «بشتابيد و اين اعجمي ازدي را مأخوذ داريد و بياوريد که خداوند کور کند دل او را؛ چنان که چشمش را کور کرده است.»

جلاوزه بشتافتند. بزرگان ازد چون اين بدانستند، به نصرت عبدالله برخاستند و گروهي از مردم يمن با ايشان پيوسته شد. جلاوزه را نيروي مبارزت نبود. ابن‏زياد را آگهي رسيد. محمد بن اشعث بن قيس را طلب کرد و از قبايل مضر گروهي را در تحت فرمان او آورد و حکم داد تا بتازند و با ازد رزم آغازند و عبدالله را مأخوذ دارند و حاضر سازند. پس محمد بن اشعث بتاخت و با آن جماعت قتال ساخت. جماعتي از عرب مقتول گشت و قبايل ازد مقهور شد و لشکر ابن‏زياد به خانه‏ي عبدالله رسيدند. در بشکستند و به درون رفتند. دختر عبدالله فرياد برداشت که: «اي پدر! قوم درآمدند.»

عبدالله گفت: «اي دختر! بيم مکن و شمشير مرا بازده.»

تيغ خويش را بگرفت و اين شعر بگفت:



أنا ابن‏ذي الفضل العفيف الطاهر

عفيف شيخي و ابن‏أم عامر



کم دارع من جمعکم و حاسر

و بطل جدلته مغاور (من پسر مرد با فضيلت و پاکدامنم. نام پدرم عفيف و زاده‏ي ام‏عامر است. از گروه شما بسياري از مردان مقاتل دلاور زره‏دار و بي‏زره را به خاک افکنده‏ام.).



و حعلت ابنته تقول: يا ليتني کنت رجلا أخاصم بين يديک هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة.

يعني: دختر عبدالله همي فرياد برمي‏داشت که: «کاش مردي بودم و در پيش روي پدر با اين فاجران که قاتلان فرزندان پيغمبر آخرزمانند، قتال مي‏دادم.»

و لشکريان عبدالله را در پره افکندند و او با شمشير دور مي‏داد و دشمن را از خويش دفع مي‏کرد و از هر جانب با او نزديک مي‏شدند. دختر عبدالله پدر را آگهي مي‏داد و او با تيغ حمله مي‏افکند و دشمن را دور مي‏ساخت. اين ببود تا اطراف عبدالله را نيک فروگرفتند. دختر بانگ برداشت که: «وا ذلاه! کار بر پدر من سخت افتاد و او را ناصري و معيني نيست!»

و عبدالله همچنان دور مي‏داد و شمشير مي‏گردانيد و مي‏گفت:



أقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليکم موردي و مصدري



و کنت منکم قد شفيت غلتي

ان لم يکن ذااليوم قومي تخفري



أم کيف لي والأصبحي قد أتي

بالجيش يکسر کل غضنفر



لو أنصفوني واحدا فواحدا

أفنيتم بموردي و مصدري



يا ويحهم والسيف أبدا مشرفا

لا ينبغي الا مقر الحنجر



ويح ابن‏مرجان الدعي و قد أتي

و يزيد اذ يؤتي بهم في المحشر



و الحکم فيه لا اله و خصمهم

خير البرية أحمد مع حيدر (خلاصه اشعار: اگر چشم مي‏داشتم، ميدان را بر شما تنگ مي‏کردم و کينه‏ي دل را شفا مي‏دادم. با اين حال هم اگر تک تک به جنگ من مي‏آمديد، همه‏ي شما را نابود مي‏کردم. واي به حال يزيد و ابن‏زياد در روزي که خدا حاکم و پيغمبر و علي (ص) خصم آنها باشند.)



پنجاه سوار و بيست و سه پياده به دست او کشته شد. در پايان کار، او را مأخوذ داشتند و به نزد ابن‏زياد آوردند.

فلما رآه، قال: ألحمد الذي أخزاک، فقال له عبدالله بن عفيف: يا عدو الله! بما أخزاني الله؟ والله لو فرج لي عن بصري، ضاق عليک موردي ومصدري.

گاهي که عبدالله را ديدار کرد، گفت: «سپاس خداي را که تو را خوار و ذليل ساخت.»

عبدالله گفت: «اي دشمن خدا! به چه چيز خداوند مرا ذليل فرمود؟ سوگند به خداي اگر چشم من روشن بود، جهان را بر تو تاريک مي‏آوردم.»

فقال ابن‏زياد: يا عدو الله! ما تقول في عثمان بن عفان؟.

او چون مي‏دانست عبدالله شيعه‏ي علي عليه‏السلام است، خواست تا عثمان را به زشتي ياد کند تا در قتل او مورد شناعتي و ملامتي نباشد. عبدالله او را به دشنام برشمرد.

فقال: يا عبد بني‏علاج! ابن‏مرجانة! ما أنت و عثمان! ان أساء أم‏أحسن و ان أصلح أم‏أفسد والله تعالي ولي خلقه، يقضي بينهم و بين عثمان بالعدل والحق، و لکن سلني عن أبيک و عنک و عن يزيد و أبيه.

عبدالله گفت: «اي عبد کافران مجوس!»

و در اين کلمه، روي سخن با ابن‏زياد بن ابيه بود؛ چه زياد اگر چه زنازاده بود، لکن در فراش عبيد متولد شد و عبيد عبد بود. چنان که در کتاب اميرالمؤمنين و کتاب امام حسن عليهماالسلام به شرح رفته است. لا جرم واجب مي‏کند که ابن‏زياد عبد باشد. آن‏گاه فرمود: «اي پسر مرجانه‏ي زانيه! تو را با عثمان چه نسبت؟ گر خوب بود و اگر بد، خداوند تبارک و تعالي، ولي خلق خويش است و در ميان ايشان و عثمان به عدل و اقتصاد حکم مي‏فرمايد. تو از خود سؤال کن و از پدر خود و از يزيد و از پدر يزيد.»

چون ابن‏زياد را کار بر مراد (چون مقصود ابن‏زياد اين بود که عبدالله از عثمان بدگويي کند، اما عبدالله حقيقت را گفت و بدگويي هم نکرد.) نرفت، گفت: «من از تو به هيچ گونه سؤال نکنم؛ جز اين که شربت مرگ بر تو بچشانم.»

عبدالله گفت: «از آن پيش که تو متولد شوي، من از خداوند، سعادت شهادت طلب کردم به دست ملعون‏ترين خلق و دشمن‏ترين خلق با خداي. چون چشمهاي من در جهاد جمل و صفين ناچيز شد، از ادراک اين سعادت مأيوس شدم. امروز دانستم که دعاي قديم من به اجابت مقرون گشته است.»

و اين اشعار را به بلاغتي تمام انشاد فرمود:



صحوت و ودعت الصبا و الغوانيا

و قلت لأصحابي أجيبوا المناديا



و قولوا له اذ قام يدعو الي الهدي

و قتل العدي: لبيک لبيک داعيا



و قوموا له اذ شد للحرب أزره

فکل امرء يجزي بما کان ساعيا



و قودوا الي الأعداء کل مضمر

لحوق وقودوا السابحات النواجيا



و سيروا الي الأعداء بالبيض و القنا

و هزوا حرابا نحوهم والعواليا



و ابکوا لخير الخلق جدا و والدا

حسين لأهل الأرض ما زال هاديا



و ابکوا حسينا معدن الجود و التقي

و کان لتضعيف المثوبة راجيا



و ابکوا حسينا کلما ذر شارق

و عند غسوق الليل ابکوا اماميا



و يبکي حسينا کل حاف و ناعل

و من راکب في الأرض أو کان ماشيا



لحي الله قوما کاتبوه و غرروه

و ما فيهم من کان للدين حاميا



و لا من وفي بالعهد اذ حمي الوغا

و لا زاجرا عنه المضلين ماهيا



و لا قائلا لا تقتلوه فتخسروا

و من يقتل الزاکين يلق المخازيا



و لم يک الا ناکثا أو معاندا

و ذا فجرة يأتي اليه و عاديا



و أضحي حسين للرماح درية

فغودر مسلوبا علي الطف ثاويا



قتيلا کان لم يعرف الناس أصله

جزي الله قوما قاتلوه المخازيا



فياليتني اذ ذاک کنت لحقته

و ضاربت عنه الفاسقين الأعاديا



و دافعت عنه ما استطعت مجاهدا

و أغمدت سيفي فيهم و سنانيا



و لکن عذري واضح غير مختف

و مان قعودي ضلة من ضلاليا



و يا ليتني غودرت فيمن أجابه

و کنت له في موضع القتل فاديا



و يا ليتني يوم الطفوف فديته

بأهلي و أولادي جميعا و ماليا



تزلزلت الآفاق من عظم فقده

و أضحي له الحصن المحصن خاويا



و قد زالت الأطواد من عظم قتله

و أضحي له صم الشناخيب هاويا



و قد کشف شمس الضحي لمصابه

و أضحت له الآفاق جهرا بواکيا



فيا أمة ضلت عن الحق والهدي

أنيبوا فان الله في الحکم عاليا



و توبوا الي التواب من سوء فعلکم

و ان لم تتوبوا تدرکوا المخازيا



و کونوا ضرابا بالسيوف و بالقنا

تفوزوا کما فاز الذي کان ساعيا



و اخواننا کانوا اذ الليل جهنم

تلوا طوله القرآن ثم المثانيا



أصابهم أهل الشقاوة والغوي

فحتي متي لا يبعث الجيش عاديا



عليهم سلام الله ما هبت الصبا

و ما لاح نجم أو تحدر هاويا (عبدالله عفيف در اين اشعار پس از ذکر مقدمه‏ي مناسبي که در اشعار عربي مرسوم است، پنج مطلب را تذکر مي‏دهد:



الف) بزرگي مصيبت حضرت سيدالشهدا عليه‏السلام و اين که تمام روي زمين بايد در اين فاجعه‏ي عظمي گريان باشند.

ب) پيمان شکني و بي‏وفايي کوفيان.

ج) اظهار تأسف از محروميت ادراک شهادت در رکاب حضرت حسين عليه‏السلام‏

د) تهييج مردم عليه قاتلين آن حضرت.

ح) تمجيد و تقديس از اصحاب بزرگوار آن حضرت و درود بر آنها.)

ابن‏زياد گوش فراداشت تا شعر او به پاي آمد. در اين وقت فرمان داد سر او را از تن دور کردند و جسد مطهرش را در مسجد به دار زدند.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 72 - 65/3.

[208] [في المطبوع: «والاک»].

[209] [في المطبوع: «و أتوه»].