بازگشت

الحسين يأمر أنس بن كاهل أن يعظ ابن سعد فلا يتعظ


قال: و دعا عليه السلام برجل، يقال له: أنس بن كاهل، و قال له: امض الي هؤلاء القوم، و ذكرهم الله تعالي و رسوله، عسي هم يرجعون علي [1] قتالنا، و اعلم أنهم لا يرجعون، ولكن لتكون لي عليهم حجة يوم القيامة. [2] .

قال: فانطلق أنس حتي دخل علي ابن سعد لعنه الله و هو جالس، فلم يسلم عليه، فقال له: يا أخا كاهل! ما منعك أن تسلم علي؟ ألست مؤمنا مسلما؟ و الله ما كفرت، و قد عرفت الله و رسوله.

فقال له أنس رحمه الله: كيف عرفت الله و رسوله، و أنت تريد أن تقتل ولده و أهل بيته، و من نصرهم؟!

فنكس ابن سعد لعنه الله رأسه، و قال: اني أعلم أن قاتلهم في النار لا محالة، ولكن لابد أن أنفذ أمر الأمير عبيدالله لعنه الله.

فرجع أنس رحمه الله الي الحسين عليه السلام، و أخبره بما قاله.

مقتل أبي مخنف (المشهور)، /61

و دعا بأنيس الكاهلي، و قال له: اذهب الي هؤلاء القوم و ذكرهم الله و رسوله، عسي أن يرجعوا عن قتالي، و أنا أعلم أنهم لا يفعلون، ولكن لتكون عليهم الحجة الي يوم القيامة اذا التقينا بين يدي الله و جدي رسول الله.

فانطلق أنيس الكاهلي الي عمر بن سعد لعنه الله تعالي و دخل عليه، و لم يسلم. فقال له: ما منعك يا أخا كاهل أن تسلم علي؟ ألست أنا بمسلم؟ فوالله ما كفرت بالله مذ عرفت الله و رسوله صلي الله عليه و آله.


فقال أنيس الكاهلي: و كيف عرفت الله و رسوله، و أنت تريد تقتل ابن بنت رسول الله؟ و هذا الفرات يلوح بصفائه، تشرب منه الكلاب و الخنازير، و عترة محمد صلي الله عليه و آله يموتون عطشا؟ ثم انك تقول: أنا مؤمن بالله و رسوله صلي الله عليه و آله، كذبت يا عدو الله و رسوله.

فنكس رأسه ابن سعد لعنه الله تعالي، و بيده قضيت، فجعل ينكث [3] به الأرض، فرفع رأسه و قال: و الله اني أعلم أن قاتله في النار بلا شك، و لابد أن أكتب الي ابن زياد لعنه الله تعالي، و هو يكتب الي يزيد لعنه الله تعالي أن يعفوني عن هذا الأمر.

ثم بكي، و قال: يا ليتني لم أخلق، و ليت الموت أخذني من موضعي هذا، و لم أبتل بهذا الأمر.

قال: و رجع أنيس الكاهلي الي الحسين عليه السلام و أخبره بذلك.

الدربندي، أسرار الشهادة، /280

فلما فرغ من هذا الشعر [تعديتم يا شر قوم ببغيكم]، أمر أنس الكاهلي أن يذهب الي القوم، و يعظهم عسي أن يرجعوا، و قال: «أنا أعلم أنهم لا يرجعوا، ولكن تكون حجة عليهم» فانطلق أنس، فدخل علي ابن سعد، و لم يسلم عليه.

فقال ابن سعد له: لم لم تسلم علي، ألست مسلما؟

قال: و الله لست أنت مسلم، لأنك تريد أن تقتل ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

فنكس رأسه، فقال: و الله اني لأعلم أن قاتله في النار، ولكن لابد من انفاذ حكم الأمير عبيدالله بن زياد.

فرجع أنس الي الحسين عليه السلام، و أخبره بذلك. [عن أبي مخنف]

القندوزي، ينابيع المودة، 69/3



پاورقي

[1] [في المطبوع: «عن»].

[2] [من البعيد جدا أن يکون ارسال أنس حينئذ، بل الظاهر أنه ان وقع کان قبل ذلک لأن ابن‏سعد لا يصح له أن يعطل بأنه يراجع ابن‏زياد و يزيد لأن يوم عاشوراء لا يصح مثل هذه التعلة و انما يصح قبل يوم عاشوراء].

[3] [في المطبوع: «يبحث»].