بازگشت

يزيد بن الحصين و أخوه


و خرج من أصحاب ابن سعد (لعنه الله) يزيد بن مقبل من بني أسد، فخرج اليه من أصحاب الحسين عليه السلام يزيد بن الحصين، فتلاقيا و تضاربا، فسبقه يزيد بن الحصين بضربه فلم تعمل به، فضربه ضربة ثانية قطع بها مغفره، و فلق هامته، فخر صريعا، و عجل الله بروحه الي النار، ثم صال و جال، و حمل علي القوم حملة الأسد الغضبان، فقتل منهم جماعة و عاد الي موضعه و هو يقول:



أنا يزيد ما أنا بالفاشل

أضربكم عن الحسين بن علي



ضرب غلام ارجحي بطل

حتي الاقي يوم حشري عملي



ثم عاد الي البراز، فبرز اليه مرة بن منقذ العبدي فتجاولا ساعة، ثم تفرقا عن سلامة، ثم حمل كل واحد منهما علي صاحبه، فلزم بعضهما بعضا فتماسكا، ثم انهما وقعا الي الأرض، ثم ان يزيد بن الحصين وقع علي صدره، و هم أن يذبحه، و لزم السيف بيده، فنادي يا أهل الحمية.

فحمل عليه كعب بن جابر الأزدي بالرمح، فطعنه بظهر ابن الحصين، و أما ابن العبدي فقطع أنفه و بعض وجهه، فقال له مرة: قد أنعمت علي يا أخا الأزد بنعمة لا أنساها لك.

فرجع كعب الي اخته نورة فقالت له: لم لا نصرت الحسين فقد أتيت بذنب عظيم. فأنشأ يقول:



سلي تجزي عني و أنت ذميمة

غداة حسين و الرماح شوارع



قال أبومخنف: فخرج من أصحاب الحسين أخو ذلك المقتول، و كان اسمه عمير الأنصاري، فحمل و أنشأ يقول:



قد علموا جماعة الأنصار

أني سأحمي عن بني المختار



ضرب غلام غير نكس شار

دون الحسين مهجتي و داري




ثم حمل علي القوم، و قتل أناسا كثيرة، و أنشأ يقول:



نحن رجال من بني جربان

فان قومي سادة الأقران



آل علي شيعة الرحمان

و آل حرب شيعة الشيطان



قال: ثم قاتل بين يدي الحسين عليه السلام قتالا شديدا، و قتل منهم خلقا كثيرا ازهاء علي أربعة آلاف فارس فقتل.

الدربندي، أسرار الشهادة، /285

و خرج يزيد بن الحصين الهمداني المشرقي القارئ فقاتل. فقتل، و لقد ورد له ذكر في (الزيارة) و في رجال الشيخ: ص 81.

بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام (الهامش)، /418