بازگشت

القتل


قال: فلما قتل أصحابه و أهل بيته، بقي الحسين عامة النهار لا يقدم عليه أحد الا انصرف، حتي أحاطت به الرجالة، فما رأينا مكثورا قط، أربط جأشا منه، ان كان ليقاتلهم قتال الفارس الشجاع، و ان كان ليشد عليهم، فينكشفون عنه انكشفاف المعزي شد فيها الأسد.

فمكث مليا من النهار و الناس يتدافعونه و يكرهون الاقدام عليه، فصاح بهم شمر بن ذي الجوشن: ثكلتكم أمهاتكم! ماذا تنتظرون به، اقدموا عليه.

فكان أول من انتهي اليه زرعة بن شريك التميمي، فضرب كتفه اليسري، و ضربه حسين علي عاتقه، فصرعه.

و برز له سنان بن أنس النخعي، فطعنه في ترقوته، ثم انتزع الرمح، فطعنه في بواني صدره، فخر الحسين صريعا، ثم نزل اليه ليحتز رأسه، و نزل معه خولي بن يزيد الأصبحي، فاحتز رأسه.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 75 - 74

و قال عبيدة بن عمرو الكندي أحد بني بد ابن الحارث يرثي الحسين بن علي و ولده (رضي الله عنهم)، و يذكر قتلهم و قتلتهم:



صحا القلب بعد الشيب عن أم عامر

و أذهله عنها صروف الدوائر



و مقتل خير الآدميين والدا وجدا

اذا عدت مساعي المعاشر



دعاه الرجال الحائرون لنصره

فكلا رأيناه له غير ناصر



وجدناهم من بين ناكث بيعة

وساع به عند الامام و غادر



و رام له لما رآه و طاعن

و مسل عليه المصلتين و ناحر






فيا عين أذري الدمع منك و أسلبي

علي خير باد في الأنام و حاضر



علي ابن علي و ابن بنت محمد

نبي الهدي و ابن الوصي المهاجر [73 / ب]



تداعت عليه من تميم عصابة

و اسرة سوء من كلاب و عامر



و من حي و هبيل تداعت عصابة

عليه و أخري اردفت من يحابر



و خمسون شيخا من أبان بن دارم

تداعوا عليه كالليوث الخواطر



و من كل حي قد تداعي لقتله

ذوو النكث و الافراط أهل التفاخر



شفي الله نفسي من سنان و مالك

و من صاحب الفتيا لقيط بن ياسر



و من مرة العبدي و ابن مساحق

و من فارس الشقراء كعب بن جابر



و من أورق الصيدا و ابن موزع

و من بحر تيم اللات و المرء عامر



و من نفر من حضرموت و تغلب

و من مانعية الماء في شهر ناجر



و خولي لا يقتلك ربي و هاني

و ثعلبة المستوة و ابن تباحر



و لا سلم الله ابن أبحر ما دعت

حمامة أيك في غصون نواضر



و من ذلك الفدم الأباني و الذي

رماه بسهم ضيعة و المهاجر



و لا ابن رقاد لا نجا من حذاره

و لا ابن يزيد من حذار المحاذر



و من رؤوس ضلال العراق و غيرهم

تميم و من ذاك اللعين ابن زاجر



و لا الحنظليين الذين تتابعت

نبالهم في وجهه و الخواصر



و لا نفر من آل سعد بن مذحج

و لا الأبرص الجلف اللئيم العناصر



و لا عصبة من طي ء أحدقت به

و لا نفر منا شرار السرائر



و لا أخثعميين الذين تنازلوا

عليه و لا من زاره بالمناسر



و لا شبث لا سلم الله نفسه

و لا في ابن سعد حد أبيض باتر



قال: و القوم الذين سماهم في شعرة: سنان بن أنس النخعي، و مالك - رجل من


و هبيل من النخع - و مرة بن كعب رجل من أشراف عبدالقيس -! و نوفل بن مساحق من بني عامر بن لؤي، كعب بن جابر الأزدي أورق الصيداء - رجل منهم كان أفوه - و ابن موزع - رجل من همدان -، بحر بن مالك من بني تميم بن ثعلبة، خولي بن يزيد الأصبحي - المحرق بالنار - هاني بن ثبيت الحضرمي، و ثعلبة المستوه - رجل من بني تميم كان مأبونا -! و ابن تباحر - رجل من بني تيم الله - يقال له: عمرو بن يبحر بن أبحر، حجار بن أبحر - بجير بن جابر العجلي -، و الذي رماه الغنوي الذي رمي ابن الحسين فقتله، و ابن زاجر - رجل من بني منقر من بني تميم -، و الأبرص الجلف يعني شمر بن ذي الجوشن، شبث بن ربعي الرياحي.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 96 - 94

و قالت زينب بنت علي لعمر بن سعد: يا عمر، أيقتل أبوعبدالله، و أنت تنظر؟!

فبكي و انصرف بوجهه عنها.

و نادي شمر في الناس: [1] ما بالكم تحيدون عن هذا الرجل؟ ما تنتظرون؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم!

فحملوا عليه من كل جانب، فضربه زرعة بن شريك التيمي علي كفه اليسري، و ضرب علي عاتقه، ثم انصرفوا عنه و هو ينوء و يكبو.

و حمل عليه - و هو في تلك الحال - سنان بن أنس بن عمرو النخعي، فطعنه بالرمح، فوقع، ثم قال لخولي بن يزيد الأصبحي: احتز رأسه. فأراد أن يفعل، فضعف و أرعد، فقال له سنان: فت الله في عضدك، و أبان يدك!

و نزل اليه، فذبحه، ثم دفع رأسه الي خولي. و كان قد ضرب قيل ذلك بالسيوف، و طعن، فوجد به ثلاث و ثلاثون طعنة، و أربع و ثلاثون ضربة.

و يقال [2] : ان خولي بن يزيد هو الذي تولي احتزاز رأسه باذن سنان.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 409 / 3، أنساب الأشراف، 204 - 203 / 3


و يقال: ان الحجاج سأله [خولي]: كيف صنع بالحسين؟ فقال: دسرته بالرمح دسرا، و هبرته بالسيف هبرا. فقال الحجاج: لا تجتمعان [3] في الجنة و الله أبدا! و قال: ادفعوا اليه خمس مأة درهم. فلما خرج قال: لا تعطوه شيئا.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 418 / 3، أنساب الأشراف، 218 - 217 / 3

فانتزع له رجل من القوم بسهم، فأثبته في عاتقه، فنزع عليه السلام السهم، [4] و ضربه زرعة ابن شريك التميمي بالسيف، و اتقاه الحسين بيده، فأسرع السيف في يده [5] ، [6] و حمل عليه سنان بن أوس النخعي، فطعنه؛ فسقط، و نزل اليه حولي [7] بن يزيد الأصبحي ليحز رأسه، فأرعدت يداه، فنزل أخوه شبل بن يزيد، فاحتز رأسه، فدفعه الي أخيه حولي [8] [9] .

الدينوري، الأخبار الطوال / 256 - 255 مساوي عنه: ابن العديم، بغية الطلب، 2629 / 6، الحسين بن علي، / 88؛ القمي، نفس المهموم، / 369؛ المحمودي، العبرات، 117 ، 105 / 2

ثم حمل عليهم، فقتل، منهم خلقا عظيما، و أتاه سهم، فوقع في لبته، فخرج من قفاه، فسقط، و بادر القوم، فاحتزوا رأسه [10] .


اليعقوبي، التاريخ، 218 / 2 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 115 / 2

و خرج [11] بسيفه، فقاتل [12] حتي قتل صلوات الله عليه؛ قتله رجل [13] من مذحج [14] و حز [15] رأسه. [بسند تقدم عن أبي جعفر عليه السلام]

الطبري، التاريخ، 390 / 5 مساوي عنه: ابن كثير، البداية و النهاية، 197 / 8؛ مثله الشجري، الأمالي، 192 / 1؛ المزي، تهذيب الكمال، 428 / 6؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 208 / 3؛ ابن حجر، تهذيب التهذيب، 353 / 2

قال أبومخنف: عن الحجاج، عن عبدالله بن عمار بن يغوث البارقي، و عتب علي عبدالله بن عمار بعد ذلك مشهده قتل الحسين، فقال عبدالله بن عمار، ان لي عند بني هاشم ليدا. قلنا له: و ما يدك عندهم؟ قال: حملت علي حسين بالرمح، فانتهيت اليه، فوالله لو شئت لطعنته، ثم انصرفت عنه غير بعيد، و قلت: ما أصنع بأن أتولي قتله، يقتله غيري.

قال: فشد عليه رجالة ممن عن يمينه و شماله، فحمل علي من عن يمينه حتي ابذعروا [16] ، و علي من عن شماله حتي ابذعروا، و عليه قميص له من خز و هو معتم.

قال: فوالله ما رأيت مكسورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا، و لا أمضي جنانا و لا أجرأ مقدما منه [17] ، و الله ما رأيت قبله و لا بعده مثله؛ أن كانت الرجالة لتنكشف من عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذا شد فيها [18] الذئب.

قال: فو الله انه لكذلك اذ خرجت زينب ابنة فاطمة أخته، و كأني أنظر الي قرطها [19]


يجول بين أذنيها، و عاتقها و هي تقول: ليت السماء تطابقت علي الأرض! [20] و قد دنا عمر ابن سعد من حسين؛ و قالت. يا عمر بن سعد، أيقتل [21] أبوعبدالله و أنت تنظر اليه!

قال: فكأني أنظر الي دموع عمر و هي تسيل علي خديه و لحيته؛ قال: و صرف بوجهه عنها.

الطبري، التاريخ، 452 - 451 / 5 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 362؛ المازندراني، معالي السبطين، 39 / 2؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 311 ، 309 - 308 / 1؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 329؛ المحمودي، العبرات، 115 - 114 / 2

قال [حميد بن مسلم]: فنادي شمر في الناس: ويحكم؛ ماذا تنظرون [22] بالرجل! اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم! قال: فحمل [23] عليه من كل جانب، [24] فضربت كفه اليسري ضربة، ضربها زرعة بن شريك التميمي، [25] و ضرب علي عاتقه [26] ، ثم انصرفوا [27] و هو ينوء و يكبو [28] ؛ قال: و حمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرمح، فوقع [29] ، ثم قال لخولي بن يزيد الأصحبي: احتز رأسه. فأراد أن يفعل، فضعف فأرعد، فقال له سنان بن أنس: فت الله عضديك، و أبان يديك! فنزل اليه فذبحه و احتز رأسه، ثم دفع الي خولي بن يزيد، و قد ضرب قبل ذلك بالسيوف.

الطبري، التاريخ، 453 - 452/ 5 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 363؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 311 - 310 / 1؛ المحمودي، العبرات، 116 / 2

قال: و جعل سنان أنس لا يدنو أحد من الحسين الا شد عليه مخافة أن يغلب


علي رأسه، حتي أخذ رأس الحسين، فدفعه الي خولي [30] .

الطبري، التاريخ، 453 / 5


قال: فصاح الشمر [31] بن ذي الجوشن [32] لعنه الله - بأصحابه [33] ، فقال:، ما وقوفكم، و ماذا تنتظرون بالرجل [34] ، و قد أوثقته السهام؟ احملوا عليه، ثكلتكم أمهاتكم!

قال: فحملوا عليه من كل جانب، قال: و أوثقته الجراح بالسيوف، فضربه رجل يقال له زرعة بن شريك التيمي - لعنه الله - ضربة [35] علي يده اليسري، و ضربه عمرو بن طلحة الجعفي - لعنه الله - علي حبل عاتقه من وارئه ضربة منكرة، و رماه سنان بن أنس النخعي - لعنه الله - بسهم، فوقع السهم في نحره، و طعنه صالح بن وهب اليزني [36] - لعنه الله - طعنة في خاصرته، فسقط الحسين رضي الله عنه عن فرسه الي الأرض و استوي قاعدا، و نزع السهم من نحره، و أقرن كفيه فكلما امتلأتا [37] من دمه خضب به رأسه و لحيته، و هو يقول: هكذا حتي ألقي ربي [38] [39] بدمي مغصوبا علي حقي! قال: و أقبل عمر [40] بن سعد حتي وقف عليه، قال لأصحابه: انزلوا اليه، فخذوا رأسه! قال: فنزل اليه نصر بن خرشبة الضبابي - لعنه الله - و كان أبرص، [41] فضربه برجله فألقاه / علي قفاه، ثم أخذ بلحيته [42] ، فقال له الحسين: أنت الأبقع الذي رأيتك في منامي. قال: أو تشبهني بالكلاب يا ابن فاطمة! قال: ثم [43] جعل يضرب بسيفه - لعنه الله - علي مذبح الحسين و هو يقول:



أقتلك اليوم و نفسي تعلم

علما يقينا ليس في مرغم [44] .






و [45] لا محال لا و لا تأثم

ان أباك خير من تكلم [46] .



قال: فغضب عمر [47] بن سعد، ثم قال لرجل: انزل أنت الي الحسين فأرحه! قال: فنزل اليه خولي بن يزيد الأصبحي [لعنه الله - [48] ] فاحتز رأسه.

ابن أعثم، الفتوح، 218 - 216 / 5

و زعم قوم أن الحسين رضي الله عنه قتل بعدما قتل منهم عدة، و لو لا الضعف الذي أدركه من العطش لكان يأتي علي أكثرهم، قالوا: فرماه الحصين بن تميم في حنكه، و ضرب زرعه ابن شريك كفه، و طعنه سنان بن أنس بالرمح، ثم نزل، فاجتز رأسه.

البلخي، البدء و التاريخ، 241 / 2

فلم يزل يقاتل حتي قتل رضوان الله عليه، و كان الذي تولي قتله رجل من مذحج. [...]

[49] ضرب زرعة بن شريك التيمي كفه [50] اليسري، و طعنه سنان بن أنس النخعي، ثم نزل، فاحتز [51] رأسه [52] ، و في ذلك يقول الشاعر:



و أي رزية عدلت حسينا

غداة تبينه كفا سنان!؟ [53] .



[...] و كان جميع من حضر مقتل الحسين من العساكر، و حاربه [54] و تولي قتله من أهل الكوفة خاصة، لم يحضرهم شامي.

المسعودي، مروج الذهب، 71 ، 70 / 3 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 74 / 45؛ البحراني، العوالم، 341 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 463؛ المحمودي، العبرات، 130 / 2


و روي: أنه قتل بيده ذلك اليوم ألفا و ثماني مائة مقاتل، و أنه دعاهم الي البراز، و أخذ الواحد، ثم عشر لواحد، ثم صاروا مائة علي واحد، ثم اجتمع الجيش كله مع كثرتهم عليه، فأحاطوا به من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله [55] .

المسعودي، اثبات الوصية، / 128

و أخرج عبيدالله بن زياد عمر بن سعد اليه، فقاتله بكربلاء قتالا شديدا، حتي قتل عطشانا.

ابن حبان، الثقات (السيرة النبوية)، 309 / 2، السيرة النبوية (ط بيروت)، / 558 - 557

قال [أبومخنف، عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم]: و جعل الحسين يقاتل بنفسه، و قد قتل ولده، و اخوته، و بنو أخيه، و بنو عمه، فلم يبق منهم أحد، و حمل عليه زرعة [56] ابن شريك - لعنه الله - فضرب كتفه اليسري بالسيف، فسقطت [57] - صلوات الله عليه - و قتله أبوالجنوب زياد بن عبدالرحمان الجعفي و القثعم و صالح بن وهب اليزني و خولي بن يزيد، كل قد ضربه و شرك فيه. و نزل سنان بن أنس النخعي فاحتز رأسه، صلوات الله عليه.

و يقال: ان الذي أجهز عليه شمر بن ذي الجوشن الضباني لعنه الله [58] .


أبوالفرج، مقاتل الطالبيين، / 79 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 131 / 2

حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا فرات بن محبوب، ثنا أبوبكر بن عياش، [59] حدثني أسلم المنقري، قال: دخلت علي الحجاج، فدخل سنان بن أنس [60] قاتل الحسين، فاذا شيخ آدم فيه حناء [61] طويل الأنف في وجهه برش، فأوقف بحيال الحجاج، فنظر اليه الحجاج، فقال: أنت قتلت الحسين؟ قال: نعم قال: و كيف صنعت به؟ قال: دعمته بالرمح، و هبرته بالسيف هبرا. فقال له الحجاج: أما أنكما لن تجتمعا في دار [62] .

الطبراني، المعجم الكبير، 119 - 118 / 3 رقم 2828، مقتل الحسين، / 53 مساوي عنه: الهيثمي، مجمع الزوائد، 195 - 194 / 9؛ المحمودي، العبرات، 133 / 2

و جرح الحسين صلوات الله عليه جراحات كثيرة. و ثبت لهم [و] قد أوهنته الجراح، فأحجموا عنه مليا. ثم تعاوروه رميا بالنبل، و حمل عليه سنان بن أنس النخعي، فطعنه، فأثبته، و أجهز خولي بن يزيد الأصبحي من حمير؛ و احتز رأسه.

قال عبدالله بن عمارة بن يغوث: ما رأيت [مكثورا] قط أربط جأشا من الحسين عليه السلام، قتل ولده و جميع أصحابه حوله، و أحاطت الكتائب به، فوالله لكان يشد عليهم، فينكشفوا عنه انكشاف المعز شد عليها الأسد.

فمكث مليا من النهار و الناس يدافعون، و يكرهون الاقدام عليه.

فصاح بهم [63] شمر بن ذي الجوشن لعنه الله [64] : ثكلتكم أمكم، ما تنظرون بالرجل؟


فاقدموا عليه.

و كان أول من انتهي اليه زرعة بن شريك التميمي، فضرب كفه اليسري، فضرب الحسين صلوات الله عليه، فطعنه، فسقط، و قد أثبته الجراح.

فقال الخولي بن يزيد: احتز رأسه، فأكب عليه، فأرعد. فقال له سنان بن مالك: أبان الله يدك. فنزل، فاحتز رأسه.

القاضي النعمان، شرح الأخبار، 165 - 163 ، 155 / 3

و فرس لطيم اذا أصابت غرته عينيه أو احديهما أو خديه، أو أحدهما فان ابيضت أشفاره فهو مغرب فان لم تصب العينين و الخدين و امتنعت في جبهته فهي شادخة، و اذا رقت في جبهته و قصبة أنفه، فهي شمراخ [...].

فاذا كان البياض برجل واحدة: قيل: أرجل، و يتشاءم به، و قيل: ان الحسين صلوات الله عليه قتل و هو علي أرجل.

الشمشاطي، الأنوار و محاسن الأشعار، / 135

و نظر الحسين عليه السلام يمينا و شمالا و لا يري أحدا، فرفع رأسه الي السماء، فقال: اللهم انك تري ما يصنع بولد نبيك.

و حال بنوكلاب بينه و بين الماء [65] ، و رمي بسهم، فوقع في نحره، و خر عن فرسه، فأخذ السهم، فرمي به، [66] و جعل يتلقي الدم بكفه، فلما امتلأت لطخ بها رأسه و لحيته، و يقول [67] : ألقي الله عزوجل و أنا مظلوم متلطخ بدمي.

ثم خر علي خده الأيسر صريعا [68] .

[69] و أقبل عدو الله سنان الأيادي، و شمر بن ذي الجوشن العامري (لعنه الله) في رجال


من أهل الشام، حتي وقفوا علي رأس الحسين عليه السلام، فقال بعضهم لبعض: ما تنتظرون [70] ؟ أريحوا الرجل. فنزل سنان بن أنس الأيادي لعنه الله، و أخذ بلحية الحسين عليه السلام، و جعل يضرب بالسيف في حلقه، و هو يقول: و الله اني لأجتز [71] رأسك و أنا أعلم أنك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خير الناس أما و أبا. [بسند تقدم عن علي بن الحسين عليه السلام] [72] .

الصدوق، الأمالي، / 163 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 321 / 44؛ البحراني، العوالم، 171 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 356 / 4؛ المازندراني، معالي السبطين، 44 ، 36 / 2؛ المحمودي، العبرات، 131 / 2؛ مثله الجزائري، الأنوار النعمانية، 244 / 3

و بقي وحده و قد أثخن بالجراح في رأسه و بدنه، فجعل يضاربهم بسيفه [73] و هم يتفرقون عنه يمينا و شمالا.

[74] فقال حميد بن مسلم [75] : فوالله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا، و لا أمضي جنانا منه عليه السلام، ان [76] كانت الرجالة لتشد عليه، فيشد عليها


بسيفه، فينكشف [77] عن يمينه و عن شماله انكشاف المعزي اذا شد [78] فيها [79] الذئب [80] ، فلما رأي ذلك شمر بن ذي الجوشن [81] استدعي الفرسان، فصاروا في ظهور الرجالة، و [82] أمر الرماة أن يرموه، فرشقوه بالسهام حتي صار كالقنفذ، فأحجم عنهم [83] ، فوقفوا بازائه [84] ، [85] [86] و خرجت أخته زينب الي باب الفسطاط، فنادت عمر بن سعد بن أبي وقاص: ويلك يا عمر! أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟ فلم يجبها عمر بشي ء، فنادت: ويحكم! أما [87] فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد بشي ء [88] .

[89] و نادي شمر بن ذي الجوشن الفرسان و الرجالة، فقال [90] : ويحكم! ما تنتظرون بالرجل؟ ثكلتكم أمهاتكم؟

فحملوا [91] عليه من كل جانب [92] ، فضربه زرعة بن شريك علي كتفه [93] اليسري [94] فقلعها، و ضربه آخر منهم علي عاتقه، فكبا منها لوجهه [95] ، [96] و طعنه سنان بن أنس النخعي بالرمح، فصرعه [97] ، و بدر اليه خولي بن يزيد الأصبحي، فنزل ليحتز [98] رأسه،


فأرعد، فقال له شمر: فت الله في عضدك، ما لك ترعد؟

و نزل شمر اليه، فذبحه [99] ، ثم رفع [100] رأسه الي خولي بن يزيد، فقال: احمله الي الأمير عمر بن سعد [101] .

المفيد، الارشاد، 117 - 115 / 2 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 363 ، 362 - 361؛ مثله الطبرسي، اعلام الوري، / 250 - 249؛ الأمين، أعيان الشيعة، 609 / 1، لواعج الأشجان، / 184

قال عبدالله بن عماد: فلقد رأيته و هو يحمل علي من في يمينه فيطردهم، و علي من في شماله فيطردهم، و عليه قميص خز و هو معتم، فوالله ما رأيت مكثورا [102] قتل ولده و أهل


بيته و أصحابه، أربط جأشا منه، و لا أمضي جنانا، و لا أجرأ مقدما [103] و الله، ما رأيت قبله و لا بعده مثله، ان كانت الرجالة لتنكشف عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب.

فكأني بزينب أخته و هو علي تلك الحال، قد خرجت و أنا أنظر الي قرطها يجول بين أذنها و عاتقها و هي تقول: «ليت السماء انطبقت علي الأرض».

و كان قد دنا عمر بن سعد من الحسين، فقالت: «يا ابن سعد [114] يقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟». و كأني أنظر الي دموع [عمر بن] [104] سعد تسيل علي خديه و لحيته، و صرف وجهه عنها.

فنادي في الناس شمر: «ويحكم! ما تنظرون بالرجل؟ أقتلوه، ثكلتكم أمهاتكم!»

فحمل عليه من كل جانب، و ضرب علي كتفه و طعن.

فقال شمر لخولي بن يزيد الأصبحي: «انزل، فاحتز رأسه». فضعف و أرعد. فقال له سنان بن أنس و هو الذي طعنه: «فت الله عضديك!». فنزل، فذبحه، و أخذ رأسه.

أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 73 - 72 / 2

(و به) قال: أخبرنا القاضي أبوالقاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال: حدثنا أبوعبدالله الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب قراءة عليه، قال: أخبرنا أبوبكر محمد ابن الحسن بن دريد، قال: حدثنا السكن بن سعيد الجرموزي، عن العباس بن هشام عن أبيه، عن محمد بن القاسم الهاشمي. قال: قال المغيرة بن نوفل الهاشمي للجراح بن سنان الأسدي، لما طعن الحسين بن علي عليهماالسلام:



اذا سقي الله عبدا صوب غادية

فلا سقي الله جراحا من الديم



أعني به ابن سنان شر من حملت

أنثي و من شر من يمشي علي قدم



شلت يمينك من غاد بمعوله

علي فتي ليس بالواني و لا البرم






يا نصر نصر قعين كيف نومكم

و قد أتيتم عظيما ليس بالأمم



حاشا جذيمة اني غير ذاكرها

و لا بني جابر لم ينطفوا بدم



قال أبوبكر: الجراح بن سنان، هذا الذي طعن الحسين بن علي عليهماالسلام من بني أسد من بني نصر بن قعين.

الشجري، الأمالي، 193 - 192 / 1

قالوا: ما رأينا مكثورا أربط جأشا منه، و الذي قتله خولي بن يزيد الأصبحي من حمير، و قبره بالحائر من أرض الكوفة و سقي الفرات.

العمري النسابة، المجدي، / 13

قال حميد بن مسلم: فو الله ما رأيت مكثورا قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه، أربط جأشا، و لا أمضي جنانا منه. ان كانت الرجال لتشد [105] عليه، فيشد عليها بسيفه، فتنكشف [106] عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب، فلما رأي ذلك شمر بن ذي الجوشن استدعا الفرسان، فصاروا في ظهور الرجالة، و أمر الرماة أن يرموه، فرشقوه بالسهام حتي صار كالقنفذ، و نادي شمر الفرسان و الرجالة، فقال: ويلكم ما تنتظرون بالرجل؟ ثكلتكم أمهاتكم. فحمل عليه من كل جانب، فضربه زرعة [107] بن شريك علي كتفه اليسري فقطعها، و ضربه أخري منه علي عاتقه، فكبا منه علي وجهه، فطعنه سنان ابن أوس، بالرمح، فصرعه، و بدر اليه خولي بن يزيد أصبحي، فنزل ليجتز رأسه، فأرعد، فقال له شمر: فت الله في عضدك، ما لك ترعد؟ فنزل اليه فذبحه. ثم دفع رأسه الي خولي ابن يزيد، فقال: احمله الي الأمير عمر بن سعد.

الفتال، روضة الواعظين، / 162

قال الشاعر:



جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمد

مترملا بدمائه ترميلا



قتلوك عطشانا و لم يترقبوا

في قتلك التنزيل و التأويلا



و يكبرون بأن قتلت و انما

قتلوا بك التكبير، و التهليلا




آخر:



ويل لمن شفعاؤه خصماؤه

و الصور في نشر الخلايق ينفخ



لابد أن ترد القيامة فاطم

و قميصها بدم الحسين ملطخ



[108] [و قال آخر] [109] :



أفاطم لو أبصرت بالطف من هنا

حسينا صريعا بالسيوف مجزعا



غداة أحاطت بالحسين كتائب

عليها ابن سعد يسعر الحرب ممرعا



الي ابن رسول الله و ابن وصيه

فما كان أدهي ذاك أمرا و أقطعا



أينسي تقي [؟] كربلاء و كربها

و سبط رسول الله بالطف صرعا



الفتال، روضة الواعظين، / 168 - 167

فلما مات معاوية و انقضت المدة [التي] كانت تمنع الحسين عليه السلام من الدعوة الي نفسه أظهر أمره بحسب الامكان، و أبان عن حقه للجاهلين، و دعي عليه السلام الي الجهاد و شمر للقتال. [...]

ثم حملوا بأجمعهم لعنهم الله علي قتل الحسين صلوات الله عليه، و أمروا الرماة برميه، فرموه بالسهام حتي صار عليه السلام كالقنفذ، و جرحوه في بدنه ثلاثمأة و بضعة و عشرين موضعا بالرمح و السيف و النبل و الحجارة، حتي آل الأمر الي أن أحجم عليه السلام عنهم و ضعف عن قتالهم.

ثم طعنه سنان بن أنس النخعي برمحه، فصرعه، و ابتدر اليه خولي بن يزيد الأصبحي ليجتز رأسه فأرعد، فقال له شمر بن ذي الجوشن لعنه الله تعالي: فت الله [110] في عضدك، ما لك ترعد؟ و نزل اليه عن دابته، فذبحه كما يذبح الكبش، عليهم لعنة الله.

الطبرسي، تاج المواليد (من مجموعة نفيسة)، 108 - 107 ، 106


ثم نادي شمر: ما تنتظرون بالرجل؟ فقد أثخنته السهام، فأحدقت به الرماح و السيوف، فضربه رجل يقال له زرعة بن شريك التميمي ضربة منكرة، و رماه سنان ابن أنس بسهم في نحره، و طعنه صالح بن وهب المري عي خاصرته طعنة منكرة، فسقط الحسين عن فرسه الي الأرض علي خده الأيمن، ثم استوي جالسا، و نزع السهم من نحره، ثم دنا عمر بن سعد من الحسين ليراه.

قال حميد بن مسلم: و خرجت زينب بنت علي وقرطاها يجولان في أذنيها، و هي تقول: ليت السماء أطبقت علي الأرض! يا ابن سعد، أيقتل أبوعبدالله، و أنت تنظر اليه؟ فجعلت دموعه تسيل علي خديه و لحيته، فصرف وجهه عنها، و الحسين جالس و عليه جبة خز، و قد تحاماه الناس.

فصاح شمر: ويحكم ما تنتظرون؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. فضربه زرعة بن شريك، فأبان كفه اليسري، ثم ضربه علي عاتقه، فجعل عليه السلام يكبو مرة و يقوم أخري، فحمل عليه سنان بن أنس في تلك الحال، فطعنه بالرمح، فصرعه، و قال لخولي بن يزيد: احتز رأسه. فضعف و ارتعدت يداه، فقال له سنان: فت الله عضدك و أبان يدك.

فنزل اليه نصر بن خرشة الضبابي و قيل: بل شمر بن ذي الجوشن، و كان أبرص، فضربه برجله، و ألقاه علي قفاه، ثم أخذ بلحيته، فقال له الحسين عليه السلام: أنت الكلب الأبقع الذي رأيته في منامي؟ فقال شمر: أتشبهني بالكلاب يا ابن فاطمة؟ ثم جعل يضرب بسيفه مذبح الحسين عليه السلام و يقول:



أقتلك اليوم و نفسي تعلم

علما يقينا ليس فيه مزعم



و لا مجال لا و لا تكتم

أن أباك خير من يكلم



أخبرنا أبوالحسن، أحمد بن علي العاصمي، عن اسماعيل بن أحمد البيهقي، عن أبيه، حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا اسماعيل بن محمد، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا أبوأحمد الزبيري، حدثني عمي فضيل بن الزبير، [111] عن عبدالله بن ميمون، عن محمد بن


عمرو بن الحسن، عن أبيه [112] ، قال: كنا مع الحسين عليه السلام بنهر كربلاء، فنظر الي شمر بن ذي الجوشن [113] ، فقال: الله اكبر! الله اكبر! صدق الله و رسوله، قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: كأني أنظر الي كلب أبقع يلغ في دماء [114] أهل بيتي.

فغضب عمر بن سعد، فقال لرجل كان عن يمينه: انزل ويحك الي الحسين فأرحه! فنزل اليه - [115] قيل هو [116] خولي بن يزيد الأصبحي - فاحتز [117] رأسه. و قيل: بل [118] هو شمر.

«و روي»: أنه [119] جاء اليه شمر بن ذي الجوشن، و سنان بن أنس [120] - و الحسين عليه السلام بآخر رمق يلوك بلسانه من العطش - فرفسه شمر برجله، و قال: يا ابن أبي تراب، ألست تزعم أن أباك علي حوض النبي يسقي من أحبه؟ فاصبر حتي تأخذ الماء من يده. ثم قال لسنان بن أنس: احتز رأسه من قفاه. فقال: و الله لا أفعل ذلك! فيكون جده محمد خصمي. فغضب شمر منه، و جلس علي صدر الحسين عليه السلام، و قبض علي لحيته، و هم بقتله، فضحك الحسين و قال له: أتقتلني؟ أولا تعلم من أنا؟ قال: أعرفك حق المعرفة، أمك فاطمة الزهراء، و أبوك علي المرتضي، و جدك محمد المصطفي؛ و خصمك الله العلي الأعلي، و أقتلك و لا أبالي. و ضربه بسيفه اثنتي عشر ضربة، ثم حز رأسه.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 37 - 35 / 2

و قال بعض من شهد الواقعة: ما رأيت مكثورا قط قتل ولده، و أخوته، و بنو عمه، و أهل بيته [121] ، أربط جأشا، و لا أمضي جنانا، [122] و لا أجري من الحسين عليه السلام [123] ؛ و لا رأيت قبله و لا بعده مثله، لقد رأيت الرجال تنكشف عنه [124] اذا شد فيهم [125] انكشاف المعزي اذا عاث فيها الذئب.


الخوارزمي، مقتل الحسين، 38 / 2 مساوي مثله محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس، 326 - 325 / 2

أخبرنا الشيخ الامام الزاهد أبوالحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد البيهقي، أخبرنا والدي شيخ السنة أبوبكر أحمد بن الحسين، أخبرنا أبوعبدالله الحافظ، أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا [126] شريك، عن أبن عمير [127] [128] - يعني عبدالملك -، قال: قال الحجاج يوما: من كان له بلاء، فليقم فلنعطه عل بلائه. فقام رجل، فقال: أعطني علي بلائي. قال: و ما بلاؤك؟ قال: قتلت الحسين بن علي. قال: و كيف قتلته؟ قال: دسرته و الله بالرمح دسرا، وهبرته بالسيف هبرا، و ما أشركت معي [129] أحدا. قال: أما انك و اياه، لن تجتمعا في مكان [130] واحد. ثم [131] قال له: اخرج. قال: و أحسبه، لم يعطه شيئا.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 89 - 88 / 2 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 134 / 2؛ مثله المجلسي، البحار، 310 - 309 / 45؛ البحراني، العوالم، 638 / 17

قال: و أنبأنا الخطيب [132] أنبأنا الحسين [133] بن محمد الخلال، أنبأنا عبدالواحد بن علي القاضي، أنبأنا الحسين بن اسماعيل الضبي، أنبأنا عبدالله بن شيب [134] ، حدثنا ابراهيم بن المنذر، حدثني حسين بن زيد بن علي بن الحسين، عن الحسن بن زيد بن حسن [135] بن علي:

حدثني مسلم بن رباح مولي علي بن أبي طالب، قال: كنت مع الحسين بن علي يوم قتل، فرمي في وجهه بنشابة، فقال لي: يا مسلم أدين يديك من الدم. فأدنيتهما، فلما


امتلأتا [136] قال: اسكبه في يدي. فسكبته في يده، فنفح [137] بهما الي السماء، و قال: اللهم اطلب بدم ابن بنت نبيك. قال مسلم: فما وقع منه الي الأرض قطرة [138] .

ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 236، تهذيب ابن بدران، 338 / 4، مختصر ابن منظور، 148 / 7 مساوي عنه: الكنجي، كفاية الطالب، / 432 - 431؛ المحمودي، العبرات، 108 / 2

و أنشدنا أبوعبدالله محمد بن الفضل الفراوي: انشدت لبعض الشعراء في مرثية الحسين ابن علي (رضي الله عنهما):



لقد هد جسمي رزء آل محمد

و تلك الرزايا و الخطوب عظام



و أبكت جفوني بالفرات مصارع

لآل النبي المصطفي و عظام



عظام بأكناف الفرات زكية

لهن علينا حرمة و ذمام



فكم حرة مسبية فاطمية

و كم من كريم قد علاه حسام



لآل رسول الله صلت عليهم

ملائكة بيض الوجوه كرام



أفاطم أشجاني بنوك ذوو العلي

فشبت و اني صادق لغلام



و أصبحت لا ألتذ طيب معيشة

كأن علي الطيبات حرام



و لا البارد العذب الفرات أسيغه

و لا ظل يهنيني الغداة طعام



يقولون لي صبرا جميلا و سلوة

و مالي الي الصبر الجميل مرام



فكيف اصطباري بعد آل محمد

و في القلب منهم لوعة و سقام؟ [139] .



ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 302 - 301 مساوي مثله المزي، تهذيب الكمال، 449 - 448 / 6

كتب الي أبونصر بن القشيري، أنا أبوبكر البيهقي، أنا أبوعبدالله الحافظ، قال:


سمعت زاهر بن أحمد يقول: أملي علينا أبوبكر بن الأنباري باسناد له:

أن زينب بنت علي بن أبي طالب يوم قتل الحسين بن علي أخرجت رأسها من الخباء - و هي رافعة عقيرتها - بصوت عال تقول:



ماذا تقولون ان قال النبي لكم:

ماذا فعلتم و أنتم آخر الأمم



بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي

منهم أساري و منهم ضرجوا بدم



ما كان هذا جزائي أن نصحت لكم

أن تخلفوني بشر في ذوي رحمي



و ذكر الزبير: أن زينب التي أنشدت هذه الأبيات زينب الصغري بنت عقيل بن أبي طالب.

ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، تراجم النساء، / 124 - 123 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 118 / 2

فتقدم، و أسرع سهما من كنانته، و رمي به الحسين، فوقع في نحره. فسال دمه علي صدره و لحيته. فأخذ الدم بيده، و رمي به الي فوق، و صاح: اللهم هذا فعالهم بابن بنت نبيك. ثم تكاثروا عليه.

العمراني، الانباء، / 15

ثم استوي علي راحلته و قال: (أنا ابن علي الخير من آل هاشم)، الأبيات، ثم حمل علي الميمنة، و قال:



الموت خير من ركوب العار

و العار أولي من دخول النار



ثم حمل علي الميسرة، و قال:



أنا الحسين بن علي

أحمي عيالات أبي



آليت أن لا أنثني

أمضي علي دين النبي



و جعل يقاتل حتي قتل ألف و تسعمائة و خمسين سوي المجروحين، فقال عمر بن سعد لقومه: الويل لكم، أتدرون من تبارزون! هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتال العرب، فاحملوا عليه من كل جانب.

فحملوا بالطعن مائة و ثمانين، و أربعة آلاف بالسهام. [...]


العوني:



[140] يا أسهما ما [141] بدم ابن المصطفي منقسمات

و رماحا في ضلوع ابن النبي متصلات



فقال شمر: ما وقوفكم و ما تنتظرون بالرجل، و قد أثخنته السهام، احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم. فحملوا عليه من كل جانب، فرماه أبوالحتوف [142] الجعفي في جبينه، و الحصين ابن نمير في فيه، و أبوأيوب الغنوي بسهم مسموم في حلقه، فقال عليه السلام: بسم الله و لا حول و لا قوة الا بالله، و هذا قتلي [143] في رضي الله.

و كان ضربه زرعة بن شريك التميمي علي كتفه الأيسر، و عمرو بن الخليفة الجعفي علي حبل عاتقه، و كان طعنه صالح بن وهب المزني علي جنبه، و كان رماه سنان بن أنس النخعي في صدره، فوقع علي الأرض، و أخذ دمه بكفيه، و صبه علي رأسه مرارا، فدنا منه عمر، و قال: جزوا رأسه. فقصد اليه نصر بن خرشة، فجعل يضربه بسيفه، فغضب عمر، و قال لخولي بن يزيد الأصبحي: انزل، فجز رأسه. فنزل و جز رأسه.

ابن شهرآشوب، المناقب، 111 ، 110 / 4

ثم قتل أهل الحسين و أصحابه، و بقي وحيدا من الرجال، فدفع عن نفسه، فضربه زرعة بن شريك علي كتفه، و ضربه آخر علي عاتقه، و حمل عليه سنان بن أنس، فطعنه بالرمح في ترقوته، ثم في صدره، فوقع، فنزل اليه، فذبحه، و حز رأسه. و قيل: بل حز رأسه خولي بن يزيد.

ابن الجوزي، الرد عي المتعصب العنيد، / 39

ثم جعل يقاتل، فنادي شمر في الناس: ويحكم، ما تنتظرون بالرجل، اقتلوه. فضربه زرعة بن شريك علي كتفه، و ضربه آخر علي عاتقه، و حمل عليه سنان بن أنس النخعي، فطعنه بالرمح، فوقع، فنزل اليه، فذبحه، و اجتز رأسه، فسلمه الي خولي بن يزيد الأصبحي.

ابن الجوزي، المنتظم، 341 - 340 / 5


و حمل الناس عليه عن يمينه و شماله، فحمل علي الذين عن يمينه، فتفرقوا، ثم حمل علي الذين عن يساره، فتفرقوا، فما رؤي مكثور قط، قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه، أربط جأشا منه و لا أمضي جنانا، و لا أجرأ مقدما منه. ان كانت الرجالة لتنكشف عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب، فبينما هو كذلك، اذ خرجت زينب و هي تقول: ليت السماء انطبقت علي الأرض. و قد دنا عمر بن سعد، فقالت [144] : يا عمر! أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر [اليه].

[145] فدمعت عيناه حتي سالت دموعه [146] علي خديه و لحيته، و صرف وجهه عنها. [...]

فنادي شمر في الناس: ويحكم ماذا تنتظرون الرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. فحملوا عليه من كل جانب، فضرب زرعة بن شريك [147] التميمي علي [148] كفه اليسري، و ضرب أيضا [149] علي عاتقه، ثم انصرفوا عنه و هو يقوم و يكبو، و حمل عليه في تلك الحال سنان ابن أنس النخعي، فطعنه بالرمح، فوقع، و قال لخولي بن يزيد الأصبحي: احتز رأسه. فأراد أن يفعل، فضعف، و أرعد، فقال له سنان: فت الله عضدك [150] ، و نزل اليه، فذبحه، و احتز [151] رأسه، فدفعه الي خولي [152] .


ابن الأثير، الكامل، 295 / 3 مساوي مثله النويري، نهاية الارب،، 459 / 20

و قاتلوا حسينا بعد أن طلبوا منه أن ينزل علي حكم عبيدالله بن زياد، فامتنع، و قاتل حتي قتل.

ابن الأثير، أسد الغاية، 20 / 2

فلما أثخن بالجراح و لم يبق فيه حراك، أمر شمر أن يرموه بالسهام، و ناداهم عمر بن سعد: ما تنتظرون بالرجل؟ [153] و أمر لسنان بن أنس أن يجتز رأسه، فنزل يمشي اليه، و هو يقول: أمشي اليك و أعلم أنك السيد المقدم و أنك خير الناس أبا و أما. فاجتز رأسه، و رفعه الي عمر بن سعد، فأخذه، فعلقه في لبب [154] فرسه، و في ذلك قلت:



لقد فجع الدين الحنيف بما جري

علي السبط و الهادي النبي سفيره



و أي امرء يلقاه في عظم رزئه

غداة غدت كفا سنان تبيره



و هذا سنان أخذه المختار، فقطع يديه و رجليه، و أغلي قدرا ملئت زيتا، و طرحه فيه، و هو حي.

قال هلال بن نافع: اني لواقف في عسكر عمر بن سعد، اذ صرخ صارخ: أبشر أيها الأمير، قد قتل الحسين. فبرزت بين الصفين، و أنه ليجود بنفسه، فوالله ما رأيت أحسن


منه، و لقد شغلني نور وجهه و جمال هيبته عن الفكرة في قتله.

و طلب منهم ماء، فقال له رجل: و الله لا تذوقه حتي ترد الحامية، فتشرب من حميمها، فقال: بل أرد علي جدي رسول الله و أسكن معه في مقعد صدق عنه مليك مقتدر، و أشرب من ماء غير آسن [155] ، و أشكو اليه ما ارتكبتم مني و فعلتم بي.

فغضبوا بأجمعهم، حتي كأن الرحمة سلبت من قلوبهم.

ابن نما، مثير الأحزان، / 39

و أبلي الحسين في ذلك اليوم بلاء عظيما، و قتل من عسكر عبيدالله أشقياء كثيرة، حتي قتل، رضوان الله عليه.

البري، الجوهرة، / 44

ثم صاح الشمر (لعنه الله) بأصحابه، و قال: ويلكم ما تنتظرون بالرجل، و قد أثخنته [156] السهام. فتواليت اليه [157] الرماح و السهام، فسقط علي الأرض، فوقف عليه عمر بن سعد، و قال لأصحابه [158] : انزلوا، و جزوا [159] رأسه. فنزل اليه نصر بن [160] حرشة الضبابي [161] ، ثم جعل يضرب بسيفه في مذبح الحسين، فغضب عليه عمر بن سعد، و قال لرجل عن يمينه: ويحك [162] ، انزل الي الحسين، فأرحه. فنزل الي خولي بن يزيد (خلده الله في النار)، فاجتز [163] رأسه.

ابن طلحة، مطالب السؤول، / 76 مساوي عنه: الاربلي، كشف الغمة، 51 / 2؛ القمي، نفس المهموم، / 369؛ المازندراني، معالي السبطين، 42 / 2 ، 303 / 1؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 326

وصاح شمر: ما تنتظرون به، احملوا عليه. فتشدد الحسين و لبس سراويلا ضيقا، فاعجلوه، فضربه الحصين بن تميم علي رأسه بالسيف، فسقط، و ضربه زرعة بن شريك


التميمي علي كتفه اليسري، فأبانها، فجعل يبكي، و حمل عليه سنان بن أنس النخعي، فطعنه برمح في ترقوته، ثم نزل، فجز رأسه بعد أن ذبحه.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 144

و من مثل الحسين بن علي عليهماالسلام! قالوا يوم الطف: ما رأينا مكثورا [164] قد أفرد من اخوته و أهله و أنصاره أشجع منه، كان كالليث المحرب، يحطم الفرسان حطما. و ما ظنك برجل أبت نفسه الدنية أن يعطي بيده، فقاتل حتي قتل هو و بنوه و اخوته و بنو عمه بعد بذل الأمان لهم، و التوثقة بالأيمان المغلظة، و هو الذي سن للعرب الاباء [165] .

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 275 - 274 / 15


فبقي مولانا الحسين صلوات الله عليه و الحرم و الأطفال الذين بين يديه، فلم ينظروا لتلك الوحدة و الكسرة و نفوس من بقي من العترة، و أقبلوا يهجمون علي الحرم و الأطفال بالقتال و الاستيصال، و هو صلوات الله عليه مع ما جرت الحال عليه يدعوهم الي الله جل جلاله، و يحذرهم من القدوم عليه، و يذكرهم بلقاء جده لهم يوم القيامة صلوات الله عليه، يدعوهم، و عقولهم قد هربت بلسان الحال منهم، و قلوبهم قد ماتت بسيف الضلال الذي يصدر عنهم، فلم يرحموا حرمة لوحدتها، و لا أسرة لضعف قوتها، و لم يقفوا موقف مروة و لا حياء، و لا أخوة و لا وفاء، و قصدوا نحو الحسين عليه السلام، يقتلونه وحيدا فريدا من الأنصار، قتل أهل العداوات، و لا يستحيون من وحدته و انفراده، و ضعف جلده عن الذي يريده من جهاده، فرموه بسهامهم، وسعوا الي سفك دمه باقدامهم و أقدامهم.

ابن طاووس، الاقبال، / 565 - 564

[و جاء في زيارة زار بها المرتضي علم الهدي (رضوان الله عليه) الحسين عليه السلام]:

السلام علي المرمل بالدماء، السلام علي المهتوك الخباء، السلام علي خامس أصحاب الكساء [166] ، السلام علي غريب الغرباء، السلام علي شهيد الشهداء، السلام علي قتيل الأدعياء، السلام علي ساكن كربلاء، السلام علي من بكته ملائكة السماء، السلام علي من ذريته الأزكياء. [...]

السلام علي المغسل بدم الجراح، السلام علي المجرع بكاسات مرارات [167] الرماح، السلام علي المستضام [168] المستباح، السلام علي المهجور [169] في الوري، [170] السلام علي المنفرد بالعراء [171] ، السلام علي من تولي [172] دفنه أهل القري.

السلام علي المقطوع الوتين، السلام علي المحامي بلا معين، السلام علي الشيب الخضيب،


السلام علي الخد التريب، السلام علي البدن السليب، السلام علي الثغر المقروع بالقضيب، [173] ، السلام علي الودج المقطوع [174] ، السلام علي الرأس المرفوع، [175] السلام علي الشلو الموضوع [176] . [... [

فجاهدتهم بعد [177] الايعاد اليهم [178] ، و تأكيد الحجة عليهم، فنكثوا ذمامك و بيعتك، و أسخطوا ربك، و أغضبوا [179] جدك [180] ، و أنذروك [181] بالحرب، و ثبت للطعن و الضرب، و طحطحت [182] جنود الكفار [183] ، [184] و شردت جيوش الأشرار [185] ، و اقتحمت قسطل الغبار، مجالدا بذي الفقار، كأنك علي المختار.

فلما رأوك ثابت الجأش، غير خائف و لا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم، و قاتلوك بكيدهم و شرهم، [186] و أجلب اللعين عليك [187] جنوده، فمنعوك الماء و وروده، و ناجزوك القتال، و عاجلوك النزال، ورشقوك بالسهام [188] ، و بسطوا اليك [189] الأكف للاصطلام [190] ، و لم يرعوا لك الذمام [191] ، و لا راقبوا فيك الأنام [192] ، و في قتلهم أولياءك، و نهبهم رحالك، و أنت مقدم في الهبوات، و محتمل لا يذات [193] ، قد عجبت من صبرك ملائكة السماوات.


و أحدقوا بك من كل الجهات، و أثخنوك بالجراح، و حالوا بينك و بين [194] ماء الفرات [195] ، و لم يبق لك ناصر، و أنت محتسب صابر، تذب عن نسوانك [196] . و أولادك [197] ، [198] فهويت الي الأرض [199] طريحا، ضمآن جريحا [200] ، تطؤك الخيول بحوافرها، و [201] تعلوك الطغاة ببواترها.

قد رشح للموت جبينك، و اختلفت بالانبساط و الانقباض شمالك و يمينك، تدير طرفا [202] منكسرا الي رحلك [203] ، و قد شغلت بنفسك عن ولدك و أهلك [204] ، فأسرع فرسك شاردا، [205] و أتي [206] خيامك قاصدا، محمحما باكيا.

فلما رأين النساء جوادك مخزيا، و أبصرن [207] سرجك ملويا [208] ، برزن من الخدور، [209] لشعور ناشرات، و للخدود لاطمات، و للوجوه [210] سافرات، و بالعويل داعيات، و بعد العز مذللات، و الي مصرعك مبادرات.

[211] و شمر [212] جالس علي صدرك، و مولغ سيفه في نحرك [213] ، قابض شيبتك بيده، ذابح لك بمهنده و قد سكنت حواسك، و خمدت [214] أنفاسك. و وردت [215] علي القناة رأسك [216] [...].


لقد أصبح رسول الله صلي الله عليه و آله من أجلك موتورا، و عاد كتاب الله عزوجل مهجورا، و غودر الحق اذ قهرت مقهورا، وفقد بفقدك التكبير و التهليل، و التحريم و التحليل، و التنزيل و التأويل، و ظهر بعدك التغيير و التبديل، و الاحاد و التعطيل، و الأهواء و الأضاليل، و الفتن و الأباطيل.

ابن طاووس، مصباح الزائر، / 234 ، 233 ، 232 ، 227 ، 226 - 225 مساوي مثله المجلسي، البحار، 323 - 321 ، 319 ، 318 / 98 ، 241 - 240 ، 236 - 235 / 98

قال: و لما أثخن الحسين عليه السلام بالجراح، [217] و بقي كالقنفذ [218] ، طعنه صالح بن وهب المري [219] علي خاصرته طعنة، فسقط الحسين عليه السلام عن فرسه الي الأرض علي خده الأيمن، [220] و هو يقول: بسم الله و بالله [221] و علي ملة رسول الله [222] . [223] ثم قام صلوات الله عليه [224] .

[225] قال الراوي: و [226] خرجت زينب من باب الفسطاط، و هي تنادي: وا أخاه! وا سيداه! وا أهل بيتاه! ليت السماء أطبقت علي الأرض، و ليت الجبال تدكدكت علي السهل.

[227] قال: وصاح شمر بأصحابه [228] : ما تنتظرون بالرجل؟ قال: و حملوا عليه من كل جانب [229] ، فضربه زرعة بن شريك علي كتفه اليسري [230] ، و ضرب الحسين عليه السلام زرعة


فصرعه [231] ، [232] و ضرب [233] آخر علي عاتقه المقدس بالسيف [234] ضربة كبا [235] عليه السلام بها لوجهه، و كان قد أعيا، و جعل ينوء ويكب [236] ، فطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته، ثم انتزع [237] الرمح، فطعنه في بواني صدره، ثم رماه سنان أيضا بسهم، فوقع [238] في نحره، فسقط عليه السلام، و جلس قاعدا، فنزع السهم من نحره، و قرن كفيه جميعا، فكلما امتلأتا من دمائه خضب بهما رأسه، و لحيته، و هو يقول: هكذا [239] ألقي الله مخضبا بدمي، مغصوبا علي حقي. [240] [241] فقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه: انزل ويحك الي الحسين عليه السلام فأرحه. قال [242] : فبدر اليه خولي بن يزيد الأصبحي ليحتز [243] رأسه، فأرعد [244] [245] [246] [247] ، فنزل اليه سنان [248] بن أنس النخعي لعنه الله، فضرب [249] بالسيف في حلقه الشريف، و هو يقول: و الله اني لأجتز [250] رأسك، و أعلم أنك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خير الناس [251] أبا و [252] أما. ثم اجتز [253] [254] رأسه المقدس [255] [256] المعظم.


و في ذلك يقول الشاعر:



فأي رزية عدلت حسينا

غداة تبيره كفا سنان



و روي: أن سنانا هذا أخذه المختار، فقطع أنامله أنملة أنملة، ثم قطع يديه و رجليه، و أغلي له قدرا فيها زيت، و رماه فيها، و هو يضطرب [257] [258] .

قال الراوي: فارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا تري فيها عين و لا أثر، حتي ظن القوم أن العذاب قد جاءهم، فلبثوا كذلك ساعة ثم انجلت عنهم [259] .

[260] و روي هلال بن نافع، قال: اني [261] كنت واقفا [262] مع أصحاب عمر بن سعد لعنه الله [263] ، اذ صرخ صارخ: أبشر أيها الأمير [264] ! فهذا شمر قتل الحسين عليه السلام. قال: [265] : فخرجت بين الصفين، فوقفت عليه [266] ، [267] و انه عليه السلام ليجود [268] بنفسه، فوالله ما رأيت قط [269] قتيلا مضمخا [270] بدمه أحسن منه و لا أنوار وجها، و لقد شغلني نور وجهه و جمال هيئته [271] عن الفكرة [272] في قتله، فاستسقي [273] في تلك الحال [274] ماء.


فسمعت رجلا يقول: و الله [275] ، لا تذوق الماء حتي ترد الحامية، فتشرب من حميمها. فسمعته يقول [276] : يا ويلك [277] ! أنا لا أرد الحامية، و لا أشرب من حميمها [278] ، [279] بل أرد علي جدي رسول الله صلي الله عليه و آله، و أسكن معه [280] في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر، و أشرب من ماء غير آسن، و أشكو اليه ما ارتكبتم [281] مني، و فعلتم بي.

قال: فغضبوا بأجمعهم، حتي [282] كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا [283] ، فاجتزوا [284] رأسه، و انه ليكلمهم، فتعجبت من قلة رحمتهم [285] ، و قلت: و الله لا أجامعكم علي أمر أبدا [286] .


ابن طاووس، اللهوف، / 129 - 124 مساوي عنه: السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 264 - 263؛ المجلسي، البحار، 57 ، 55 - 54 / 45؛ البحراني، العوالم، 301 - 300 ، 298 - 297 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 357 - 356 / 4؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 430 - 429 ، 427 - 426 ، 424؛ القمي، نفس المهموم، / 367 - 364 ، 362؛ المازندراني، معالي السبطين، 42 ، 45 ، 44 ، 38 ، 39 ، 36 / 3؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 314 ، 311 ، 310 ، 308 / 1؛ مثله الأمين، أعيان الشيعة، 610 / 1، لواعج الأشجان، / 189؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 330 - 329 ، 328 ، 323

يقول علي بن موسي بن طاووس: ما رأيته ذكر أحدا من هذه الأمة المحمدية و لعل ظاهر الآية [يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت] فيهم، و اعلم أن مولانا عليا عليه السلام قاسمي من الأهوال أولا، و آخرا، و باطنا، و ظاهرا ما فاق به علي من سماه، و اعلم ان الحسين يوم الطف ثبت هو و أصحابه علي القتل في الله، و مكابدة الموت، و تقطيع الأعضاء في ذات الله، و ما كان دون بعض من سماه، و غيرهم من الصحابة، و التابعين، و الصالحين، قطعوا أعضاءا، و عذبوا أحياءا، و ما ردهم ذلك عن الايمان، و لا ظهر عليهم ضعف في قلب، و لا لسان، و لا جنان، بل رأيت في الروايات أن نساء من المسلمات بلغن من الصبر أيام الحجاج علي تقطيع الأعضاء، وسفك الدماء ما لم يؤرخ مثله من الأمم الماضية، و القرون الخالية، و لقد ذكر أبوالقاسم بن عباد في كتاب (الأنوار) كلمات شريفة عن الحسين، فقال ما هذا لفظه: و لم نر أربط جأشا و لا أقوي قلبا من الحسين عليه السلام، قتل حوله ولده و أهل بيته، و كان يشد عليهم، فينكشفون عنه انكشاف المعزي، و وجد في جبة خز كانت عليه في مقدمه قريبا من مائة و ثمانين ضربة خرقا من طعنة رمح و رمية سهم و ضربة بسيف و حجر.

ابن طاووس، سعد السعود، / 136


فقاتل الحسين عليه السلام و أصحابه حين التقي الجمعان قتالا لم يشاهد أحد مثله حتي فني أصحابه، و بقي هو عليه السلام و خاصته، فقاتلوا أشد قتال رآه الناس، ثم قتل الحسين عليه السلام قتلة شنيعة، و لقد ظهر منه عليه السلام من الصبر و الاحتساب، و الشجاعة، و الورع، و الخبرة التامة بآداب الحرب و البلاغة، و من أهله و أصحابه (رضي الله عنهم) من النصر له، و المواساة بالنفس، و كراهية الحياة بعده، و المقاتلة بين يديه عن بصيرة ما لم يشاهد مثله، و وقع النهب و السبي في عسكره، و ذراريه عليهم السلام [287] .

ابن الطقطقي، كتاب الفخري، / 105

و خرجوا الي حرب الحسين عليه السلام، فحصروه، و منعوه المسير الي بلاد الله و اضطروه الي حيث لا يجد ناصرا، و لا مهربا منهم، و حالوا بينه و بين ماء الفرات حتي تمكنوا منه، فقتلوه، فمضي عليه السلام ظمآن مجاهدا صابرا محتسبا مظلوما، قد نكثت بيعته، و انتهكت حرمته، و لم يوف له بعهد، و لا رعيت فيه ذمة عقد، شهيدا علي ما مضي عليه أبوه و أخوه عليهم السلام.

الحلي، المستجاد (من مجموعة نفيسة)، / 449

و قال الأستاذ أبوعثمان اسماعيل بن عبدالرحمان الصابوني: أنشدني الحاكم أبوعبدالله الحافظ في مجلس الأستاذ أبي منصور الحمشاذي علي حجرته في قتل الحسين بن علي (رضي الله عنهما):



جاؤوا برأسك يابن بنت محمد

معتزملا بدمائه تزميلا



و كأنما بك يا ابن بنت محمد قتلوا

جهارا عاقدين رسولا



قتلوك عطشانا و لم يترقبوا

في قتلك التنزيل و التأويلا



و يكبرون بأن قتلت و انما

قتلوا بك التكبير و التهليلا




أخبرنا بذلك أبوالحسن بن البخاري، قال: أنبأنا أبوسعد بن الصفار، قال: أخبرنا أبوعبدالله الفراوي، قال: أخبرنا أبوعثمان الصابوني، فذكره.

المزي، تهذيب الكمال، 448 / 6

لا يقدم عليه أحد، و أحاطت به الرجالة، و كان يشد عليهم. فيهزمهم و هم [288] يكرهون الاقدام عليه، فصرخ [289] بهم شمر: ثكلتكم أمهاتكم، ماذا تنظرون [290] به؟ و طعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته، [291] ثم طعنه في صدره، فخر، [292] و احتز رأسه خولي الأصبحي لا رضي الله عنهما. [عن ابن سعد]

الذهبي، سير أعلام النبلاء، 201 / 3، تاريخ الاسلام، 346 / 2

و بقي عامة (ص 144) يومه لا يقدم عليه أحد، حتي أحاطت به الرجالة و هو رابط الجأش، يقاتل قتال الفارس الشجاع، ان كان يشد عليهم، فينكشفون عنه انكشاف المعزي شد فيها الأسد، حتي صاح بهم شمر: ثكلتكم أمهاتكم! ماذا تنتظرون به؟ فانتهي اليه زرعة التميمي فضرب كتفه، و ضربه الحسين علي عاتقه، فصرعه، و برز سنان النخعي، فطعنه في ترقوته، و في صدره، فخر، ثم نزل ليحتز رأسه، و نزل خولي الأصبحي، فاحتز رأسه.

الذهبي، سير أعلام النبلاء، 203 / 3

و عن غير واحد، قالوا: قاتل يومئذ الحسين، و كان بطلا شجاعا الي أن أصابه سهم في حنكه، فسقط عن فرسه، فنزل شمر، و قيل غيره، فاحتز رأسه، فانا لله و انا اليه راجعون.

الذهبي، تاريخ الاسلام، 347 / 2

فقاتلوه الي أن أصابه سهم في حنكه، و سقط عن فرسه، فنزل شمر، و قيل غيره و احتز رأسه. انا لله و انا اليه راجعون.

الصفدي، الوافي بالوفيات، 425 / 12

و بقي الحسين رضي الله عنه فريدا، و قد قتل جميع من كان معه من المقاتلة أهله و غيرهم، فلم


يجسر أحد أن يتقدم اليه حتي حرضهم شمر بن ذي الجوشن، فتقدم اليه من طعنه، و من ضربه بالسيف حتي صرع عن جواده، ثم حز رأسه.

قال الزبير: قتله سنان بن أنس النخعي، و أجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير.

الصفدي، الوافي بالوفيات، 428 / 12

ثم حمل علي الحسين الرجال من كل جانب، و هو يجول فيهم بالسيف يمينا و شمالا، فيتنافرون عنه كتنافر المعزي عن السبع، و خرجت أخته زينب بنت فاطمة اليه، فجعلت تقول: ليت السماء تقع علي الأرض. و جاءت عمر بن سعد، فقالت: يا عمر! أرضيت أن يقتل أبوعبدالله، و أنت تنظر؟ فتحادرت الدموع علي لحيته، وصرف وجهه عنها، ثم جعل لا يقدم أحد علي قتله، حتي نادي شمر بن ذي الجوشن: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل؟ فاقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. فحملت الرجال من كل جانب علي الحسين، و ضربه زرعة بن شريك التميمي علي كتفه اليسري، و ضرب علي عاتقه، ثم انصرفوا عنه و هو ينوء ويكبو، ثم جاء اليه سنان بن أنس بن أبي عمرو النخعي [293] ، فطعنه بالرمح، فوقع، ثم نزل فذبحه، و حز رأسه، ثم دفع رأسه الي خولي بن يزيد. [...].

[و قال عبدالله بن عمار: رأيت الحسين حين اجتمعوا عليه يحمل علي من علي يمينه حتي انذغروا عنه، فو الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل أولاده و أصحابه أربط جأشا منه، و لا أمضي جنانا منه، و الله ما رأيت قبله و لا بعده مثله.

و قال: ودنا عمر بن سعد من الحسين، فقالت له زينب: يا عمر أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر؟ فبكي، وصرف وجهه عنها.

و قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم: [...] حتي نادي شمر بن ذي الجوشن: ماذا تنتظرون بقتله؟ فتقدم اليه زرعة بن شريك التميمي، فضربه بالسيف علي عاتقه، ثم طعنه سنان بن أنس بن عمرو النخعي بالرمح، ثم نزل، فاحتز رأسه، و دفعه الي خولي.


و قد روي ابن عساكر في ترجمة شمر بن ذي الجوشن: و ذو الجوشن صحابي جليل، قيل اسمه شرحبيل، و قيل عثمان بن نوفل، و يقال: ابن أوس بن الأعور العامري الضبابي، بطن من كلاب، و يكني شمر بأبي السابغة] [294] [295] .

ابن كثير، البداية و النهاية، 188 - 187 / 8

ثم كان آخر ذلك أن قتل. [بسند تقدم عن أبي جعفر عليه السلام]

ابن حجر، الاصابة، 333 / 1 مساوي عنه: ابن بدران في ما استدركه علي ابن عساكر، 337 / 4

فلم يزل يقتتل هو و هم الي أن [296] أكثروه و [297] أثخنوه جروحا [298] ، فسقط الي الأرض [299] من علي [300] فرسه، فنزلوا و جزوا [301] رأسه. و قيل: الذي قتله سنان بن أنس النخعي لعنه الله تعالي. و قيل: الشمر بن ذي الجوشن [302] .

ابن الصباغ، الفصول المهمة، / 193 - 192 مساوي عنه: الشلبنجي، نور الأبصار، / 263


قال ابن أبي شاكر في تاريخه: [...] ثم حملت الرجالة علي الحسين من كل جانب و هو يجول فيهم يمينا و شمالا، فيتطايرون منه تطاير المعزي عن السبع.

و خرجت أخته زينب بنت فاطمة بنت [النبي] اليه [و هي تقول:] ليت السماء / 137 / أ / وقعت علي الأرض. و جاء عمر بن سعد، فقالت [له]: يا عمر أرضيت أن يقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟! فجعلت الدموع تسيل علي لحيته، وصرف وجهه عنها.

ثم [مكث الحسين طويلا] لا يقدم عليه أحد [303] حتي نادي الشمر - لعنه الله -: ويلكم ما تنتظرون بالرجال؟ اقتلوه!

فحملت الرجالة عليه من كل جانب؛ فضربه زرعة بن شريك علي يده اليسري، و ضربه آخر علي عاتقه؛ و حمل عليه سنان بن أنس النخعي، فطعنه بالرمح فوقع؛ فنزل اليه الشمر لعنه الله، فاحتز رأسه، و سلمه الي خولي بن يزيد الأصبحي.

الباعوني، جواهر المطالب، 289 / 2

و لما ضعف عليه السلام نادي شمر لعنه الله: ما وقوفكم؟ و ما تنتظرون بالرجل؟ قد أثخنته الجراح و السهام، احملوا عليه ثكلتكم امهاتكم. فحملوا عليه من كل جانب، فرماه الحصين بن تميم في فيه، و أبوأيوب الغنوي بسهم في حلقه، و ضربه زرعة بن شريك التميمي [304] علي كتفه اليسري، و عمر بن خليفة الجعفي علي حبل عاتقه، و طعنه صالح بن وهب المزني في جنبه، و كان قد طعنه سنان بن أنس النخعي في صدره [305] ، فوقع صلوات الله عليه علي [306] الأرض علي خده الأيمن، ثم استوي جالسا و نزع السهم من حلقه.

ثم دنا عمر بن سعد من الحسين عليه السلام.


قال حميد: و خرجت زينب بنت علي عليه السلام و قرطاها يجولان بين أذنيها، و هي تقول: ليت السماء انطبقت علي الأرض، يا عمر بن سعد أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟ و دموع عمر تسيل علي خديه و لحيته، و هو يصرف وجهه عنها [307] ، و الحسين عليه السلام جالس و عليه جبة خز، و قد تحاماه الناس، [308] فنادي شمر: ويلكم ما تنتظرون به؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. فضربه زرعة بن شريك، فأبان كفه اليسري، ثم ضربه علي عاتقه، ثم انصرفوا عنه، و هو يكبو مرة و يقوم أخري.

فحمل عليه سنان في تلك الحال، فطعنه بالرمح، فصرعه. و قال لخولي بن يزيد: اجتز رأسه. فضعف، و ارتعدت يده، فقال له سنان: جب الله [309] عضدك، و أبان يدك. [310] فنزل اليه شمر لعنه الله، و كان اللعين أبرص، فضربه برجله، فألقاه علي قفاه، ثم أخذ بلحيته، فقال الحسين عليه السلام: أنت الأبقع الذي رأيتك في منامي.

فقال: أتشبهني بالكلاب؟ ثم جعل يضرب بسيفه مذبح الحسين عليه السلام [311] [312] .



و قيل: لما [313] جاء شمر [314] و الحسين عليه السلام بآخر رمق يلوك لسانه من العطش، فطلب [315] الماء، فرفسه شمر لعنه الله برجليه [316] ، و قال: يا ابن أبي تراب، ألست تزعم أن أباك علي


حوض النبي يسقي من أحبه؟ فاصبر حتي تأخذ الماء من يده [317] ، ثم جلس علي صدره، فقال له الحسين عليه السلام [318] : أتقتلني و لا تعلم من أنا؟

فقال: أعرفك حق المعرفة؛ أمك فاطمة الزهراء، و أبوك علي المرتضي، و جدك محمد المصطفي، و خصمك العلي الأعلي، أقتلك و لا أبالي. فضربه بسيفه اثنتا عشرة ضربة، ثم جز رأسه صلوات الله و سلامه عليه، و لعن الله قاتله و مقاتله و السائرين اليه بجموعهم [319] .


محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس، 323 - 322 / 2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 56 - 55 / 45؛ البحراني، العوالم، 300 - 299 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 356 - 355 / 4؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 426 ، 424؛ مثله القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 319 - 318 ، 315 / 1

فزحفوا اليه، و ناداه شمر: الساعة ترد الهاوية. فقال الحسين: الله اكبر، أخبرني جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: رأيت كأن لكبا ولغ في دم أهل بيتي، و ما أخالك الا اياه.

السمهودي، جواهر العقدين، / 409

فلما رهقه السلاح، عرض عليهم الاستسلام و الرجوع و المضي الي يزيد، فيضع يده في يده، فأبوا ألا قتله، فقتل.

و كان قتله بكربلاء، و في قتله قصة فيها طول لا يحتمل القلب ذكرها؛ فانا لله و انا اليه راجعون.

السيوطي، تاريخ الخلفاء، / 207

و لما حمل عليهم، و سيفه مصلت في يده أنشد يقول:



أنا ابن علي الخير من آل هاشم

كفاني بهذا مفخرا حين أفخر



و جدي رسول الله أكرم من مشي

و نحن سراج الله في الناس يزهر



و فاطمة أمي سلالة أحمد

و عمي يدعي ذا الجناحين جعفر



و فينا كتاب الله أنزل صادقا

و فينا الهدي و الوحي و الخير يذكر



فلما فني أصحابه، و بقي بمفرده، حمل عليهم، و قتل كثيرا من شجعانهم، فحمل عليه جمع كثيرون منهم حالوا بينه و بين حريمه، فصاح: كفوا سفهاءكم عن الأطفال و النساء، فكفوا ثم لم يزل يقاتلهم الي أن أثخنوه بالجراح، و سقط الي الأرض، فحزوا رأسه [320] .


ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقه، / 118 - 117

و في دول الاسلام: امتنع الحسين عن الانقياد لهم و لم يسلم نفسه، بل قاتل حتي جاء سهم في حلقه، فسقط، فاحتزوا رأسه، فانا لله و انا اليه راجعون [321] .


الديار بكري، تاريخ الخميس، 332 / 2

فلما لم يبق له ناصر من أصحابه و أهل بيته حارب الأعداء بنفسه عليه السلام، و صابرهم حتي قتل منهم جمعا كثيرا.

و روي عن حميد بن مسلم، و كان ممن شهد الوقعة، أنه قال: كانت الرجال تشد عليه، فيشد عليها بسيفه، فتنكشف عنه انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب.

و كان يحمل عليهم، و قد تكاملوا ثلاثين ألفا، فينهزمون بين يديه كأنها الجراد المنتشر، ثم أثخنونه بالجراح الي أن بقي كالقنفذ، و اختلف عليه الطعن و الضرب، حتي قوع عن فرسه، ثم احتز رأسه سنان بن أنس النخعي، و قيل: شمر بن ذي الجوشن الضبابي.

تاج الدين العاملي، التتمة، / 80 - 79

ثم انه عليه السلام لم يزل يحمل علي القوم و يقاتلهم حتي قتل من القوم ألوفا، فلما نظر الشمر لعنه الله الي ذلك قال لعمر بن سعد: أيها الأمير و الله لو برز الي الحسين أهل الأرض لأفناهم عن آخرهم، فالرأي أن تفترق عليه و نملأ الأرض بالفرسان و الرماح و النبل تحيط [322] به من كل جانب. قال: ففعلوا ذلك، و جعل الحسين يحمل تارة علي الميمنة و أخري علي الميسرة حتي قتل - علي ما نقل - ما يزيد علي عشرة آلاف فارس، و لا يبين [323] فيهم لكثرتهم [324] حتي أثخنوه بالجراح. نقل: أنه وقع فيه ثمانون جرحا ما بين طعنة و نبلة، فبينما هو كذلك اذ رماه اللعين خولي بن يزيد الأصبحي بسهم، فوقع في لبته فأرداه صريعا علي الأرض، فجعل ينزع السهم، و يأخذ الدم بكفه، فيخضب به رأسه و لحيته، فقيل له: ما هذا يا أباعبدالله؟ فقال: حتي ألقي جدي و أنا مخضوب بدمي فأشكو اليه ما نزل بي. قال: فنادي شمر بن الجوشن لعنه الله: ما انتظاركم فيه، احملوا عليه من


كل جانب، فضربه زرعة بن شريك (لعنه الله) علي عاتقه الأيسر، و ضربه الآخر من كندة علي وجهه و آخر ضربه علي مفرق رأسه، و عليه جوشن، فقطعه و أصاب السيف رأسه، فسال الدم منه، و أخذ منه البرنس، فقال له الحسين عليه السلام: لا أكلت بيمينك و لا شربت بها و حشرك الله مع القوم الظالمين.

قال: [325] فأقبل الكندي بالبرنس الي منزله، فقال لزوجته: هذا برنس الحسين، فاغسليه من الدم. فبكت، و قالت له: ويلك قتلت الحسين، و سلبت برنسه، و الله لا صحبتك [326] أبدا. فوثب اليها ليلطمها، فانحرفت عن اللطمة فأصابت يده الباب التي في الدار، فدخل مسمار في يده، فعملت عليه حتي قطعت من وقته. و لم يزل فقيرا حتي مات لا رضي الله عنه [327] .

و طعنه سنان بن أنس النخعي برمح، و بادر اليه خولي بن يزيد ليجتز رأسه، فرمقه بعينيه، فارتعدت فرائصه منه، فلم يجسر عليه، و ولي منه. ثم ابتدر اليه أربعون فارسا كل يريد قطع رأسه، و عمر بن سعد لعنه الله، يقول: عجلوا عليه، عجلوا عليه. فدنا اليه شبث بن ربعي و بيده سيف ليجتز رأسه، فرمقه عليه السلام بطرفه، فرمي السيف من يده، و ولي هاربا [328] و هو ينادي: معاذ الله يا حسين أن ألقي أباك بدمك. قال: فأقبل اليه رجل قبيح الخلقة كوسج اللحيأ [329] أبرص اللون، يقال له سنان، فنظر اليه عليه السلام فلم يجسر عليه و ولي هاربا و هو يقول: ما لك يا عمر بن سعد غضب الله عليك، أردت أن يكون محمد خضمي. فنادي ابن سعد: من يأتيني برأسه و له ما يتهنأ به؟ فقال الشمر: أنا أيها الأمير! فقال: أسرع، ولك الجائزة العظمي. فأقبل الي الحسين، و قد كان غشي عليه، فدنا اليه و برك علي صدره، فحس به عليه السلام، و قال: يا ويلك من أنت، قد أرتقيت مرتقي عظيما؟ فقال: هو [330] الشمر. فقال له: ويلك من أنا؟ فقال: أنت الحسين بن علي و ابن [331] فاطمة


الزهراء، و جدك محمد المصطفي! [332] فقال الحسين: ويلك [333] اذا عرفت هذا حسبي و نسبي فلم تقتلني؟ فقال الشمر: ان لم أقتلك فمن يأخذ الجائزة من يزيد؟ فقال عليه السلام: أيما أحب اليك الجائزة من يزيد، أو شفاعة جدي رسول الله صلي الله عليه و آله؟ فقال اللعين: دانق من الجائزة أحب الي منك، و من جدك. فقال الحسين عليه السلام: اذا كان لابد من قتلي، فاسقني شربة من الماء. فقال له: هيهات، و الله لا ذقت قطرة واحدة من الماء، حتي تذوق الموت غصة بعد غصة [334] ! فقال له: ويلك اكشف لي عن وجهك، و بطنك. فكشف له، فاذا هو أبقع أبرص له صورة تشبه الكلاب و الخنازير! فقال الحسين عليه السلام: صدق جدي فيما قال! قال: و ما قال جدك؟ قال: يقول [335] لأبي: يا علي يقتل ولدك هذا رجل أبقع أبرص أشبه الخلق بالكلاب و الخنازير. فغضب الشمر من ذلك،. قال: تشبهني بالكلاب و الخنازير! فو الله لأذبحنك من قفاك. ثم قلبه علي وجهه، و جعل يقطع أو داجه روحي له الفداء، [336] و هو ينادي: وا جداه! وا محمداه! وا أبا قاسماه! وا علياه! [337] أأقتل عطشانا و جدي محمد المصطفي؟ أأقتل [338] عطشانا و أبي علي المرتضي، و أمي فاطمة الزهراء؟ فلما احتز [339] الملعون رأسه شاله في قناة، فكبر و كبر العسكر معه.

الطريحي، المنتخب، 465 - 463 / 2 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 359 - 358 ، 355 ، 342 / 4

روي هلال [340] بن معاوية قال: رأيت رجلا يحمل رأس الحسين عليه السلام في مخلاة فرسه، فسمعت أذناي [341] ، و وعي قلبي، و الرأس يقول: فرقت بين رأسي و جسدي، فرق الله بين


لحمك و عظمك، و جعلك آية و نكالا للعالمين. فرفع سوطا كان معه و لم يزل يضرب به الرأس حتي سكن [342] .

قال: فرأيت ذلك الرجل و قد أتي به الي [343] المختار بن أبي عبيدة، فشرح [344] لحمه [345] و ألقا للكلاب [346] و هو حي، و كلما قطعت منه قطعة صاح، و غلب علي عقله فيترسل [347] حتي يؤوب اليه عقله. ثم يفعل به مثل ذلك حتي جعله [348] عظاما مجردة، ثم أمر به، فقطعت مفاصله، فأتيت المختار فأخبرته بفعله و بما سمعت من [349] كلام الرأس [350] .

السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 267 مساوي عنه ابن أمير الحاج، شرح الشافية، / 378؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 7 / 5

قال: ثم حمل صلوات الله عليه، و جعل يضرب فيهم يمينا و شمالا، حتي قتل منهم خلقا كثيرا، فلما نظر الشمر (لعنه الله) الي ذلك أقبل الي عمر بن سعد (لعنه الله) و قال: أيها الأمير [351] ان هذا الرجل يفنينا عن آخرنا مبارزة. قال: كيف نصنع به؟ قال: نتفرق عليه ثلاث فرق: فرقة بالنبال و السهام، و فرقة بالسيوف و الرماح، و فرقة بالنار و الحجارة، نعجل عليه. فجعلوا يرشقونه بالسهام، و يطعنونه بالرماح، و يضربونه بالسيوف حتي أثخنوه بالجراح [352] و اعترضه خولي (لعنه الله) بسهم فوقع في لبته فأرداه [353] صريعا الي الأرض [354] يخور بدمه. [355] و روي: أن السهم رماه أبوقدامة العامري (لعنه الله) [356] ، فجعل


ينزع السهم بيده، و يتلقي الدم بكفيه و يخضب به لحيته و رأسه الشريف، و يقول: هكذا ألقي ربي، و ألقي جدي، و أشكوا اليه ما نزل بي. و خز صريعا مغشيا عليه، فلما أفاق من غشيته و ثب ليقوم للقتال، فلم يقدر، فبكي بكاء شديدا [357] و نادي: وا جداه! وا محمداه! [358] وا أبتاه! وا علياه! [359] وا أخاه! [360] وا حسناه! [361] وا غربتاه! [362] وا عطشاه! [363] وا غوثاه! وا قلة ناصراه! أأقتل مظلوما و جدي المصطفي، و أذبح عطشانا و أبي علي المرتضي، و أترك مهتوكا و أمي فاطمة الزهراء.

ثم غشي عليه، و بقي [364] ثلاث ساعات من النهار، و القوم في حيرة [365] لا يدرون أهو حي أم ميت [366] ، فقصده رجل من كندة، فضربه علي مفرق رأسه [367] فشق هامته [368] فسالت الدماء علي شيبته [369] ، و طاحت البيضة [370] عن رأسه [371] ، [372] فأخذها الكندي، [373] فقال له الحسين [374] : لا أكلت بيمينك، و لا شربت بها، و حشرك الله مع القوم الظالمين. [375] فأخذ الكندي البيضة و انطلق بها الي زوجته، و قال لها: هذه بيضة الحسين، فاغسليها من دمها. فبكت، و قالت: ويلك قتلت الحسين و سلبت سلاحه، و الله لست أنت لي بعلا، و لا أنا لك أهلا، و لا جمعت أنا و أنت تحت سقف بيت. فوثب اليها ليلطمها، فانحازت عنه، فأصاب يده مسمار الباب، فحملت عليه فقطعها من مرفقها، و لم يزل فقيرا حتي هلك لعنه الله [376] .


[377] قال أبومخنف: و بقي الحسين مكبوبا علي الأرض ملطخا بدمه ثلاث ساعات [378] ، و هو يقول: صبرا علي قضائك [379] لا اله سواك يا غياث المستغيثين. فابتدر اليه أربعون رجلا كل منهم يريد [380] حز نحره [381] و عمر بن سعد (لعنه الله)، يقول: يا ويلكم عجلوا عليه. و كان أول من ابتدر اليه شبث بن ربعي و بيده السيف [382] فدنا منه ليحتز رأسه [383] ، فرمقه الحسين [384] بطرفه، فرمي السيف من يده، و ولي هاربا، [385] و هو يقول: ويحك يا ابن سعد (لعنه الله)، تريد أن تكون بريئا من قتل الحسين عليه السلام و اهراق دمه، و أكون أنا [386] مطالب به [387] ؟ معاذ الله أن ألقي الله بدمك يا حسين. فأقبل اليه سنان بن أنس [388] و قال: ثكلتك أمك و عدموك قومك لم رجعت [389] عن قتله؟ فقال: يا ويلك انه فتح عينيه في وجهي، فأشبهتا [390] عيني رسول الله، فاستحييت أن أقتل شبيها لرسول الله. فقال له: يا ويلك [391] اعطني السيف [392] فأنا أحق منك بقتله. فأخذ السيف و هم أن يعلو رأسه، فنظر اليه، فارتعد سنان [393] ، و سقط السيف من يده، و ولي هاربا، [394] و هو يقول: معاذ الله أن ألقي الله بدمك يا حسين [395] . فأقبل اليه الشمر (لعنه الله)، و قال: ثكلتك أمك ما أرجعك من قتله؟ فقال: يا ويلك انه فتح في وجهي عينيه، فذكرت شجاعة أبيه، فذهلت عن قتله. فقال


الشمر: يا ويلك انك لجبان في الحرب، هلم الي بالسيف، فوالله ما أحد أحق مني بدم الحسين، اني لأقتله سواء شبه المصطفي أو علي المرتضي. فأخذ السيف من يده، و ركب صدر الحسين [396] ، فلم يرهب منه، و قال: لا تظن [397] أني كمن أتاك فلست أرد عن قتلك يا حسين. فقال له الحسين: من أنت ويلك [398] ؟ فلقد ارتقيت مرتقي صعبا [399] طالما قبله النبي. فقال له: أنا الشمر الضبابي. فقال له الحسين: أما تعرفني؟ فقال ولد الزنا: بلي [400] أنت الحسين، و أبوك المرتضي [401] ، و أمك الزهراء، و جدك المصطفي، و جدتك خديجة الكبري. فقال له: ويحك اذا عرفتني فلم تقتلني؟ فقال له: أطلب بقتلك الجائزة من يزيد (لعنه الله). فقال له الحسين: أيما أحب اليك شفاعة جدي رسول الله صلي الله عليه و آله أم جائزة يزيد (لعنه الله)؟ فقال: دانق من جائزة يزيد، أحب الي منك و من شفاعة جدك و أبيك. فقال له: اذا كان لابد من قتلي فاسقني شربة من الماء. فقال: هيهات هيهات! و الله [402] ما تذوق الماء أو تذوق الموت غصة بعد غصة، و جرعة بعد جرعة. ثم قال: يا ابن أبي تراب، ألست تزعم أن أباك علي الحوض يسقي من أحب، اصبر قليلا حتي يسقيك أبوك. فقال: سألتك بالله الا ما كشفت لي عن لثامك لأنظر اليك. قال: فكشف له عن لثامه فاذا هو أبرص أعور، له بوز كبوز [403] الكلب، و شعر كشعر [404] الخنزير، فقال له الامام: صدق جدي رسول الله صلي الله عليه و آله. فقال له الشمر: و ما قال جدك رسول الله؟ قال: سمعته يقول لأبي [405] : يا علي! يقتل ولدك هذا أبرص أعور، له بوز كبوز [406] الكلب، و شعر كشعر [407] الخنزير. فقال له لعنه الله: [408] يشبهني جدك رسول الله [409] بالكلاب، و الله لأذبحنك من القفا جزاء لما شبهني


جدك. ثم أكبه علي وجهه، و جعل يحز [410] أوداجه بالسيف [411] و هو (لعنه الله) يقول:



أقتلك اليوم و نفسي تعلم

علما يقينا ليس فيه مغرم [412] .



أن أباك خير من يكلم [413]

بعد النبي المصطفي المعظم



أقتلك اليوم و سوف أندم

و أن مثواي غدا جهنم [414] .



قال: و كلما قطع عنه عضوا نادي الحسين: وا محمداه! [415] وا علياه! [416] وا حسناه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا عقيلاه! وا عباساه! وا قتيلاه! وا قلة ناصراه! وا غربتاه! [417] فاحتز رأسه [418] و علاه علي قناة طويلة [419] [420] فكبر العسكر ثلاث تكبيرات.

مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 93 - 88 عنه: الدربندي، أسرار الشهادة، / 426 - 425 ، 424


كتاب النوادر لعلي بن أسباط: عن بعض أصحابه رواه، قال: ان أباجعفر عليه السلام قال: كان أبي مبطونا [421] يوم قتل أبوه صلوات الله عليهما، و كان في الخيمة، و كنت أري موالينا كيف يختلفون [422] معه، يتبعونه [423] بالماء. يشد [424] علي الميمنة مرة، و علي الميسرة مرة، و علي القلب مرة، و لقد قتلوه قتلة نهي [425] رسول الله صلي الله عليه و آله أن يقتل بها الكلاب [426] ، لقد قتل بالسيف، [427] و السنان، و بالحجارة، و بالخشب، و بالعصا [428] و لقد أوطأوه الخيل بعد ذلك [429] .


المجلسي، البحار، 91 / 45 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 359 / 4؛ القمي، نفس المهموم، / 368؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 314 / 1؛ مثله الدربندي، أسرار الشهادة، / 426؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 330

و من كلامه عليه السلام للشمر (لعنه الله): يا ويلك و من أنا؟ فقال: الحسين و أبوك علي بن أبي طالب، و أمك فاطمة الزهراء، و جدك محمد المصطفي. فقال له الحسين عليه السلام: يا ويلك اذا عرفت بأن هذا حسبي و نسبي فلم تقتلني؟

الحويزي، نور الثقلين، 98 / 5 رقم 94 مساوي مثله المشهدي القمي، كنز الدقائق، 352 / 12

(الدسر، الطعن، و الدفع) الشديد يقال دسره بالرمح، و في حديث عمر رضي الله عنه: فيدسر كما يدسر الجزور، أي يدفع ويكب للقتل كما يفعل بالجزور عند النحر، و في حديث الحجاج أنه قال لسنان بن يزيد النخعي (لعنه الله): كيف قتلت الحسين؟ قال: دسرته بالرمح دسرا، و هبرته بالسيف هبرا - أي دفعته دفعا عنيفا - فقال له الحجاج: أما و الله لا تجتمعان في الجنة أبدا.

الزبيدي، تاج العروس، 206 / 3

أقول: و في نقل آخر روي [عن] الحميري - و هو من الثقاة - أنه قال: سمعت يوم أصيب به الحسين عليه السلام بكربلاء أصواتا حوله، و بكاءا عاليا ما سمعت أذناي [430] و لا رأت عيناي أمرا أعظم منه، و لا أكثر باكيا من ذلك اليوم.


قال صاحب الحديث: لما اجتز الشمر لعنه الله رأس الحسين عليه السلام، أخذه و علقه علي فرسه، فسمعت أذناي [431] و نظرت عيناي و وعي قلبي، و رأس الحسين عليه السلام يكلمه بلسان فصيح و يقول: يا شمر يا شقي الأشقياء، يا عدو الله و رسوله. فرقت بين رأسي و جسدي فرق الله بين لحمك و عظمك، و جعلك نكالا للعالمين. قال: فرفع اللعين سوطا كان بيده، و لم يزل يضرب الرأس حتي سكت عن الكلام، فقلت: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. و أنا و الله لا أستطيع قتال اللعين - ابن اللعين - الذي يضرب رأس الحسين، و ليس بيدي سيف و لا كعب رمح، و لكن صبرت حتي يحكم الله تعالي و هو خير الحاكمين.

البهبهاني، الدمعة الساكبة، 7 / 5

ان هذه الاختلافات في كلمات هؤلاء الفضلاء مما يمكن أن يرجع الي الجمع و عدم المنافاة لأن قضية سقوطه روحي له الفداء، من جواده يمكن أن يكون السبب فيها جميع هؤلاء الكفار الذين مرت الاشارة الي أسفائهم فلا منافاة و لا تناقض من هذه الجهة، ثم ان سائر الاختلافات التي هي بحسب الزيادة و النقيصة مثل ذكر أبي مخنف انكبات الامام روحي له الفداء مدة ثلاث ساعات و لم يذكره غيره، و مثل خروج زينب الطاهرة المظلومة من الخيمة و مجيئها الي الميدان، فانه لم يذكره أبومخنف، ليس من التناقض في شي ء، و هكذا الكلام في سائر الاختلافات. ثم لابد في المقام من بيان أمور:

الأول: ان كلام أبي مخنف من صدره و ذيله يفيد أن انكبابه علي وجهه مدة ثلاث ساعات في اتفق مرتين، فيكون جميع مدة ست ساعات و يمكن أن يقال: ان مقصود أبي مخنف كان الاشارة الي ثلاث ساعات فقط الا أنه كرر ذلك تسامحا للتوضيح.

الثاني: ان السر في رفع الكفار أياديهم عن التعرض للامام عليه السلام حيث لم يرموه بالأحجار و النبال و النيران و الأخشاب و لم يضربوه بالسيوف و لم يطعنوه بالرماح في مدة تلك الساعات الثلاث، مع أنهم لعنهم الله و عذبهم عذابا شديدا كانوا يفعلون كل ذلك و يستعملون كل المكر و الحيلة قبل سقوطه من جواده روحي له الفداء، و هكذا بعد


سقوطه من جواده الي وقت الانكباب علي وجهه في مدة ثلاث ساعات هو: أن ذلك الانكباب منه في تلك الساعات انما حصل له روحي له الفداء من شدة الانكسار و الضعف في روح حياته الذي كان هو السبب في حياة العالم الأكبر و بقاء روحه، و من شدة الضعف و الانكسار في تلك الساعات في قلبه الذي كان خزانة الله فتضعضعت حينئذ وجودات جميع الموجودات و الذوات و الهويات الا مكانية، بقضها و قضيضها في كل عالم كانت من العوالم من عالم الملك و الملكوت، و الغيبة، و الشهود، و في جميع النشآت من نشأة الدنيا و نشأة البرزخ و نشأة الآخرة، فلما وقعت هذه الثلمة في الموجودات غلبت الاضطراب و الحيرة و الولة و الدهشة علي الكفار عذبهم الله و ضعفت، ذواتهم الخبيثة و وجوداتهم الخسيسة، بحيث لم يبق في نفوسهم قوة الأمر و النهي، و لا في حواسهم و أبدانهم قوة الاطاعة و الانقياد لنفوسهم، و ذلك من حيث لا يشعرون، ثم فعلوا ما فعلوا، ليهلكوا عن بينه، و يعذبهم الله عذاب الأولين و الآخرين.

الثالث: ان كلام أبي مخنف يفيد أن غشيته روحي له الفداء بعد سقوطه عن جواده، قد تحققت مرتين، و اتفق بكاؤه بكاء عاليا بعد أن أفاق من غشيته الأولي، و لم يقدر علي النهوض للجهاد، فالسر في هذا البكاء هو أن عوالم الامكان بأسرها، و حذافيرها و من فيها و ما فيها و ان كانت تبكي بكاء الثكلي من أول ليلة عاشوراء، بكاء متصلا متتاليا الي تحقق تلك الحالة لسيد الشهداء روحي و روح العالمين بأسره فداه الا أن في تلك الحالة، قد وقع الضجيج و العجيج، و البكاء و النحيب من جميع أصقاع الوجودات، و أنحاء الممكنات من الصدر الي الساقة و من الباب الي المحراب، بحيث أن العالم بأسره كأنه نفس البكاء، و عين النحيب و الضجة، لأن سيد الشهداء روحي له الفداء كان قتيل العبرة، ثم ان العناية الأزلية لما اقتضت أن يكون السبب الأقوي و الغاية العظمي في وصول الفيوض، و المواهب من رب العزة الي الخلق: من بدء الخلق الي انتهائه، في السلسلة الطولية و العرضية، هو البكاء علي سيد الشهداء روحي له الفداء، كان بكاؤه علي نفسه الشريفة، و أهل بيته بما هم في تلك الحالة التي لا يسع في عالم الامكان ما يكون فوقها من أنواع المصيبة، و درجات البلاء، ما يكون بمنزلة الزينة و التاج لبكاء الباكين و أصلا أصيلا في


ذلك بل مصيرا كل قطرة من دموع الباكين مطفأ و مخمدا للنيران الملتهبة في الجحيم، مع أنه لم يبق له روحي له الفداء فرصة البكاء بعد ذلك.

الدربندي، أسرار الشهادة: / 425 - 424

ثم حمل عليه السلام علي القوم، و جعل يضربهم يمينا و شمالا حتي قتل من القوم خلقا كثيرا. فلما نظر الشمر اللعين الي ذلك، قال لابن سعد: «أيها أمير، أن هذا الرجل يفنينا كلنا بمبارزته». فقال: «كيف نصنع؟». قال: «فليحملوا عليه حملة واحدة، فرقة يضربونه بالسيوف و الرماح، و فرقة بالنبل و السهام». ففعلوا ذلك، حتي أضعفه الجرح الكثير، و أصابه سهم خولي بن يزيد الأصبحي (لعنه الله)، فوقع الحسين علي الأرض [علي أبي مخنف].

القندوزي، ينابيع المودة، 82 - 81 / 3

قال أبومخنف: و بقي الحسين عليه السلام ثلاث ساعات من النهار ملطخا بدمه، رامقا بطرفه الي السماء، و ينادي: «يا الهي صبرا علي قضائك، و لا معبود سواك، يا غياث المستغيثين». فتبادر اليه أربعون فارسا، يريدون حز رأسه الشريف المكرم المبارك المقدس المنور، و يقول عمر بن سعد: «ويلكم! عجلوا بقتله». فدنا منه شبث بن ربعي، فرمقه الحسين عليه السلام بعينه، فرمي السيف من يده، و ولي هاربا و يقول: «معاذ الله أن ألقي الله بدمك يا حسين». فأقبل الي شبث سنان بن أنس النخعي، و كان كوسج اللحية قصيرا أبرصا أشبه الخلق بالشمر اللعين.

فقال له: لم ما قتلته؟ ثكلتك أمك.

قال شبث: يا سنان أنه قد فتح عينيه في وجهي، فشبهتهما بعيني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. ثم دنا منه سنان، ففتح عينيه في وجهه، فارتعدت يده و سقط السيف منها و ولي هاربا، فأقبل الي سنان الشمر اللعين و قال له: ثكلتك أمك، ما لك رجعت عن قتله؟

فقال: يا شمر! انه فتح عينيه في وجهي، فذكرت هيبة أبيه علي بن أبي طالب، ففزعت، فلم أقدر علي قتله.

فقال له الشمر الملعون: انك جبان في الحرب، فو الله ما كان أحد غيري أحق مني بقتل الحسين.


ثم انه ركب علي صدره الشريف، و وضع السيف في نحره، و هم أن يذبحه، ففتح عينيه في وجهه، فقا له الحسين (رضي الله عنه و أرضاه): يا ويلك من أنت فقد أرتقيت مرتقي عظيما؟

فقال له الشمر: الذي ركبك هو الشمر بن ذي الجوشن الضبابي.

فقال له الحسين: أتعرفني يا شمر؟

قال: نعم أنت الحسين بن علي، وجدك رسول الله، و أمك فاطمة الزهراء، و أخوك الحسن.

فقال: ويلك فاذا علمت ذلك، فلم تقتلني؟

قال: أريد بذلك الجائزة من يزيد.

فقال له: يا ويلك أيما أحب اليك، الجائزة من يزيد أم شفاعة جدي رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال الشمر الملعون: دانق من جائزة يزيد أحب الي الشمر من شفاعة جدك.

فقال له الحسين (رضي الله عنه و بلغة الله الي غاية بركاته و منتهي رضوانه): سألتك بالله أن تكشف لي بطنك.

فكشف بطنه فاذا بطنه أبرص كبطن الكلاب، و شعره كشعر الخنازير.

فقال الحسين عليه السلام: «الله أكبر لقد صدق جدي صلي الله عليه و آله في قوله لأبي: يا علي ان ولدك الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء، يقتله رجل أبرص أشبه بالكلاب و الخنازير».

فقال الشمر اللعين: تشبهني بالكلاب و الخنازير، فو الله لأذبحنك من قفاك.

ثم ان الملعون قطع الرأس الشريف المبارك، و كلما قطع منه عضوا يقول: «يا جداه! يا محمداه! يا أبا القاسماه! و يا أبتاه! يا علياه! يا أماه! يا فاطماه! أقتل مظلوما، و أذبح عطشانا، و أموت غريبا».

فلما اجتزه و علاه علي القناة كبر و كبر العسكر ثلاث تكبيرات. [عن أبي مخنف] [432] .


القندوزي، ينابيع المودة، 84 - 82 / 3

قال أبوالعباس أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني المتوفي سنة 1019 في أخبار


الدول: [...]

ثم حمل الرجال علي الحسين عليه السلام من كل جانب و هو يجول فيهم يمينا و شمالا، فضربه زرعة [433] بن شريك علي يده اليسري، و ضربه آخر علي عاتقه، و طعنه سنان بن أنس بالرمح، فوقع، فنزل اليه شمر، فاحتز رأسه، و سلمه الي خولي الأصبحي، ثم انتهبوا سلبه.

أقول: و في رواية السيد رحمه الله و ابن نما و الصدوق و الطبري و الجزري و ابن عبدالبر و المسعودي و أبي الفرج: ذبحه سنان الملعون [434] .

القمي، نفس المهموم، / 364

فوقف بمكانه لا يستطيع أن يحمل؛ فصاح شمر بن ذي الجوشن لعنه الله: ما تنتظرون بالرجل. فطعنه صالح بن وهب المزني علي خاصرته، فوقع من ظهر فرسه الي الأرض علي خده الأيمن، و هو يقول: بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله. ثم قام، فضربه زرعة ابن شريك علي كتفه اليسري، و ضربه آخر علي عاتقه، فخر علي وجهه و جعل ينوء برقبته، و يكبو، فطعنه سنان في ترقوته، ثم انتزع السنان، فطعنه في بواني صدره، و رماه سنان أيضا بسهم، فوقع في نحره، فجلس قاعدا و نزع السهم و قرن كفيه جميعا حتي امتلئتا من دمائه، فخضب بهما رأسه و لحيته و هو يقول: «هكذا ألقي الله مخضبا بدمي، مغصوبا علي حقي». و جاء مالك بن النسر الكندي، فشتم الحسين، و قبض علي كريمته، و ضربه بسيفه علي رأسه، و بدر خولي بن يزيد الأصبحي ليحز رأسه، فأرعد، فجاء سنان، فضربه علي ثغره الشريف، و جاء شمر فاحتز رأسه.

السماوي، ابصار العين، / 14 - 13

و في الزيارة: السلام علي مقطوع الوتين (في المجمع: الوتين، عرق يتعلق بالقب،


يسقي كل عرق في الانسان اذا قطع مات صاحبه) ثم ان المشهور، و يجري علي بعض الألسن، و قد نظم الشعراء في أبياتهم: بأنه عليه السلام سقط عن فرسه، لما جاءه السهم المثلث علي قلبه، ولكن رب مشهور لا أصل له، و نحن ما عثرنا علي خبر معتبر يدل علي ذلك، بل علي خلافه وردت أخبار كثيرة كما في (البحار) و غيره من الكتب المعتبرة. ثم انه عليه السلام ضعف عن القتال، يعني بعدما جاءه ذلك السهم الميشوم، فكلما انتهي اليه رجل انصرف عنه، حتي جاءه رجل من كندة، يقال له المالك بن اليسر. الي آخر ما ذكرنا عن المفيد رحمه الله بعد شهادة العباس فليراجع هناك و لا نعيده [...].

و في مناقب ابن شاذان: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: كأني أنظر الي الحسين، و قد رمي بسهم، فخر عن فرسه صريعا، ثم ذبح كما يذبح الكبش. انتهي.

و في المعدن عن المناقب: رماه أبوأيوب الغنوي بسهم في حلقه، فقال: بسم الله و بالله، و لا حول و لا قوة الا بالله و هذا قتل في رضاء الله. و سقط عن فرسه [...].

قال في «نفس المهموم»: فلما رأي شمر بن ذي الجوشن ذلك استدعي الفرسان، فصاروا في ظهور الرجالة، و أمر الرماة أن يرموه، فرشقوه بالسهام، حتي صار كالقنفذ. و في القمقام: أقبل عمر بن سعد (لعنه الله)، حتي دنا منه عليه السلام، فقال عليه السلام: يا عمر! أنت بنفسك، و عزمت علي قتلي أتيت لكي تقتلني. فرجع عمر، و نادي: من يأتيني برأس الحسين عليه السلام فله ألف درهم. فنادي شمر بن ذي الجوشن في الناس: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل، اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. فحملوا عليه من كل جانب، فضربه زرعة بن شريك علي كتفه اليسري، و ضرب الحسين عليه السلام زرعة، فصرعه، و قال في المنتخب: ان خولي طعنه برمحه، فخرج السنان من ظهره، فسقط الحسين عليه السلام علي وجهه يخور في دمه، و يشكو الي ربه. و قال الطبري: و حمل عليه سنان بن أنس في تلك الحالة، فطعنه بالرمح، فوقع، و لقد مكث طويلا من النهار، و لو شاء الناس أن يقتلوه، لفعلوا، و لكنهم كانوا يتقون قتله، و يحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء، و في خبر: بقي مكبوبا علي الأرض ملطخا بدمه ثلاث ساعات من النهار، رامقا بطرفه الي السماء، و هو يقول: صبرا علي قضائك،


و بلائك، يا رب! لا معبود سواك، يا غياث المستغيثين!.»

المازندراني، معالي السبطين، 38 - 37 ، 36 - 35 / 2

و في تظلم الزهراء: ان زينب لما علمت بالوقعة، خرت مغشيا عليها، فلما أفاقت من غشيتها ركضت نحو المعركة، و هي تارة تعثر بأذيالها، و تارة تسقط علي وجهها، من عظم دهشتها، حتي انتهت الي المعركة. فجعلت تنظر يمينا و شمالا، فرأت أخاها الحسين عليه السلام علي وجه الأرض، يقبض يمينا و شمالا، و الدم يسيل من جراحاته كالميزاب، فطرحت نفسها علي جسده الشريف، و جعلت تقول: أأنت الحسين أخي؟ أأنت أبن أمي؟ أأنت نور بصري؟ أأنت مهجة قلبي؟ أأنت حمانا؟ أأنت رجانا؟ أأنت كهفنا؟ أأنت عمادنا؟ أأنت ابن محمد المصطفي؟ أأنت ابن علي المرتضي؟ أأنت ابن فاطمة الزهراء؟

كل هذا لا يرد عليها جوابا، و لا يسمع لها خطابا، لأنه عليه السلام كان مغشيا عليه لكثرة مالاقاة من الجراحات، فألحت عليه بالخطاب، و كثر منها البكاء الي أن أفاق، فرمقها بطرفه الشريف، و أشار اليها بيده، فغشي عليها، فلما أفاقت قالت له: أخي بحق جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الا ما كلمتني، و بحق أبي أميرالمؤمنين الا ما خاطبتني يا حشاش مهجتي! بحق أمي فاطمة الزهراء الا ما جاوبتني يا ضياء عيني! كلمني يا شقيق روحي، جاوبني.

قال: فانتبه الحسين عليه السلام من قولها و قال: يا أختاه! هذا يوم التناد و الفراق [435] ، هذا اليوم الذي وعدني به جدي، و هو الي مشتاق. ثم أغمي عليه، فعند ذلك جلست خلفه، و أجلسته حاضنة له بصدرها، فالتفت الحسين عليه السلام، و قال: أخية زينب! كسرت قلبي، و زدتني كربا فوق كربي، فبالله عليك الا ما سكنت، و سكت.

فصاحت: وا ويلاه أخي! يا ابن أمي، كيف أسكن، و أسكت، و أنت بهذه الحالة، تعالج سكرات الموت، تقبض يمينا، و تمد شمالا، تقاسي منونا، و تلاقي أهوالا، روحي لروحك الفداء، و نفسي لنفسك الوقاء.


فبينما هي تخاطبه، و يخاطبها، و اذا بالسوط بين كتفيها، و قائل يقول: تنحي عنه، و الا ألحقتك به.

فالتفتت و اذا هو شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله)، فاعتنقت أخاها، و قالت: يا عدو الله، لا أتنحي عنه، ان ذبحته، فأذبحني معه.

فجذبها عنه قهرا، و ضربها ضربا عنيفا، و قال اللعين: و الله! ان تقدمت اليه أضرب عنقك بهذا السيف.

ثم ان اللعين دنا و قد كان أغمي عليه عليه السلام، و ارتقي علي صدره الشريف المطهر، و قلبه علي وجهه المنور، فلما رأت ذلك تقدمت اليه، و جذبت السيف من يده، و قالت: يا عدو الله، ارفق به [436] لقد كسرت صدره، و أثقلت ظهره، أما علمت أن هذا الصدر تربي علي صدر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و علي عليه السلام و فاطمة عليه السلام ويحك هذا الذي ناغاه جبرائيل، و هز مهده ميكائيل، فبالله عليك الا أمهلته ساعته لأتزود منه، ويحك يا لعين! دعني أقبله، دعني أغمضه، دعني أنادي بناته يتزودن منه، دعني آتيه بابنته سكينة، فانه يحبها، و تحبه.

فعند ذلك غار عليها، فوقعت علي وجهها مغشيا عليها، كل هذا، و لم يعبأ اللعين بكلامها، و لا رق لها قلبه، و صنع ما صنع (الخ).

المازندراني، معالي السبطين، 41 - 39 / 2

و في خبر: لما سقط عن ظهر فرسه يخور في دمه، أقبل عمرو بن الحجاج الزبيدي، و نزل عن فرسه، ليقطع رأسه الشريف، فلما دنا منه، و نظر الي عينيه، ولي مدبرا، و رجع راجعا، و ركب فرسه، و عاد، فقال له شمر بن ذي الجوشن: رجعت عما عزمت؟ قال اللعين: نظرت الي عينيه، فانهما عينا رسول الله، و ما أجببت أن ألقي الله بدمه. و أقبل شبث بن ربعي في تلك الحالة، [فلما] نظر اليه ارتعدت يده، و رمي السيف من يده، وفر هاربا، و هو يقول بصوت عال: معاذ الله يا حسين! أن ألقي الله، و ألقي جدك و أباك بدمك. و أقبل شمر (لعنه الله)، و صنع ما صنع.


و في كتاب تظلم الزهراء: أقبل الشمر، و جلس علي صدره الحسين، و قبض علي لحيته، و هم بقتله، فضحك عليه السلام، و قال: أتقتلني و تعلم من أنا؟ فقال: أعرفك حق المعرفة، أمك فاطمة الزهراء، و أبوك علي المرتضي، و جدك محمد المصطفي، و خصمك العلي الأعلي، أقتلك و لا أبالي.

المازندراني، معالي السبطين، 43 - 42 / 2 مساوي مثله الزنجاني، وسيلة الدارين / 326

و في المعدن: قال: يا ابن أبي تراب! ألست تزعم أن أباك علي حوض النبي صلي الله عليه و آله و سلم، يسقي من أحبه، فاصبر، حتي تأخذ الماء من يده. و في المجالس: قال: ما ذقت الماء، حتي تذوق من الحميم. و عن أبي مخنف: فقال عليه السلام: اكشف لي عن لثامك. فكشف له عن وجهه، فاذا هو أعور أبرص، له بوز كبوز الكلاب، و شعر كشعر الخنازير، فقال عليه السلام: صدق جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فيما قال. قال اللعين: و ما قال جدك؟ قال: كان يقول لأبي عليه السلام: يقتل ولدك الحسين عليه السلام، رجل أعور أبرص له بوز كبوز الكلاب، و شعر كشعر الخنازير. فقال له: يا حسين! تشبهني بالكلاب و الخنازير، و الله لأذبحنك من قفاك. ثم قلبه علي وجهه الشريف.

و في المعدن: جعل يحتز مذبح الحسين بسيفه، فلم يقطع شيئا، فقال الحسين عليه السلام: يا ويلك! أتظن أن سيفك يقطع موضعا طالما قبله رسول الله؟ فكبه علي وجهه، و جعل يقطع أوداجه، و كان كلما قطع منه عضوا، أو عرقا، أو مفصلا، نادي: وا جداه،! وا أبا القاسماه! وا علياه! وا حمزتاه! وا جعفراه! وا عقيلاه! وا غربتاه! وا قلة ناصراه! و في العوالم: ضربه ابن ذي الجوشن (لعنه الله) بسيفه اثنتي عشرة ضربة، ثم حز رأسه المقدس، و شاله في قناة، فكبر و كبر العسكر معه.

و عن كتاب لسان الذاكرين: قال اللعين: لما فرقت بين رأسه و جسده الشريف رأيت شفتيه يتحركان، فلما قربته من أذني، سمعته يقول: الهي شيعتي، و محبي [أقول]: و المعتمد عند كثير من أرباب المقاتل، أن قاتله سنان بن أنس (لعنه الله)، و ان كان المشهور خلافه [...].

و في [نفس المهموم]: نقلا عن ترجمة الطبري، و عن روضة الصفا: ان سنانا (لعنه


الله) طعنه طعنة علي ظهره، فخرج من صدره الشريف، و لما أخرج اللعين رمحه، فارقت روحه المقدسة الطيبة، و في كتاب مناقب السبطين: ارتاض بعض العلماء، ليستظهر قاتله من هو؟ فرأي في منامه الحسين عليه السلام، و سأله عن قاتله فقال عليه السلام، و ان كان المشهور، أن الشمر قاتلي، ولكن صنع ما صنع بي طعنة سنان بن أنس. و تلك الطعنة طعنة لما طعنه الحسين عليه السلام لوجهه. قال في القمقام: ان قاتله سنان بن أنس بقي اللعين الي زمان الحجاج، دخل سنان عليه، و قال: أعطني علي بلائي. قال: و ما بلاؤك، قال اللعين: قتلت الحسين ابن علي عليه السلام. قال: كيف قتلته؟ قال: دسرته بالرمح دسرا، ثم هبرته بالسيف هبرا، و ما أشركت في قتله أحدا. قال: أبشر فانك و اياه لا تجتمعان في دار أبدا. فأخرجه و لم يعطه شيئا، قالوا: فما سمعت من الحجاج كلمة خير منها.

المازندراني، معالي السبطين، 45 - 43 / 2

(و لما) أثخن بالجراح و بقي كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المزني علي خاصرته طعنة، فسقط عن فرسه الي الأرض علي خده الأيمن ثم قام، و خرجت أخته زينب الي باب الفسطاط و هي تنادي: وا أخاه! وا سيداه! وا أهل بيتاه! ليت السماء أطبقت علي الأرض! و ليت الجبال تدكدكت علي السهل.

(و قد) دنا عمر بن سعد، فقالت: يا عمر! أيقتل أبوعبدالله، و أنت تنظر اليه؟ فدمعت عيناه، حتي سالت دموعه علي خديه، و لحيته، وصرف وجهه عنها، و لم يجبها بشي ء، فنادت: ويلكم أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد بشي ء [...] (وصاح) شمر بالفرسان و الرجالة: ويحكم! ما تنتظرون بالرجل، اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. فحملوا عليه من كل جانب، فضربه زرعة بن شريك علي كتفه اليسري، و ضرب الحسين عليه السلام زرعة، فصرعه، و ضربه آخر علي عاتقه المقدس ضربة كبابها لوجهه، و كا قد أعيا، و جعل يقوم ويكبو، و طعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته، ثم انتزع الرمح، فطعنه في بواني صدره، و رماه بسهم، فوقع في نحره، فسقط و جلس قاعدا، فنزع السهم من نحره، و قرن كفيه جميعا، فكلما امتلأتا من دمائه، خضب بها رأسه، و لحيته و هو يقول: هكذا ألقي الله مخضبا بدمي مغصوبا علي حقي [...].


(و قال) عمر بن سعد لرجل عن يمينه: انزل ويحك الي الحسين، فأرحه. (و قيل): بل قال سنان لخولي بن يزيد: احتز رأسه. فبدر خولي ليحتز رأسه، فضعف، و ارعد، فقال له سنان. - و قيل شمر -: فت الله في عضدك، ما لك ترعد؟ و نزل سنان، و قيل شمر اليه، فدبحه، ثم احتز رأسه الشريف، و هو يقول: اني لاحتز رأسك، و أعلم أنك السيد المقدم، و ابن رسول الله، و خير الناس أبا و أما. ثم دفع الرأس الشريف الي خولي، فقال: احمله الي الأمير عمر بن سعد. و في ذلك يقول الشاعر:



فأي رزية عدلت حسينا

غداة تبيره كفا سنان [437] .



و جاءت جارية من ناحية خيم الحسين عليه السلام، فقال رجل: يا أمة الله، ان سيدك قتل. قالت الجارية: فأسرعت الي سيداتي، و أنا أصيح، فقمن في وجهي و صحن [438] .


الأمين، أعيان الشيعة، 610 ، 609 / 1 لواعج الأشجان، / 190 ، 189 ، 186

(قال المفيد و السيد رحمهما الله): فلبثوا هنيئة، ثم عادوا اليه و أحاطوا به من كل جانب، و نادي شمر (لعنه الله): ما تنتظرون بالرجل، و قد أثخنته الجراح و السهام، احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم. فحملوا عليه من كل جانب، فرماه الحصين بن تميم في فيه، و أبوأيوب الغنوي بسهم في حلقه، و ضربه زرعة بن شريك (لعنه الله) فأبان كفه اليسري، و طعنه سنان بن أنس في صدره، و طعنه صالح بن وهب في خاصرته، فوقع علي الأرض علي خده الأيمن، ثم استوي جالسا، فأخرج السهم من خلفه. و دنا عمر بن سعد لعنه الله من الحسين، و خرجت زينب بنت علي عليهماالسلام من الفسطاط في تلك الحالة، و هي تنادي: وا أخاه! وا سيداه! وا أهل بيتاه! ليت السماء أطبقت علي الأرض، و ليت الجبال تدكدكت علي السهل. ثم قالت: يا أبن سعد! أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟ فصرف بوجهه عنها، و دموعه تسيل علي خديه و لحيته المشومة و لم يجبها. فنادت: ويحكم أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد، قال هلال بن نافع: اني لواقف مع أصحاب عمر بن سعد (لعنه الله) اذ صرخ صارخ: أبشر أيها الأمير، فهذا شمر قد قتل الحسين. قال هلال: فخرجت بين الصفين، فوقفت عليه [و] انه ليجود بنفسه، فو الله ما رأيت قتيلا مضمخا بدمه أحسن منه، و لا أنوار وجها و لقد شغلني نور وجهه و جمال هيبته عن الفكرة في قتله، فاستسقي في تلك الحال ماء. فسمعت رجلا يقول: لا تذوق الماء حتي ترد الحامية، فتشرب من حميمها. فسمعته يقول: أنا أرد الحامية فأشرب من حميمها؟ بل أرد علي جدي رسول الله، و أسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر، و أشرب من ماء غير آسن، و أشكو اليه ما ركبتم مني و فعلتم بي. فغضبوا بأجمعهم. حتي كأن الله لم يجعل في قلب


أحد منهم من الرحمة شيئا، فاحتزوا رأسه و انه ليكلمهم.

الجواهري، مثير الأحزان، / 90 - 89

قالوا: و لما رأي شمر ذلك استدعي الفرسان، فصاروا في ظهور الرجالة، و أمر الرماة أن يرموا، فرشقوه بالسهام، حتي صار كالقنفذ، فأحجم عنهم، فجعلوا يحملون علي الحسين عليه السلام، و الحسين يحمل عليهم، فينكشفون عنه كشف المعزي [...].

القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 306 / 1

فصاح الشمر: ما وقوفكم! و ما تنتظرون بالرجل! و قد أثخنته السهام و الرماح احملوا عليه. و ضربه زرعة بن شريك علي كتفه الأيسر، و رماه الحصين في حلقه، و ضربه آخر علي عاتقه، و طعنه سنان بن أنس في ترقوته، ثم في بواني صدره، ثم رماه بسهم في نحره، و طعنه صالح بن وهب في جنبه.

قال هلال بن نافع: كنت واقفا نحو الحسين، و هو يجود بنفسه، فوالله ما رأيت قتيلا قط مضمخا بدمه، أحسن منه وجها، و لا أنور، و لقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله، فاستقي في هذه الحال ماء، فأبوا أن يسقوه.

و قال له رجل: لا تذوق الماء حتي ترد الحامية، فتشرب من حميمها. فقال عليه السلام: أنا أرد الحامية؟ و انما أرد علي جدي رسول الله، و أسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر، و أشكو اليه ما أرتكبتم مني، و فعلتم بي. فغضبوا بأجمعهم حتي كأن الله لم يجعل في قلب أحدهم من الرحمة شيئا.

و لما اشتد به الحال، رفع طرفه الي السماء، و قال: اللهم متعال المكان عظيم الجبروت، شديد المحال، غني عن الخلايق، عريض الكبرياء، قادر علي ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابغ النعمة، حسن البلاء، قريب اذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب اليك، قادر علي ما أردت، تدرك ما طلبت، شكور اذا شكرت ذكور اذا ذكرت، أدعوك محتاجا، و أرغب اليك فقيرا، و أفزع اليك خائفا، و أبكي مكروبا، و استعين بك ضعيفا، و أتوكل عليك كافيا، اللهم احكم بيننا و بين قومنا، فانهم غرونا و خذلونا و غدروا بنا و قتلونا، و نحن عترة نبيك و ولد حبيبك محمد صلي الله عليه و آله الذي اصطفيته بالرسالة


و أتمنته علي الوحي، فأجعل لنا من أمرنا فرجا و مخرجا، يا أرحم الراحمين.

صبرا علي قضائك يا رب، لا اله سواك، يا غياث المستغيثين، ما لي رب سواك، و لا معبود غيرك، صبرا علي حكمك، يا غياث من لا غياث له، يا دائما لا نفاد له، يا محيي الموتي، يا قائما علي كل نفس بما كسبت، احكم بيني و بينهم و أنت خير الحاكمين.

و أقبل الفرس يدور حوله، و يلطخ ناصيته بدمه، فصاح ابن سعد: دونكم الفرس، فانه من جياد خيل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فأحاطت به الخيل، فجعل يرمح برجليه، حتي قتل أربعين رجلا، و عشرة أفراس.

فقال ابن سعد: دعوه لننظر ما يصنع. فلما من الطلب أقبل نحو الحسين يمرغ ناصيته بدمه و يشمه و يصهل صهيلا عاليا. قال أبوجعفر الباقر عليه السلام: كان يقول: «الظليمة! الظليمة! من أمة قتلت ابن بنت نبيها!).

و توجه نحو المخيم بذلك الصهيل، فلما نظرن النساء الي الجواد مخزيا، و السرج عليه ملويا، خرجن من الخدور ناشرات الشعور، علي الخدود لاطمات، و للوجوه سافرات، و بالعويل داعيات، و بعد العز مذللات، و الي مصرع الحسين مبادرات».

و نادت أم كلثوم: وا محمداه! وا أبتاه! وا علياه! وا جعفراه! وا حمزتاه! هذا حسين بالعراء، صريع بكربلا. و نادت زينب: وا أخاه! وا سيداه! وا أهل بيتاه. ليت السماء أطبقت علي الأرض، و ليت الجبال تدكدكت علي السهل. و انتهت نحو الحسين، و قد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه، و الحسين يجود بنفسه، فصاحت: أي عمر أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟ فصرف بوجهه عنها، و دموعه تسيل علي لحيته.

فقالت: ويحكم، أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد، ثم صاح ابن سعد بالناس: انزلوا اليه و أريحوه. فبدر اليه شمر، فرفسه برجله، و جلس علي صدره، و قبض علي شيبته المقدسة، و ضربه بالسيف اثنتي عشر ضربة، و احتز رأسه المقدس.

المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 359 - 355

ففي يوم عاشوراء بعد أن سقط الحسين عليه السلام عن ظهر جواده الي الأرض صريعا،


خرجت [زينب عليه السلام] - و معها العيال و الأطفال - الي جهة المعركة تشق الصفوف، حتي اذا وصلت الي مثوي الجسد الطاهر، أخذت تزيح عنه قطع السيوف، و حطام الرماح، و فلول السهام، و الحجارة المتكورة، و هي تنادي: وا محمداه! وا جداه! هذا حسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، و بناتك سبايا، و ذريتك مقتلة. فأبكت كل عدو و صديق، حتي جرت دموع الخيل علي حوافرها.

ثم جاءت حتي وقفت عليه، و بسطت يديها تحت بدنه المقدس، و رفعته نحو السماء، و هي تقول: «اللهم تقبل منا هذا القربان».

بحر العلوم، مقتل الحسين، / 287

قالوا: و لما سقط الحسين عن ظهر فرسه - و قد أثخن بالجراح - قاتل راجلا قتال الفارس الشجاع المطرق، يتقي الرمية، و يفترص العورة، و يشد علي الخيل و هو يقول: «ويحكم! أعلي قتلي تجتمعون».

و أقبل علي القوم يدفعهم عن نفسه، و لم يبق معه الا ثلاثة نفر من رهطه يحمون ظهره، حتي اذا قتل الثلاثة بقي وحده بين الأعداء، و قد أثخن بالجراح في رأسه و بدنه، فجعل يضاربه بسيفه، و حمل القوم عليه، يمينا و شمالا، فحمل علي الذين عن يمينه، فتفرقوا عنه، ثم حمل علي الذين عن شماله، فتفرقوا عنه.

هذا و قلبه متفتت من الظمأ، و محترق من فراق الأحبة، و هو اذ ذاك يسمع عويل العيال، و صراخ الأطفال، فنادي:

«هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله، هل من موحد يخاف الله فينا، هل من مغيث يرجو الله في اغاثتنا، هل من معين يرجو ما عندالله في اعانتنا». فخرجت النساء من الخيمة، و ارتفعت أصواتهن بالبكاء و العويل.

قالوا: و مكث الحسين عليه السلام طويلا من النهار، مطروحا علي وجه الأرض، و هو مغشي عليه - و لو شاؤوا أن يقتلوه لفعلوا، الا أن كل قبيلة تتكل علي الأخري، و تكره الاقدام.

فعندها صاح شمر بالناس: ويحكم، ما تنتظرون بالرجل؟ أقتلوه ثكلتكم أمهاتكم.

فحملوا عليه من كل جانب، فضربه زرعة بن شريك التميمي علي كفه اليسري،


فقطعها، و ضربه لعين من القوم علي عاتقه المقدس ضربة كبا بها علي وجهه.

و كان قد أعيا، فجعل ينوء برقبته، و يقوم ويكبو علي الأرض، فحمل عليه - في تلك الحال - سنان بن أنس النخعي فطعنه بالرمح في ترقوته فوقع، ثم انتزع الرمح و طعنه في بواني صدره، ثم رماه بسهم وقع في نحره. و طعنه صالح بن وهب المزني بالرمح في خاصرته. و قصد اليه نصر بن حرشة، فجعل يضربه بسيفه، و رماه الحصين بن تميم في حلقه، فعند ذلك وقع علي الأرض مغشيا عليه.

قال هلال بن نافع: كنت واقفا مع أصحاب عمر بن سعد، فخرجت بين الصفين، و وقفت علي الحسين - و هو طريح علي الأرض و انه ليجود بنفسه - فو الله ما رأيت قتيلا مضرجا بدمه أحسن منه و لا أنور وجها، و لقد شغلني نور وجهه و جمال هيأته عن الفكرة في قتله، فاستسقي في تلك الحال ماء، فسمعت رجلا يقول له: و الله لا تذوق الماء حتي ترد الحامية، فتشرب من حميمها. فسمعته يقول: «يا ويلك! أنا لا أرد الحامية، و لا أشرب من حميمها، بل أرد علي جدي رسول الله و أسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر، و أشرب من ماء غير آسن، و أشكو اليه ما ارتكبتم مني و فعلتم بي». قال: فغضبوا باجمعهم حتي كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا.

قالوا: و جاءت جارية من ناحية خيم الحسين عليه السلام فقال لها رجل من القوم: يا أمة الله، ان سيدك قتل. فهرعت الجارية الي سيداتها - و هي صارخة - فقمن في وجهها و صحن و بكين.

و لما اشتد الحال بالحسين عليه السلام، رفع طرفه الي السماء، و قال: «صبرا علي قضائك يا رب، لا اله سواك، يا غياث المستغيثين».

و أقبل فرس الحسين عليه السلام يدور حوله، و يلطخ عرفه و ناصيته بدمه. فصاح ابن سعد بقومه: دونكم الفرس، فانه من جياد خيل رسول الله؟ فأحاطت به الخيل، فجعل يرمح برجليه حتي قتل رجالا و أفراسا كثيرة.

فقال ابن سعد: دعوه لننظر ما يصنع. فلما أمن الطلب أقبل نحو الحسين - و هو مضمخ


بدمائه - فأخذ يمرغ ناصيته بدمه و يشمه، و يصهل صهيلا عاليا.

فعن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام: أنه كان يقول في صهيلة: «الظليمة، الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها».

و توجه نحو المخيم بذلك الصهيل الحزين، «فلما نظرن النساء الي الجواد مخزيا، و سرجه عليه ملويا، برزن من الخدور، ناشرات الشعور، علي الخدود لاطمات، و للوجوه سافرات، و بالعويل داعيات، و بعد العز مذللات، و الي مصرع الحسين مبادرات».

و خرجت زينب ابنة علي - و من خلفها النساء و الأرامل و اليتامي - من الفسطاط الي جهة المعركة و هي تنادي: وا محمداه! وا علياه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا سيداه! هذا حسين بالعراء، صريع كربلاء، ليت السماء أطبقت علي الأرض، و ليت الجبال تدكدكت علي السهل.

قالوا: و انتهت زينب ابنة علي نحو الحسين، و قد دنا منه عمر بن سعد - و الحسين يجود بنفسه - فصاحت به: «أي عمر، ويحك، أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟» فصرف بوجهه عنها و دموعه تسيل علي وجهه و لحيته. فعند ذلك، صاحت زينب بالقوم: «ويحكم، أما فيكم مسلم»؟ فلم يجبها أحد.

قالوا: ثم صاح ابن سعد بالناس: ويحكم، انزلوا اليه فأريحوه. فنزل اليه شمر بن ذي الجوشن - و كان أبرص - فضربه برجله، و ألقاه علي قفاه، ثم أخذ بكريمته المقدسة. فقال له الحسين عليه السلام: أنت الكلب الأبقع الذي رأيته في منامي. فغضب الشمر، و قال له: أتشبهني بالكلاب يا ابن فاطمة؟. فجعل يضربه بالسيف - و الحسين يلوك بلسانه من شدة العطش - فطلب الماء. فقال له الشمر: يا ابن أبي تراب، ألست تزعم أن أباك علي حوض النبي يسقي من أحبه؟ فاصبر حتي تأخذ الماء من يده. فرمقه الحسين ببصره و قال له: أتقتلني، أولا تعلم من أنا؟ فقال الشمر: أعرفك حق المعرفة: أمك فاطمة الزهراء، و أبوك علي المرتضي، و جدك محمد المصطفي، و خصمك العلي الأعلي، و أقتلك و لا أبالي. فضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة. ثم حز رأسه، و دفعه الي خولي بن يزيد،


فقال: أحمله الي الأمير ابن سعد. و زينب تنظر الي ذلك.

بحر العلوم، مقتل الحسين حسين عليه السلام، / 453 - 448 ، 447 - 446

و أحاط بالحسين عليه السلام عساكر ابن سعد، و افترقوا عليه بأربع فرق:



فوجهوا نحوه في الحرب أربعة

السيف و النبل و الخطي و الحجرا



و لقد كان يحمل فيهم، فقلب أولهم علي آخرهم، فانكشفوا من بين يديه يدق بعضهم بعضا، فيهزمون منه كأنهم الجراد المنتشر. ثم يرجع الي مركزه، ويقف، و ينظر بطرفه الي مخيمه، و يقول برفيع صوته: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

و قال حميد بن مسلم: جعل يجول الحسين بين الصفوف و شيبته مخضوبة بالدم. و في اعلام الوري: و رشقوه بالسهام حتي صار كالقفنذ، فأحجم عنهم - أي كف عنهم -، كأنه ضعف، فوقفوا بازائه. و في خبر: فخرج اليه تميم بن قحطبة و هو من أمراء الشام في تلك الحالة، قال: يا ابن علي! الي متي الخصومة، و قد قتل أولادك و مواليك، و أنت بعد تضرب بالسيف مع عشرين ألفا. فقال عليه السلام: أنا جئت الي محاربتكم، أم أنتم جئتم الي محاربتي، أنا منعت الطريق عنكم، أم أنتم منعتموه عني، و قد قتلتم اخوتي و أولادي و ليس بينكم و بيني الا السيف. فقال اللعين: فلا تكثر المقال، فتقدم الي حتي أري ما عندك. فصاح الحسين عليه السلام صيحة عظيمة، و سل السيف، و ضرب عنقه، فتبعد خمسين ذراعا، فاضطرب العسكر و صاح يزيد الأبطحي: ويلكم انكم عجزتم عن رجل واحد، و تفرون عنه؟ ثم برز الي الامام، و كان اللعين مشهورا بالشجاعة، فلما رآه العسكر أظهروا البشاشة و أسروا. فصاح عليه السلام به: ألا تعرفني؟ تبرز الي كمن لا خوف له! فلم يجبه اللعين و سل سيفه علي الامام، فسبقه، و ضرب علي وسطه بالسيف فقده نصفين. و كان روحي فداه كما تقدم من أعظم و أكبر شجعان الناس، و لهذا قال فيه الخواجه نصير الدين الطوسي:

«اللهم صل و سلم و زد و بارك علي صاحب الدعوة النبوية: و الصولة الحيدرية، و العصمة الفاطمية، و الحلم الحسنية، و الشجاعة الحسينية» و من الواضح و المعلوم بأن


الحسين عليه السلام ورث الشجاعة من جده رسول الله، ثم ورثها من أبيه أميرالمؤمنين، و لا يبعد أن يقال: ان بعد وقعة كربلاء نسي الناس قتال أميرالمؤمنين و جلادته و شجاعته، و يذكرون الجلادة الحسينية، قال علي بن عيسي الامامي الاربلي في «كشف الغمة»: ان شجاعة الحسين يضرب بها المثل، و صبره في معركة الحرب، أعجز الأواخر و الأوائل، و ثباته اذا دعيت نزال ثبات الجبل، و اقدامه اذا ضاق المجال اقدام الأجل، و مقامه من مقابلة هؤلاء الفجرة الكفرة عادل مقام جده ببدر، فاعتدل، و صبره علي كثرة أعدائه، و قلة أنصاره ماثل صبر أبيه في صفين، و الجمل، كان كالليث المغضب، لا يحمل علي أحد بسيفه الا قتله.

وصف الحجة عجل الله تعالي فرجه، شجاعته، فقال: و بدؤوك بالحرب، فثبت للطعن و الضرب، و طحنت جنود الفجار، و اقتحمت قسطل الغبار، مجالدا بذي الفقار، كأنك علي المختار، فلما رأوك ثابت الجأش، غير خائف و لا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم، و قاتلوك بكيدهم و شرهم، و أمر اللعين جنوده، فمنعوك الماء و ورده، و ناجزوك القتال، و عاجلوك النزال، و رشقوك بالسهام و النبال، و بسطوا اليك أكف الاصطدام، و لم يرعوا لك ذماما، و لا راقبوا فيك أثاما في قتلهم أوليائك، و نهبهم رحالك، و أنت مقدم في الهبوات، و محتمل للأذيات، و قد عجبت من صبرك ملائكة السموات، فأحدقوا بك في كل الجهات، و أثخنوك بالجراح، و حالوا بينك و بين الرواح، و لم يبق لك ناصر، و أنت محتسب صابر، تذب عن نسوتك و أولادك، حتي نكسوك عن جوادك.

قال ابن حجر في الصواعق، و لو لا ما كادوا به من أن عسكر ابن سعد حالوا بينه و بين الماء لم يقدروا عليه، اذ هو الشجاع الذي لا يتحول و لا يزول و مع ذلك لو لا القضاء، و ما به جري القلم، لحصدهم حصد النبل، و أفناهم عن آخرهم.

الزنجاني، وسيلة الدارين، / 313 - 311

و في الأمالي للصدوق: عن الصادق عليه السلام انه قال: قال رسول الله: الخير كله في السيف و تحت ظلل السيف. و لا أظل السيف علي أحد، كما أظل علي الحسين عليه السلام. و في الخبر: و ان


الجنة تحت ظلال الأسنة، و ما أظلت الأسنة علي أحدكما أظلت علي الحسين عليه السلام.

قال أبومخنف في مقتله: ان الحسين عليه السلام بعدما تودع من أهله حمل علي الأعداء، و جعل يضرب فيهم يمينا و شمالا، حتي قتل منهم خلقا كثيرا، فلما نظر الشمر الي ذلك أقبل الي عمر بن سعد، و قال: أيها الأمير! ان هذا الرجل يفنينا عن آخرنا مبارزة. قال: كيف نصنع به؟ قال: نفترق عليه ثلاث فرق: فرقة بالنبال و السهام، و فرقة بالسيوف و الرماح، و فرقة بالنار و الحجارة نعجل عليه. فجعلوا يرشقونه بالسهام، و يطعنونه بالرماح، و يضربونه بالسيوف، حتي أثخنوه بالجراح. و قال السيد في اللهوف: حتي أصابته اثنان و سبعون جراحة.

و في البحار عن الباقر عليه السلام: أصيب الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، و وجد به ثلاثمائة و بضع و عشرون طعنة برمح، و ضربة بسيف، أو رمية بسهم، و فيه أيضا: ثم انه عليه السلام كان لم يزل يقاتل حتي أصابته جراحات عظيمة، قيل: ألف و تسعمائة جراحة و كلها في مقدمه.

في (عين الحياة) للمجلسي قال بمناسبة المقام: و في رواية أصابه أربعة آلاف جراحة من السهام و مائة و ثمانون من السيف و السنان.

و قال في القمقام: لقد أصابته السهام حتي كأنه طائر و عليه الريش [...].

ورد في الزيارة الناحية: السلام علي المقطوع الوتين، و في المجمع: الوتين: عرق يتعلق بالقلب يسقي كل عرق في الانسان اذا قطع مات صاحبه [...].

و قال الصدوق في الأمالي: و رمي الحسين حين ذاك بسهم، فوقع في نحره و خر عن فرسه، فأخذ السهم، فرمي به.

و قال أبومخنف: و اعترضه خولي عليه اللعنة و العذاب بسهم، فوقع في لبته، فأراده صريعا يخور في دمه، فجعل ينزع السهم بيده، و يتلقي الدم بكفيه، و يخضب به لحيته و رأسه الشريف، و يقول: هكذا ألقي جدي و أشكو اليه ما نزل بي.

و في مناقب ابن شاذان، قال رسول الله، كأني أنظر الي الحسين عليه السلام و قد رمي بسهم


في حلقه، فقال: بسم الله و بالله و لا حول و لا قوة الا بالله و هذا قتل [439] في رضي الله و سقط عن فرسه.

و في نفس المهموم: قال حميد بن مسلم: كانت علي الحسين عليه السلام جبة من خز و كان معتما و كان مخضوبا بالوسمة، و سمعته يقول، قبل أن يقتل - و كان راجلا يقاتل علي رجليه. جعل يحمل عليهم، و يقطع من الفارس ما بدأ فيه موضع خلل للضرب، و يشتد علي الخيل، و هو يقول -: أعلي تحاثون؟ و ايم الله اني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم اياي، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون، أما و الله لو قتلتموني لقد ألقي الله بأسكم بينكم، وسفك دمائكم، ثم لا يرضي لكم بذلك حتي يضاعف لكم العذاب الأليم. و قال عليه السلام حين سقوطه علي الأرض: أعلي قتلي تجتمعون؟ أما و الله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله أسخط عليكم لقتله مني.

و في نفس المهموم: فلما رأي شمر بن ذي الجوشن ذلك استدعي الفرسان فصاروا في ظهور الرجال، و أمر الرماة أن يرموه، فرشقوه بالسهام، حتي صار كالقنفذ.

و في القمقام: أقبل عمر بن سعد اللعنة حتي دنا منه، فقال عليه السلام: يا عمر! أنت بنفسك عزمت علي قتلي، أتيت لكي تقتلني. فرجع عمر و نادي: من يأتيني برأس الحسين عليه السلام فله ألف درهم. فنادي شمر بن ذي الجوشن في الناس: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل، اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. فحملوا عليه من كل جانب، فضربه زرعة ابن شريك عليه اللعنة علي كتفه اليسري، و ضرب الحسين عليه السلام زرعة، فصرعه.

و في المنتخب: ان خولي طعنه برمحه، فخرج السنان من ظهره، فسقط الحسين علي وجهه يخور في دمه و يشكو الي ربه.

و قال الطبري: انه حمل عليه سنان بن أنس في تلك الحالة فطعنه بالرمح فوقع، و لقد مكث طويلا من النهار و لو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا، و لكنهم كانوا يتقون قتله، و يحب


هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء. و في خبر: وقع مكبوبا علي الأرض ملطخا بدمه ثلاث ساعات من النهار، رامقا بطرفه الي السماء، و هو يقول: صبرا علي قضائك و بلائك، يا رب لا معبود سواك، يا غياث المستغيثين.

و قال أبومخنف: و خر صريعا مغشيا عليه، فلما أفاق من غشيته، وثب ليقوم للقتال، فلم يقدر، فبكي بكاء شديدا، و نادي: وا جداه! وا محمداه! وا أبتاه! وا علياه! وا أخاه! وا حسناه! وا غربتاه! وا غوثاه! وا قلة ناصراه! أأقتل مظلوما و جدي محمد المصطفي؟ أأذبح عطشانا و أبي علي المرتضي؟ أأترك مهتوكا، و أمي فاطمة الزهرء؟

ثم غشي عليه، و بقي ثلاث ساعات في النهار و القوم في حيرة، لا يدرون أهو حي أم ميت، فقصده رجل من كندة، فضربه علي مفرق رأسه، فشق هامته، فسالت الدماء علي شيبته، وطاحت البيضة من رأسه الأبيض.

و في البحار: ضربه علي عاتقه المقدس، ضربة لوجهه، و جعل ينوء ويكبو، فطعنه سنان بن أنس في ترقوته، ثم انتزع الرمح، و طعنه علي صدره، ثم رماه أيضا سنان بن أنس عليه اللعنة و العذاب بسهم في نحره، فسقط، و جلس قاعدا، فنزع السهم من نحره، و قرن كفيه جميعا، و كلما امتلأتا من دمائه الشريفة خضب بها رأسه و لحيته، و هو يقول: هكذا حتي ألقي الله مخضبا بدمي، مغصوبا علي حقي، فصلوات الله عليه [...].

و قال عليه السلام له: ويحك اذا عرفتني فلم تقتلني. فقال له: أطلب بقتلك الجائزة من يزيد عليه اللعنة. فقال له الحسين: أيما أحب اليك، شفاعة جدي رسول الله أم جائزة يزيد؟ فقال اللعين: دانق من جائزة يزيد، أحب الي منك و من شفاعة جدك و أبيك. فقال عليه السلام له: اذا كان لابد من قتلي، فاسقني شربة من الماء. فقال اللعين: هيهات هيهات، و الله ما تذوق الماء حتي تذوق الموت غصة بعد غصة، و جرعة بعد جرعة. ثم قال اللعين: يا ابن أبي تراب! ألست تزعم أن أباك علي الحوض، يسقي من أحب - اصبر قليلا حتي يسقيك أبوك. فقال عليه السلام: سألتك بالله الا ما كشفت لي عن لثامك لأنظر اليك. قال: فكشف الشمر عليه اللعنة عن لثامه، فاذا هو أبرص أعور له بوز كبوز الكلب، و شعر


كشعر الخنزير، فقال الامام عليه السلام: صدق جدي رسول الله. فقال له الشمر:: و ما قال جدك رسول الله؟ قال عليه السلام: سمعته يقول لأبي: يا علي! يقتل ولدك هذا، أبرص أعور له بوز كبوز الكلب، و شعر كشعر الخنزير، فقال لعنة الله عليه للامام الحسين: يشبهني جدك رسول الله بالكلاب، و الله لأذبحنك من القفا جزا لما شبهني جدك. ثم أكبه علي وجهه، و قال: و كلما قطع منه عضوا، نادي الحسين: وا محمداه! وا علياه! وا حسناه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا عقيلاه! وا عباساه! وا قتيلاه! وا قلة ناصراه! وا غربتاه! فاحتز رأسه، و علاه علي قناة طويلة، فكبر العسكر ثلاث تكبيرات، و تزلزلت الأرض، و أظلم الشرق و الغرب، و أخذت الناس الرجفة و الصواعق، و أمطرت السماء دما عبيطا، و نادي مناد في السماء: قتل و الله الامام، ابن الامام، أخ الامام، أبو الأئمة الحسين عليه السلام.

و لقد أجاد الشاعر، حيث قال:



و يكبرون بأن قتلت و انما

قتلوا بك التكبير و التهليلا



و عن كتاب لسان الذاكرين: قال الشمر اللعين: لما فرقت بين رأسه و جسده الشريف، رأيت شفتيه يتحركان، فلما قربته من أذني، سمعت يقول: الهي شيعتي و محبي. [...]

لما بعث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و دعي الناس الي الاسلام، شجوا جبينه، و أدموا ساقيه، فاتكي علي موضع في جبل حراء أو أبي قبيس، يقال له المتكي: فخرج علي عليه السلام و خديجة (سلام الله عليها) الي طلبه. فجعلت تجول في وادي مكة و تقول: أين رسول الله، أجل هكذا كانت زينب. فانها جالت في وادي كربلاء و هي تنادي: وا أخاه! حين سقوطه عن الفرس، و جز رأسه المبارك.

قال السيد في اللهوف، و الشيخ في الارشاد: لما سقط الحسين الي الأرض خرجت زينب من باب الفسطاط، و هي تنادي: وا أخاه! وا سيداه! وا أهل بيتاه!. ليت السماء أطبقت علي الأرض، و ليت الجبال تدكدكت علي السهل. فنادت عمر بن سعد: ويحك يا عمر! أيقتل أبوعبدالله، و أنت تنظر اليه؟ فلم يجبها عمر بشي ء، فنادت: ويحكم أما


فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد بشي ء.



لم أنس زينب و هي تدعو بينهم

يا قوم ما في جمعكم من مسلم



انا بنات المصطفي و وصيه

و مخدرات بني الحطيم و زمزم



و في أخبار الدول للقرماني الدمشقي: [...] ثم حمل الرجال علي الحسين من كل جانب، و هو يجول فيهم يمينا و شمالا، فضربه زرعة [440] بن شريك عليه اللعنة علي يده اليسري، و ضربه آخر علي عاتقه، و طعنه سنان بن أنس بالرمح، فوقع، فنزل اليه الشمر، فاجتز رأسه، و سلمه الي خولي الأصبحي، ثم انتهبوا سلبه.

الزنجاني، وسيلة الدارين، / 329 - 328 ، 327 - 326 ، 325 - 321

و أورد يوسف بن حاتم الشامي، في مقتل الحسين عليه السلام، من كتاب الدر النظيم: ص 171؛ من المخطوطة ما لفظه:

فلما لم يبق مع الحسين عليه السلام الا ثلاثة رهط من أهل بيته، أقبل علي القوم يدفعهم عن نفسه، و الثلاثة يحمونه حتي قتل الثلاثة، و بقي وحده صلي الله عليه و آله، و قد أثخن بالجراح في رأسه و بدنه، و جعل يضاربهم بسيفه و هم يتفرقون عنه يمينا و شمالا.

فلما رأي ذلك شمر لعنه الله، استدعي الفرسان، فصاروا في ظهر الرجالة، و أمر الرماة أن يرموه، فرشقوه بالسهم حتي صار كالقنفذ، فأحجم عنهم، فوقفوا بازائه، فنادي شمر ابن ذي الجوشن لعنه الله الفرسان و الرجالة، فقال: ويحكم ما تنتظرون بالرجل ثكلتكم أمهاتكم. فحمل عليه من كل جانب، فضربه زرعة بن شريك علي كتفه اليسري، فقطعها، و ضربه آخر منهم علي عاتقه فكبا منها لوجهه، و طعنه سنان بن أنس بالرمح، فصرعه، و بدر اليه خولي بن يزيد الأصبحي فنزل ليحتز رأسه، فأرعد! فقال له شمر: فت الله في عضدك، ما لك ترعد؟ و نزل اليه شمر فذبحه، ثم دفع رأسه الي خولي بن يزيد.

المحمودي، العبرات، 117 / 2


و رواه أيضا الحافظ ابن عساكر، في ترجمة الحجاج من تاريخ دمشق كما في المصورة الأردنية منه: ج 10، ص 101، قال:

أخبرنا أبوبكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبوصالح أحمد بن عبدالملك أنبأنا أبوالحسن [علي بن محمد المعروف ب] ابن السقاء، و أبومحمد بن بالويه [عبدالرحمان بن محمد] قالا: أنبأنا أبوالعباس الأصم. قال: سمعت عياش بن محمد يقول: حدثنا الأسود بن عامر، أنبأنا شريك، عن ابن عمير - يعني عبدالملك بن عمير - قال:

قال الحجاج يوما: من كان له بلاء فليقم لنعطيه علي بلائه. فقام رجل فقال: أعطني علي بلائي. قال: و ما بلاؤك؟ قال: قتلت الحسين. قال: و كيف قتلته؟ قال: دسرته بالرمح دسرا، و هبرته بالسيف هبرا و ما أشركت معي في قتله أحدا! قال: أما انك و اياه لن تجتمعا في مكان واحد. و قال له: اخرج. قال [عبدالملك بن عمير]: و أحسبه لم يعطه شيئا.

المحمودي، العبرات، 134 / 2



پاورقي

[1] [زاد في أنساب الأشراف: «ويلکم»].

[2] [من هنا حکاه عنه في العبرات، 117 / 2 [.

[3] [أنساب الأشراف: «لا يجتمعان»].

[4] [لم يرد في العبرات].

[5] [لم يرد في العبرات].

[6] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[7] [في نفس المهموم و العبرات: «خولي»].

[8] [في نفس المهموم و العبرات: «خولي»].

[9] در اين هنگام، مردي از قوم، تيري بر آن حضرت زد که بر دوش او فروشد و حسين عليه‏السلام (همه مواردي که به صورت عليه‏السلام نوشته‏ام از متن چاپي کتاب آمده است. م) آن را از شانه خود بيرون کشيد. زرعة بن شريک تميمي شمشيري بر آن حضرت فرود آورد که امام دست خود را سپر قرار داد و شمشير بر دستش فرود آمد. سنان بن اوس نخعي با نيزه حمله کرد و نيزه زد و حضرت درافتاد.

خولي بن يزيد اصبحي از اسب پياده شد که سر آن حضرت را جدا کند، دستش لرزيد و نتوانست. برادرش شبل بن يزيد پياده شد و سر امام حسين عليه‏السلام را بريد و به برادرش خولي داد.

دامغاني، ترجمه اخبار الطوال، / 305 - 304.

[10] سپس بر آنان حمله برد و مردمي بسيار از ايشان کشت و تيري به او رسيد و در گودي گلويش فرورفت و از پشت سرش بيرون آمد. پس افتاد و سپاه تاختند و سرش را از بدن جدا کردند.

آيتي، ترجمه‏ي تاريخ يعقوبي، 182 / 2.

[11] [في الأمالي و تهذيب الکمال و تهذيب التهذيب: «ثم خرج»].

[12] [في السير مکانه: «ثم قاتل...»].

[13] [السير: «مذحجي»].

[14] [السير: «مذحجي»].

[15] [تهذيب التهذيب: «و جز»].

[16] [العبرات: «انذعروا»].

[17] [لم يرد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[18] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «فيه»].

[19] [العبرات: «قرطيها»].

[20] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم و المعالي و وسيلة الدارين].

[21] [المعالي: «يقتل»].

[22] [في نفس المهموم و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «تنظرون»].

[23] [العبرات: «فحملوا»].

[24] [لم يرد في نفس المهموم].

[25] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «و في نسخة: فقطعها، و لعل هذا هو الأصح لقرينة فقطعها. قال: و ضربه آخر منهم علي عاتقه المقدس بالسيف ضربة کبا منها لوجهه»].

[26] [لم يرد في نفس المهموم].

[27] [العبرات: «انصرفوا عنه»].

[28] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «و في نسخة: فقطعها، و لعل هذا هو الأصح لقرينة فقطعها. قال: و ضربه آخر منهم علي عاتقه المقدس بالسيف ضربة کبا منها لوجهه»].

[29] [في العبرات: «فصرعه»، و الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[30] و با شمشير برفت و بجنگيد تا کشته شد، صلوات الله عليه.

گويد: يکي از مردم مذحج او را کشت و شرش را بريد.

حجاج بن عبدالله بن عمار گويد: عبدالله بن عمار را از اينکه در اثناي کشته شدن حسين حضور داشته بود ملامت کردند که گفت: «مرا بر بني‏هاشم منتي هست.»

گفتم: «منت تو بر آنها چيست؟»

گفت: «با نيزه به حسين حمله بردم و نزديک او رسيدم به خدا اگر خواسته بودم فرو کرده بودم؛ اما بازآمدم؛ نه چندان دور و با خويش گفتم: چرا منش بکشم؟ ديگري او را مي‏کشد.»

گويد: آن گاه پيادگان از راست و چپ به وي حمله بردند و او به راستيها حمله برد تا پراکنده شدند و به چپيها نيز تا پراکنده شدند. پوشش خز به تنش بود و عمامه داشت.

گويد: به خدا هرگز شکسته‏اي را نديده بودم که فرزند و کسان و يارانش کشته شده باشند و چون او محکم دل و آرام خاطر باشد و دلير به پيشروي. به خدا پيش از او و پس از او کسي را همانندش نديدم. وقتي حمله مي‏برد، پيادگان از راست و چپ او چون بزغالگان از حمله‏ي گرگ، فراري مي‏شدند.

گويد: به خدا در اين حال بود که زينب، دختر فاطمه به طرف وي آمد. گويي گوشوارش را مي‏بينم که ما بين گوشها و شانه‏اش در حرکت بود و مي‏گفت: «کاش آسمان به زمين مي‏افتاد!»

در اين وقت، عمر بن سعد نزديک حسين رسيد. زينب بدو گفت: «اي عمر! پسر سعد، ابوعبدالله را مي‏کشند و تو نگاه مي‏کني!»

گويد: گويي اشکهاي عمر را مي‏بينم که بر دو گونه و ريشش روان بود.

گويد: «و روي از زينب بگردانيد.» [...]

گويد: آن گاه شمر ميان کسان بانگ زد که واي شما! منتظر چه هستيد؟ مادرهايتان عزادارتان شود، بکشيدش!

گويد: پس، از هر سو به او حمله بردند. ضربتي به کف دست چپ او زدند. اين ضربت را زرعة بن شريک تميمي زد. ضربتي نيز به شانه‏اش زدند. سپس برفتند و او سنگين شده بود و در کار افتادن بود.

گويد: در اين حال سنان بن انس نخعي حمله برد و نيزه در او فروبرد که بيفتاد و به خولي بن يزيد اصبحي گفت: «سرش را جدا کن!»

مي‏خواست بکند؛ اما ضعف آورد و بلرزيد و سنان بن انس بدو گفت: «خدا بازوهايت را بشکند و دستانت را جدا کند.»

پس فرود آمد و سرش را ببريد و جدا کرد و به خولي بن يزيد داد. پيش از آن، ضربتهاي شمشير مکرر خورده بود.

گويد: در آن وقت هر کس به حسين نزديک مي‏شد، سنان بن انس بدو حمله مي‏برد که بيم داشت سر از دست وي برود؛ تا وقتي که سر را برگرفت و آن را به خولي سپرد.

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 3062 - 3059 ، 2974 / 7.

[31] ليس في د.

[32] ليس في د.

[33] في د: لأصحابه.

[34] ليس في د.

[35] في د: و ضربه.

[36] من الطبري و ابن‏الأثير 39 / 4، و في النسخ: المزني.

[37] في النسخ: امتلتا.

[38] في د و بر: أمي، و في الترجمة: جدي.

[39] زيد في بر: مخضب، و زيد في د: مخضبا.

[40] في النسخ: عمرو.

[41] في بر علي هذه العبارة خط القطع و بدلها: «فأراد أن يذبحه».

[42] في بر علي هذه العبارة خط القطع و بدلها: «فأراد أن يذبحه».

[43] في د: و.

[44] في د: مغرم.

[45] ليس في د.

[46] في د: تکلما.

[47] في النسخ: عمرو.

[48] من د.

[49] [حکاه عنه في العبرات].

[50] [العبرات: «کتفه»].

[51] [في البحار: «و احتز» و في العوالم و الأسرار: «و اجتز»].

[52] [لم يرد في البحار و العوالم و الأسرار].

[53] [حکاه عنه في العبرات].

[54] [لم يرد في البحار و العوالم و الأسرار].

[55] روايت شده که امام حسين عليه‏السلام در روز عاشورا هزار و هشتصد نفر جنگجو را به دست خود به جهنم فرستاد و آنان را براي مبارزه، دعوت مي‏کرد. ابتدا يک نفر (يک نفر براي جنگ با آن حضرت) مي‏آمدند، بعد از آن ده نفر (ده نفر)، براي سومين بار صد نفر (صد نفر) به جنگ يک تن واحد مي‏آمدند. براي آخرين بار کليه‏ي آن لشکر با آن کثرتي که داشتند به دور آن حضرت اجتماع کردند و آن بزرگوار را از جلو، عقب، يمين و يسار احاطه کردند.

نجفي، ترجمه‏ي اثبات الوصيه، / 311.

[56] [في المطبوع: «ذرعة»].

[57] [العبرات: «فسقط»].

[58] حسين عليه‏السلام نيز شروع به جنگ کرد، و در آن وقت، فرزندش علي و برادران و برادر زادگان و عمو زادگانش همگي کشته شده بودند و هيچ يک از آنها باقي نمانده بود. در اين وقت زرعة بن شريک بدان حضرت حمله کرد و شمشيري به شانه‏ي چپ آن حضرت زد که آن بزرگوار از اسب به زمين افتاد (و چند تن مرد ناپاک به نامهاي): زياد بن عبدالرحمان جعفي و قثعم و صالح بن وهب يزني و خولي بن يزيد در قتل آن حضرت شرکت جستند. در آخر کار نيز سنان بن انس نخعي از اسب خود فرود آمد و سر مقدسش را از بدن جدا کرد. درود خدا بر آن حضرت باد!

و برخي گفته‏اند: کسي که آن حضرت را به شهادت رسانيد، شمر بن ذي الجوشن ضبابي - لعنه الله - بود.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي مقاتل الطالبيين، / 121.

[59] [من هنا حکاه عنه في مجمع الزوائد].

[60] [مجمع الزوائد: أبي أنس»].

[61] [العبرات: «جثا»].

[62] [أضاف في مجمع الزوائد: «رواه الطبراني و رجاله ثقات»].

[63] هکذا صححناه، و في الأصل: فصاح بينهم.

[64] أبوالسابغة شمر بن شرحبيل بن قرط الضبابي الکلابي، قتله أبوعمرة بن أصحاب المختار قرب قربة الکلنانية بخوزستان سنة 66 ه.

[65] [من هنا حکاه عنه في المعالي].

[66] [لم يرد في المعالي].

[67] [الأنوار النعمانية: «و هو يقول»].

[68] [لم يرد في المعالي].

[69] [من هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة و العبرات].

[70] [لم يرد في الأنوار النعمانية، و في المعالي: «ما تنتظرون به»].

[71] [المعالي: لأحتز»].

[72] حسين به راست و چپ نگريست و کسي را نديد. سر به آسمان برداشت، فرمود: «خدايا! مي‏بيني با پيغمبر زاده‏ات چه مي‏کنند؟»

بنوکلاب راه فرات را بر او بستند و تيري به گلوگاهش رسيد و از اسبش به زمين افتاد و تير را برآورد و به دور انداخت و کف زير خون گرفت و چون پر شد، سر و ريش با آن آلوده کرد و مي‏گفت: «من خدا را ستم ديده و خون آلود بر خورم.»

و به گونه‏ي چپ روي خاک افتاد و دشمن خدا سنان ايادي و شمر بن ذي الجوشن عامري با جمعي از شاميان آمدند و بالاي سر او ايستادند و به يکديگر گفتند: «چه انتظاري داريد؟ اين مرد را راحت کنيد!»

سنان بن انس ايادي فرود آمد و ريش حسين را گرفت و با شمشير به گلويش مي‏زد و مي‏گفت: «به خدا من سر تو را جدا مي‏کنم و مي‏دانم که تو زاده‏ي رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم و بهترين مردمي از جهت پدر و مادر.»

کمره‏اي، ترجمه‏ي امالي، / 163.

[73] [أعيان الشيعة: «و حمل الناس عليه عن يمينه و شماله، فحمل علي الذين عن يمينه، فتفرقوا، ثم حمل علي الذين عن يساره فتفرقوا. قال بعض الرواة»].

[74] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[75] [أعيان الشيعة: «و حمل الناس عليه عن يمينه و شماله، فحمل علي الذين عن يمينه، فتفرقوا، ثم حمل علي الذين عن يساره فتفرقوا. قال بعض الرواة»].

[76] [في اعلان الوري: «اذ» و في أعيان الشيعة: «و لا أجرأ مقدما منه، و الله ما رأيت قبله و لا بعده مثله و ان»].

[77] [اعلام الوري: «فيکشفهم»].

[78] [اعلام الوري: «اشتدت»].

[79] [في اعلام الوري: «عليها» و في نفس المهموم: «فيه»].

[80] [أضاف في أعيان الشيعة: «و لقد کان يحمل فيهم، و قد تکملوا ثلاثين ألفا، فينهزمون من بين يديه کأنهم الجراد المنتشر، ثم يرجع الي مرکزه و هو يقول: لا حول و لا قوة الا بالله»].

[81] [لم يرد في اعلام الوري].

[82] [لم يرد في اعلام الوري].

[83] [اعلام الوري: «منهم»].

[84] [الي هنا حکاه في أعيان الشيعة].

[85] [حکاه عنه في العبرات، 115 / 2 [.

[86] [اعلام الوري: «و نادي شمر»].

[87] [نفس المهموم: «ما»].

[88] [حکاه عنه في العبرات، 115 / 2 [.

[89] [لم يرد في نفس المهموم].

[90] [اعلام الوري: «و نادي شمر»].

[91] [اعلام الوري: «فحمل»].

[92] [لم يرد في نفس المهموم].

[93] [نفس المهموم: «کفه»].

[94] [لم يرد في اعلام الوري].

[95] [لم يرد في اعلام الوري].

[96] [لم يرد في نفس المهموم].

[97] [لم يرد في نفس المهموم].

[98] [في ط علمية: «ليجتز»].

[99] [الي هنا حکاه في نفس المهموم].

[100] [في ط علمية: «دفع»].

[101] تنها ماند. و زخمهاي گران که بر سر و بدنش رسيده بود، او را سنگين کرده بود. پس با شمشير، آن بي‏شرمان را مي‏زد و آنان را از برابر شمشيرش به راست و چپ پراکنده مي‏شدند. حميد بن مسلم گويد: «به خدا، مرد گرفتار و مغلوبي را هرگز نديدم که فرزندان و خاندان و يارانش کشته شده باشند و دلدارتر و پابرجاتر از آن برزگوار باشد؛ چون پيادگان بر او حمله مي‏افکندند، او با شمشير بدانان حمله مي‏کرد و آنان از راست و چپش مي‏گريختند؛ چنانچه گله‏ي گوسفندي از برابر گرگي فرار کنند. شمر بن ذي الجوشن که چنان ديد، سوارگان را پيش خواند و آنان در پشت پيادگان قرار گرفتند. سپس بر تيراندازان دستور داد او را تيرباران کنند. پس تيرها را به سوي آن مظلوم رها کردند (آن قدر تير بر بدن شريفش نشست) که مانند خارپشت شد. پس آن حضرت از جنگ با آن بي‏شرمان بازايستاد و مردم در برابرش صف زدند. خواهرش زينب به در خيمه آمد و رو به عمر بن سعد بن ابي‏وقاص کرد و فرياد زد: «واي بر تو اي عمر! آيا ابوعبدالله را مي‏کشند و تو نگاه مي‏کني؟»

عمر پاسخ زينب را نگفت. زينب فرياد زد «واي بر شما! آيا يک مسلمان ميان شما مردم نيست؟»

کسي پاسخش را نداد. شمر بن ذي الجوشن به سوارگان و پيادگان فرياد زد: «واي بر شما! درباره‏ي اين مرد چشم به راه چه هستيد؟ مادرانتان در عزاي شما بگريند؟»

پس آن فرومايگان از هر سو به آن حضرت حمله‏ور شدند. زرعه بن شريک ضربتي به شانه‏ي چپ آن بزرگوار زد و آن را جدا کرد. و ديگري ضربت به گردنش زد و حضرت به رو در افتاد. سنان بن انس نيزه به او زد و او را به خاک افکند. خولي بن يزيد اصبحي پيش دويد. از اسب به زير آمد که سر آن بزرگوار را جدا کند. لرزه بر اندامش افتاد. شمر گفت: «خدا بازويت را از هم جدا کند. چرا مي‏لرزي؟»

و خود آن سنگدل پياده شد، سر حضرت را بريد. آن گاه سر مقدس را به خولي سپرد و گفت: «نزد امير عمر بن سعد ببر!»

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 117 - 115 / 2.

[102] کذا في مط و الطبري (364: 7)، مکثورا. و في هوامش الطبري: مکسورا. و المکثور: المغلوب باکثرة.

[103] في مط: أحري مقدما. و الضبط في الطبري: مقدما. و في الأصل يشبه أن يکون: مقدما.

[104] ما بين [] ساقط من الأصل، فأثبتناه کما في مط.

[105] [في المطبوع: «ليشد»].

[106] [في المطبوع: «فينکشف»].

[107] [في المطبوع: «ذرعة»].

[108] [عن ط أمير - قم].

[109] [عن ط أمير - قم].

[110] [في المطبوع: «فتب الله»].

[111] [حکاه في البحار 56 / 45 و العوالم 300 - 299 / 17 و الأسرار، / 426 [.

[112] [لم يرد في البحار و العوالم و الأسرار].

[113] [أضاف في البحار و العوالم و الأسرار: «و کان أبرص»].

[114] [في البحار و العوالم و الأسرار: «دم»].

[115] [لم يرد في البحار و العوالم و الأسرار].

[116] [لم يرد في البحار و العوالم و الأسرار].

[117] [في البحار و العوالم و الأسرار: «فاجتز»].

[118] [لم يرد في البحار و العوالم و الأسرار].

[119] [لم يرد في البحار و العوالم و الأسرار].

[120] [حکاه في البحار 56 / 45 و العوالم 300 - 299 / 17 و الأسرار، / 426 [.

[121] [أضاف في تسلية المجالس: «و أنصاره»].

[122] [لم يرد في تسلية المجالس].

[123] [لم يرد في تسلية المجالس].

[124] [لم يرد في تسلية المجالس].

[125] [لم يرد في تسلية المجالس].

[126] [في البحار و العوالم: «شريک بن عمير»].

[127] [في المطبوع: «أبي‏عمير»].

[128] [في البحار و العوالم: «شريک بن عمير»].

[129] [أضاف في البحار و العوالم: «في مقتله»].

[130] [في البحار و العوالم: «أبدا»].

[131] [في البحار و العوالم: «أبدا»].

[132] [في کفاية الطالب مکانه: «و أخبرنا العلامة محمد بن هبة الله بن مميل، أخبرنا الامام الحافظ أحمد ابن علي الخطيب...»].

[133] کفاية الطالب: «الحسن»].

[134] [کفاية الطالب: «شبيب»].

[135] [کفاية الطالب: «الحسن»].

[136] [کفاية الطالب: «امتلأ»].

[137] [في المختصر و کفاية الطالب و العبرات: «فنفخ»].

[138] [أضاف في کفاية الطالب: «قلت: رواه محدث الشام عن محدث العراق في کتابيهما»].

[139] [أضاف في تهذيب الکمال: «و روي له الجماعة»].

[140] [في المطبوع: «ياسهاما»].

[141] [في المطبوع: «ياسهاما»].

[142] [في المطبوع: «أبوالحنوق»].

[143] [في المطبوع: «قتيل»].

[144] [و في نهاية الارب مکانه: «و قال: و دنا عمر بن سعد من الحسين، فخرجت زينب بنت علي أخت الحسين فقالت...»].

[145] [نهاية الارب: «فجعلت دموع عمر تسيل»].

[146] [نهاية الارب: «فجعلت دموع عمر تسيل»].

[147] [لم يرد في نهاية الارب].

[148] [لم يرد في نهاية الارب].

[149] [لم يرد في نهاية الارب].

[150] [أضاف في نهاية الارب: «و أبان يدک»].

[151] [نهاية الارب: «و أخذ»].

[152] مردم (لشکريان مهاجم) بر او از يمين و شمال حمله کردند. او از طرف يمين حمله کرد و آنها را شکست داد و پراکنده نمود. بعد برگشت و از شمال حمله کرد. آنها منهزم شدند.

هيچ کس مانند او ديده نشده [است] که فرزند و اهل بيت و ياران او همه کشته شده باشند و او بدان متانت و ثبات و بردباري و شجاعت باشد. هيچ کس به اندازه‏ي او قوي قلب و حاضر الذهن و دلير نبود. هيچ کس مانند او جسور و شجاع و مهاجم و پيشرو نبود. رجاله از چپ و راست شکست خورده از حمله او مي‏گريختند. آنها مانند گله‏هاي بز که از گرگ مي‏ترسيدند، تن به فرار مي‏دادند. او در آن حال بود، ناگاه زينب از خيمه خارج شد و گفت: «اي کاش آسمان بر زمين فرود مي‏آمد.»

عمر بن سعد هم نزديک شده بود. زينب گفت: اي عمر! ابوعبدالله کشته مي‏شود و تو او را بدين حال نگاه مي‏کني؟»

اشک او جاري شد تا بر ريش وي چکيد. آن گاه روي خود را از او برگردانيد. [...]

ناگاه شمر ميان مردم ندا داد: «واي بر شما! چه انتظار داريد؟ از اين مرد چه انتظار داريد؟ او را بکشيد. مادرهاي شما به عزاي شما بنشينند.»

آن گاه از هر طرف بر او حمله کردند. زرعة بن شريک تميمي ضربتي به دست چپ او و زد و باز ضربت ديگري بر شانه او نواخت. آن گاه افتاد و برخاست و باز مکرر افتاد و برخاست. سنان بن انس نخعي بر او حمله کرد و نيزه را به تن او فروبرد که افتاد. به خولي بن يزيد اصحبحي گفت: «سر او را ببر.» او خواست سرش را ببرد که دچار لرز گرديد. سنان به او گفت: «خداوند بازوي تو را خرد کند.»

آن گاه خود پياده شد و سرش را بريد و به خولي داد.

خليلي، ترجمه‏ي کامل، 190 - 189 / 5.

[153] [الي هنا حکاه عنه في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه، 314 - 313 / 1 [.

[154] البب: موضع القلادة من الصدر.

[155] أي غير متغير، مجمع.

[156] [کشف الغمة: «الجراح و توالت عليه»].

[157] [کشف الغمة: «الجراح و توالت عليه»].

[158] [في نفس المهموم و المعالي و وسيلة الدارين مکانه: «قال عمر بن سعد لأصحابه...»].

[159] [في نفس المهموم و المعالي: «و حزوا»].

[160] [في کشف الغمة: «خرشنة الصبابي» و نفس المهموم و المعالي و وسيلة الدارين: «خرشة الضبابي»].

[161] [في کشف الغمة: «خرشنة الصبابي» و نفس المهموم و المعالي و وسيلة الدارين: «خرشة الضبابي»].

[162] [کشف الغمة: «ويلک»].

[163] [في نفس المهموم و المعالي: «فاحتز»].

[164] المکثور: المغلوب في الکثرة.

[165] و راويان احوال ايشان، حميد مسلم کندي که از لشکر ملاعين بود و زينب خواهر حسين عليه‏السلام و علي زين‏العابدين عليه‏السلام اند و حميد از جمله‏ي نيک مردان بود؛ ليکن او را به اکراه و اجبار آن جا حاضر کرده بودند.

حميد گويد که حسين عليه‏السلام به هر جانب که حمله کردي، اگر ده هزار بودي، اگر بيست هزار بودي، چنان که گوسفندان از شير رمند، مي‏رميدند و هيچ کس را زهره‏ي آن نبود که در مقابل او بايستد، چون چنان ديدند، منادي کردند که اي شيران عرب، و اي پهلوانان! آخر نه يک مرد است؟ چندين زخم خورده، شرم از خود و مردي خود نداريد؟ جمله به يک بار تيرباران و سنگ باران کنيد!»

لشکر به يک بار روي به امام حسين عليه‏السلام نهاد.

حميد گويد: سيصد و شصت تير و شمشير و نيزه بر تن امام حسين عليه‏السلام آمد و خون از تن او روان شده بود؛ چون خون بسيار رفته بود و خون در تن او نمانده بود، سست شد و غش کرد، ساعتي بر نيزه تکيه کرده بود. خلق گرد او درآمدند. زرعة بن شريک درآمد و شمشير بر دست راست امام زد، و سنان بن انس نيزه بزد و امام را بينداخت. خولي بن يزيد فرود آمد تا سر مبارکش ببرد. دستش بلرزيد. شمر فرود آمد و سر مبارکش از تن جدا کرد و به خولي داد و گفت: «احمله الي الأمير عمر بن سعد.»

حميد گفت که به شجاعت حسين ديگر مرد نبود؛ زيرا که چندين ياران و اقربا را کشته بديد و قوت شجاعت او بر جاي بود و چندان شوکت و مردي بنمود که هزار مرد نکند.

شمر لعين سر مبارک از جانب قفا بريد و به خولي داد. چون عمر سعد بديد، بترسيد و رنگ رويش بگرديد و لشکر که حاضر بود، جمله دستها بر روي نهادند؛ مگر جمعي خاص؛ به آخر گفتند: «چه فايده که قضا برفت.»

عماد الدين طبري، کامل بهائي، 287 - 286 / 2.

[166] [البحار، 319 / 98: «أهل الکساء»].

[167] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[168] [البحار، 319 / 98: «المضام»].

[169] [البحار، 319 / 98: «المنحور»].

[170] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[171] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[172] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[173] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[174] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[175] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[176] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[177] [البحار، 321 / 98: «الايعاز لهم»].

[178] [البحار، 321 / 98: «الايعاز لهم»].

[179] [لم يرد في البحار، 319 / 98 [.

[180] [حکاه في المعالي، 33 - 32 / 2 [.

[181] [في البحار، 321 / 98 و المعالي: «وبدؤوک»].

[182] [في البحار، 321 / 98 و المعالي: «طحنت»].

[183] [في البحار، 321 / 98 و المعالي: «الفجار»].

[184] [لم يرد في البحار، 319 / 98 و المعالي].

[185] [لم يرد في البحار، 319 / 98 و المعالي].

[186] [في البحار، 321 / 98 و المعالي: «و أمر اللعين»].

[187] [في البحار، 321 / 98 و المعالي: «و أمر اللعين»].

[188] [اضاف في البحار، 322 / 98 و المعالي: «و النبال»].

[189] [في البحار، 322 / 98 و المعالي: «أکف الاصطلام»].

[190] [في البحار، 322 / 98 و المعالي: «أکف الاصطلام»].

[191] [في البحار، 322 / 98 و العمالي: «ذماما»].

[192] [في البحار، 322 / 98 و المعالي: «أثاما»].

[193] [في البحار و المعالي: «للأذيات»].

[194] [في البحار،، 322 / 98 و المعالي: «الرواح»].

[195] [في البحار،، 322 / 98 و المعالي: «الرواح»].

[196] [في البحار، 322 / 98: «نسوتک»]

[197] [أضاف في البحار، 322 / 98 و المعالي: «حتي نکسوک عن جوادک»].

[198] [حکاه في المعالي، 33 - 32 / 2 [.

[199] [البحار، 322 / 98: «جريحا»].

[200] [البحار، 322 / 98: «جريحا»].

[201] [البحار، 322 / 98: «أو»].

[202] [البحار، 322 / 98: «خفيا الي رحلک و بيتک»].

[203] [البحار، 322 / 98: «خفيا الي رحلک و بيتک»].

[204] [في البحار، 322 / 98: «أهاليک»].

[205] [البحار، 322 / 98: «الي» و في البحار، 240 / 98: «و الي»].

[206] [البحار، 322 / 98: «الي» و في البحار، 240 / 98: «و الي»].

[207] [البحار، 322 / 98: «و نظرن»].

[208] [البحار، 322 / 98: «عليه ملويا»].

[209] [البحار، 322 / 98: «ناشرات الشعور، علي الخدود لاطمات الوجوه»].

[210] [البحار، 322 / 98: «ناشرات الشعور، علي الخدود لاطمات الوجوه»].

[211] [حکاه في نفس المهموم، / 375 و المعالي، 52 / 2 و وسيلة الدارين، / 332 [.

[212] [في البحار، 322 / 98 و نفس المهموم و المعالي و وسيلة الدارين: «و الشمر»].

[213] [في البحار، 322 / 98 و نفس المهموم و المعالي: «علي نحرک»].

[214] [في البحار، 322 / 98 و نفس المهموم و المعالي وسيلة الدارين: «و خفيت»].

[215] [في البحار، 322 / 98 و نفس المهموم و المعالي وسيلة الدارين: «و رفع»].

[216] [حکاه في نفس المهموم، / 375 و المعالي، 52 / 2 و وسيلة الدارين، / 332 [.

[217] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[218] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[219] [في البحار و العوالم و نفس المهموم و المعالي و وسيلة الدارين: «المزني» و في الامام حسين عليه‏السلام و أصحابه: «اليزني»].

[220] [لم يرد في البحار و العوالم].

[221] [زاد في المعالي و وسيلة الدارين: «و في سبيل الله»].

[222] [لم يرد في البحار و العوالم].

[223] [المعالي: «و لما سقط الحسين عليه‏السلام علي الأرض»].

[224] [زاد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «الي القتال راجلا»].

[225] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[226] [المعالي: «و لما سقط الحسين عليه‏السلام علي الأرض»].

[227] [المعالي: فنادت عمر بن سعد بن أبي‏وقاص: ويحک يا عمر! أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟ فلم يجبها عمر بشي‏ء، فنادت: ويحکم! ما فيکم مسلم؟ فلم يجبها أحد بشي‏ء»].

[228] [لم يرد في البحار و العوالم].

[229] [لم يرد في نفس المهموم].

[230] [لم يرد في البحار و العوالم].

[231] [المعالي: فنادت عمر بن سعد بن أبي‏وقاص: ويحک يا عمر! أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه؟ فلم يجبها عمر بشي‏ء، فنادت: ويحکم! ما فيکم مسلم؟ فلم يجبها أحد بشي‏ء»].

[232] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «ثم أشرع»].

[233] [في البحار و العوالم و الأسرار و المعالي: «و ضربه»].

[234] [لم يرد في المعالي].

[235] [الأسرار: «کب»].

[236] [في البحار و العوالم و المعالي: «ويکبو»].

[237] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «ثم أشرع»].

[238] [زاد في البحار و العوالم و الأسرار و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه:«السهم»].

[239] [زاد في البحار و العوالم و المعالي: «حتي»].

[240] [لم يرد في المعالي].

[241] [لم يرد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[242] [لم يرد في المعالي].

[243] [في البحار و العوالم و الأسرار: «ليجتز»].

[244] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[245] [من هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة].

[246] [لم يرد في البحار و العوالم].

[247] [لم يرد في نفس المهموم].

[248] [المعالي: «و صنع ما صنع الي أن اجتز»].

[249] [في البحار و العوالم: «فضربه»].

[250] [نفس المهموم: «لأحتز»].

[251] [لم يرد في الأسرار].

[252] [لم يرد في الأسرار].

[253] [نفس المهموم: «احتز»].

[254] [المعالي: «و صنع ما صنع الي أن اجتز»].

[255] [الأسرار: «الشريف»].

[256] [لم يرد في الأسرار و وسيلة الدارين].

[257] [أضاف في المعالي: «و في رواية قتله عبيدالله بن زياد»].

[258] [لم يرد في الأسرار و وسيلة الدارين].

[259] [لم يرد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[260] [من هنا حکاه عنه في مدينة المعاجز و مثله في أعيان الشيعة و اللواعج].

[261] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و أعيان الشيعة و اللواعج و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «لواقف»].

[262] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و أعيان الشيعة و اللواعج و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «لواقف»].

[263] [زاد في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «في عسکره»].

[264] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «قد قتل الحسين، فبرزت بين الصفين»].

[265] [لم يرد في أعيان الشيعة و اللواعج].

[266] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «قد قتل الحسين، فبرزت بين الصفين»].

[267] [وسيلة الدارين: «و رأيت بأنه يجود»].

[268] [وسيلة الدارين: «و رأيت بأنه يجود»].

[269] [لم يرد في الدمعة الساکبة و الأسرار و أعيان الشيعة و اللواعج، و في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «أحسن منه»].

[270] [في أعيان الشيعة: «مخضبا» و في وسيلة الدارين: «مخضما»].

[271] [في البحار و العوالم و الأسرار و نفس المهموم وسيلة الدارين: «هيبته» و في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «هيئته أو هيبته کما في بعض النسخ»].

[272] [وسيلة الدارين: «المفکرة»].

[273] [وسيلة الدارين: «فاستقي»].

[274] [في البحار و العوالم و الأسرار: «الحالة»].

[275] [لم يرد في الأسرار].

[276] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و أعيان الشيعة و اللواعج: «أنا أرد الحامية فأشرب من حميمها؟»].

[277] [وسيلة الدارين: «هذا»].

[278] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و أعيان الشيعة و اللواعج: «أنا أرد الحامية فأشرب من حميمها؟»].

[279] [أضاف في أعيان الشيعة و اللواعج: «لا و الله»].

[280] [المعالي: «عنده»].

[281] [في البحار و العوالم و الأسرار: «ما رکبتم»].

[282] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[283] [الي هنا حکاه في أعيان الشيعة و اللواعج].

[284] [في نفس المهموم و المعالي و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه و وسيلة الدارين: «فاحتزوا»].

[285] [في الأسرار و وسيلة الدارين: «رحمهم»].

[286] راوي گفت: چون حسين عليه‏السلام در اثر زيادي زخم از پاي درآمد و بدنش از زيادي تير همچون خارپشت شد، صالح بن وهب مري چنان نيزه‏اي بر پهلويش زد که از اسب روي زمين افتاد و گونه‏ي راستش روي خاک قرار گرفت و مي‏گفت «به نام خدا و به ياري خدا و به دين رسول خدا.»

سپس از روي خاک برخاست.

راوي گفت: زينب از در خيمه‏ها بيرون شد و صدا مي‏زد: «اي واي، برادرم! اي واي آقايم! اي واي خانواده‏ام! اي کاش آسمان بر زمين فرومي‏ريخت! و اي کاش کوهها به بيابانها پاشيده مي‏شد.»

راوي گفت: شمر به اطرافيانش بانگ زد: «درباره‏ي اين مرد منتظر چه هستيد؟»

راوي گفت: با صدور اين فرمان يک حمله‏ي همه جانبه کردند و زرعة بن شريک با شمشير بر شانه‏ي چپ حضرت زد که حسين با شمشير خود زرعه را از پاي درآورد و ديگري با شمشير بر دوش مقدسش آن چنان زد که به رو به زمين افتاد. ديگر حسين خسته شده بود. مي‏خواست برخيزد؛ ولي به رو مي‏افتاد. اين هنگام سنان بن انس نخعي نيزه‏اش را به گودي گلوي حضرت فروبرد و سپس نيزه را بيرون کشيد و بر استخوانهاي سينه‏اش کوبيد و سپس سنان تيري هم رها کرد و تير بر گلوي حضرت نشست.

حضرت به روي زمين افتاد. برخاست و به روي زمين نشست و تير را از گلويش بيرون آورد و هر دو کف دست به زير خون گرفت. همين که کفهايش پر از خون شد، سر و صورت خود را رنگين کرد و مي‏گفت: «با همين حال که به خونم آغشته‏ام و حقم را غصب کرده‏اند، خداوند را ملاقات خواهم کرد.»

عمر بن سعد به مردي که در سمت راستش ايستاده بود، گفت: «واي بر تو! فرود آي و حسين را راحت کن.»

راوي گفت: خولي بن يزيد اصبحي پيش دستي کرد که سر حضرت را ببرد، لرزه بر اندامش افتاد. پس سنان بن أنس نخعي از اسب فرود آمد و شمشير بر گلوي حضرت زد و مي‏گفت: «به خدا قسم که من سر تو را از بدن جدا خواهم ساخت و مي‏دانم که تو پسر رسول خدايي و پدرت و مادرت از پدر و مادر همه‏ي مردم بهترند.»

سپس سر مقدس و معظم آن بزرگوار را بريد. شاعر در اين باره به اين مضمون مي‏گويد:



باشد کدام غم به جهان چون غم حسين

روزي که دستهاي سنانش بريد سر



و روايت شده است که: همين سنان را مختار دستگير کرد و انگشت‏هاي او را ريز ريز نمود، سپس دو دست و دو پايش را بريد، آنگاه در ديگي روغن که روي آتش مي‏جوشيد انداخت و او در ميان آن دست و پا زد و مرد.

راوي گفت: هنگام شهادت حسين، گرد و غبار شديدي آسمان کربلا را فراگرفت که روز روشن، همچون شب تاريک شد و آن چنان بادي سرخ وزيدن گرفت که از هيچ کس عين و اثري ديده نمي‏شد و مردم گمان کردند که عذاب بر آنان فرود آمد، ساعتي چنين بود و سپس هوا روشن شد.

هلال بن نافع روايت نمود که: با سربازان عمر بن سعد ملعون ايستاده بودم که يکي فرياد برآورد: «امير، مژده! اين شمر است که حسين را کشته [است].»

گويد: از ميان لشکر بيرون شدم و در ميان دو صف بالين حسين ايستادم و او در حال جان کندن بود، و به خدا قسم هرگز کشته‏ي آغشته به خوني را زيباتر و نوراني‏تر از او نديدم؛ زيرا من آن چنان مات نور آن صورت و محو جمال آن قيافه شده بودم که متوجه نشدم چگونه او را مي‏کشند. حسين در آن حال آب خواست و شنيدم مردي مي‏گفت: «به خدا قسم آب نخواهي چشيد تا به جايگاه گرم و سوزان جهنم وارد شوي و از آب گرم آن بنوشي.»

پس شنيدم که حضرت مي‏فرمود: «اي واي بر تو! حاميه نه جاي من است و حميم آن نه مرا شراب؛ بلکه من بر جدم رسول خدا وارد خواهم شد و در کنار او در جايگاه صدق و پيشگاه سلطان نيرومند خواهم نشست و از آب بهشتي تغيير ناپذير خواهم نوشيد و شکايت رفتار شما را با من به آن حضرت خواهم برد.»

راوي گفت: يکباره همگي بر آن حضرت برآشفتند؛ آن چنان که گويي خداوند، ذره‏اي مهر در دل هيچ کس از آنان قرار نداده است و هنوز حسين با آنان سخن مي‏گفت که سرش را از بدنش جدا کردند. از بي‏رحمي آنان شگفتم آمد و گفتم: «به خدا قسم، هرگز با شما در هيچ کاري شرکت نخواهم کرد.»

فهري، ترجمه‏ي لهوف، / 129 - 124.

[287] و چون دو گروه با يکديگر مقابل شدند، حسين عليه‏السلام و اصحابش چنان جنگي کردند که هرگز کسي مانند آن را نديده بود. تا اين که بر اثر آن جنگ شديد ياران و خويشانش کشته شدند. آن گاه حسين عليه‏السلام نيز به نحوي فجيع به قتل رسيد.

در اين واقعه، چندان شکيبايي و چشم داشت به خدا و شجاعت و پرهيزگاري و بلاغت و کارداني در فنون جنگ از شخص حسين عليه‏السلام، و ياري و جانبازي و ناخوش داشتن زندگي پس از وي، و جنگ در مقابل او از روي بينايي از ياران و خويشانش به ظهور پيوست، که هرگز کسي مانند آن را نديده است.

گلپايگاني، ترجمه‏ي تاريخ فخري، / 157.

[288] [أضاف في تاريخ الاسلام: «يتدافعونه»].

[289] [تاريخ الاسلام: «فصاح»].

[290] [تاريخ الاسلام: «تنتظرون»].

[291] [تاريخ الاسلام: «ثم انتزع الرمح، و طعن في بواني صدره، فخر رضي الله عنه صريعا»].

[292] [تاريخ الاسلام: «ثم انتزع الرمح، و طعن في بواني صدره، فخر رضي الله عنه صريعا»].

[293] [في المطبوع: «سنان بن أبي‏عمرو بن أنس النخعي»].

[294] سقط من المصرية.

[295] و در جنگ شروع نمودند و حسين با پسر عم و برادران و ياران خويش جنگي عظيم کردند و همه کشته شدند؛ رضي الله عنهم و بعد از همه، حسين را بکشتند.

هندوشاه، تجارب السلف، / 68

شمر بن ذو الجوشن به فرمان عمر بن سعد بن أبي‏وقاص که امير لشکر والي عراق عبيدالله بن زياد بود، در وقت زوال، حسين را شهيد کرد. در آن حالت، أميرالمؤمنين حسين رضي الله عنه شمشير در دست گرفته، اين ابيات مي‏خواند:

شعر



أنا ابن علي الخير من آل هاشم

کفاني بهذا مفخرا حين أفخر



و جدي رسول الله أکرم من مشي

و نحن سراج الله في الحق يزهر



و فاطمة أمي سلالة أحمد

و عمي يدعي ذو الجناحين جعفر



و فينا کتاب الله أنزل صادقا

و فينا الهدي و الوحي و الخير يذکر



و نحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا

بکأس رسول الله ما ليس تذکر



و شيعتنا في الناس أکرم شيعة

و مبغضنا يوم القيامة يخسر



بناکتي، تاريخ بناکتي، / 105 - 104.

[296] [لم يرد في نور الأبصار].

[297] [لم يرد في نور الأبصار].

[298] [نور الأبصار: «جراحا»].

[299] [نور الأبصار: «عن»].

[300] [نور الأبصار: «عن»].

[301] [نور الأبصار: «و حزوا»].

[302] [أضاف في نور الأبصار: «و الصحيح المنقول عن السدي أن الذي قتله سنان»].

[303] ما بين المعقوفين مأخوذ من تاريخ الطبري و غيره.

[304] [في البحار و العوالم: «و کان قد طعنه سنان بن أنس النخعي في صدره و طعنه صالح بن وهب المزني علي خاصرته»].

[305] [في البحار و العوالم: «و کان قد طعنه سنان بن أنس النخعي في صدره و طعنه صالح بن وهب المزني علي خاصرته»].

[306] [في البحار و العوالم و الأسرار: «الي»].

[307] [أضاف في الأسرار: «و في الارشاد: فلم يجيبها عمر بشي‏ء. فقالت: ويحکم! أما فيکم مسلم؟ فلم يجيبها أحد بشي‏ء»].

[308] [من هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة].

[309] [في البحار و العوالم و الأسرار و الدمعة الساکبة: «فت الله»].

[310] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[311] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[312] [زاد في البحار و العوالم و الأسرار «و هو يقول:



أقتلک اليوم و نفسي تعلم

علما يقينا ليس فيه مزعم‏



و لا مجال لا ولا تکتم

ان أباک خير من تکلم»].

[313] [من هنا حکاه في الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه عن البحار].

[314] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «شمر و سنان بن أنس»].

[315] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «و يطلب»].

[316] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «برجله»].

[317] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «ثم قال لسنان: اجتز رأسه قفاء. فقال سنان: و الله لا أفعل، فيکون جده محمد صلي الله عليه و آله و سلم خصمي. فغضب شمر لعنه الله و جلس علي صدر الحسين عليه‏السلام و قبض علي لحيته و هم بقتله، فضحک الحسين فقال له:»].

[318] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «ثم قال لسنان: اجتز رأسه قفاء. فقال سنان: و الله لا أفعل، فيکون جده محمد صلي الله عليه و آله و سلم خصمي. فغضب شمر لعنه الله و جلس علي صدر الحسين عليه‏السلام و قبض علي لحيته و هم بقتله، فضحک الحسين فقال له:»].

[319] و از شست قضا تيري گشاد يافته و بر دوش او رسيد و محکم شد و آن جناب تير را کشيد. زرعة بن شريک لعين يک دست مبارکش را بينداخت و سنان بن انس نيزه‏اي بر پشتش زد که از سينه بي‏کينه‏اش سر بر زد و چون نيزه را بيرون کشيد، روح مقدس او به اعلي عليين رسيد و خولي بن يزيد الأصبحي از اسب فرود آمد. خواست که سر خجسته‏اش را از تن فرخنده او جدا کند. دستهاي شومش به لرزه درآمدند و برادران آن ملعون متصدي آن امر قبيح و فعل شنيع گشتند. سر آن سرور را به خولي تسليم کرد و تنش را آن جا گذاشت.

و چون شمر لعين ديد که لشگريان در قتل امام حسين تعلل و توقف مي‏نمايند، بانگ بر ايشان زد که: «اين تأخير و تشويش چيست؟»

و آن ملاعين روي به کشتن فرزند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم آوردند و زرعة بن شريک التميمي شمشيري بر دست چپ آن جناب زد و کتف او را جدا ساخت و سنان بن أنس النخعي تيري بر پايين گردن وي زد و صالح بن وهب نيزه‏اي بر تهي‏گاه وي زد، بعد امام حسين رضي الله عنه از پشت زين روي زمين افتاد. عمر بن سعد نزديک آن سرور آمد. زينب بنت أميرالمؤمنين علي رضي الله عنه از خيمه بيرون آمد و فرياد برکشيد که: «اي عمر! شرم نمي‏داري که در کشته شدن ابي‏عبدالله در وي مي‏نگري؟»

عمر سعد چشمها پر آب کرد و متوجه جانب ديگر شد و به ترغيب شمر ذي الجوشن، زرعة بن شريک و سنان بن أنس عليهم لعاين الله مهم آن جناب را تمام ساختند. بعضي گفته‏اند که نصر بن خوشه که علت برص داشت، پيش امام حسين رضي الله عنه رفت و او را بينداخت و دست در محاسن مبارکش زد و آن سرور فرمود که: «تو آن ابرصي که تو را در خواب ديده بودم که مرا خواهي کشت.»

و برخي گفته‏اند که: شمر ملعون که او نيز ابرص بود، امام حسين رضي الله عنه را بر قفا انداخت و محاسن وي را بگرفت و آن جناب گفت: «تو آن سگي که به خواب ديدم که قصد من مي‏کردي.»

شمر گفت: «اي پسر فاطمة! تو مرا به کلاب تشبيه مي‏کني؟»

و بعد از آن به شمشير به ذبح آن جناب قيام کرد.

بر محبان خاندان نبوي و منتسبان دودمان مصطفوي محجوب و مختفي نماند که در کيفيت و ادراک شهادت امام حسين رضي الله عنه به نظر رسيده [است] که ناطقه قوت گفتن و سامعه طاقت شنيدن آنها ندارد. لا جرم بر همين قدر در اين مختصر اختصار يافت.

ميرخواند، روضة الصفا، 169 - 168 ، 166 / 3.

[320] بالاخره، بنابر مبالغه‏ي شمر لعنة الله عليه، جمعي از ملاعين رو به قتل قرة العين سيد الثقلين آوردند و زرعة بن شريک شمشير به دست چپ آن حضرت رسانيد و کتف مبارکش را جدا ساخت و سنان بن أنس تيري بر سينه‏ي فرخنده‏اش زد و صالح نامي طالح فرجام نيزه‏اي به تهيگاه حضرت امامت پناه رسانيد. آن حضرت بر زبر خاک افتاد و عمر بن سعد لعنة الله در اين محل پيش آمد. زينب بنت علي بن أبي‏طالب عليهماالسلام گفت: «اي عمر! شرم نمي‏داري که در اين زمان چشم به روي أبوعبدالله مي‏گشايي؟»

عمر خجل گشت و آب از ديده‏ي شومش روان شد. به طرف ديگر رفت آن گاه به تحريض شمر لعين زرعة بن شريک و سنان بن أنس مهم آن حضرت را به اتمام رسانيدند. و طايفه‏اي گفته‏اند که آن امر قبيح از خولي بن يزيد به وقوع انجاميد و عقيده‏ي زمره آن که نصر بن خرشه که مبروص بود. امام حسين عليه‏السلام را بينداخت و دست بر محاسن مبارکش زد. آن حضرت گفت: «تويي آن ابرص، که تو را به خواب ديده بودم و مرا خواهي کشت.»

و فرقه‏اي گفته‏اند که شمر بن ذي الجوشن که او نيز علت برص داشت، بدان حرکت منکر اقدام نمود و امام حسين رضي الله عنه او را گفت: «تو آن سگي که به خواب ديدم که قصد من مي‏کرد.»

شمر گفت: «اي پسر فاطمة! تو مرا به کلاب تشبيه مي‏کني؟ آن گاه سر مبارکش را از بدن قطع نمود و [...] مثنوي:



ندانم چرا آن زمان کربلا

نشد بر عدو پر ز تيغ بلا



چرا خون نباريد چشم سپهر

چرا گشت روشن دگر ماه و مهر



چرا سلک ايام در هم نشد

چرا ماه و سال جهان کم نشد



درختان بستان به فصل بهار

چرا ميوه غم نياورد بار



صنوبر به ناخن چرا رو نخست

چو غنچه دلش ته به ته خون نبست‏



چرا گل ز بي‏داد قوم حسود

نپوشيد همچون بنفشه کبود



چرا سوسن از غصه محزون نشد

چو لاله چرا غرقه در خون نشد



چرا نرگس از غم نباريد خون

نشد جام زرين او سرنگون‏



خواند امير، حبيب السير، 56 / 2.

[321] و بعد از رسيدن آن حضرت به حوالي کوفه [ابن‏زياد] از اين معني آگاهي يافت اراده‏ي بر کشتن کرد و در آن صحراها قطع منازل کرد و در کربلا رحل اقامت انداختند.

اول عمر بن سعد با لشکر گران از کوفه آمده و در عرض نه روز گفتگو در ميان بود که شايد کار به قتال نانجامد، فايده نکرد. آخر جمعي که با آن حضرت بودند رفتند و جمعي قليل ماندند، به نحوي که در کتب مسطور است به درجه شهادت رسيدند.

مدرسي، جنات الخلود، / 23.

[322] [الدمعة الساکبة: «و نحيط»].

[323] [الدمعة الساکبة: «يبين النقص»].

[324] [الدمعة الساکبة: «أقول: و يؤيده مانقل أن بعد وقعة کربلاء نسي الناس مقاتل أميرالمؤمنين عليه‏السلام و يذکرون جلادة الحسين عليه‏السلام في ذلک اليوم»].

[325] [حکاه عنه في الأسرار، / 434 [.

[326] [في المطبوع: «لا صبحتک»].

[327] [حکاه عنه في الأسرار، / 434 [.

[328] [الدمعة الساکبة: «أقول: و يؤيده ما نقل أن بعد وقعة کربلاء نسي الناس مقاتل أميرالمؤمنين عليه‏السلام و يذکرون جلادة الحسين عليه‏السلام في ذلک اليوم»].

[329] [الدمعة الساکبة: «اللحية»].

[330] [الدمعة الساکبة: «أنا»].

[331] [الدمعة الساکبة: «أمک»].

[332] [من هنا حکاه عنه في المعالي].

[333] [لم يرد في المعالي].

[334] [الي هنا حکاه عنه في المعالي، 43 / 2 [.

[335] [الدمعة الساکبة: «کان يقول»].

[336] [الدمعة الساکبة: «و کلما قطع منه عضوا نادي: وا محمداه! وا جداه! وا أبتاه! وا حسناه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا عقيلاه! وا عباساه! وا قتيلا! وا قلة ناصراه!»].

[337] [الدمعة الساکبة: «و کلما قطع منه عضوا نادي: وا محمداه! وا جداه! وا أبتاه! وا حسناه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا عقيلاه! وا عباساه! وا قتيلا! وا قلة ناصراه!»].

[338] [الدمعة الساکبة: «أذبح»].

[339] [الدمعة الساکبة: «اجتز»].

[340] [و في شرح الشافية و الدمعة الساکبة مکانه: «في مناقب السعداء عن هلال...»]

[341] [في المطبوع: «اذ نادي»].

[342] [شرح الشافية: «سکت»].

[343] [لم يرد في شرح الشافية و الدمعة الساکبة].

[344] [الدمعة الساکبة: «فيشرح»].

[345] [في شرح الشافية: «و ألقاه الي الکلاب»، و في الدمعة الساکبة: «و يلقيه الي الکلاب»].

[346] [في شرح الشافية: «و ألقاه الي الکلاب»، و في الدمعة الساکبة: «و يلقيه الي الکلاب»].

[347] [في شرح الشافية: «فيرسل» و في الدمعة الساکبة: «فيرتسل»].

[348] [في شرح الشافية و الدمعة الساکبة: «بقي»].

[349] [في شرح الشافية و الدمعة الساکبة: «الرأس الشريف»].

[350] [في شرح الشافية و الدمعة الساکبة: «الرأس الشريف»].

[351] [في الأسرار مکانه: «و أما أبومخنف، فقال في کتابه: قال الشمر: أيها الأمير...»].

[352] [من هنا حکاه عنه في المعالي].

[353] [الأسرار: «عن ظهر جواده الي الأرض صريعا»].

[354] [الأسرار: «عن ظهر جواده الي الأرض صريعا»].

[355] [لم يرد في المعالي].

[356] [لم يرد في المعالي].

[357] [الأسرار: «عاليا»].

[358] [زاد في الأسرار: «وا أبا القاسماه»].

[359] [لم يرد في الأسرار].

[360] [لم يرد في الأسرار].

[361] [زاد في الأسرار: «وا جعفراه وا حمزتاه وا عقيلاه وا عباساه»].

[362] [لم يرد في المعالي].

[363] [لم يرد في المعالي].

[364] [الأسرار: «فبقي مکبوبا علي وجهه»].

[365] [الأسرار: «في قتله خوفا انه حي أم مات»].

[366] [الأسرار: «في قتله خوفا انه حي أم مات»].

[367] [الأسرار: «رأسه الشريف»].

[368] [الأسرار: «فسال الدم علي شيبه»].

[369] [الأسرار: «فسال الدم علي شيبه»].

[370] [لم يرد في الأسرار].

[371] [لم يرد في الأسرار].

[372] [الي هنا حکاه عنه في المعالي، 38 ، 37 - 36 / 2 [.

[373] [الأسرار: «فدعي الامام، فقال:»].

[374] [الأسرار: «فدعي الامام، فقال:»].

[375] [لم يرد في الأسرار].

[376] [لم يرد في الأسرار].

[377] [من هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة].

[378] [زاد في الدمعة الساکبة و الأسرار: «من النهار رامقا بطرفه الي السماء»].

[379] [زاد في الدمعة الساکبة: «يا رب»].

[380] [في الدمعة الساکبة: «جز رأسه الشريف»].

[381] [في الدمعة الساکبة: «جز رأسه الشريف»].

[382] [في الدمعة الساکبة: «سيف محدد» و في الأسرار، «سيف محدودب»].

[383] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «رأسه الشريف»].

[384] [لم يرد في الدمعة الساکبة و الأسرار].

[385] [الي هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة، 355 / 4 [.

[386] [الأسرار: «مطالبا بدمه»].

[387] [الأسرار: «مطالبا بدمه»].

[388] [الأسرار: «سنان بن أنس النخعي فکان کوسجا قصير الوجه أبرص»].

[389] [الأسرار: «زحفت»].

[390] [الأسرار: «فشبهتا»].

[391] [الأسرار: «هلم الي بالسيف»].

[392] [الأسرار: «هلم الي بالسيف»].

[393] [الأسرار: «السنان فزعا منه»].

[394] [لم يرد في الأسرار].

[395] [لم يرد في الأسرار].

[396] [زاد في الأسرار: «فنظر اليه»].

[397] [الأسرار: «لا أظن»].

[398] [لم يرد في الأسرار].

[399] [الأسرار: «عظيما»].

[400] [الأسرار: «أنت الحسين بن علي بن أبي‏طالب»].

[401] [الأسرار: «أنت الحسين بن علي بن أبي‏طالب»].

[402] [لم يرد في الأسرار].

[403] [الأسرار: «الکلاب و نقر کنقر»].

[404] [الأسرار: «الکلاب و نقر کنقر»].

[405] [الأسرار: «لأبي عليا»].

[406] [الأسرار: «الکلاب و نقر کنقر»].

[407] [الأسرار: «الکلاب و نقر کنقر»].

[408] [الأسرار: «تشبهني»].

[409] [الأسرار: «تشبهني»].

[410] [الأسرار: «يهبر»].

[411] [من هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة، 359 / 4 [.

[412] [الأسرار: «مزعم»].

[413] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «تکلم»].

[414] [زاد في الأسرار:



«أفيض دمک بالتراب بغصة

و لا لأولاد النبي أرحم»].

[415] [الدمعة الساکبة: «وا جداه! وا أبتاه! وا حسناه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا عقيلاه! وا عباساه! وا قتيلاه! وا قلة ناصراه!»].

[416] [الأسرار: «وا جداه! وا أبتاه!»].

[417] [الأسرار: «ثم أنشأ يقول:



أيا شمر خاف الله و احفظ قرابتي

من الجد منسوبا الي القائم المهدي‏



أيا شمر تقتلني و حيدرة أبي

و جدي رسول الله أکرم مهتدي‏



و فاطمة أمي و الزکي ابن والدي

و عمي هو الطيار في جنة الخلد



و نادي عليه‏السلام:



ألا يا زينب يا سکينة

أيا ولدي من ذا يکون لکم بعدي‏



ألا يا رقية يا أم‏کلثوم أنتم

وديعة ربي اليوم قد قرب الوعد



أيا شمر ارحم ذا العليل و بعده

حريما بلا کفل بلي أمرهم بعدي‏



سيبکي لکم جدي و أسعد من بکي

علي رزئکم و الفوز في جنة الخلد



سلام عليکم ما أمر فراقکم

فقوموا التوديعي فذا آخر العهدي‏



قال: فقطع عليه شعره و اجتز رأسه»].

[418] [الأسرار: «ثم أنشأ يقول:



أيا شمر خاف الله و احفظ قرابتي

من الجد منسوبا الي القائم المهدي‏



أيا شمر تقتلني و حيدرة أبي

و جدي رسول الله أکرم مهتدي‏



و فاطمة أمي و الزکي ابن والدي

و عمي هو الطيار في جنة الخلد



و نادي عليه‏السلام:



ألا يا زينب يا سکينة

أيا ولدي من ذا يکون لکم بعدي‏



ألا يا رقية يا أم‏کلثوم أنتم

وديعة ربي اليوم قد قرب الوعد



أيا شمر ارحم ذا العليل و بعده

حريما بلا کفل بلي أمرهم بعدي‏



سيبکي لکم جدي و أسعد من بکي

علي رزئکم و الفوز في جنة الخلد



سلام عليکم ما أمر فراقکم

فقوموا التوديعي فذا آخر العهدي‏



قال: فقطع عليه شعره و اجتز رأسه»].

[419] [الي هنا حکاه عنه في الأسرار].

[420] [الدمعة الساکبة: «وا جداه! وا أبتاه! وا حسناه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا عقيلاه! وا عباساه! وا قتيلاه! وا قلة ناصراه!»].

[421] [وسيلة الدارين: «مريضا»].

[422] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[423] [وسيلة الدارين: «فانه کان يشتد»].

[424] [وسيلة الدارين: «فانه کان يشتد»].

[425] [الأسرار: «النبي صلي الله عليه و آله عن القتل بمثلها].

[426] [الأسرار: «النبي صلي الله عليه و آله عن القتل بمثلها].

[427] [وسيلة الدارين: «و النبال و الحجارة و الخشبة و العصا»].

[428] [وسيلة الدارين: «و النبال و الحجارة و الخشبة و العصا»].

[429] پس صالح بن وهب مزني نيزه بر پهلوي آن حضرت زد که بر روي در افتاد. در آن حال، زينب خاتون از خيمه بيرون دويد و فرياد: «وا أخاه!» برآورد و مي‏گفت: «کاش در اين وقت، آسمان بر زمين مي‏چسبيد و کوهها پاره پاره مي‏شد.

پس به عمر گفت: اي پسر سعد! امام حسين را مي‏کشند و تو ايستاده نظر مي‏کني؟»

در آن وقت آب از ديده‏هاي آن سنگين دل روان شد و رو گردانيد و آن امام مظلوم خون خود را بر سر و رو مي‏ماليد و مي‏گفت:«چنين خداي را ملاقات مي‏نمايم، ستم کشيده و به خون خود غلتيده.»

پس شمر ولدالزنا گفت: «چه انتظار مي‏کشيد و چرا کار او را تمام نمي‏کنيد؟»

پس آن کافران بي‏دين هجوم آوردند و حصين بن نمير تيري بر دهان معجز بيانش زد و أبوأيوب غنوي تير ديگر بر حلق شريفش زد و زرعة بن شريک ضربتي بر دست چپ آن سيد عرب زد و ضربتي ديگر بر دوش مبارکش زد و سنان بن أنس نيزه زد و آن امام را بر رو انداخت و خولي را گفت که: «سرش را جدا کن.»

خولي چون به نزديک آمد، دستش لرزيد و جرأت نکرد. پس سنان ملعون، خود پيش آمد و سر مبارکش را جدا کرد و مي‏گفت که: «سر تو را جدا مي‏کنم و مي‏دانم که تو فرزند رسول خدايي و مادر و پدر تو بهترين خلقند.»

از حضرت امام زين‏العابدين عليه‏السلام چنين روايت شده که قاتل آن حضرت، سنان بن أنس لعين بود و اشهر آن است که شمر حرامزاده از اسب به زير آمد و خواست که سر آن سرور را جدا کند. حضرت فرمود: «مي‏دانستم که کشنده‏ي من تو خواهي بود؛ زيرا که تو پيسي و در خواب ديدم که سگان بر من حمله مي‏کردند و مرا مي‏دريدند و در ميان سگان، سگ أبلق پيسي بود که بيشتر بر من حمله مي‏کرد و جدم رسول خدا نيز چنين خبر داده بود.»

آن حرامزاده در خشم شد و گفت: «مرا به سگ تشبيه مي‏کني؟»

و در آن وقت تشنگي آن حضرت به نهايت رسيده بود و زبان شريفش را از نهايت عطش مي‏خاييد. آن حرامزاده گفت که: «اي فرزند أبوتراب! تو دعوي مي‏کني که پدرم ساقي حوض کوثر است صبر کن تا تو را آب دهد.»

حضرت فرمود که: «آيا مرا مي‏کشي و مي‏داني که من کسيتم؟»

آن حرامزاده گفت: «تو را نيک مي‏شناسم. مادر تو فاطمه‏ي زهرا و پدر تو علي مرتضي و جد تو محمد مصطفي است و تو را مي‏کشم و پرواز نمي‏کنم.»

پس به دوازده ضربت، سر مبارک آن حضرت را از بدن مطهرش جدا کرد. به روايت ديگر: خولي سر آن حضرت را جدا کرد، و اظهر آن است که هر سه ملعون شريک بودند. اگر چه سنان و شمر دخيل‏تر بودند.

مجلسي، جلاء العيون، / 690 - 688.

[430] [في المطبوع: «اذ نادي»].

[431] [في المطبوع: «اذ نادي»].

[432] و به صوابديد (صوابديد: درست دانستن.) شمر بن ذي الجوشن، عمر بن سعد فرمان کرد تا گروهي با سهام و جماعتي با رماح و سيوف و قومي با احجار و نار بر آن حضرت حمله افکندند و اين وقت حسين عليه‏السلام لختي مغشيا عليه (مغشيا عليه: بيهوش.) افتاد، و چون به خويش آمد، خواست برخيزد و قتال دهد، بدن مبارک را توانايي به دست نبود. آن حضرت بگريست.

و نادي: وا جداه! وا محمداه! وا أبا ألقاسماه! وا أبتاه! وا علياه! وا حسناه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا عقيلاه! وا عباساه! وا غربتاه! وا عطشاه! وا غوثاه! وا قلة ناصراه! أأقتل مظلوما و جدي محمد المصطفي؟ و أذبح علطشانا و أبي علي المرتضي؟ و أترک مهتوکا و أمي فاطمة الزهراء.

و همچنان به روي در افتاد و او را غشي فروگرفت.

أبومخنف مي‏گويد: «سه ساعت مغشيا عليه افتاده بود و لشکريان او را زنده مي‏دانستند و بيمناک بودند که با او نزديک شوند.»

اين وقت، مالک بن بسر الکندي، به جانب آن حضرت روان شد و همي شتم گفت و سب کرد و با شمشير زخمي بر سر مبارکش فرود آورد.

فقال له الحسين: لا أکلت بها و لا شربت، و حشرک الله مع الظالمين.

يعني با اين دست نخوري و نياشامي و خداوند تو را با ظالمان محشور کند و آن حضرت برنسي (برنس (به ضم اول و ثالت و سکون ثاني): کلاه درازي که در صدر اسلام مي‏پوشيدند.) از خز بر سر افکنده بود، چون از خون فرق مبارکش آکنده شد، فرو اکفند. مالک بن بسر برگرفت و به خانه‏ي خويش برد تا از آلايش خون بشويد. زوجه‏ي خود را آگاه ساخت و به روايتي، خود آن حضرت را برد.

و قال لها: هذه بيضة الحسين فاغسليها من دمه. فبکت و قالت: يا ويلک! قتلت الحسين و سلبت سلاحه؟ أخرج عني، حشي الله قبرک نارا، و الله لست أنت لي بعلا و لا أنا لک أهلا، و لا جمعت أنا و أنت تحت سقف بيت.

يعني با زوجه‏ي خود گفت: «بشوي از خون اين خود را.»

زن بگريست و گفت: «واي بر تو! پسر پيغمبر را مي‏کشي و سلاح او را مأخوذ مي‏داري؟ بيرون شو از نزد من که خداوند تو را از آتش آکنده کند! سوگند با خداي تو شوهر من نيستي و من زوجه‏ي تو نيستم و هرگز با تو در زير سقف خانه حاضر نخواهم شد.»

بالجمله، از دعاي حسين عليه‏السلام هر دو دست مالک بن بسر از کار شد. (از کار افتاد) در تابستان مانند دو چوب خوشيده (خوشيده: خشک شده.) بود و در زمستان خون و ريم (ريم: چرک.) از آن مي‏چکيد و سخت فقير شد و با سوء حال وارد «بئس المصير» گشت.

به روايت أبي‏مخنف: چون مالک بن بسر آن کلمات از زن بشنيد، در خشم شد و دست برآورد تا بر وي لطمه زند، دستش بر مسمار (مسمار: ميخ.) درآمد و مسمار به دستش در رفت و بدان در آويخت و در خلاص خويش حيلتي نتوانست تا دستش از مرفق قطع شد و به تمام فقر و فاقت (فاقت: تنگدستي.) بزيست تا گاهي که به دارالبوار قرار گرفت.

اين وقت شمر بانگ بر لشکر زد که: «اين تواني و تراخي چيست؟ کار اين مرد را به نهايت بريد.»

از ميانه، زرعة بن شريک نخستين کس بود که به خصمي خدا و رسول ميان بست و شاهر السيف (شاهر السيف: شمشير از نيام کشيده.) پيش تاخت و شانه‏ي مبارک آن حضرت را به ضرب تيغ جراحتي کرد. امام عليه‏السلام با آن همه زخم و ضعف، تيغ براند و زرعة بن شريک را از مرکب حيات پياده ساخت (کنايه از کشتن است.) و همي‏گفت:

صبرا علي قضائک يا رب! لا اله سواک يا غياث المستغيثين!

اين وقت، شمر بن ذي الجوشن بانگ بر مردم خويش زد که: «آتش حاضر کنيد تا خيام حسين را با هر که در آنها جاي دارد، بسوزانم.»

فقال له الحسين: يا ابن ذي الجوشن! أنت الداعي بالنار لتحرق علي أهلي؟ أحرقک الله بالنار.

فرمود: «اي پسر ذي الجوشن! آتش طلب مي‏کني تا اهل بيت رسول خداي را بسوزاني؟ خداوند بسوزاند تو را به آتش دوزخ.»

اين هنگام چهل تن از اشرار کفار و عتات (عتات (جمع عاتي): ستمگران.) اقوام و سران سپاه در گرد آن حضرت پره زدند. حصين بن نمير تيري بر دهان مبارکش زد و أبوأيوب غنوي با خدنگي حلقوم شريفش را جراحت کرد و نصر بن خرشه با شمشير زخمي بزد و عمر بن الخليفه الجعفي بر عاتق (عاتق: بين شانه و گردن.) مبارکش جراحتي رسانيد و صالح بن وهب مزني نيزه بر خاصره‏ي (خاصره: تهيگاه.) مبارکش زد و آن حضرت به روي در افتاد و ديگر باره بر جاي نشست و سنان بن أنس نخعي، ترقوه‏ي (ترقوه: چنبر گردن.) مبارکش را را با سنان نيزه بخست و هم بدان نيزه سينه‏ي مبارکش را جراحتي عظيم کرد. آن گاه کمان بگرفت و خدنگي بر نحر (نحر: گودي در زير گلو.) شريفش فرونشاند و همچنان آن حضرت درافتاد و برنشست و تير را بکشيد. عمر بن سعد گفت: «مادر بر شما بگريد! تعجيل کنيد و کار او را به پايان آريد و سر او را از تن دور کنيد.»

اول کس شبث بن ربعي با شمشير کشيده پيش تاخت. امام عليه‏السلام به جانب او نظري افکند. شبث را رعده‏اي بگرفت و سخت بلرزيد و شمشير از کفش بيفتاد و بازگريخت و همي‏گفت: «معاذ الله که من خداي را ملاقات کنم و ذمت من مشغول به خون حسين باشد.»

سنان بن أنس که مردي مبروص و کوسج و قصير الوجه بود، از در شماتت و شناعت روي با شبث کرد و گفت: «مادر بر تو بگريد و قوم تو تباه گردد! چرا از قتل او دست بازداشتي و روي برکاشتي؟»

گفت: «چون چشم بگشود و مرا نظاره کرد، چشمهاي رسول خداي را معاينه کردم. نيروي من برفت و اندامم بلرزيد.»

گفت: «اين شمشير مرا ده که من از براي قتل او شايسته‏تر از توام.»

تيغ بگرفت و قصد حسين عليه‏السلام کرد. چون نزديک شد، رعدتي عظيم او را بگرفت و سخت بترسيد، چنان که شمشير از دست او بيفتاد و بگريخت. شمر او را به سرزنش زبان باز کرد که: «چرا بگريختي؟»

گفت: «چون چشم به سوي من گشود، شجاعت پدر او فراياد من آمد. بگريختم و ديگر خولي بن يزيد اصبحي، تصميم عزم داد که سر مبارک امام عليه‏السلام را از تن دور کند. وي نيز قدمي چند برفت و رعدتي او را بگرفت و بازشتافت. شمر گفت: «چه ترسنده مردم که شما بوده‏ايد! هيچ کس سزاوارتر از من نيست در قتل او.»

و شمشير بگرفت و برفت و بر سينه‏ي حسين عليه‏السلام بنشست.

آن حضرت چشم گشود و بر روي او نظر افکند. شمر را نه آزرم آمد و نه بيمناک شد و گفت: «من از آن مرد نيستم که از قتل تو بازگردم.»

فقال له الحسين عليه‏السلام: من أنت؟ فلقد ارتقيت مرتقي عظيما. طال ما قبله رسول الله.

حسين عليه‏السلام فرمود: «تو کيستي که بر مقامي بلند برآمدي که بوسه گاه رسول خداي بود.»

گفت: «من شمر بن ذي الجوشن الضبابي.»

فرمود: «مرا مي‏شناسي؟»

گفت: «نيکو مي‏شناسم. تو حسين پسر علي مرتضايي و مادرت فاطمه‏ي زهراست و جدت محمد مصطفي است و جده‏ات خديجه‏ي کبري است.»

حسين فرمود: «واي بر تو با اين شناس که تو را است. چگونه مرا مي‏کشي؟»

گفت: «تا يزيد بن معاويه مرا به عطا و جايزه گرامي بدارد.»

فرمود: «تو شفاعت جد مرا دوست‏تر مي‏داري يا جايزه‏ي يزيد را؟»

گفت: «دانگي از جايزه‏ي يزيد در نزد من محبوب‏تر از شفاعت جد و پدر تو است.»

حسين فرمود: «اگر لابد قتل مرا دست باز نخواهي داشت، مرا شربتي آب ده.»

فقال لعنه الله: هيهات هيهات! و الله ما تذوق الماء أو تذوق الموت غصة بعد غصة و جرعة بعد جرعة. فقال: يا ابن أبي‏تراب! ألست تزعم أن أباک علي الحوض يسقي من أحب؟ اصبر حتي يسقيک أبوک.

گفت: «هيهات هيهات! سوگند با خداي آب نخواهي آشاميد، چند که شربت مرگ بنوشي.»

آن گاه گفت: «اي پسر أبوتراب! آيا تو آن کس نيستي که گمان مي‏کني که پدرت علي صاحب حوض کوثر است و سقايت مي‏کند هر کس او را دوست مي‏دارد؟ تو نيز شکيبا باش تا از دست پدرت سقايت شوي.»

فقال عليه‏السلام له: سألتک بالله الا ما کشفت لي عن لثامک لأنظر اليک.

حسين عليه‏السلام فرمود: «سوگند مي‏دهم تو را با خداي که لثام (لثام: مانند روبند زنان، پارچه‏اي است که مردان سر و صورت خود را بدان مي‏پوشند.) خود را از چهره به يک سوي کن تا تو را ديدار کنم.»

فکشف له عن لثامه، فاذا هو أبرص أعور له بوز کبوز الکلاب و شعر کشعر الخنزير.

پس شمر لثام از چهره بکشيد و او اعور و مبروص (مبروص: پيس.) بود و پوزي چون پوز سگ و شعري چون شعر خنزير داشت.

فقال له الامام عليه‏السلام: صدق جدي رسول الله صلي الله عليه و آله.

فرمود: «سخن به صدق کرد رسول خدا.»

شمر گفت: «چه سخن کرد جد تو؟»

فرمود: «شنيدم که جد من با پدرم علي گفت که: «اين پسرت را مردي ابرص و اعور که پوزي چون پوز سگ و شعري چون شعر خنزير خواهد داشت، مي‏کشد.»

شمر در خشم شد و گفت: «جد تو مرا با سگ همانند کرد. سوگند با خداي تو را از قفا سر خواهم بريد به کيفر آن که جد تو مرا با کلب تشبيه نمود.»

پس آن حضرت را به روي در انداخت و شمشير بکشيد و ساخته قتل پسر پيغمبر شد و اين شعر بگفت:



أقتلک اليوم و نفسي تعلم

علما يقينا ليس فيه مزعم‏



و لا مجال لا ولا تکتم

أن أباک خير من يکلم‏



بعد النبي المصطفي المعظم

أقتلک اليوم و سوف أندم‏



و أن مثواي غدا جهنم

أفيض دمک بالتراب بقم‏



و لا لأولاد النبي أرحم (بقم: روناس که پارچه را بدان رنگ کنند. در بعضي از مقاتل به جاي «بقم» کلمه‏ي «غصة» ذکر شده است) خلاصه‏ي اشعار: امروز تو را مي‏کشم، ليکن پشيمان خواهم شد. بدون شک و ترديد باور دارم که پدرت بعد از پيغمبر بهترين مرد است و فرداي قيامت جايم در جهنم است.)

و با دوازده ضرب سر مبارک آن حضرت را از قفا ببريد و بر سنان نيزه‏ي بلند نصب کرد و برافراشت. لشکريان سه کرت به اعلي صوت تکبير گفتند.



اين وقت مردي به نزد عمر بن سعد آمد و بانگ برداشت که:

أبشر أيها الأمير، فهذا شمر قد قتل الحسين.

سپهر، ناسخ التواريخ، سيد الشهدا عليه‏السلام، 394 ، 329 - 386 / 2

و در حين جنگ بعد از کوشش و بر طرف شدن قدرت و قوت از بسياري زخم بي‏تاب شده پياده در آن مکاني بر روي خاک نشسته کفار در اطراف آن حضرت کالفص من الخاتم در ميان گرفته تير و نيزه و زوبين به جانبش مي‏انداختند و ذوالجناح بر گرد آن حضرت مي‏گرديد و دشمنان را دفع مي‏نمود و پس صالح بن وهب مزني لعنه الله از عقب آمد، نيزه‏اي بر پهلوي آن حضرت زد که آن جناب به پهلو افتاد و ضربتهاي پي در پي زده آن حضرت را به رو در انداختند و سنان بن انس سر مبارکش را جدا کرد و به قولي شمر حرامزاده سر مبارک وي را به يازده ضربت شمشير جدا کرده الحال آن موضع را مقتل مي‏نامند و خاک شفا از آن جا برمي‏دارند.

مدرسي، جنات الخلود، / 23

و در آخر امر والا در بحار از نوادر علي بن اسباط که از اصحاب حضرت امام رضا است و ثقه بود و محل اعتماد در نقل و به ارشاد حضرت امام محمد تقي عليه‏السلام از فطحيه رجوع کرد و صاحب اصل است. روايت کرده از امام محمد باقر عليه‏السلام که فرمود:

«پدرم مبطون بود در روز شهادت سيد الشهدا و در خيمه بود و من مي‏ديدم موالي ما را که آب با آن حضرت همراه مي‏بردند و آن حضرت گاهي بر ميمنه، و گاهي بر ميسره، و گاهي بر قلب لشگر کوفه حمله مي‏کرد. و کشتند آن حضرت را يک نحو کشتني که رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم نهي فرمود از آن که کلاب را به آن نحو بکشند.»

لقد قتل بالسيف و السنان و بالحجارة و بالخشب و بالعصا، و لقد أوطأوه الخيل بعد ذلک.

يعني: «کشتند آن بزرگوار را به شمشير و نيزه و سنگ و چوب و عصا و بعد از آن باز اسب بر بدن مقدسش دوانيدند.»

فقير گويد: «حضرت امام محمد باقر عليه‏السلام در واقعه‏ي کربلا چهار ساله بود.»

بيرجندي، کبريت احمر، / 134 - 133

شمر ملعون نيز به روايت مقتل منسوب به أبي‏مخنف و أکسير العباده وقتي که بر سينه‏ي حضرت سيد الشهدا ارواحنا فداه نشست و عرض کرد: «من نيستم مثل شبث بن ربعي و سنان بن انس که بترسم از قتل تو يا حسين!»

آن حضرت فرمود: «من أنت فقد ارتقيت مرتقا عظيما» يعني: «کيستي تو که مکان بلندي بالا رفته‏اي بسيار رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم آن را مي‏بوسيد؟»

عرض کرد:«أنا الشمر الضبابي.»

آن حضرت فرمود: «آيا مرا نمي‏شناسي؟»

آن ملعون گفت: «بلي أنت الحسين بن علي بن أبي‏طالب، و أمک فاطمة الزهراء، و جدک محمد المصطفي، و جدتک خديجة الکبري.»

آن حضرت فرمود: «يا ويلک اذا عرفتني، فلم تقتلني؟»

آن ملعون مبروص گفت: «براي طلب جايزه از يزيد بن معاويه تو را مي‏کشم.»

آن حضرت فرمود: «آيا شفاعت جد من حضرت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم را دوست داري يا جايزه يزيد ملعون پسر ملعون را؟»

آن خنزير عنود برتر از هر يهود گفت: «دانق من جايزة اليزيد أحب الي منک و من شفاعة جدک و أبيک.» يعني: «يک دانگ درهمي از جايزه يزيد دوست‏تر دارم از تو و شفاعت جد و پدر تو.»

آن حضرت فرمود: «هر گاه لابد و ناچار مرا مي‏کشي پس شربت آبي به من بده که بياشامم.»

آن لعين گفت: «هيهات! هيهات! به خدا قسم که تشنه کشته مي‏شوي؛ آيا گمان نمي‏کني پدر تو ساقي حوض کوثر است؟ صبر کن تا تو را آب دهد.»

آن حضرت فرمود: «تو را به خدا قسم که برادر لثام خود را تا نظر کنم به تو.»

وقتي که جامه را دور کرد آن حضرت ديدند آن ملعون ابرص و اعور است و مثل سگ سينه دارد و موي او چون خنزير است.»

آن حضرت فرمود: «صدق جدي رسول الله.» آن ملعون گفت: «جد تو چه فرموده؟»

آن حضرت فرمود: «شنيدم از جد خود که به پدر من علي عليه‏السلام مي‏فرمود: «يا علي يقتل ولدک هذا أبرص أعور له بوز کبوز الکلاب و شعر کشعر الخنزير.» آن ملعون گفت: «جد تو مرا به کلاب تشبيه مي‏کند؟ به خدا قسم که تو را از قفا شهيد مي‏کنم.»

پس آن حضرت را به روي خود انداخت.

به روايت مناقب و محمد بن أبي‏طالب و بحارالانوار پاي نحس خود را بر آن حضرت زد و آن حضرت را بر قفا انداخت، آن حضرت فرمود: «أنت الأبقع الذي رأيت في منامي.» «توئي آن پيسي که در خواب ديدم.»

و آن ملعون گفت: «تشبهني بالکلاب» پس به روايت مناقب آن حضرت خنديدند در آن حال و شمر ملعون مي‏گفت:



«أقتلک اليوم و نفسي تعلم

علما يقينا ليس فيه مزعم‏



و لا مجال لا ولا تکتم

ان أباک خير من يکلم»



أبومخنف بعد از آن آورده:



بعد النبي المصطفي المعظم

أقتلک اليوم و سوف أندم‏



و أن مثواي غدا جهنم

أفيض دمک بالتراب بغصة



و لا لأولاد النبي أرحم»

پس به روايت مناقب ضربت شمشير سر آن حضرت را جدا کرد و به روايت أبي‏مخنف بر نيزه بلند کرد و تکبير گفت و لشگر سه مرتبه تکبير گفتند.



به روايت سيد ابن‏طاووس و بحار در آن وقت غبار شديدي و سياهي که در آن باد سرخ بود برخاست که يکديگر را نمي‏ديدند و گمان کردند که قيامت قيام کرد و تا يک ساعت چنين بود و ساکن شد.

هلال بن نافع گويد: «در ميان اصحاب عمر بن سعد بودم که مردي آمد و گفت أبشر أيها الأمير که شمر قصد قتل حسين عليه‏السلام داشت.» هلال گفت: «بيرون رفتم به ميان دو صف ديدم حسين عليه‏السلام را که در حال احتضار است به خدا قسم نديده بودم به خون آغشته‏اي نيکوتر و نوراني تر از آن حضرت و نور آن سرور و جمال او مرا بازداشت از فکر در شهادت او؛ پس در آن حال طلب آب کرد و ملعوني جسارت در جواب کرد؛ آن حضرت فرمود من وارد نمي‏شوم بر حاميه و از حميم آن نمي‏آشامم بلکه وارد مي‏شوم بر جد خود رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم و با او ساکن مي‏شوم در بهشت و مي‏آشامم از نهر بهشت و شکايت مي‏کنم به جد خود از شما.»

پس به يک مرتبه غضب کردند که گويا خداوند رحم در دل ايشان خلق نفرموده اصلا؛ آن حضرت با ايشان تکلم مي‏کرد که سر مقدسش را جدا کردند پس تعجب کردم از قلت رحم آن جماعت و گفتم: «به خدا قسم که جمع نمي‏شوم با شما در هيچ امري.»

بيرجندي، کبريت احمر، / 132 - 131

آن حضرت با بدن پر از جراحت که به روايتي هزار و نهصد و پنجاه و يک جراحت بود بر روي خاک کربلاء افتاده باشد و هر کس که مي‏رسيد از ملاعين أهل کوفه يک ضربتي بر آن حضرت مي‏زد؛ زرعة بن شريک لعنه الله ضربتي بر کتف آن حضرت زد؛ صالح بن وهب مزني لعنه الله نيزه‏اي بر پهلوي آن حضرت زد، سنان بن انس ملعون نيزه‏ي بر شانه‏ي آن مظلوم وارد آورد.

بعضي به سنگ و بعضي به عصا بر بدن مقدسش مي‏زدند، چنانچه حضرت باقر عليه‏السلام فرمود: «لقد قتل جدي بالسيف، و بالسنان، و بالحجارة، و بالخشب، و بالعصا، و لقد اوطؤه الخيل بعد ذلک.» اينها همه زياده بر آن جراحاتي بود که در حال سواري بر سر و جسد مطهرش وارد آمده بود.

اي شيعه کجا روا بود که گوشت و استخواني را که از لحم و دم رسول خدا صلي الله عليه و آله باشد در زير سم اسبان پايمان شود. آه ثم آه که در زيارت ناحيه مقدسه است که: «قد عجبت من صبرک ملائکة السماوات، و أحدقوا بک من کل الجهات، و أثخنوک بالجراح، و حالوا بينک و بين الرواح، و لم يبق لک ناصر، و أنت محتسب صابر تذب عن نسوتک و أولادک، حتي نکسوک عن جوادک، فهويت الي الأرض جريحا، تطؤک الخيول بحوافرها و تعلوک الطغاة ببوائرها» يعني با بدن پر از جراحت بر روي خاک افتادي و اسبان مخالفين تو را لگدکوب مي‏کردند و طغاة و أهل کوفه به شمشيرهاي برنده بر اعضاي مقدسه‏ي تو فرود مي‏آوردند «قد رشح للموت جبينک و اختلفت بالانقباض و الانبساط شمالک و يمينک» يعني عرق مرگ که علامت مؤمن است در آن حال بر جبين منيرت نشسته بود و دستهاي تو گاهي قبض مي‏شود و گاهي کشيده مي‏شد «تدير طرفا خفيا الي رحلک و بيتک و لقد شغلت بنفسک عن ولدک و أهاليک» در آن حالت که از کثرت جراحات و شدت تشنگي و گرمي زمين و هوا مشغول به خود بودي گاهي نظر حسرتاته به خيمها و أهل خود مي‏افکندي.

«و أسرع فرسک شاردا الي خيامک قاصدا محمحما باکيا» و سرعت کرد اسب تو روي خيمه در حالتي که شيهه مي‏کشيد و اشک مي‏باريد و به روايت بحار در شيهه‏ي خود مي‏گفت: «الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها» يعني: «کيست انتقام بکشد از امتي که کشتند پسر دختر پيغمبر خود را.»

فلما رأين النساء جوادک مخزيا، و سرجک عليه ملويا، برزن من الخدور ناشرات الشعور علي الخدود لاطمات، و بالعويل داعيات، و بعد العز مذللات، و الي مصرعک مبادرات» يعني: «چون آن زنان اسب تو را نوميد و بي‏صاحب با زين واژگون ديدند از خيمه بيرون آمدند با موهاي زير مقنعه پريشان بر صورت زنان ناله کنان و بعد از عزت ذليلان؛ پس به سرعت روي به قتلگاه نهادند وقتي رسيدند که «و الشمر جالس علي صدرک مولع سيفه علي نحرک».

اي شيعه اين فقره‏ي زيارت دلالت دارد که زنان حاضر بودند در حين شهادت سيد مظلومان؛ اگر از غصه هلاک شويم جاي دارد، عبث نيست که آسمان و زمين خون گريستند در اين مصيبت.

و امام زمان مي‏فرمايد: «ندبه مي‏کنم بر تو اي جد بزرگوار هر صبح و شام و عوض اشک خود از ديده مي‏بارم و چگونه خون نگريد محب و دوست وقتي که تصور کند که در چنان حالتي مظلوم علي الاطلاق براي اتمام حجت از شمر آب مي‏طلبيد و مي‏فرمود: «يا شمر اذا کان لابد من قتلي فأسقني شربة من الماء.» «اي شمر هر گاه لا محاله مرا مي‏کشي پس يک شربت آبي به من بده پيش از آن که روح از بدنم مفارقت کند.»

و در روايت ديگر است که «کان صلوات الله عليه بآخر رمق يلوک لسانه من العطش و يطلب الماء» جوابي که آن ملعون کافر بي‏دين به فرزند حضرت خاتم النبيين صلي الله عليه و آله و سلم داد اين بود به روايت بحارالانوار که: «يا أبن أبي‏تراب! ألست تزعم أن أباک علي حوض النبي يسقي من أحبه فاصبر حتي تأخذ الماء من يده»

و به روايت ديگر عرض کرد: «هيهات و الله لا ذقت قطرة واحدة من الماء حتي يذوق الموت غصة بعد غصة» يعني: «به خدا قسم که يک قطره آب نياشامي تا با غصه و اندوه بي‏شمار وارد بر جوار سيد مختار و حيدر کرار گردي و از دست پدرت از حوض جدت سيرآب گردي.»

و به روايت أبي‏مخنف عرض کرد که: «يک دانق از جايزه‏ي يزيد را دوست‏تر دارم از شفاعت جد تو.» چون آن حضرت طغيان در کفر و ضلالت را از آن اشقياي اولين و آخرين مشاهده فرمود به آن لعين مردودتر از نمرود فرمود: «ويلک اکشف لي عن بطنک» «واي بر تو سينه و شکم خود را بگشا.» فکشف له، فاذا أبقع أبرص يشبه الکلاب و الخنازير. چون گشود سينه‏ي خود را سياه و سفيد و پيس بود و شبيه به سينه و شکم سگ و خوک بود، آن حضرت فرمود: «صدق جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيما قال» آن ملعون عرض کرد: «جد تو چه فرمود؟»

آن حضرت فرمود: «شنيدم از جد خود که به پدرم مي‏فرمود: «يا علي يقتل ولدک هذا رجل أبرص أبقع أشبه الخلق بالکلاب و الخنازير. آن ملعون گفت: «و الله لا يقتلنک غيري، و لأذبحنک من قفاک ليکون ذلک أشد من عذابک.»

بيرجندي، کبريت احمر، / 222 - 220

زينب خواتون در صحراي کربلا وقتي که مشرف بر قتلگاه برادر شد ديد که آن لشگر بي‏حيا اطراف برادرش را گرفته‏اند و همه به شمشير و نيزه و خنجر و سنگ و عصا بر بدن پر جراحت آن سيد تشنه که در ميان خاک و خون مي‏غلتيد مي‏زنند، پس به روايت مفيد در ارشاد عمر سعد را مخاطب ساخت، فرمود: «ويلک يا عمر بن سعد بن أبي‏وقاص أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه» و آن مرد روي خود را از آن مظلومه برگردانيده جواب نداد، سيد مظلومان به صداي ضعيف فرمود: «يا أختاه ارجعي الي الخيام، و لا تشمتي بي الأعداء». ألا لعنة الله علي القوم الظالمين و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

بيرجندي، کبريت احمر، / 281 - 280.

[433] [في المطبوع: «ذرعة»].

[434] ابوالعباس احمد بن يوسف دمشقي قرباني که 1019 مرده است در اخبار الدول گويد: [...]

از هر سو بر او حمله کردند و او از راست و چپ بر آنها جولان مي‏کرد، تا زرعة بن شريک دست چپش را ضربت زد و ديگري ضربتي بر کتفش وارد کرد و سنان بن انس نيزه‏اي بر او فروبرد و به زمين افتاد، شمر پياده شد، سرش را جدا کرد و تحويل خولي اصبحي داد و جامه‏هايش را ربودند.

مي‏گويم: به روايت سيد و ابن‏نما و صدوق و طبري و جزري و ابن عبدالبر و مسعودي و ابوالفرج، سنان ملعون سرش را جدا کرد.

کمره‏اي، ترجمه‏ي نفس المهموم، / 169 - 168.

[435] [في المطبوع: «الهزاق»].

[436] [في المطبوع: «بها»].

[437] [أضاف في اللواعج: «و سنان هذا أخذه المختار، فقطع أنامله، أنملة أنملة، ثم قطع يديه و رجليه، و أغلي له قدرا فيها زيت، و رماه فيها، و هو يضطرب»].

[438] در حالي که زخمها يکي پس از ديگري بر پيکر امام فرود مي‏آيد و خون از بدن حضرتش مي‏رفت و ديگر رمقي در جان ايشان نبود، فردي به نام صابح بن وهب مزني با نيزه به امام حمله کرد و لگن خاصره را شکست. امام از اسب به زير افتادند. حضرت زينب که ناظر ماجرا بود، خود را به عمر سعد رساند و گفت: «اي عمر! آيا سزاوار است ابوعبدالله به قتل رسد و تو به نظاره پردازي؟»

عمر بن سعد پاسخي نداشت. ديدگانش از اشک پر شد و بر گونه و ريشش جاري شد. ناچار از اين بانوي قهرمان روي گرداند و رفت. زينب فرياد زد «آيا در ميان شما، انسان مسلماني يافت نمي‏شود؟» [...]

شمر نعره زد: «واي بر شما! چرا ايستاده‏ايد؟! مادرانتان به عزايتان بنشينند! پيش رويد و کار او را تمام کنيد.»

سواران و پيادگان از هر سو هجوم بردند. نخستين کسي که جلو آمد، با ضربت کاري امام هلاک شد؛ نفر دوم بر چانه‏ي امام زخمي وارد آورد. سنان بن انس گستاخانه پيش رفت و با نيزه‏ي خود سينه‏ي حضرتش را شکافت. سپس با تير گلوي مبارکشان را دريد. امام بر زمين نشستند و با دست خود خون خويش را با موي صورت مي‏آميختند و مي‏فرمودند: «اين گونه به ديدار پروردگارم مي‏شتابم؛ در حالي که حق مرا غصب کرده‏اند.» [...]

عمر بن سعد به ستوه آمده بود. به يکي از افراد نزديک خود گفت: «پيش برو و کار حسين را يکسره کن!»

برخي نوشته‏اند: عمر بن سعد به خولي بن يزيد دستور داد که سر مبارک امام را از بدن جدا کند. خولي پيش رفت، اما لرزه بر اندامش افتاد. سنان بن انس (و يا شمر) بر او خرده گرفت که: «خدا بازويت را از کار بيندازد؛ چرا مي‏لرزي؟» سپس خود او فرود آمد و سر حضرت را از بدن جدا کرد؛ در حالي که مي‏گفت: «من سر تو را جدا مي‏کنم و مي‏دانم که تو آقاي امت و پسر پيامبر خدا و بهترين مردم از نظر پدر و مادر هستي.» آن گاه سر را به خولي داد و گفت: «اين سر را نزد امير عمر بن سعد ببر.»

خبر شهادت امام به آگاهي بانوان و فرزندان و خاندان حضرتش رسيد، شيون و فريادشان به آسمان رفت و بدين گونه نخستين مرحله‏ي نبرد حق و باطل در عاشورا پايان گرفت.

اداره‏ي پژوهش و نگارش، ترجمه‏ي أعيان الشيعه، / 243 - 241.

[439] [في المطبوع: «قتيل»].

[440] [في المطبوع: «ذرعة»].