كتاب ابنته فاطمة يصل اليه و هو في تلك الحال
عن بعض كتب المقتل: و كان له بنت [1] تسمي بفاطمة، و كانت حين خروجه من المدينة مريضة، جعلها عند أم سلمة، و كانت كل يوم تجي ء خلف الباب لعلها تجد من كان له اطلاع بحال والدها، لما طال زمان الفراق، و لم يصل الخبر من والدها، اشتغلت بالبكاء و تراكمت عليها الأحزان، و كتبت كتابا لوالدها [2] و بين فيها [3] حالها، فلما فرغت من كتابتها و اشتغلت بالنوح و البكاء لفرقة والدها و غيره، فاذا أعرابي سمع بكاءها فتأثر من بكائها، فبكي ساعة، ثم علم أن الباكية بنت الامام و بكاؤها لفراقه عليه السلام. فنادي بصوت عال: السلام عليك [4] يا أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، أنا رجل من البادية، أريد الرواح الي كربلاء، فهل لكم حاجة؟ فلما سمعته [5] فاطمة، جاءت خلف الباب، وردت جواب سلامه، و قالت: يا أعرابي! أنا بنت الحسين عليه السلام، فانه لما عزم الي كربلاء كنت مريضة، فسلمني الي جدتي أم سلمة زوجة رسول الله صلي الله عليه و آله، فالآن لم تبق لي طاقة من هجرانه، و كتبت كتابة [6] و أريد من يوصلها [7] اليه.
فأخذها [8] الأعرابي منها، ففي يوم عاشوراء وقت المحاربة بلغ الي كربلاء [9] و سلمها اليه عليه السلام، فلما فتحها و اطلع علي مضمونها [10] ، بكي بكاء شديدا، ثم جاء عند أهل البيت، [11] و قرأها لهن [12] ، فبكين بكاء شديدا.
و لم يظهر حال الأعرابي انه كان ملكا أو بشرا، و سار شهيدا أم لا.
الدربندي، أسرار الشهادة، / 410 مساوي عنه: المازندراني، معالي السبطين، 222 / 1
پاورقي
[1] [في المعالي مکانة: «و کان للحسين عليهالسلام بنت...»].
[2] [المعالي: «بينت فيه»].
[3] [المعالي: «بينت فيه»].
[4] [المعالي: «عليکم»].
[5] [المعالي: «سمعت»].
[6] [المعالي: «کتابا»].
[7] [المعالي: «يوصله»].
[8] [المعالي: «فأخذه»].
[9] [المعالي: «و سلمه الي الحسين عليهالسلام، فلما فتحه و اطلع علي مضمونه»].
[10] [المعالي: «و سلمه الي الحسين عليهالسلام، فلما فتحه و اطلع علي مضمونه»].
[11] [المعالي: «قرأه عليهم»].
[12] [المعالي: «قرأه عليهم»].