بازگشت

شهادة طفلين صغيرين هما ولدي مسلم بن عقيل


حدثنا أبي قدس سره قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابراهيم بن رجاء الجحدري، عن علي بن جابر قال: حدثني عثمان بن داوود الهاشمي، عن محمد بن مسلم، عن حمران بن أعين، عن أبي محمد شيخ لأهل الكوفة قال: لما قتل الحسين بن علي عليه السلام أسر من معسكره غلامان صغيران [1] ، فأتي بهما عبيدالله بن زياد، فدعا سجانا له، فقال: خذ هذين الغلامين اليك، فمن طيب الطعام فلا تطعمهما، و من [2] البارد فلا تسقهما، و ضيق عليهما سجنهما.

و كان الغلامان يصومان النهار، فاذا جنهما الليل أتيا بقرصين من شعير، و كوز من ماء القراح. فلما طال بالغلامين المكث حتي صارا [3] في السنة، قال أحدهما لصاحبه: يا أخي! قد طال بنا مكثنا، و يوشك أن تفني أعمارنا، و تبلي أبداننا، فاذا جاء الشيخ فأعلمه مكاننا، و تقرب اليه بمحمد صلي الله عليه و آله و سلم لعله يوسع علينا في طعامنا، و يزيدنا في شرابنا.

فلما جنهما الليل أقبل [4] الشيخ اليهما بقرصين من شعير، و كوز من ماء [5] القراح، فقال له الغلام الصغير: يا شيخ! أتعرف محمدا! قال: فكيف لا أعرف محمدا، و هو نبيي؟ قال: أفتعرف جعفر بن أبي طالب؟ قال: و كيف لا أعرف جعفرا، و قد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة، كيف يشاء؟ قال: أفتعرف علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: وكيف لا أعرف عليا، و هو ابن عم نبيي و أخو نبيي [6] ؟ قال له: يا شيخ! فنحن من عترة نبيك


محمد صلي الله عليه و آله و سلم و نحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب بيدك أساري نسألك من طيب الطعام، فلا تطعمنا، و من بارد الشراب فلا تسقينا، و قد ضيقت علينا سجننا.

فانكب الشيخ علي أقدامهما، يقبلهما [7] ، [8] و يقول [9] : نفسي لنفسكما الفداء، و وجهي لوجهكما [10] الوقاء، يا عترة نبي الله المصطفي هذا باب السجن بين يديكما مفتوح، فخذا أي طريق شئتما.

فلما جنهما الليل، أتاهما بقرصين من شعير، و كوز من ماء القراح، و وقفهما علي الطريقي، و قال لهما: سيرا يا حبيبي الليل، و اكمنا النهار، حتي يجعل الله عزوجل لكما من أمركما فرجا و مخرجا. ففعل الغلامان ذلك.

فلما جنهما الليل انتهيا الي [11] عجوز علي باب فقالا لها: يا عجوز! انا غلامان صغيران غريبان حدثان، غير خبيرين بالطريق، و هذا الليل قد جننا أضيفينا سواد [12] ليلتنا هذه، فاذا أصبحنا لزمنا [13] الطريق. فقالت لهما: فمن أنتما يا حبيبي! فقد شممت الروائح كلها، فما شممت رائحة أطيب [14] من رائحتكما؟ فقالا لها: يا عجوز! نحن من عترة نبيك محمد صلي الله عليه و آله و سلم، هربنا من سجن عبيدالله بن زياد من القتل. قالت العجوز: يا حبيبي! ان لي ختنا فاسقا، قد شهد الواقعة [15] مع عبيدالله بن زياد، أتخوف أن يصيبكما هاهنا، فيقتلكما. قالا: سواد ليلتنا هذه، فاذا أصبحنا لزمنا الطريق. فقالت: سآتيكما بطعام.

[16] ثم أتتهما بطعام [17] فأكلا و شربا. و لما و لجا الفراش قال الصغير للكبير: يا أخي! انا


نرجو أن نكون [18] قد أمنا ليلتنا هذه، فتعال حتي أعانقك، و تعانقني، و أشم رائحتك، و تشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا. ففعل الغلامان ذلك، واعتنقا و ناما.

فلما كان في بعض الليل، أقبل ختن العجوز الفاسق، حتي قرع الباب قرعا خفيفا، فقالت العجوز: من هذا؟ قال: أنا فلان. قالت: ما الذي أطرقك هذه الساعة و ليس هذا لك بوقت؟ قال: ويحك! افتحي الباب قبل أن يطير عقلي، و تنشق مرارتي في جوفي، جهد البلاء [19] قد نزل بي [20] قالت: ويحك! ما الذي نزل بك؟ قال: هرب غلامان صغيران من عسكر عبيدالله بن زياد، فنادي الأمير في معسكره: من جاء برأس واحد منهما، فله ألف درهم، و من جاء برأسهما [21] فله ألفا درهم فقد أتعبت [22] و تعبت و لم يصل في يدي شي ء.

فقالت العجوز: يا ختني! احذر أن يكون محمد خصمك في القيامة [23] . قال لها: ويحك! ان الدنيا محرس [24] عليها. فقالت: و ما تصنع بالدنيا و ليس معها آخرة [25] . قال: اني لأراك تحامين عنهما، كأن عندك من طلب الأمير شي ء، فقومي، فان الأمير يدعوك. قالت: ما يصنع الأمير بي، و انما أنا عجوز في هذه البرية. قال: انما لي الطلب، افتحي لي الباب حتي أريح و أستريح، فاذا أصبحت فكرت [26] في أي طريق آخذ في طلبهما.

ففتحت له الباب، و أتته بطعام و شراب، فأكل و شرب. فلما كان في بعض الليل سمع غطيط الغلامين في جوف الليل [27] ، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج [28] ، و يجوز كما يخور


الثور، و يلمس بكفه جدار البيت حتي وقعت يده علي جنب الغلام الصغير، فقال له: من هذا؟ قال: [29] أما أنا فصاحب المنزل، فمن أنتما؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير، و يقول: قم يا حبيبي! فقد و الله وقعنا فيما كنا نحاذره.

قال لهما: من أنتما؟ قالا له: يا شيخ! ان نحن صدقناك فلنا الأمان؟ قال: نعم. قالا [30] : أمان الله، و أمان رسوله، و ذمة الله، و ذمة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: نعم. قالا: و محمد بن عبدالله علي ذلك [31] من الشاهدين؟ قال: نعم. قالا [32] : و الله علي ما نقول وكيل و شهيد؟ قال: نعم قالا له: يا شيخ! فنحن من عترة نبيك محمد صلي الله عليه و آله و سلم، هربنا من سجن عبيدالله ابن زياد من القتل. فقال لهما: [33] من الموت هربتما، و الي الموت وقعتما [34] الحمد لله الذي أظفرني بكما، فقام الي الغلامين، فشد أكتافهما، فبات [35] الغلامان ليلتهما مكتفين.

فلما انفجر عمود الصبح، دعا غلاما له أسود يقال له: فليح [36] ، فقال: [37] خذ هذين الغلامين، فانطلق بهما الي شاطي ء الفرات، و اضرب أعناقهما و ائتني برؤوسهما [38] لأنطلق بهما الي عبيدالله بن زياد، و آخذ جائزة ألفي درهم. فحمل الغلام السيف، [39] فمضي بهما [40] ، و مشي أمام الغلامين، فما مضي الا غير بعيد حتي قال أحد الغلامين: يا أسود! ما أشبه سوادك بساود بلال مؤذن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: ان مولاي قد أمرني بقتلكما، فمن أنتما؟ قالا له: يا أسود! نحن [41] من عترة نبيك محمد صلي الله عليه و آله و سلم، هربنا من سجن عبيدالله بن زياد (لعنه الله) من القتل، أضافتنا عجوزكم هذه، و يريد مولاك قتلنا. فانكب الأسود


علي أقدامهما، يقبلهما، و يقول: نفسي لنفسكما الفداء، و وجهي لوجهكما الوقاء، يا عترة نبي الله المصطفي، و الله لا يكون محمد صلي الله عليه و آله و سلم خصمي في القيامة [42] . ثم عدا [43] ، فرمي السيف [44] من يده ناحية، و طرح نفسه في الفرات، و عبر الي جانب الآخر، فصاح به مولاه: يا غلام عصيتني؟ فقال: يا مولاي! انما أطعتك ما دمت لا تعصي الله، فاذا عصيت الله، فأنا منك بري ء في الدنيا و الآخرة.

فدعا ابنه، فقال: يا بني! انما أجمع [45] الدنيا حلالها و حرامها لك، و الدنيا محرص عليها، فخذ هذين الغلامين اليك فانطلق بهما الي شاطي ء الفرات، فاضرب أعناقهما، و ائتني برؤوسهما لأنطلق بهما الي عبيدالله بن زياد و اخذ [46] جائزة ألفي درهم. فأخذ الغلام السيف و مشي أمام الغلامين، فما مضي (فما مضيا) الا غير بعيد، حتي قال أحد الغلامين: يا شاب [47] ! ما أخوفني [48] علي شبابك هذا من نار جهنم؟ فقال: يا حبيبي! فمن أنتما؟ قالا: من عترة نبيك محمد صلي الله عليه و آله و سلم، يريد والدك قتلنا. فانكب الغلام علي أقدامهما يقبلهما، و يقول لهما [49] مقالة الأسود، و رمي السيف [50] ناحية، و طرح نفسه في الفرات و عبر، فصاح به أبوه: يا بني عصيتني؟ قال: لان أطيع الله و أعصيك أحب الي من أن أعصي الله و أطيعك.

قال الشيخ: لا يلي قتلكما أحد غيري. و أخذ السيف و مشي أمامهما [51] ، فلما صار الي شاطي ء الفرات سل السيف من جفنه [52] فلما نظر الغلامان الي السيف مسلولا، اغرو رقت أعينهما، و قالا له: يا شيخ! انطلق بنا الي السوق، و استمتع بأثماننا، و لا ترد أن يكون


محمد صلي الله عليه و آله و سلم خصمكك في القيامة غدا [53] . فقال: لا، و لكن أقتلكما، و أذهب برؤوسكما الي عبيدالله بن زياد، و أخذ جائزة ألفين [54] . فقالا له:يا شيخ! أما تحفظ قرابتنا من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال: ما لكما [55] من رسول الله قرابة؟ قالا له: يا شيخ! فائت بنا الي عبيدالله بن زياد، حتي يحكم فينا بأمره. قال: ما بي [56] الي ذلك سبيل الا التقرب اليه بدمكما. قالا له: يا شيخ! أما ترحم صغير سننا؟ قال: ما جعل الله لما في قلبي من الرحمة شيئا.

قالا [57] : يا شيخ! ان كان، و لابد، فدعنا نصلي ركعات. قال: فصليا ما شئتما ان نفعتكما الصلاة، فصلي الغلامان أربع ركعات، ثم رفعا طرفيهما الي السماء، فناديا: يا حي يا حكيم [58] يا أحكم الحاكمين، احكم بيننا و بينه بالحق. فقام الي الأكبر، فضرب عنقه،و أخذ برأسه، و وضعه في المخلاة، و أقبل الغلام الصغير يتمرغ في دم أخيه، و هو يقول: حتي ألقي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أنا مختضب [59] بدم أخي. فقال: لا عليك، سوف ألحقك بأخيك. ثم قال الي الغلام الصغير، فضرب عنقه، و أخذ رأسه، و وضعه في المخلاة و رمي ببدنهما في الماء، و هما يقطران دما، و مر حتي أتي بهما [60] عبيدالله بن زياد، و هو قاعد علي كرسي له، و بيده قضيب خيزران، فوضع الرأسين بين يديه.

فلما نظر اليهما قام، ثم قعد [61] ثلاثا، ثم قال: الويل لك، أين ظفرت بهما؟قال: أضافتهما عجوز لنا. قال: فما عرفت لهما حق الضيافة؟ قال: لا. قال: فأي شي ء قالا لك؟ قالا: يا شيخ! اذهب بنا الي السوق، فبعنا، فانتفع بأثماننا، فلا ترد أن يكون محمد صلي الله عليه و آله و سلم خصمك في القيامة. قال: فأي شي ء قلت لهما؟ قال: قلت: لا و لكن [62] أقتلكما، و أنطلق


برأسكما [63] الي عبيدالله بن زياد، و آخذ جائزة ألفي درهم. قال: فأي شي ء قالا لك؟ قال: قالا: ائت بنا الي عبيدالله بن زياد حتي يحكم فينا [64] بأمره. قال: فأي شي ء قلت [65] ؟ قال: قلت: ليس الي ذلك سبيل الا التقرب اليه بدمكما. قال: أفلا جئتني بهما حيين؟ فكنت أضعف لك الجائزة، و أجعلهما أربعة آلاف درهم؟ قال: ما رأيت الي ذلك سبيلا الا التقرب اليك بدمهما. قال: فأي شي ء قالا لك أيضا؟ قال: قالا [66] : يا شيخ! احفظ قرابتنا من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: فأي شي ء قلت لهما؟ قال: قلت: ما لكما من رسول الله قرابة. قال: ويلك فأي شي ء قالا لك أيضا. قال: قالا: يا شيخ! ارحم صغر سننا.قال: فما رحمتهما؟ قال: قلت: ما جعل الله لكما من الرحمة في قلبي شيئا. قال: ويلك فأي شي ء قالا لك أيضا؟ قال: قالا: دعنا نصلي ركعات. فقلت: فصليا ما شئتما ان نفعتكما الصلاة، فصلي الغلامان أربع ركعات. قال: فأي شي ء قالا في آخر صلاتهما؟ قال: رفعا طرفيهما الي السماء، و قالا: يا حي يا حكيم [67] ، يا أحكم الحاكمين، احكم بيننا وبينه بالحق.

قال عبيدالله بن زياد: فان أحكم الحاكمين قد حكم بينكم، من للفاسق؟ قال: فانتدب له [68] رجل من أهل الشام، فقال: أنا له. قال: فانطلق به الي الموضع الذي قتل فيه الغلامين، فاضرب عنقه، و لا تترك أن يختلط [69] دمه بدمهما، و عجل برأسه. ففعل الرجل ذلك، و جاء برأسه، فنصبه علي قناة فجعل الصبيان يرمونه بالنبل و الحجارة، و هم يقولون: هذا قاتل ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [70] .


الصدوق، الأمالي، / 88 - 83 رقم 2: عنه: المجلسي، البحار، 105 - 100 / 45؛ البحراني، العوالم، 358- 353 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 237 - 234، القمي، نفس المهموم / 162- 156؛ المازندراني، معالي السبطين،80 - 76/ 2

روي عن أبي مخنف، قال: لما قتل الحسين عليه السلام أسر من عسكره غلامان صغيران، فأتي بهما الي عبيدالله بن زياد لعنه الله، فدعا بسجان له، و قال له [71] : خذ هذين الغلامين، و اسجنهما، و من طيب الطعام فلا تطعمهما، و من بادر الماء فلا تسقهما، و ضيق عليهما سجنهما. قال [72] : فأخذهما السجان، و وضعهما في السجن، الي أن صار لهما سنة كاملة حتي ضاقت صدورهما، فقال الصغير للكبير: يا أخي! يوشك أن تفني [73] أعمارنا، و تبلي أبداننا


في هذا السجن، أفلم تخبر [74] السجان بخبرنا، و نتقرب اليه بمحمد المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال: هكذا يكون.

فلما جهنما الليل أتي السجان اليهما بقرصين من شعير و كوز من ماء، فقام اليه الصغير، فقال له: يا شيخ! أتعرف محمد المصطفي؟ قال: و كيف لا أعرفه [75] و هو نبيي و شفيعي يوم القيامة. قال له: يا شيخ! أتعرف علي بن أبي طالب؟ قال: و كيف لا أعرفه و هو امامي و ابن عم نبيي. قال له: يا شيخ! أتعرف مسلم بن عقيل؟ قال: بلي [76] أعرفه و هو ابن عم رسول الله. فقال له: يا شيخ! نحن من عترة مسلم بن عقيل، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا، و من بارد الماء فلا تسقينا، و قد ضيقت علينا سجننا، فما لك و ما لنا لا ترحمنا لصغر سننا أما ترعانا [77] لأجل سيدنا رسول الله؟

فلما سمع السجان كلامهما بكي بكاءا شديدا، و انكب علي أقدامهما يقبلهما، و يقول: نفسي لنفسكما الفداء، و روحي لروحكما الوقا، يا عترة محمد المصطفي! و الله لا يكون محمد خصمي في القيامة، هذا باب السجن مفتوح، فخذا [78] أي طريق شئتما يا حبيبي! سيرا [79] بالليل، و اكمنا بالنهار.

قال: فلما خرجا لم يدريا الي أي جهة يمضيان، فلما جهجه [80] الصبح عليهما دخلا بستانا [81] و صعدا علي شجرة و اكتنا بها، فلما طلعت الشمس و اذا بجارية قد رأتهما، فأقبلت اليهما، و سألتهما عن حالهما، و طيبت [82] قلوبهما، و قالت لها: سيرا معي الي


مولاتي، فانها محبة لكما

فسارا معها، فسبقتهم [83] الجارية، فأعلمت مولاتها، فلما سمعت بها قامت حافية اليهما، و استقبلهما بالبشري، و قالت لهما: أدخلا علي رحب وسعة. فلما دخلا أنزلتهما في مكان لم يدخل اليه أحد من الناس، و خدمتهما تليق بهما.

ثم ان ابن زياد لعنه الله نادي في شوارع الكوفة: ان من جاءني بأولاد مسلم بن عقيل فله الجائزة العظمي. و كان زوج تلك المرأة من جملة من طلبهما. فلما جن الليل أقبل اللعين الي داره و هو تعبان من كثرة الطلب، فقالت له زوجته الصالحة: أين كنت فأني أري في وجهك آثار التعب؟ قال: ان ابن زياد، قد نادي بأزقة الكوفة ان من جاءني بأولاد مسلم بن عقيل كان له عندي الجائزة العظيمة [84] ، و قد خرجت في الطلب، فلم أجد لهما أثرا، و لا خبرا. فقالت له زوجته: يا ويلك! أما تخاف من الله؟ مالك و أولاد الرسول تسعي الي الظالم بقتلهم؟ فلا تغرنك الدنيا. قال: أطلب الجائزة من الأمير. قالت: تكون أقل الناس و أحقرهم عنده ان سعيت بهذا الأمر.

فبينما هو بين النائم و اليقظان، اذ سمع الهمهمة من داخل البيت، فقال لزوجته: ما هذه الهمهمة؟ فلا ترد عليه الجواب كأنهما لم تسمع [85] ، فقعد و طلب مصباحا فتناوم أهل البيت كأنهم لم يسمعوا، فقام و أشعل المصباح، و أراد فتح الباب، فقالت له زوجته: ما تريد من فتح الباب؟ و ما نعته؟ فقاتلها، و مانعها، و فتح الباب، و اذا بأحد الولدين قد انتبه، فقال لأخيه: [86] يا أخي [87] ! اجلس فان هلاكنا قد قرب. فقال له أخوه: و ما رأيت يا أخي؟ قال: بينما أنا نائم و اذا بأبي واقف عندي، و اذا بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم و علي، و الحسن و الحسين و قوف، و هم يقولون لأبي: مالك تركت أولادك بين الكلاب و الملاعين؟ فقال لهما أبي:


و ها هما بأثري قادمين. فلما سمع الملعون كلا مهما جاء اليهما، و قال لهما: من أنتما؟ قالوا: من آل الرسول. و من [88] أبوكم؟ قالوا [89] : مسلم بن عقيل. فقال الملعون: اني أتعبت اليوم فرسي و نفسي في طلبكما، و أنتما عندي. ثم أنه لطم الأكبر منهما لطمة أكبه علي الأرض حتي تهشم وجهه، و أسنانه من شدة الضربة، و سال الدم من وجهه و أسنانه، ثم أنه كتفهما [90] كتافا وثيقا [91] ، فلما نظرا الي ما فعل به [92] اللعين، و أكرمتنا، و أنت هكذا تفعل بنا، أما تخاف الله فينا؟ أما تراعي يتمنا و قربنا من رسول الله؟

فلم يعبأ اللعين بكلامهما، و لا رحمهما و لا رق، ثم دفعهما [93] الي خارج البيت، و بقيا مكتفين الي الفجر، و هما يتوادعان، و يبكيان لما جري عليهما. و أما الملعون فلما أصبح الصبح أخرجهما من داره، و قصد بهما جانب الفرات ليقتلهما، و زوجته، و ولده، و عبده خلفه، و هم يخوفونه الله تعالي، و يلومونه علي فعله فلم يرتدع اللعين، و لم يلتفت اليهم حتي وصلوا الي جانب الفرات، فأشهر اللعين سيفه لقتلهما، فوقعت زوجته علي يديه، و رجليه، تقبلهما، و تقول له: يا رجل!اعف عن هذين الولدين اليتيمين، و اطلب من الله الذي تطلبه من أميرك عبيدالله بن زياد، فان الله يرزقك عوض ما تطلبه منه اضعافا مضاعفة. فزعق الملعون عليها زعقة الغضب، حتي طار عقلها، و ذهل لبها.

ثم قال للعبد: يا أسود! خذ هذا السيف، و اقتل هذين الغلامين، و ائتني برأسيهما [94] حتي أنطلق بهما الي عبيدالله بن زياد، و أخذ جائزتي منه ألفي درهما، و فرسا. فلما هم بقتلهما، قال له أحد الغلامين: يا أسود! ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله


صلي الله عليه و آله يا أسود! مالك و مالنا حتي تقتلنا؟ امض عنا [95] حتي لا نطالبك بدمنا عند [96] رسول الله صلي الله عليه و آله. فقال لهما الغلام: يا حبيبي! من أنتما؟ فان مولاي أمرني بقتلكما. فقالوا: [97] يا أسود نحن من عترة نبيك محمد صلي الله عليه و آله، نحن أولاد مسلم بن عقيل، أضافتنا عجوزكم هذه الليلة، و مولاك يريد قتلنا. قال:فانكب العبد علي أقدامهما يقبلهما، و يقول: نفسي لنفسكما الفداء، و روحي لروحكما الوقاء يا عترة محمد المصطفي، و الله لا يكون محمد خصمي يوم القيامة. ثم رمي السيف من يده ناحية، و طرح نفسه في الفرات، و عبر الي الجانب الآخر، فصاح به مولاه: عصيتني؟ فقال: أطعتك مادمت [98] لا تعصي الله، فلما عصيت الله عصيتك [99] أحب الي من أن أعصي الله، و أطيعك.

فقال اللعين: و الله ما يتولي قتلكما أحد [100] غيري. فأخذ السيف و أتي اليهما، و سل السيف من جفنه [101] فلما هم بقتلهما جاء اليه ولده، و قال له: يا أباه! قدم حلمك، و أخر غضبك، و تفكر فيما يصيبك في القيامة. قال: فضربه بالسيف، فقتله، فلما رأت الحرمة [102] ولدها مقتولا أخذت بالصياح و العويل، قال: فتقدم الملعون الي الولدين، فلما رأياه تباكيا، و وقع كل منهما علي الآخر يودعه، و يعتنقه، والتفتا اليه، و قالا له: يا شيخ! لا تدعنا نطالبك بدمائنا [103] . عند جدنا يوم القيامة، خذنا حيين الي ابن زياد، يصنع بنا ما يريد. فقال: ليس الي ذلك سبيل. فقالا له: يا شيخ! بعنا في السوق، و انتفع بأثماننا، و لا تقتلنا. فقال: لابد من قتلكما قالا له: يا شيخ! ألا ترحم يتمنا و صغرنا؟ فقال لهما:


ما جعل الله لكما في قلبي من الرحمة شيئا. فقالا: يا شيخ! دعنا نصلي كل منا ركعتين. قال: صليا ما شئتما ان نفعتكما الصلاة. قال: فصليا أربع ركعات، فلما فرغا رفعا طرفيهما الي اسماء و بكيا [104] ، و قالا: يا عادل [105] ! يا حكيم! احكم بيننا و بينه بالحق. ثم قالا له: يا هذا! ما أشد بغضك [106] لأهل البيت؟

[107] فعندها عمد [108] الملعون و ضرب عنق الأكبر، فسقط الي الأرض يخور في دمه، فصاح أخوه، و جعل يتمرغ بدم أخيه و هو ينادي: وا أخاه! وا قلة ناصراه! [109] وا غربتاه! هكذا ألقي الله و أنا متمرغ بدم أخي. فقال له الملعون: لا عليك سوف ألحقك بأخيك في هذه الساعة. ثم ضرب عنقه و وضع رأسيهما في المخلاة و رمي أبدانهما في الفرات.

و سار برأسين الي عبيدالله بن زياد، فلما مثل بين يديه وضع المخلاة فقال له: ما في المخلاة يا هذا؟ قال: رؤوس أعدائك أولاد مسلم بن عقيل. فكشف عن وجهيهما، فاذا هما كالأقمار المشرقة، فقال: لم قتلتهما؟ قال: بطمع الفرس و السلاح.

فقام ابن زياد، ثم قعد ثلاثا، و قال: ويلك! و أين ظفرت بهما. قال: في داري، [110] و قد أضافتهم [111] عجوز لنا. فقال ابن زياد: أفلا عرفت لهما حق الضيافة و أتيت بهما حيين الي. فقال: خشيت أن يأخذهما أحد مني، و لا أقدر علي الوصول اليك. فأمر ابن زياد أن يغسلوهما من الدم، فلما غسلوهما و أتي بهما اليه و نظرهما تعجب من حسنهما، و قال له: يا ويلك! لو أتيتني بهما حيين لضاعفت لك الجائزة، فتعذر بعذره الأول..

ثم قال له: يا ويلك! حين أردت قتلهما ما قالا لك؟ قال: قالا لي: يا شيخ! ألا تحفظ قرابتنا من رسول الله؟ قال: فما قلت لهما؟ قال: قلت لهما: ما لكما من رسول الله قرابة؟


قال: فماذا قالا لك أيضا؟ قال: قالا لي؟ ألا ترحم صغر سننا؟ فقلت لهما: ما جعل الله لكما في قلبي من الرحمة شيئا.

قال: فما قالا لك أيضا؟ قال: قالا لي: [112] امض الي السوق [113] فبعنا، و انتفع بأثماننا. فقلت لهما: لا بد من قتلكما. قال: فماذا قالا لك أيضا؟

قال: قالا لي: ألا تمضي بنا الي ابن زياد يحكم فينا بأمره؟ فقلت لهما: ليس الي ذلك من سبيل. قال: فماذا قالا لك أيضا؟

قال: قالا لي [114] : دعنا نصلي كل واحد منا ركعتين. فقلت لهما: صليا ان نفعتكما الصلاة. فصليا أربع ركعات، فلما فرغا من الصلاة رفعا طرفيهما الي السماء، و دعيا، و قالا: يا حي! يا حكيم! احكم بيننا و بينه بالحق.

ثم نظر ابن زياد الي ندمائه، و كان فيهم حب لأهل البيت و قال له: خذ هذا الملعون و سر به الي موضع قتل فيه الغلامين، وا ضرب عنقه، و لا تدع أن يختلط دمه بدمهما، و خذ هذين الرأسين، و ارمهما في موضع رمي به أبدانهما.

قال: فأخذه و سار به و هو يقول: و الله لو أعطاني ابن زياد جميع سلطنته ما قبلت [115] هذه العطية، و كان كلما مر بقبيلة أراهم الرأسين و حكي لهم بالقصة، و ما يريد يفعل بذلك اللعين. ثم سار به الي موضع قتل فيه الغلامان [116] فقتله بعد أن عذبه بقطع [117] عينيه، و قطع أذنيه، و يديه، و رجليه، و رمي بالرأسين في الفرات.

قال: فخرجت الأبدان، و ركبت الرؤوس عليا بقدرة الله تعالي ثم تحاضنا، و غاصا في الفرات، ثم ان ذلك الرجل المحب أتي بالرأس - رأس ذلك اللعين - فنصبه علي قناة،


و جعل الصبيان يرجمونه بالحجارة، ألا لعنة الله علي القوم الظالمين. (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [118] .


الطريحي، المنتخب، 385 - 380 / 2 مساوي عنه: الدربندي، أسرار الشهادة، /240 - 237

فائدة: قتل بعد قتل الحسين عليه السلام صبيان في الكوفة علي ما رواه جماعة منهم الصدوق في الأمالي: و ذلك أنه لما جي ء الي الكوفة بالسبايا من العيال و الأطفال. فر من الدهشة و الذعر صبيان. و هما ابراهيم و محمد من ولد عقيل، أو جعفر [119] . فلجأ الي دار فلان الطائي؛ فسألهما عن شأنهما: فأخبراه، و قالا له: انا من آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فررنا من الأسر، و لجأنا اليك.

فسولت له نفسه الخبيثة أن لو قتلهما و جاء برأسيهما الي ابن زياد لأعطاه جائزة، فقتلهما و أخذ رأسيهما، و جاء الي عبيدالله بن زياد، فدخل عليه، و قدم الراسين اليه.

فقال له ابن زياد: بئسما فعلت، عمدت الي صبيين استجارا بك، فقتلتهما، و خفرت جوارك. ثم أمر بقتله، فقتل.

السماوي، ابصار العين، / 134 - 133 مساوي عنه: الزنجاني، وسيلة الدارين، / 419

في العوالم: ان ابني مسلم بن عقيل كانا مع الأساري، فأخذهما عبيدالله بن زياد و حبسهما الي آخر ما جري عليهما.

(أقول): و قد اطلعت علي رواية في شهادة هذين الغلامين ذكرها صاحب الناسخ فأحببت ايرادها، قال في الناسخ: ان هاني ء بن عروة لما أخذ، و حبس و خرج مسلم بن عقيل من دار هاني ء، و جمع شيعته، و اجتمعوا حوله، و خرجوا علي عبيدالله بن زياد، دعا


مسلم بن عقيل بابنيه محمد و ابراهيم، و كانا معه، و سلمهما الي شريح القاضي، و أوصاه بهما، و كانا في داره حتي قتل مسلم عليه السلام.

فأخبر ابن زياد (لعنه الله) مسلم بأن ابني محمدا و ابراهيم كانا مع مسلم، و قد اختفيا في البلد، فأمر فنودي: من له علم بخبر مسلم و لم يخبرنا فهو مهدور الدم. و لما سمع شريح أحضرهما، و أشفق عليهما، و بكي. فقالا: يا شريح!ما هذا البكاء؟ فقال: لقد قتل أبوكما مسلم. فلما سمعا بكيا بكاء شديدا، و ناديا بالويل و الثبور، و صاحا: وا أبتاه! وا غربتاه! فجعل يسلي خاطرهما، و يعزيهما بأبيهما. ثم أخبرهما بخبر عبيدالله بن زياد، فخافا، و سكتا، فقال شريح: أنتما قرة عيني، و ثمرة فؤادي، و لا أدع أن يظفر بكما أحد من ابن زياد، و لا غيره،و أري أن أسلمكما الي رجل أمين حتي يوصلكما الي المدينة.

ثم دعا بابنه يقال له الأسد، و قال: بلغني أن قافلة شدوا علي رحالهم يريدون المدينة، فخذ هذين الصبيين، و سلمهما الي رجل أمين كي يوصلهما الي المدينة، ثم قبلهما، و أعطي لكل واحد منهما خمسين دينارا، و ودعهما.

فلما مضي من الليل شطره حملهما ابن القاضي الي ظهر الكوفة، و مضي بهما أميالا، ثم قال: أيا ولدي! ان القافلة قد رحلت، و مضت، و هذا سواده أمضيا حتي تلحقا به، و عجلا في المشي. ثم ودعهما، و رجع.

و مضي الغلامان في سواد الليل، و جعلا يسرعان حتي تعبا، و اذا بنفر من أهل الكوفة قد عارضوهما، و أخذوهما، و جاؤوا بهما الي عبيدالله بن زياد. فدعا عبيد الله بالسجان، و سلمهما اليه، و كتب الي يزيد كتابا، و أخبره بقصتهما، و كان السجان من محبي أهل البيت، و اسمه مشكور، و كان الغلامان في السجن، و هما باكيان، حزينان، و السجان لما عرفهما، أشفق عليها، و أحسن اليهما و أحضر لهما الطعام و الشراب، و أخرجهما من الحبس في جوف الليل، و أعطاهما خاتمه، و قال: أيا ولدي! اذا وصلتما الي القادسية عرفا أنفسكما الي أخي وا عرضا عليه خاتمي علامة، فهو يكرمكما و يوقفكما علي الطريق، بل ويوصلكما الي المدينة.

و خرج الغلامان الي القادسية، و مضيا في جوف الليل، و هما غير خبيرين بالطريق.


فلما أصبحا اذا هما حول الكوفة، فخافا و مضيا الي حديقة، فيها نخيل و ماء و شجر، فصعدا علي نخلة، فجاءت جارية حبشية لتستقي ماء، فرأت عكس صورهما في الماء، نظرت و اذا بغلامين صغيرين، كأن الله لم يخلق مثلهما و جعلت تلاطف بهما حتي نزلا من النخلة و أتت بهما الي دارها، و أخبرت سيدتها بهما، فلما رأتهما اعتنقتها، و قبلتهما، و قالت: يا حبيبي! من أنتما؟ قالا: نحن من عترة محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و ولد مسلم بن عقيل. فلما عرفتهما زادت في اكرامهما، و أحضرت لهما الطعام و الشراب. و اعتنقت جاريتها سرورا بهذه العطية، و أوصتها بأن لا يطلع زوجها علي ذلك لأنها كانت تعرفه بالشر.

و أما عبيدالله بن زياد لما بلغه الخبر بأن مشكورا أطلق ولدي مسلم و أخرجهما من الحبس دعاه. و قال له:ويلك! أين الغلامان؟ قال: لما عرفتهما، أطلقتهما كرامة لرسول الله. فقال: أأمنت من سطواني؟ أما خفت من عقوبتي؟ فقال: بل خفت من عقوبة ربي، ويلك يا ابن مرجانة! قتلت أباهما، و أيتمتهما علي صغر سنهما، فما تريد منهما؟ فغضب عبيدالله، و دعا بالسياط، و قال: أجلدوه خمسمائة جلدة، و أضربوا عنقه. فقال مشكور: هذا في الله و في حب أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قليل.

فجلدوه خمسمائة جلدة، و جعل يسبح الله و يقدسه،و يقول: اللهم أستعين بك،و أطلب منك الفرج، و الروح، و الصبر فاني قتلت في حب أهل بيت نبيك، اللهم ألحقني بنبيك و آله. ثم سكت، حتي ضربوه خمسمائة سوط، و قد بلغت روحه التراقي، فقال بضعيف صوته: اسقوني ماء. فقال ابن زياد: لا تسقوه، بل اقتلوه عطشانا. فتقدم عمرو ابن الحارث، و تشفع فيه عند ابن زياد، و حمله الي داره ليداويه، ففتح مشكور عينيه، وقال: و الله لقد شربت شرابا من الكوثر لا أظمأ بعدها أبدا. ثم فارقت روحه.

و أما الغلامان فقد أكلا و شربا، و ولجا الي الفراش، و ناما، فلما كان نصف الليل أقبل الرجل صاحب المنزل، و اسمه حارث، و اسم أبيه عروة - و يجري علي بعض الألسن انه أخو هاني ء بن عروة، و ليس بمعلوم - دخل اللعين داره و هو مغضب، و قالت زوجته: ما الذي نزل بك؟ قال: قد كنت بباب الأمير، فسمعت المنادي ينادي: ان مشكور السجان أطلق من الحبس غلامين صغيرين لمسلم بن عقيل، من أتي بهما الي الأمير فله


جائزة سنية، و قضاء حاجته. و اني ركبت علي فرسي، و ركضت في جميع الشوارع و المشارع، و الطرق و السكك حتي أنقد فرسي بطنه، كانقداد البعير، و سقطت عن ظهر الفرس، و بقيت راجلا، و أتيت من بعيد في غاية التعب مع شدة الجوع و العطش. فقالت زوجته: ويلك! خف الله أيها الرجل، و احذر أن يكون محمد خصمك. و لا تحرج عليهم. فقال: اسكتي، فان الأمير يغنيني بالاموال و الذهب و الفضة، قومي، وا حضري الطعام و الشراب. فقامت، و أحضرت له الطعام و أكل، و شرب و ولج فراشه.

فأما الغلامان فكانا نائمين اذ انتبه محمد و هو الأكبر، و قال لأخيه ابراهيم: يا أخي! قم حتي أقص عليك ما رأيت آنفا عند رقدتي، و أظن أنا نقتل عن قريب، رأيت كأن المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و أبانا مسلما، و هم في الجنة. فنظر الينا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فبكي، فالتفت رسول الله الي مسلم، و قال: كيف خلفت ابنيك بين الأعداء؟ فقال مسلم: غدا يأتياني، و يلحقان بي. فقال ابراهيم: و اني لقد رأيت كذلك، تعال حتي أعانقك، و تعانقني، و أشم رائحتك، و تشم رائحتي. و أخذ كل واحد منهما يشم الآخر. فعند ذلك سمع اللعين كلامهما فسأل امرأته، فلم تجبه بشي ء، فقام اللعين من ساعته، و بيده شمعة،و جعل يدور في البيت حتي دخل علي الصبيين، و وقف عليهما و اذا بهما قد اعتنق كل واحد منهما الآخر. فقال: من أنتما؟ و ما تصنعان في هذا المكان؟ فقالا: نحن أضيافك، و من عترة نبيك، و ولد مسلم بن عقيل. فقال اللعين: قد اتلفت نفسي و فرسي في طلبكما و أنتما في داري. و جعل يضربهما ضربا شديدا. ثم شد أكتافهما، و ألقاهما في البيت، و أقبلت امرأته، و جعلت تقبل يديه، و رجليه، و تبكي و تتضرع. و تقول: يا هذا ما تريد منهما و هذان غلامان صغيران يتيمان؟ و هما عترة نبيك، و هما ضيف عندنا. و لم يلتفت اليها، و بقي الغلامان علي تلك الحالة، حتي أصبح الصباح. قال اللعين، و حمل سلاحه، و حمل معه الغلامين الي الفرات، و خرجت امرأته من خلفه، و هي تعدو و تبكي. فاذا دنت منه التفت اليها اللعين بالسيف، و كانت ترجع، ثم دعا بغلامه، و ناوله السيف. و قال: اذهب بهما، و اضرب اعناقهما، و ائتني برؤوسهما فقال الغلام: و الله اني لأستحي من محمد المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم أن أقتل من عترته صبيين صغيرين.


فقال: اللعين: ويلك عصيتني؟ فحمل علي الغلام، و حمل الغلام عليه، و دارت بينهما ضربات حتي خر الغلام صريعا، فأقبلت زوجة الحارث مع ابنها، و اذا باللعين يحز رأس عبده، فأقبل ابنه، و حال بينهما، و قال: يا أبة! ما تريد من هذا الغلام، و هو أخ لي من الرضاعة؟ فلم يجبه بشي ء و قتل الغلام. و قال لولده: اذهب بهذين الصبيين، و اضرب أعناقهما. فقال: معاذ الله أن أفعل ذلك، أو تفعل و أنا حي. فقالت زوجته: ويلك ما ذنب هذين الصغيرين، اذهب بهما الي الأمير حتي يحكم فيهما بأمره. فقال: ما لي الي ذلك من سبيل، و لا آمن من أن يهجم علي شيعتهم و يأخذوهما من يدي. و قالم اللعين و جرد سيفه، و قصد الغلامين. فحالت المرأة بينه و بينهما و قالت: ويلك أما تخاف الله؟ أما تحذر من يوم القيامة؟ فغضب اللعين، و حمل علي زوجته بالسيف و جرحها، فوقعت مغشيا عليها. فأقبل ابنه، و أخذ بيده، و قال: ويلك قد خرفت و ذهب عقلك، ما تصنع؟ قتلت الغلام، و جرحت أمي؟ فاشتد غضبه، و ضرب ابنه بالسيف، و قتله. ثم أسرع الي الغلامين، و حمل عليهما، فعند ذلك بكي الغلامان، و ارتعدت فرائصهما و جعلا يتضرعان و قالا: أمهلنا حتي نصلي ركعات.فما أمهلهما، فقام الي الأكبر، و أراد قتله، أقبل الصغير و رمي بنفسه عليه، و قال: ابدأ بي فاقتلني، فاني لا أستطيع أن أري أخي قتيلا. فأخذ الصغير، فأقبل الكبير، و رمي بنفسه عليه. و قال: ويلك كيف أطيق النظر اليه و هو يتمرغ في دمه؟ دعه، و اقتلني قبله. فقام اللعين الي الأكبر، و ضرب عنقه، و رمي بجسده الي الفرات. فقام الصغير، و أخذ رأس أخيه، و جعل يقبله، و أقبل اللعين اليه، و أخذ الرأس منه، و ضرب عنقه، و رمي بجسده في الماء، و وضع الرأسين في المخلاة و أقبل مسرعا، و دخل قصر الامارة، و وضع الرأسين بين يدي ابن زياد، فقال ابن مرجانة: ما هذه الرؤوس؟ قال: رؤوس أعدائك ظفرت بهما، و قتلتهما، و أتيت برأسهما اليك لتفي بما وعدت و تثيبني علي ذلك ثوابا حسنا. قال: و من أعدائي؟ قال: ولد مسلم بن عقيل. فأمر ابن زياد بأن أغسلوا الرؤوس، و نظفهما، و وضعهما في طبق بين يديه. و قال: ويلك أما خفت من الله؟ أن قتلت الصبيين، و هما بلا ذنب؟ و أنا كتبت الي يزيد حالهما، و ربما طلبهما مني حيين، فما يكون جوابه؟ و بماذا أجيبه، و لم ما جئتني بهما سالمين؟ فقال: خشيت أن الناس


يخلصونهما من يدي و ما نلت بعطائك. قال: ألم يتيسر لك أن تحبسهما، و تأتيني بخبرهما؟ فسكت اللعين. فالتفت عبيدالله الي رجل كان نديمه، يقال له: مقاتل و كان من محبي أهل البيت، قال: هذا اللعين قتل الصبيين بلا اذن مني، اذهب به الي ذلك المكان الذي قتل فيه الغلامين، و اقتله بأي نحو شئت. فقام الرجل، و قال: و الله لو وهب الله لي امارة الكوفة ما سررت به كسروري بهذا.

فشد أكتاف اللعين، و جعل يقوده حافيا حاسرا في أزقة الكوفة، و سككها و معه رؤوس أولاد مسلم، و جعل يقول: أيها الناس هذا قاتل الصبيين. و الناس يبكون، و يلعنون الحارث، و يشتمونه حتي اجتمع خلق كثير، و جاؤوا الي الفرات، و اذا بغلام قتيل، و شاب مقتول، و امرأة جريحة، فتعجبوا من تلك الخباثة، و الشقاوة و التفت اللعين الي مقاتل و قال: كف عني حتي اختفي، و أعطيك عشرة آلاف دينار. فقال مقاتل: و الله لو كانت الدنيا كلها لك، وا عطيتني اياها لما خليت سبيلك، و أنا أطلب الجنة بقتلك. ثم قطع يديه، و رجليه، و سمل عينيه، و قطع أذنيه، و شق بطنه، و وضع هذه كلها في بطنه، و جاء بحجر و ربطه برجليه، و ألقاه في الماء،و جاءت موجة ورمت به الي البر الي ثلاث مرات. ثم حفر بئرا ورمي به في البئر، و ضمه في التراب، فما كان بأسرع من أن قذفته الأرض فوقها الي ثلاث مرات. ثم أحرقوه بالنار، و أمر ابن زياد (لعنه الله) بأن رموا برؤوس أولاد مسلم في الفرات. فخرجت أبدانهم، فكل رأس لحق بجسده، ثم اعتنقا جميعا، و غمرا في الماء.

المازندراني، معالي السبطين، 76 - 71 / 2

في الأسرار للمرحوم الدربندي قدس سره: ان اللعين لما عرفهما لطم الأكبر منهما لطمة كبه علي وجهه الأرض حتي تهشم وجهه، و أسنانه من شدة الضربة، و سال الدم من وجهه، و أسنانه، ثم انه كتفه كتافا وثيقا، و جاء الي الآخر، و ضربه ضربة أشد من ضربة أخيه، و هو ينادي: يا أباه! ثم انه كتفه كتافا وثيقا، فقالا له: ما لك يا هذا تضربنا و امرأتك قد أضافتنا، و أكرمتنا، أما تخاف الله فينا؟ أما تراعي قرابتنا من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ أما تراعي يتمنا؟


و فيه أيضا: ان اللعين لما أراد قتلهما أقبلت زوجته تقبل يديه، و رجليه و تقول: يا رجل! اعف عن هذين الولدين اليتيمين، و اطلب من الله الذي تطلبه من أميرك، فان الله يرزقك عوض ما تطلب أضعافا مضاعفة، فزعق عليها زعقة طار عقلها، و ذهل لبها.

و فيه أيضا: لما قتلهما و رمي ببدنهما في الماء، و هما يقطران دما فكان بدن الأول علي وجه الفرات ساعة حتي قذف الثاني، فأقبل بدن الأول علي وجه الفرات يشق الماء شقا حتي التزم بدن أخيه، و غارا في الماء، و سمع هذا الملعون صوتا من بينهما و هما في الماء: رب انك تعلم و تري ما فعل بنا هذا الملعون فاستوف لنا حقنا منه يوم القيامة.

و قال الطبري و صاحب كفاية الطالب: ان محمدا و ابراهيم هما اما من ولد عبدالله بن جعفر، أو من ولد عقيل بن أبي طالب علي اختلاف الروايات فيهما أنه لما جي ء الي الكوفة بالسبايا من العيال و الأطفال بعد قتل الحسين، فانفلق منهم الغلامان من الدهشة و الذعر، فأتيا الي دار رجل طائي من طي، فجاء اليهما، فسألهما عن شأنهما، فأخبراه، و قالا له: نحن من آل رسول الله فررنا من الأسر، و لجأنا اليك، فسولت له نفسه الخبيثة أن لو قتلهما و جاء برأسيهما الي ابن زياد لأعطاه جائزة، فضرب أعناقهما، و أخذ برؤوسهما حتي جاء الي عبيدالله بن زياد، فدخل عليه، و وضعهما بين يديه، فقال له ابن زياد: بئسما فعلت عمتت الي صبين استجارا بك فقتلتهما، و خفرت. ثم أمر بقتله، فقتل، و أمر بداره فهدمت.

المازندراني، معالي السبطين، 82 - 81 / 2

[مشهد طفلي مسلم] مشهد هما قرب مدينة المسيب بين كربلاء و بغداد. و الشمهد مكان لشهادة طفلي مسلم بن عيل بن أبي طالب واسمهما محمد و ابراهيم. قال السيد عبدالرزاق المقرم رحمه الله في كتابه مسلم الشهيد، ان السيرة بين الشيعة علي المثول بمشهدهما الواقع قرب المسيب تفيد القطع به،و بناء علي ما أفادته الرواية من القاء بدنهما في الفرات يكون هذا الموضع اما محل القتل، و اما أنهما أخرجا فدفنا هناك، انتهي.

قال في المراقد: مرقدهما في الضواحي القريبة لمدينة المسيب الواقعة علي ضفة نهر الفرات، هذا علي المشهور المعروف، و قد طرأت علي قبريهما عمارات، و لم تزل عامرة مشيدة و علي كل قبر قبة في حرم واحد مستطيل أمام قبريهما صحن فيه الغرف للزائرين


و غير خفي أن هذه الشهرة قد مضت عليها قرون و قرون حتي وصلت الينا و لم ينكرها أحد من مشاهير علماء الشعية الامامية، انتهي.

و قد روي الشيخ الصدوق المتوفي سنة 381 ه في كتابه الأمالي رواية مفصلة عن كيفية مقتلهما و كيفية احتجازهما مع المعاندين فروي باسناده عن حمران بن أعين، عن أبي محمد شيخ لأهل الكوفة، قال: لما قتل الحسين بن علي أسر في معسكره غلامان صغيران فأتي بهما لعبيد الله بن زياد فدعي سجانا له، فقال: خذ هذين الغلامين اليك فمن طيب الطعام لا تطعمهما و من البارد فلا تسقهما و ضيق عليهما سجنهما، و كان الغلامان يصومان النهار الي آخر قصتهما بتفصيل ذكره الصدوق قدس سره.

الحسيني الجلالي، مزارات أهل البيت عليه السلام / 92



پاورقي

[1] [الي هنا حکاه في العبرات،249 / 2 و أضاف: «و ذکر الحديث بطوله مع مغايرات و تفصيلات [عن الخوارزمي، انظر، / 277]».

[2] [في العوالم و الأسرار: «من الماء»].

[3] [نفس المهموم: «سارا»].

[4] [الأسرار: «أقرب»].

[5] [الأسرار: «الماء»].

[6] [في نفس المهموم: «نبي» و زاد في المعالي: «قال: أتعرف عقيل بن أبي‏طالب، قال: «نعم»].

[7] [لم يرد في نفس المهموم].

[8] [الأسرار: «و هو يقول».]

[9] [الأسرار: «و هو يقول».]

[10] [المعالي: «لوجهکم»].

[11] [الأسرار: «علي»].

[12] [الأسرار: «سواد الليل»].

[13] [نفس المهموم: «ألزمنا»].

[14] [في نفس المهموم و المعالي: «هي أطيب»].

[15] [في البحار و العوالم و الأسرار و المعالي: «الواقعة»].

[16] [لم يرد في الأسرار].

[17] [لم يرد في الأسرار].

[18] [الأسرار: «أن يکون»].

[19] [في الأسرار:«بلاء» و في المعالي: «البلاء الذي»].

[20] [لم يرد في الأسرار].

[21] [الأسرار: «برأسيهما»].

[22] [زاد في الأسرار و المعالي: «فرسي»].

[23] [الأسرار: «يوم القيامة»].

[24] [في البحار و العوالم و الأسرار و نفس المهموم و المعالي: «محرص»].

[25] [زاد في المعالي: «قال: آخرة؟»].

[26] [في البحار و الأسرار و المعالي: «بکرت»].

[27] [في البحار و العوالم و الأسرار: «البيت»].

[28] [لم يرد في نفس المهموم].

[29] [زاد في الأسرار: «من أنت؟ فقال»].

[30] [الأسرار: «قال»].

[31] [لم يرد في المعالي].

[32] [الأسرار: «قال»].

[33] [المعالي: «في الموت وقعتما»].

[34] [المعالي: «في الموت وقعتما»].

[35] [في الأسرار: «فنام» و في المعالي: «فقام»].

[36] [الأسرار: «فليج»].

[37] [في البحار و العوالم: «فقال له»].

[38] [الأسرار: برأسهما»].

[39] [لم يرد في البحار و الأسرار و المعالي].

[40] [لم يرد في البحار و الأسرار و المعالي].

[41] [المعالي: «أنا»].

[42] [الأسرار: «في يوم القيامة»].

[43] [نفس المهموم: «غدا»].

[44] [في البحار و الأسرار و نفس المهموم و المعالي: «بالسيف»].

[45] [الأسرار: «جمعت»].

[46] [الأسرار: «و اخذ منه»].

[47] [نفس المهموم:«يا شباب»].

[48] [الأسرار: «ما تخاف»].

[49] [لم يرد في الأسرار].

[50] [في البحار و الأسرار و نفس المهموم و المعالي: «بالسيف»].

[51] [في المطبوع: «أمامها»].

[52] [الاسرار: «جفنته»].

[53] [لم يرد في المعالي].

[54] [الأسرار: «ألفي درهم»].

[55] [المعالي: «ما لکم»].

[56] [لم يرد في البحار و المعالي، و في الأسرار: «مالي»].

[57] [نفس المهموم: «قالا له»].

[58] [في البحار و العوالم: «حليم» و في المعالي: «عليم»].

[59] [المعالي: «مخضب»].

[60] [زاد في الأسرار و المعالي: «الي»].

[61] زاد في البحار و العوالم و الأسرار و المعالي: «ثم قام ثم قعد»].

[62] [المعالي: «و لکني»].

[63] [في البحار و العوالم: «برؤوسکما» و في الأسرار و المعالي: «برأسيکما»].

[64] [نفس المهموم:«بيننا»].

[65] [الأسرار: «قلت لهما»].

[66] [زاد في البحار و العوالم: «لي»].

[67] [في البحار و العوالم و نفس المهموم: «حليم» و في المعالي: «عليم»].

[68] [المعالي: «اليه»].

[69] [الأسرار: «يخلط»].

[70] ابي محمد شيخ اهل کوفه روايت کرد که:

چون حسين بن علي عليه‏السلام کشته شد، دو پسر کوچک از لشکرگاهش اسير شدند و آن‏ها را نزد عبيدالله آوردند. زندانبان را طلبيد و گفت: «اين دو کودک را ببر و خوراک خوب و آب سرد به آن‏ها مده و بر آنها تنگ بگير!»

اين دو کودک روزه مي‏گرفتند و شب دو قرص نان جو و يک کوزه آب براي آنها مي‏آوردند تا يک سالي گذشت و يکي از آن‏ها به ديگري گفت: «اي برادر! مدتي است ما در زندانيم. عمر ما تباه مي‏شود و تن ما ميکاهد. اين شيخ زندانبان که آمد، مقام و نسب خود را به او بگوييم تا شايد به ما ارفاقي کند.»

شب، آن شيخ همان نان و آب را آورد و کوچکتر گفت: «اي شيخ! تو محمد را مي‏شناسي؟»

گفت: «چه‏گونه نشناسم؟ او پيغمبر من است.»

گفت: «جعفر بن أبي‏طالب را مي‏شناسي؟»

گفت: «چه‏گونه نشناسم؟ با آن که خدا دو بال به او داد که با فرشتگان هر جا خواهد برود.»

گفت: «علي بن أبي‏طالب را مي‏شناسي؟»

گفت: «چه‏گونه نشناسم؟ او پسر عم و برادر پيغمبر من است.»

گفت: «ما از خاندان پيغمبر تو، محمد و فرزندان مسلم بن عقيل علي بن أبي‏طالب و در دست تو اسيريم. خوراک و آب خوب به ما نمي‏دهي و به ما در زندان سخت‏گيري مي‏کني.»

آن شيخ افتاد و پاي آن‏ها را بوسيد و ميگفت: «جانم قربان شما، اي عترت پيغمبر خدا مصطفي! اين در زندان به روي شما باز است. هر جا خواهيد برويد.»

شب دو قرص نان جو و يک کوزه آب براي آن‏ها آورد و راه را به آن‏ها نشان داد و گفت: «شب‏ها راه برويد و روزها پنهان شويد تا خدا به شما گشايش دهد.»

شب رفتند تا به در خانه‏ي پير زني رسيدند. به او گفتند: «ما دو کودک غريب و نابلديم و شب است. امشب ما را مهمان کن و صبح مي‏رويم.»

گفت: «عزيزانم! شما کيانيد که از هر عطري خوشبوتريد؟»

گفتند: «ما اولاد پيغمبريم و از زندان ابن‏زياد و از کشتن گريختيم.»

پيرزن گفت: «عزيزانم! من داماد نابکاري دارم که به همراهي عبيدالله بن زياد در واقعه کربلا حاضر شد. و مي‏ترسم در اين جا به شما برخورد کند و شما را بکشد.»

گفتند: «ما همين يک شب را مي‏گذرانيم و صبح به راه خود مي‏رويم.»

گفت: «من براي شما شام مي‏آورم.»

شام آورد و خوردند و نوشيدند و خوابيدند، کوچک به بزرگ گفت: «برادر جان! اميدوارم امشب آسوده باشيم. بيا در آغوش هم بخوابيم و همديگر را ببوسيم؛ مبادا مرگ ما را از هم جدا کند.»

در آغوش هم خوابيدند و چون پاسي از شب گذشت، داماد فاسق عجوز آمد و آهسته در را زد. عجوز گفت: «کيستي؟»

گفت: «من فلانم.»

گفت: «چرا بي‏وقت آمدي؟»

گفت: «واي بر تو! پيش از آن که عقلم بپرد و زهره‏ام از تلاش و گرفتاري بترکد،در را باز کن.»

گفت: «واي بر تو! چه گرفتاري شد؟»

گفت: «دو کودک از لشکرگاه عبيدالله گريختند و امير جار زده است که هر که سر يکي از آن‏ها بياورد، هزار درهم جائزه دارد هر که سر هر دو را بياورد، دوهزار درهم جايزه دارد. من رنج‏ها بردم و چيزي به دستم نيامد.»

پيرزن گفت: «از آن بترس که در قيامت، محمد خصمت باشد.»

گفت: «واي بر تو! دنيا رابايد به دست آورد!»

گفت: «دنيا بي‏آخرت به چه کار تو آيد.»

گفت: «تو از آنها طرفداري مي‏کني؟ گويا از اين موضوع اطلاعي داري. بايد نزد اميرت برم.»

گفت: «امير از من پيرزني که در گوشه‏ي بيابانم چه مي‏خواهد؟»

گفت: «بايد من جستجو کنم. در را باز کن تا استراحتي کنم و فکر کنم که صبح از چه راهي دنبال آنها بروم.»

در را گشود و با او شام داد. خورد و نيمه شب آواز خر خر دو کودک را شنيد. مانند شير مست از جا جست و چون گاو فرياد کرد و دست به اطراف خانه کشيد تا پهلوي کوچکتر آن‏ها رسيد. گفت: «کيست؟»

گفت: «من صاحبخانه‏ام. شما کيانيد؟»

برادر کوچک، بزرگتر را جنبانيد و گفت:برخيز که از آن چه مي‏ترسيديم، بدان گرفتار شديم.»

گفت«شما کيستيد؟»

گفتند: «اگر راست گوييم، در امانيم؟»

گفت: «آري.»

گفتند: «اي شيخ! امان خدا و رسول و در عهده‏ي آنان؟»

گفت: «آري.»

گفتند:«محمد بن عبدالله گواه است؟»

گفت: «آري.»

گفتند: «خدا بر آن چه گفتيد، وکيل و گواه است؟»

گفت: «آري.»

گفتند: «اي شيخ! ما از خاندان پيغمبرت محمديم و از زندان عبيدالله بن زياداز ترس جان گريخته‏ايم.»

گفت: «از مرگ گريختيد و به مرگ گرفتار شديد. حمد خدا را که شما را به دست من انداخت.»

برخاست و آن‏ها را بست و شب را در بند به سر بردند و سپيده دم غلام سياهي فليح نام را خواست و گفت: «اين دو کودک را ببر کنار فرات و گردن بزن و سر آن‏ها را برايم بياور تا نزد ابن‏زياد برم و دو هزار درهم جايزه ستانم.»

غلام شمشير برداشت و آن‏ها را جلو انداخت و چون از خانه دور شدند، يکي از آن‏ها گفت: «اي سياه! تو به بلال مؤذن پيغمبرماني؟»

گفت: «آقايم به من دستور داده است گردن شما را بزنم. شما کيستيد؟»

گفتند: «ما از خاندان پيغمبرت محمد هستيم و از ترس جان از زندان ابن‏زياد گريخته‏ايم و اين عجوزه‏ي شما ما را مهمان کرد و آقايت مي‏خواهد ما را بکشد.»

آن سياه پاي آنها را بوسيد و گفت: «جانم قربان شما. رويم [پناه] شما اي عترت مصطفي. به خدا محمد در قيامت نبايد خصم من باشد.»

شمشير را دور انداخت و خود را به فرات افکند و گريخت. مولايش فرياد زد: «نافرماني من کردي؟»

گفت: «من به فرمان توأم تا به فرمان خدا باشي و چون نافرماني خدا کني، من در دنيا و آخرت از تو بيزارم.»

پسرش را خواست و گفت: «من حلال و حرام را براي تو جمع مي‏کنم. بايد دنيا را به دست آورد. اين دو کودک را ببر کنار فرات گردن بزن و سر آنها را بياور تا نزد عبيدالله برم و دو هزار درهم جايزه آورم.»

شمشير گرفت و کودکان را جلو انداخت و کمي پيش رفت. يکي از آن‏ها گفت: «اي جوان! من از دوزخ بر تو مي‏ترسم.»

گفت: «عزيزانم، شما کيستيد؟»

گفتند: «از عترت پيغمبرت. پدرت مي‏خواهد ما را بکشد.»

آن پسر هم به پاي آن‏ها افتاد و بوسيد و همان را گفت که غلام سياه گفته بود، و شمشير را دور انداخت و خود را به فرات افکند. پدرش فرياد زد: «مرا نافرماني کردي؟»

گفت: «فرمان خدا بر فرمان تو مقدم است.»

آن شيخ گفت: «جز خودم، کسي آن‏ها را نکشد.»

شمشير گرفت و جلو رفت و در کنار فرات تيغ کشيد و چون چشم کودکان به تيغ برهنه افتاد، گريستند و گفتند: «اي شيخ! ما را ببر بازار بفروش و مخواه که روز قيامت، محمد خصمت باشد.»

گفت: «سر شما را براي ابن‏زياد مي‏برم و جايزه مي‏ستانم.»

گفتند: «خويشي ما را به رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم منظور نداري؟»

گفت: «شما با رسول خدا پيوندي نداريد.»

گفتند: «اي شيخ! ما را نزد عبيدالله بر تا خودش درباره ما حکم کند.»

گفت: «من بايد با خون شما به او تقرب جويم.»

گفتند: «اي شيخ! به کودکي ما ترحم نمي‏کني؟»

گفت: «خدا در دلم رحم نيافريده است.»

گفتند: «پس بگذار ما چند رکعت نماز بخوانيم.»

گفت: «اگر سودي دارد براي شما، هرچه خواهيد نماز بخوانيد.»

آن‏ها چهار رکعت نماز خواندند و چشم به آسمان گشودند و فرياد زدند: «يا حي! يا حکيم! يا احکم الحاکمين!ميان ما و او به حق حکم کن.»

برخاست گردن بزرگتر را زد و سرش را در توبره گذاشت و آن کوچک در خون برادر غلتيد و گفت: «مي‏خواهم آغشته به خون برادر، رسول خدا را ملاقات کنم».

گفت: «عيب ندارد. تو را هم به او مي‏رسانم».

او را هم کشت و سرش را در توبره گذاشت و تن هر دو را در آب انداخت و سرها را نزد ابن‏زياد برد.او بر تخت نشسته و عصاي خيزراني به دست داشت. سرها را جلوش گذاشت و چون چشمش به آن‏ها افتاد، سه بار برخاست و نشست. گفت: «واي بر تو! کجا آن‏ها را جستي؟»

گفت: «پيرزني از خاندان ما آن‏ها را مهمان کرده بود»

گفت: «حق مهماني آن‏ها را منظور نکردي؟»

گفت: «نه!»

گفت: «با تو چه گفتند»؟

گفت: «تقاضا کردند ما را ببر بازار و بفروش و بهاي ما را بستان و محمد را در قيامت، خصم خود مکن».

گفت: «تو در جواب چه گفتي؟»

گفت: «گفتم، شما را مي‏کشم و سرتان را نزد عبيدالله مي‏برم و دو هزار درهم جايزه مي‏گيرم.»

گفت: «ديگر با تو چه گفتند؟»

گفتند: «اي شيخ! ما را زنده نزد عبيدالله ببر تا خودش درباره‏ي ما حکم کند.»

گفت: «تو چه گفتي؟»

گفت: «گفتم، من با کشتن شما به او تقرب جويم.»

گفت: «چرا آن‏ها را زنده نياوردي تا چهار هزار درهم به تو جايزه دهم؟»

گفت: «دلم راه نداد، جز آن که به خون آن‏ها به تو تقرب جويم».

گفت: «ديگر با تو چه گفتند؟»

گفت: «گفتند، اي شيخ! خويشي ما را با رسول خدا صلي الله عليه و آله منظور دار.»

گفت: «تو چه گفتي؟»

گفت: «گفتم، شما را با رسول خدا خويشي نيست.»

گفت: «واي بر تو! ديگر چه گفتند؟»

گفت: «گفتند: به کودکي ما ترحم کن»

گفت: «تو به آنها ترحم نکردي؟»

گفت: «نه! گفتم: خدا در دل من ترحم نيافريده است».

گفت: «واي بر تو! ديگر چه گفتند؟»

گفت: «گفتند:بگذار چند رکعت نماز بخوانيم؛ من گفتم، اگر براي شما سودي دارد، هر چه خواهيد نماز بخوانيد».

گفت: «بعد از نماز خود چه گفتند؟»

گفت: «آن دو يتيم عقيل دو گوشه چشم به آسمان کردند و گفتند، يا حي! يا حکيم! يا احکم الحاکمين! ميان ما و او به حق حکم کن.»

گفت: «خدا ميان تو و آن‏ها به حق حکم کرد. کيست که کار اين نابکار را بسازد؟»

مردي شامي از جا برخاست و گفت: «من.»

گفت: «او را به همان جا ببر که اين دو کودک را کشته است و گردن بزن و خونش را روي خون آن‏ها بريز و زود سرش را بياور».

آن مرد چنان کرد و سرش را آورد و بر نيزه افراشتند و کودکان با تير و سنگ او را مي‏زدند و مي‏گفتند: «اين است کشنده‏ي ذريه رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم» کمره‏اي، ترجمه‏ي أمالي، / 88 - 83

و أيضا در کتاب مذکور، مزبور است که دو پسر صغير مسلم بن عقيل محمد و ابراهيم نام در کوفه به خانه شريح قاضي مخفي بودند و بعد از واقعه‏ي مسلم، ايشان نيز بر دست لعيني از نوکران ابن‏زياد که موسوم به حارث بن عروة بود، به قتل رسيدند و در منزهات رياض جنان به وصال پدر بزرگوار خود واصل شدند.



دريغ و درد که آن هر دو نوجوان رفتند

به صد ملامت و حسرت از اين جهان رفتند



چو عندليب سزد گر کنيم ناله‏ي زار

کنون که ياسمن و گل ز بوستان رفتند



غم يتيمي و غربت نبودشان در خور

به جانب پدر خويشتن روان رفتند



خواندامير، حبيب السير، 45 / 2.

[71] [لم يرد في الأسرار].

[72] [لم يرد في الأسرار].

[73] [الاسرار: «يفني»].

[74] [الأسرار: «أفلا تخبر»].

[75] [الأسرار: «لا أعرف»].

[76] [الأسرار:«بل»].

[77] [الأسرار: «تراعينا»].

[78] [في المطبوع: «فخذوا»].

[79] [في المطبوع: «سيروا»].

[80] [الأسرار:«جنح».

[81] [الأسرار: «بستانا هناک»].

[82] [في المطبوع: «و طيب»].

[83] [الأسرار: «فسبقتهما»].

[84] [الأسرار: «العظمي»].

[85] [في المطبوع: «تسمع»].

[86] [لم يرد في الأسرار].

[87] [لم يرد في الأسرار].

[88] [الأسرار: «أبوکما؟ قالا»].

[89] [الأسرار: «أبوکما؟ قالا»].

[90] [لم يرد في الأسرار].

[91] [لم يرد في الأسرار].

[92] [الأسرار: «بهما»].

[93] [الأسرار: «رفعهما»].

[94] [الأسرار: «برأسهما»].

[95] [لم يرد في الأسرار].

[96] [الأسرار: «عند جدنا»].

[97] [الأسرار: «فقالا»].

[98] [الأسرار: «مادام»].

[99] [زاد في الأسرار: «و عصياني لک»].

[100] [لم يرد في الأسرار].

[101] [الأسرار: «جفنته»].

[102] [الأسرار: «الحرة»].

[103] [الأسرار: «بدمنا»].

[104] [لم يرد في الأسرار].

[105] [الأسرار: «يا عدل»].

[106] [الأسرار: «بغضبک»].

[107] [الأسرار: «فعندهما تقدم»].

[108] [الأسرار: «فعندهما تقدم»].

[109] [زاد في الأسرار: «وا طول حزناه»].

[110] [الأسرار: «أضافتهما»].

[111] [الأسرار: «أضافتهما»].

[112] [الأسرار: «ألا تمضي بنا الي السوق».

[113] [الأسرار: «ألا تمضي بنا الي السوق».

[114] [لم يرد في الأسرار].

[115] [لأسرار: «ما قابلت»].

[116] [الأسرار: «الغلامين»].

[117] [الأسرار: «بقلع»].

[118] مکشوف باد که شهادت محمد و ابراهيم پسرهاي مسلم را کمتر در کتاب پيشينيان ديده‏ام، الا آن که اعثم کوفي مي‏گويد: «گاهي که ابن‏زياد، هاني را محبوس داشت، چنان که مرقوم شد و مسلم از سراي هاني بيرون شتافت و شيعيان خود را فراهم کرد تا بر دارالأمارة حمله افکند، پسرهاي خود را به خانه شريح قاضي فرستاد تا در حمايت او به سلامت مانند. ديگر نه از نام ايشان ياد مي‏کند و نه از شهادت ايشان بازمي‏گويد. و در جلد هفدهم عوالم مسطور است که: بعد از قتل حسين عليه‏السلام چون اهل بيت را اسير کردند، پسرهاي صغير مسلم در ميان اسرا بودند. ابن‏زياد ايشان را بگرفت و محبوس نمود».

شرح شهادت ايشان در کتاب روضة الشهدا مسطور است و اگر صاحب حبيب السير سخني به اختصار مي‏راند هم سند به روضة الشهدا مي‏رساند.

و من بنده اين قصه را از روضة الشهدا منتخب مي‏دارم و برمي‏نگارم؛ زيرا که (گويا کلمه (حبيب السير) از اين جا افتاده است.) بيرون سياقت (سياقت: روش.) مورخان و محدثان سخن مي‏راند و مانند نوحه‏گران و سوگواران مرثيه مي‏خواند و کلمات فضول که مردود عقول است، به کار مي‏بندد؛ اگر چند اين گونه تلفيق و تنميق (تلفيق: سخن را با دروغ آميختن. تنميق: آرايش کردن.) از براي نوحه‏گران زيباست تا بر مردمان بخوانند و گريه بستانند؛ لکن مورخ و محدث نتواند از آن چه دست به دست رسيده، نکتي بفزايد يا کلمتي بربايد، الا آن که تواند کرد که سخن نارسايي را به بلاغت بيان کند و کلام ناپسندي را به فصاحت ادا فرمايد. اکنون بر سر سخن رويم.

همانا پسرهاي مسلم، به حکم پدر در خانه شريح قاضي ببودند تا گاهي که مسلم را شهيد کردند و ابن‏زياد را آگهي دادند که مردم اين شهر دو تن پسران مسلم را پوشيده مي‏دارند و بيرون شدن نمي‏گذارند.

ابن‏زياد بفرمود تا در تمام شهر منادي کردند که: «هر کس پسرهاي مسلم را در خانه خويش بدارد و به نزد من نيارد، خانه او به ترکتاز نهب و غارت هبا گردد و خون او به حدود تيغ سر افشان هدر شود»

شريح چون اين ندا بشنيد، محمد و ابراهيم را پيش طلبيد. چون حاضر شدند، به هاي هاي بگريست. گفتند: «يا شريح! اين گريه چيست؟»

گفت: «بدانيد که مسلم شهيد شد و از اين سراي فاني به بهشت جاوداني آرميد».

ايشان جامه چاک کردند و خاک بر سر پراکندند و بانگ: «وا أبتاه! وا غربتاه! درآوردند. شريح گفت: «اي برادر زادگان! چندين مخروشيد و بر خون خويشتن و کيد من مکوشيد. چه ابن‏زياد شما را مي‏طلبد تا در کجا بيابد و تا شما را به دست نگيرد، نياسايد و صاحب خانه را نيز به زير پاي انتقام بفرسايد (فرسائيدن: پايمال ساختن.).»

ايشان از بيم ابن‏زياد بانگ در دهن بشکستند و خاموش نشستند. شريح گفت: «شما روشني چشم و چراغ دل منيد. چنان رأي زده‏ام که شما را به اميني بسپارم تا با خود به مدينه برد و به خويشان بسپارد».

و پسر خود را که اسد نام داشت، فرمود: «شنيده‏ام که بيرون دروازه عراقين کارواني به جانب مدينه مي‏رود. اين کودکان را به کاروان رسان و با اميني بسپار تا به مدينه برساند».

و هر يک را پنجاه دينار زر سرخ بر ميان بست. چون تاريکي جهان را فروگرفت،اسد آن کودکان را برداشت و از شهر بيرون شتافت.

وقتي رسيدند که کاروانيان بار بسته و لختي راه در نور ديده بودند. اسد نظري افکند، شبحي (شبح: سياهي.) از دور ديدار بود، روي با پسرهاي مسلم کرد و گفت: «اين سياهي که ديدار مي‏شود، کاروانيانند. لختي در رفتن تعجيل کنيد و خود را بديشان رسانيد.

اين بگفت و بازشد. کودکان مسلم که از راه و بي‏راه آگاه نبودند، لختي بدويدند و مانده شدند و آثار کاروانيان را ياوه کردند (ياوه کردند: گم نمودند.). هم در آن شب چند تن از کوفيان با ايشان دچار شدند و بدانستند که اينان پسران مسلمند. پس هر دو تن را مأخوذ داشته به نزد ابن‏زياد بردند و او فرمان کرد تا ايشان را در زندانخانه بازداشتند و مکتوبي به يزيد نگاشت که: «اينک پسرهاي مسلم در محبس منند. تا چه فرمايي؟»

اما زندانبان که مشکور نام داشت، از دوستاران اهل بيت بود و از آه و ناله اين کودکان هفت هشت ساله غمنده (غمنده: اندوهناک.) گشت. نشيمني شايسته بهر ايشان بپرداخت و خورش و خوردني حاضر ساخت و چند که توانست، نيکو خدمتي کرد و شب ديگر چون سياهي دامن بگسترد، ايشان را برداشت و بر سر راه قادسيه آورد و انگشتري خود را بديشان داد و گفت: «اين انگشتري از من به نزد شما علامتي است. چون به قادسيه رسيديد، بدين علامت، برادر مرا بياگاهانيد تا شما را خدمت کند و به مدينه رساند».

پس مشکور بازشتافت و ايشان راه قادسيه پيش داشتند. ديگر باره راه را ياور کردند و تا سفيده دم در کنار شهر گرد برمي‏آمدند (دور مي‏زدند.). بامدادان نگريستند که در کنار کوفه‏اند. سخت بترسيدند که مبادا ديگر باره گرفتار شوند. خود را به خرما ستاني کشيدند و در کنار چشمه آبي بر درختي برآمدند و در ميان شاخهاي درخت قرار گرفتند.

کنيزکي حبشي در چاشتگاه به کنار چشمه آمد تا آب برگيرد. عکس ايشان را در چشمه ديدار کرد. برخاست و با ايشان از در مهر و حفاوت سخن پيوست و محبت خود و بانوي خود را با خاندان رسول خداي بازنمود و هر دو تن را برداشت و به سراي آورد. بانوي خانه ايشان را پذيره کرد و سر و روي ايشان را بوسه زد و بدين نيکو خدمتي کنيزک را آزاد ساخت و پسران مسلم را در نهانخانه جاي داد و خورش و خوردني پيش نهاد و کنيزک را وصيت کرد که: «شوهر مرا از اين راز آگاه مکن».

اما از آن سوي، ابن‏زياد، مشکور زندان‏بان را طلب داشت و گفت: «چه شدند پسرهاي مسلم؟»

گفت: «من ايشان را در راه خدا آزاد کردم».

گفت: «از من نترسيدي»؟

گفت: «جز از خداي نترسم، هان اي پسر زياد! دي پدر اين کودکان را بکشتي، امروز از اين دو طفل نورس چه خواهي؟»

ابن‏زياد در خشم شد، گفت: اکنون بفرمايم تا سرت را از تن بردارند».

گفت: «آن سر که در راه مصطفي نباشد، نخواهم».

اين وقت ابن‏زياد فرمان کرد که مشکور را بعد از ضرب پانصد تازيانه گردن بزنند، چون او را در عقابين (عقابين: اندوهناک.) کشيدند و ابتدا به ضرب تازيانه کردند، در تازيانه نخستين گفت: «بسم الله الرحمن الرحيم.» در ضرب ثاني گفت: «الهي مرا شکيبايي ده!»

در کرت سيم گفت: «خدايا! مرا در حب فرزندان رسول تو مي‏کشند.»

چون نوبت به چهارم و پنجم افتاد، گفت: «اي پروردگار من! مرا به مصطفي و فرزندانش بازرسان»

و ديگر سخن نکرد تا پانصد ضرب به نهايت شد. اين وقت گفت: «مرا شربتي آب دهيد».

ابن‏زياد گفت: «او را تشنه گردن زنيد».

عرو بن الحارث قدم ضراعت (ضراعت: فروتني و خواري.) پيش گذاشت و مشکور را به شفاعت درخواست و به خانه‏ي خويش آورد تا او را مداوا کند». مشکور چشم بگشود و گفت: «بدرود باديد که من از آب کوثر سيراب شدم».

اين بگفت و جان بداد.

اما از آن سوي پسران مسلم را آن زن و کنيزک نيکو خدمت همي کردند و پرستاري همي نمودند تا شب برسيد. پس خورش و خوردني حاضر ساختند و ايشان از اکل و شرب بپرداختند و بخفتند. اين وقت شوهر آن زن که حارث نام داشت، به خانه درآمد و سخت آشفته خاطر و کوفته اندام بود. زن پرسيد: «مگر تو راحادثه‏اي رسيد؟»

گفت: «علي الصباح بر در سراي امير بودم. منادي ندا در داد که: پسرهاي مسلم را مشکور از زندانخانه رها نموده، هر که ايشان را دستگير کند از امير عطاي مال و ثروت و اسعاف مني (مني: جمع منيه: آرزو.) و حاجت بهره‏مند گردد.

من چون اين کلمه شنيدم، بي‏تواني برجستم و بر اسب خويش برنشستم و چند که توانستم، گرداگرد کوفه را درنوشتم و بازار و برزن را در سپردم (درنوشتم، در سپردم: پيمودم.). از شدت شتافتن، اسب بتراکيد و درافتاد. من نيز از پشت اسب درافتادم و توش و توان از من برفت. گرسنه و تشنه در تاريکي شب به هزار رنج و تعب خود را به خانه رسانيدم و از ايشان نشاني نيافتم و اثري نديدم.»

زن گفت: «اي مرد! اين چيست که مي‏گويي؟ از خداي بترس و بر خداي بيرون مشو و بر فرزندان رسول خداي بد مينديش.»

حارث گفت: «خاموش باش! ابن‏زياد مرا مال و مرکب دهد و از فضه و ذهب توانگر کند. تو را با اين سخنان نابهنگام چه کار؟ برخيز و آب و طعام بيار».

زن بي‏چاره گشت و او را پاره‏اي خورش و خوردني آورد تا بخورد و بخفت.

اما پسران مسلم، محمد که برادر مهين (مهين: بزرگتر.) بود، ناگاه از خواب انگيخته گشت و ابراهيم را از خواب برانگيخت و گفت: «برخيز که ما نيز کشته مي‏شويم. چه مرا اندر اين ساعت در خواب نمودار شد که مصطفي و مرتضي و سيده‏ي کونين و حسنين عليهم‏السلام در بهشت برين عبور مي‏دادند. ناگاه مرا و تو را مصطفي از دور ديدار کرد. پس روي به مسلم آورد و فرمود: تو را چه‏گونه دل داد که اين کودکان را به نزديک دشمنان بگذاشتي و به سوي ما گام برداشتي؟

مسلم عرض کرد که: ايشان از قفاي ما مي‏گرايند و فردا به نزديک ما مي‏آيند».

ابراهيم عرض کرد: «اي برادر! سوگند با خداي که بيرون کم و بيش (بيرون کم و بيش: بي‏کم و زياد.) مرا نيز در خواب اين قصه نمودار شد.»

پس دست در گردن يکديگر درآوردند و هاي هاي بگريستند. بانگ گريه ايشان حارث را از خواب برانگيخت و سر از بالين برداشت و گفت: «اي زن! اين شور و شيون در خانه ما از کيست؟ برخيز و چراغي برافروز تا بدانيم اين بانگ چيست؟ و اين سوگواري از بهر کيست؟»

زن را نيروي برخاستن و قدرت شمع و چرغ آراستن نبود. ناچار حارث بن عروة خود برخاست و چراغي برافروخت و به نهانخانه در آمد. پسران مسلم را نگريست که يکديگر را دست به گردن درآورده، به اعلي صوت مي‏گريند، گفت: «شما کيستيد و در اين جا چه مي‏کنيد؟»

ايشان چون او را اهل اين سراي دانستند، از شيعيان پنداشتند. گفتند: «ما يتيمان مسلم بن عقيليم».

حارث گفت: «من دي در طلب شما، اين شهر و نواحي را بگشتم و اسب خود را بکشتم و شما خانه مرا وطن گرفته‏ايد و خوش بخفته‏ايد؟»

پس با مشت سر و مغز ايشان را لختي بکوفت و هر دو تن را بر بست و هم در آن نخانخانه درافکند و در استوار کرد. زن پيش دويد و به زاري و ضراعت آغاز شفاعت نمود و دست و پاي حارث را بوسه زد و از خدا و رسول بيم و اميد داد و در گوش حارث کلمات زن چون آب در پرويزن (پرويزن: غربال.) بود.

علي الصباح برخاست و سلاح جنگ بر خود راست کرد و پسران مسلم را برداشته روان شد تا در کنار نهر گردن بزند. زن از قفاي او مي‏دويد و مي‏ناليد و چون نزديک مي‏شد، حارث با شمشير کشيده بر وي حمله مي‏افکند و او را بازپس مي‏راند. بدين گونه همي رفت تا در کنار نهر فراز آمد. پس غلام خويش را پيش طلبيد و شمشير خود را بدو داد و گفت: «اين دو کودک را گردن بزن!»

غلام گفت: «مرا از مصطفي شرم مي‏آيد که اين دو طفل بي‏گناه را از خاندان او گردن زنم و هرگز اين کار نکنم.» حارث گفت: «نخست تو را خواهم کشت.»

و آهنگ غلام کرد. غلام دانست که بخشايش در نهد حارث ننهاده‏اند و بي‏گمان کشته خواهد شد، ناچار با حارث درآويخت. هر دو تن دست در گريبان شدند. ناگاه حارث بر وي درافتاد غلام خواست تيغ براند، حارث جلدي کرد (جلدي: چابکي.) و برجست و تيغ از دست غلام بستد. غلام شمشير خويش را از نيام بکشيد و بر حارث فرود آورد. حارث مردي مبارز بود. آن زخم را با سپر بگردانيد و تيغ بزد و دست غلام را قطع کرد. غلام با دست چپ، خود را به او برچفسانيد (برچفسانيد:چسبانيد.) تا زخم ديگر نراند.

هم در اين وقت، زن حارث با پسر دررسيدند. پسر پيش دويد و کمر غلام بگرفت و گفت: «اي پدر! اين غلام برادر رضاعي من و فرزند خوانده‏ي مادر من است. از وي چه خواهي؟»

حارث پاسخ نگفت و تيغ بزد و غلام را بکشت و پسر را گفت: «هم اکنون تعجيل کن و اين دو کودک را گردن بزن.»

پسر گفت: «من اين دو کودک را که از خاندان پيغمبرند، سر بر ندارم و تو را نيز نگذارم.»

و زنش نيز مي‏ناليد و مي‏گفت: «اين دو طفل بي‏گناه را چرا تباه بايد کرد؟چه زيان دارد که ايشان را زنده به نزد ابن‏زياد حاضر سازي تا او چه خواهد و چه فرمايد؟»

گفت: «دوستداران ايشان در اين شهر فراوانند. تواند شد که ايشان را از دست من فراگيرند و مرا از عطاي ابن‏زياد بي‏بهره گذارند.»

و تيغ بکشيد و آهنگ کودکان کرد. زن پيش تاخت و با حارث درآويخت که: «از خداي بترس و از قيامت بينديش! اين چه نکوهيده کردار است که پيش داشته‏اي؟»

حارث در خشم شد و تيغ بزد و زن را عظيم جراحت کرد. پسر بدويد که مبادا مادر را به زخم ديگر تباه کند و دست پدر بگرفت و گفت: «اي پدر! با خويش آي (با خويش آي: به خود آي.)! چندين بي‏هشانه چه کني؟ و خويش از بيگانه نداني».

حارث هم در آن غلواني (غلوا: برآمدگي.) غضب، تيغ بزد و پسر را بکشت و چون گرگ ديوانه بر پسرهاي مسلم بتاخت؛ چند که زاري و ضراعت کردند،فايدتي نداشت. گفتند: «ما را بگذار تا دو رکعت نماز گزاريم».

گفت: «نگذارم» و دست هر يک را مي‏گرفت که سر بردارد، آن يک مي‏دويد که من کشته برادر نتوانم ديد. مرا بکش.

حارث نخست محمد را سر بريد و سرش را به خاک گذاشت و تنش را در آب انداخت. ابراهيم بدويد و سر را دربر گرفت و بر سينه بچسفانيد و به هاي هاي بگريست. حارث سر محمد را از دست ابراهيم بگرفت و او را نيز بکشت و تنش را در آب افکند.

و سرهاي مبارک ايشان را در توبره نهاده به دار الاماره آورد و نزد ابن‏زياد گذاشت. گفت: اين چيست؟»

گفت: «سرهاي دشمنان تو است که بريده‏ام و به نزد تو آورده‏ام تا بدان عطا که وعده کرده‏اي، وفا کني».

پسر زياد گفت: «کدام دشمن»؟

گفت: «فرزندان مسلم بن عقيل».

اين‏زياد گفت، سرها را برآوردند و بشستند و در طبقي نهاده پيش گذاشتند. ابن‏زياد را کردار او ناگوار افتاد. گفت: «از خداي نترسيدي و دو تن کودک بي‏گناه را بکشتي؟ و حال آنکه من به يزيد نوشته‏ام که پسرهاي مسلم را گرفته‏ام تا چه فرمايي؟ اگر خواهي زنده فرستم. تواند شد که زنده بخواهد. چه جواب گويم؟ چرا زنده به نزد من نياوردي؟»

حارث گفت: «بترسيدم که مردم شهر ايشان را از دست من بگيرند و من از عطاي امير بي‏بهره مانم» ابن‏زياد گفت: «توانستي ايشان را بازداري و مرا آگهي دهي تا کس بفرستم و پوشيده به نزد خويش حاضر سازم».

حارث را جاي پاسخ نماند. سر به زير افکند و خاموش ايستاد.

ابن‏زياد را نديمي (نديم، رفيق، همنشين.) بود که مقاتل نام داشت. با اين که مي‏دانست با اهل بيت نبوت محبت دارد، چون نديمي نيکوگوي و نيکوخوي بود، بر وي سخت نمي‏گرفت. او را گفت: «حارث بي‏فرمان من پسران مسلم را سر بريده؛ او را بگير و در همان جا که پسرهاي مسلم را کشته، به هر خواري که خواهي بکش و سرهاي پسران مسلم را در آن جا که تنهاي ايشان را در آب افکنده، در آب افکن.»

مقاتل سخت شاد شد و همي گفت: «اگر پسر زياد سلطنت خود را به من داد، چندين شاد نشدم».

پس بفرمود تا حارث را دست به گردن بربستند و کلان از سر برگرفتند و از ميان بازار کوفه کشان کشان عبور دادند و سرهاي کودکان را بر مردمان عرضه مي‏دادند و صورت حال را تقرير مي‏کردند. مردمان مي‏گريستند و حارث را لعن مي‏فرستادند چون به کنار نهر رسيدند، جواني را نگريستند که کشته‏اند و غلامي را پاره پاره افکنده‏اند و زني مجروح و مطروح افتاده است چون بر حال ايشان مطلع شدند، شگفتي آن جماعت بر خبائث حارث به زيادت شد. اين وقت حارث روي با مقاتل کرد و گفت:مرا دست بازدار تا به گوشه‏اي پنهان شوم و ده هزار دينار در ازاي اين عطوفت از من مأخوذ دار»

مقاتل گفت: «اگر همه دنيا را تو داشتي و به من گذاشتي،تو را دست بازنداشتم و در ازاي قتل تو، از خداي جهان بهشت جاودان خواهم يافت.»

و چون چشم مقاتل بر مقتل پسرهاي مسلم و خون ايشان افتاد، سخت بگريست و در خون ايشان بغلتيد. آن گاه غلام خود را فرمود تا نخست دستهاي حارث را قطع کرد؛ آن گاه هر دو پاي او را بريد. از پس آن چشم‏هاي او را برآورد و گوشهاي او را از تن بازکرد. پس شکم او را بشکافت و آن چه از تن او بازکرده بود، در شکم او نهاد و سنگي بر شکم او بست و آن تن پليد را در آب افکند.

در خبر است که سه کرت او را در آب افکند و آب او را نپذيرفت و به کنار افکند و سه نوبت او را در چاه افکندند و با سنگ و خاشاک انباشته نمودند. هم زمين او را نپذيرفت و به بيرون افکند. آن گاه تن او را سوزاندند و خاکسترش را دستخوش صرصر (صرصر: باد تند.) ساختند و چون سرهاي پسران مسلم را در آب افکندند، تنهاي ايشان بر زبر آب آمد و با سر پيوسته شد و دست در گردن يکديگر کرده در آب فروشدند.

[119] [الي هنا حکاه عنه في وسيلة الدارين].