بازگشت

جهاده الأعداء، و طلبه الماء، فاستشهاده


و العباس بن علي بن أبي طالب عبدالله و أمه أم البنين [...] قتله زيد بن رقاد الجنبي، [1] و حكيم بن الطفيل الطائي السنبسي، و كلاهما ابتلي في بدنه [2] .

الرسان، تسمية بن قتل، تراثنا، س 1 - ع 149 / ، 2 مساوي عنه: الشجري، الأمالي، 170 / 1؛ مثله المحلي، الحدائق الوردية، 120 / 1

و العباس بن علي بن أبي طالب الأكبر، قتله زيد بن رقاد الجنبي، و حكيم السنبسي من طي ء.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 75 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 143 / 2

ولده يسمونه «السقاء»، و يكنونه أبا قربة؛ شهد مع الحسين كربلاء؛ فعطش الحسين، فأخذ قربة، و اتبعه اخوته [3] لأبيه و أمه [4] بنو علي، و هم: عثمان، و جعفر و عبدالله، فقتل اخوته قبله [5] ، و جاء بالقربة يحملها [6] الي الحسين مملوءة؛ فشرب منها الحسين، ثم قتل العباس بن علي بعد اخوته مع الحسين.

المصعب الزبيري، نسب قريش، / 43 مساوي مثله ابن أبي الدنيا، مقتل الامام أميرالمؤمنين عليه السلام، / 120؛ المحمودي، العبرات [7] ، 80 / 2

و قال بعضهم: قتل حرملة بن كاهل الأسدي، ثم الوالبي العباس بن علي بن أبي طالب مع جماعة و تعاوروه، و سلب ثيابه حكيم بن طفيل الطائي [8] .

و رمي الحسين بسهم، فتعلق بسرباله.


البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 407 / 3، أنساب الأشراف، 201 / 3 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 82 / 2

و كان حكيم بن طفيل الطائي سلب العباس بن علي ثيابه، و رمي الحسين بسهم، فكان يقول: تعلق سهمي بسرباله و ما ضره. فبعث اليه عبدالله بن كامل، فأخذه، فاستغاث أهله بعدي بن حاتم، فكلم فيه ابن كامل فقال: أمره الي الأمير المختار، و بادر به الي المختار قبل شفاعة ابن حاتم له الي المختار، فأمر به المختار فعري، و رمي بالسهام حتي مات.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 407 / 6

و حرملة بن كاهل بن الجزار بن سلمة بن الموقد الذي قتل عباس بن علي بن أبي طالب مع الحسين عليهم السلام.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 175 / 11

و الأسدي: حرملة بن الكاهل الذي جاء برأس عباسس بن علي بن أبي طالب و هو قتله مع الحسين بالطف.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 256 / 13

و بقي العباس بن علي قائما أمام الحسين يقاتل دونه، و يمييل معه حيث مال، حتي قتل رحمه الله [9] .

الدينوري، الأخبار الطوال، / 255 مساوي عنه: ابن العديم، بغية الطلب، 2629 / 6، الحسين ابن علي، / 88، المازندراني، معالي السبطين، 432 / 1؛ المحمودي، العبرات، 82 / 2

قتله زيد بن رقاد [10] الجنبي و حكيم بن الطفيل السنبسي [11] .

الطبري، التاريخ، 468 / 5 مساوي مثله ابن الأثير، الكامل، 302 / 3

و خرج من بعده أخوه العباس بن علي و هو يقول:




أقسمت بالله الأعز الأعظم

و بالحجور صادقا و زمزم



و ذو الحطيم و الفنا المحرم

ليخضبن اليوم جسمي بالدم



أمام ذي الفضل و ذي التكرم

ذاك حسين ذو [12] الفخار الأقدم



ثم حمل، فلم يزل يقاتل حتي قتل من القوم جماعة، و قتل - رحمه الله.

ابن أعثم، الفتوح، 207 / 5

و العباس يقال له: السقاء، لأن الحسين طلب الماء في عطشه و هو يقاتل، فخرج العباس و أخوه، و احتال حمل اداوة ماء و دفعها الي الحسين، فلما أراد الحسين أن يشرب من تلك الاداوة / جاء سهم، فدخل حلقه، فحال بينه و بين ما أراد من الشرب، فاحترشته السيوف حتي قتل، فسمي العباس بن علي «السقاء» لهذا السبب.

ابن حبان، الثقات (السيرة النبوية)، 310 / 2، السيرة النبوية (ط بيروت)، 559

حدثني أحمد بن عيسي، قال: حدثني حسين بن نصر، قال حدثنا أبي، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر: أن زيد بن رقاد الجنبي [13] و حكيم بن الطفيل الطائي قتلا العباس بن علي عليه السلام [14] .

أبوالفرج، مقاتل الطالبيين، / 56 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 40 / 45؛ البحراني، العوالم، 283 / 17

قال المدائني: أبو غسان، عن هارون بن سعد، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال: رأيت رجلا من بني أبان بن دارم أسود الوجه، و كنت أعرفه جميلا، شديد البياض، فقلت له: ما كدت أعرفك، قال: اني قتلت شابا أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود، فما نمت ليلة منذ قتلته الا أتاني، فيأخذ بتلابيي، حتي يأتي جهنم، فيدفعني فيها، فأصيح،


فما يبقي أحد في الحي الا سمع صياحي. قال: و المقتول العباس بن علي - عليه السلام [15] .

أبوالفرج، مقاتل الطالبيين، / 79 - 78 مساوي عنه: المجلسي: البحار، 306 / 45؛ العوالم، 626 - 625 / 17

و كان الذي ولي قتل العباس بن علي يومئذ يزيد بن زياد الحنفي، أخذ سلبه حكيم ابن طفيل الطائي، و قيل: انه شرك في قتله يزيد، و كان بعد أن قتل اخوته عبدالله و عثمان و جعفر معه قاصدين الماء. و يرجع وحده بالقربة، فيحمل علي أصحاب عبيدالله بن زياد الحائلين دون الماء. فيقتل منهم، و يضرب فيهم حتي يتفرجوا عن الماء، فيأتي الفرات، فيملأ القربة، و يحملها، و يأتي بها الحسين عليه السلام و أصحابه، فيسقيهم حتي تكاثروا عليه، و أوهنته الجراح من النبل، فقتلوه كذلك بين الفرات و السرادق، و هو يحمل الماء، و ثم قبره [16] رحمه الله.

و قطعوا يديه و رجليه حنقا عليه، و لما أبلي فيهم، و قتل منهم، فلذلك سمي السقاء.

و قتل العباس بن علي يومئذ و هو ابن أربع و ثلاثين سنة.

القاضي النعمان، شرح الأخبار، 194 - 191 / 3


و حملت الجماعة علي [17] الحسين عليه السلام، [18] فغلبوه علي عسكره و [19] اشتد [20] به العطش، فركب المسناة يريد الفرات [21] و بين يديه [22] العباس أخوه [23] ، فاعترضه [24] خيل ابن سعد (لعنه الله)، [25] و فيهم رجل من بني دارم [26] فقال لهم: ويلكم، حولوا بينه و بين [27] الفرات [28] و لا تمكنوه منالماء. [29] فقال الحسين عليه السلام: اللهم أظمئه [30] فغضب الدارمي و رماه بسهم، فأثبته في حنكه، فانتزع الحسين عليه السلام السهم و بسط يده [31] تحت حنكه، فامتلأت راحتاه من الدم، فرمي به [32] ، ثم [33] قال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك [34] [35] ثم رجع الي مكانه و قد اشتد به العطش.

و أحاط القوم بالعباس [36] ، فاقتطعوه عنه [37] ، فجعل يقاتلهم وحده حتي قتل رحمه الله [38] ،


[39] و كان المتولي لقتله [40] زيد بن ورقاء الحنفي و حكيم بن الطفيل السنسني [41] بعد أن أثخن بالجراح، فلم يستطع حراكا [42] .

المفيد، الارشاد، 114 - 113 / 2 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 322 - 321 / 4؛ القمي، نفس المهموم، / 330 - 329؛ المحمودي، العبرات، 82 / 2؛ مثله الطبرسي، اعلام الوري، / 248؛ الأمين، أعيان الشيعة، 608 / 1، لواعج الأشجان، / 183 - 182

ثم نزل [العباس بن علي]، فقاتل حتي قتل.

الشجري، الأمالي، 175 / 1

ثم خرج من بعده، العباس بن علي، و أمه أم البنين أيضا و هو السقاء، فحمل و هو يقول:




أقسمت بالله الأعز الأعظم

و بالحجون صادقا و زمزم



و بالحطيم و الفنا المحرم

ليخضبن اليوم جسمي بدمي



دون الحسين ذي الفخار الأقدم

امام أهل الفضل و التكرم



فلم يزل يقاتل حتي قتل جماعة من القوم، ثم قتل، فقال الحسين: الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 30 - 29 / 2 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 83 ، 81 / 2

و كان عباس السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين، و هو أكبر الاخوان مضي يطلب الماء، فحملوا عليه، و حمل هو عليهم، و جعل يقول: [43] .



لا أرهب الموت اذ الموت رقي

حتي أواري في المصاليت لقا



نفسي لنفس [44] المصطفي الطهر وقا

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي

ففرقهم [45] ، [46] فكمن له زيد بن ورقاء الجهني من وراء نخلة، و عاونه حكيم بن طفيل السنبسي، فضربه علي يمينه [47] ، فأخذ السيف بشماله، و حمل عليهم و هو يرتجز:



[48] و الله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا [49] عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين



[50] فقاتل حتي ضعف، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة، فضربه علي شماله [51] ، فقال: [52] .




يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فأصلهم يا رب حر النار [53]

فقتله الملعون بعمود من حديد، [54] فلما [55] رآه الحسين مصروعا علي شط الفرات، بكي [56] و أنشأ يقول:



تعديتم [57] يا شر قوم بفعلكم [58]

و خالفتم [59] قول [60] النبي محمد



أما كان خير الرسل وصاكم [61] بنا

أما نحن من نسل النبي المسدد



أما كانت الزهراء أمي دونكم

أما كان [62] من خير البرية أحمد



لعنتم و أخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حر نار توقد



ابن شهرآشوب، المناقب، 108 / 4 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 335 - 334؛ المازندراني، معالي السبطين، 448 / 1؛ المحمودي، العبرات، 84 - 83 ، 82 - 81 / 2؛ مثله الأمين، أعيان الشيعة، 608 / 1، لواعج الأشجان، / 180 - 179

و لما اشتد بالحسين عليه السلام و أصحابه العطش، و بلغ منه اللغوب.

[63] فرويت الي القاسم بن أصبغ بن نباتة، قال حدثني من شاهد الحسين عليه السلام و قد لزم المسناة يريد الفرات، و العباس بين يديه.


فقال زرعة [64] بن أبان بن دارم: حولوا بينه و بين الماء. و رماه بسهم، فأثبته في حنكه، فقال عليه السلام: اللهم اقتله عطشا، و لا تغفر له أبدا. و كان قد أتي بشربة، فحال الدم بينه و بين الشرب، فجعل يتلقي الدم، [65] و يقول هكذا [66] الي السماء [67] .

و رويت عن الشيخ عبدالصمد، عن الشيخ أبي الفرج عبدالرحمان بن جوزي: أن الأباني كان بعد ذلك يصيح من الحر في بطنه، و البرد في ظهره [68] ، و بين يديه المراوح و الثلج، و خلفه الكانون، و هو يقول: اسقوني، أهلكني العطش. فيؤتي بالعس فيه الماء و اللبن و السويق يكفي جماعة، فيشربه، ثم يقول: اسقوني. فما زال كذلك حتي انقدت بطنه كانقداد البعير.

ثم اقتطعوا العباس عنه، و أحاطوا به من كل جانب و قتلوه، فبكي الحسين عليه السلام لقتله بكاءا شديدا.

ابن نما، مثير الأحزان، / 37 - 36 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 332 ، 331

ثم بعث [المختار] عبدالله بن كامل الي حكيم بن الطفيل السنبسي، و كان قد أخذ سلب العباس، و رماه بسهم، فأخذوه قبل وصوله الي المختار، و نصبوه هدفا، و رموه بالسهام.

ابن نما، ذوب النضار، / 119 مساوي مثله المجلسي، البحار، 375 / 45؛ البحراني، العوالم، 695 / 17

قال هشام بن محمد: [...] و العباس بن علي، قتله زيد بن رقاد [...]

و قال الشعبي: أول قتيل منهم العباس بن علي [69] سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 145

(زيارة الناحية): السلام علي العباس بن أميرالمؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ


لغده من أمسه، الفادي [70] له، الواقي، الساعي اليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتله [71] يزيد بن الرقاد الحيتي [72] و حكيم بن الطفيل الطائي.

ابن طاووس، الاقبال، / 574، مصابح الزائر، / 279 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 66 / 45؛ البحراني، العوالم، 336 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 303؛ المحمودي، العبرات، 149 / 2

قال الراوي: و اشتد العطش بالحسين عليه السلام، فركب المسناة يريد الفرات، و العباس أخوه بين يديه، فاعترضته خيل ابن سعد، فرمي رجل من بني دارم الحسين عليه السلام بسهم، فأثبته في حنكه الشريف، فانتزع عليه السلام [73] و بسط يديه [74] تحت حنكه، حتي امتلأت راحتاه من الدم، ثم رمي به و قال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك. ثم اقتطعوا العباس عنه، و أحاطوا به من كل جانب حتي قتلوه (قدس الله روحه)، [75] فبكي الحسين عليه السلام لقتله بكاء شديدا [76] .

ابن طاووس، اللهوف، / 118 - 117 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 50 / 45؛ البحراني، العوالم، 292 / 17

و قتل اخوة الحسين و هم: العباس و [...]

النويري، نهاية الارب، 457 / 20


ثم قتل عبدالله و العباس و [...] بنو علي بن أبي طالب، اخوة الحسين.

ابن كثير، البداية و النهاية، 187 / 8

و قتل معه العباس بن علي عليه السلام، و أم العباس أم البنين بنت حازم قتله زيد بن رقاد الجهني [77] .

ابن الصباغ، الفصول المهمة، / 197

و كان العباس السقاء قمر بني هاشم صاحب الواء الحسين عليه السلام و هو أكبر الاخوان، مضي يطلب الماء فحملوا عليه [78] و حمل عليهم و جعل [79] يقول: [80] .



لا أرهب الموت اذا الموت رقا

حتي أواري في المصاليت لقي



نفس لنفس [81] المصطفي الطهر وقا

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي

ففرقهم [82] ، فمكن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة، و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي،




فضربه علي يمينه [83] ، فأخذ السيف بشماله، و حمل و هو يرتجز:



و الله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين



فقاتل حتي ضعف، فكمن له الحكيم [84] بن الطفيل الطائي من وراء نخلة، فضربه علي شماله، فقال:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد [85] المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فأصلهم يا رب حر النار [86]

فضربه الملعون بعمود من حديد، فقتله. فلما رآه الحسين عليه السلام صريعا علي شاطي الفرات، بكي [87] و أنشأ يقول:



تعديتم يا شر قوم ببغيكم

[88] و خالفتموا قول [89] النبي محمد



أما كان خير الرسل أوصاكم بنا

أما نحن من نجل النبي المسدد



أما كانت الزهراء أمي دونكم [90]

أما كان من خير البرية أحمد [91] .



لعنتم و أخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حر نار توقد




[92] و لما قتل العباس قال الحسين عليه السلام: الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي.

محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس، 310 - 308 / 2 مساوي مثله المجلسي، البحار، 42 ، 41 - 40 / 45؛ البحراني، العوالم، 285 ، 284 - 283 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 324 - 323 / 4؛ الجواهري، مثير الأحزان، / 84 - 83

روي: أن العباس بن علي عليه السلام كان حامل لواء أخيه الحسين عليه السلام، فلما رأي جميع عسكر الحسين عليه السلام قتلوا و اخوانه و بنو عمه بكي و أن [و] الي لقاء ربه اشتاق وحن، فحمل [93] الراية، و جاء نحو أخيه الحسين عليه السلام، و قال: [94] يا أخي! هل [95] رخصة؟ فبكي الحسين عليه السلام [96] بكاء شديدا [97] ، حتي ابتلت لحيته المباركة [98] بالمدموع، ثم قال: [99] يا أخي! كنت [100] العلامة من عسكري و [101] مجمع عددنا، فاذا أنت [102] غدوت، يؤول جمعنا الي الشتات، و عمارتنا تنبعث الي الخراب [103] فقال العباس: فداك روح أخيك يا سيدي، قد [104] ضاق صدري من حياة الدنيا، و أريد أخذ الثار من هؤلاء المنافقين. فقال الحسين عليه السلام: اذا [105] غدوت الي الجهاد، فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء.

فلما أجاز الحسين عليه السلام أخاه العباس للبراز، برز كالجبل العظيم، و قلبه كالطود الجسيم، لأنه كان فارسا هماما، و بطلا ضرغاما، و كان جسورا علي الطعن و الضرب في ميدان


الكفاح و الحرب، فلما توسط الميدان وقف، و قال [106] : يا عمر بن سعد! هذا الحسين ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول [107] : انكم قتلتم أصحابه و اخوته و بني عمه، و بقي فريدا مع أولاده [108] و هو عطاشا [109] ، قد أحرق الظمأ قلوبهم، فاسقوه [110] شربة من الماء، لأن أطفاله [111] و عياله و صلوا الي الهلاك، و هو مع ذلك يقول لكم: دعوني أخرج الي أطراف [112] الروم، و الهند، و أخلي لكم الحجاز، و العراق، و الشرط لكم أن [113] غدا في القيامة لا أخاصمكم عند الله حتي يفعل الله بكم ما يريد. فلما أوصل العباس اليهم الكلام عن أخيه، فمنهم من سكت و لم يرد جوابا، و منهم من جلس يبكي.

فخرج الشمر و شبث بن ربعي (لعنهما الله)، [114] فجاءا نحو العباس و قالا [115] : يا ابن أبي تراب، قل لأخيك لو كان كل وجه الأرض ماء، و هو تحت أيدينا، ما أسقيناكم منه قطرة الا أن تدخلوا في بيعة يزيد. فتبسم العباس و مضي الي أخيه الحسين و عرض عليه ما قالوا، فطأطأ رأسه [116] الي الأرض، و بكي حتي بل أزياقه، فسمع الحسين عليه السلام الأطفال ينادون [117] العطش [118] فلما سمع العباس ذلك، رمق بطرفه الي المساء، و قال: الهي و سيدي! أريد أعتد [119] بعدتي، و أملي لهؤلاء الأطفال قربة من الماء. فركب فرسه، و أخذ رمحه و القربة في


كتفه [120] ، و كان قد جعل عمر بن سعد (لعنه الله تعالي) أربعة آلاف خارجي موكلين علي الماء، لا يدعون أحدا من أصحاب الحسين يشربون منه، فلما رأوا العباس قاصدا الي الفرات أحاطوا به من كل جانب و مكان، فقال لهم: يا قوم! أنتم كفرة أم مسلمون؟ هل يجوز في مذهبكم أو في دينكم أن تمنوا [121] الحسين و عياله شرب الماء، و الكلاب و الخنازير يشربون منه، و الحسين مع أطفاله و أهل بيته يموتون من العطش [122] ؟ أما تذكرون عطش القيامة؟

فلما سمعوا كلام العباس وقف خمسمائة رجل، و رموه بالنبل و السهام، فحمل عليهم، [123] فتفرقوا عنه هاربين كما تتفرق الغنم عن الذئب، و غاص في أوساطهم، و قتل منهم علي ما نقل تقريبا من ثمانين فارسا، فهمز فرسه الي الماء، و أراد أن يشرب، فذكر عطش الحسين و عياله و أطفاله، فرمي الماء من يده و [124] قال: و الله لا أشربه و أخي الحسين عليه السلام و عياله و أطفاله عطاشا [125] ، لا كان ذلك أبدا [126]



ثم ملأ القربة، و حملها علي كتفه الأيمن، و همز فرسه، و أراد أن يوصل الماء الي الخيمة، فاجتمع عليه القوم، فحمل عليهم، فتفرقوا عنه، و صار نحو الخيمة، فقطعوا عليه الطريق، فحاربهم محاربة عظيمة، فصادفه نوفل الأزرق و ضربه علي يده اليمني، فبراهما، فحمل العباس القربة علي كتفه الأيسر، فضربه نوفل أيضا، فبرا كتفه الأيسر من الزند، فحمل القربة بأسنانه، فجاء سهم، فأصاب القربة، فانفرت و أريق ماءها، ثم جاء سهم آخر في صدره، فانقلب عن فرسه الي الأرض،


و صاح الي أخيه الحسين: أدركني، فساق الريح الكلام الي الخيمة، فلما سمع كلامه أتاه، فرآه طريحا، فصاح: وا أخاه! وا عباساه! وا قرة عيناه! وا قلة ناصراه! ثم بكا بكاء شديدا، و حمل العباس الي الخيمة، فجددوا الأحزان، و أقاموا العزاء.

الطريحي، المنتخب، 314 - 312 / 2 مساوي عنه: المازندراني، معالي السبطين، 446 ، 445 - 444 / 1

فقال العباس لأخيه الحسين: يا أخي، ما تري ما حل بنا من العطش، و أشد الأشياء علينا عطش الأطفال و الحرم. فقال الامام عليه السلام: امض الي الفرات و آتنا بشي ء من الماء. فقال: سمعا و طاعة. فضم اليه رجالا، و سار حتي أشرفوا علي المشرعة، فتوثبوا عليهم الرجال، و قالوا لهم: ممن القوم؟ قالوا: نحن من أصحاب الحسين. قالوا: و ما تصنعون؟ قالوا: فقد كضنا العطش، و أشد ذلك علينا عطش الحرم و الأطفال. فلما سمعوا ذلك، حملوا عليهم، فمنعوهم، فحمل عليهم العباس، فقتل منهم رجالا و جدل أبطالا حتي كشفهم عن المشرعة، و نزل، فملأ قربته، و مد يده ليشرب، فذكر عطش الحسين عليه السلام، فنفض يده، و قال: و الله لا ذقت الماء و سيدي الحسين عطشان. ثم صعد المشرعة، فأخذه النبل من كل مكان حتي صار جلده كالقنفذ من كثرته، فحمل عليه رجل من القوم، فضربه ضربة قطع بها يمينه، فأخذ السيف بشماله، فحل عليه آخر، فقطعها، فانكب، و أخذ السيف بفمه، فحمل عليه رجل، فضربه بعمود من حديد علي رأسه، ففلق هامته، فوقع علي الأرض، و هو ينادي: يا أباعبدالله! عليك مني السلام. فلما رأي الحسين أخاه و قد انصرع، صرخ: وا أخاه! وا عباساه! وا مهجة قلباه! يعز و الله علي فراقك. ثم حمل علي القوم و كشفهم عنه، ثم نزل اليه، فحمله علي ظهر جواده، و أقبل به الي الخيمة، فطرحه، و هو يبكي حتي أغمي عليه.

الطريحي، المنتخب، 443 - 441 / 2

أقول: و في بعض تأليفات أصحابنا: أن العباس لما رأي وحدته عليه السلام، أتي أخاه و قال [127] : يا أخي، هل من رخصة؟ فبكي الحسين عليه السلام بكاء شديدا، ثم قال: يا أخي، أنت


صاحب لوائي، و اذا مضيت تفرق عسكري! [128] فقال العباس: قد ضاق صدري، و سئمت من الحياة، و أريد أن أطلب ثاري من هؤلاء المنافقين.

فقال الحسين عليه السلام: فاطلب لهولاء الأطفال قليلا من الماء. فذهب العباس [129] و وعظهم و حذرهم، فلم ينفعهم، فرجع الي أخيه، فأخبره، فسمع الأطفال ينادون: العطش العطش! فركب فرسه، و أخذ رمحه و القربة، و قصد نحو الفرات، فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات، و رموه بالنبال، فكشفهم [130] ، و قتل منهم علي ما روي ثمانين رجلا حتي [131] دخل الماء.

فلما أراد أن يشرب غرفة من الماء، ذكر عطش الحسين و أهل بيته، فرمي الماء [132] و ملأ القربة [133]

و حملها علي كتفه الأيمن، و توجه نحو الخيمة، فقطعوا عليه الطريق [134] و أحاطوا به من كل جانب [135] ، [136] فحاربهم حتي ضربه نوفل الأزرق علي يده اليمني، فقطعها، فحمل القربة علي كتفه الأيسر، فضربه نوفل، فقطع يده اليسري من الزند [137] ، فحمل القربة بأسنانه، فجاءه [138] سهم، فأصاب القرية و اريق ماؤها، ثم جاءه سهم آخر، فأصاب صدره،




فانقلب عن فرسه [139] و صاح الي أخيه الحسين: أدركني. فلما أتاه، رآه صريعا، فبكي، [140] و حمله الي الخيمة [141] .


المجلسي، البحار، 42 - 41 / 45 مساوي عنه: البحراني، العوالم، 285 - 284 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة 323 - 322 / 4؛ القمي، نفس المهموم، / 337 - 336؛ المازندراني، معالي السبطين، 446 - 445 / 1؛ مثله الجواهري، مثير الأحزان، / 84 ، 83

و كان العباس بن علي عليه السلام أكبر الاخوان، مضي يطلب الماء، فحملوا عليه، و حمل عليهم، ففرقهم، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه علي يمينه فقطعها، فأخذ السيف بشماله، فقاتل حتي ضعف، فكمن له الحكم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة، فضربه علي شماله فأطنها، فضربه ملعون بعمود من حديد، فقتله.

فلما رآه الحسين عليه السلام علي شاطي ء الفرات بكي و قال عليه السلام: الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي.

في بحارالأنوار: كان العباس بن علي عليه السلام يكني أبالفضل، و أمه أم البنين الكلابية، و كان رجلا و سيما جميلا، و كان يركب الفرس المطهم و رجلاه تخطان في الأرض، و كان يقال له «قمر بني هاشم».

في مقتل أبي مخنف: ان أباالفضل العباس عليه السلام لما حمل علي القوم، فكشفهم عن


المشرعة، و نزل، و ملأ القربة، و مد يده ليشرب، ذكر عطش الحسين عليه السلام فقال: و الله لاذقته و سيدي الحسين عطشان.

ابن أمير الحاج، شرح الشافية، / 368 - 367

أقول: و في بعض الكتب المعتبرة، ان من كثرة الجراحات الواردة علي العباس عليه السلام، لم يقدر الحسين عليه السلام أن يحمله الي محل الشهداء، فترك جسده في محل قتله، و رجع باكيا حزينا الي الخيام.

البهبهاني، الدمعة الساكبة، 324 / 4

و في بعض تأليفات أصحابنا: أن العباس لما رأي وحدته، أتي أخاه و قال: يا أخي، هل من رخصة؟ فبكي الحسين عليه السلام بكاء شديدا، حتي ابتلت لحيته بالدموع و قال: يا أخي، كنت العلامة من عسكري، و مجمع عددنا، فاذا أنت غدوت الي الجهاد، يؤول جمعنا الي الشتات، و عمارتنا تنبعث الي الخراب. فقال العباس: فداك روح أخيك، يا سيدي، قد ضاق صدري من حياة الدنيا و أريد أن آخذ الثار من هؤلاء المنافقين. فقال الحسين عليه السلام: اذا غدوت الي الجهاد فاطلب لهولاء الأطفال قليلا من الماء. قال: فلما أجاز الحسين عليه السلام أخاه العباس للبراز، برز كالجبل العظيم و قلبه كالطواد الجسيم، لأنه كان فارسا هماما، و بطلا ضرغاما، و كان جسورا علي الطعن و الضرب في ميدان الكفاح و الحرب. [...]

قال: فهمز جواده نحو القوم حتي توسط الميدان، فوقف و قال: يا ابن سعد! هذا الحسين ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله انكم قتلتم أصحابه، و اخوته، و بني عمه، و بقي فريدا مع أولاده و عياله و هم عطاش قد أحرق الظمأ قلوبهم، فاسقوهم شربة من الماء، لأن أطفاله و عياله و صلوا الي الهلاك، و هو مع ذلك يقول: دعوني أخرج الي طرف الروم، أو الهند و أخلي لكم الحجاز، و أشرط لكم أن غدا في القيامة لا أخاصمكم عند الله حتي يفعل الله بكم ما يريد. فلما أوصل العباس اليهم الكلام عن أخيه، فمنهم من سكت و لم يرد جوابا، و منهم من جلس يبكي. فخرج الشمر (لعنه الله) و شبث بن ربعي، فجاءا نحو العباس و قالا: قل لأخيك لو كان كل وجه الأرض ماء و هو تحت أيدينا، ما أسقيناكم


منه قطرة الا أن تدخلوا في بيعة يزيد. فتبسم العباس و مضي الي أخيه الحسين عليه السلام و عرض [142] عليه ما قالوا، فطأطأ رأسه الي الأرض و بكي حتي بل أزياقه. فسمع الحسين عليه السلام أصوات الأطفال و هم ينادون: العطش العطش. فلما سمع العباس ذلك، رمق بطرفه الي السماء و قال: الهي و سيدي! أريد أن أعتد بعدتي، و أملأ لهؤلاء الأطفال قربة من الماء. فركب فرسه و أخذ رمحه و القربة في كتفه و قصد الفرات.

و في بعض مقاتل أصحابنا: انه لما نادي الحسين عليه السلام: أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلي الله عليه و آله خرج اليه أخوه العباس و قبل بين عينيه و ودعه، و سار حتي أتي الي الشريعة و اذا دونها عشرة آلاف فارس مدرعة، فلم يهولوه، فصاحت به الرجال من كل جانب و مكان: من أنت يا غلام؟ فقال: أنا العباس بن علي بن أبي طالب. ثم نادي: يا بني فلاح! أنا ابن أختكم أم عاصم الكلابية، و أنا عطشان، و أهل بيت محمد يذادون [143] من الماء، و هو مباح للكلاب و الخنازير، و نحن منه محرومون و اليه بالحسرة ناظرون. فقال له عمر بن الحجاج: يعز علي يا ابن الأخت ما نزل بك من العطش، و لو علمت، لأرسلت اليك الماء، دونك و الفرات يا ابن الأخت.

فسار العباس حتي نزل الفرات و جعل يملأ القربة.

فبلغ خبره الي عمر بن سعد، فقال: علي برأس عمر بن الحجاج حيث يقوي علينا أعداءنا. فبعث اليه عمر بن الحجاج، و هو يقول: لا تعجل علي، انما عملت ذلك لأحتال علي قتله. و نهر عليه الرجال. و قال: دونكم و العباس فقد حصل بأيديكم. فلما رآهم العباس و قد تسارعوا اليه و هو مكب علي الماء و هم أن يشرب، فذكر عطش أخيه الحسين عليه السلام، فلم يشرب و حط القربة عن عاتقه، و استقبل القوم يضربهم بسيفه و كأنه النار في الأحطاب، و هو ينشد و يقول:



أنا الذي أعرف الزمجره

يا ابن علي المسمي حيدره



فاثبتوا اليوم لنا يا كفره

لعترة الحمد و آل البقره




ثم حمل علي القوم و هو يقتل فيهم حتي قتل من أبطالهم و ساداتهم مائة، ثم عاد الي القربة، فاحتملها علي عاتقه و هو يقول:



لله عين رأت ما قد أحاط بنا

من اللآم و أولاد الدعيات



يا حبذا عصبة جادت بأنفسها

حتي تحل بأرض الغاضريات



الموت تحت ذباب السيف مكرمة

اذ كان من بعده سكني لجنات



ثم حمل علي الرجال و جدل الأبطال حتي قرب من أخيه الحسين عليه السلام و هو يقول:



يا حسين بن علي

ان يريد القوم فقدك



لن ينالوك بسوء

انما نالوه جدك



ان عندي من مصابي

مثل ما ان هو عندك



قال: و كان في عسكر عمر بن سعد رجل يقال له المارد بن صديف التغلبي، فلما نظر الي ما فعله العباس من قتل الأبطال، خرق أطماره و لطم علي وجهه، ثم قال لأصحابه: لا بارك الله فيكم، أما والله لو أخذ كل واحد منكم ملأ كفه ترابا، لطمرتموه، ولكنكم تظهرون النصيحة و أنتم تحت الفضيحة، ثم نادي بأعلي صوته: أقسم علي من كان في رقبته بيعة للأمير يزيد، و كان تحت الطاعة الا اعتزل عن الحرب و أمسك عن النزال، فأنا لهذا الغلام الذي قد أباد الرجال، و قتل الأبطال، و أودي الشجعان، و أفناهم بالحسام و السنان، ثم من بعده أقتل أخاه الحسين عليه السلام و من بقي من أصحابه معه.

فقال له الشمر: اذ قد ضمنت أنك تكون كفؤ الناس أجمع، ارجع معي الي الأمير عمر بن سعد و أطلعه علي أنك تأتيه بالقوم أجمعين اذا كان بك غني عنا.

فقال له المارد: يا شمر! أما والله ما فيكم خير لأنفسكم، فكيف تعيرون غيركم؟ فقال له الشمر: ها نحن نرجع الي رأيك و أمرك، و ننظر فعالك معه. ثم قال الشمر الناس: اعتزلوا علي الحرب حتي ننظر منا يكون منهما. فأقبل المارد بن صديف، و أفرغ عليه درعين ضيقين الزرد، و جعل علي رأسه بيضة عادية، و ركب فرسا أشقرا أعلي ما يكون


من الخيل: و أخذ بيده رمحا طويلا، فبرز الي العباس بن علي عليه السلام، فالتفت العباس، فرآه و هو طالب له يرعد و يبرق، فعلم أنه فارس القوم، فثبت له حتي اذا قاربه، صاح به المارد: يا غلام! ارحم نفسك، و اغمد حسامك، و أظهر للناس استسلامك، فالسلامة أولي من الندامة، فكم من طالب أمر حيل بينه و بين ما طلبه و غافصة أجله، و اعلم أنه لم يحاربك في هذا اليوم رجل أشد قسوة مني، و قد نزع الله الرحمة عليك من قلبي، و قد نصحت ان قبلت النصيحة، ثم أنشأ يقول:



اني نصحتك ان قبلت نصيحتي

حذرا عليك من الحسام القاطع



و لقد رحمتك اذ رأيتك نافعا

و لعل مثلي لا يقاس بنافع



أعط القياد تعش بخير معيشة

أو لا فدونك من عذاب واقع



قال: فلما سمع العباس كلامه، و ما أتي به من نظامه، قال له: ما أراك أتيت الا بجميل و لا نطقت الا بتفضيل، غير أني أري حيلك في مناخ تذروه [144] الرياح أو في الصخرة الأطمس لا تقبله الأنفس، و كلامك كالسراب يلوح، فاذا قصد، صار أرضا بورا، و الذي أصلته أن أستسلم اليك، فذاك بعيد الوصول، صعب الحصول، و أنا يا عدو الله و عدو رسوله، فمعود للقاء الأبطال و الصبر علي البلاء في النزال و مكافحة الفرسان و بالله المستعان، فمن كلمت هذه الأوصاف فيه، فلا يخاف ممن برز اليه، ويلك، أليس لي اتصال برسول الله صلي الله عليه و آله و أنا غصن متصل بشجرته من نور جوهره، و من كان من هذه الشجرة، فلا يدخل تحت الذمام، و لا يخاف من ضرب الحسام، فأنا ابن علي لا أعجز من مبارزة الأقران، و ما أشركت بالله لمحة بصر و لا خالفت رسول الله صلي الله عليه و آله فيما أمر، و أنا منه، و الورقة من الشجرة، و علي الأصول تثبت الفروع، فاصرف عنك ما أملته، فما أنا ممن يأسي علي الحياة، و لا يجزع من الوفاة، فخذ في الجد، و اصرف عنك الهزل، فكم من صبي صغير خير من شيخ كبير عندالله تعالي، ثم أنشأ يقول:




صبرا علي جور الزمان القاطع

و منية ما أن لها من دافع



لا تجزعن فكل شي ء هالك

حاشا لمثلي أن يكون بجازع



فلئن رماني الدهر منه بأسهم

و تفرق من بعد شمل جامع



فلكم [145] لنا من وقعة شابت لها

قمم الأصاغر من ضراب قاطع



قال: فلما سمع المارد كلام العباس و ما أتي به من شعره، لم يعط صبرا دون أن حقق عليه بالحملة، و بادره بالطعنة، و هو يظن أن أمره هين، و قد وصل اليه، و قد مكنه العباس من نفسه، حتي اذا وصل اليه السنان، قبض العباس الرمح، و جذبه اليه، فكاد يقلع المارد من سرجه، فخلا له الرمح، ورد يده الي سيفه، و قد تخلله الخجل عندما ملك منه رمحه.

قال: فشرع العباس الرمح للمارد، فصاح به: يا عدو الله! انني أرجو من الله تعالي أن أقتلك برمحك. فجال المارد علي العباس، و قحم عليه، فبادره العباس، و طعن جواده في خاصرته، فشب به الجواد، و وثب المارد، فاذا هو علي الأرض، و لم يكن للعين طاقة علي قتال العباس راجلا، لأنه كان عظيم الجثة، ثقيل الخطوة، فاضطربت الصفوف، و تصايحت الالوف، و ناداه الشمر: لا بأس عليك. ثم قال لأصحابه: ويلكم، أدركوا صاحبكم قبل أن يقتل.

قال: فخرج اليه غلام له بحجرة يقال لها: الطاوية، فلما نظر اليه المارد فرح بها، و كف خجله، و صاح: يا غلام! عجل بالطاوية قبل حلول الداهية. فأسرع بها الغلام اليه، فكان العباس أسبق من عدو الله اليها، فوثب و ثبات مسرعات وصل بها الي الغلام، فطعنه بالرمح في صدره، فأخرجه من ظهره، و احتوي علي الحجرة، فركبها، و عطف علي عدو الله. فلما رآه تغير وجهه، و حار في أمره، فأيقن بالهلاك.

ثم نادي بأعلي صوته: يا قوم! أغلب علي جوادي، و أقتل برمحي؟ يا لها من سبة و معيرة. قال: فحمل الشمر، فاتبعه سنان بن أنس و خولي بن يزيد الأصبحي، و أحمد


ابن مالك، و بشر بن سوط، و جملة من الجيش، فنفضوا الأعنة، و قدموا الأسنة، و جردوا السيوف، و تصايحت الرجال، و مالت نحو العباس، فناداه أخوه الحسين عليه السلام: ما انتظارك يا أخي بعدو الله؟ فقد غدر القوم بك.

قال: و نظر العباس الي سرعة الخيل و مجيئهم كالسيل، فعطف عليه برمحه، فناداه المارد: يا ابن علي عليه السلام! رفقا بأسيرك يكون لك شاكرا. فقال له العباس: ويلك، أبمثلي يلقي اليه الخدع و المحال ما أصنع بأسير، و قد قرب المسير؟ ثم طعنه في نحره، و ذبحه من الأذن الي الأذن، فانجدل صريعا يخور في دمه.

و وصلت الخيل و الرجال الي العباس، فعطف عليهم و هو علي ظهر الطاوية، و كانت الخيل تزيد عن خمسمائة فارس، فلم يكن الا ساعة حتي قتل منهم ثمانين رجلا، و أشرف الباقون علي الهرب، فعندها حمل عمر بن سعد، و زحفت في اثره الأعلام، و مالت اليه الخيل، فصاح به أخوه الحسين عليه السلام: يا أخي! استند الي لأدفع عنك و تدفع.

فجعل العباس يقاتل و هو متأخر، و قد أدركته الخيل و الرماح كآجام القصب، و صار يضرب فيهم يمينا و شمالا الي أن وصل الي أخيه الحسين عليه السلام، فصاح به الشمر (لعنه الله): يا ابن علي! ان كنت قد رجلت المارد عن الطاوية، و قتلته، فهي و الله التي كانت لأخيك الحسن عليه السلام يوم ساباط - المدائن -. فلما وصل العباس الي أخيه الحسين عليه السلام ذكر له ما قاله الشمر من خبر الطاوية، فنظر الحسين عليه السلام و قال: هذه والله الطاوية التي كانت لملك الري، و انه لما قتله أبي علي بن أبي طالب، وهبها لأخي الحسن.

و صارت الطاوية تلوذ بمولانا الحسين عليه السلام، و دخل العباس الي خيمة الحرم بالسقاء الذي معه، فتواسوا به الأطفال، و لم يرووا، لأنه ما بقي فيه الا مقدار أربعة أواق ماء لما وقع فيه من السهام، و بقي العباس متفكرا في حالهم و ما هم فيه، اذ سمع أخاه الحسين عليه السلام و هو يصرخ بالأعداء، فأسرع اليه، فوجد الخيل قد أحاطت به، و غشيته الرماح كآجام القصب، و قد قتل من كان معه من أهل بيته و هو يمانع عن نفسه.

فأخذ العباس راية الحسين عليه السلام، و جعل ينادي: يا أعداء الله، لئن قتلنا، فلقد قتلنا


منكم أضعافنا. و لم يزل يحمل مع أخيه، و يجدل الفرسان حتي أحالوا بينه و بين أخيه الحسين عليه السلام، فبينما هو كذلك، اذ كمن له رجل من بني زرارة يقال له: محارب بن جبير (لعنه الله)، فبدر اليه، و ضربه علي يمينه، فقطعها. و في رواية معتبرة: أنه نوفل الأزرق (لعنه الله)، فلم يبال بها، و لم يرجع عن قتالهم، و حمل الراية بشماله، و قال لأخيه الحسين عليه السلام: اعلم يا أخي ان الآجال بيد الله تعالي، و قد تقاربت، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته.

ثم أنشأ يقول:



أقدم حسينا هاديا مهديا

اليوم تلقي جدك النبيا



و حمزة و المرتضي عليا

و تلق حقا فاطم الزكيا



ثم حمل فيهم حتي قتل منهم عدة رجال، و قطعت شماله من الزند، و كان القاطع لها نوفل (لعنه الله)، فأخذ الراية بأسنانه - و قيل بساعديه - و ضمها الي صدره، و حمل يقول هكذا أحامي عن حرم رسول الله صلي الله عليه و آله. فعندها أحاطت به الأعداء، فجدلوه صريعا، و قيل: جاءه سهم، فأصاب صدره، فانقلب عن فرسه، و صاح الي أخيه الحسين عليه السلام و قال: أدركني يا أباعبدالله. فلما رآه جاء الحسين عليه السلام الي جثة أخيه العباس رآه صريعا، فبكي عليه السلام، و حمله الي الخيمة.

و في نقل آخر: قال اسحاق، فضربه حكيم بن الطفيل من وراء نخلة بعمود من حديد علي رأسه الشريف، فسقط مخ رأسه علي كتفيه، فهوي عن متن الجواد و هو ينادي: وا أخاه! وا حسيناه! وا أبتاه! وا علياه.

قال اسحاق: فأتاه الحسين عليه السلام كالصقر، اذا انحدر علي فريسته، ففرقهم يمينا و شمالا بعد أن قتل من المعروفين سبعين رجلا، فجاء نحو العباس و هو ينادي: وا أخاه! وا عباساه! الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي.

ثم انحني عليه [146] ليحتمله، ففتح العباس عينيه، فرأي أخاه الحسين يريد أن يحمله.


فقال له: الي أين تريد بي يا أخي؟ فقال: الي الخيمة. فقال: يا [147] أخي! بحق جدك رسول الله صلي الله عليه و آله عليك أن لا تحملني، دعني في مكاني هذا. فقال عليه السلام: لماذا؟ قال: لأني مستح من ابنتك سكينة و قد وعدتها بالماء و لم آتها به، و الثاني: أنا كبش كتيبتك، و مجمع عددك، فاذا رأوني [148] أصحابك و أنا مقتول، فلربما يقل عزمهم و يذل صبرهم. فقال الحسين عليه السلام: جزيت عن أخيك خيرا حيث نصرتني و ميتا [149] . قال: فوضعه في مكانه، و رجع الي الخيمة و هو يكفكف دموعه بكمه. فلما رأوه مقبلا، أتت اليه سكينة، و لزمت عنان جواده و قالت: يا أبتاه، هل لك علم بعمي العباس؟ أراه أبطأ، و قد وعدني [150] بالماء و ليس له عادة أن يخلف وعده، فهل شرب ماء أو بل غليله و نسي ما وراءه، أم هو يجاهد الأعداء؟ فعندها بكي الحسين عليه السلام و قال: يا بنتاه! ان عمك العباس قتل و بلغت روحه الجنان. فلما سمعت زينب، صرخت [151] و نادت: وا أخاه! وا عباسا! وا قلة ناصراه! وا ضيعتاه! وا انقطاع ظهراه. فجعلن النساء يبكين و يندبن عليه، و بكي الحسين عليه السلام معهم.

و في بعض الكتب المعتبرة: أنه لما اشتد العطش بآل بيت الرسول صلي الله عليه و آله و سمع الحسين عليه السلام الأطفال ينادون: العطش العطش. سمع العباس، فرمق بطرفه الي السماء و قال: الهي و سيدي! أريد أعتد بعدتي، و أملأ لهؤلاء الأطفال قربة من الماء. فركب فرسه، و أخذ رمحه - و القربة في كتفه - فلما رأوه قاصدا الي الفرات أحاطوا به من كل جانب و مكان، فقال لهم: يا قوم! أنتم كفرة أم مسلمون، هل يجوز في مذهبكم و دينكم أن تمنعوا الحسين عليه السلام و عياله شرب الماء و الكلاب و الخنازير يشربون منه، و الحسين عليه السلام مع عياله و أطفاله يموتون عطشا، أما تذكرون عطش القيامة؟ فلما سمعوا كلام العباس، وقف خمسمائة


رجل، و رموه بالنبال و السهام.

و في رواية عبدالله الأهوازي، عن جده، قال اسحاق بن جثوه (لعنه الله): لما أقبل العباس - و الجواد خلفه - فثورنا عليه النبال كالجراد الطاير، فصيرنا جلده كالقنفذ.

و نرجع الي ما كنا فيه. قال: فحمل عليهم العباس، فتفرقوا عنه هاربين كما يتفرق عن الذئب الغنم و غاص في أوساطهم حتي قتل منهم علي ما نقل ثمانمائة فارس.

و نرجع الي رواية عبدالله الأهوازي، عن جده، قال اسحاق: لما انحدر العباس الي المشرعة، و ملأ القرية، و وكاها، و خرج، صحت عليهم: يا ويلكم! ان شرب الحسين عليه السلام قطرة ماء، صار أصغركم [152] [؟] فصلنا عليه صولة رجل واحد، و ضربه يزيد بن رقاد الجهني (لعنه الله) سيفا قص يمينه، فأخذ السيف بشماله، و كر علينا، و القربة علي قفاه، فقتل رجالا، ونكس أبطالا. و أما أنا فلم يكن لي همة الا القربة، ففريتها بالسيف، فصال علي، فضربت يساره، فطارت مع السيف، فضربه حكيم بن الطفيل الطائي بعمود من حديد علي رأسه... و ساق الكلام.

و في رواية كما في بعض المقاتل: فلما أتاه الحسين عليه السلام بعد أن ناداه، رآه صريعا علي شاطي الفرات، بكي و قال: وا أخاه! وا عباساه! الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي. ثم قال: جزاك الله عني يا أخي يا أباالفضل العباس. قيل: ثم أنشأ يقول:



أخي يا نور عيني يا شقيقي

فلي قد كنت كالركن الوثيق



أيا ابن أبي نصحت أخاك [153] حتي

سقاك الله كأسا من رحيق



أيا قمرا منيرا كنت عوني

علي كل النوائب في المضيق



فبعدك لا تطيب لنا حياة

سنجمع في الغداة علي الحقيق



ألا الله شكواي و صبري

و ما ألقا من ظمأ وضيق




و أخرج العصامي في تاريخه: ان شخصا منهم - أي من عسكر ابن زياد - علق في لبب فرسه رأس العباس بن علي عليه السلام، فرأي بعد أيام و وجهه أشد سوادا من القار، فقيل له: انك كنت أنضر العرب وجها، فقال: ما مرت علي ليلة منذ حملت ذلك الرأس الا و اثنان يأخذان بضبعي، ثم ينهضان الي نار تأجج فيدفعاني فيها و أنا أنكص، فسفعتني كما تري، ثم مات أقبح حالة.

و روي الصدوق في الأمالي و الخصال باسناده الي علي بن سالم، عن أبيه، عن الثمالي [154] قال: قال نظر علي بن الحسين عليه السلام سيد العابدين الي عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام، فاستعبر، ثم قال: ما من يوم أشد علي رسول الله صلي الله عليه و آله من يوم أحد قتل فيه الحمزة بن عبدالمطلب أسد الله و أسد رسوله، و بعده يوم [قتل] فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب. ثم قال (صلوات الله عليه): و لا يوم كيوم الحسين عليه السلام ازدلف اليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الأمة كل يتقرب الي الله عزوجل بدمه، و هو بالله يذكرهم، فلا يتعظون حتي قتلوه ظلما و بغيا و عدوانا. ثم قال عليه السلام: رحم الله العباس، فلقد آثر، و أبلي، وفدي أخاه بنفسه حتي قطعت يداه، فأبدله الله عزوجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، و ان للعباس عند الله تبارك و تعالي منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

و أما ما ذكره أبومخنف في كتابه الصغير في كيفية شهادة العباس فهو هكذا: و اشتد العطش بالحسين عليه السلام و أصحابه و أولاده، فشكوا ذلك الي الحسين عليه السلام، فدعي بأخيه العباس عليه السلام و قال: اجمع أهل بيتك، و احفرو بئرا. ففعلوا ذلك، فلم يجدوا ماء، فطموها، فكظهم العطش، فقال الحسين عليه السلام للعباس: يا أخي! امض الي الفرات و أتنا شربة من الماء. و قال له العباس: سمعا و طاعة. قال فضم اليه رجالا، فسار العباس و الرجال عن يمينه و شماله حتي أشرفوا علي الفرات، و في أطرافه أصحاب ابن زياد (لعنه الله تعالي)، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: نحن أصحاب الحسين عليه السلام. فقالوا: ما تصنعون ها هنا؟ فقالوا:


كظنا العطش، و أشد الأشياء علينا عطش الحسين عليه السلام. فلما سمعوا كلامهم، حملوا عليهم حملة رجل واحد، فقاتلهم العباس هو و أصحابه، فقتل منهم رجالا، و أنشأ يقول:



أقاتل اليوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربكم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي



اني أنا العباس ذو التودد

نجل علي المرتضي المؤيد



قال: فلما فرغ من شعره، حمل علي القوم، ففرقهم يمينا و شمالا، و قتل رجالا أبطالا، و أنشأ يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت رقا

حتي أواري ميتا عند اللقا



نفسي لنفس الطاهر الطهر وقا

اني صبور شاكر للملتقي



و لا أخاف طارقا أن طرقا

بل أضرب الهام و أفري المفرقا



اني أنا العباس صعب باللقا

نفسي لنفس الطاهر السبط وقا



قال: فلما فرغ من شعره، حمل علي القوم و كشفهم عن المشرعة، و نزل و معه القربة، و ملأها، و مد يده ليشرب، فذكر عطش الحسين عليه السلام فقال: و الله لا ذقت الماء و سيدي الحسين عطشان. ثم رمي الماء من يده، و خرج القربة علي ظهره، و هو ينشد و يقول:



يا نفس من بعد الحسين هوني

فبعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين شارب المنون

و تشربين بارد المعين



هيهات ما هذا فعال ديني

و لا فعال صادق اليقين



قال: ثم صعد من المشرعة، فأخذه النبل من كل مكان و هو يقاتل و القربة علي كتفه حتي صار درعه كالقنفذ، فحمل عليه أبرص بن شيبان، فضربه، علي يمينه، فطارت مع السيف، فأخذ السيف بشماله و أنشأ يقول:



و الله لو قعطعتموا يميني

لأحمين مجاهدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

سبط النبي الطاهر الأمين



بني صدق جاءنا بالدين

مصدقا بالواحد الأمين




قال فحمل علي القوم، فقتل منه رجالا كثيرا و نكس أبطالا و القربة علي ظهره، فلما نظر ابن سعد (لعنه الله تعالي) الي ذلك قال: يا ويلكم ارشقوا القربة بالنبل، فوالله ان شرب الحسين عليه السلام الماء أفناكم عن آخركم، و أما هو الفارس، أبن الفارس و البطل المداعس؟ قال: فحملوا علي العباس حملة منكرة، فقتل منهم مائة و ثمانين فارسا، فضربه عبدالله بن يزيد الشيباني (لعنه الله تعالي) علي شماله، فطارت مع سيفه، فانكب علي السيف بفيه [155] ، و حمل علي القوم أنشأ يقول:



يا نفس لا تخشي [156] عن الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي سيد الأبرار

مع جملة السادات و الأبرار



قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا رب حر نار



قال: ثم حمل علي القوم و يداه تنضحان دما، فحلموا عليه جميعا، فقاتلهم قتالا شديدا، فضربه رجل منهم (لعنهم الله تعالي) بعمود حديد، ففلق هامته، و انصرع عفيرا علي الأرض يخور بدمه و هو ينادي: يا أباعبدالله! عليك مني السلام. فلما سمع الامام عليه السلام نداءه قال: وا أخاه! وا عباساه! وا مهجة قلباه! ثم حمل علي القوم، فكشفهم منه و نزل اليه، و حمله ظهر جواده، و أقبل به الي الخيمة، و طرحه فيها و بكي بكاء شديدا حتي بكي جميع من كان حاضرا و قال عليه السلام: جزاك الله خيرا من أخ، لقد جاهدت في الله حق جهاده.

انتهي ما ذكر أبومخنف في ذلك الكتاب. فمن أخذ مجامع كلامه في ذلك علم أن العباس عليه السلام هو أول شهيد من الشهداء، بل المستفاد من كلامه أن شهادة العباس وقعت في اليوم التاسع من المحرم و ذلك حيث قال بعد ذكر هذا الكلام المتقدم في شهادة العباس عليه السلام: ثم أقبل الامام عليه السلام علي أصحابه و قال لهم: يا أصحابي! ليس طلب القوم غيري، فاذا أظلم عليكم الليل، فسيروا في ظلمة الليل الي ما شئتم من الأرض. فقالوا بأجمعهم: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله! بأي وجه نلقي الله تعالي و نلقي جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و أباك علي


المرتضي؟ لا كان ذلك أبدا، و نقتل أنفسنا دونك. فشكرهم علي ذلك. و بات عليه السلام تلك الليلة، فلما أصبح الصباح أذن، و أقام، و صلي بأصحابه.

فهذا كما تري صريح في كون شهادة العباس عليه السلام في اليوم التاسع من المحرم.

الدربندي، أسرار الشهادة، / 338 - 334

ثم قال له: «امض الي الفرات و أتنا [157] الماء»، فقال: «سمعا و طاعة»، فضم اليه الرجال، فمنعهم جيش عمر بن سعد، فحمل عليهم العباس، فقتل رجالا من الأعداء حتي كشفهم عن المشرعة، و دفعهم عنها، و نزل، فملأ القربة، و أخذ غرفة من الماء ليشرب، فذكر عطش الحسين و أهل بيته، فنفض الماء من يده و قال: «و الله لا أذوق الماء [158] و الحسين و أطفاله عطاش» [159] و أنشأ يقول:



يا نفس من بعد الحسين هوني

فبعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين شارب المنون

و تشربين بارد المعين



و الله ما هذا فعال ديني

و لا فعال صادق اليقين



فأخذه السهام من كل جانب، فأصابته حتي صار جلده كالقنفذ، و هو يقول:



أقاتل اليوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربكم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي



اني أنا العباس ذو التؤدد

نجل علي الطاهر المؤيد



ثم قاتل قتالا شديدا، و قتل منهم رجالا، و هو يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت لقي

حتي أواري في المصاليت لقا



نفسي لنفس الطاهر الطهر وقي

اني صبور شاكر للملتقي






و لا أخاف طارقا أذ طرقا

بل أضرب الهام و أبري المفرقا [160] .



فحمل عليه الأبرد من شيبان، فضربه علي يمينه، فطارت مع السيف، فأخذ السيف بشماله، و حمل علي أعداه، و هو يقول:



و الله لو قطعتم يميني

لأحمين مجاهدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

سبط النبي الطاهر الأمين



فقتل منهم رجالا، فضربه عبدالله بن يزيد علي شماله فقطعها، فأخذ السيف بفمه، و هو يقول:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي سيد الأبرار

قد قطعوا في بغيهم يساري



و قد بغوا معاشر الفجار

فأصلهم يا رب حر النار



ثم حمل علي القوم، و يداه مقطوعتان، و قد ضعف من كثرة الجراح، فحملوا عليه بأجمعهم، فضربه رجل منهم بعمود من حديد علي رأسه الشريف، ففلق هامته، فوقع علي الأرض و هو ينادي: «يا أباعبدالله! يا حسين! عليك مني السلام». فقال الامام: «وا عباساه! وا مهجة قلباه!» و حمل عليهم، و كشفهم عنه، و نزل اليه، و حمله علي جواده، فأدخله علي الخيمة، و بكي بكاء شديدا، و قال: «جزاك الله عني خير الجزاء، فلقد جاهدت حق الجهاد» [161] [162] [عن أبي مخنف]

القندوزي، ينابيع المودة، 68 - 67 / 3


(فائدة) قطعت أعضاء ثلاثة نفر من أحبة الحسين و أنصاره في حال قتلهم يوم الطف، و هم: العباس بن علي بن أبي طالب، فانه قطعت يمينه، ثم شماله، ثم رأسه. [...]

السماوي، ابصار العين، / 132 مساوي عنه: الزنجاني، وسيلة الدارين، / 414

مشي الحسين يوم الطف الي سبعة نفر من أحبته و أنصاره بعدما قتلوا، و هم: [...] و العباس بن أميرالمؤمنين، فانه لما قتل مشي اليه، و جلس عنده و قال: الآن انكسر ظهري. الي آخر كلامه.

السماوي، ابصار العين، / 132 مساوي عنه: الزنجاني، وسيلة الدارين، / 415

(في شجاعته): ان الحسين عليه السلام ما أجازه للقتال في يوم عاشوراء، بل أرسله ليأتي بالماء، و قيد يديه و رجليه باتيان الماء، و حمل القربة و مع ذلك لما ركب فرسه و أخذ رمحه و القربة، و قصد الفرات و قد أحاط به أربعة آلاف، و في رواية: ستة آلاف، و في (الأسرار) عشرة آلاف محارب، فحمل عليهم العباس و قتل منهم شجعانا، و نكس منهم فرسانا، و تفرقوا عنه هاربين كما يتفرق عن الذئب الغنم. و صعد قوم علي التلال و الأكمات، و أخذوا يرمونه بالسهام حتي قال اسحاق بن جثوة (لعنه الله): فثورنا عليه النبال كالجراد الطائر، فصيرنا جلده كالقنفذ، و مع ذلك كان كالجبل الأصم لا تحركه العواصف، و لا تزيله القواصف، فغاص العباس في أوساطهم و قتل منهم ثمانين فارسا، و قيل ثمانمائة فارس، و قيل أكثر من ذلك و هو بينهم يرتجز و يقول:




لا أرهب الموت اذ الموت رقا

حتي أواري في المصاليت لقا



نفسي لنفس المصطفي الطهر وقي

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي

فتفرقوا عنه هاربين، فكشفهم عن المشرعة و نزل، فهجموا عليه، فخرج اليهم و فرقهم، ثم عاد الي المشرعة، فحملوا عليه ثانيا، فكر عليهم العباس علي ما في بعض الكتب، منها الكبريت الأحمر الي ست مرات، و في السادسة انصرفوا و لم يرجعوا، فنزل، و ملأ القربة، و أراد أن يخرج، نادي عمرو بن الحجاج (لعنه الله): دونكم العباس، فقد حصل بأيديكم. فكثرت عليه الرجال، فلما رأي العباس و قد تسارعوا اليه، حط القربة و خرج من المشرعة و استقبل القوم يضربهم بسيفه و كأنه النار في لأحطاب، و هو يقتلهم و يحصدهم حصد السنبل.



و جعل روحي له الفداء يرتجز و يقول:



أقاتل القوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربكم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي



اني أنا العباس ذو التودد

نجل علي المرتضي المؤيد



فقتل من ساداتهم و أبطالهم مائة، ثم عاد الي القربة، فاحتملها علي عاتقه، و خرج يريد المخيم، فركب عمر بن سعد (لعنه الله)، و زحفت في أثره الأعلام، و وصلت الخيل و الرجال الي العباس، و قد أدركته الخيل و الرماح كآجام القصب، و جعل العباس ينادي: يا أعداء الله لان قتلنا فلقد قتلنا منكم أضعافا. و صار يضرب فيهم يمينا و شمالا و يجدل الفرسان و ينكس الأبطال و قتل منهم خلقا كثيرا و القربة علي ظهره، فلما نظر ابن سعد (لعنه الله) ذلك نادي: ويلكم! ارشقوا القربة بالنبل، فوالله ان شرب الحسين الماء، أفناكم عن آخركم، أما هو الفارس بن الفارس، البطل المداعس؟ فحملوا عليه حملة منكرة. و روي: انه قتل منهم مائة و ثمانين فارسا. (أقول): و لعمر الله لو لم يكن ما جري علي اللوح أن يستشهد العباس في ذلك اليوم حتي ينكسر لفقده ظهر الحسين عليه السلام و ينال


بالشهادة لأفني العباس جميع أهل الكوفة بشماله دون يمينه و قد قتل بشماله مائة و ثمانين فارسا ممن يعد بألف أو ألفين.

و لم يزل - روحي له الفداء - يقاتل حتي قطعت يداه، فانكب علي السيف بفيه، و أخذ الراية بساعديه، و ضمه الي صدره، و حمل عليهم و [هو] يقول: هكذا أحامي عن حرم رسول الله. و لم يزل يحامي حتي ضربوه بعمود من حديد، ففلق هامته، فسقط مخ رأسه علي كتفيه، و انصرع عفيرا.

و في خبر: جاءه سهم و أصاب صدره الشريف، و انصرع عفيرا علي الأرض يخور في دمه، و نادي: وا أخاه! وا حسيناه! وا أبتاه! وا علياه! و نادي: يا أباعبدالله! عليك مني السلام. فلما سمع الامام عليه السلام نداءه، قال: وا أخاه! وا عباساه! وا مهجة قلباه! فأتاه كالصقر اذا انحدر علي فريسته، ففرقهم يمينا و شمالا بعد أن قتل سبعين رجلا منهم، و نزل اليه.

قال أبومخنف: و حمله علي ظهر جواده، و أقبل به الي الخيمة، و طرحه فيها و بكي بكاء شديدا حتي بكي جميع من كان حاضرا، و قال عليه السلام: جزاك الله من أخ خيرا، لقد جاهدت في الله حق جهاده. [انتهي]

و صرخت زينب و قالت: وا أخاه! وا عباساه! وا قلة ناصراه! وا ضيعتاه من بعدك! فقال الحسين عليه السلام: اي والله، من بعده، وا ضيعتاه! وا انقطاع ظهراه! فجعل النساء يبكين و يندبن عليه، و بكي الحسين عليه السلام و أنشأ يقول:



أخي يا نور عيني يا شقيقي

فلي قد كنت كالركن الوثيق



أيا ابن أبي نصحت أخاك حتي

سقاك الله كأسا من رحيق



أيا قمرا منيرا كنت عوني

علي كل النوائب في المضيق



فبعدك لا تطيب لنا حياة

سنجمع في الغداة علي الحقيق



ألا لله شكوائي و صبري

و ما ألقاه من ظمأ وضيق



و عن المنتخب: صاح الحسين: وا أخاه! وا عباساه! وا مهجة قلباه! وا قرة عيناه! وا


قلة ناصراه! يعز و الله فراقك. ثم بكي بكاء شديدا، فحمله علي ظهر جواده، و أقبل به الي الخيمة و هو يبكي حتي أغمي عليه.

قال في منتخب التواريخ: حدث الشيخ الجليل الحاج ملا علي التبريزي قال: سمعت من بعض أفاضل علماء العرب ان الأزري لما قال:

(يوم أبوالفضل استجار به الهدي) و معناه: ان يوم عاشوراء يوم استجار الحسين عليه السلام بأخيه العباس. توقف في ذلك، و تخيل ان هذا المصراع من البيت لعله غير مقبول عنه الحسين عليه السلام، و لذا توقف في مصراعه الآخر و ما أتم البيت، فنام و رأي الحسين عليه السلام في منامه و قال عليه السلام له: و لعنم ما قلت، و لقد أحسنت، و أجدت، نعم، لقد استجرت بالعباس يوم عاشوراء، و تممه، و قل بعده (و الشمس من كدر العجاج لثامها) يعني استجرت به حين أن الأرض و السماء أغبرت من كثرة العجاج و الغبار حتي كأن الشمس تلثمت و تنقبت بالعجاج. [...]

و ملأ القربة، و حملها علي كتفه الأيمن، و توجه نحو الخيمة، فقطعوا عليه الطريق و أحاطوا به من كل جانب، فحاربهم. و في التظلم: فأخذوه بالنبال من كل جانب حتي صار درعه كالقنفذ من كثرة السهام، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة، و عاونه حكيم بن طفيل السنبسي، فضربه علي يمينه فقطعها، فأخذ السيف بشماله و حمل القربة علي كتفه الأيسر و هو يرتجز و يقول:



و الله ان قطعتموا يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين



فقاتل حتي ضعف، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي أو نوفل الأزرق، فضربه بالسيف علي شماله، فقطع يده من الزند، فحمل القربة بأسنانه و هو يقول:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فأصلهم يا رب حر النار




و جاءه سهم و أصاب القربة و أريق ماؤها، ثم جاءه سهم آخر، فأصاب صدره، فانقلب عن فرسه. و في خبر: فضربه ملعون بعمود من حديد، ففلق هامته، فقتله، و لما انقلب عن فرسه، صاح الي أخيه الحسين عليه السلام: أدركني. فلما أتاه، رآه صريعا، فبكي، و حمله الي الخيمة، ثم قالوا: و لما قتل العباس قال الحسين عليه السلام: الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي.

و في (ابصار العين): فخر صريعا الي الأرض، فنادي بأعلي صوته: أدركني يا أخي. فانقض اليه أبوعبدالله كالصقر، فرآه مقطوع اليمين و اليسار، مرضوخ الجبين، مشكوك العين بسهم، مرتثا بالجراحة، فوقف عليه منحنيا، و جلس عند رأسه يبكي حتي فاضت نفسه، ثم حمل القوم يضرب فيهم يمينا و شمالا، فيفرون [163] من بين يديه كما تفر المعزي اذا شد فيها الذئب و هو يقول: أين تفرون و قد قتلتم أخي، أين تفرون و قد فتتم عضدي؟ ثم عاد الي موقفه منفردا.

و في (القمقام) للمرحوم فرهاد ميرزا: لما قتل العباس و أقبل اليه الحسين عليه السلام، قال: الآن انكسر ظهري، و انقطع رجائي.

و قال في (الناسخ): ان الحسين عليه السلام رثاه بهذه الأبيات:



أحق الناس أن يبكي عليه

فتي أبكي الحسين بكربلاء



أخوه و ابن والده علي

أبوالفضل المضرج بالدماء



و من واساه لا يثنيه شي ء

و جاد له علي عطش بماء



المازندراني، معالي السبطين، 448 ، 447 - 446 ، 441 - 438 / 1

فمكث ذلك الرجل [قاتل العباس عليه السلام] يسيرا، ثم صب الله عليه الظمأ، فجعل لا يروي، و كان يصيح من الحر في بطنه، و البرد في ظهره، و بين يديه المراوح و الثلج، و خلفه كانون، و كان برد له الماء، فيه السكر و عساس، فيها اللبن، و هو يقول: اسقوني، أهلكني العطش. فيؤتي بالعس أو القلة، فيه الماء و اللبن، و السويق يكفي جماعة، فيشربه،


و يضطجع هنيئة، ثم يقول: اسقوني، قتلني الظمأ. فما زال كذلك حتي انقدت بطنه انقداد بطن البعير.

الأمين، لواعج الأشجان، / 183

فلما لم يبق من أصحاب الحسين و أنصاره الا العباس بن علي عليه السلام هجم أصحاب عمر بن سعد علي الحسين عليه السلام و معه العباس حملة شديدة عنيفة حتي كشفهم و أزالهم عم مقرهم، و ألحقهم بباقي الجند علي مارواه المفيد.

القزويني، الامام الحسين عليه السلام و أصحابه، 288 / 1

و لم يستطيع العباس صبرا علي البقاء بعد أن تفاني صحبه و أهل بيته، و يري حجة الوقت مكثورا قد انقطع عنه المدد و مل ء مسامعه عويل النساء و صراخ الأطفال من العطش، فطلب من أخيه الرخصة، و لما كان عليه السلام أنفس الذخائر عند السبط الشهيد عليه السلام لأن الأعداء تحذر صولته، و ترهب اقدامه، و الحرم مطمئنة بوجوده مهما تنظر اللواء مرفوعا، فلم تسمح نفس «أبي الضيم» القدسية بمفارقته، فقال له: يا أخي «أنت صاحب لوائي».

قال العباس: قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين و أريد أن آخذ ثاري منهم. فأمره الحسين عليه السلام أن يطلب الماء للأطفال. فذهب العباس الي القوم، و وعظهم، و حذرهم غضب الجبار فلم ينفع، فنادي بصوت عال: يا عمر بن سعد! هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه و أهل بيته، و هؤلاء عياله و أولاده عطاشي، فأسقوهم من الماء، قد أحرق الظمأ قلوبهم، و هو مع ذلك يقول: دعوني أذهب الي الروم أو الهند و أخلي لكم الحجاز و العراق. فأثر كلامه في نفوس القوم حتي بكي بعضهم، و لكن الشمر صاح بأعلي صوته: يا ابن أبي تراب! لو كان وجه الأرض كله ماء و هو تحت أيدينا لما سقياكم منه قطرة الا أن تدخلوا في بيعة يزيد.

فرجع الي أخيه يخبره، فسمع الأطفال يتصارخون من العطش، فلم تتطامن نفسه علي هذا الحال و ثارت به الحمية الهاشمية.


ثم انه ركب جواده و أخذ القربة، فأحاط به أربعة آلاف، و رموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم، و أخذ يطرد أولئك الجماهير وحده، و لواء الحمد يرف علي رأسه، و لم يشعر القوم أهو العباس يجدل الأبطال أم أن الوصي يزأر في الميدان، فلم تثبت له الرجال، و نزل الي الفرات مطمئنا غير مبال بذلك الجمع.

و لما اغترف من الماء ليشرب، تذكر عطش الحسين و معه، فرمي الماء و قال:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين وارد المنون

و تشربين بارد المعين



تا الله ما هذا فعال ديني [164]

ثم ملأ القربة و ركب جواده، و توجه نحو المخيم، فقطع عليه الطريق، و جعل يضرب حتي أكثر القتل فيهم، و كشفهم عن الطريق، و هو يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت زقا [165]

حتي أواري في المصاليت لقي



نفسي لسبط المصطفي الطهر وقي

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي

فكمن له زيد بن الرقاد الجهني من وراء نخلة، و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه علي يمينه، فبراها، فقال عليه السلام:



و الله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين



فلم يعب ء بيمينه بعد أن كان همه ايصال الماء الي أطفال الحسين و عياله ولكن حكيم ابن الطفيل كمن له من وراء نخلة، فلما مر به ضربه علي شماله فقطعها، و تكاثروا عليه،


و أتته السهام كالمطر، فأصاب القربة سهم، و أريق ماؤها، و سهم أصاب صدره [166] ، و ضربه رجل بالعمود علي رأسه، فقلق هامته.

و سقط علي الأرض ينادي: عليك مني السلام أباعبدالله، فأتاه الحسين عليه السلام و ليتني علمت بماذا أتاه؟ أبحياة مستطارة منه بهذا الفادح الجلل، أم بجاذب من الاخوة الي مصرع صنوه المحبوب؟

نعم حصل الحسين عليه السلام عنده و هو يبصر قربان القداسة فوق الصعيد قد عشيته الدماء و جللته النبال، فلا يمين تبطش، و لا منطق يرتجز، و لا صولة ترهب، و لا عين تبصر و مرتكز الدماغ علي الأرض مبدد.

المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 237 - 234

قالوا: و لما قتل اخوة العباس الثلاثة بين يديه، ورآهم صرعي علي وجه الصعيد، لم يستطع صبرا، فجاء الي أخيه الحسين عليه السلام يستأذنه في القتال، و يطلب الرخصة منه.

فبكي الحسين بكاء شديدا، و قال: «يا أخي، أنت صاحب لوائي، و اذا مضيت تفرق عسكري». فلم يأذن له.

فعاد عليه العباس للمرة الثانية، و طلب منه الاذن قائلا:

«يا أخي! قد ضاق صدري و سئمت الحياة، و أريد أن آخذ ثاري من هؤلاء المنافقين».

فقال له الحسين: اذا فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء.

فذهب العباس عليه السلام الي القوم، و وعظهم، و حذرهم غضب الجبار، و طلب منهم شيئا من الماء للأطفال.

فقالوا: لو كان تمام وجه الأرض ماء و كان تحت تصرفنا، لم نسقكم منه قطرة، الا أن تبايعوا ليزيد، و تدخلوا في طاعته.

فرجع العباس عليه السلام الي أخيه، و أخبره بمقالة القوم.


فطأطأ الحسين برأسه و بكي بكاء شديدا.

و بينما العباس في ذلك و نحوه اذ سمع الأطفال - و معهم سكينة بنت الحسين عليه السلام - ينادون: العطش، العطش.

فرفع رأسه الي السماء، و قال: الهي و سيدي! أريد أن أعتد بعدتي، و أملأ لهؤلاء الأطفال قربة من الماء.

فركب فرسه و أخذ سيفه و رمحه و القربة، و قصد الفرات، فأحاط به أربعة آلاف فارس، و هم الذين كانوا موكلين بالفرات - و أخذوا يرمونه بالنبال، فلم يعبأ بجمعهم، و لا راعته كثرتهم.

فكشفهم عن وجهه، و قتل منهم - علي ما روي - ثمانين فارسا، و دخل الفرات مطمئنا غير هياب لذلك الجمع الغفير.

وفاؤه لعطش أخيه

ثم اغترف من الماء غرفة، و أدناها من فمه ليشرب، فتذكر عطش أخيه الحسين و عطاشي أهل بيته و أطفاله، فرمي الماء من يده و قال:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين وارد المنون

و تشربين بارد المعين



تا الله ما هذا فعال ديني

ثم ملأ القربة و حملها علي كتفه الأيمن، و ركب جواده، و توجه نحو الخيام مسرعا ليوصل الماء الي عطاشي أهل البيت، فأخذوا عليه الطريق، و تكاثروا عليه، و أحاطوا به من كل جانب.



فجعل يصول في أوساطهم، و يضرب فيهم بسيفه و هو يرتجز و يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت زقا

حتي أواري في المصاليت لقي



نفسي لنفس المصطفي الطهر وقا

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي




تقطع يمينه

ففرقهم عن طريقه، و أخذوا يهربون من بين يديه، حتي اذا قارب المخيم، كمن له زيد بن الرقاد الجهني من وراء نخلة، و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه علي يمينه بالسيف، فبراها.

و أخذ السيف بشماله، و ضم اللواء الي صدره، و حمل القربة علي كتفه الأيسر، و حمل علي القوم كالأسد الغضبان، و هو يقول:



و الله ان قطعتموا يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين



تقطع شماله

و قاتل - عليه السلام - حتي ضعف عن القتال، فكمن له حكيم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة و ضربه علي شماله، فقطعها من الزند، فقال:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي المصطفي المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فأصلهم يا رب حر النار

فعند ذلك وقع السيف من يده، و أخذ القربة بأسنانه، و جعل يسرع ليوصل الماء الي المخيم.



فلما نظر ابن سعد الي شدة اهتمام العباس عليه السلام بالقرية صاح بالقوم: ويلكم، ارشقوا القربة بالنبل، فوالله ان شرب الحسين من هذا الماء أفناكم عن آخركم [167] .

أتته السهام كالمطر

فقطعوا عليه طريقه، و ازدحموا عليه، و أتته السهام كالمطر من كل جانب، فأصاب


القربة سهم فأريق ماؤها. و جاءه سهم، فأصاب صدره. و سهم آخر أصاب احدي عينيه، فأطفأها، و جمدت الدماء علي عينه الأخري، فلم يبصر بها.

يصاب بالعمود فيهوي الي الأرض

و ضربه لعين من القوم علي أم رأسه فانقلب عن ظهر فرسه، و خر الي الأرض صريعا، و العلم الي جنبه، و جعل يخور بدمه، فقطعه القوم بأسيافهم.

فعند ذلك نادي - برفيع صوته -: عليك مني السلام أباعبدالله.

فأتاه الحسين مسرعا كالصقر اذا انحدر الي فريسته، ففرق القوم عنه، و قتل منهم رجالا و جندل فرسانا و حتي اذا وصل اليه، رآه مقطوع اليمين و اليسار، مفظوخ الهامة، مثخنا بالجراح، العلم الي جنبه ممزق، و القربة مخرقة، و هو يفحص برجليه.

قالوا: فأدركه الحسين، و به رمق الحياة، فأخذ رأسه الشريف و وضعه في حجره، و جعل يمسح الدم و التراب عنه، ثم بكي بكاء عاليا، و قال: «الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي، و شمت بي عدوي».

ثم انحني عليه و اعتنقه، و جعل يقبل موضع السيوف من وجهه و نحره و صدره.

ثم حمل علي القوم، فأخذ يضرب فيهم، و هو يقول: «الي أين تفرون و قد فتتم عضدي»؟ ثم رجع الي أخيه، و انحني عليه يقبله و يبكي، ففاضت نفس العباس المقدسة و رأسه في حجر أخيه.

أقول: المعروف عند أرباب المقاتل: أن الحسين عليه السلام ترك أخاه العباس في مكانه حول المسناة، و قام عنه بعدما فاضت نفسه الزكية، و لم يحمله الي الفسطاط الذي كان يحمل القتلي من أهل بيته و أصحابه اليه.

و لعل السر في ذلك - كما ذكره بعض الأكابر - كثرة ما أصاب العباس عليه السلام من الجراحات، لأن الأعداء قطعوه بسيوفهم اربا اربا.

و يؤيد ذلك ما ذكره بعض أرباب المقاتل: من أن السجاد عليه السلام حينما جاء القتلي في


اليوم الثالث عشر من المحرم، ذكر له بنو أسد بعد دفن القتلي بطلا مطروحا حول المسناة كلما حملوا منه جانبا سقط الآخر من كثرة الجراحات.

أو لعل السر في ذلك: أن العباس عليه السلام حيث كان آخر من قتل من أصحاب الحسين و أهل بيته - علي ما هو التحقيق - فهد مقتله الحسين و قصم ظهره، و لم يكن عنده من يعينه و يساعده علي حمله الي المخيم، و لم يستطع حمله بنفسه المقدسة فانهم ذكروا أنه قام من عنده محني الظهر منكسرا حزينا:



هوي فوقه رمحا فقام صفيحة

تثلم منها حدها و غرارها



فهل تركت تلك المصائب العظام التي أصيب بها سيدالشهداء يوم الطف: من فقد أحبته و أنصاره و أهل بيته و فلذة كبده شبيه جده رسول الله صلي الله عليه و آله و عويل عياله و صراخ أطفاله و همه و غمه و تفكيره فيما سيجزي بعد قتله علي عقائل الرسالة و بنات الزهراء، من الذل و الأسر و السبي من بلد الي بلد، و من مجلس الي آخر،، و قد تركهن بلا محام و لا كفيل، غير مضني عليل يكابد ألم السقم و جور الأعداء.

فهل تركت له هذه المصائب التي بعضها يهد الجبال الرواسي قامة معتدلة و طاقة يستطيع بهما حمل الجثمان الطاهر الي المخيم؟



قد عجبت من صبره الأملاك

و لا يحيط وصفه الادراك



أو لعل السر في ذلك - كما يقول بعض أرباب المقاتل -: أن العباس عليه السلام هو الذي طلب من أخيه الحسين ابقاءه في مكانه. فقد ذكروا: أن الحسين عليه السلام حينما أقبل الي أخيه العباس و وجد فيه رمق الحياة، انحني عليه، و أراد حمله الي المخيم.

فأحس العباس بأخيه و علم ماذا يريد؟ فقال له:

يا أخي! الي أين تريد حملي؟

قال الحسين: أريد حملك الي المخيم.

فقال العباس، يا أخي! بحق جدك رسول الله صلي الله عليه و آله عليك أن لا تحملني، و دعني في مكاني هذا؟


فقال الحسين: لماذا يا أخي؟ قال العباس:

لأني مستح من ابنتك سكينة، و قد وعدتها بالماء و لم آت به. فتركه الحسين في مكانه.

و علي كل حال قالوا: ان الحسين ترك أخاه العباس في مكانه، و رجع الي المخيم باكيا، منكسرا، حزينا، منحني الظهر، يكفكف الدموع بكمه كي لا تراه النساء، و قد تدافعت الخيل و الرجال علي مخيمه، لأنهم استوحدوه.

الحسين يستغيث بعد مقتل العباس:

فصاح الحسين عند ذلك: أما من مجير يجيرنا، أما من مغيث يغيثنا، أما من طالب حق فينصرنا، أما من خائف من النار فيذب عنا.

و أقبلت اليه سكينة، و قالت له: أين عمي العباس، أراه أبطأ بالماء علينا؟

فقال لها: ان عمك قد قتل. فصرخت و نادت: وا عماه! وا عباساه.

و سمعتها العقيلة زينب، فصاحت: وا أخاه! وا عباساه! وا ضيعتاه من بعدك.

فقال الحسين: اي والله: وا ضيعتاه! وا انقطاع ظهراه بعدك أباالفضل! يعز علي و الله فراقك.

الحسين يبكي مع النساء علي أخيه

فاجتمعت النساء حوله و جعلن يبكينه و يندبنه، و الحسين يبكي معهن، حتي قيل: بأنه أغمي عليه من شدة البكاء.

بحر العلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 324 - 319 ، 317

رثاه في أخيه العباس عليه السلام [...]



تعديتم يا شر قوم ببغيكم

و خالفتموا فينا النبي محمدا



أما كان خير الخلق أوصيكم بنا

أما كان جدي خيرة الله أحمدا



أما كانت الزهراء أمي و والدي

علي أخا خير الأنام المسددا






لعنتم و اخزيتم بما قد جنيتم

سيصلون نارا حرها قد توقد



و نسب اليه عليه السلام في رثاء أخيه العباس عليه السلام [...]



اليوم نامت أعين بك لم تنم

تسهدت أخري و قل منامها



أقول: لم أجده في كتب القدما.

صابري الهمداني، ادب الحسين و حماسته، / 35 ، 34



پاورقي

[1] [الحدائق الوردية: بسهم»].

[2] [الحدائق الوردية: بسهم»].

[3] [في المقتل و العبرات: «لأمه»].

[4] [في المقتل و العبرات: «لأمه»].

[5] [أضاف في المقتل و العبرات: «و لا عقب لاخوته»].

[6] [في المقتل و العبرات: «فحملها»].

[7] [حکاه في العبرات عن المقتل].

[8] [الي هنا حکاه عنه في العبرات].

[9] عباس عليه‏السلام همچنان پيشاپيش امام حسين عليه‏السلام ايستاده بود و جنگ مي‏کرد. امام حسين عليه‏السلام به هر سو مي‏رفت، او هم به همان سو مي‏رفت تا شهيد شد. رحمت خدا بر او باد.

دامغاني، ترجمه‏ي اخبار الطوال، / 304 - 303.

[10] [الکامل: «داوود»].

[11] زيد به رقاد (جنبي) با حکيم بن طفيل سنبسي او را کشتند.

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 3083 / 7.

[12] في النسخ: ذي.

[13] [لم يرد في البحار و العوالم].

[14] و در حديث ديگر از امام باقر عليه‏السلام روايت کرده [است] که فرمود: «زيد بن رقاد جهني و حکيم بن طفيل طايي هر دو در قتل عباس بن علي شرکت داشتند.»

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي مقاتل الطالبيين، / 82.

[15] مدائني از قاسم بن اصبغ بن نباته روايت کرده [است] که گفت: «من مردي را (در کوفه) از قبيله‏ي بني‏دارم مي‏شناختم از مرد زيبا چهره و سفيد رويي بود. پس از واقعه‏ي کربلا او را ديدم، چهره‏اش سياه گشته [بود] از او پرسيدم: «من تو را زيبا چهره و سفيد رو ديده بودم، چه شد که چهره‏ات اين گونه سياه گشته؟»

پاسخ داد: «من جوان نو رسي را از همراهان حسين عليه‏السلام در کربلا کشتم که پيشانيش جاي سجده مشاهده مي‏شد و از آن روز تا به حال که او را کشته‏ام، هر شب در خواب به بالينم مي‏آيد و گريبانم را مي‏گيرد و مرا به سوي دوزخ مي‏کشاند و در آن جا مي‏افکند ومن چنان در خواب ناله و فرياد مي‏زنم که تمام همسايگان صدايم را مي‏شنوند.»

قاسم (راوي حديث) گويد: آن جواني که به دست اين مرد کشته شد، همان عباس بن علي صلي الله عليه و آله بود.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي مقاتل الطالبيين، / 120.

[16] و المروي أن الامام زين‏العابدين عليه‏السلام تولي دفنه عندما دفن أباه و أصحابه يوم الثالث عشر من شهر محرم، أي بعد الفاجعة بثلاثة أيام (وسيلة الدارين ص 347).

[17] [و في اللواعج مکانه: «و حمل القوم علي...»].

[18] [الدمعة الساکبة «و قد»].

[19] [الدمعة الساکبة «و قد»].

[20] [و في أعيان الشيعة مکانه: «ان الحسين عليه‏السلام لما اشتد...»].

[21] [لم يرد في روضة الواعظين].

[22] [اعلام الوري: «يده»].

[23] [لم يرد في روضة الواعظين].

[24] [في الارشاد ط مؤسسة آل البيت عليهم‏السلام و الدمعة الساکبة و نفس المهموم: «فاعترضته» و في أعيان الشيعة و اللواعج: «فاعترضتهما»].

[25] [أعيان الشيعة: «و أحاطوا»].

[26] [اللواعج: «أبان بن دارم»].

[27] [اعلام الوري: «بين الماء»].

[28] [العبرات: «الماء»].

[29] [أضاف في اللواعج: «فحالوا بينه و بين الفرات»].

[30] [في روضة الواعظين: «أظمه» و أضاف في اللواعج: «و في رواية اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له»].

[31] [في الدمعة الساکبة: «کفه» و في اللواعج و العبرات: «يديه»].

[32] [في اعلام الوري و روضة الواعظين: «فرماه» و الي هنا حکاه في روضة الواعظين، / 162 - 161 [.

[33] [اللواعج: «نحو السماء، ثم حمد الله و أثني عليه، ثم»].

[34] [أضاف في اللواعج: «اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تبق منهم أحدا»].

[35] [الدمعة الساکبة: «ثم اقتطعوا العباس عنه، و أحاطوا به من کل جانب»].

[36] [أعيان الشيعة: «و أحاطوا»].

[37] [الدمعة الساکبة: «ثم اقتطعوا العباس عنه، و أحاطوا به من کل جانب»].

[38] [الدمعة الساکبة، «قتلوه رضي الله عنه، فبکي الحسين عليه‏السلام لقتله بکاء شديدا» و الي هنا حکاه في اعلام الوري و عنه في العبرات].

[39] [أعيان الشيعة: «قتله»].

[40] [أعيان الشيعة: «قتله»].

[41] [في الارشاد ط مؤسسة آل البيت عليهم‏السلام و نفس المهموم و أعيان الشيعة و اللواعج: «السنبسي» و لم يرد في الدمعة الساکبة].

[42] [أضاف في نفس المهموم: «و روي الحسن بن علي الطبري: أن الحسين عليه‏السلام رماه رجل ملعون بسهم، فأثبت في جبهته، فانتزعه العباس عليه‏السلام و ما ذکرناه من أنه أثبت في حنکه الشريف أشهر» و أضاف في أعيان الشيعة و اللواعج: «فبکي الحسين عليه‏السلام لقتله بکاء شديدا»].

و در اين حال لشگر بر حسين عليه‏السلام حمله کرده، همراهان او را از پاي درآوردند و تشنگي بر آن حضرت سخت شد. پس آن جناب بر شتر مسناة سوار شده، به سوي فرات به راه افتاد و برادرش عباس نيز همراه او بود پس سوارگان لشگر پسر سعد لعنه الله سر راه بر او گرفتند و مردي از بني‏دارم در ميان ايشان بود. پس به لشکر گفت: واي بر شما! ميانه او و فرات حائل شويد و نگذاريد به آب دسترسي پيدا کند.

حسين عليه‏السلام فرمود: «بار خدايا! اين مرد را به تشنگي دچار کن.»

آن مرد دارمي ناپاک خشمگين شد و تيري به جانب آن حضرت پرتاب کرد. آن تير در زير چانه آن حضرت فرورفت. حسين عليه‏السلام آن تير را بيرون کشيد و دست زير چانه گرفت. پس دو مشت آن جناب پر از خون شد. خونها را به هوا ريخت. سپس فرمود: «بار خدايا! من به تو شکايت برم از آن چه اين مردم درباره‏ي پسر دختر پيغمبرت رفتار کنند.»

آن گاه به جاي خويش بازگشت و تشنگي سخت بر او غلبه کرده بود.

از آن سو لشگر دور عباس عليه‏السلام را گرفته و به او حمله‏ور شدند و آن جناب به تنهايي با ايشان جنگ کرد تا کشته شد؛ رحمه الله. و عهده‏دار کشتن آن جناب زيد بن ورقاء حنفي و حکيم بن طفيل سنسني بودند و اين پس از آن بود که زخمهاي سنگيني برداشته بود و نيروي جنبش نداشت.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 114 - 113 / 2.

[43] [و في أعيان الشيعة و اللواعج مکانه: «فيروي أنه خرج يطلب الماء و حمل علي القوم و هو يقول...»].

[44] [في أعيان الشيعة و اللواعج: «لسبط».

[45] [لم يرد في العبرات].

[46] [في أعيان الشيعة و اللواعج: «و ضربه زيد بن ورقاء علي يمينه، فقطعها»].

[47] [في أعيان الشيعة و اللواعج: «و ضربه زيد بن ورقاء علي يمينه، فقطعها»].

[48] [لم يرد في العبرات].

[49] [أعيان الشيعة: «دائما»].

[50] [في أعيان الشيعة و اللواعج: «فضربه حکيم بن الطفيل علي شماله، فقطعها»].

[51] [في أعيان الشيعة و اللواعج: «فضربه حکيم بن الطفيل علي شماله، فقطعها»].

[52] [لم يرد في العبرات].

[53] [الي هنا حکاه في أعيان الشيعة و اللواعج، و أضيف: «فضربه آخر بعمود من حديد، فقتله»].

[54] [من هنا حکاه عنه في المعالي].

[55] [المعالي: «قتل العباس عليه‏السلام بکي الحسين عليه‏السلام»].

[56] [المعالي: «قتل العباس عليه‏السلام بکي الحسين عليه‏السلام»].

[57] [نفس المهموم: «تعديتموا»].

[58] [المعالي: «ببغيکم»].

[59] [نفس المهموم: «خالفتموا»].

[60] [المعالي: «دين»].

[61] [المعالي:«أوصاکم»].

[62] [المعالي: «أنا»].

[63] [حکاه عنه في نفس المهموم].

[64] [في المعالي مکانه: «و في رواية نفس المهموم: «لما نزلوا علي الشريعة، صاح زرعة...»].

[65] [المعالي: «فيرمي به»].

[66] [المعالي: «فيرمي به»].

[67] [الي هنا حکاه في المعالي، 315 / 1 [.

[68] [حکاه عنه في نفس المهموم].

[69] و يک يک و دو دو مي‏رفتند و حرب مي‏کردند و سواران و پيادگان لشگر کفر مي‏کشتند و حسين عليه‏السلام ايشان را کشته يا نيم کشته به در خيمه‏ي زنان مي‏برد. از پسران و عموزادگان و برادرزادگان بعد از آن خلق روي به حضرت حسين عليه‏السلام کردند. قتال عظيم بکرد و بي‏طاقت شد. ملعوني تير بر پيشاني امام زد. عباس تير را بکشيد. خلق گرد عباس درآمدند و او را از حسين جدا کردند و عباس به کنار فرات شهيد شد و قبر او آن جاست.

عماد الدين طبري، کامل بهائي، 285 / 2.

[70] [مصباح الزائر: «المفدي»].

[71] [في مصباح الزائر و الأسرار: «قاتليه»].

[72] [في مصباح الزائر و العبرات: «الجنبي» و في البحار و العوالم: «الجهني» و لم يرد في الأسرار].

[73] [زاد في البحار و العوالم: «السهم»].

[74] [البحار: «يده»].

[75] [أضاف في البحار و العوالم: «و کان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي و حکيم بن الطفيل السنبسي»].

[76] راوي گفت: تشنگي حسين به نهايت سختي رسيد. پس، بر فراز سد آب برآمد تا داخل فرات شود و برادرش عباس نيز پيشاپيش آن حضرت بود. سربازان ابن‏سعد جلوگيري نمودند و مردي از قبيله‏ي دارم تيري به سوي حسين پرتاب نمود. تير به زير چانه‏ي آن حضرت جا گرفت. حسين تير را بيرون کشيد و هر دو دست به زير خون گرفت تا کفهايش پر خون شد. سپس خون را به آسمان پاشيد و عرض کرد: «بار الها! شکايت رفتاري را که با فرزند دختر پيغمبرت مي‏شود، به پيشگاه تو مي‏کنم.»

سپس سربازان، عباس را از حسين جدا کردند و گرداگردش را گرفتند تا آن که شهيدش نمودند (قدس الله رحه)، حسين عليه‏السلام بر کشته شدن برادرش سخت گريست.

فهري، ترجمه‏ي لهوف، / 118 - 117.

[77] بعد از آن، عباس بن علي رضي الله عنه آماده‏ي قتال شد بر اهل بغي و طغيان حمله کرد و مراسم جد و اجتهاد به جا آورد. از ايشان مي‏کشت تا کشته شد و عباس چون به عز شهادت فايز گشت، امام حسين رضي الله عنه فرمود که: «الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي!»

و عباس بن علي رضي الله عنه در پيش أميرالمؤمنين حسين بعد از کشته شدن برادران ايستاده بود و به هر جانبي که آن جناب توجه مي‏کرد، او نيز ميل آن طرف مي‏کرد تا کشته شد.

ميرخواند، روضة الصفا، 166 - 165 ، 162 / 3

پس برادران امام حسين عليه‏السلام متعاقب يکديگر به امر قتال اقبال نموده، هر يک جمعي از اصحاب ضلال را کشته، شهيد شدند و چون عباس بن علي عليه‏السلام به دارالسلام خراميد، امام حسين (سلام الله عليه) گفت: «الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي»؛ يعني اين زمان پشت من شکست و اندک شد چاره‏ي من.



برفت آن يار و من بيچاره گشتم

ز کوي خوشدلي آواره گشتم‏



خواندامير، حبيب السير، 54 / 2.

[78] [من هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة].

[79] [الدمعة الساکبة: «و حاربهم و هو»].

[80] [و في مثير الأحزان مکانه: «فحاربهم محاربة الأبطال و هو يقول...»].

[81] [مثير الأحزان: «لسبط»].

[82] [لم يرد في مثير الأحزان].

[83] [أضاف في مثير الأحزان: «فبراها»].

[84] [في البحار و الدمعة الساکبة و مثير الأحزان: «الحکم»].

[85] [مثير الأحزان: «الطاهر»].

[86] [أضاف في الدمعة الساکبة: «قال: فحمل عليه‏السلام القربة بأسنانه، و جعل يرکض ليوصل الماء الي عطاش أهل البيت،فجاء سهم، فأصاب القربة، و أريق مائها، ثم جاء سهم آخر، فأصاب صدره، فانقلب عن فرسه، و صاح الي أخيه الحسين عليه‏السلام: أدرکني، و في رواية»، و الي هنا حکاه في مثير الأحزان].

[87] [زاد في الدمعة الساکبة: «بکاء شديدا و حمله الي الخيمة»].

[88] [في البحار و العوالم و مثير الأحزان: «و خالفتم دين» و في الدمعة الساکبة: «و خالفتموا دين»].

[89] [في البحار و العوالم و مثير الأحزان: «و خالفتم دين» و في الدمعة الساکبة: «و خالفتموا دين»].

[90] [الدمعة الساکبة: «ويلکم»].

[91] [الدمعة الساکبة: «والدي»].

[92] [من هنا حکاه في نفس المهموم، / 337 [.

[93] [في المعالي مکانة: «و لما قتل عسکر الحسين عليه‏السلام و قتل بنو عمه و اخوته، بکي العباس و أن و اشتاق الي لقاء ربه وحن و حمل...»].

[94] [المعالي: «يا أخاه! هل من»].

[95] [المعالي: «يا أخاه! هل من»].

[96] [لم يرد في المعالي].

[97] [لم يرد في المعالي].

[98] [لم يرد في المعالي].

[99] [المعالي: «أخي أنت»].

[100] [المعالي: «أخي أنت»].

[101] [المعالي: «و أنت»].

[102] [لم يرد في المعالي].

[103] [و لعل کلام العباس أخاه الحسين عليهماالسلام کان في موقعين: الأول: کلامه في بدء القتال الي قوله: (تنبعث الي الخراب). و الثاني: کلامه حينما لم يبق مع أخيه غيره. و قد جمع الراوي بينهما مع اختلاف الزمن کي يکون السرد مجتمعا کاملا].

[104] [المعالي: «لقد»].

[105] [لم يرد في المعالي].

[106] [المعالي: «و نادي»].

[107] [المعالي: «يقول لکم»].

[108] [زاد في المعالي: «و عياله»].

[109] [المعالي: «عطاش»].

[110] [المعالي: «فاسقوهم»].

[111] [المعالي: «أولاده و أطفاله»].

[112] [المعالي: «طرف»].

[113] [المعالي: «أني»].

[114] [في المطبوع: «فجاء نحو العباس و قال»].

[115] [في المطبوع: «فجاء نحو العباس و قال»].

[116] [المعالي: «الحسين عليه‏السلام برأسه»].

[117] [المعالي: «و هم ينادون»].

[118] [المعالي: «العطش، العطش»].

[119] [المعالي: «أن أعتد»].

[120] [لم يرد في المعالي].

[121] [المعالي: «أن تمنعوا»].

[122] [المعالي: «عطشا»].

[123] [لم يرد في المعالي و ذکر بدله عن البحار].

[124] [لم يرد في المعالي و ذکر بدله عن البحار].

[125] [المعالي: «عطاش»].

[126] [الي هنا حکاه عنه في المعالي و أضاف: «و عن أبي‏مخنف يقول:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا کنت أن تکوني‏



هذا الحسين شارب المنون

و تشربين بارد المعين‏



هيهات ما هذا فعال ديني

و لا فعال صادق اليقين»].

[127] [في الدمعة الساکبة و مثير الأحزان مکانه: «فلما رأي وحدة أخيه أتي و قال...»].

[128] [و لعل کلام العباس أخاه الحسين عليه‏السلام کان في موقعين: الأول: کلامه في بدء القتال الي قوله: (تفرق عسکري) و الثاني: کلامه حينما لم يبق مع أخيه غيره. و قد جمع الراوي بينهما مع اختلاف الزمن کي يکون السرد مجتمعا کاملا.]

[129] [زاد في الدمعة الساکبة و مثير الأحزان: «الي القوم»].

[130] [لم يرد في الدمعة الساکبة و مثير الأحزان].

[131] [المعالي: «حتي اذا»].

[132] [الي هنا حکاه عنه في المعالي].

[133] و قال علي ما روي:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا کنت أن تکوني‏



هذا الحسين وارد المنون

و تشربين بارد المعين‏



تالله ما هذا فعال ديني.

[134] [زاد في الدمعة الساکبة: «فحملوا عليه»].

[135] [الي هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة].

[136] [لم يرد في مثير الأحزان و ذکر بدله بمثل تسلية المجالس].

[137] [لم يرد في مثير الأحزان و ذکر بدله بمثل تسلية المجالس].

[138] [مثير الأحزان: «و جعل يرکض ليوصل الماء الي عطشا أهل البيت فجاء»].

[139] [الي هنا حکاه في مثير الأحزان و أضاف: «و نادي: أدرکني يا أباعبدالله. فأتاه کصقر المنقض، فلما رآه صريعا علي شاطي‏ء الفرات بکي»].

[140] [الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم و أضاف: «فقلت: و ذکر الطريحي في کيفية قتله سلام الله عليه: أنه حمل عليه رجل، فضربه بعمود من حديد علي أم رأسه. ففلق هامته، فوقع علي الأرض، و هو ينادي: يا أباعبدالله عليک مني السلام. و قال ابن‏نما في حکيم بن الطفيل السنبسي: و کان قد أخذ سلب العباس عليه‏السلام، و رماه بسهم»].

[141] عباس از همه‏ي برادران خود بزرگتر بود، و به حسن و جمال و صباحت و شجاعت و قوت و شوکت و تنومندي و بلندي قامت از اهل زمان خود ممتاز بود. چون بر اسبان بلند سوار مي‏شد، پاهاي او بر زمين مي‏کشيد و او را ماه بني‏هاشم مي‏گفتند و در آن روز، آن بزرگوار علمدار حضرت سيد اخيار بود.

چون عباس ديد که کسي به غير از آن امام مظلوم و فرزندان معصوم او نماند، به خدمت برادر نامدار خود آمد و گفت: «اي برادر! مرا رخصت فرما که جان خود را فداي تو گردانم و خود را به درجه‏ي رفيعه‏ي شهادت رسانم.»

حضرت از استماع سخنان جانسوز آن برادر مهربان، سيلاب اشک خونين از ديده‏هاي حق بين خود روان کرد و گفت: «اي برادر! تو علمدار مني و از رفتن تو لشکر من از هم مي‏پاشد.»

عباس گفت: «اي برادر بزرگوار! سينه‏ي من از کشته شدن برادران و ياران و دوستان تنگ شده است و از زندگي ملول شده‏ام و آرزومند لقاي حق تعالي گرديده‏ام و ديگر تاب ديدن مصيبت دوستان ندارم و مي‏خواهم در طلب خون برادران و خويشان دمار از مخالفان برآرم.»

آن امام غريب فرمود که: «اگر البته عازم سفر آخرت گرديده‏اي، آبي جهت پردگيان سرادق عصمت و کودکان اهل بيت رسالت تحصيل کن و از تشنگي بي‏تاب گرديده‏اند.»

عباس به نزديک آن سنگين دلان بي‏حيا رفت و گفت: «اي بي‏شرمان! اگر به گمان شما، ما گناهکاريم، زنان و اطفال ما چه گناه دارند؟ بر ايشان ترحم کنيد و شربت آبي به ايشان بدهيد.»

چون ديد که نصيحت و پند در آن کافران اثر نمي‏کند، به خدمت حضرت برگشت. ناگاه از خيمه‏هاي حرم صداي العطش به گوش او رسيد. بي‏تاب شد و بر اسب خود سوار شد و نيزه و مشکي برداشت و متوجه شط فرات گرديد. چون به نزديک نهر رسيد، چهار هزار نامرد که بر آن موکل بودند، آن غريب مظلوم را در ميان گرفتند و بدن شريفش را تيرباران کردند. آن شير بيشه‏ي شجاعت خود را بر آن سپاه بي‏قياس زد و هشتاد نفر از ايشان را با تن تنها بر زمين افکند و خود را به آب رسانيد. چون کفي از آب برگرفت که بياشامد، تشنگي آن امام مظلوم و اهل بيت او را به ياد آورد. آب را ريخت و مشک را پر کرد و بر دوش خود کشيد و جنگ کنان متوجه خيمه‏هاي حرم شد. آن کافران بي‏حيا سر راه بر او گرفتند و بر دور او احاطه کردند و با ايشان محاربه مي‏کرد و راه مي‏پيمود. ناگاه يزيد بن ورقا از کمين درآمد و حکم بن طفيل نيز او را مدد کرد. ضربتي بر آن سيد بزرگوار زدند و دست راست او را جدا کردند. آن شير بيشه‏ي شجاعت و نهال حديقه‏ي امامت، مشک را دوش چپ کشيد و ششير را به دست چپ گرفت و جهاد مي‏کرد و راه مي‏پيمود. ناگاه حکم بن طفيل ضربتي بر او زد و دست چپش را جدا کرد. آن فرزند شير خدا، مشک را به دندان گرفت و اسب را مي‏دوانيد که آب را به آن لب تشنگان برساند. ناگاه تيري بر مشک خورد و آب بر زمين ريخت و تير ديگر بر سينه‏ي بي‏کينه‏ي او آمد و از اسب درگرديد. پس ندا کرد که: «اي برادر بزرگوار مرا درياب.»

به روايت ديگر، نوفل بن ازرق، عمود بر سر آن سرور زد که به بال سعادت به رياض جنت پرواز کرد و آب کوثر از دست پدر بزرگوار خود نوشيد. چون امام حسين عليه‏السلام صداي آن برادر نيکوکار را شنيد، خود را به او رسانيد. چون او را به آن حال مشاهده کرد، آه حسرت از دل پردرد کشيد و قطرات اشک خونين از ديده باريد و فرمود: «الآن انکسر ظهري»؛ يعني: «در اين وقت، پشت من شکست.»

و به روايت حضرت امام جعفر صادق عليه‏السلام، حق تعالي به عوض دو دست، دو بال به او کرامت کرد که در رياض جنت به آن بالهاي سعادت پرواز مي‏کند.

مجلسي، جلاء العيون، / 680 - 678.

[142] [في المطبوع: «أعرض»].

[143] [في المطبوع «يزادون»].

[144] [في المطبوع: «تذروح»].

[145] [في المطبوع: «فکم»].

[146] [في المعالي مکانه: «ان الحسين عليه‏السلام انتحي عليه...»].

[147] [لم يرد في المعالي].

[148] [المعالي: «رآني»].

[149] [أضاف في المعالي: «أقول: و هذا يؤيد ما قال أبومخنف أن العباس أول مقتول بيوم الطف قبل الأصحاب و قبل شهادة بني‏هاشم، و يظهر من کلام أبي‏مخنف أن العباس قتل في اليوم التاسع].

[150] [في المطبوع: «أوعدني»].

[151] [الي هنا حکاه في المعالي، 449 / 1 [.

[152] [في الأسرار ط شرکة المصطفي - البحرين: «صار أکبرکم أصغرکم»].

[153] [في المطبوع: «أخيک»].

[154] [في المطبوع: «الشمالي»].

[155] [في الأسرار ط شرکة المصطفي - البحرين: «بفمه»].

[156] [في المطبوع: «لا تخش»].

[157] [في المطبوع: «أتينا»].

[158] [في المطبوع: «و أطفاله عطاش و الحسين»].

[159] [في المطبوع: «و أطفاله عطاش و الحسين»].

[160] [في المطبوع: «المغرقا»].

[161] [و لکنه ذکرها في أحداث صبح عاشوراء].

[162] و ديگر از فرزندان أميرالمؤمنين، عباس بن علي عليهماالسلام تشريف شهادت يافت.

مکشوف باد که بعضي از علما رقم کرده‏اند که: عباس بن علي عليهماالسلام در شب عاشورا شهيد شد و بيشتر از اهل سير و خبر، شهادت آن حضرت را در روز عاشورا نگاشته‏اند.

چون از پسرهاي أميرالمؤمنين دو تن را عباس نام بود: يکي را عباس الاکبر و آن ديگر را عباس الاصغر مي‏ناميدند. تواند شد که عباس الاصغر در شب عاشورا شهيد شده باشد و عباس الاکبر در روز عاشورا. عباس الاصغر نيز در شب عاشورا به طلب آب شتافت و سعادت شهادت يافت. اکنون به سر داستان آييم:

همانا حضرتش را عباس الاکبر گويند و کنيت مبارکش ابوالفضل است و ملقب به سقا است؛ چنان که مذکور شد و همچنانش ابوقربه (قربه (به کسر قاف): مشک و ابوقربه: صاحب و دارنده‏ي مشک (در لغت عرب مرسوم است که هر گاه شخصي با چيزي مزاولت بسيار داشته باشد، کلمه‏ي (اب) را به آن چيز اضافه نموده و آن شخص را اراده مي‏کنند).) خوانند. و در يوم طف صاحب لواي حسين عليه‏السلام بود و او اکبر اولاد ام‏البنين است و از پسرهاي أميرالمؤمنين پسر چهارم است. چه بعد از حسين عليهماالسلام و محمد بن حنفيه متولد شد و او را چنان چهره‏اي دل آرا و طلعتي زيبا بود، که عرب قمر بني‏هاشم همي‏گفت و چندان جسيم (جسيم، تنومند، فربه.) و بلند بالا بود، که چون بر پشت اسب بر نشستي و پاي از رکاب بيرون کردي، قدمهاي مبارکش از دو جانب بر زمين کشيدي. و آن حضرت را از لبابه دختر عبيدالله بن عباس بن عبدالمطلب، دو پسر بود: يکي فضل و آن ديگر عبيدالله نام داشت و او را از مادر خود سه برادر بود و هيچ يک از ايشان فرزند نداشتند. عباس در يوم طف ايشان را قبل از خود به جنگ فرستاد، از بهر آن که مبادا بعد از شهادت او عايقي (عايقي: مانع و جلوگير.) در جانبازي ايشان واقع شود و ديگر آن که خواست تا کشته‏ي ايشان را ببيند و ادراک اجر شکيبايي در مصائب ايشان فرمايد.

بالجمله، ميراث ايشان بعد از شهادت چون فرزند نداشتند، منتقل به عباس شد و چون عباس شهيد شد، آن مال به فضل و عبيدالله رسيد و چون فضل قبل از عبيدالله وفات يافت، تماما عايد عبيدالله گشت. اين که مي‏گويند: «عمر بن علي بن ابيطالب با عبيدالله در طلب ميراث منازعه کرد و به مصالحه گذشت، چه او برادر اعياني (برادر عياني: برادر پدر و مادري.) حضرت عباس بود»، درست نباشد؛ چه عمر برادر مادري عباس الاصغر است و با او برادر اعياني است و با عباس الاکبر از جانب پدر برادر است. چگونه مي‏توانست با عبيدالله در طلب ميراث منازعت آغازد؟

(لغزش مجلسي عليه الرحمه) و فاضل مجلسي عليه الرحمه، عمر را در شمار شهدا نگاشته و در ورقه‏ي ديگر منازعه‏ي او را در طلب ميراث با عبيدالله رقم کرده و جماعتي در اين قصه اقتفا (اقتفا: پيروي.) به او کرده‏اند.

السيف قد ينبو و الجواد قد يکبو. (شمشير گاهي کندي مي‏کند و اسب خوشرفتار گاهي به سر در مي‏آيد. اين جمله در عرب مثلي است که گفته مي‏شود براي کسي که در کاري که مهارت دارد، خطا و لغزشي نمايد؛ ولي در کتب امثال به جاي (السيف)، (الصارم) که به معني شمشير بران است، ضبط نموده‏اند و مناسب و سزاوار با مقام هم، همان صارم است. و اين خود لغزشي است که مرحوم سپهر (الصارم قد ينبو و الجواد قد يکبو) الا أن يعصمنا الله من الزلل.)

کسي که مصنفات و مؤلفات او را در فارسي و عربي از دو کرور بيت کمتر به شمار نتوان گرفت، صد چنين لغزش را از او معفو بايد داشت. هيچ انساني جز معصوم از سهو و نسيان مصون نتواند بود. اکنون به سر سخن آييم.

چون هيچ کس از اولاد أميرالمؤمنين عليه‏السلام جز عباس و سيدالشهدا کسي زنده نماند، اين وقت عباس به حضرت سيدالشهدا آمد و عرض کرد: «بابي انت و امي! سينه‏ي من تنگ شده است و طاقت شکيب از من برفته است. از زندگاني سير گشته‏ام و عزيمت درست کرده‏ام که از اين جماعت خونخواهي کنم. رخصت فرماي تا جان خويش را در راه تو نثار نمايم.»

حسين عليه‏السلام بگريست و فرمود: «اي برادر! تو صاحب لواي (صاحب لوا: پرچمدار.) مني. چون تو نماني، کس با من نماند.»

عباس انجاح مسئلت را الحاح نمود (روي درخواست خود پافشاري کرد.) حسين عليه‏السلام فرمود: «نخستين از براي اين کودکان عطشان خواستار آب شو، باشد که اجابت کنند.»

عباس اسب براند و در برابر صفوف اعدا عنان بکشيد و لواي نصيحت و موعظت را برافراشت و هيچ دقيقه‏اي از دقايق (دقيقه‏اي از دقايق: نکته‏اي از نکات.)، پند و اندرز به جا نگذاشت و کلمات آن حضرت که هموارتر از آب روان و کاري‏تر از تيغ بران بود، در کاوش (کاوش: کندن زمين و مانند آن.) قلوب آن لشکر، ناچيزتر از خار سمور (سمور: جانوري است معروف که از پوست آن پوستين سازند.) در قلب سندان (سندان، (به کسر سين در نزد پارسيان و فتح آن در نزد تازيان): افزاري است که آهنگران و مسکران و زرگران روي آن فلز خود را مي‏کوبند.) مي‏نمود. لاجرم عباس بازشتافت و آنچه ديد، به عرض رسانيد. کودکان چون اين بدانستند، بناليدند و بانگ «العطش العطش» در دادند. ([از اين قسمت به بعد در کتاب کبريت احمر به نقل از ناسخ التواريخ آمده است].) پس عباس مشکي برداشت و برنشست و تصميم عزم داد که از بهر کودکان آبي به دست کند و اين ارجوزه تذکره کرد:



لا أرهب الموت اذا الموت رقا

حتي أواري في المصاليت اللقا (کلمه‏ي (اواري) به صيغه‏ي ملعوم و مجهول، هر دو محتمل است. کلمه‏ي (لقا) يا به معني چيز بي‏مايه و خوار و يا به معني برخورد کننده‏ي زشتي و سختي است. بنابراين، معني بيت اين است: از مرگ زماني که بلند شود (و به سوي من آيد) نمي‏ترسم تا در ميان مبارزان کارآزموده به برخورد سختي پنهان شوم، يا خواري و ذلت را در ميان آنها پنهان کنم.)



نفسي لنفس المصطفي الطهر وقا

و لا أخاف طارقا إن طرقا



بل أضرب الهام و أفري المفرقا

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر عند الملتقي (خلاصه‏ي معني: من عباس آب آورم. از مرگ و شر و بلا نمي‏ترسم. تارک دشمن را مي‏شکافم؛ جان من سپر جان پيغمبر پاک (حسين عليه‏السلام) است.)

اين بگفت و اسب را به مهميز انگيز داد و آهنگ ستيز و آويز کرد و با خشم عقاب و سرعت شهاب (شهاب: ستاره‏ي جهنده) مانند صاعقه‏ي آتشبار جانب آب فرات گرفت. چهار هزار مرد کماندار که به فرمان پسر سعد نگاهبان فرات بودند و طريق شريعه را وديعه‏ي سد اسکندر مي‏نمودند، به يک بار جنبش کردند و فوج از پس فوج چون موج از پس موج فرارسيدند و عباس را در پره افکندند. عباس که بچه‏ي شير و ناف بريده‏ي شمشير بود، از جاي نرفت. تيغ بکشيد و مانند برق خاطف و صرصر عاصف خويشتن را بر يمين و شمال زد. ميمنه را بر ميسره در برد و ميسره را به ميمنه در سپرد. هوا را از غبار قيرگون ساخت و زمين را از خون رنگ طبر خون (طبر خون (تبر خون): عناب) داد. در اين حمله هشتاد تن از ابطال رجال را پايمال آجال ساخت و اين رجز بگفت:



أقاتل القوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربکم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي‏



اني أنا العباس ذو التودد

نجل علي المرتضي المؤيد (خلاصه‏ي معني: من عباس مهربان، فرزند علي مرتضايم. با دلي ره يافته و شمشيري بران از نوه‏ي پيغمبر دفاع مي‏کنم تا از جنگ با سرورم بگريزيد.)



لشکريان چون اين بديدند، پشت با جنگ دادند و روي به هزيمت نهادند. عباس چون شير خشم آلود شريعه را بپيمود و اسب به فرات درانداخت. از زحمت گيرودار و شدت عطش با تني تافته و جگري تفته (تفته: سوزان.) بود، خواست تا زحمت ماندگي و سورت (سورت تيزي و شدت) تشنگي را به شربتي آب بشکند. دست فرابرد و کفي آب برگرفت تا بياشامد. تشنگي سيدالشهدا عليه‏السلام در خاطرش صورت بست. آب را از کف برافشاند و مشک را پر آب نمود و از شريعه بيرون شتافت؛ مگر خويشتن به لشکرگاه برادر برساند و کودکان را از زحمت تشنگي برهاند و اين رجز بگفت:



يا نفس من بعد الحسين هوني

فبعده لا کنت أن تکوني‏



هذا حسين شارب المنون

و تشربين بارد المعين؟



هيهات ما هذا فعال ديني

و لا فعال صادق اليقين (خلاصه‏ي معني: اي نفس پس از حسين زنده نباشي. او آشامنده‏ي مرگها و تو مي‏خواهي آب سرد بنوشي؟! ابدا! اين کار با دينم نمي‏سازد و از مرد معتقد سر نمي‏زند.)



کمانداران راه بر او بستند و لشکر ابن‏سعد نيز از جاي جنبش کردند و عباس را دايره کردار (دايره کردار: مانند دايره) در ميان آوردند و آن حضرت چون شير شري و شمشير قضا مي‏زد و مي‏کشت. ناگاه نوفل الازرق از کمين بيرون تاخت، به روايتي زيد بن ورقا کمين نهاده، از پشت نخلي بيرون آمد و حکيم بن طفيل سنبسي طايي او را معين گشت و تشجيع (تشجيع: وادار کردن، قوت دل دادن) کرد. پس زيد تيغ براند و دست راست آن حضرت از تن باز شد. عباس که قلب پلنگ و جگر نهنگ داشت، جلدي کرد و مشک را به دوش چپ افکند و تيغ را به دست چپ گرفت و دشمنان را همي دفع داد. با دست چپ مي‏زد و مي‏کشت و مي‏انداخت و اين شعر تذکره مي‏کرد:



والله ان قطعتم يميني

اني احامي أبدا عن ديني‏



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين‏



نبي صدق جائنا بالدين

مصدقا بالواحد الأمين (سوگند به خدا! اگر دست راستم را بريديد (سستي نمي‏ورزم بلکه) هميشه از دين و پيشوايم که فرزند پيغمبر پاک و موحود و آورنده‏ي دين است، حمايت مي‏کنم.)



اين همي‏گفت و رزم همي‏زد تا از کثرت زخم و سيلان خون سستي گرفت. ديگر باره حکيم بن طفيل و اگر نه نوفل الازرق از وراي نخله‏اي بيرون تاخت و دست چپش را از پايان ساعد بينداخت. عباس مشک را به دندان گرفت و اين شعر بگفت:



يا نفس لا تخشي من الکفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي سيد المختار

مع جملة السادات و الأطهار



قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا رب حر النار (اي نفس (با آن که دست نداري) مبادا از بي‏دينان بترسي. تو را به رحمت خدا و پيمبر برگزيده و تمام سادات و پاکان (که ملاقات آنها نزديک شده) مژده باد، پروردگارا! از روي ستم دست چپم بريدند، آنها را به آتش دوزخ درانداز.)



و با رکاب همي مهميز زد، باشد که خود را به لشکرگاه برادر کشاند. ناگاه تيري بر مشک آن حضرت آمد و آب آن بريخت و پيکان ديگر بر سينه‏ي مبارکش رسيد و حکيم بن طفيل عمودي از آهن بر فرق شريفش فرود آورد. اين وقت عباس از اسب درافتاد و فرياد برداشت که: «اي برادر! مرا درياب.»

حسين عليه‏السلام چون شهاب ثاقب بر سر او حاضر شد و عباس را در کنار فرات تشنه و مجروح و مطروح ديد. آن دستهاي مقطوع و آن تير پاره پاره را نظاره کرد و سخت بگريست و فرمود:

الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي.

«اکنون پشت من شکسته و رشته‏ي تدبير و چاره گسسته گشت.»

و اين اشعار قرائت کرد:



تعديتم يا شر قوم ببغيکم

و خالفتم دين النبي محمد



أما کان خير الرسل أوصاکم بنا؟

أما نحن من نجل النبي المسدد؟



أما کانت الزهراء أمي دونکم؟

أما کان من خير البرية أحمد؟



لعنتم و أخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حر نار توقد



اين اشعار را امام عليه‏السلام که در واقعه‏ي ديگر با اندک بينونتي (بينونت: جدايي و اختلاف.) به اختلاف حرکت روي (روي (بر وزن شريف): حرف آخر شعر که در اين جا (دال) مي‏باشد و مقصود از اختلاف حرکت اين است که حرف دال بر آن جا مفتوح و در اين جا مسکور است.) قرائت فرمود؛ چنان که مرقوم شد. تواند بود که آن حضرت دو کرت اين اشعار را با قليل اختلافي قرائت کرده باشد.

اسناد اين حديث به سيد سجاد عليه‏السلام منتهي مي‏شود.

قال: رحم الله العباس، فلقد آثر و أبلي و فدا أخاه بنفسه حتي قطعت يداه، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائکة في الجنة، کجعفر بن أبي‏طالب. و ان للعباس عند الله عزوجل منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

مي‏فرمايد که عباس عليه‏السلام را خداوند تبارک و تعالي، دو بال عنايت فرمود؛ چنان که عم او جعفر طيار را، و اين دو بال را به ازاي (به ازاي: در برابر.) دو دست او عطا کرد که قطع شد و او با فرشتگان در بهشت خداي مانند جعفر پرواز مي‏کند. و از براي عباس در نزد خداوند منزلتي است در روز قيامت که مغبوط (مغبوط: کسي که ديگران آرزوي مقام او کنند.) جميع شهداست و جميع شهدا را آرزوي مقام او است. و از جعفر صادق عليه‏السلام نيز با اندک بينونتي اين حديث وارد است و عباس در وقت شهادت سي و چهار ساله بود.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 348 - 340 / 2 مساوي و از او: بيرجندي، کبريت احمر، / 392 - 391

و ديگر ابوالفرج در کتاب مقاتل از قاسم بن اصبغ بن نباته روايت کند که گفت: «مردي از ابان بن دارم را با رويي سياه نگران شدم و از آن پيش، هميشه با جمال و بسيار سفيدش ديده بودم. گفتم: «چهره تو چنان ديگرگون شده است که نزديک بود تو را نشناسم. از چه رو به اين صورت و حالت دچار شدي؟»

گفت: «جواني امرد را که در پيشانيش نشان سجده و در خدمت حسين عليه‏السلام بود، بکشتم و از آن پس تاکنون هيچ شبي سر به خواب نبرده‏ام؛ جز اين که مردي مي‏آيد و جامه‏هاي مرا مي‏گيرد و به جهنم مي‏کشاند و به آتش دوزخ دچار مي‏سازد و من از هول و عذاب چنان صيحه برمي‏افکنم که تمام مردم قبيله از آن فرياد سر از خواب برمي‏کشند.»

راوي مي‏گويد: «مقتول اين ملعون، حضرت عباس بن علي عليه‏السلام بوده است.»

و به روايت ديگر، آن مرد گفت: «مردي سپيد اندام از أصحاب حسين عليه‏السلام را بکشتم که در جبينش نور سجود موجود بود و سرش را بياوردم.»

قاسم گفت: «اين مرد را بر اسبي با نشاط نگران شدم که آن سر را از سينه‏اش آويزان کرده و نزديک بود به زانوي اسب برسد. با پدرم گفتم اگر اين سر را قدري بالاتر بدارد، بهتر است. چه اين سر بر زانوي اسب مي‏خورد و در نشاط و جنبش مي‏افکند و آسيب مي‏بيند.» پدرم گفت: «آن چه با صاحب سر نمود، از اين شديدتر بود.»

بالجمله مي‏گويد، آن مرد گفت: «از آن روز که وي را بکشتم، هيچ شبي بر من نمي‏گذرد، جز آن که چون به خواب مي‏شوم، مي‏آيد و مرا به جامه و پيشاني مأخوذ مي‏دارد و مي‏کشد، و مي‏گويد: «بشتاب!» پس مرا به جهنم مي‏کشاند و به آتش دوزخ عذاب مي‏دهد تا بامداد مي‏شود.»

راوي مي‏گويد: از زني که او را همسايه بود، بشنيدم که گفت: «اين خبيث هيچ شبي ما را آسوده نمي‏گذارد تا سر به خواب بريم و از صيحه‏اش آسايش نداريم.»

آن گاه اين خبر را از زن او پرسيدم. «گفت: چنان است که شنيده‏ايد.»

سپهر، ناسخ التواريخ حضرت سجاد عليه‏السلام، 355 / 3

از ناحيه‏ي مقدسه در زيارات شهداء «السلام علي العباس بن أميرالمؤمنين الموالسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، النار له، الوافي، الساعي اليه بمائه، القطوعة يداه، لعن الله قاتليه يزيد بن وقاد و حکيم بن الطفيل الطائي» و در مقتل منسوب به ابي‏مخنف لوط بن يحيي است و از مورخين و محدثين شيعه است از اصحاب امام حسن و امام حسين و پدر او، از اصحاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام است و تعجب است از شيخ اجل اکمل حر عاملي که او را در کتاب اثبات الهداة بالنصوص و المعجزات از عامه شمرده و شايد به ملاحظه اعتماد عامه است بر او، مثل خاصه، که:

حمله کرد عباس بر قوم بعد از آن که فراگرفت او را تيرها از هر جانب، مثل قطرات باران و زره او از کثرت سهام مثل جلد قنفذ گرديد و با آن که مشک بر پشت او بود و به دست چپ دعوي مي‏کرد، زيرا که دست راست او را قطع کرده بودند، مردان شجاع بسيار کشت و ابطال بسيار به دارالبوار فرستاد.

پسر سعد فرياد زد: «يا ويلکم! أرشقوا القربة بالنبل، فوالله ان شرب الحسين الماء أفناکم عن آخرکم، أما هو الفارس و البطل المداعس» - پس هجوم آوردند بر عباس به يک دفعه و عباس بر ايشان حمله فرمود و صد و هشتاد نفر از ايشان را کشت، پس عبدالله بن يزيد شيباني (لعنه الله) شمشير بر دست چپ او زد که دست با شمشير در هوا پريد و آن حضرت به دندان و لب به چابکي شمشير را در هوا گرفت و بر قوم حمله نمود و با آن که از دو دست او خون مي‏ريخت «قاتلهم قتالا شديدا، فضربه رجل منهم بعمود حديد، ففلق هامته، و انصرع علي الأرض عفيرا يخور بدمه و هو ينادي: يا أباعبدالله! عليک مني السلام. فلما سمع الامام ندائه قال: «وا أخاه! وا عباساه! وا مهجة قلباه!» ثم حمل علي القوم، فکشفهم منه، و نزل اليه، و حمله علي ظهر جواده، و أقبل به الي الخيمة، و طرحه فيها، و بکي بکاء شديدا حتي بکي جميع من کان حاضرا، و قال: جزاک الله خيرا من أخ، لقد جاهدت في الله حق جهاده» - مخفي مباد که اين روايت اگر صحيح باشد جهاد به اين کيفيت محمول است بر اعجاز و خرق عادت، وليکن شيخ ما مرحوم حاجي نوري (رفع الله مقامه) که نظير علامه مجلسي رحمه الله بود در زمان خود مي‏فرمود که: «حيف مقتل ابي‏مخنف را کم و زياد کرده‏اند و الا اصح مقاتل بود و حمل نعش آن حضرت نيز ضعيف است، اگر چه طريحي رحمه الله نيز در منتخب آن را روايت کرده، چنانچه بيايد انشاء الله تعالي.

و اما آنچه روايت شده در کتاب اکسير العبادة في أسرار الشهادة به توسط بعض ثقاة از کتب مقتل محدث حاذق ابن جمهور بحراني از آن که ابوالفضل عليه‏السلام از اشرار بيست و پنج هزار کشت غير از مجروحين و ساير شهدا از بني‏هاشم جميعا بيست و پنج هزار کشتند و امام عليه‏السلام به نفس نفيس سيصد و سي هزار کشت و تمام لشگر عمر سعد چهارصد و شصت هزار بودند و باقي نماند از ايشان مگر هشتاد هزار و از اين باب بود که چون ملعوني در مجلس يزيد مردود گفت: «حسين آمد با جمع قليلي از اصحاب و اهل بيت خود، پس بر آنها حمله آورديم و ايشان بعضي به پناه به بعضي مي‏بردند، پس در يک ساعت همه را کشتيم.»

فرمود زينب خاتون در جواب آن ملعون دون: «ثکلتک الثواکل أيها الکذاب، ان سيف أخي الحسين لم يترک في الکوفة بيتا الا فيه باک و باکية و نائح و نائحة» و تائيد فرمود آن را به روايت مرسل مقطوعي که در شش روز براي ابن‏سعد لعين ششصد هزار سوار و هزار هزار پياده وارد شد، پس يقينا کذب است و نقل اين گونه امور مفاسد بسيار دارد - و شيخ ما علامه نوري نور الله مرقده در کتاب لؤلؤ مرجان طعن زده است بر آن کتاب و کتاب محرق القلوب مخصوصا از بين کتبي که به تسامح نوشته شده اگر چه صاحبان آن دو از افاخم وجها بذه‏ي فقهاء محققين راشدين شکر الله مساعيهم الجميله مي‏باشند و فرمود که جزوه‏هاي منسوب به شهاب الدين عاملي را که صاحب آن کتاب در آن مندرج نموده آورده‏اند به نزد استاد ما مرحوم شيخ عبدالحسين طهراني و چون ديد که همه جعل و کذب است فرمود به صاحب آن جزوه‏ها که اينها را به کسي نبايد بدهي که اين دروغها را نخوانند و مع ذلک صاحب اکسير آنها را گرفته، جزء کتاب خود گردانيده - حقير گويد: «انما الأعمال بالنيات» و شيخ شهاب الدين عاملي شيخ جليلي از فقهاي مشايخ شيعه است و در شرح وافيه و حواشي آن از او نقل مي‏شود وليکن انتساب آن جزوه‏ها به او معلوم نيست مثل انتساب کتب ثلاثه در مقاتل به شيخ ابن عصفور.

و اما فوادح الحسينية تاليف شيخ حسين نجفي من آل عصفور که آن را متمم منتخب طريحي نوشته بسيار معتبر است و صحيح‏تر است از منتخب و مثل منتخب ندارد که حضرت عبدالعظيم حسني را زنده در ري دفن کردند.

بدان که استاد ابواسحاق اسفرايني که از فقهاء متکلمين شافعيه است - و ابوعبدالله حاکم نيشابوري در وصف او گفته که عامه‏ي شيوخ نيشابور از او اخذ علم نمودند و اهل عراق و خراسان اتفاق کردند بر وفور علم او و ابوبکر بيهقي روايات بسيار از او اخذ نموده و ابوالقاسم قشيري به درس او حاضر مي‏شد و وفات او به قول ابن‏خلکان در مجلد دوم تاريخ او در سنه‏ي چهارصد و هجده بود در نيشابور و از آنجا نقل شد به اسفرائن بعد از آن در کتاب قرة العين في مشهد الحسين عليه‏السلام شجاعة ابي‏الفضل را به نحو مستوفي آورده و حکايت ما در طاويه را قريب به آنچه گذشت مفصلا رويت کرده، شجاعت دو پسر شجاع عباس که محمد بن العباس و قاسم بن عباس باشند از اولاد آن حضرت ذکر کرده و ذکر قاسم را در کتاب ديگر نديدم و روايت کرده که شهادت عباس را قبل از عاشورا مثل ابي‏مخنف، زيرا که اتفاق مقاتله را در ظرف سه يوم روايت کرده و آن که حضرت سيدالشهدا ارواحنا فداه در هر يوم بلکه در هر حمله هزار يا پانصد و نحو آن مي‏کشتند گفته است بعد از ذکر شهادت عباس «قال الراوي: فلما أصبح الله بالصباح، رکب القوم و رجعوا علي الحسين، فتذکر أخاه العباس و شفقته عليه، و جعل ينادي: و اعوني بک يا الله وا غياثاه» پس هر فارسي بعد از فارسي بيرون مي‏رفت به جهاد و جمع کثيري را از دويست يا سيصد و کم و زياد مي‏کشت تا جميع انصار شهيد شدند و آن حضرت حمله مي‏برد و جمع کثيري مي‏کشت تا آن که نعش آن شهيد را به نزديک آن خيام مي‏آورد پس چون ديد که باقي نماند کسي غير از بني‏عم و بني‏اخوه و اولادش نظر نمود به يمين و يسار و معين نديد غير آنها؛ پس فرياد برآورد: «وا غوثاه! بک يا الله! وا قلة ناصراه! أما من معين يعيننا أما من مساعد يساعدنا، أما من طالب جنة يطلب نصرنا».

بيرجندي، کبريت احمر، / 393 ، 391 - 389

و شيخ مفيد در ارشاد مي‏فرمايد: «و لا يحملون علي جانب من خيل الکوفة الا کشفوه» و از کلام امام عليه‏السلام بعد از شهادت عباس: «الآن انکسر ظهري، و قلت حيلتي» نيز شهادت است به آن که عمده در کشف و دفع لشگر شقاوت اثر و محافظت خيام با احتشام وجود مقدس حضرت عباس بود، علي الخصوص نظر به آنچه در بعض مقاتل اصحاب است که امام عليه‏السلام بعد از آن فقره فرمود: «جزاک الله عني يا أخي يا أبوالفضل العباس (خيرا) پس انشاد فرمود:



أخي يا نور عيني يا شقيقي

فلي قد کنت کالرکن الوثيقي‏



أيا ابن أبي‏نصحت أخيک حتي

سقاک الله کأسا من رحيق‏



أيا قمرا منيرا کنت عوني

علي کل النوائب في المضيق‏



فبعدک لا تطيب لنا حياة

سنجمع في الغداة علي الحقيق‏



ألا لله شکواي و صبري

و ما ألقاه من ضماء وضيق‏



و روايت منتخب که مي‏آيد - و در روضة الصفا گويد: به هر سمت که حسين مي‏رفت و حمله مي‏برد حضرت عباس پيشاپيش آن امام حق شناس بود تا آن که او نيز شهيد شد و حسين تنها شد و از اينجا ظاهر مي‏شود که ابي‏الفضل آخر شهداء غير از امام و کودکان بوده و آن نيز دليل است بر مطلوب ما کما لا يخفي، وليکن روايت ابي‏مخنف را در سابق شناختي و از روايت طريحي در منتخب که در بحار و عوالم نيز مسطور است ظاهر است که شهادت آن سرور در بودن بعض اصحاب يا فتيان بني‏هاشم در حيات بوده، زيرا که چون وحدت و بي‏ياري برادر را ديد، آمد به نزد برادر و عرض کرد: «يا أخي! هل من رخصة؟» پس حسين گريست تا حدي که ريش مبارک او تر شد، و فرمود: «يا أخي! کنت العلامة من عسکري و مجمع عدونا، فاذا أنت غدوت الي الجهاد، يئول جمعنا الي الشتات و عمارتنا تنبعث الي الخراب» عباس عرض کرد: «فداک روح أخيک يا سيدي»، «سينه‏ام از حيات دنيا تنگ شده و مي‏خواهم طلب خون برادران از اين منافقين کنم.»

امام حسين عليه‏السلام فرمود: «اذا غدوت الي الجهاد، فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء»، و آن حضرت به ميدان رفته، از آن قوم طلب آب نمود و جواب شنيد: «اگر تمام روي زمين آب باشد و در تصرف ما باشد، يک قطره به شما ندهيم مگر آن که داخل شويد در بيعت يزيد لعين.» و عباس به خدمت برادر مراجعت نمود و کيفيت را به عرض رسانيد «فطأطأ الحسين رأسه و بکي حتي ابتل أزياقه»، پس شنيد حسين (صلوات الله) صداي اطفال را که «ينادون العطش العطش» عباس روي به آسمان کرد و عرض کرد: «الهي و سيدي! اريد أن أعتد بعدتي، و أملأ لهؤلاء الأطفال قربة من الماء».

پس مشکي برداشت و نيزه گرفت و بر اسب خود سوار شد و روانه‏ي شريعه شد، چهار هزار تيرانداز به او احاطه کردند؛ آنها را متفرق نمود و هشتاد نفر از ايشان را به جهنم فرستاد و داخل شريعه شد، وليکن از عطش برادر به خاطر آورد و لب خشک بيرون آمد، سر راه بر او بگرفتند و دست او را از تحت ساعد، به قول جمعي از مورخين قطع کردند و دست چپ او را به روايت منتخب و بحار و عوالم از زند بريدند و تيري به مشک آمد و تيري به سينه‏ي مقدسش و ملعوني عمودي بر فرق مبارکش زد که از اسب افتاد و نداي: «يا أخاه! أدرک أخاک» برآورد. محمد بن انس پيشاپيش امام عليه‏السلام به سر نعش آن بزرگوار آمد، پيش از رسيدن محمد بن انس را که از اصحاب امام بود، قطعه قطعه کردند و به روايت مشهور، بدن مطهر ابي‏الفضل را پاره پاره کردند که از بسياري جراحات حضرت قادر نشد که بدن برادر را به محل ساير شهداء برسانند.

بدان که بعضي علما در قطع شدن دو دست مولانا ابي‏الفضل (سلام الله عليه) تأمل دارند، به جهت عدم تعرض شيخ مفيد و سيد بن طاووس و اکثر مورخين آن را، وليکن اخبار صحيحه به آن رسيده و در زيارت ماثوره از ائمه وارد است. فلا اشکال فيه.

بيرجندي، کبريت احمر، 460 - 459.

[163] [في المطبوع: «فيفرق»].

[164] رياض المصائب ص 313.

[165] زقا: بمعني صاح، و کانت العرب تزعم أن للموت طائر يصيح و يسمونه «الهامة».

[166] رياض المصائب ص 315.

[167] [في المطبوع: «أخرجکم»].