بازگشت

و يكلمه الرأس الشريف


قال [سهل بن حبيب الشهرزوري]: و أقبلوا بالرأس الي عبيدالله بن زياد، قال بعضهم: حدثني بعض من حضر ذلك اليوم، قال: رأيت نارا قد خرجت من القصر، فولي عبيدالله ابن زياد هاربا من مجلسه الي بعض البيوت، و ارتفعت النار، و تكلم الرأس بصوت فصيح، و لسان طلق، حتي سمعه عبيدالله بن زياد (لعنه الله) و جميع من في القصر، و هو يقول: الي أين تهرب يا لعين ان عجزت عنك النار في الدنيا، فما تعجز عنك في الآخرة. قال: هي مثواك يوم القيامة. قال: فوقع كل من كان حاضرا علي ركبهم سجدا من تلك النار و كلام الرأس، فلطموا علي رؤوسهم لأجل ذلك، فلما ارتفعت، و سكت الرأس رجع عبيدالله بن زياد و جلس في مجلسه، و دعا بالرأس، فأحضر بين يديه، و هو في طست من الذهب، وجعل يضرب بقضيب في يده علي ثناياه و ينكثها، و يقول: قد أسرع الشيب اليك يا أباعبدالله! فقال له رجل من القوم: مه فان [1] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يلثم حيث تضع قضيبك. فقال: يوم بيوم بدر. و أراد أن يصلبه في الكوفة، فخشي أن يتكلم عليه بكلام آخر.

السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 271

ذكر أبومخنف في مقتله: حدثني من حضر اليوم الذي ورد فيه رأس الحسين عليه السلام علي ابن زياد، قال: رأيت قد خرجت من القصر نار، فقام عبيدالله بن زياد هاربا من سريره الي أن دخل بعض البيوت، فتكلم الرأس الشريف بصوت فصيح جهوري، يسمعه ابن زياد [2] و من كان معه [3] : الي أين تهرب من النار يا ملعون! لئن [4] عجزت عنك في الدنيا فانها في الآخرة مثواك و مصيرك!

قال: فوقع أهل القصر سجدا لما رأوا من رأس الحسين عليه السلام، فلما ارتفعت النار سكت رأس الحسين عليه السلام.


ابن امير الحاج، شرح الشافية، / 381 - 380 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 52- 51 / 5؛ المازندراني، معالي السبطين، 114 / 2

.و لما دخل الرأس المقدس الي قصر الامارة، سالت الحيطان دما و خرجت نار من بعض جدران قصر الامارة و قصدت عبيدالله بن زياد. فقال لمن حضر عنده: اكتمه. و ولي هاربا منها. فتكلم الرأس الشريف بصوت جهوري: الي أين تهرب يا ملعون!فان لم تنلك في الدنيا فهي في الآخرة مثواك. و لم يسكت الرأس حتي ذهبت النار، فأدهش من في القصر.

المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 376 - 375

لما رجل ابن زياد من معسكره بالنخلية، و دخل قصر الامارة، و وضع أمامه الرأس المقدس، سالت الحيطان دما، و خرجت نار من بعض نواحي القصر، و قصدت سرير ابن زياد، فولي هاربا منها، و دخل بعض بيوت القصر، فتكلم الرأس الأزهر بصوت جهوري سمعه ابن زياد و بعض من حضر: «الي أين تهرب، فان لم تنلك في الدنيا، فهي في الآخرة مثواك»، و لم يسكت حتي ذهبت النار، و أدهش من في القصر لهذا الحادث الذي لم يشاهد مثله، و لم يرتدع ابن زياد لهذا الحادث الذي لم يسمع بمثله، فأذن للناس اذنا عاما و أمر بادخال السبايا مجلسه، فادخلت عليه حرم رسول الله بحالة تقشعر لها الجلود.

المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 421 - 419



پاورقي

[1] [في المطبوع: «فاني» و لعل الصحيح: «فاني رأيت»].

[2] [الدمعة الساکبة: «و کل من معه»].

[3] [الدمعة الساکبة: «و کل من معه»].

[4] [الدمعة الساکبة: «لقد»].