بازگشت

الحسين يدنو من الفرات فيمنع من الشرب فيدعو عليهم


و عطش الحسين فاستسقي - و ليس معهم ماء - فجاءه رجل بماء، فتناوله ليشرب، فرماه حسين بن تميم بسهم، فوقع في فيه، فجعل يتلقي الدم بيده و يحمد الله.

و توجه نحو المسناة يريد الفرات، فقال رجل من بني أبان بن دارم: حولوا بينه و بين الماء. فعرضوا له، فحالوا بينه و بين الماء و هو أمامهم. فقال حسين: اللهم أظمه.

و رماه الأباني بسهم، فأثبته في حنكه، فانتزع السهم، و تلقي الدم، فملأ كفه، و قال: اللهم اني أشكو اليك ما فعل هؤلاء.

فما لبثت الأباني الا قليلا حتي رئي و أنه ليؤتي بالقلة أو العس ان كان ليروي عدة، فيشربه، فاذا نزعه عن فيه، قال: اسقوني فقد قتلني العطش!

فما زال بذلك حتي مات.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 74

قالوا: و اشتد عطش الحسين بن علي - عليهماالسلام فدنا ليشرب من الماء، فرماه حصين ابن تميم بسهم، فوقع في فمه، فجعل يتلقي الدم من فمه، و يرمي به، ثم جعل يقول: اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي الأرض منهم أحدا.

و يقال: انه لما فض عسكره مضي يريد الفرات، فرماه رجل من بني أبان بن دارم، فأصاب حنكه، فقال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بي.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 407 / 3، أنساب الأشراف، 201 / 3 رقم 41 - 40 مساوي عنه، المحمودي، العبرات، 105 / 2

و عطش الحسين، فدعا بقدح من ماء، فلما وضعه في فيه، رماه الحصين بن نمير بسهم، فدخل فمه، و حال بينه و بين شرب الماء، فوضع القدح من يده [1] . و لما رأي القوم قد


أحجموا عنه قام يتمشي علي المسناة [2] نحو الفرات، فحالوا بينه و بين الماء، فانصرف الي موضعه الذي كان فيه [3] .

الدينوري، الأخبار الطوال، / 225 مساوي عنه: ابن العديم، بغية الطلب،، 2629 / 6، الحسين بن علي، / 88؛ المحمودي، العبرات، 105 / 2

قال هشام: حدثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: عطش الحسين حتي اشتد عليه العطش، فدنا ليشرب من الماء، فرماه حصين بن تميم بسهم، فوقع في فمه، فجعل يتلقي الدم من فمه، و يرمي به الي السماء، ثم حمد الله و أثني عليه، ثم جمع يديه، فقال: اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي الأرض منهم أحدا.

[4] قال هشام، عن أبيه محمد بن السائب، عن القاسم بن الأصبغ بن نباته، قال: حدثني من شهد الحسين في عسكره: أن حسينا حين غلب علي عسكره ركب المسناة يريد الفرات، قال: فقال رجل من بني أبان بن دارم: ويلكم! حولوا بينه و بين الماء لا تتام اليه شيعته. قال: و ضرب فرسه، و أتبعه الناس حتي حالوا بينه و بين الفرات، فقال الحسين: اللهم أظمه [5] . قال: و ينتزع الأباني بسهم، فأثبته في حنك الحسين، قال: فانتزع الحسين السهم، ثم بسط كفيه، فامتلأت [6] دما، ثم قال الحسين: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك.


الطبري، التاريخ، 450 - 449 / 5 مساوي عنه: القمي: نفس المهموم، / 331 - 330؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 295 / 1؛ المحمودي، العبرات، 105 - 104 / 2

قال: فو الله ان مكث الرجل الا يسيرا حتي صب الله عليه الظمأ، فجعل لا يروي.

قال القاسم بن الأصبع: لقد رأيتني فيمن يروح عنه و الماء يبرد له فيه السكر و عساس فيها اللبن، و قلال فيها الماء، و انه ليقول: ويلكم! أسقوني قتلني الظمأ. فيعطي القلة أو العس كان مرويا أهل البيت، فيشربه، فاذا نزعه من فيه اضطجع الهنيهة ثم يقول: ويلكم! أسقوني قتلني الظمأ. قال: فوالله ما لبث الا يسيرا حتي انقد بطنه انقداد بطن البعير [7] .


الطبري، التاريخ، 450 / 5 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 331؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 295 / 1

قال: فحمل عليه القوم بالحرب، فلم يزل يحمل عليهم و يحملون [8] عليه و هو ذلك يطلب الماء ليشرب منه شربة، فكلما حمل [9] بنفسه علي الفرات [10] حلموا عليه حتي أحالوه عن الماء، ثم رمي رجل منهم بسهم يكني أبا الجنوب [11] / الجعفي، فوقع السهم في جبهته، فنزع الحسين السهم، فرمي به وسالت الدماء علي وجهه و لحيته، فقال الحسين [12] ، رضي الله عنه [13] : اللهم! انك تري ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة الطغاة، اللهم! فأحصهم عددا، و اقتلهم مددا، و لا تذر علي وجه الأرض منهم أحدا، و لا تغفر لهم أبدا [14] .

ابن أعثم، الفتوح، 216 - 215 / 5

حدثنا [15] محمد بن عبدالله الحضرمي، ثنا أحمد بن يحيي الصوفي، ثنا أبوغسان، ثنا عبدالسلام بن حرب، [16] عن الكلبي، قال: رمي رجل الحسين و هو يشرب، فشل [17] شدقه، فقال: لا أرواك الله! قال: فشرب حتي تفطر [18] .

الطبراني، المعجم الكبير، 122 / 3 رقم 2841، مقتل الحسين، / 57 مساوي عنه: الخوارزمي، مقتل الحسين، 94 / 2؛ الكنجي، كفاية الطالب، / 435؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 193 / 9


و لم يبق له قوة، و جهده العطش، فدنا الي الماء ليشربه، فرماه حصين بن تميم بسهم، فوقع في فمه، [فكان] يتلقي الدم من فيه، فيرمي به الي السماء، ثم حمد الله و أثني [113] عليه، ثم جمع يده، و قال: «اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر منهم أحدا».

أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 72 / 2

عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة؛ قال: حدثني من شهد عسكر الحسين عليه السلام: أن الحسين لما غلب علي عسكره العطش ركب المسناة [19] يريد الفرات، فقال رجل من بني أبان بن دارم: حولوا بينه و بين الماء. و رمي بسهم، فأثبته في حنكه، فقال عليه السلام: «اللهم أظمئه، اللهم أظمئه»، فو الله ما لبث الرجل الا يسيرا حتي صب الله عليه الظمأ.

قال القاسم بن الأصبغ: لقد رأيته و بين يديه قلال فيها الماء، و انه ليقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ. فيعطي القلة [20] أو العس [21] الذي كان أحدهما مرويا أهل بيت، فيشربه، ثم يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ.

قال: فوالله ما لبث الا يسيرا حتي انقد بطنه انقداد بطن البعير.

و في رواية أخري: النار توقد من خلفه، و الثلج موضوع من قدامه، و هو يقول: اسقوني... الي آخر الكلام.

ابن حمزة، الثاقب في المناقب، / 341 رقم 3 / 287 مساوي عنه: السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 241

فقصده القوم بالحرب من كل جانب، فجعل يحمل عليهم و يحملون عليه، و هو في ذلك يطلب الماء ليشرب منه شربة، فكلما حمل بفرسه علي الفرات حملوا عليه حتي أجلوه عنه. ثم رماه رجل يقال له أبوالحتوف الجعفي بسهم، فوقع السهم في جبهته، فنزع الحسين السهم، و رمي به، فسال الدم علي وجهه، و لحيته، فقال [22] : اللهم قد تري ما أنا


فيه من عبادك هؤلاء العصاة العتاة، اللهم فأحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي وجه الأرض، منهم أحدا، و لا تغفر لهم أبدا.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 34 - 33 / 2 مساوي عنه: المحمودي: العبرات، 98 / 2؛ مثله المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 350؛ بحر العلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 444

(و بهذا الاسناد) [الشيخ الامام الزاهد أبوالحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد البيهقي] عن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبوالحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان؛ حدثنا عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه؛ عن جده قال: كان رجل من أبان بن دارم - يقال له زرعة - شهد قتل الحسين عليه السلام، و رماه بسهم فأصاب حنكه، فجعل يتلقي الدم بكفه [23] و يقول به [24] هكذا، الي السماء فيرمي به.

و ذلك: أن الحسين عليه السلام دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال بينه و بين الماء، فقال الحسين: اللهم أظمئه، [25] ، اللهم أظمئه [26] قال: فحدثني من شهده - و هو [27] يجود - أنه [28] يصيح من الحر في بطنه؛ و البرد في ظهره، و بين يديه المراوح و الثلج، و خلفه الكانون، و هو يقول: اسقوني أهلكني العطش! فيؤتي بعس عظيم فيه السويق و الماء و اللبن، لو شربه خمسة لكفاهم، فيشربه و يعود، فيقول: اسقوني أهلكني العطش!

قال: فانقد بطنه كانقداد البعير.

و ذكر أعثم الكوفي هذا الحديث مختصرا، و سمي [29] الرامي عبدالرحمان الأزدي، و قال: فقال الحسين، اللهم اقتله عطشا، و لا تغفر له أبدا!

قال القاسم بن الأصبغ: لقد رأيتني عند ذلك الرجل و هو يصيح: العطش. و الماء يبرد


له فيه السكر، و الأعساس فيها اللبن، و هو يقول: ويلكم اسقوني قد قتلني العطش! فيعطي القلة و [30] العس، فاذا نزعه من فيه يصيح [31] : اسقوني. و ما زال [32] حتي انقد بطنه، و مات أشر ميتة.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 92 - 91 / 2 مساوي مثله المجلسي، البحار، 311 - 310 / 45؛ البحراني، العوالم، 615 / 17

أخبرنا أبومحمد هبة الله بن أحمد بن طاووس، أنبأنا طراد [33] بن محمد بن علي، أنبأنا [34] علي بن [35] محمد بن عبدالله بن بشران، أنبأنا الحسين [36] بن صفوان، أنبأنا عبدالله بن محمد ابن عبيدالله بن أبي الدنيا [37] ، أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي [38] ، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل [39] من بني [40] أبان بن دارم [41] يقال له زرعة، شهد قتل الحسين، فرمي الحسين بسهم، فأصاب حنكه [42] فجعل [43] يلتقي الدم، ثم يقول، هكذا، الي السماء، فيرمي [44] به [45] [46] ، و ذلك: أن الحسين دعا بماء ليشرب، [47] فلما رماه حال [48] بينه و بين الماء،


فقال: اللهم ظمه، [49] [50] اللهم ظمه [51] [52] .

قال: فحدثني من [53] شهده، و هو يموت هو [54] يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره، و بين يديه المراوح [55] و الثلج [56] و خلفه الكافور [57] ، و هو يقول: اسقوني، أهلكني العطش. فيؤتي بالعس العظيم فيه السويق [58] أو الماء أو اللبن [59] لو شربه خمسة لكفاهم قال: فيشربه ثم يعود، فيقول: اسقوني، أهلكني العطش. قال: فانقد [60] بطنه كانقداد البعير [61] .

ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 237 - 236 رقم 282، تهذيب ابن بدران، 338 / 4، مختصر ابن منظور، 148 / 7 مساوي عنه: الكنجي، كفاية الطالب، / 435 - 434؛ مثله ابن العديم، بغية الطلب، 2620 / 6، الحسين بن علي، / 79؛ محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، / 144؛ المزي، تهذيب الكمال، 430 / 6؛ السمهودي، جواهر العقدين، / 408؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 412؛ الفيروزآبادي، فضائل الخمسة [62] ، 370 / 3؛ المحمودي، العبرات 368 / 2

أمالي أبي سهل القطان يرويه، عن ابن عيينة قال: أدركت من قتلة الحسين رجلين، أما أحدهما فانه طال ذكره حتي كان يلفه، و في رواية: كان يحمله علي عاتقه و أما الآخر


فانه كان يستقبل الرواية [فيشربها الي آخرها] و لا يروي، و ذلك أنه نظر الي الحسين و قد أهوي الي فيه بماء و هو يشرب، فرماه بسهم، فقال الحسين: لا أرواك الله من الماء في دنياك و لا آخرتك [63] .

و في رواية: ان رجلا من كلب رماه بسهم، فشك شدقه، فقال الحسين: لا أرواك الله. فعطش الرجل حتي ألقي نفسه في الفرات و شرب حتي مات.

ابن شهرآشوب، المناقب، 56 / 4 مساوي عنه: الحر العاملي، اثبات الهداة، 590 / 2؛ المجلسي، البحار، 300 / 45؛ البحراني، العوالم، 613 / 17؛ مثله الدربندي، أسرار الشهادة [64] ، / 412

فضائل العشرة، عن أبي السعادات بالاسناد في خبر: انه لما رماه الدارمي [65] بسهم، فأصاب حنكه، جعل يتلقي [66] الدم، ثم يقول، هكذا، الي السماء. فكان هذا الدارمي يصيح من الحر بطنه، و البرد في ظهره بين يديه المراوح، و الثلج، و خلفه الكانون [67] ، و النار، و هو يقول [68] : اسقوني. فيشرب العس، ثم يقول [69] : اسقوني أهلكني العطش. قال: فانقد بطنه.

ابن شهرآشوب، المناقب، 56 / 4 مساوي عنه: السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 241؛ المجلسي، البحار، 301 / 45؛ البحراني، العوالم، 613 / 17

و روي أبومخنف، عن الجلودي: أن الحسين حمل [70] علي الأعور السلمي و عمرو


ابن الحجاج الزبيدي، و كانا في أربعة آلاف رجل علي الشريعة [71] ، و أقحم الفرس علي الفرات فلما أولع [72] الفرس برأسه ليشرب، قال عليه السلام: أنت عطشان، و أنا عطشان، و الله لا أذوق [73] الماء حتي تشرب. فلما سمع الفرس كلام الحسين شال [74] رأسه، و لم يشرب كأنه فهم الكلام، فقال الحسين: اشرب فأنا أشرب. فمد الحسين يده، فغرف من الماء [75] ، فقال فارس: يا أباعبدالله تتلذذ بشرب الماء و قد هتكت حرمتك [76] ، فنفض [77] الماء من يده، و حمل علي القوم فكشفهم، فاذا الخيمة سالمة [78] .

ابن شهرآشوب، المناقب، 58 / 4 مساوي عنه: السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 246 - 245؛ المجلسي، البحار، 51 / 45؛ البحراني، العوالم 294 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 344 / 4؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 411؛ القمي، نفس المهموم، / 355؛ مثله المازندراني، معاني السبطين 14 - 13 / 2؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 296 / 1

و اشتد به العطش، فتقدم ليشرب، فرماه حصين بن تميم بسهم، فوقع في فمه، فجعل يتلقي الدم، و يرمي به السماء و يقول: اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم مددا، و لا تذر علي الأرض منهم أحدا.

ابن الجوزي، المنتظم، 340 / 5

و طلب الحسين ماءا يشربه، فجي ء فهم أن يشربه، فرماه حصين بن تميم بسهم، فوقع في فيه، فجعل يتلقي الدم بيده.

ابن الجوزي، الرد علي المتعصب العنيد، / 39


و اشتد عطش الحسين فدنا من الفرات ليشرب [79] ، فرماه حصين بن نمير بسهم، فوقع في فمه، فجعل يتلقي الدم بيده، و رمي به الي السماء، ثم حمد الله و أثني عليه، ثم قال [80] : اللهم أني أشكوه اليك ما يصنع [81] بابن بنت نبيك، اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تبق منهم أحدا.

و قيل: الذي [82] رماه [83] رجل من بني أبان بن دارم، فمكث ذلك الرجل يسيرا، ثم صب الله عليه الظمأ، فجعل لا يروي، فكان يروح عنه و يبرد له الماء [84] فيه السكر و عساس فيها اللبن [85] و يقول: [86] اسقوني [87] فيعطي القلة أو العس فيشربه، فاذا شربه اضطجع هنيهة، ثم يقول [88] اسقوني قتلني الظمأ [89] . فما لبث الا يسيرا حتي انقدت [90] بطنه انقداد بطن البعير [91] .

ابن الأثير، الكامل، 294 / 3 مساوي مثله النويري، نهاية الأرب، 458 - 457 / 20


و رماه حصين بن تميم بسهم، فوقع في شفتيه، فجعل الدم يسيل من شفتيه، و هو يبكي و يقول: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بي و بأخوتي و ولدي و أهلي. ثم اشتد به العطش، فهم أن يلقي نفسه بين القوم، ثم شرفت نفسه عن ذلك.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 144

أخبرنا أبوالعباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بجلب، قال: أخبرنا أبوجعفر أحمد بن أحمد بن عبدالعزيز بن القاص بالموصل، قال: أخبرنا الرئيس أبوعلي محمد بن سعيد بن ابراهيم بن نبهان، قال: أخبرنا أبوعلي الحسن بن أحمد بن ابراهيم ابن شاذان، قال: أخبرنا أبوسهل أحمد بن محمد بن عبدالله بن زياد، قال: حدثني أبويوسف يعقوب بن خضر المتطبب، قال: حدثنا أبونعيم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن أبيه، قال أدركت من قتلة الحسين رضي الله عنه رجلين، أما أحدهما فان الله طول ذكره، فكان يحمله علي عاتقه، و أما الآخر، فكان يأتي عزلاء الراوية، فيضعها علي فيه حتي يستفرغها (70 - و)، و يصيح: العطش العطش. و يدور الي الجانب الآخر من الرواية، فيستفرغها، و لا يروي، و ذلك أنه نظر الي الحسين، و قد أهوي الي فيه، و هو يشرب، فرماه بسهم، فقال الحسين: ما لك أرواك الله من الماء في دنياك و لا آخرتك.

ابن العديم، بغية الطلب، 2621 - 2620 / 6، الحسين بن علي، / 80 - 79 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 367 / 2

عن رجل من كليب، قال: صاح الحسين بن علي: اسقونا ماء. فرمي رجل بسهم، فشق شدقه، فقال: لا أرواك الله. فعطش الرجل الي أن رمي نفسه في الفرات، فشرب حتي مات. خرجه الملا.

محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، / 144


فجاءته طعنة، و عطش، فجاء رجل بماء، فتناوله، فرماه حصين بن تميم، فوقع في فيه، فجعل يتلقي الدم بيده، و يحمد الله و توجه نحو المسناة يريد الفرات، فحالوا بينه و بين الماء، و رماه رجل بسهم، فأثبته في حنكه.

الذهبي، سير أعلام النبلاء، 203 / 3

هشام بن الكلبي، عن أبيه، قال: رمي زرعة الحسين بسهم، فأصاب حنكه، فجعل يتلقي الدم، ثم يقول هكذا، الي السماء. و دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال بينه و بين الماء، فقال: اللهم ظمئه. قال: فحدثني من شهده، و هو يموت، و هو يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره. و بين يديه المراوح و الثلج، و هو يقول: اسقوني، أهلكني العطش. فانقد بطنه.

الذهبي، سير أعلام النبلاء، 210 / 3

و عطش، و قد قاتل أشد القتال، فاستسقي، فجي ء بماء، فأراد الشرب، فرمي بسهم في فيه، فجعل يتلقي الدم بيده، و يحمد الله. و قيل انه رمي بالدم نحو السماء و قال: اطلب بدم ابن بنت نبيك.

و توجه نحو الفرات، فعرضوا له، و حالوا بينه و بين الماء، أشار بذلك رجل من بني أبان بن دارم. فقال الحسين: اللهم أظمئه. فما لبث الأباني الا قليلا رئي و أنه ليؤتي بعس يروي عدة فيشربه، فاذا نزعه عن فيه قال: اسقوني، فقد قتلني العطش. فانقد بطنه كانقداد البعير.

الصفدي، الوافي بالوفيات، 427 / 12

و قد اشتد عطش الحسين، فحاول أن يصل الي أن يشرب من ماء الفرات فما قدر، بل مانعوه عنه، فخلص الي شربة منه، فرماه رجل يقال له حصين بن تميم بسهم في حنكه، فأثبته، فانتزعه الحسين من حنكه، ففار الدم، فتلقاه بيديه، ثم رفعهما الي السماء و هما مملوءتان دما، ثم رمي به الي السماء، و قال: اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي الأرض منهم أحدا. و دعا عليهم دعاء بليغا.

[قال: فو الله ان مكث الرجل الرامي له الا يسيرا، حتي صب الله عليه الظمأ، فجعل لا يروي و يسقي الماء مبردا، و تارة يبرد له اللبن و الماء جميعا، و يسقي فلا يروي، بل يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ. قال: فو الله ما لبث يسيرا حتي [92] انقد بطنه انقداد [93]


بطن البعير] [94] .

ابن كثير، البداية و النهاية، 187 / 8

قال ابن أبي شاكر في تاريخه: [...] و اشتد العطش بالحسين، فحاول أن يصل الي الفرات، فمانعوه دونه؛ فخلص الي شربة [من الماء]، فلما أهوي اليها رماه حصين بن نمير بسهم في حنكه، فأثبته [فيه]، فانتزعه من حنكه ثم رمي [به]، و رفع يده الي السماء، يقول: اللهم أحصهم عددا؛ و اقتلهم بددا؛ و لا تذر منهم أحدا [95] .

الباعوني، جواهر المطالب، 288 / 2

قال: فقصدوه [96] القوم [97] و هو في ضمن [98] ذلك يطلب شربة ماء، فكلما حمل بفرسه علي الفرات حملوا عليه بأجمعهم حتي أحالوه [99] عنه [100] .


ثم رماه رجل من القوم يكني أباالحتوف الجعفي لعنه الله بسهم، فوقع السهم في جبهته، فنزعه [101] من جبهته، فسالت الدماء علي وجهه و لحيته [102] ، فقال صلوات الله عليه [103] : اللهم انك تري ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة، اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي وجه الأرض منهم أحدا، و لا تغفر لهم أبدا.

محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس، 319 / 2 مساوي مثله المجلسي، البحار، 52 ، 51 / 45؛ البحراني العوالم، 294 ، 293 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 347 ، 346 ، 344 - 343 / 4؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 413 - 412 ، 411؛ القمي، نفس المهموم، / 356 ، 354؛ المازندراني، معالي السبطين، 16 ، 14 / 2؛ القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 306 ، 305 / 1

و دعا الحسين بماء ليشربه، فحال رجل بينه و بينه بسهم ضربه، فأصاب حنكه، فقال: اللهم أظمئه. فصار يصيح الحر في بطنه، و البرد في ظهره، و بين يديه الثلج و المرواح، و خلفه الكافور، و هو يصيح: العطش. فيؤتي بسويق و ماء و لبن لو شربه خمسة لكفاهم، فيشربه، ثم يصيح، فيسقي كذلك الي أن انقد بطنه [104] .

ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، / 118


و اقتحم المشرعة، و نزل الي الماء و قد كضه العطش العظيم، و كذلك فرسه. قال: فلما حس الفرس ببرد الماء يجري تحت قدميه حط رأسه ليشرب، فصبر عليه حتي شرب، و نفض ناصية، ثم جعل ذوائب السيف في يده، و غرف غرفة ليشرب، و اذا بصائح: يا حسين! أدرك خيمة النساء.

فرمي الماء من يده، و أقبل مسرعا نحو الخيمة، فرآها سالمة، فعلم أنها كانت حيلة من الكفرة اللئام، ليحرموه شرب الماء، و يحولوا بينه و بينه.

الطريحي، المنتخب، 453 / 2

قال: ثم حمل علي المارقين لعنهم الله، و كشفهم عن المشرعة، و نزل الي الفرات، و كان الفرس عطشانا، فلما أحس ببرودة الماء، أرسل رأسه ليشرب، فكره أن ينغص عليه شربه، فصبر حتي شرب الفرس، فمد يده ليشرب و اذا بصائح يقول [105] : يا حسين! أدرك خيمة النساء، فانها قد هتكت.

فنفض الماء من يده، و أقبل الي الخيمة، فوجدها سالمة فعلم أنها مكيدة من القوم [106] ، فرجع الي الماء، فحالوا بينه و بين الماء، فأنشأ صلوات الله عليه [107] ، يقول:



فان تكن الدنيا تعد نفيسة

فان ثواب الله أعلي و أجزل



و ان تكن الأرزاق قسما مقدرا

فقلة سعي المرء في الرزق أجمل



و ان تكن الأموال للترك جمعها

فما بال متروك به المرء يبخل






و ان تكن الأبدان [108] للموت أنشئت

فقتل الفتي بالسيف في الله أفضل



عليكم سلام الله يا آل أحمد

فاني أراني عنكم اليوم أرحل



أري كل ملعون كفور [109] منافق

يروم فنانا جهلة [110] ثم يعمل



لقد غرهم حلم الاله و انه

كريم حليم لم يكن قط يعجل



لقد كفروا يا ويلهم بمحمد

و ربهم في الخلق ما شاء يفعل [111] .


مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 88 مساوي عنه: القندوزي، ينابيع المودة، 81 / 3

و في المعدن، عن كتاب أنساب النواصب، عن كتاب فتوحات القدس، ما مضمونه: ان الحسين عليه السلام لما اشتد به العطش، جاءه رجل سياح و معه آنية من الخشب مملوءة من الماء، فناوله اياها فأخذها الحسين عليه السلام من يده، و صبه علي الأرض، و قال: أيها السياح أتزعم أنا لا نقدر علي الماء؟ انظر. فما نظر رأي أنهارا جارية، فملأ الحسين عليه السلام آنيته من الحصي و ناوله اياها، فاذا الحصي قد انقلبت بالجواهر الفريدة.

البهبهاني، الدمعة الساكبة، 344 / 4

و في نقل آخر: ان الحسين عليه السلام لما هم ليشرب رماه الحصين بن نمير (لعنه الله) بسهم، فوقع في فخذه، فنزع السهم و تلقي الدم بيده، و رمي به نحو السماء و قال: يا رب اليك المشتكي في قوم أراقوا دمي، و منعوني شرب الماء، ثم انه عليه السلام هم ليشرب ثانيا، فنادي عمر بن سعد (لعنه الله): و حق بيعة يزيد بن معاوية، لئن شرب الحسين عليه السلام من الماء ليفنيكم عن آخركم.

البهبهاني، الدمعة الساكبة، 345 - 344 / 4

ثم لا يخفي عليك: ان اسحاق الموكل علي الشريعة كما في الرواية المتقدمة، أي رواية الشيخ الأجل ابن نما، عن سكينة بنت الامام، هو اسحاق، بن جثوه (لعنه الله)، و قد رأيت في بعض تأليفات السيد الأجل السيد نعمة الله الجزائري قضيته طويلة و هي علي ما ببالي الآن تقرب مما ذكر في بعض الكتب المعتبرة، و ذلك أنه قد روي عبدالله الأهوازي، قال: جرت عند والدي قضية، و هو أنه ذات يوم يمشي في السوق، و اذا هو يري رجلا


مشوه الخلقة و لسانه يابس و هو كره المنظر كأنه خارج من جهنم، و بيده عصي و هو يدور في الأسواق. قال: فلما مر علي اقشعر منه جلدي، فسألته: من أي البلاد، و من أي القبائل أنت؟ فأعرض عني فاقسمت عليه بخالق الموجودات. فقال: يا أخي، و ما ترجو من هذا؟ قلت: أحب رجوع الجواب. فقال لي: يا هذا ان كان علي شرط. فقلت له: ما هذا الشرط؟ فقال: أنا جائع، فان أشبعتني حكيت لك، فقلت له: أمض بنا الي منزلي فأطاعني.

فلما أتي و جلس في الدار طالبته بالجواب، قبل الزاد.

فقال: أما حضرت ما صدر علي الحسين عليه السلام. قلت: سمعت ولكن ما حضرت. قال: أما سمعت بعمر بن سعد (لعنه الله)؟ قلت: بلي أهو أنت؟ قال: لا أنا صاحب رايته اسحاق بن جثوة. قلت: ما صنعت حتي ابتليت بهذا، و خسرت في الدنيا و الآخرة؟... و ريحه نتن كأنه رائحة قير. قال: أحكي لك:

أمرني عمر بن سعد (لعنه الله) علي رجال ذات نبال و سيوف و سمران، أقبض علي المشرعة مما يلي عسكر الحسين عليه السلام و أصحابه، ففعلت ذلك و صرنا نسهر الليل كله و النهار نحرس المشرعة، حتي زادت شقوتي، فنهيت أصحابي أن لا يتخذوا آناء للماء خشية أن تأخذ أحدهم النخوة علي الحسين عليه السلام فيسقوه.

فبينما نحن علي هذا و أمثاله، و اذا قد أتي العباس بن علي عليه السلام الي أخيه الحسين عليه السلام و هو يبكي. فقال له: يا أخي ما بالك تبكي، لا أبكي الله عينيك. فقال: العطش أضرنا و أشد منا الأطفال، و قد حفرت لهم حفرتين و لم أر لهم فيها شيئا من الماء، أما تسألهم و لو شربة للأطفال عسي يرقون؟ فقال: يا أخي سألتهم مرارا فلم يجيبوا الا بالنبال و السيوف، فبكي بكاء شديدا. فقال العباس: أنا أسير اليهم الصباح و آتي و لو قربة من الماء للحريم. فقال له: شكر الله سعيك يا أخي، هذا و أنا أسمع كلامهما كله.

فأرسلت الي عمر بن سعد (لعنه الله)، فأخبرته بالخبر، فأرسل الي خمسة آلاف، يقدمهم خولي بن يزيد، فلما صار النهار فاذا العباس، قد أقبل، فسرنا اليه كالجراد المنتشر،


فصار جلده كالقنفذ، فلم يكبر ذلك عليه، ففرقنا يمنة و يسرة و انحدر الي المشرعة و ملأ القربة و وكأها، و خرج.

فصحت بهم: يا ويلكم ان شرب الحسين عليه السلام منه قطرة، صار أكبركم أصغركم، فصلنا عليه صولة رجل واحد.

فضربه أزدي بسيفه، فطار يمينه، فأخذ السيف بشماله، فكر علينا و القربة علي كتفه، فقتل رجالا و نكش أبطالا، فلم يكن لنا هم الا القربة، فضربتها بالسيف، فصال علي، فضربت يساره بالسيف، فطارت مع السيف، و ضربه آخر بعمود من حديد علي أم رأسه، فطار مخه جاريا علي كتفه، فسقط علي الأرض و هو ينادي: يا أخاه، وا حسيناه، وا أبتاه، وا علياه!

و اذا بالحسين عليه السلام قد أتاه كالصقر اذا انحدر علي فريسته، ففرقنا يمنة و يسرة بعد أن قتل من المعروفين سبعين رجلا، فولينا هاربين عنه، فرجع الي أخيه العباس، و احتمله كحمل الأسد لفريسته، و رماه مع القتلي المجاهدين، و ناح عليه طويلا، و علا النياح و الصياح من النساء في الخيم، حتي تيقنا أن الملائكة و الجن و الأنس تعينهم علي ذلك، و أن الأرض قد ماجت بنا.

و اذا بالحسين عليه السلام قد أقبل علينا، و الله لقد خلته أباه علي بن أبي طالب، ففرقنا كالأنعام الشاردة، و انحدر الي الماء حتي وصل الي الركاب، فوقف ليشرب، و اذا بالميمون مد فمه ليشرب، فرفع عنه اللجام، و آثره علي نفسه، و هو بتلك الخصاصة، فتعجبت منه، و قلت: و الله انك لابن رسول الله صلي الله عليه و آله حقا، لأنك في هذا الظمأ الشديد تؤثر مركوبك علي نفسك، لا عاش شي ء بعد نفسك، فذكرت مدح الله لأبيه (و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة) [112] ، فجعلت أحرص الرجال و الفرسان بالنزول عليه، فلم يجسروا، فقلت: هذه الساعة يشرب الماء، و يقتلنا علي آخرنا، فألقي الشيطان في فمي الكذب. فقلت: أدرك النساء يا حسين، انهن هتكن، و الخيمة أخذت و نهبت. فساق جواده، و اذا


هي سالمة و النساء كذلك، فعلم انها كانت حيلة، فأراد الرجوع، فلم يتمكن، فاستعبر و بكي، و أنا أضحك علي خدعي له، فصار علي ما تري.

قال عبدالله: فاحترق فؤادي مما سمعت منه، فقلت له: صدقت، اجلس حتي آتيك بالغذاء. فدخلت البيت و أتيت بالسيف، فلما رأي السيف قال: هذا كرامة الضيف عندكم؟ قلت: هذا كرامة قاتل الحسين عليه السلام، و عاونوني موالي و خدمي و قطعناه اربا اربا. لا رحمه الله، و أحرقناه بالنار، ألا لعنة الله علي الظالمين.

أقول: لا يخفي أن ما في جملة من فقرات هذه الرواية، و ان كان مما يخالف و ينافي ما في جملة من الروايات المشهورة، الا أنه مما يمكن الجمع و التوفيق بينهما، كما لا يخفي علي المتدبر فتأمل.

فان قلت: ان هاهنا سؤالا، و هو أن سيد الشهداء كانت غزواته و مجاهدته علي نمط قوته البشرية، و هكذا كان صبره علي شدة العطش، و الظمأ علي مقدار قوته البشرية، ثم ان قوته البشرية في كلا المقامين و ان كانت في نهاية الغاية و غاية النهاية، الا أنه اذا لو حظ في المقام وقوف الشمس في السماء في ذلك اليوم اثنتين و سبعين ساعة، و لو حظ أيضا ما في بعض الروايات من زيادة الحرارة و وصولها الي سبعين درجة أي بالنسبة الي سيد الشهداء تمشي اشكال في المقام، و هو أنه كيف تمكن سيد الشهداء مع هذه الحالة من شدة العطش و الظمأ علي المجاهدات العظيمة، و المقاتلات الكثيرة، التي لم يتفق وقوع مثلها لأحد من بني آدم، ثم كيف لم تكن هذه الحالة موجبة لمفارقة روحه عن جسده؟ و قد يستفاد من جملة من الأحاديث، ان جمعا من الأطفال و البنات قد ماتوا و هلكوا من شدة العطش قبيل غروب ذلك اليوم، و قد وقع التصريح بذلك في بعض كتب المقاتل و النسبة بين عطش الأطفال و البنات الهالكين و بين عطش سيد الشهداء مثل نسبة القطرة الي البحر المحيط.

قلت: أنا قد بينا في تضاعيف حملة من مطالب هذا الكتاب أن أبدان أصحاب الولاية المطلقة و هكذا أبدان من يتلوهم تتحمل من الجراحات، و نزف الدماء لا يتحمله غيرها


من سائر الأبدان، فالكلام في قضية العطش و شدة الظمأ مثل الكلام في قضية كثرة الجراحات و شدة نزف الدماء.

و بالجملة فان نظير ما ذكر في قضية الجراحات و نزف الدماء يجري هاهنا حرفا بحرف و يمكن أن نزيد هاهنا و نقول: ان شدة التهابات العطش التي كانت موجبة لرفع الامام يده عن المجاهدات و المقاتلات بالكلية كانت تسكن بشم الامام عليه السلام التفاح الذي كان من فواكه الجنة.

و لا يخفي عليك أن ذلك الاستشمام ما كان يسكن شدة العطش و الظمأ، بل كان مما يسكن شدة التهابات العطش، و الفرق بين المقامين واضح عند المتدبر، و الخبر الذي تضمن قضية التفاح هو ما روي عن أم سلمة: ان الحسن و الحسين عليهماالسلام دخلا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و كان عنده جبريل، فجعلا يدوران حوله، يشبهانه بدحية الكلبي، فجعل جبريل يوم نحل السماء كالمتناول شيئا، فاذا بيد جبريل تفاحة و سفرجلة و رمانة، فناولهما الجميع، فتهللت وجوههما فرحا، و سعيا الي جدهما فقبلهما، و قال لهما: اذهبا الي منزلكما، و ابدأ بأبيكما.

ففعلا كما أمرهما جدهما، و لم يأكلوا منها شيئا حتي جاء النبي صلي الله عليه و آله اليهم، فجلسوا جميعا، و أكلوا حتي شبعوا،

لم يزالوا يأكلون من ذلك السفرجل و التفاح و الرمان و هو يرجع كما أولا حتي قبض النبي صلي الله عليه و آله و لم يلحقه التغيير و النقصان في مدة أيام حياة فاطمة الزهراء، قال الحسين عليه السلام: فلما توفت أمي فاطمة الزهراء فقدنا الرمان و بقي التفاح و السفرجل أيام حياة أبي، فلما أستشهد أبي علي بن أبي طالب فقدنا السفرجل و بقي التفاح علي هيئته الي الوقت الذي منعت من شرب الماء، فكنت أشم هذه التفاحة اذا عطشت، فيسكن لهيب عطشي، فلما دني أجلي رأيتها قد تغيرت فأيقنت بالفناء.

قال علي بن الحسين عليه السلام: سمعت أبي يقول ذلك قبل مقتله بساعة، فلما قضي نحبه وجد رائحة التفاح في مصرعه، فالتمست التفاحة فلم أجد لها أثرا، فبقي ريحها بعد قتل


الحسين عليه السلام و لقد زرت قبره الشريف، فشممت منه رائحة التفاح خاصة من قبره (صلوات الله و سلامه عليه)، فمن أراد ذلك من شيعتنا الصالحين الزائرين لقبر الحسين عليه السلام فليلتمس ذلك من أوقات السحر، فانه يجد رائحة التفاح عند قبر الحسين عليه السلام ان كان مخلصا مواليا، الحديث.

و لا يخفي عليك ان ما في الحديث لا يفيد أزيد مما أشرنا اليه فيكون ما في الأخبار المتسامعة المتضافرة، و الزيارات المتكاثرة المتوافرة من أنه قتل عطشانا ظمآنا مما لا عارض له أصلا بل أن هذا الحديث يفيد أن شدة التهابات عطشه حين الشهادة، بل قبل الشهادة بساعة بل أزيد الي حين الشهادة كانت في غاية النهاية و نهاية الغاية فخذ الكلام بمجامعه.

قال ابن شهرآشوب: روي أبومخنف، عن الجلودي: ان الحسين عليه السلام حمل علي الأعور السلمي و عمرو بن الحجاج الزبيدي، و كانا في أربعة آلاف رجل علي الشريعة فهزمهم [113] [...[.

و حمل عليه السلام علي القوم، فكشفهم، فاذا الخيمة سالمة و عرف أنها خديعة منهم، ليحرموه من شرب الماء.

أقول: ان نسبة أهل السير و الآثار عدم اطلاع الامام عليه السلام بكذب هذا الاخبار، و كونه حيلة انما صدرت من سوء الأدب، ذهولا لهم عن شأن الامام و الولي المطلق، و كيف لا، فان علوم الأولين و الآخرين بالنسبة الي علمه بعد جده و أبيه و أمه و أخيه صلوات الله عليهم أجمعين، مثل نسبة القطرة الي البحر المحيط، و الذرة الي الشمس، و هذا بنص من الله و رسوله، و قد أذعن بذلك حذقة أئمة الحديث من علماء أهل السنة، بل ان كفه نفسه الشريفة روحي له الفداء عن شرب الماء في ذلك الوقت انما كان لوجوه دقيقة، و أسرار خفية.


الأول: أن الأوغاد اللئام قد طلبوا عن الامام و حجة الله علي الأنام بذلك النوع من الكلام مطلبا عظيما، و هو: أنا لا نقدر علي محاربتك، و أنت بهذه الحالة من شدة العطش، تلوك لسانك، و كيف نقاومك، و أنت ريان من الماء، و أنت من أهل النبوة و معدن الرحمة، كيف تخيب سائلك، فنريد أن نقتلك علي شدة عطشك.

و الثاني: أن الامام عليه السلام كان سيد سادات أهل النفوس الأبية و الهمم العلية، فما سمع أن المنافقين يذكرون اسم الحرم و العترة الطاهرة، كف نفسه عن شرب الماء بمحض ذكرهم هذا، فقد سن روحي له الفداء لأصحاب الشيم الحميدة و الغيرة، سنة بيضاء و طريقة واضحة في مراعاة الناموس و الغيرة.

و الثالث: أن شهادته علي شدة عطشه كان سطرا من سطور صحيفة عالم الأرواح، و لكن كان ذلك علي نهج الرخصة لا العزيمة، و مع ذلك كان ارتكاب هذه الرخصة حسنة من حسنات الأبرار، و لكن سادات المقربين الأحرار يبعدون أنفسهم الطيبة عن ارتكاب ذلك.

و الرابع: أن شرب الماء كان عليه عزيمة من عند الله لورود الماء ليتقوي بقدرته البشرية و طاقته الانسانية علي جهاد الأعداء الذي [هو] أعظم الطاعات و أشرف القربات، فان كل ضربة من ضرباته في تلك الحملات في الكرات كانت كضربات أميرالمؤمنين في غزواته في يوم بدر و حنين و يوم أحد و يوم الأحزاب، ولكن الامام سأل الله البداء و المحو في ذلك لذكره عطش أهل الحرم و شهادة الأصحاب و الأولاد و الأخوة، و فقية بني هاشم علي شدة العطش، و لا سيما عطش طفله الرضيع روحي له الفداء.

و الخامس: أن المقام الأعلي في محبة الله تعالي كان هو اللقاء و هو جائع عطشان، فان تذكر الموالين عطشه في تلك الحالة، أي مع وجود جميع أسباب العطش. بمنزلة تذكرهم جميع مصائبه.

و السادس: أن مقصوده كان ايصال جواده الي الماء لما رأي فيه من شدة العطش من


كثرة الحركة و الجولان و حرارة الشمس، فلما أوصله الي الماء، قال له: اشرب أنت عطشان. فما رأي امتناعه من شرب الماء الا أن يشرب هو أولا، أراد أن يشرب قليلا ليشرب الجواد بعده، فساق القضاء الي ما صار الأمر اليه.

و عن رياض الشهادة: في الخبر: أنه حين خرج من الماء، و وصل الي الخيمة، قتل أربعمائة رجل منهم.

قال أيضا: و في بعض الروايات: أنه مرة أخري جاء الي الشريعة و غرف غرفة من الماء، و أراد أن يشرب، فتذكر عطش أطفاله و نسائه، فصب الماء و لم يشربه. و في رواية: أن رجلا من كلب رماه بسهم، فشك شدقه. فقال الحسين عليه السلام: لا أرواك الله. فعطش الرجل حتي ألقي نفسه في الفرات، فشرب حتي مات.

و في البحار عن أبن عينية [114] قال: أدركت من قتلة الحسين عليه السلام رجلين، أما أحدهما فانه طال ذكره حتي كان يلفه، و في رواية: كان يحمله علي عاتقه، و أما الآخر فانه كان يستقبل الرواية فيشربها الي آخرها و لا يروي، و ذلك أنه انظر الي الحسين عليه السلام و قد أهوي الي فيه بماء و هو يشرب، فرماه بسهم. فقال الحسين عليه السلام: لا أرواك الله من الماء في دنياك و لا آخرتك.

الدربندي، أسرار الشهادة، / 412 - 411 ، 399 - 397

و عن أخبار الدول - تاريخ بعض العامة - فاشتد العطش بالحسين عليه السلام، فمنعوه من الماء، ثم حصل له شربة ماء، فلما أهوي بأن يشرب، رماه حصين بن نمير (لعنه الله) بسهم من حنكه، فصار الماء دما، فرفع يده الي السماء، فقال: اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي الأرض منهم أحدا. و عن المناقب: ان الحسين عليه السلام دعا: اللهم انا أهل بيت نبيك، و ذريته و قرابته، فاقصم من ظلمنا و غصبنا حقنا، انك سميع قريب [115] . [116] .


الدربندي، أسرار الشهادة، / 412

قال أبوالعباس أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني المتوفي سنة 1019 في أخبار الدول:

و اشتد العطش به عليه السلام، فمنعوه الماء، فحصل له شربة ماء، فلما أهوي ليشرب، رماه حصين بن نمير بسهم في حنكه [117] ، فصار الماء دما، ثم رفع يديه الي السماء، و يقول: اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي الأرض منهم أحدا [118] .

القمي، نفس المهموم، / 364 مساوي مثله الزنجاني، وسيلة الدارين، / 329

و في مهيج الأحزان: أراد أن يشرب ثانيا، فقال فارس: يا أباعبدالله! تتلذذ بشرب الماء و قد هتك حرمك. أو نادي: أدرك خيمة النساء، فقد هتكت. فنفض الماء من يده، و حمل علي القوم، فكشفهم، فاذا الخيمة سالمة، فعلم أنها مكيدة، و جعل يبكي و يقول:



شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني

أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني




المازندراني، معالي السبطين، 14 / 2

ثم جرد سيفه فيهم، فجعل ينقف الهام، و يوطي الأجسام، و رماه رجل من بني دارم بسهم، فاثبته في حنكه الشريف، فانتزعه و بسط يديه تحت حنكه، فلما امتلئتا دما رمي به نحو السماء، و قال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك.

السماوي، ابصار العين، / 13

و عطش الحسين عليه السلام حتي اشتد عليه العطش، فدنا يشرب من الماء، فرماه الحصين ابن تميم بسهم، فوقع في فمه الشريف، فجعل يتلقي الدم من فمه، و يرمي به الي السماء [119] ، و حمل القوم علي الحسين عليه السلام فغلبوه علي معسكره، و قد اشتد به العطش، فركب المسناة يريد الفرات، فاعترضته خيل ابن سعد، و فيهم رجل من بني أبان بن دارم، فقال لهم: ويلكم حولوا بينه و بين الفرات. و لا تمكنوه من الماء. فحالوا بينه و بين الفرات. فقال الحسين عليه السلام: اللهم أظمئه. و في رواية: اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له. فغضب الدارمي، و رماه بسهم، فأثبته في حنكه الشريف، فانتزع الحسين عليه السلام السهم، و بسط يديه تحت حنكه، فامتلأت راحتاه من الدم، فرمي به نحو السماء، ثم حمد الله و أثني عليه، ثم قال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك. ثم ان الحسين عليه السلام عاد الي مكانه، و قد اشتد به العطش.

الأمين، أعيان الشيعة، 609 / 1

فقصدوه بالحرب، و جعل شمر يحرضهم علي الحسين عليه السلام، فجعلوا يحملون علي الحسين عليه السلام، و الحسين يحمل عليهم فينكشفون عنه، و هو في ذلك، يطلب شربة من ماء، فلا يجد و كلما حمل بفرسه علي الفرات، حملوا عليه بأجمعهم حتي أجلوه عنه.

الأمين، أعيان الشيعة، 609 / 1، لواعج الأشجان، / 186 - 185

و في البحار: و قصده القوم و هو في ذلك يطلب شربة من الماء، فكلما حمل بفرسه علي الفرات، حملوا عليه بأجمعهم حتي أجلوه عنه.


القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 296 - 295 / 1

قال ابن حجر في صواعقه: لولاه كادوا به من أنهم حالوا بينه و بين الماء لم يقدروا عليه، اذ هو الشجاع القرم الذي لا يحول و لا يزول.

قال أبواسحاق الاسفرايني: فحمل القوم، و قصد المشرعة، و دخل الي الماء فلما أحس الجواد بالماء، أراد أن يشرب، فقال الحسين: يا ميمون أنت عطشان، و الله ما أروي حتي تشرب. فلما سمع كلامه امتنع عن الشرب.

ثم ان الحسين نزل عن ظهر جواده، فرماه ابن تميم بسهم، فوقع في فخذه، فرفعه، و تلقي الدم بيده، و قال: يا رب اليك أشتكي من اراقة دمي، و منعوني من شرب الماء، ثم اغترف الماء بيده، و أراد أن يشرب، و اذا بعمر بن يزيد قال: يا قوم! لو روي الحسين الماء أفناكم جميعا. فناداه خولي بن يزيد الأصبحي: يا حسين! خيمة الحريم نهبت و أنت حي. فنفض الماء من يده، و ركب جواده، و أقبل نحو الخيمة، فوجدها سالمة، فعلم أنها مكيدة.

قال: ثم رجع يطلب الماء، فلم يصل اليه، فحمل علي القوم و هو كالأسد، فتناهضت الأبطال، و احتاط به الرجال، و تراشقوه بالنبال، و هو يزعق فيهم، و يزداد انتشاطه حتي قتل منهم ألفا و ستمائة فارس، و هو مع ذلك يطلب شربة من الماء، و قد ضعفت قواه، و نشف فوه [120] ، و قد أصابه من القوم جراح، و صارت النبال في درعه كالشوك في جلد القنفذ، و رجع الي المركز و هو يقول: لا حول و لا قوة الا بالله.

القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 297 - 296 / 1

و قد اشتد به العطش، فحمل من نحو الفرات علي عمرو بن الحجاج، و كان في أربعة آلاف، فكشفهم عن الماء، و أقحم الفرس الماء، فلما ولغ الفرس ليشرب، قال الحسين: أنت عطشان و أنا عطشان، فلا أشرب حتي تشرب. فرفع الفرس رأسه كأنه فهم


الكلام، و لما مد الحسين يده ليشرب، ناداه رجل: أتلتذ بالماء،، و قد هتكت حرمك؟ فرمي الماء، و لم يشرب، و قصد الخيمة.

المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 348 - 346

فقصده القوم و اشتد القتال. و جعل يحمل عليهم و يحملون عليه، و هو يطلب الماء في تلك الحال، و قد اشتد به العطش.

و كلما حمل بفرسه علي الفرات، حملوا عليه حتي أجلوه عنه.

و دنا من الفرات - ثانيا - فرماه الحصين بن نمير بسهم، وقع في فمه الشريف، فجعل يتلقي الدم من فمه، و يرمي به نحو السماء.

و ذكر بعض أرباب المقاتل: أنه ركب المسناة يريد الفرات، فاعترضته خيل ابن سعد - و فيهم رجل من بني أبان بن دارم - فقال لهم: ويلكم حولوا بينه و بين الفرات، و لا تمكنوه من الماء. فحالوا بينه و بين الفرات، فقال الحسين: «اللهم أمته عطشا، و لا تغفر له أبدا». فغضب الدارمي، و رماه بسهم؛ أثبته في حنكه الشريف.

فانتزع الحسين السهم من حنكه و بسط يديه تحت الجرح، فلما امتلأت راحتاه من الدم رمي به نحو السماء، و قال: «اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك، اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تبق منهم أحدا».

قالوا: ثم حمل الحسين عليه السلام من نحو الفرات علي الأعور السلمي و عمرو بن الحجاج الزبيدي - و كانا في أربعة آلاف علي المشرعة - فكشفهم علي الماء، و أقحم الفرس علي الفرات، فلما ولغ الفرس ليشرب، قال الحسين: «أنت عطشان و أنا عطشان، فلا أشرب حتي تشرب» فرفع الفرس رأسه، كأنه فهم الكلام، فقال الحسين: اشرب فأنا أشرب.

و لما مد الحسين يده الي الماء ليشرب ناداه لعين من القوم: يا حسين، أتلتذ بشرب الماء و قد هتكت حرمك.

فنفض الماء من يده و لم يشرب. و حمل علي القوم، فكشفهم و قصد الخيمة، فاذا هي سالمة.

بحر العلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 442 - 440



پاورقي

[1] [من هنا حکاه عنه في العبرات].

[2] سد صغير يبني لمنع السيل.

[3] امام حسين عليه‏السلام سخت تشنه بود. قدح آبي خواست و چون آب را به دهان خود نزديک ساخت، حصين بن نمير تيري بر آن حضرت زد که به دهانش خورد و مانع آشاميدن شد و امام عليه‏السلام قدح را رها فرمود.

حسين عليه‏السلام چون ديد قوم از نزديک شدن به او خودداري مي‏کنند، برخاست و پياده به سوي فرات حرکت فرمود که ميان او و آب مانع شدند و به جاي نخست خود برگشت.

دامغاني، ترجمه اخبار الطوال، / 304.

[4] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[5] [نفس المهموم: «أظماه»].

[6] [الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «فامتلأتا»].

[7] جابر جعفي گويد: حسين تشنه بود و تشنگي وي سخت شد. نزديک آمد که آب بنوشد. حصين بن تميم تيري سوي وي انداخت که به دهانش خورد. خون از دهان خويش مي‏گرفت و به هوا مي‏افکند. آن گاه حمد به خدا کرد و ثناي او کرد. سپس دو دست خويش را فراهم کرد و گفت: «خدايا! شمارشان را کم کن و به پراکندگي جانشان را بگير يکي‏شان را در زمين به جاي مگذار.»

قاسم بن اصبغ بن نباته به نقل از کسي که در هنگام کشته شدن حسين حضور داشته [است]، گويد: وقتي اردوگاه حسين به تصرف دشمن در آمد، از روي بند روان شد و آهنگ فرات داشت.

گويد: يکي از بني‏ابان بن دارم گفت: «واي بر شما! ميان وي و آب حايل شويد که شيعيانش بدو نرسند.»

گويد: اسب خويش را بزد و کسان از پي او برفتند تا ميان حسين و فرات حايل شدند. حسين گفت: «خدايا! تشنه‏اش بدار.»

گويد: مرد اباني تيري بزد و آن را در چانه‏ي حسين جاي داد.

گويد: حسين تير را بيرون کشيد و دو دست خويش را بگشود که از خون پر شد آن گاه گفت: «خدايا! از آن چه با پسر دختر پيغمبرت مي‏کنند، شکايت به تو مي‏آورم.»

گويد: به خدا، چيزي نگذشت که خدا تشنگي را بر آن مرد مسلط کرد و چنان شد که هرگز سيراب نمي‏شد.

قاسم بن اصبغ گويد: از جمله کساني بودم که براي تسکين وي مي‏کوشيدند. آب را براي وي خنک مي‏کردند و شکر در آن بود. کاسه‏هاي بزرگ پر از شير بود و کوزه‏هاي پر آب بود و او مي‏گفت: «واي شما! آبم دهيد که تشنگيم کشت.» کوزه يا کاسه‏اي را به او مي‏دادند که براي سيراب کردن اهل خانه بس بود.

آب را مي‏نوشيد و چون از دهان خويش برمي‏داشت، لحظه‏اي دراز مي‏کشيد. آن گاه مي‏گفت: «واي شما! آبم دهيد که تشنگيم کشت.»

گويد: «چيزي نگذشت که شکمش همچون شکم شتر بشکافت.»

پاينده، ترجمه تاريخ طبري، 3057 - 3056 / 7.

[8] في النسخ: يحملوا.

[9] في د: علي الماء.

[10] في د: علي الماء.

[11] من الطبري 258 / 6 و نور العين، و اسمه عبدالرحمان، و في الأصل و بر: أباالحتوف، و في د: أبوالحتوف.

[12] ليس في د.

[13] ليس في د.

[14] [قدم في الفتوح و الخوارزمي و تسلية المجالس و ما تبعوا عنهم الهجوم علي المخيمات علي ذهاب الامام عليه‏السلام علي الفرات].

[15] [کفاية الطالب: «و أخبرني بهذا شيخي شيخ الشيوخ عبدالله بن عمر بن حمويه، أخبرتنا شهدة فذکره، و به قال الطبراني، حدثنا»].

[16] [من هنا حکاه عنه في مجمع الزوائد].

[17] [في الخوارزمي و کفاية الطالب: «فشک»].

[18] [في الخوارزمي: «نفط» و أضاف في مجمع الزوائد: «رواه الطبراني، و رجاله الي قائله ثقات»].

[19] المسناة: سد يبني لحجز ماء السيل. «لسان العرب - سنا - 406: 14».

[20] القلة: اناء من الفخار يشرب منها. المعجم الوسيط 756: 2 (قلل).

[21] العس: القدح الکبير. المعجم الوسيط 600: 2 (عسس).

[22] [و في المقرم و بحر العلوم مکانه: «و رماه أبوالحتوف الجعفي بسهم وقع في جبهته المقدسة، فنزعه، و سألت الدماء علي وجهه (و کريمته) فقال...»].

[23] [في البحار و العوالم: «ثم يقول»].

[24] [في البحار و العوالم: «ثم يقول»].

[25] [في البحار و العوالم: «ظمئه»].

[26] [في البحار و العوالم: «ظمئه»].

[27] [في البحار و العوالم: «يموت و هو»].

[28] [في البحار و العوالم: «يموت و هو»].

[29] [في البحار و العوالم: «اسم»].

[30] [في البحار و العوالم: «أو»].

[31] [لم يرد في البحار و العوالم].

[32] [لم يرد في البحار و العوالم].

[33] [و في کفاية الطالب مکانه: «و أخبرنا المعمر بقية السلف محمد بن سعيد بن الموفق بن الخازن النيسابوري ببغداد، أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الأبري، أخبرنا النقيب أبوالفوارس طراد...» و في ابن‏العديم و العبرات مکانه: «أخبرنا أبومحمد عبدالرحمان بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس، و أبوالمظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني بحلب، قالا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الأبري، قالت: أخبرنا أبوالفوارس طراد...»].

[34] [لم يرد في کفاية الطالب].

[35] [لم يرد في کفاية الطالب].

[36] [في الأسرار مکانه: «و في العوالم، عن بعض کتب المناقب المعتبرة باسناده، عن أحمد بن الحسين...»].

[37] [من هنا حکاه في ذخائر العقبي و فضائل الخمسة، و في تهذيب الکمال مکانه: «قال أبوبکر بن أبي الدنيا...» و في جواهر العقدين: «و أخرج ابن أبي الدنيا...»].

[38] [تهذيب الکمال: «الکلبي»].

[39] [لم يرد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و فضائل الخمسة].

[40] [لم يرد في الأسرار].

[41] [لم يرد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و فضائل الخمسة].

[42] [لم يرد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و فضائل الخمسة].

[43] [الأسرار: «يتلقي الدم و يرمي به نحو السماء»].

[44] [تهذيب الکمال: «فيرقي»].

[45] [لم يرد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و فضائل الخمسة].

[46] [الأسرار: «يتلقي الدم و يرمي به نحو السماء»].

[47] [في ذخائر العقبي و فضائل الخمسة: «فرماه فحال»، و في جواهر العقدين: «فحال» و في الأسرار: «و حال»].

[48] [في ذخائر العقبي و فضائل الخمسة: «فرماه فحال»، و في جواهر العقدين: «فحال» و في الأسرار: «و حال»].

[49] [لم يرد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و فضائل الخمسة].

[50] [في التهذيب و کفاية الطالب و ابن‏العديم و العبرات: «ظمئه» و في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و الأسرار و فضائل الخمسة: «أظمأه»].

[51] [لم يرد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و فضائل الخمسة].

[52] [في التهذيب و کفاية الطالب و ابن‏العديم و العبرات: «ظمئه» و في الأسرار: «أظمأه»].

[53] [في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و فضائل الخمسة: «شهد موته و هو» و في الأسرار: «شهده و هو يموت انه کان»].

[54] [في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و فضائل الخمسة: «شهد موته و هو» و في الأسرار: «شهده و هو يموت انه کان»].

[55] [کفاية الطالب: «المرج»].

[56] [في کفاية الطالب و ذخائر العقبي و تهذيب الکمال و جواهر العقدين و الأسرار و فضائل الخمسة: «و خلفه الکانون» و في ابن‏العديم و العبرات: «و من خلفه الکانون» و هو صحيح].

[57] [في کفاية الطالب و ذخائر العقبي و تهذيب الکمال و جواهر العقدين و الأسرار و فضائل الخمسة: «و خلفه الکانون» و في ابن‏العديم و العبرات: «و من خلفه الکانون» و هو صحيح].

[58] [في کفاية الطالب و ذخائر العقبي و جواهر العقدين و الأسرار و فضائل الخمسة: «و الماء و اللبن» و في تهذيب الکمال: «أو الماء و اللبن»].

[59] [في کفاية الطالب و ذخائر العقبي و جواهر العقدين و الأسرار و فضائل الخمسة: «و الماء و اللبن» و في تهذيب الکمال: «أو الماء و اللبن»].

[60] [کفاية الطالب: «فانقدت»].

[61] [أضاف في کفاية الطالب: «قلت: رواه ابن أبي الدنيا في کتابه، و ابن‏عساکر في تاريخه، عن ابن‏طاووس، عن طراد (1138) فکأني سمعته عنه» و أضاف في ذخائر العقبي و فضائل الخمسة: «خرجه ابن أبي الدنيا»].

[62] [حکاه في فضائل الخمسة عن ذخائر العقبي و في العبرات عن ابن‏العديم].

[63] [في البحار و العوالم: «و لا في آخرتک» و الي هنا حکاه عنه في الأسرار، و من هنا حکاه عنه في اثبات الهداة].

[64] [حکاه في الأسرار عن البحار].

[65] [مدنية المعاجز: «الرامي»].

[66] [مدنية المعاجز: «يلقي»].

[67] الکانون: الموقد و المصطلي.

[68] [لم يرد في مدينة المعاجز].

[69] [لم يرد في مدينة المعاجز].

[70] [و في المعالي مکانه: «و لقد کان يحمل فيهم و قد تکملوا ثلاثين ألف، فينهزمون من بين يديه کأنهم الجراد المنتشر، ثم يرجع الي مرکزه، و هو يقول: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. و هو في تلک الحال يطلب شربة من الماء، فکلما حمل بفرسه علي الفرات، حملوا عليه بأجمعهم حتي أجلوه عنه، فحمل...»].

[71] [زاد في الدمعة الساکبة: «ففرقهم» و زاد في الأسرار: «فهزمهم» و أضاف في المعالي «فقلب أولهم علي آخرهم، فانکشفوا من بين يديه يدق بعضهم بعضا حتي دخل المشرعة»].

[72] [في البحار و العوالم و الأسرار و نفس المهموم و المعالي و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «أولغ» و في الدمعة الساکبة: «ولغ»].

[73] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و نفس الهموم و المعالي و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «لا ذقت»].

[74] [الأسرار: «رفع»].

[75] [المعالي: «غرفة، فرماه لعين بسهم، فأصاب فمه الشريف»].

[76] [في البحار و الدمعة الساکبة و العوالم و الأسرار و نفس المهموم و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه: «حرمک»].

[77] [الدمعة الساکبة: «فنفذ»].

[78] [المعالي: «غرفة، فرماه لعين بسهم، فأصاب فمه الشريف»].

[79] [نهاية الارب: «فقال رجل من بني‏أبان بن دارم: ويلکم! حولوا بينه و بين الماء، و ضرب فرسه، و اتبعه الناس حتي حال بينه و بين الفرات، فقال الحسين: اللهم أظمئه! و انتزع الأباني سهما، فأثبته في حنک الحسين، فانتزع الحسين السهم، ثم بسط کفيه فامتلأ دما، فقال»].

[80] [نهاية الارب: «فقال رجل من بني‏أبان بن دارم: ويلکم! حولوا بينه و بين الماء، و ضرب فرسه، و اتبعه الناس حتي حال بينه و بين الفرات، فقال الحسين: اللهم أظمئه! و انتزع الأباني سهما، فأثبته في حنک الحسين، فانتزع الحسين السهم، ثم بسط کفيه فامتلأ دما، فقال»].

[81] [نهاية الارب: «ما يفعل»].

[82] [نهاية الارب: «أن الذي»].

[83] [نهاية الارب: «حصين بن نمير، قال: فما مکث الذي رماه الا يسيرا، ثم صب الله عليه الظمأ فجعل لا يروي، و الماء يبرد له»].

[84] [نهاية الارب: «حصين بن نمير، قال: فما مکث الذي رماه الا يسيرا، ثم صب الله عليه الظمأ فجعل لا يروي، و الماء يبرد له»].

[85] [نهاية الارب: «و قلال فيها الماء، و انه ليقول: ويلکم»].

[86] [نهاية الارب: «و قلال فيها الماء، و انه ليقول: ويلکم»].

[87] [أضاف في نهاية الارب: «قتلني الظمأ»].

[88] [نهاية الارب: «قال ويلکم»].

[89] [أضاف في نهاية الارب: «فيعطي القلة و العس فيشربه،»].

[90] [نهاية الارب: «انقد»].

[91] تشنگي حسين شدت يافت. ناگزير رود فرات را قصد کرد که آب بنوشد. حصين بن نمير او را هدف تير کرد. تير به دهانش اصابت کرد. او خون را از دهان خود با کف دست گرفت و حواله‏ي آسمان کرد. خداوند را حمد و ثنا کرد و گفت: (مقصود حسين بعد از گرفتن خون و حواله کردن آن به آسمان) «خداوندا! من نزد تو شکايت مي‏کنم از آن چه نسبت به فرزند دختر پيغمبر تو مرتکب شده‏اند. خداوندا! آن ها را يک يک بشمار و بکش و پراکنده کن و يک تن از آن‏ها را باقي مگذار.» (عين نفرين آن بزرگوار نقل مي‏شود که خالي از فايده نيست و مؤلف آن را به اختصار آورده که ما همان روايت مؤلف را که مختصر است، ذکر مي‏کنيم و ترجمه آن هم همان دو کلمه است: اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تبق منهم أحدا؛ که عبارت بليغ و مؤثر مي‏باشد).

گفته شده [است]: کسي که او را هدف کرد، مردي از بني‏ابان بني‏دارم بود. آن مرد اندکي (بعد از قتل حسين) زيست و بعد مبتلا به عطش شد که آب را براي او سرد مي‏کردند و با شکر مي‏آميختند (شربت) و پياپي مي‏دادند. همچنين کوزه‏هاي دوغ خنک آماده کرده به او مي‏دادند و رفع تشنگي از او نمي‏شد. او فرياد مي‏زد: «آبم دهيد!»، يک کوزه آب به او مي‏دادند. مي‏نوشيد و کوزه ديگر مي‏رسيد و او بر پشت مي‏افتاد و باز تشنه مي‏شد و فرياد مي‏زد: «آبم دهيد! که تشنگيم کشت.»

پس از اندک مدتي، شکم او ترکيد و مانند شکم شتر دريده شد.

خليلي، ترجمه‏ي کامل، 187 / 5.

[92] [في المطبوع: «انفد بطنه انفداد»].

[93] [في المطبوع: «انفد بطنه انفداد»].

[94] سقط من المصرية.

[95] و چون امام حسين آهنگ کنار فرات کرد تا حرارت عطش را تسکيني دهد، شمر با قوم گفت که: «مگذاريد امام حسين آب خورد. چه اين زمان مرده است و اگر آب آشامد، بار ديگر زنده شود.» امام حسين چون به کنار فرات رسيد، دست به آب کرد تا بياشامد. مردي از آن ملاعين تيري. به جانب وي انداخت. بر دهان مبارکش خورد و آن جناب تير از دهن بيرون کشيد و گفت: «يا رب؛ جز تو، پيش که نالم و به غير تو، که به فرياد من رسد.» و دهانش زمان زمان پر خون شده بيرون مي‏افکند.

و در اين اثنا، آن جناب قدحي آب طلبيد و بر دهن نهاد. پيش از آن که قطره‏اي به گلوي همايونش فرود رود، حصين بن نمير ملعون تيري بر دهن وي زد و آب نصيب وي نگشت. چون امام شهيد مظلوم ديد که مخالفان متوجه او شدند از محل خود روان شد و ميل به کنار فرات کرد آن ملاعين ميان او و رود حايل شدند. امام حسين رضي الله عنه مراجعت نمود و به جاي خويش آمد.

آن قوم نابکار روي به آن قدوه اخيار آورد و علي التواتر حمله‏هاي عظيم مي‏کردند و آن حضرت در دفع آن حملات مي‏کوشيد و چون عطش بر وي غالب شده بود، هر لحظه به جانب فرات مي‏تاخت و آن مخاذيل ميان او و فرات حايل شده بودند و نمي‏گذاشتند که به کنار آب رسد. در اين اثنا، ملعوني از رحمت حق بي‏نصيب و از عالم آخرت بي‏وقوف، رأس رئيس اهل ضلال مکني به ابوالحنوق تيري بر پيشاني امام حسين زد و او تير را کشيد و خون بر روي و موي آن جناب فرودويد و امام حسين روي به جانب آسمان کرد و گفت: «قد تري ما أنا فيه من عبادک، هؤلاء العصاة العتاة، اللهم فأحصهم عددا و اقتلهم مددا و لا تذر علي وجه الأرض منهم أحدا، و لا تغفر لهم أبدا.»

ميرخواند، روضة الصفا، 167 ، 166 ، 165 / 3.

[96] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و نفس المهموم و المعالي و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه:؛ فقصده»].

[97] [لم يرد في المعالي و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[98] [لم يرد في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و نفس المهموم].

[99] [في البحار: «أحلوه» و في الدمعة الساکبة: «حلوه» و في العوالم و الأسرار و نفس المهموم: «أجلوه»].

[100] [لم يرد في المعالي و الامام الحسين عليه‏السلام و أصحابه].

[101] [المعالي: «فمد يده و أخرج»].

[102] [أضاف في الدمعة الساکبة: «أقول: و رأيت في بعض الکتب المعتبرة أن الرامي للسهم خولي بن يزيد الأصبحي (لعنه الله)، و قيل: أبوأيوب الغنوي (لعنه الله)»].

[103] [أضاف في المعالي: «رب اليک أشکو من قوم أراقوا دمي، منعوني شرب الماء»].

[104] و آن قوم نابکار به هيأت اجتماعي روي به آن قدوه‏ي اخيار آورده، علي التعاقب و التوالي حملات مي‏کردند و آن حضرت در مدافعه مي‏کوشيد و چون تشنگي بر وي غالب مي‏شد، به جانب فرات مي‏تاخت و آن مخاذيل حايل گشته نمي‏گذاشتند که به کنار آب رسد. در آن اثنا، لعيني که کنيتش ابوالحنوق بود، تيري بر پيشاني نوراني امام حسين عليه‏السلام زد و آن حضرت تير را بيرون کشيده و خون روي همايونش فرودويد و حسين رضي الله عنه زبان به نفرين آن ملاعين گشاد. اعدا دست به تير و کمان و سيف و سنان و چون هفتاد و دو زخم تير و نيزه به بدن مبارکش رسانيدند، ضعف بر وي غلبه کرد. بايستاد و سنگي بر پيشاني و آن حضرت آمد و بشکست و مي‏خواست که خون را پاک سازد که ناگاه تيري ديگر رسيد و امام حسين عليه‏السلام آن تير را بيرون کشيد و خون از سر زخم بسان آب از ميزاب در سيلان آمد و آن سرور دست پر خون بر سر و روي همايون ماليد و فرمود که: «به اين هيأت با جد خود، محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ملاقات خواهم کرد.»

رباعي:



افسوس ز قامت همايون حسين

صد حيف از آن عارض گلگون حسين‏



دردا که زجور دشمن دون حسين

آميخت به خاک کربلا خون حسين‏



و در آن حين که ضعف به آن امام کرامت قرين راه يافته بود، يک يک و دو دو از جيش عدو پيش آمده، از مهابت آن حضرت بازمي‏گشتند و بعضي مکروه مي‏داشتند که روز قيامت به خون آن مهر سپهر امامت مآخذ گردند.

خواندامير، حبيب السير، 56 - 55 / 2.

[105] [و في ينابيع المودة مکانه: «فأرسل زمام فرسه ليشرب، فصبر حتي يشرب، و مد يده الي الماء و غرف غرفة ليشربها، و يحمل الي نساء من الماء، و اذا صائح يقول...»].

[106] [ينابيع المودة: «فأنشأ عند ذلک»].

[107] [ينابيع المودة: «فأنشأ عند ذلک»].

[108] [ينابيع المودة، «الأجساد»].

[109] [ينابيع المودة، «ظلوم»].

[110] [ينابيع المودة، «جهرة»].

[111] چون تشنگي بر آن جناب غالب شد، به جانب نهر فرات روان شد چون به نزديک آب رسيد، سواران و پيادگان آن کافران سر راه بر آن جگر گوشه‏ي خير البشر و نور ديده‏ي ساقي حوض کوثر گرفتند و ايشان زياده از چهار هزار نفر بودند. آن شير خدا با لب تشنه بسياري از ايشان را به سراي جحيم فرستاد. صف لشکر را شکافت و اسب را در ميان آب راند و به اسب خطاب فرمود: «تو اول آب بخور تا من آب خورم.»



اسب دهان از آب برداشت و انتظار مي‏کشيد که اول آن امام تشنه لب آب بياشامد.

چون امام کفي از آب برگرفت که بياشامد، ملعوني فرياد زد که: تو آب مي‏آشامي و لشکر مخالف در خيمه‏هاي حرم در آمده‏اند؟ حضرت آب را ريخت و رو به خيمه‏ها روانه شد. ديد که آن خبر، اصلي نداشت. دانست که مقدر شده است که روزه‏ي آن روز را از آب کوثر به دست خير البشر افطار نمايد.

مجلسي، جلاء العيون، / 686 - 685

ايضا ابن شهرآشوب و ديگران روايت کرده‏اند که حضرت سيدالشهدا عليه‏السلام در صحراي کربلا تشنه شد، خود را به کنار فرات رسانيد و آب برگرفت که بياشامد، ملعوني تيري به جانب آن جناب انداخت که بر دهان مبارکش نشست، حضرت فرمود: «خدا هرگز تو را سيراب نگرداند.»

پس آن ملعون تشنه شد و هر چند آب مي‏خورد سيراب نمي‏شد تا آن که خود را به شط فرات افکند، و چندان آب آشاميد که به آتش جهنم واصل گرديد.

ايضا روايت کرده‏اند که چون امام حسين عليه‏السلام از آن کافران جفاکار آب طلبيد، بدبختي در ميان آنها ندا کرد: «يا حسين يک قطره از آب فرات نخواهي چشيد تا آن که تشنه بميري يا به حکم ابن‏زياد درآيي.»

حضرت فرمود: «خداوندا او را از تشنگي بکش و هرگز او را ميامرز.»

پس آن ملعون پيوسته العطش فرياد مي‏کرد، و هر چند آب مي‏آشاميد سيراب نمي‏شد تا آن که ترکيد و به جهنم واصل شد.

و بعضي گفته‏اند که آن ملعون عبدالله بن حصين ازدي بود، و بعضي گفته‏اند که حميد بن مسلم بود. ايضا روايت کرده‏اند که ولد الزنائي از قبيله‏ي دارم تيري به جانب آن حضرت افکند، بر حنکش آمد، و حضرت آن خون را مي‏گرفت و به جانب آسمان مي‏ريخت، پس آن ملعون به بلائي مبتلا شد که از سرما و گرما فرياد مي‏کرد، و آتشي از شکمش شعله مي‏کشيد و پشتش از سرما مي‏لرزيد، و در پشت سرش بخاري روشن مي‏کردند و از پيش رو او را باد مي‏زند و يخ بر شکمش مي‏چسبانيدند، و از تشنگي فرياد مي‏کرد و هر چند آب مي‏خورد سيراب نمي‏شد، تا آن که شکمش پاره شد و به جهنم واصل شد.

مجلسي، جلاء العيون، / 782 - 781.

[112] سورة الحشر / آية 9.

[113] [انظر: 395 / 4 [.

[114] [في المطبوع: «أبي عيينة»].

[115] [راجع: «عاشوراء: ليلته»].

[116] مع القصه! سپاه ابن‏سعد، راکب و راجل دفعة واحدة بر آن حضرت حلمه کردند و حسين عليه‏السلام چون شير مغضب و شمشير غاضب (در دو نسخه‏ي موجود با غين معجمه ضبط شده است؛ ولي گويا با عين مهمله به معناي (بران) مناسب‏تر است.) در روي ايشان درآمد و شمشير در ايشان نهاد و آن گروه انبوه را به زخم تيغ و طعن نيزه چنان به خاک مي‏افکند که باد خزان برگ رزان را (رز: درخت انگور.) هيچ کس بر وي نگذشت که علفه‏ي شمشير او نگشت و به هيچ سوي روي نکرد که لشکريان پشت ندادند. از کثرت عطش، جانب فرات گرفت. کوفيان دانسته بودند که اگر شربتي آب بنوشد، ده چندان از اين بکوشد و بکشد. همگان بر طريق شريعه آمدند و صف از پس صف راست کردند و از تيغهاي هندي و نيزه‏هاي خطي، طريق شريعه را از آهن و فولاد سدي سديد بستند.

اعور السلمي و عمر بن الحجاج الزبيدي که با چهار هزار مرد کمان دار خاصه‏ي نگهبان شريعه بودند، بانگ بر سپاه زدند که: «حسين عليه‏السلام را راه با شريعه مگذاريد!»

آن حضرت چون شير دمنده بر ايشان حمله افکند و صفوف را بشکافت و طريقه‏ي شريعه را از دشمن بپرداخت و اسب به فرات راند و سخت تشنه بود و اسب آن حضرت نيز تشنگي از حد افزون داشت.

قال الحسين: أنت عطشان و أنا عطشان. و الله لا ذقت الماء حتي تشرب.

فرمود: «تو تشنه‏اي و من تشنه‏ام. سوگند با خداي آب نياشامم تا تو آب نخوري.»

کان فرس فهم کرد کلام آن حضرت را و (گويا اسب، سخن آن حضرت را فهميد.) سر برافراشت؛ يعني: «در شرب آن بر تو سبقت نجويم.»

پس حسين، دست فرابرد و کفي آب برگرفت و فرمود: «آب بخور که من آب مي‏آشامم.»

ناگاه حصين بن نمير تيري به جانب آن حضرت گشاد داد و آن تير بر دهان مبارکش آمد و خون بدويد.

به روايت شيخ مفيد، حسين عليه‏السلام در اين وقت بر مسنات سوار بود و از آن سوي سواري فرياد برداشت که: «اي حسين! تو آب مي‏نوشي و لشکر به سراپرده‏ي تو در مي‏رود و هتک حرم تو مي‏کند.»

چون حسين اين بشنيد، آب از کف بريخت و از شريعه بيرون تاخت و با تيغ، سپاه کوفه را بپراکند و به سرا پرده‏ي خويش آمد. مکشوف افتاد که کس تعرض، به سراپرده‏ي عصمت نرسانيده و گوينده‏ي اين خبر مکري کرده و غدري (غدر: مکر و نيرنگ.) انديشيده [است].

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 380 - 378 / 2

و ديگر در کتاب ثاقب المناقب قاسم بن اصبغ بن نباته از مردي که در سپاه حسين بود حديث مي‏کند که: چون زحمت عطش بر سپاه حسين مستولي گشت، آن حضرت بر مرکب مسناة (مسناة، در لغت بمعني رام و هموار.) برنشست و آهنگ فرات فرمود. مردي از بني‏ابان بن دارم، که حافظ شريعه بود، تيري به قصد آن حضرت پرتاب کرد و به زخم پيکان، حنک (حنک «بفتحتين»: کام، زير زنخ.) مبارکش را جراحت نمود.

فقال عليه‏السلام: اللهم! أظمئه، اللهم! أظمئه.

يعني: «اي پروردگار من! اين رامي را زحمت عطش بچشان.»

در زمان بلاي عطش بروي استيلا يافت. قاسم بن اصبغ مي‏گويد: نگران بودم که قله‏هاي آب (قله: کوزه، سبو.) در نزد او حاضر بود، مي‏آشاميد و فرياد برمي‏آورد:

ويلکم! اسقوني قتلني الظما.

يعني: اي واي بر شما! سقايت کنيد مرا که تشنگي مرا کشت.

قال: فوالله ما لبث الا يسيرا، حتي انقد بطنه انقداد بطن البعير.

قاسم بن اصبغ مي‏گويد: «سوگند با خداي زماني دير برنيامد که شکمش مانند شکم شتر از دراز بشکافت.»

و به روايتي قلال و اقداح سرشار از آب در پيش روي او بود و از قفاي او آتش برمي‏دميد و فرياد برمي‏آورد:

اسقوني قتلني الظما.

تا جان به دوزخ روان کرد.

و ديگر ابن شهرآشوب روايت مي‏کند که: مردي از قبيله‏ي کلب خدنگي به جانب حسين عليه‏السلام گشاد داد و بر شدق (شدق (چو حبر و فلس): کنج و گوشه‏ي دهن.) آن حضرت آمد.

فقال عليه‏السلام: لا أرواک الله.

فرمود: خداوند تو را سيراب نکند. در حال چنان تشنه شد که به کثرت آشاميدن آب عطش او شکسته نمي‏گشت. در پايان خويشتن را به فرات افکند و آب همي‏خورد تا بمرد.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 13 - 12 / 4

ابن شهرآشوب از ابي‏مخنف روايت مي‏کند که: اعور اسلمي و عمرو بن الحجاج الزبيدي با چهار هزار نفر حافظ شريعه‏ي فرات بودند، حسين عليه‏السلام حمله افکند و صفوف ايشان را بدريد و فرس در فرات راند.

قال، أنت عطشان و أنا عطشان! و الله لا ذقت الماء حتي تشرب.

فرمود: «تو تشنه‏اي و من تشنه‏ام! سوگند با خداي آب ننوشم تا تو نياشامي.»

چنان مي‏نمود که اسب فهم آن کلمات مي‏کند، سر برداشت، يعني: «آب نخورم تا تو نخورده باشي.»

حسين دست فرابرد که کفي آب برگيرد؛ يک تن از لشکر ابن‏سعد فرياد برآورد که: «هان اي حسين! تو آب مي‏نوشي و حرم تو پايمال لشکر مي‏شود.»

آن حضرت آب را از کف بريخت و اسب برجهاند و صف بشکافت و به کنار خيام خويش بشتافت و اين خبر را به کذب يافت.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 17 / 4

سيدالشهداء وارد شريعه شد و کف مبارک پر از آب کرد بياشامد - پس به روايت ابن شهرآشوب و بحار و جلاء العيون در باب عذاب قاتلين آن حضرت در دنيا: ملعوني تير بر دهان مقدس آن سرور زد پر از خون شد؛ آن حضرت فرمود: لا أرواک الله من الماء في دنياک و لا آخرتک. پس به نفرين آن جناب آن مرد يک مشک آب مي‏خورد و سير نمي‏شد تا به جهنم واصل شد -.

و به روايت اخبار الدول: آب در کف آن جناب پر از خون شد، پس دست به آسمان بلند کرد و در حق جميع آن قوم نفرين نمود.

در روايت ديگر در بحار و عوالم و جلاء العيون است، ملعوني فرياد کرد: «يا اباعبدالله! تو لذت از آب مي‏بري و لشکر رو به خيمه تو رفتند.»

آن حضرت آب را ريخت و لشکر را متفرق کرد؛ ديد آن خبر اصلي ندارد؛ دفعه‏ي ديگر اراده‏ي شريعه نمود لشکر (لعنهم الله) حائل شدند بين آن حضرت و آب؛ چنانچه مسلم بن عمرو باهلي (لعنه الله) جسارت کرد در کلام خود به حضرت مسلم، ملاعين کربلا نيز جسارت کردند.

و ملعوني مي‏گفت: «آيا نظر نمي‏کني به فرات اي حسين گويا شکم ماهيان است؛ به خدا قسم از آن نياشامي تا تشنه کشته شوي.» آن حضرت به درگاه اله عرض کرد: «اللهم أمته عطشا.»

دعاي آن حضرت مستجاب شده هر چه آب مي‏آشاميد سير نمي‏شد تا تشنه به سگان جهنم ملحق شد. «ألا لعنة الله علي القوم الظالمين، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.»

بيرجندي، کبريت احمر، / 113.

[117] [وسيلة الدارين: «منکبه»].

[118] ابوالعباس احمد بن يوسف دمشقي قرماني که 1019 مرده است در اخبار الدول گويد: تشنگي بر آن حضرت سخت شد و آبش ندادند، يک شربت آب به دست او افتاد چون خم شد که بنوشد، حصين بن نمير تيري به زنخش زد و آن آب پر از خون شد و دست برداشت به سوي آسمان و مي‏گفت: خدايا آنها را شماره کن و تا آخر تن بکش و احدي از آنها را روي زمين مگذار.

کمره‏اي، ترجمه‏ي نفس المهموم، / 168.

[119] [الي هنا حکاه في اللواعج، / 182 [.

[120] [في المطبوع: «فيه»].