الحسين يرسل برير الي ابن سعد ناصحا له فلا يرعوي
قال: و أرسل اليه [1] الحسين [2] رضي الله عنه [3] بريرا. فقال برير [4] : يا عمر [5] بن سعد! أتترك أهل بيت النبوة، يموتون عطشا و حلت بينهم و بين الفرات. [6] أن يشربوه [7] ، و تزعم أنك تعرف الله و رسوله؟ قال: فأطرق عمر [8] بن سعد ساعة الي الأرض، ثم رفع رأسه، و قال: اني و الله [9] أعلمه يا برير [10] علما يقينا أن كل من قاتلهم و غصبهم علي حقوقهم [11] في النار [12] لا محالة، ولكن ويحك يا برير [13] ! أتشير علي أن أترك ولاية الري فتصير لغيري؟ ما أجد نفسي تجيبني [14] الي ذلك [15] أبدا. ثم أنشأ يقول:
دعاني عبيدالله من دون قومه
الي خطة فيها خرجت لحيني
فو الله لا أدري و اني لواقف
علي خطر [16] بعظم علي و سيني [17] .
أأترك [18] ملك الري، و الري رغبة [19]
أم أرجع مذموما [20] بثأر حسين [21] .
[و] في قتله النار التي ليس [22] دونها
حجاب و ملك الري قرة عين
قال: فرجع [23] برير بن حضير [24] الي الحسين، فقال [25] : يا ابن بنت رسول الله! ان عمر [26] ابن سعد قد رضي أن يقتلك بملك الري.
ابن أعثم، الفتوح، 173 - 171/5
ثم تكلم برير بن خضير الهمداني - و كان من الزهاد الذين يصومون النهار، و يقومون الليل - فقال: يا ابن رسول الله! ائذن لي أن آتي هذا الفاسق عمر بن سعد، فأعظه، لعله يتعظ، و يرتدع عما هو عليه. فقال الحسين: ذاك اليك يا برير.
فذهب اليه حتي دخل علي خيمته، فجلس و لم يسلم، فغضب عمر، و قال: يا أخا همدان! ما منعك من السلام علي؟ ألست مسلما، أعرف الله و رسوله، و أشهد بشهادة الحق؟ فقال له برير: لو كنت عرفت الله و رسوله كما تقول، لما خرجت الي عترة رسول الله تريد قتلهم، و بعد: فهذا الفرات يلوح بصفائه، و يلج كأنه بطون الحيات، تشرب منه كلاب السواد و خنازيرها، و هذا الحسين بن علي و اخوته و نساؤه و أهل بيته يموتون عطشا، و قد حلت بينهم و بين ماء الفرات أن يشربوه، و تزعم أنك تعرف الله و رسوله؟ فأطرق عمر بن سعد ساعة الي الأرض، ثم رفع رأسه و قال: و الله يا برير! اني لأعلم يقينا أن كل من قاتلهم و غصبهم حقهم هو في النار، لا محالة، ولكن يا برير أفتشير علي أن أترك ولاية الري، فتكون لغيري، فوالله ما أجد نفسي تجيبني لذلك. ثم قال:
دعاني عبيدالله من دون قومه
الي خطة فيها خرجت لحيني
فو الله ما أدري و أني لحائر
أفكر في أمري علي خطرين
أأترك ملك الري و الري منيتي
أم أرجع مأثوما بقتل حسين
و في قتله النار التي ليس دونها
حجاب و ملك الري قرة عيني
فرجع برير الي الحسين، و قال: يا ابن رسول الله! ان عمر بن سعد قد رضي لقتلك بولاية الري.
الخوارزمي، مقتل الحسين، 248 - 247/1
فعندها ضيق الأمر عليهم [27] ، و اشتد بهم العطش، فقال انسان من أصحاب الحسين عليه السلام يقال له: يزيد بن حصين الهمداني - و كان زاهدا - [28] للحسين عليه السلام [29] : ائذن لي يا ابن رسول الله لآتي ابن سعد، فأكلمه في أمر الماء، عساه يرتدع. فقال له: ذلك اليك.
فجاء الهمداني الي عمر بن سعد، فدخل عليه و لم يسلم، قال: يا أخا همدان! ما منعك من السلام علي [30] ، ألست مسلما؟ أعرف الله و رسوله؟ فقال له الهمداني: لو كنت مسلما كما تقول، لما خرجت الي عترة رسول الله تريد قتلهم، و بعد: فهذا ماء الفرات يشرب منه كلاب السواد و خنازيرها، و هذا الحسين بن علي، و اخوته، و نساؤه، و أهل بيته يموتون عطشا، قد حلت بينهم و بين ماء الفرات أن يشربوه، و تزعم [31] أنك تعرف الله و رسوله؟
فأطرق عمر بن سعد، ثم قال: و الله يا أخا همدان! اني لأعلم [32] حرمة أذاهم، لكن:
دعاني عبيدالله من دون قومه
الي خطة فيها خرجت لحيني
فو الله ما أدري [33] و أني لواقف
علي خطر لا أرتضيه و منيتي [34] .
أأترك ملك الري و الري رغبة [35]
أم أرجع [36] مطلوبا بقتل [37] حسين
و في قتله النار التي ليس دونها
حجاب و ملك الري قرة عيني
يا أخا همدان! ما أجد نفسي تجيبني الي ترك الري لغيري.
فرجع يزيد بن حصين الهمداني، فقال للحسين عليه السلام: يا ابن رسول الله! [38] ان عمر بن سعد [39] قد رضي أن يقتلك بولاية الري.
ابن طلحة، مطالب السؤول، /76 - 75 مساوي عنه: الاربلي، كشف الغمة، 48 - 47/2؛ القمي، نفس المهموم، /219 - 217
ضاق الأمر علي الحسين عليه السلام و علي أصحابه، و اشتد بهم العطش، و كان مع الحسين عليه السلام شخص من أهل الزهد و الورع، يقال له: يزيد بن الحصين الهمداني، فقال للحسين عليه السلام: ائذن لي يا ابن رسول الله في أن آتي مقدم هؤلاء عمر بن سعد، فأكلمه في الماء، لعله أن يرتدع. فأذن [40] له، و قال: ذلك اليك اذا شئت [41] .
فجاء الهمداني الي عمر بن سعد، فكلمه في الماء، فامتنع منه [42] ، فلم يجبه الي ذلك، فقال له: هذا ماء الفرات، تشرب [43] منه الكلاب [44] و الذئاب و غير ذلك [45] ، و تمنعه الحسين [46] ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله، [47] و اخوته، و نساؤه [48] ، و أهل بيته، و العترة الطاهرة يموتون عطشا، و قد حلت بينهم و بين الماء، و أنت [49] تزعم أنك تعرف الله و رسوله؟
فأطرق عمر بن سعد، ثم قال: يا أخا همدان! اني لأعلم حقيقة [50] ما تقول، و أنشد يقول:
دعاني عبيدالله من دون قومه
الي خصلة فيها خرجت لحيني
فو الله ما أدري و أني لواقف
علي خطر لا أرتضيه و مين
أآخذ ملك الري و الري رغبتي [51]
و أرجع مطلوبا بدم حسين
و في قتله النار التي ليس دونها
حجاب و ملك الري قرة عين
ثم قال: يا أخا همدان! [52] ما تجيبني نفسي [53] الي ترك الري لغيري.
فرجع يزيد بن الحصين الهمداني الي الحسين عليه السلام، و أخبره بمقالة ابن سعد.
[عن مطالب السؤول]
ابن الصباغ، الفصول المهمة، /192 - 191 مساوي عنه: الشبلنجي، نور الأبصار، /262
فجاء برير بن خضير [54] الهمداني الزاهد العابد، و قال: يا ابن رسول الله! أتأذن لي أن أدخل الي خيمة هذا الفاسق عمر بن سعد، فأعظه، فلعله يرجع عن غيه؟ فقال الحسين عليه السلام: افعل ما أحببت.
فأقبل برير حتي دخل عمر بن سعد، فجلس معه، و لم يسلم عليه، فغضب ابن سعد و قال: يا أخا همدان! ما الذي منعك من السلام علي؟ ألست مسلما أعرف الله و رسوله؟ فقال له برير: لو كنت مسلما تعرف الله و رسوله، ما خرجت الي عترة نبيك محمد صلي الله عليه و آله تريد قتلهم، و سبيهم، و بعد: فهذا ماء الفرات يلوح بصفائه يتلألأ [55] تشربه الكلاب [56] و الخنازير، و هذا الحسين عليه السلام ابن فاطمة الزهراء، و نساؤه، و عياله، و أطفاله يموتون عطشا [57] ، قد حلت بينهم و بين ماء الفرات أن يشربوا منه، و تزعم أنك تعرف الله و رسوله؟ قال: فأطرق ابن سعد رأسه الي الأرض ساعة، ثم قال: و الله [58] يا برير! اني لأعلم علما يقينا أن كل من قاتلهم، و غصب حقهم، مخلد في النار، لا محالة، ولكن يا برير! أتشير علي أن أترك ولاية الري، فتصير لغيري، و الله ما أجد نفسي تجيبني الي ذلك أبدا.
قال: فرجع برير الي الحسين عليه السلام و قال له: ان عمر بن سعد قد رضي بقتلك [59] بولاية
الري. فقال الحسين عليه السلام: لا يأكل من برها الا قليلا، و يذبح علي فراشه.
و كان الأمر كما قال الحسين عليه السلام.
الطريحي، المنتخب، 239 - 238/2 مساوي عنه: الدربندي، أسرار الشهادة، /260
فقد نقل عن عمر بن سعد لعنه الله عندما و بخه الرجل الهمداني علي خروجه علي الحسين و منعه الماء و أهل بيته، أنه قال في جوابه: يا أخا همدان! و الله اني أعرف الناس بحق الحسين عليه السلام و حرمته عند الله تعالي، و عند رسوله، ولكني حائر في أمري، ما أدري كيف أصنع في هذا الوقت؟ كنت أتفكر في أمري، و خطر ببالي أبيات من الشعر، فقال:
دعاني عبيدالله من دون قومه
الي بدعة فيها خرجت لحيني
فو الله ما أدري و اني لصادق
أفكر في أمري علي خطرين
أأترك ملك الري و الري منيتي
أم أرجع مأثوما بقتل حسين
و في قتله النار [التي] ليس دونها
حجاب و ملك الري قرة عيني
ثم قال: يا أخا همدان! أن نفسي لأمارة بالسوء ما تحسن لي ترك ملك الري، و اني اذا قتلت حسينا أكون أميرا علي سبعين ألف فارس.
قال الراوي: فلما نزل الحسين يوم الطف في أرض كربلا أول من حال بينه و بين ماء الفرات عمر بن سعد لعنه الله تعالي، فاشتد العطش بالحسين، و أطفاله، و أهل بيته عليهم السلام، فقام رجل من أصحاب الحسين، و قال: يا ابن رسول الله! أتأذن لي أن أمضي الي ابن سعد، فأكلمه في أمر الماء، و أعرفه بعطش الحرم، و الأطفال، فعساه يرتدع عن القتال؟ فقال عليه السلام: ذلك اليك، افعل ما شئت.
قال: فجاء الهمداني و وبخه بكلام - قد مر ذكره سابقا - فكان من عذره أن قال: يا أخا همدان! و الله اني أعرف الناس بحق الحسين، و حرمته عند رسول الله، ولكني حائر في أمري، ما أدري كيف أصنع؟ و في هذا الوقت كنت أتفكر في أمري بين ترك ملك الري و قتل الحسين. ثم قال: نفسي لأمارة بالسوء، ما تحسن لي ترك ملك الري، و اني اذا
قتلت حسينا، أكون أميرا علي سبعين ألف فارس.
قال: فنهض من عنده مكسور القلب، و رجع الي الحسين عليه السلام، و قال: يا مولاي! ان القوم استحوذ عليهم الشيطان، و ان عمر بن سعد قد عزم علي قتلك، و قتل أصحابك، و أهل بيتك، و رضي بدخول النار بولاية الري، ذلك هو الخسران المبين. [60] .
الطريحي، المنتخب، 333، 297 - 296/2
پاورقي
[1] ليس في د.
[2] ليس في د.
[3] ليس في د.
[4] في الترجمة الفارسية ص 380 و الفصول المهمة (مخطوطة بدار الکتب لسالار جنگ في حيدر آباد الهند): بريد بن الحصين الهمداني، و في الأصل و بر: بربر، و في د: يزيد.
[5] في النسخ: عمرو.
[6] في د: و منعتهم من شربة.
[7] في د: و منعتهم من شربة.
[8] في النسخ: عمرو.
[9] زيد في د: أعرفه و.
[10] في الترجمة و الفصول المهمة: بريد، و في الأصل و بر: بربر، و في د: يزيد.
[11] في د. حقهم.
[12] زيد في النسخ: و.
[13] وقع هنا في النسخ: يزيد.
[14] في د: لذلک.
[15] في د: لذلک.
[16] في د: بعظم علي و شيني.
[17] في د: بعظم علي و شيني.
[18] من معجم البلدان 358/4، و في النسخ: أآخذ.
[19] من المعجم، و في النسخ: رقبة.
[20] من المعجم، و في النسخ: مطلوبا.
[21] في الأصل و بر: حسيني، و التصحيح من د و المعجم و الفصول المهمة.
[22] من المعجم، و في النسخ: أنا.
[23] في الأصل و بر: بربر بن الحصين، و في د: يزيد بن الحصين، و في الترجمة و الفصول المهمة: بريد ابن الحصين.
[24] في الأصل و بر: بربر بن الحصين، و في د: يزيد بن الحصين، و في الترجمة و الفصول المهمة: بريد ابن الحصين.
[25] في د: و قال.
[26] في النسخ: عمرو.
[27] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم].
[28] [لم يرد في کشف الغمة].
[29] [لم يرد في کشف الغمة].
[30] [لم يرد في نفس المهموم].
[31] [کشف الغمة: «أنت تزعم»].
[32] [نفس المهموم: «أعلم»].
[33] [في کشف الغمة و نفس المهموم: «لا أدري»].
[34] [في کشف الغمة و نفس المهموم: «مين»].
[35] [نفس المهموم: «منيتي»].
[36] [کشف الغمة: «مأثوما بدم»]
[37] [کشف الغمة: «مأثوما بدم»]
[38] [لم يرد في کشف الغمة].
[39] [لم يرد في کشف الغمة].
[40] [لم يرد في نور الأبصار].
[41] [لم يرد في نور الأبصار].
[42] [لم يرد في نور الأبصار].
[43] [نور الأبصار: «يشرب»].
[44] [نور الأبصار: «و الدواب»].
[45] [نور الأبصار: «و الدواب»].
[46] [لم يرد في نور الأبصار].
[47] [نور الأبصار: «و أولاده»].
[48] [نور الأبصار: «و أولاده»].
[49] [لم يرد في نور الأبصار].
[50] [لم يرد في نور الأبصار].
[51] [نور الأبصار: «بغيتي»].
[52] [نور الأبصار: «ما أجد نفسي تجيبني»].
[53] [نور الأبصار: «ما أجد نفسي تجيبني].
[54] [الأسرار: «حضير»].
[55] [الأسرار: «تشرب منه الکلاب»].
[56] [الأسرار: «تشرب منه الکلاب»].
[57] [الأسرار: «عطاشا»].
[58] [لم يرد في الأسرار].
[59] [الأسرار: «لقتلک»].
[60] بامدادان که بعد از سقايت عباس، اصحاب محتاج آب شدند، به روايت شرح شافيه و مطالب السؤول، يزيد بن حصين همداني به حضرت حسين عليهالسلام آمد و عرض کرد: «يا ابن رسول الله! اگر اجازت رود، عمر بن سعد را ديدار کنم. باشد که از اين غوايت (غوايت: گمراهي.) بازآيد.»
فرمود: «روا باشد.» پس يزيد به نزد ابنسعد آمد و او را سلام نگفت.
ابنسعد گفت: «يا اخا همدان! چه چيز تو را از سلام با من مانع افتاد؟ مگر من مسلمان نبودم و خدا و رسول را نستودم؟»
يزيد بن حصين گفت: «اي پسر سعد! اگر تو چنان که گويي مسلماني، چگونه بر عترت رسول خدا بيرون شدي و مقاتلت او را تصميم عزم دادي؟ و اينک آب فرات است که کلب و خنزير از آن ميآشامند و حسين بن علي و برادران و زنان و فرزندان او از تشنگي هلاک ميشوند و تو در ميان ايشان و فرات حاجز و حايل ميشوي و گمان ميکني که مسلماني و خدا و رسول را ميشناسي.»
عمر بن سعد خجل شد و لختي سر فروداشت پس سر برآورد.
فقال: يا أخا همدان! ما أجد نفسي تجيبني الي ترک الري لغيري.
گفت: «اي برادر همدان! چند که با نفس کاوش کردم، اجابت نفرمود که ولايت ري را دست باز دارم تا ديگري به دست گيرد.»
يزيد بن حصين باز شتافت و عرض کرد: «يا ابن رسول الله! پسر سعد رضا داده است که تو را عرضهي هلاک و دمار دارد تا از حکومت ري برخوردار گردد.»
سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهداء عليهالسلام، 197 - 196/2