الحربن يزيد يبرز هو و زهيربن القين فيقاتل هو و أخوه و غلامه واستشهادهم
ثم مال [59/ أ] الي الحسين، فقاتل معه قتل، ففي ذلك يقول الشاعر المتوكل الليثي:
لنعم الحر حر بني رياح
و حر عند مشتبك الرماح
و نعم الحر ناداه حسين
فجاد بنفسه عند الصباح
ابن سعد، الحسين عليه السلام، /72
و قاتل [الحر] أصحاب ابن زياد /484/ أو 242/أ /، فقتل منهم رجلين، ثم قتل.
فقتل معه، و قال له الحسين - حين صار اليه -: أنت و الله الحر في الدنيا و الآخرة. و في الحر بن يزيد يقول الشاعر:
لنعم الحر حر بني رياح
و حر عند مختلف الرماح
و قاتل الحر بن يزيد، و هو يقول:
أضرب في أعراضهم بالسيف
عن خير من حل مني و الخيف
فقاتل هو و زهير بن القين، قتالا شديدا، و شدت رجالة علي الحر، فقتل.
ثم كر علي أصحاب ابن زياد، فقاتلهم، فقتل منهم رجلين، ثم قتل.
البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 423، 403، 397، 384/3، أنساب الأشراف، 225، 195، 189، 173/3
قال أبومخنف: حدثني نمير بن وعلة أن أيوب بن مشرح الخيواني [1] كان يقول: أنا
و الله عقرت بالحر بن يزيد فرسه، حشأته سهما، فما لبث أن أرعد الفرس، و اضطرب و كبا، فوثب عنه الحر، كأنه ليث و السيف في يده، و هو يقول:
ان تعقروا بي فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبد هزبر [2]
قال: فما رأيت أحدا قط يفري فريه. [3] .
قال: فقال له أشياخ من الحي: أنت قتلته؟ قال: لا و الله ما أنا قتلته، ولكن قتله غيري، و ما أحب أني قتلته. فقال له أبوالوداك: و لم؟ قال: انه كان زعموا من الصالحين، فوالله لئن كان ذلك اثما لأن ألقي الله باثم الجراحة، و الموقف أحب الي من أن ألقاه باثم قتل أحد منهم.
فقال له أبوالوداك: ما أراك الا ستلقي الله باثم قتلهم أجمعين؛ أرأيت لو أنك رميت ذا، فعقرت ذا، و رميت آخر، و وقفت موقفا، و كررت عليهم، و حرضت أصحابك، و كثرت أصحابك، و حمل عليك، فكرهت أن تفر، و فعل آخر من أصحابك كفعلك، و آخر و آخر، كان هذا و أصحابه يقتلون! أنتم شركاء كلكم في دمائهم.
فقال له: يا أبا الوداك! انك لتقنطنا من رحمة الله، ان كنت ولي حسابنا يوم القيامة، فلا غفر الله لك ان غفرت لنا! قال: هو ما أقول لك.
الطبري، التاريخ، 437/5 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، /268 - 267؛ المحمودي، العبرات، 36/2؛ مثله المازندراني، معالي السبطين، 366/1
ثم كر علي أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين، ثم قتل رحمه الله.
الطبري، التاريخ، 392/5 مساوي عنه: ابن كثير، البداية و النهاية، 170/8
قال: فأخذ الحر يرتجز و يقول: [4] .
آليت لا أقتل حتي أقتلا
و لن أصاب اليوم الا مقبلا
أضربهم بالسيف ضربا مقصلا [5]
لا ناكلا عنهم و لا مهللا [6] .
[7] و أخذ يقول أيضا: [8] .
أضرب في أعراضهم [9] بالسيف
عن خير من حل مني و الخيف [10]
فقاتل هو و زهير بن القين قتالا شديدا [11] ، فكان اذا شد أحدهما؛ فان [12] استلحم، شد الآخر حتي يخلصه، ففعلا ذلك ساعة. ثم ان [13] رجالة شدت علي الحر بن يزيد، فقتل [14] . [15] .
الطبري، التاريخ، 441 - 440/5 مساوي عنه: ابن كثير، البداية و النهاية، 184 - 183/8؛ القمي، نفس المهموم، /273 - 272؛ بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، /399؛ المحمودي، العبرات، 41/2؛ مثله المازندراني، معالي السبطين، 367 - 366/1
قال: فأول من تقدم الي قتال القوم الحر بن يزيد الرياحي، و هو يقول:
اني أنا الحر و مأوي الضيف
أضرب في أعراضكم بالسيف
عن خير من حل بلاد الخيف
أضربكم و لا أري من حيف
و حمل، و لم يزل يقاتل حتي عرق [16] فرسه، فبقي [17] راجلا، فجعل يقاتل و هو يقول:
ان تنكروني فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
و لست بالجياد عند الكر
لكنني الوقاف عند الفر
ثم لم يزل يقاتل حتي - رحمه الله! فاحتمله أصحاب الحسين رضي الله عنه، حتي وضعوه بين يديه، و فيه رمق، فجعل يمسح وجهه الحسين، و يقول: أنت الحر! كما سمتك أمك حرا، و أنت الحر في الدنيا و الآخرة. قال: ثم جعل رجل من أصحاب الحسين، يقول:
لنعم الحر حر بني رياح
[18] و نعم [الحر] عند مختلف الرماح [19] .
/ و نعم الحر اذ نادي حسين [20]
فجاد [21] بنفسه عند الصباح [22] .
ابن أعثم، الفتوح، 186 - 185/5
فبرز،: و هو يقول:
أضرب في أعناقكم بالسيف
عن خير من حل بلاد الخيف
فقتل منهم ثمانية عشر رجلا، ثم قتل، فأتاه [23] الحسين عليه السلام و دمه يشخب، فقال: بخ بخ [24] يا حر! أنت حر كما سميت في الدنيا و الآخرة. ثم أنشأ الحسين، يقول:
[25] لنعم الحر حر بني رياح
[26] و نعم الحر [27] عند مختلف الرماح
و نعم الحر اذ نادي حسينا
فجاد بنفسه عند الصباح [28] .
[بسند تقدم عن علي بن الحسين عليه السلام] [29] .
الصدوق، الأمالي، /160 - 159 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 319/44؛ البحراني، العوالم، 168/17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 295/4؛ الدربندي، أسرار الشهادة، /291 - 290؛ القمي، نفس المهموم، /274 - 273؛ صابري الهمداني، أدب الحسين و حماسته، /36 - 35؛ مثله الفتال، روضة الواعظين، /160
فلما رأي ذلك عروة بن قيس - و هو علي خيل أهل الكوفة - بعث الي عمر بن سعد: أما تري ما تلقي [30] خيلي منذ [31] اليوم من هذه العدة اليسيرة؟ ابعث اليهم [32] الرجال و الرماة. فبعث عليهم [33] بالرماة، فعقر بالحر بن يزيد فرسه، و نزل عنه، فجعل يقول:
ان تعقروني [34] فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
[35] و ضربهم [36] بسيفه، فتكاثروا عليه [37] ، فاشترك في قتله أيوب بن مسرح و رجل آخر من فرسان أهل الكوفة [38] [39] ، و قاتل أصحاب الحسين عليه السلام القوم أشد قتال حتي انتصف النهار [40] . [41] .
المفيد، الارشاد، 108/2 مساوي مثله الطبرسي، اعلام الوري، /245
فقال رجل يقال له الحر بن رياح: و يحكم يعرض عليكم ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم احدي ثلاث خصال لا تقبلونها منه. فقاتل، و ضرب بسيفه حتي قتل رحمه الله. قال الشاعر:
لنعم الحر حر بني رياح
هزبر عند مختلف الرماح
و نعم الحر اذ نادي حسين
فجاد بنفسه عند الصياح
الشجري، الأمالي، 167/1
فكان أول من تقدم الي براز القوم، الحر بن يزيد الرياحي، فأنشد في برازه:
اني أنا الحر و مأوي الضيف
أضرب في أعناقكم بالسيف
عن خير من حل بوادي الخيف
أضربكم و لا أري من حيف
(و روي): أن الحر لما لحق بالحسين عليه السلام قال رجل من بني تميم، يقال له يزيد بن سفيان: أما و الله لو لقيت الحر حين خرج، لأتبعته السنان. فبينا هو يقاتل، و ان فرسه لمضروب علي أذنيه و حاجبه، و ان الدماء لتسيل، اذ قال الحصين بن نمير: يا يزيد! هذا الحر الذي كنت تتمناه، فهل لك به؟ قال: نعم. و خرج اليه، فما لبث الحر أن قتله و قتل أربعين فارسا و راجلا، و لم يزل يقاتل حتي عرقب فرسه، و بقي راجلا، فجعل يقاتل، و هو يقول:
ان تعقروا بي فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبدة هزبر
و لست بالخوار عند الكر
لكنني الثابت عند الفر
ثم لم يزل يقاتل حتي قتل، فاحتمله أصحاب الحسين عليه السلام حتي وضعوه بين يدي الحسين و به رمق، فجعل الحسين يمسح التراب عن وجهه، و هو يقول له: «أنت الحر كما سمتك به أمك، أنت الحر في الدنيا، و أنت الحر في الآخرة.
ثم رثاه بعض أصحاب الحسين. و قال الحاكم الجشمي، بل رثاه علي بن الحسين عليه السلام بقوله:
لنعم الحر حر بني رياح
صبور عند مشتبك الرماح
و نعم الحر اذ نادي حسين
فجاد بنفسه عند الصياح
(و روي): أنه كان ينشد عند مكافحته:
آليت لا أقتل حتي أقتلا
و لا أصاب اليوم الا مقبلا
أضربهم بالسيف ضربا معضلا
لا ناكلا فيهم و لا مهللا
الخوارزمي، مقتل الحسين، 11 - 10/2
و حمل الحر [42] و زهير بن القين فقاتلا قتالا شديدا، [43] و كان اذا حمل أحدهما، و غاص فيهم، حمل الآخر حتي يخلصه فعلا ذلك ساعة، ثم ان رجالة حملت علي الحر بن يزيد،
فقتلته. [44] .
ابن الأثير، الكامل، 292/3 مساوي مثله النويري، نهاية الارب، 451/20
ثم حمل علي القوم و هو يتمثل بقول عنترة:
ما زلت أرميهم بعزة وجهه
و لبانه حتي تسربل بالدم
ثم خرج الي القتال، فبرز اليه زيد بن سفيان، فقتله الحر، ثم بعث عمر بن سعد بعض الرماة، فعقر فرس الحر، فكان يقاتل، و يقول:
ان تعقروني فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
فلم يزل يقاتل الي أن قتل رحمه الله.
فقال عبيدالله بن عمرو البذائي من بني البذاء و هم من كندة:
سعيد بن عبدالله لا تنسينه
و لا الحر اذ آسي زهيرا علي قسر
ابن نما، مثير الأحزان، /31
ثم كر علي عسكر عمر بن سعد، فلم يزل يقاتلهم حتي قتل.
ابن طلحة، مطالب السؤول، /76 مساوي عنه: الاربلي، كشف الغمة، 50/2
ثم حمل و قال:
أضرب في أعراضكم بالسيف
عن خير من حل مني و الخيف
و قتل منهم جماعة، ثم تكاثروا عليه، فقتلوه.
سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، /143
فأذن له، فجعل يقاتل أحسن قتال حتي قتل جماعة من شجعان و أبطال، ثم استشهد، فحمل الي الحسين عليه السلام، فجعل يمسح التراب عن وجهه، و يقول: أنت الحر كما سمتك أمك حرا في الدنيا و الآخرة. [45] .
ابن طاووس، اللهوف، /104
و قيل: ان ابن زياد كان قد بعث علي الجيش أميرا و هو الحارث [46] بن يزيد التميمي، فلما حقت له الحقائق و رأي الأمر يؤول الي ما آل تاب و انحاز الي فئة الحسين، و قاتل معهم حتي قتل.
اليافعي، مرآة الجنان، 133/1
فأرسلوا يطلبون من عمر بن سعد طائفة من الرماة الرجالة، فبعث اليهم نحوا من خمسمائة، فجعلوا يرمون خيول أصحاب الحسين، فعقروها كلها حتي بقي جميعهم رجالة، و لما عقروا جواد الحر بن يزيد نزل عنه و في يده السيف، كأنه ليث و هو يقول:
ان تعقروا بي فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
ابن كثير، البداية و النهاية، 182/8
ثم قاتل [47] بين يديه، حتي قتل. [48] [عن مطالب السؤول]
ابن الصباغ، الفصول المهمة، /192 مساوي عنه: الشبلنجي، نور الأبصار، /262
ثم قاتل بين يديه حتي قتل. [49] .
ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، /118
فيهم [من قتل مع الحسين عليه السلام] الحارث بن يزيد التميمي، لأنه تاب آخرا حين رأي
منعهم له من الماء و تضييقهم عليه.
ابن العماد، شذرات الذهب، 67/1
قال: ثم حمل علي القوم و قال: يا أهل الكوفة! يا أهل الغدر و المكر! علام دعوتم هذا الامام، [50] و زعمتم أنكم تنصروه، حتي اذا أتاكم غدرتم به، و تعديتم عليه، و أحطتم به من كل جانب و مكان، و منعتموه و أهله من الرجوع الي ما شاء من هذه الأرض العريضة، فأصبح في أيديكم وحيدا، و منعتموه، و أهل بيته من شرب الماء الذي تشرب منه اليهود، و النصاري، و الكلاب، و الخنازير، بئس و الله ما خلفتم نبيكم في أهل بيته، و ذريته، ما لكم! لا سقاكم الله يوم العطش الأكبر، [51] لا تتوبون، و ترجعون [52] عما أنتم عليه، ثم بكي بكاء عاليا.
و برز و هو يرتجز و يقول:
اني أنا الحر و مأوي الضيف
أضرب في أعراضكم بالسيف
ضرب غلام لم يخف من حيف
أنصر من حل بأرض الخيف
قال: ثم حمل علي القوم، و لم يزل يقاتل حتي قتل نيفا و ثمانين فارسا، فقال عمر بن سعد لعنه الله: ويلكم! ارشقوه بالنبل. فجعلوا يرشقونه بالنبل حتي صار جلده كالقنفذ، و أخذوه أسيرا، و احتزوا رأسه، و رموا به الي الحسين عليه السلام، فأخذه الحسين عليه السلام، و جعل يمسح الدم عن وجهه، و ثناياه، و يقول: و الله ما أخطأت أمك حيث سمتك حرا، و الله انك حر في الدنيا، و سعيد في الآخرة، ثم استغفر له، و أنشأ يقول:
فنعم الحر حر بني رياح
صبور عند مشتبك الرماح
و نعم الحر في رهج المنايا
اذا الأبطال تخطر في الصفاح
و نعم الحر اذ واسي حسينا
فجاد بنفسه عند الصياح
لقد فاز الذي نصروا حسينا
و فازوا بالهداية و الفلاح
مقتل أبي مخنف (المشهور)، /79 - 78
و قال محمد بن أبي طالب، و صاحب المناقب،و ابن الأثير في الكامل و رواياتهم متقاربة: ان الحر أتي الحسين عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله! كنت [53] أول خارج [54] عليك، فائذن لي لأكون [55] أول قتيل بين يديك، [56] و أول من [57] يصافح جدك [58] غدا، [59] و انما قال الحر: لأكون أول قتيل بين يديك و المعني يكون أول قتيل من المبارزين، و الا فان جماعة كانوا قد قتلوا في الحملة الأولي كما ذكر، فكان أول من تقدم الي براز القوم، و جعل ينشد و يقول [60] :
اني أنا الحر و مأوي الضيف
أضرب في أعناقكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف
[61] أضربكم و لا أري من حيف [62] .
و روي: أن الحر لما لحق بالحسين عليه السلام، قال رجل من تميم [63] يقال له [64] يزيد بن سفيان: أما و الله لو لحقته، لأتبعته السنان، فبينما هو [65] يقاتل، و ان فرسه لمضروب علي أذنيه و حاجبيه و ان الدماء لتسيل اذ قال الحصين: يا يزيد! هذا الحر الذي كنت [66] تتمناه،
نعم، [67] فخرج اليه [68] ، فما لبث الحر أن قتله، و قتل أربعين فارسا و راجلا، [69] فلم يزل يقاتل حتي عرقب فرسه، و بقي راجلا و هو يقول [70] : [71]
اني أنا الحر [72] و نجل الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
و لست بالجبان عند الكر
لكنني الوقاف [73] عند الفر [74]
ثم [75] لم يزل يقاتل حتي قتل رحمه الله. فاحتمله أصحاب الحسين عليه السلام حتي وضعوه بين يدي الحسين عليه السلام و به رمق، فجعل الحسين يمسح وجهه، و يقول: أنت الحر كما سمتك أمك، و أنت الحر في الدنيا، و أنت الحر في الآخرة. [76] .
و رثاه رجل من أصحاب الحسين عليه السلام و قيل: بل رثاه علي بن الحسين عليهماالسلام:
لنعم الحر حر بني رياح
صبور عند مختلف الرماح
و نعم الحر اذ نادي حسينا
فجاد بنفسه عند الصياح
فيا ربي أضفه في جنان
و زوجه مع الحور الملاح
و روي أن الحر كان يقول:
آليت لا أقتل حتي أقتلا
أضربهم بالسيف ضربا معضلا
لا ناقل [77] عنهم و لا معللا
لا عاجز عنهم و لا مبدلا
أحمي الحسين الماجد المؤملا
قال المفيد رحمه الله: فاشترك في قتله: أيوب بن مسرح و رجل آخر من فرسان أهل الكوفة. انتهي كلامه.
و قال ابن شهر آشوب: قتل نيقا و أربعين رجلا منهم. [78] .
المجلسي البحار، 15 - 13/45 مساوي عنه: البحراني، العوالم، 258 - 257/17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 295 - 294/4؛ مثله الأمين، لواعج الأشجان، /146 - 144؛ الجواهري، مثير الأحزان، /71 - 70
في النسخة التي كانت تنسب الي شهاب الدين العاملي: [...] ثم تراجع القوم الي الحسين عليه السلام، فحمل شمر [79] بن ذي الجوشن لعنه الله تعالي علي الميسرة، فثبت لهم أصحاب الحسين عليه السلام، فبرز الحر اليهم و أنشأ يقول شعرا:
مازال يرميهم بغرة وجهه
و لبانه حتي تسربل بالدم
قال: ثم حمل، و لم يزل يقاتل حتي قتل من القوم مائتين و ثمانين فارسا، فقال عمر بن الحصين - و كان واليا علي شرطة ابن زياد لعنه الله تعالي -: من يخرج الي هذا الغادر الناكث. فتحاماه الناس، و لم يخرج اليه أحد من عظم بأسه، و شد مراسه، فلما رأي الناس قد تقاشعوا عنه، خرج اليه بنفسه و هو ابن الحصين لعنه الله تعالي، فحمل عليه الحر، فطعنه في صدره، و أخرج السنان من ظهره، فجدله صريعا، و عجل الله بروحه الي النار
و بئس القرار. فكأن روحه كانت في يد الحر، فجال وصال، و نادي: هل من مبارز الي فتي غير عاجز؟ هذا يوم الروع و الهزاهز، فلم يبرز اليه أحد. فتحامي الناس عليه، فجعلوا يرشقونه بالنبل، فبرز اليه عبدالله بن شفيق، فقتله.
و عاد الي الحسين عليه السلام و قال: يا مولاي! اعلم اني لما خرجت من الكوفة، و قد عقد لي ابن زياد لعنه الله تعالي راية علي ألف فارس، الذين صحبوني اليك، فبينما أنا ساير في طريقي، و اذا أنا بمناد من خلفي: أبشر يا حر بالجنة! فالتفت فلم أر أحدا، فقلت في نفسي: هذا الشيطان يهتف بي، و يبشرني بالجنة، و أنا ساير الي حرب الحسين ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله، و أنا أحدث نفسي بأني أصير اليك. فقال له الحسين: أبشر يا حر بالجنة! فأحمد الله الذي وفقك، فان المنادي كان الخضر.
فأقبل الحر علي ولده بكير و قال له: ودع مولاك الحسين. فجاء الي الحسين عليه السلام و قال: السلام عليك يا ابن رسول الله، فاني معك في هذه الساعة، فنسأل الله تعالي أن يجمعنا بك علي الحق في جنات النعيم. يا مولاي! أليس قد رضيت عنا؟ فقال: نعم، اني راض عنكم. قال: فادع لنا يا مولاي! قال: فرفع الحسين عليه السلام يده الي السماء، و قال: اللهم أني أسألك أن ترضي عنهما، فاني راض عنهما. قال: و حمل الحر و ابنه حملة رجل واحد، فأقلبا الميمنة علي الميسرة و الميسرة علي الميمنة، و ضربا في القلب. فقتلا في حملتهما مائتين فارس - والله العالم -. ثم عادا، و وقفا بين يدي الحسين عليه السلام.
و أقبل الحر علي ولده و قال: جعلت فداك! احمل علي أعداء الله و رسوله صلي الله عليه و آله. فحمل بكير علي القوم و أنشأ يقول شعرا:
أنا بكير و أنا ابن الحر
أفدي حسينا من جميع الضر
أرجو بذاك الفوز يوم الحشر
مع النبي و الأمام الطهر
قال: فحمل علي القوم و قتل منهم خمسين مبارزا، و هم بالرجوع، فلقيه الحر و قال: أما سمعت قول الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار) فعاد الغلام راجعا الي القوم، فحمل عليهم و قتل منهم خلقا كثيرا، و نضخهم بالجراح. فقال لهم ابن سعد لعنه الله تعالي: احملوا اليه. فحملوا بأجمعهم عليه، فلما رأي
ابن الحر ذلك كر راجعا الي أصحابه، فعطف عليه أبوه و جماعة من أصحاب الحسين عليه السلام، فالتقوه، و ثار الغبار، و ارتفع القسطل حتي ما أحد يعرف صاحبه، قال: فاقتطعوا ولد الحر جماعة من أصحاب ابن سعد، و حملوه علي أطراف الرماح، و أشفار الصفاح و هو يقول: أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله. ثم قضي نحبه.
فلما رأي الحر ولده قد قتل، فرح، و استبشر، و قال: الحمدلله الذي استشهدك بين يدي الحسين عليه السلام و لم تمت جاهلا. فلما انجلت الغبرة، و رجع كل منهم الي صاحبه، و اذا في المعركة قتلاء لا يعلم بهم و بعددهم الا الله تعالي، و قيل: عدد القتلي في تلك الساعة أربعة آلاف فارس.
و أتي الحر الي ولده، و حمله علي الحسين عليه السلام، و رجع أولئك القوم الي أصحابهم، فمن كان له نسيب أو قريب جعل يطلبه من بين القتلي، ثم حمل أصحاب الحسين عليه السلام، و معهم الحر حملة حنق، فأنشأ الحر يقول شعرا:
أقسمت لا أقتل الا حرا
و لو سقيت الموت طعما مرا
و أجعل البارد سخنا مرا
رد شعاع الشمس و استقرا
أخاف أن أخدع أو أغرا
أضربكم و لا أخاف شرا
ثم نادي: يا أهل الكوفة! علي ما دعوتم الحسين و زعمتم أنكم تقتلون أنفسكم دونه، فغدرتم به، و أحطتم به من كل جانب و مكان، و منعتموه التوجه الي بلاد الله العريضة، و أصبح أسيرا بين أيديكم، و منعتموه و أصحابه و عياله ماء الفرات، و الكلاب، و الخنازير، و اليهود، و النصاري يشربون منه. بئس ما خلفتم محمدا صلي الله عليه و آله في أصحابه، لا سقاكم الله يوم العطش الأكبر، أما لكم! لم لا ترجعوا و تثوبوا؟
ثم انه حمل عليهم، و أنشأ يقول:
اني أنا الحر و مأوي الضيف
أضرب في أعناقكم بسيفي
ضرب غلام لم يخف من حيف
أحمي لمن حل بأرض الخيف
ابن علي الطهر مقري الضيف
لآخذن اليوم منكم حيفي
ثم حمل علي القوم، و أقلب الميمنة علي الميسرة و بالعكس، و لم يزل يقاتل حتي قتل أربعين فارسا، و قد كل ساعده، فكثروا عليه القوم و الجنود. ثم حمل عليهم، و أنشأ يقول:
أقسمت لا أرجع حتي أقتلا
أضربكم بالسيف ضربا مقتلا
لا ناكلا عنكم و لا مبدلا
عن الحسين سبط طه المرسلا
ثم حمل عليهم، و ضرب فيهم بالسيف ضرب الأعمي بعصاه، حتي قتل منهم خلقا كثيرا. فقال ابن سعد لعنه الله تعالي: علي بالرماة، فاحضروهم، فأمرهم برشقه بالنبل، فرشقوه، فعقرت به فرسه، فنزل عنها، و أنشأ يقول:
ان تعقروا مهري فاني الحر
كالليث في الهيجاء اذ أكر
قال: فضرب فيهم بالسيف حتي تكاثروا عليه، و شرك في قتله رجل اسمه مسرخ، و رجل من فرسان أهل الكوفة، فقتلوه، و اجتزوا رأسه، و رموا به الي عسكر الحسين عليه السلام. فأخذه الامام عليه السلام و وضعه في حجره، و قال: ما أخطأت أمك حيث سمتك الحر، و أنت حر في الدنيا، و سعيد في الآخرة. ثم ان الحسين عليه السلام دخل الي الخيمة، و هو باكي العينين، ثم أنه أنشأ بهذه الأبيات يقول:
فنعم الحر حر بني رياح
صبور عند مشتبك الرماح
و نعم الحر اذ واسا حسينا
و جاد بنفسه عند الكفاح
و نعم الحر في رهج المنايا
اذ الأبطال تحظر بالصفاح
سيجزي في المعاد جنان خلد
مع الحور الخرائد و الصباح
لقد فاز الذي نصروا حسينا
و خاب الأخسرون بنو السفاح
ثم انه عليه السلام بكي، و قال: انا لله و انا اليه راجعون، قتل والله أسد من آساد الله، يذب عن حرم رسول الله صلي الله عليه و آله، ثم أنه استغفر له.
قال أبومخنف: [...] ثم حمل علي القوم و قال: يا أهل الكوفة! دعوتموه، و زعمتم أنكم تنصروه، فأحطتم به من كل جانب و مكان، علي أنكم تقتلوه ظلما و عدوانا،
و منعتموه من التوجه في بلاد الله العريضة، فأصبح في أيديكم أسيرا لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا، و منعتم أولاده من شرب الماء الذي تشرب منه اليهود، و النصاري، و الكلاب، و الخنازير، بئس ما صنعتم و خلفتم محمدا صلي الله عليه و آله في ذريته، ما لكم! لا سقاكم الله يوم الظمأ الأكبر، ألا تتوبوا و ترجعوا عما أنتم عليه؟ و أنشأ يقول:
أغشاكم ضربا بحد السيف
ضرب غلام لم يخف من حيف
أنصر من حل بأرض الخيف
نسل علي الطهر مقري الضيف
ثم حمل علي القوم، و لم يزل يقاتل حتي قتل من القوم خمسين رجلا. قال عمر بن سعد: يا ويلكم! ارشقوه بالنبل و السهام، ففعلوا ذلك، و جعلوا يرشقون حتي جعلوه كالقنفذ و حملوا عليه حملة رجل واحد.
روي: أن الحر لما لحق الحسين عليه السلام، قال رجل من تميم يقال له يزيد بن سفيان: أما و الله لو لحقته، لأتبعته السنان، فبينما هو يقاتل و ان فرسه لمضروب علي أذنيه و حاجبيه، و ان الدماء تسيل اذ قال الحصين: يا يزيد! هذا الحر الذي كنت تتمناه؟ قال: نعم.
فخرج اليه، فما لبث الحر أن قتله، و قتل أربعين فارسا و راجلا، فلم يزل يقاتل حتي عرقب فرسه، و هو يقول:
اني أنا الحر و نجل الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
و لست بالجبان عند الكر
لكنني الوقاف عند الفر
و روي أن الحر كان يقول:
آليت لا أقتل حتي أقتلا [80]
أضربهم بالسيف ضربا معضلا
لا ناقلا عنهم و لا معللا
لا عاجزا عنهم و لا مبدلا
أحمي الحسين الماجد المؤملا
الدربندي، أسرار الشهادة، /291 - 290، 280 - 279
ثم حمل عليهم و قال: «يا أهل الكوفة، هذا الحسين، لقد دعوتموه، و زعمتم أنكم
تنصرونه، و تقتلون أنفسكم عنده، فوثبتم عليه، و أحطتم به من كل جانب، و منعتم أهله من شرب الماء الذي تشربه الكلاب، و الخنازير، بئس ما صنعتم، لا سقاكم الله يوم العطش الأكبر ان لا ترجعون عما أنتم عليه».
ثم حمل عليهم فقتل منهم خمسين رجلا، ثم قتل رضي الله عنه، و اجتزوا رأسه و رموه نحو الامام، فوضعه في حجره و هو يبكي و يمسح الدم عن عن وجهه: «والله ما أخطأت أمك اذ سمتك حرا، فأنت والله حر في الدنيا و سعيد في الآخرة»، و هو يقول:
فنعم الحر حر بني رياح
صبور عند مشتبك الرماح
و نعم الحر اذ واسي حسينا
و جاد بنفسه عند الصفاح
لقد فازوا لذي نصروا حسينا
و فازوا بالهداية و الصلاح
[عن أبي مخنف] [81] .
القندوزي، ينابيع المودة، 77 - 76/3
فاشترك في قتله أيوب بن مشرح، و رجل آخر من فرسان أهل الكوفة، فلما صرع وقف عليه الحسين عليه السلام، و دمه يشخب. قال السيد في اللهوف: فاحتمله أصحاب الحسين حتي وضعوه بين يدي الحسين، و به رمق. فجعل الحسين عليه السلام يمسح الدم و التراب عن وجهه، و يقول: بخ بخ يا حر! أنت الحر كما سمتك أمك، و أنت الحر في الدنيا و الآخرة. و أنشأ عليه السلام - و قيل: رثاه علي بن الحسين عليه السلام -:
لنعم الحر حر بني رياح
صبور عند مختلف الرماح
لنعم الحر اذ نادي حسين
فجاد بنفسه عند الصياح
فيا ربي أضفه في الجنان
و زوجه مع الحور الملاح
و في رواية: انه يقاتل أشد القتال، فصاح عمر بن سعد: يا ويلكم! ارشقوه بالنبل. فجعلوا يرشقونه بالنبل، حتي صار درعه كالقنفذ، و أخذوه أسيرا، و احتزوا رأسه، و رموا به بين يدي الحسين عليه السلام، فأخذه الحسين عليه السلام، و مسح الدم عن وجهه و ثناياه الي آخر ما ذكر، و في بعض كتب المقاتل: جاؤوا برأس الحر يحمله شمر بن ذي الجوشن حين ورودهم في دمشق و الشام. و في أذنه رقعة مكتوبة، و هي قصيدة أنشأها الحر حين توجه الي نصر الحسين عليه السلام، فيها يذكر بني أمية و يزيد و عبيدالله و يذمهم، و انما علقت في أذنه ليقرأها يزيد و أصحابه، و يزدادوا غيظا و حنقا عليهم.
في الناسخ: ذكر صاحب روضة الأحباب [82] : انه لما ارتجز الحر، سمع ارجوزته أخوه مصعب، و كان في عسكر ابن سعد، فحمل علي الحر، و زعم العسكر أنه حمل علي أخيه، فلما وصل اليه رحب به و قال: يا أخي! لقد أرشدتني و هديتني، و اني جئت تائبا. فأتي به الحر الي الحسين عليه السلام، و تاب، و استتاب، و صار في صفوف أصحاب الحسين.
ثم رجع الحر، و ارتجز، و طلب المبارز، فثقل ذلك علي ابن سعد لعنه الله، فدعي بصفوان بن حنظلة - و كان مشهورا بالشجاعة و الشهامة ما بين الأقران - و قال له: ابرز الي الحر، و انصحه أولا لعله يرجع الينا، فان أبي، فاقتله.
فبرز صفوان شاكيا سلاحه، فلما دني من الحر، أخذ في نصحه، و قال: عدلت عن امام زمانك يزيد الي الحسين عليه السلام. فقال: يا صفوان! كنت رجلا عاقلا و اني لأعجب من كلامك، أتشير علي أن أترك الحسين عليه السلام و أكون مع يزيد شارب الخمر ابن الزنا؟
فغضب صفوان، و حمل علي الحر، و طعنه بالرمح، فاتقاه الحر، و طعنه في صدره طعنة خرجت من وراء ظهره، و كان لصفوان اخوة ثلاث، فحملوا علي الحر في طلب الثار، فاستلب الحر واحدا منهم من منطقته، و أرداه من علي ظهر جواده الي الأرض، فهشم
أضلاعه، و عظامه، ثم حمل علي الآخر بالسيف، و سقي الأرض من دمه، و حمل علي الثالث، فانهزم و لحقه الحر فاستلبه برمحه، و ألحقه باخوته. ثم وقف في مكانه، و طلب المبارز.
دلائل العصمة للشيعي السبزواري: انه قتل منهم ألفا و مائة و نيفا و خمسين فارسا و راجلا، فكمنوا له، و أخذوه أسيرا، فجاؤوا به الي ابن سعد، فقال له ابن سعد: قتلت الأبطال، و أوقعت المسبة و المعرة علي المسلمين. فقال الحر: ثكلتك أمك، و عدموك قومك، تقتل ابن رسول الله، و تشهد بالاسلام، فاستشاط غضبا. فحمل علي ابن سعد فخلئ عنه، فقتل خمسة رجال. ثم أحاطوا به، و احتوشوه، و حزوا رأسه، و رموه الي الحسين عليه السلام.
المازندراني، معالي السبطين، 368 - 367/1
(و قال) الحر للحسين عليه السلام: فاذا كنت أول من خرج عليك، فأذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك [83] ، لعلي أن أكون ممن يصافح جدك محمدا صلي الله عليه و سلم غدا في القيامة، فحمل علي أصحاب عمر بن سعد و هو يتمثل بقول عنترة:
ما زلت أرميهم بغرة وجهه
و لبانه حتي تسربل بالدم
م جعل يرتجز، و يقول:
اني أنا الحر و مأوي الضيف
أضرب في أعراضكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف
أضربكم و لا أري من حيف
و قاتل قتالا شديدا، و قال:
اني أنا الحر و نجل الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
و لست بالجبان عند الكر
لكنني الوقاف عند الفر
و جعل يضربهم بسيفه حتي قتل نيفا و أربعين رجلا، (و كان) يحمل هو و زهير بن
القين، فاذا حمل أحدهما و غاص فيهم حمل الآخر، حتي يخلصه. ففعلا ذلك ساعة.
(ثم) حملت الرجالة علي الحر، و تكاثروا عليه، فقتلوه، فاحتمله أصحاب الحسين عليه السلام حتي وضعوه بين يدي الحسين عليه السلام، و به رمق، فجعل يمسح التراب عن وجهه، و يقول: أنت الحر كما سمتك أمك في الدنيا و الآخرة.
الأمين، أعيان الشيعة، 604/1
و خرج من بعده الحر بن يزيد الرياحي، و معه زهير بن القين يحمي ظهره. فكان اذا شد أحدهما و استلحم، شد الآخر و استنقذه، ففعلا ساعة، و ان فرس الحر لمضروب علي أذنيه و حاجبيه، و الدماء تسيل منه، و هو يتمثل بقول عنترة:
ما زلت أرميهم بثغرة نحره
و لبانه حتي تسربل بالدم
فقال الحصين ليزيد بن سفيان: هذا الحر الذي كنت تتمني قتله؟ قال: نعم.
و خرج اليه يطلب المبارزة، فما أسرع أن قتله الحر، ثم رمي أيوب بن مشرح الخيواني فرس الحر بسهم، فعقره، و شب به الفرس، فوثب عنه كأنه ليث و بيده السيف، و جعل يقاتل راجلا حتي قتل نيفا و أربعين، ثم شدت عليه الرجالة، فصرعته، و حمله أصحاب الحسين عليه السلام، و وضعوه أمام الفسطاط الذي يقاتلون دونه، و هكذا يؤتي بكل قتيل الي هذا الفسطاط، و الحسين يقول: قتلة مثل قتلة النبيين و آل النبيين.
ثم التفت الي الحر، و كان به رمق، فقال له و هو يمسح الدم عنه: أنت الحر كما سمتك أمك، و أنت الحر في الدنيا و الآخرة. و رثاه رجل من أصحاب الحسين، و قيل: علي بن الحسين، و قيل: انها من انشاء الحسين خاصة:
لنعم الحر حر بني رياح
صبور عند مشتبك الرماح
و نعم الحر اذ نادي حسينا
و جاد بنفسه عند الصباح
المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، /303 - 302
فبينما هما [الحر و زهير] يقاتلان، و ان فرس الحر لمضروب علي أذنيه و حاجبيه، و الدماء تسيل منه، اذ التفت الحصين بن نمير الي يزيد بن سفيان التميمي - و كان
التميمي هذا يتهدد الحر بالقتل حين خروجه الي جهة الحسين عليه السلام فقال له: يا يزيد! هذا الحر الذي كنت تتمني قتله، فهل لك به؟
قال: نعم. و خرج اليه يطلب المبارزة، فما أسرع من أن قتله الحر، ثم رمي لعين من القوم فرس الحر بسهم، فعقره، فشب به الفرس، فوثب الحر من علي ظهره، كأنه ليث و بيده السيف، فجعل يقاتل راجلا، و هو يقول:
ان تعقروا بي فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبدة هزبر
و لست بالخوار عند الكر
لكنني الثابت عند الفر
و جعل يقاتل حتي قتل نيفا و أربعين رجلا - كما عن ابن شهر آشوب [...].
بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، /400 - 399
(فائدة): قطعت في الطف رؤوس أحبة الحسين و أنصاره جميعا بعد قتلهم، و حملت مع السبايا الا رأسين، رأس عبدالله بن الحسين الرضيع، فان الروايات جاءت ان أباه الحسين، حفر له بعد قتله بجفن سيفه و دفنه، و رأس الحر. فان بني تميم منعت من قطع رأسه، و أبعدت جثته عن القتلي، كما سمعت أن الشاه اسماعيل الصفوي كشف منه، فرآه معصوب الرأس.
الزنجاني، وسيلة الدارين، /413
پاورقي
[1] [نفس المهموم: «الحيواني»].
[2] [أضاف في المعالي:
«و لست بالجبان عند الکر
لکني الوقاف عند الفر»]
[3] [الي هنا حکاه في المعالي].
[4] [و في المعالي مکانه: «ثم أخذ يقاتل هو و زهير بن القين قتالا شديدا و أنشأ الحر يقول...»، و في بحرالعلوم: «و خرج من بعده: الحر بن يزيد الرياحي، و معه زهير بن القين يحمي ظهره، فکان اذا شد أحدهما أستلحم شد الآخر و استنقذه، ففعلا کذلک ساعة و الحر يرتجز و يقول...»].
[5] [في المعالي و بحرالعلوم: «مفصلا»].
[6] [الي هنا حکاه عنه في بحرالعلوم، و في البداية: «مهملا، و في المعالي: «معللا»].
[7] [في البداية: «ثم قاتل هو و زهير بن قين قتالا شديدا»، و في المعالي: «أحمي الحسين الماجد المؤملا»].
[8] [زاد في نفس المهموم: «اني أنا الحر و مأوي الضيف»].
[9] [نفس المهموم: «أعناقکم»].
[10] [زاد في نفس المهموم: «أضربکم و لا أري من حيف.
قلت: و في يده سيف تلوح المنية في شفرته، فکأن ابن المعتز وصفه بقوله في بيته:
ولي صارم في المنايا کوامن
فما ينتضي الا لسفک دماء
تري فوق متينه الفرند کأنه
بقية غيم رق دون سماء»]
[11] [في البداية: «ثم قاتل هو و زهير بن قين قتالا شديدا»، و في المعالي: «أحمي الحسين الماجد المؤملا»].
[12] [البداية: «حتي»].
[13] [البداية: «رجالا شدوا علي الحر بن يزيد، فقتلوه»].
[14] [البداية: «رجالا شدوا علي الحر بن يزيد، فقتلوه»].
[15] ايوب بن مشرح خيواني ميگفت: «به خدا من اسب حر را کشتم. تيري به شکمش زدم، اسب بلرزيد و به خود پيچيد و بيفتاد. حر از آن پايين جست. گويي شيري بود و شمشير به دست داشت. به خدا هيچ کس را نديدم که بهتر از او ضربت قاطع بزند.»
گويد: پيران قبيله بدو گفتند: «تو او را کشتي؟»
گفت: «نه به خدا، من نکشتمش. ديگري او را کشت. دلم نميخواهد که او را کشته بودم.»
ابوالوداک بدو گفت: «براي چه؟»
گفت: «وي چنان که گويند، از پارسايان بود. به خدا اگر اين گناه بوده، اينکه با گناه زخم زدن و حضور در نبرد به پيشگاه خدا روم بهتر از اين است که با گناه کشتن يکي از آنها رفته باشم.»
ابوالوداک بدو گفت: «چنان ميبينم که با گناه کشتن همگيشان به پيشگاه خدا ميروي. وقتي تو به اين تير زدهاي و اسب آن يکي را از پاي انداختهاي و ديگري را به تير زدهاي، در نبرد گاه حضور داشتهاي، به آنها حمله کردهاي، ياران خويش را ترغيب کردهاي، دشمن آنها را افزودهاي، به تو حمله کردهاند و نخواستهاي فرار کني، يکي ديگر از ياران تو نيز چنين کرده و ديگري و ديگري چنين بوده، و ياران وي کشته ميشدهاند، همگيتان در خونشان شريکيد.»
گفت: «اي ابوالوداک! تو ما را از رحمت خداي نوميد ميکني. اگر به روز رستاخيز کار حساب ما با تو بود، خدايت نبخشد اگر ما را ببخشي.»
گفت: «همين است که با تو گفتم.»
پاينده، ترجمهي تاريخ طبري، 3040 - 3039/7
آن گاه به ياران ابنزياد تاخت و با آنها بجنگيد و دو کس از جمعشان بکشت. سپس کشته شد، خدايش رحمت کناد.
گويد: حر رجز ميخواند که شعري به اين مضمون بود:
«قسم ياد کردم که کشته نشوم
تا کسان بکشم
و وقتي کشته ميشوم
در حال پيشروي باشم
با شمشير ضربت قاطعشان ميزنم
نه از آنها باز ميمانم و نه عقب ميروم.»
و هم او رجزي به اين مضمون ميخواند:
«به دفاع از بهترين کسي
که در مني و خيف جاي گرفته
آنها را با شمشير ميزنم.»
گويد: حر و زهير بن قين جنگي سخت کردند و چون يکيشان حمله ميبرد، فرو ميماند، ديگري حمله ميبرد و او را نجات ميداد، مدتي چنين بودند؛ عاقبت پيادگان به حر حمله بردند که کشته شد.
پاينده، ترجمهي تاريخ طبري، 3045 - 3044، 2979/7
[16] [الصحيح: «عقر»].
[17] في د: و بقي.
[18] في الأصل و بر: «نعم عبد مخلف الرماح». و في د: «کريم عند مختلف الرماح» کذا.
[19] في الأصل و بر: «نعم عبد مخلف الرماح». و في د: «کريم عند مختلف الرماح» کذا.
[20] من د، و في الأصل و بر و المقتل: حسينا.
[21] في د: و جاد.
[22] من د و بر، و في الأصل: الصياح.
[23] [و في الدمعة الساکبة مکانه: «و أتاه...» و في نفس المهموم مکانه: «قال عبيدالله بن عمرو البدي من بني البداء و هم من کندة:
سعيد بن عبدالله لا تنسينة
و لا الحر اذ آسي زهيرا علي قسر
ذکر الفتال النيشابوري في روضة الواعظين بعد مقتل الحر أنه أتاه...»].
[24] [زاد في الدمعة الساکبة: «لک»].
[25] [من هنا حکاه عنه في أدب الحسين عليهالسلام].
[26] [الدمعة الساکبة: «صبور»].
[27] [الدمعة الساکبة: «صبور»].
[28] [زاد في نفس المهموم: «و روي مثله الصدوق عن الصادق عليهالسلام، قال الشيخ أبوعلي في منتهي المقال: الحر بن يزيد بن ناجية بن سعيد من بنييربوع سين».
و زاد في أدب الحسين عليهالسلام:
«فيا ربي أضفه في جنان
و زوجه مع الحور الملاح
و نعم الحر في زهج المنايا
اذ الأبطال تخفق بالصفاح
لقد فاز الذي نصروا حسينا
و نالوا بالهداية و الفلاح
و روي أنه عليهالسلام يمسح وجه الحر و يقول: أنت الحر، کما سمتک أمک، و أنت الحر في الدنيا، و أنت الحر في الآخرة»].
[29] به ميدان رفت و ميگفت:
به گردن زنمتان به شمشير تيز
ز بهتر کسي که آمده در عراق
و هيجده کس از آنها را کشت و کشته شد. حسين به بالينش آمد و هنوز خون از او فواره ميزد. فرمود: «به به! تو در اين دنيا و در آخرت آزادي که حر نام داري.»
و اين شعر را بالاي سرش سرود:
چه خوش حريست حر بنيرياحم
شکيبا زيره نيزه و در پناهم
چه خوش حري که گويد وا حسينا
ببخشد جان بجنگند در سپاهم
کمرهاي، ترجمهي امالي، /160 - 159
[30] [الارشاد ط علمية: «يلقي»].
[31] [الارشاد ط علمية: «هذا»].
[32] [اعلام الوري: «عليهم»].
[33] [الارشاد ط علمية: «اليهم»].
[34] [الارشاد ط مؤسسة آل البيت عليهمالسلام: «تعقروا بي»].
[35] [اعلام الوري: «فجعل يضربهم بسيفه، و تکاثروا عليه حتي قتلوه»].
[36] [الارشاد ط مؤسسة آل البيت عليهمالسلام: «و يضربهم»].
[37] [حکاه عنه في الدمعة الساکبة، 295/4].
[38] **زيرنويس=[اعلام الوري: «فجعل يضربهم بسيفه، و تکاثروا عليه حتي قتلوه»].
[39] [حکاه عنه في الدمعة الساکبة، 295/4].
[40] [و ان خالف المفيد و تبعه الطبرسي فقدما استشهاد الحر بن يزيد، و أخرا عمل الحصين بن نمير].
[41] عروة بن قيس که فرماندهي سوارکاران بود، کس پيش عمر بن سعد فرستاده گفت: «آيا نميبيني اين سواران من امروز از دست اين مردان انگشت شمار چه ميکشند؟ پيادگان و تيراندازان را به ياري ما بفرست.» تير اندازان را فرستاد و (اينان که رسيدند، جنگ در گرفت و در اين گير و و دار) اسب حر بن يزيد را پي کردند و حر پياده شد و چنين ميگفت: «اگر اسب مرا پي کنيد، پس من پسر آزاد مردي هستم که دلاورترم از شير هژبر.» و با شمشير بر ايشان حمله کرد.
پس گروه بسياري دورش را گرفتند (و او را شهيد کردند) و دو تن در کشتن او شريک شدند که يکي ايوب بن مسرح بود و ديگر مردي از سواران اهل کوفه.
رسولي محلاتي، ترجمه ارشاد، 108/2
[42] [نهاية الارب: «الحر بن يزيد»].
[43] [الي هنا حکاه في نهاية الارب و أضاف: «فقتل الحر»].
[44] حر و زهير بن القين هر دو حمله کردند و سخت جنگ و دليري نمودند. چون يکي از آن دو حمله ميکرد و ميان لشکر فرو ميرفت، ديگري براي نجات او حمله ميکرد و او را ياري مينمود. بعد از آن عدهاي از رجاله بر حر حمله کرده او را کشتند.
خليلي، ترجمهي کامل، 181/5
[45] باري، حسين عليهالسلام به حر اجازه فرمود، حر جنگ نماياني کرد تا آن که عدهاي از دلاوران و قهرمانان دشمن را کشت. سپس شربت شهادت نوشيد. پيکرش را نزد حسين عليهالسلام آوردند. حسين عليهالسلام با دست خود گرد و غبار از صورت حر پاک ميکرد و ميفرمود: «همچنان که مادرت تو را ناميد، واقعا تو آزادمردي. آزاد در دنيا و آخرت.»
فهري، ترجمهي لهوف، /104
[46] هکذا في النسخ، و المشهور أنه حر بن يزيد الشهيد (رحمة الله عليه).
[47] [نور الأبصار: «فقاتل»].
[48] و روايتي آنکه آن جوانمرد با اعدا چندان نبرد کرد که چهل سوار و پياده را بر خاک هلاک انداخت و عاقبت زخمي گران يافته از پاي درآمد و هنوز رمقي از حيات باقي داشت که او را نزد امام حسين رضي الله عنه آوردند و آن سرور دست مبارک به روي او فرود آورده فرمود که: «تو حري چنانچه تو را مادر تو نام نهاده (و أنت الحر في الدنيا و الآخرة).»
و به روايتي که در روضة الشهداء مسطور است، بعد از حر، برادرش مصعب و پسرش علي و غلامش غره که ايشان نيز در آن روز از اهل شقاوت جدا شده، به موکب هدايت انتساب ملحق گشته بودند، متعاقب يکديگر به ميدان رفتند و هر يک جمعي از دشمنان را به تيغ بيدريغ گذرانيده، بالاخره شهيد شدند.
خواند امير، حبيب السير، 53 - 52/2
[49] اين بگفت [سخنان به هنگام توبه] و شروع در محاربه نموده، بسياري از لشکر اعداء را کشت تا به درجه شهادت رسيد.
جهرمي، ترجمهي صواعق المحرقة، /343
[50] [في أبيمخنف و ينابيع المودة مراتب توبته الي الشهادة: 1- توبة الحر في أواسط الحرب، 2- شهادة ولده، 3- مبارزته، 4- خطبته، 5- شهادته رضي الله عنه].
[51] [في المطبوع: «لا تتوبوا و ترجعوا»].
[52] [في المطبوع: «لا تتوبوا و ترجعوا»].
[53] [و في اللواعج مکانه: «و قال الحر للحسين عليهالسلام: فاذا کنت..» و في مثير الأحزان مکانه: «و روي: أن الحر، قال للحسين عليهالسلام: يا ابن رسول الله! کنت...»].
[54] [اللواعج: «من خرج»].
[55] [اللواعج: «أن أکون»].
[56] [اللواعج: «لعلي أکون ممن»].
[57] [اللواعج: «لعلي أکون ممن»].
[58] [أضاف في اللواعج: «محمدا صلي الله عليه و آله»].
[59] [في اللواعج: «في القيامة. فحمل علي أصحاب عمر بن سعد و هو يتمثل بقول عنترة:
مازلت أرميهم بغرة وجهه
و لبانه حتي تسربل بالدم
ثم جعل يرتجز و يقول» و في مثيرالأحزان: «فأذن له، فتقدم الي البراز ينشد»].
[60] [في اللواعج: «في القيامة. فحمل علي أصحاب عمر بن سعد و هو يتمثل بقول عنترة:
ما زلت أرميهم بغرة وجهه
و لبانه حتي تسربل بالدم
ثم جعل يرتجز و يقول» و في مثيرالأحزان: «فأذن له، فتقدم الي البراز ينشد»].
[61] [مثيرالأحزان: «فقاتل قتالا شديدا، و روي أن الحر لما لحق بالحسين عليهالسلام قال»].
[62] [أضاف في اللواعج: «و روي أنه کان يرتجز أيضا و يقول:
أليت لا أقتل حتي أقتلا
و لن أصاب اليوم الا مقبلا
أضربهم بالسيف ضربا معضلا
لا ناکلا عنهم و لا معللا
لا عاجزا عنهم و لا مبدلا
أحمي الحسين الماجد المؤملا
و قاتل قتالا شديدا»].
[63] [أضاف في اللواعج: «من بني الحرث»].
[64] [مثيرالأحزان: «فقاتل قتالا شديدا، و روي أن الحر لما لحق بالحسين عليهالسلام قال»].
[65] [اللواعج: «الحر»].
[66] [لم يرد في مثيرالأحزان].
[67] [لم يرد في اللواعج].
[68] [لم يرد في اللواعج].
[69] [اللواعج: «حتي عقر فرسه فقاتلهم راجلا قتالا شديدا و هو يقول:
ان تعقروا بي فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
و في رواية انه کان يرتجز و يقول:»].
[70] [مثيرالأحزان: «ينشد»].
[71] [اللواعج: «حتي عقر فرسه فقاتلهم راجلا قتالا شديدا و هو يقول:
ان تعقروا بي فأنا ابن الحر
أشجع من ذي لبد هزبر
و في رواية انه کان يرتجز و يقول:»].
[72] [مثيرالأحزان: «الي آخر»].
[73] [الدمعة الساکبة: «الرفاق»].
[74] [الي هنا حکاه في اللواعج، و أضاف: «و جعل يضربهم بسيفه حتي قتل نيفا و أربعين رجلا، و في رواية: ثمانية عشر رجلا»].
[75] [مثيرالأحزان: «الي آخر»].
[76] [الي هنا حکاه عنه في الدمعة الساکبة و مثيرالأحزان، و أضاف في مثيرالأحزان: «و روي أنه أتاه الحسين عليهالسلام و دمه يشخب، فقال: بخ بخ لک يا حر، أنت حر کما سميت في الدنيا و الآخرة»].
[77] [العوالم: «لا ناقلا»].
[78] پس حر گفت: «يابن رسول الله! چون اول من بر سر راه تو آمدهام، ميخواهم دستوري دهي که اول من در راه تو کشته شوم.»
چون رخصت يافت، به معرکه قتال شتافت. رجز ميخواند و شجاعان معرکهي نبرد را بر خاک هلاک ميافکند تا آن که چهل نفر از ايشان را به جهنم فرستاد.
و به روايت امام زين العابدين عليهالسلام: هيجده نفر از آن اشقيا را به درک جهنم فرستاد، و چون اسبش را پي کردند، پياده جنگ ميکرد تا او را از پا درآوردند و اصحاب حضرت، او را از معرکه در آورده و به خدمت آن حضرت آوردند. هنوز رمقي از حيات در او باقي بود و خون از رگهاي او ميريخت. امام حسين عليهالسلام دست مبارک بر روي او کشيد و فرمود: «چنانچه مادر تو، تو را حر نام کرده است، در دنيا و عقبي آزادي.»
و گويند که: «ايوب بن سرح او را شهيد کرد.»
مجلسي، جلاء العيون، /663
[79] [في المطبوع: «الشمر»].
[80] [في المطبوع: «اقتتلا»].
[81] و ديگر باره حمله افکند و چون برق خاطف و ريح عاصف، تني چند را به خاک درانداخت و روي برتافت و باز شتافت و از غايت غيرت و شدت ضجرت به هاي هاي بگريست و اين رجز گفت:
أضرب في أعراضکم بالسيف
ضرب غلام لم يخف من حيف
أنصر من حل بأرض الخيف
نسل علي الطهر مقري الضيف
و در اين کرت دل بر مرگ نهاد و حملهي گران افکند و هشتاد و اند (اند، بر وزن و معني چند: شمارهي مجهول از سه تا نه.) کس را به ضرب سيف و سنان عرضهي هلاک و دمار ساخت. کار بر کوفيان صعب افتاد و ابنسعد ندا در داد که: «هان اي لشکر! جلدي کنيد و او را به تير باران بگيريد.»
پس کمانداران فراهم آمدند و کمانها به زه کردند و تير از پس تير روان داشتند. چند که جوشن حر چون جلد قنفذي (قنفذ: خارپشت.) گشت و اسبش را نيز عقر (عقر: پي کردن، دست و پا بريدن.) کردند. لختي پياده رزم داد و از پاي درافتاد. اصحاب حسين بتاختند و جسد او را حمل داده به نزد آن حضرت نهادند. هنوز حشاشهاي از جان در تن داشت، امام عليهالسلام چهرهي خون آلود او را مسح نمود:
و يقول: والله ما أخطأت أمک حيث سمتک حرا والله انک حر في الدنيا و الآخرة.
يعني: «سوگند با خداي، تو را مادر به غلط حر نام نگذاشت، والله تو در دنيا و آخرت حري و آزادي.»
آن گاه بگريست و از بهر او استغفار فرمود. گويند: «امام عليهالسلام او را رثا (رثا: نوحه سرايي.) گفت و اگر نه علي بن الحسين عليهماالسلام فرمود:
فنعم الحر حر بني رياح
صبور عند مشتبک الرماح (نيکو آزادمردي است حر بني رياح و هنگام به هم ريختن نيزهها (شدت جنگ) بربار است.)
و نعم الحر في رهج المنايا
اذا الأبطال تخطر بالصفاح (آفرين بر حر! ميان گرد و غبار مرگها، هنگامي که دلاوران با سينهي شمشيرها به خود ارزش ميدهند.)
و نعم الحر اذ واسي حسينا
و فاز بالهداية و الفلاح (آفرين بر حر! که حسين را ياري کرد و به هدايت و رستگاري نائل شد.)
و نعم الحر اذ نادي حسينا
فجاد بنفسه عند الصياح (آفرين بر حر! که چون (هنگام توبه) حسين را خواند، جانبازي نمود.)
أضفه في جنان
و زوجه مع الحور الملاح (پروردگارا! او را در بهشت پناه ده و با زيباچشمان نمکين همسر گردان.)
به روايت مفيد، ابوايوب بن سرح و مردي از فرسان کوفه در قتل حر همدست بودند.
بعد از شهادت حر، مصعب از سيدالشهدا اجازت مبارزت يافت و بر کوفيان حملهي گران افکند و فراوان بکوشيد تا شربت شهادت بنوشيد.
حر را غلامي بود که عروه نام داشت و در جيش ابنسعد بود. چون مولاي خود حر را و پسر او علي را و برادر او مصعب را کشته ديد، از هوش بيگانه شد و چون ديو ديوانه خود را بر سپاه ابنسعد زد و چند تن از يمين و شمال بکشت، آن گاه به حضرت حسين عليهالسلام شتاب گرفت و عرض کرد: «يا ابن رسول الله! مرا معفو دار که بياجازت تو آغاز مبارزت کردم. همانا از قتل اين احرار و اقتحام اندوه و محن بيخويشتن بودم. اکنون رخصت فرماي تا بر اين معاندين مقاتلت افکنم و از سعادت شهادت بهرهاي به دست کنم.»
حسين عليهالسلام او را دعاي خير گفت. پس اسب به ميدان تاخت و گروهي را از اسب درانداخت تا خويشتن را به مولاي خود ملحق ساخت.
سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهداء عليهالسلام، 266 - 264/2
[82] [قد تقدم في توبة الحر].
[83] مقتضي الروايات انه قتل جماعة قبل الحر و هو المستفاد من تاريخ ابن الأثير، فلذلک حمل علي أن المراد أول قتيل من المبارزين و يمکن کون الحر أول المقتولين و عدم صحة ما دل علي خلاف ذلک کما لعله يفهم من ارشاد المفيد، فانه لم يذکر أن أحدا تقدم الحر في القتل سوي أن ابن عوسجة صرع قبله. - المؤلف -