بازگشت

لقاء الامام الحسين بالفرزدق


قال: أخبرنا عبدالله بن الزبير الحميدي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثني لبطة بن الفرزدق، و هو في الطواف، و هو مع ابن شبرمة، قال: أخبرني أبي، قال: خرجنا حجاجا، فلما كنا بالصفاح اذا نحن بركب عليهم اليلامق، و معهم الدرق، فلما دنوت منهم اذا أنا بحسين بن علي، فقلت: أي أبوعبدالله؟ قال: يا فرزدق، ما وراءك؟ قال: أنت أحب الناس الي الناس، والقضاء في السماء، و السيوف مع بني أمية.

قال: ثم دخلنا مكة، [1] فلما كنا بمني [2] [3] قلت له: لو أتينا عبدالله بن عمرو، فسألناه عن حسين و عن مخرجه.فأتينا منزله بمني، فاذا نحن بصبية له سود مولدين [4] يلعبون، قلنا: أين أبوكم؟ قالوا: في الفسطاط يتوضأ. فلم يلبث [5] أن خرج علينا من فسطاطه، فسألناه عن حسين، فقال: أما انه لا يحيك فيه السلاح! قال: فقلت له: تقول هذا فيه، وأنت الذي قاتلته و أباه؟! فسبني و سببته. [6] .

ثم خرجنا حتي أتينا ماء لنا يقال له: «تعشار»، فجعل لا يمر بنا أحد الا سألناه عن حسين، حتي مر بنا ركب، فناديناهم: ما فعل حسين بن علي؟ قالوا: قتل. فقلت: فعل الله بعبدالله بن عمرو [7] ، وفعل.

قال سفيان: ذهب الفرزدق الي غير المعني [8] - أو قال: الوجه - انما قال: [9] لا يحيك فيه السلاح و [10] لا يضره [53 / أ] القتل مع ما قد سبق له.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 63 - 62 رقم 284 مساوي عنه: ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 206 - 205، تهذيب ابن بدران، 332 / 4، مختصر ابن منظور، 144 / 7


قال: أخبرنا عبدالله بن الزبير الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا شيعي لنا يقال له العلاء بن أبي العباس، عن أبي جعفر، عن عبدالله بن عمرو: أنه قال في حسين: خرج [11] ، أما انه لا يحيك فيه السلاح.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 63 رقم 285 مساوي عنه: ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 206

قال: أخبرنا موسي بن اسماعيل، قال: حدثنا معاوية بن عبدالكريم، عن مروان الأصغر، قال: حدثني الفرزدق بن غالب، قال:

لما خرج الحسين بن علي رحمه الله [12] لقيت عبدالله بن عمرو، فقلت له: ان هذا الرجل قد خرج، فما تري؟ قال: أري أن تخرج معه، فانك ان أردت دنيا أصبتها، و ان أردت آخرة أصبتها.

قال: فرحلت نحوه، فلما كنت في بعض الطريق، بلغني قتله، فرجعت الي عبدالله بن عمرو فقلت: أين ما قلت لي؟! قال: كان رأيا رأيته.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 63 رقم 286 مساوي مثله ابن عساكر، مختصر ابن منظور، 122 / 27

قال: أخبرنا علي بن محمد، عن الهذلي: ان الفرزدق قال: لقيت حسينا فقلت: بأبي أنت لو أقمت حتي يصدر الناس، لرجوت أن يتقصف أهل الموسم معك. فقال: لم آمنهم يا أبافراس. [13] .

قال: فدخلت مكة، فاذا فسطاط وهيئة، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لعبدالله بن عمرو ابن العاص، فأتيته، فاذا شيخ أحمر، فسلمت، فقال: من؟ قلت: الفرزدق، أتري أن أنصر حسينا؟

قال: اذا تصيب أجرا و ذخرا. قلت: بلا دنيا؟ فأطرق، ثم قال: يا ابن غالب! لتتمن خلافة يزيد، فانظرن، فكرهت ما قال.


قال: فسببت يزيد و معاوية، قال: مه! [53 / ب] قبحك الله. فغضبت، فشتمته و قمت، و لو حضر [14] حشمه، و لأوجعوني.

فلما قضيت الحج رجعت، فاذا عير، فصرخت: [15] ألا ما فعل الحسين؟ فردوا علي: ألا قتل. [16] .

قال: أخبرنا علي بن محمد، عن جويرية بن أسماء و علي بن مدرك، عن اسماعيل بن يسار، قال:

لقي الفرزدق حسينا بالصفاح، فسلم عليه، فوصله بأربعمائة دينار، فقالوا: يا أباعبدالله، تعطي شاعرا مبتهرا؟! [17] .

قال: ان خير ما أمضيت [18] ما وقيت به عرضك. و الفرزدق شاعر لا يؤمن.

فقال قوم لاسماعيل: و ما عسي أن يقول في الحسين و مكانه مكانه، و أبوه و أمه من قد علمت؟

قال: اسكتوا. فان الشاعر ملعون، ان لم يقل في أبيه و أمه قال في نفسه.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 64 - 63 رقم 288 - 287 مساوي مثله ابن عساكر، مختصر ابن منظور، 121 / 27

و لما صار الحسين الي الصفاح، لقيه الفرزدق بن غالب الشاعر؛ فسأله عن أمر الناس وراءه. فقال له الفرزدق: الخبير سألت. ان قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية، و القضاء من السماء، والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت.

و حدثني اسحاق الفروي أبوموسي، عن سفيان بن عيينة، عن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه قال:

لقيني الحسين و هو خارج من مكة في جماعة عليهم يلامق الديباج. فقال: ما وراؤك؟ قلت: أنت أحب الناس الي الناس، و السيوف مع بني أمية، و القضاء من السماء.


حدثني أبومسعود الكوفي، عن عوانة بن الحكم، عن لبطة بن الفرزدق، قال: أخبرني أبي، قال:

لقيت الحسين، فقلت له: القلوب معك، و السيوف مع بني أمية. و اذا في لسانه ثقل من برسام كان عرض له بالعراق.

حدثني أحمد بن ابراهيم الدورقي، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن الزبير بن الخريت قال:

سمعت الفرزدق قال: لقيت الحسين بذات عرق و هو يريد الكوفة، فقال لي: ما تري أهل الكوفة صانعين؟ فان معي حملا من كتبهم. قلت: يخذلونك، فلا تذهب، فانك تأتي قوما قلوبهم معك و أيديهم عليك. فلم يطعني.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 377 - 376 / 3، أنساب الأشراف، 165 - 164 / 3 رقم 29 - 26

ثم سار حتي اذا انتهي الي الصفاح، لقيه هناك الفرزدق الشاعر مقبلا من العراق، يريد مكة، فسلم علي الحسين، فقال له الحسين: كيف خلفت الناس بالعراق؟ قال: خلفتهم و قلوبهم معك، و سيوفهم عليك. ثم ودعه، ومضي الحسين عليه السلام. [19] .

الدينوري، الأخبار الطوال، / 245

قال أبومخنف؛ عن أبي جناب، عن عدي بن حرملة، عن عبدالله بن سليم و المذري قالا: أقبلنا حتي انتهينا الي الصفاح، فلقينا الفرزدق بن غالب الشاعر، فواقف حسينا، فقال له: أعطاك الله سؤلك و أملك فيما تحب. فقال له الحسين: بين لنا نبأ الناس خلفك. فقال له الفرزدق: من الخبير سألت، قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية،


و القضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء. فقال له الحسين: صدقت، لله الأمر، والله يفعل ما يشاء، و كل يوم ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب، فنحمد الله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يعتد من كان الحق نيته، و التقوي سريرته. [20] ثم حرك الحسين راحلته فقال: السلام عليك. ثم افترقا. [21] .

قال هشام، عن عوانة بن الحكم، عن لبطة بن الفرزدق بن غالب، عن أبيه، [22] قال: حججت بأمي، فأنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم في أيام الحج، [23] و ذلك في سنة ستين [24] ، اذ لقيت الحسين بن علي خارجا من مكة، معه أسيافه و تراسه، فقلت: لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن علي. فأتيته فقلت: [25] بأبي و أمي يا ابن رسول الله! ما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت. [26] قال: ثم سألني: ممن أنت؟ فقلت له: امرؤ من العراق. قال: فوالله ما فتشني عن أكثر من ذلك، و اكتفي بها مني. [27] فقال: أخبرني عن الناس خلفك؟ [28] قال: فقلت له: القلوب معك، و السيوف مع بني أمية، و القضاء بيد الله. [29] . قال: فقال لي: صدقت [30] قال: فسألته عن أشياء، فأخبرني بها من نذور و مناسك؛ [31] .



قال: و اذا هو ثقيل اللسان من برسام [32] أصابه بالعراق. [33] قال: ثم مضيت، فاذا بفسطاط


مضروب في الحرم، وهيئته حسنة، فأتيته، فاذا هو لعبدالله بن عمرو بن العاص، فسألني، فأخبرته بلقاء الحسين بن علي، فقال لي: ويلك! فهلا اتبعته، فوالله ليملكن، و لا يجوز السلاح فيه و لا في أصحابه، قال: فهممت والله أن ألحق به، و وقع في قلبي مقالته، ثم ذكرت الأنبياء و قتلهم، فصدني ذلك عن اللحاق بهم، فقدمت علي أهلي بعسفان، قال: فوالله اني لعندهم اذ أقبلت عير قد امتارت من الكوفة، فلما سمعت بهم خرجت في آثارهم حتي اذا أسمعتهم الصوت و عجلت عن اتيانهم صرخت بهم: ألا ما فعل الحسين بن علي؟ قال: فردوا علي: ألا قد قتل. قال: فانصرفت، و أنا ألعن عبدالله بن عمرو بن العاص.

قال: و كان أهل ذلك الزمان يقولون ذلك الأمر، و ينتظرونه في كل يوم و ليلة. قال: و كان عبدالله بن عمرو يقول: لا تبلغ الشجرة، و لا النخلة، و لا الصغير، حتي يظهر هذا الأمر. قال: فقلت له: فما يمنعك أن تبيع الوهط؟ قال: فقال لي: لعنة الله علي فلان - يعني معاوية - و عليك. قال: فقلت: لا، بل عليك لعنة الله. قال فزادني من اللعن، و لم يكن عنده من حشمه أحد، فألقي منهم شرا. قال: فخرجت و هو لا يعرفني - و الوهط حائط لعبدالله بن عمرو بالطائف؛ قال: و كان معاوية قد ساوم به عبدالله بن عمرو، و أعطاه به مالا كثيرا، فأبي أن يبيعه بشي ء -. [34] .


الطبري، التاريخ، 387 - 386 / 5 مساوي عنه: القزويني، الامام الحسين و أصحابه، 157 - 155 / 1؛ الهاشمي، الحسين عليه السلام في طريقه الي الشهادة، / 27؛ المحمودي، العبرات، 370 - 369، 366 / 1

و لقي الحسين بن علي (رضوان الله عليهما) الفرزدق في مسيره الي العراق، فسأله عن الناس، فقال: القلوب معك، و السيوف عليك، و النصر في السماء.

ابن عبد ربه، العقدالفريد، 268 / 2

و قال الفرزدق: خرجت أريد مكة، فاذا بقباب مضروبة و فساطيط، فقلت: لمن هذه؟ قالوا: للحسين. فعدلت اليه، فسلمت عليه، فقال: من أين أقبلت؟ قلت: من العراق. قال: كيف تركت الناس؟ قلت: القلوب معك، و السيوف عليك، و النصر من المساء. [35] ابن عبد ربه، العقد الفريد، 384 / 4 مساوي عنه: الباعوني، جواهر المطالب، 276 - 275 / 2

فروي عن الفرزدق الشاعر [36] أنه قال: حججت بأمي في سنة ستين، فبينا [37] أنا أسوق بعيرها [38] حين [39] دخلت [40] الحرم اذ لقيت الحسين بن علي عليهماالسلام، خارجا من مكة


مع [41] أسيافه و أتراسه [42] ، فقلت: لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن علي عليهماالسلام. [43] فأتيته، فسلمت عليه، و قلت له: أعطاك الله سؤلك و أملك فيما تحب، بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله، ما أعجلك من الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت. ثم قال لي: من أنت؟ [44] قلت: امرؤ [45] من العرب. [46] [47] فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك، [48] ثم قال لي: أخبرني عن الناس خلفك. فقلت: الخبير سألت، قلوب الناس معك، و أسيافهم عليك، [49] و القضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء! فقال: صدقت، لله الأمر، [50] [51] و كل يوم هو [52] في شأن، ان نزل القضاء بما نحب، فنحمد الله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد [53] من كان الحق نيته، و التقوي سريرته. [54] فقلت له: أجل، بلغك الله ما تحب، و كفاك ما تحذر [55] . [56] و سألته عن أشياء من نذور و مناسك، فأخبرني بها، و حرك راحلته و قال: السلام عليك. ثم افترقنا. [57] .


المفيد، الارشاد، 69 - 68 / 2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 365 / 44؛ البحراني، العوالم، 215 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 237 - 236 / 4؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 245؛ القمي، نفس المهموم، / 171 - 170؛ اليزدي، وسائل المظفري، / 435؛ الجواهري، مثير الأحزان، / 32؛ بحر العلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 177 - 176؛ مثله الطبرسي، اعلام الوري، / 230؛ المازندراني، معالي السبطين، 259 - 258 / 1؛ الأمين أعيان الشيعة، 594 / 1؛ لواعج الأشجان، / 77 - 76؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 55


و خرج الحسين في أهل بيته، و نسائه، و صبيته. فلقي الفرزدق الشاعر بالصفاح، فتواقفا، فقال له الحسين:

«بين لنا نبأ الناس خلفك».

قال له الفرزدق:

«الخبير سألت. قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية، والله يفعل ما يشاء».

فقال له الحسين:

«صدقت، الأمر لله، يفعل ما يشاء.»

ثم حرك راحلته، و قال:

«السلام عليك»

وافترقا. أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 57 - 56 / 2

و قال عليه السلام للفرزدق لما سأله عن أهل العراق في جواب قوله: أما القلوب، فمعك؛ و أما السيوف، فمع بني أمية عليك، و النصر من عندالله. فقال عليه السلام: ما أراك الا صدقت؛ ان الناس عبيد المال، و الدين لعق علي ألسنتهم، يحوطونه ما درت به معايشهم، فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون.

وفي رواية أخري أنه قال للفرزدق: لله الأمر من قبل و من بعد؛ و كل ساعة ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب، فنحمد الله علي نعمائه و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يتعد من الحق نيته، والتقوي سريرته. فقال له الفرزدق: أجل، بلغك الله ما تحب، و كفاك ما تحذر. الحلواني، نزهة الناظر، / 43، 41

(و به) قال: أخبرنا القاضي أبوالقاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبوعبدالله محمد بن عمران المرزباني قراءة عليه، قال: حدثنا أبوبكر أحمد ابن محمد بن عبدالله الجوهري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب المروزي المعروف بابن أبي الديال، قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن سعيد الرازي أبوجعفر الوراق،


قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن أبي جعفر المروزي، قال: حدثنا يحيي بن حفص القاري ء عن سعيد بن خالد، قال: قدم الحسين بن علي عليهماالسلام و هو يريد الكوفة حتي اذا بلغ بستان ابن أبي عامر، لقي الفرزدق بن غالب الشاعر، فقال له: أين تريد يا ابن رسول الله؟ ما أعجلك عن الموسم و ذلك يوم التروية؟ قال: فقال: لو لم أعجل لأخذت أخذا؛ فأخبرني يا فرزدق الخبر؟ قال: تركت الناس قلوبهم معك، و سيوفهم مع بني أمية. قال: أصدقتني الخبر.

(و به) قال: أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، و محمد بن محمد بن عثمان البندار و غيرهما بقراءتي علي كل واحد منهم، قالوا: أخبرنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسي القرشي، قال: حدثنا معمر بن المثني، قال: حدثنا [58] لبطة بن الفرزدق عن أبيه، قال: حججت، فمررت بذات عرق، فاذا بها قباب منصوبة، فقلت: ما هذه؟ قالوا: الحسين بن علي. فدخلت عليه، فقال: ما الخبر وراءك؟ قال: قلت: القلوب معك، والسيوف مع بني أمية.

الشجري، الأمالي، 186، 167 - 166 / 1

و بهذا الاسناد [أخبرنا الشيخ الامام الزاهد الحافظ أبوالحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد البيهقي] عن أحمد بن الحسين، هذا أخبرنا أبوالحسين بن الفضل، أخبرنا عبدالله بن جعفر، أخبرنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبوبكر الحميدي، حدثنا سفيان «ح» قال أحمد بن الحسين، أخبرنا عبدالله بن يحيي، حدثنا اسماعيل بن محمد، حدثنا أحمد بن منصور عن عبدالرزاق، أخبرنا سفيان بن عيينة، حدثنا لبطة بن الفرزدق عن أبيه الفرزدق بن غالب قال: خرجنا حجاجا، فلما كنا (بالصفاح) اذا نحن بركب عليهم اليلامق [59] ، و معهم الدرق، فلما دنوت منهم، اذا أنا بالحسين بن علي عليه السلام، فقلت: أبوعبدالله! و سلمت عليه. فقال: ويحك يا فرزدق، ما وراك؟ فقلت: خير، أنت


أحب الناس الي الناس، و القضاء في السماء و السيوف مع بني أمية. ثم فارقناه، و سرنا، فلما قضينا حجنا و كنا بمني، قلنا: لو أتينا عبدالله بن عمرو، فسألناه عن الحسين و عن مخرجه. فأتينا منزله، فاذا نحن بصبية له سود مولدين، فقلنا: أين أبوكم؟ فقالوا: في الفسطاط يتوضأ. فلم يلبث أن خرج الينا، فسألناه عن الحسين و مخرجه، فقال: أما انه لا يحيك [60] فيه السلاح. فقلت له: أتقول هذا فيه، و أنت بالأمس تقاتله و أباه؟ فسبني، فسببته، و خرجنا من عنده، فأتينا ماء لنا يقال له «تعشار»، فجعل لا يمر بنا أحد الا سألناه عن الحسين، حتي مر بنا ركب، فسألناهم: ما فعل الحسين؟ قالوا: قتل. فقلت: فعل الله بعبدالله بن عمرو و فعل.

وفي رواية عبدالرزاق قال: فرفعت يدي و قلت: اللهم افعل بعبدالله بن عمرو ان كان قد سخر بي. (قال) الحميدي، قال سفيان: أخطأ الفرزدق التأويل، انما أراد عبدالله بن عمرو بقوله: لا يحيك فيه السلاح، أنه لا يضره السلاح مع ما قد سبق له، ليس أنه لا يقتل، كقولك: حاك في فلان ما قيل فيه. الخوارزمي، مقتل الحسين، 222 - 221 / 1

و في رواية أخري: فنزلت [الفرزدق] عن راحلتي، و كان بيني و بينه معرفة، فأخذت بزمام راحلته، قال: ما وراءك؟ قلت: أنت أحب الناس الي الناس، و السيوف مع بني أمية، و القضاء في السماء. قال: فشهدت الموسم مع الناس، فلما كان يوم الصدر، و تقلع الناس، فاذا فسطاط، فقلت: لمن هذا الفسطاط؟ فقالوا: لعبدالله بن عمرو. فأتيته، فاذا أغيلمة سود قصار يلعبون، قلت: يا غلمان، أين أبوكم؟ قالوا: في هذا الفسطاط يتوضأ. فخرج كأنه قد توضأ.، فقلت: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج؟ - يعني الحسين - قال: ليس يحيك فيه السلاح. قال: قلت: ألست القائل لفلان كذا و كذا؟ فسبني، قال: قلت: ما مثله الا مثل موسي حين خرج هاربا من آل فرعون.

قال الفرزدق: فلما كنت علي ماء لنا يقال له تعشار، اذا رفقة من أهل الكوفة، قلت: ما الخبر؟ قالوا: قتل الحسين - عليه السلام.


لا يحيك فيه السلاح: أي لا يضره السلاح مع ما قد سبق له، ليس أنه لا يقتل.

ابن عساكر، مختصر ابن منظور، 230 / 21

أخبرنا أبوغالب و أبوعبدالله ابنا البنا[ء] قالا: أنبأنا أبوالحسين ابن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل اجازة.

حيلولة: قالا: و أنبأنا أبوتمام [الواسطي] علي بن محمد اجازة أنبأنا أبوبكر بن بيري أنبأنا محمد بن الحسين الزعفراني أنبأنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا أبي، أنبأنا وهب بن جرير، حدثني أبي عن الزبير بن الخريت قال:

سمعت الفرزدق يحدث قال: [61] [لقيت الحسين [62] بن علي [63] بذات عرق - و هو يريد الكوفة - فقال لي: ما تري أهل الكوفة صانعين؟ معي حمل بعير] من كتبهم [64] قلت: لا شي ء، يخذلونك، لا تذهب اليهم. فلم يطعني.

ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 208 رقم 261، مختصر ابن منظور، 145 / 7 مساوي مثله الذهبي، تاريخ الاسلام، 344 / 2

قال الفرزدق:

خرجت من البصرة أريد العمرة، فرأيت عسكرا في البرية، فقلت: عسكر من هذا؟ قالوا: عسكر الحسين بن علي عليه السلام، فقلت: لأقضين بحق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيه [65] ، فأتيته، فسلمت، فقال: من الرجل؟ فقلت: [49 / أ] الفرزدق بن غالب. قال: هذا نسب قصير. فقلت: أنت أقصر مني نسبا، أنت ابن رسول الله صلي الله عليه و سلم. فقال لي: أبو من؟ قلت: أبوفراس. فقال لي: يا أبافراس! كيف خلفت الناس؟ و من أين؟ و الي أين؟ قلت: من البصرة، أريد العمرة، و ما سألت عنه من أمر الناس، فقلوبهم معك، و سيوفهم مع


بني أمية، و القضاء ينزل من السماء. فاغرورقت عيناه، و قال: هكذا الناس في كل زمان أتباع لذي الدينار والدرهم، و الدين لغو علي ألسنتهم، فاذا فحصوا [66] بالابتلاء قل الديانون.

ابن عساكر، مختصر ابن منظور، 121 - 120 / 27 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 365 / 1

فلما كان في بعض الطريق لقيه الفرزدق الشاعر.فقال له الحسين كرم الله وجهه: يا أبافراس! كيف تركت الناس وراك؟ فعلم عن أي شي ء يسأله. فقال له: يا ابن بنت رسول الله! تركت القلوب معكم، و السيوف مع بني أمية. فقال: ها انها لمملوءة كتبا. و أشار الي حقيبة كانت تحته. العمراني، الانباء، / 15 - 14

فلما بلغ ذات عرق، رأي الفرزدق الشاعر، فسأل الخبر، فقال: قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية. قال: صدقت يا أخا تيم، و ان الله يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد.

ابن شهرآشوب، المناقب، 95 / 4

ثم سار، فلما انتهي الي الصفاح، لقيه الفرزدق الشاعر، [67] [68] فقال له: أعطاك الله سؤلك و أملك فيما تحب. [69] فقال له الحسين: بين لي خبر الناس خلفك. فقال: الخبير سألت، قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية، و القضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت، لله الأمر، يفعل ما يشاء، و كل يوم ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب، فنحمد الله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يعتد من كان الحق نيته، و التقوي سريرته. [70] .


ابن الأثير، الكامل، 276 / 3 مساوي مثله النويري، نهاية الارب، 410 / 20

ذكر الطبري و غيره: ان عبيدالله بن سليم و المذري [71] قالا: أقبلنا حتي أتينا الي الصفاح، فلقينا الفرزدق الشاعر بن غالب - وهو حاج في سنة ستين - قال: بينما أنا أسوق العير اذ دخلت الحرم، لقيت الحسين عليه السلام خارجا من الحرم و معه أسيافه و تراسه، فسلمت عليه و قلت: أعطاك الله سؤلك و أملك فيما تحب يا ابن رسول الله! ما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت. ثم قال لي: من أنت؟ فقلت: رجل من العرب. فما فتشني أكثر من ذلك، ثم قال: أخبرني عن الناس خلفك. فقلت: الخبير سألت، قلوب الناس معك، وأسيافهم عليك. ثم حرك راحلته، و مضي. ابن نما، مثير الأحزان، / 20

وخرج الحسين من مكة الي العراق، فلقيه الفرزدق في الطريق، فسأله عن أمر الناس فقال: يا ابن رسول الله! القلوب معك، و السيوف عليك، و النصر من السماء.

البري، الجوهرة، / 42

فلما وصل بستان بني عامر، لقي الفرزدق الشاعر [72] و كان يوم التروية، فقال له: الي أين يا ابن رسول الله؟ ما أعجلك عن الموسم؟ قال: لو لم أعجل لأخذت أخذا، فأخبرني يا فرزدق عما وراءك. فقال: تركت الناس بالعراق، قلوبهم معك، و سيوفهم مع بني أمية، فاتق الله في نفسك، و ارجع. فقال له: يا فرزدق! ان هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، و تركوا طاعة الرحمان، و أظهروا الفساد، في الأرض، و أبطلوا الحدود، و شربوا الخمور، واستأثروا في أموال الفقراء و المساكين، و أنا أولي من قام بنصرة دين الله، و اعزاز شرعه،


و الجهاد في سبيله، لتكون كلمة الله هي العليا. فأعرض عنه الفرزدق، و سار. [73] .

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 138 - 137

أخبرنا أبوالقاسم عبدالله بن الحسين بن رواحة الحموي، اجازة أو سماعا، قال: أخبرنا أبوطاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ، قال:أخبرنا أبوعبدالله الحسين بن علي ابن أحمد بن البسري، قرأت عليه، و قري ء عليه و أنا أسمع، قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله ابن محمد بن عبدالله السكري قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبدالرزاق - يعني ابن همام الصنعاني - قال: أخبرنا ابن عيينة قال: أخبرني لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال: خرجت أريد الحج، فلما أتيت الصفاح [74] ، اذا بقوم عليهم هذه اليلامق [75] ، و عليهم درق، و اذا جماعة، و اذا ركبان


قال: فنزلت عن راحلتي، فقلت لبعضهم، ما هذا؟ قالوا: الحسين بن علي (رضي الله عنهما) يريد العراق. قال: فسيبت راحلتي، ثم مشيت اليه حتي أخذت بالخطام، أو قال بالزمام، فقلت: أبوعبدالله؟ قال: أبوعبدالله: فما وراءك؟ قال:قلت - و صوابه -: أنت أحب الناس الي الناس، و السيوف مع بني أمية، و القضاء من السماء. قال: فوالله لقد امتعض منها، و ما أعجبته، قال: ثم مضي و مضيت.

فلما كان يوم النفر مررت بسرادق (64 - و)، فاذا بفنائه صبيان سود فطس، قال: فأخذت بقفا صبي منهم، فقلت: لمن أنت؟ قال: لعبدالله بن عمرو. قال: فقلت: فأين هو؟ قال: في السرادق. قال: فدخلت، فسلمت، فقلت: ما قولك في الحسين بن علي عليهماالسلام؟ قال: لا يحيك فيه سلاحهم [76] . قال: فخرجت، قال: فبينا أنا علي ماء بين الكوفة و مكة اذا انسان يوضع علي بعيره، قال: فقلت: من أين؟ قال: من الكوفة. قال: قلت: ما فعل الحسين بن علي؟ قال: قتل. قال: فرفعت يدي، فقلت: اللهم افعل بعبدالله بن عمرو ان كان يسخر بي.

قال سفيان بن عيينة في غير هذه الرواية: ذهب الفرزدق الي غير المعني، أو قال: الوجه، انما هو لا يحيك فيه السلاح لا يضره القتل مع ما قد سبق له.

أنبأنا أبوعلي الحسن بن هبة الله بن الحسن بن علي الدوامي قال: أخبرنا القاضي محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قال: أخبرنا الشريف أبوالغنائم عبدالصمد بن علي ابن المأمون، قال: أخبرنا الشريف أبوالفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، قال: حدثنا أبوبكر محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا أبوعبيدة معمر بن المثني التيمي، قال: حدثني لبطة بن الفرزدق، عن أبيه قال: حججت، فلما كنت بذات عرق [77] لقيني الحسين بن علي يريد الكوفة، فقصدته، فسلمت عليه، فقال لي: ما خلفت لنا وراءك بالبصرة؟ فقلت: قلوب القوم معك، و سيوفهم مع


بني أمية. فقال: ما أشك في أنك صادق، الناس عبيد الدنيا، و الدين لغو علي ألسنتهم، يحوطونه ما درت به معائشهم، فاذا استنبطوا قل الديانون.

و قال ابن المأمون: حدثنا أبوبكر محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبوسعيد الغاضري، قال: حدثنا أبوعثمان المازني، قال: حدثنا الأصمعي، عن أعين بن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه (64 - ظ) قال: رأيت أبي في النوم بعد موته، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بقصدي الحسين و سلامي عليه.

ابن العديم، بغية الطلب، 2614 - 2612 / 6، الحسين بن علي، 73 - 71

و قال الفرزدق: لقيني الحسين عليه السلام في منصرفي من الكوفة، فقال: ما وراك يا أبافراس؟ قلت: أصدقك؟ قال عليه السلام: الصدق أريد. قلت: أما القلوب فمعك، و أما السيوف فمع بني أمية، و النصر من عند الله. قال: ما أراك الا صدقت، الناس عبيد المال، و الدين لغو علي ألسنتهم، يحوطونه ما درت به معايشهم، فاذا محصوا بالبلاء [78] قل الديانون.

الاربلي، كشف الغمة، 32 / 2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 195 / 44؛ البحراني، العوالم، 61 / 17

أبوسلمة المنقري: حدثنا معاوية بن عبدالكريم، عن مروان الأصفر، حدثني الفرزدق؛ قال: لما خرج الحسين، لقيت عبدالله بن عمرو؛ فقلت: ان هذا قد خرج، فما تري؟ فقال: أري أن تخرج معه، فانك ان أردت دنيا أصبتها، و ان أردت آخرة أصبتها. فرحلت نحوه، فلما كنت في بعض الطريق بلغني قتله، فرجعت الي عبدالله و قلت: أين ما ذكرت؟ قال: كان رأيا رأيته.

قلت: هذا يدل علي تصويب عبدالله بن عمرو للحسين في مسيره، وهو رأي ابن الزبير و جماعة من الصحابة شهدوا الحرة.

عوانة بن الحكم: عن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه قال: لقيت الحسين، فقلت: القلوب


معك، و السيوف مع بني أمية.

ابن عيينة: عن لبطة، عن أبيه قال: لقيني الحسين و هو خارج من مكة في جماعة عليهم يلامق الديباج؛ فقال: ما وراءك؟ قال: و كان في لسانه ثقل من برسام عرض له. و قيل: كان مع الحسين و جماعته اثنان و ثلاثون فرسا.

جرير بن حازم، عن الزبير بن الخريت، سمع الفرزدق يقول: لقيت الحسين بذات عرق، فقال: ما تري أهل الكوفة صانعين معي؟ فان معي حملا من كتبهم. قلت: يخذلونك، فلا تذهب. الذهبي، سير أعلام النبلاء، 204، 200، 197 / 3

ثم ساق أبومخنف باسناده الأول: أن الفرزدق لقي الحسين في الطريق، فسلم عليه، و قال له: أعطاك الله سؤلك و أملك فيما تحب. فسأله الحسين عن أمر الناس و ما وراءه، فقال له: قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية، و القضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء. فقال: صدقت، لله الأمر من قبل و من بعد، يفعل ما يشاء و كل يوم ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب، فنحمد الله علي نعمائه. و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يتعد من كان الحق نيته، و التقوي سريرته، ثم حرك الحسين راحلته و قال: السلام عليكم. ثم افترقا.

و قال هشام بن الكلبي، عن عوانة بن الحكم، عن لبطة بن غالب الفرزدق، عن أبيه. قال: حججت بأمي، فبينما أنا أسوق بها بعيرها حين دخلت الحرم في أيام الحج، و ذلك في سنة ستين، اذ لقيت الحسين خارجا من مكة معه أسيافه و أتراسه، فقلت له: بأبي و أمي يا ابن رسول الله! ما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت. ثم سألني: ممن أنت؟ فقلت: امرؤ من العراق. فسألني عن الناس، فقلت له: القلوب معك، و السيوف مع بني أمية. و ذكر نحو ما تقدم.

[قال الفرزدق: و سألت الحسين عن أشياءه و عن المناسك، فأخبرني بها قال: و اذا هو


ثقيل اللسان من برسام كن أصابه بمن بالعراق] [79] قال: ثم مضيت، فاذا فسطاط مضروب في الحرم، و هيئة حسنة، فاذا هو عبدالله بن عمرو بن العاص، فسألني، فأخبرته أني لقيت الحسين، قال: فهلا اتبعته؟ فان الحسين لا يحيك فيه السلاح، و لا يجوز فيه، و في أصحابه. فندم الفرزدق، و هم أن يلحق به، و وقع في قلبه مقالة ابن عمرو، ثم ذكر الأنبياء و قتلهم، فصده [80] ذلك عن اللحاق به، فلما بلغه أنه قتل، لعن ابن عمرو، و كان ابن عمرو يقول: والله لا تبلغ الشجرة، و لا النخلة، و لا الصغير، حتي يبلغ هذا الأمر و يظهر، و انما أراد ابن عمرو بقوله: لا يحيك فيه السلاح، أي السلاح الذي لم يقدر أن يقتل به، و قيل غير ذلك، و قيل: أراد الهزل بالفرزدق.

ابن كثير، البداية و النهاية، 167 - 166 / 8

و لم يزل سايرا حتي كان بالصفاح [81] ، فلقيه الفرزدق الشاعر رحمه الله، فنزل، فسلم علي الحسين عليه السلام و قال له: أعطاك الله سؤلك، و بلغك مأمولك في جميع ما تحب. فقال له الحسين عليه السلام: من أين أقبلت يا أبافراس؟ فقال: من الكوفة. فقال له: بين خبر الناس. قال: أجل، علي الخبير سقطت يا ابن رسول الله! قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية، و القضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء، و ربنا كل يوم هو في شأن. فقال: صدقت، الأمر لله، يفعل ما يشاء، و هو [82] سبحانه كل يوم في شأن [83] ان ينزل القضاء بما نحب، فنحمد الله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من كان الحق نيته، و التقوي سريرته. [84] ثم فارقه الحسين عليه السلام. [85] .


ابن الصباغ، الفصول المهمة، / 188 مساوي عنه: الشبلنجي، نور الأبصار، / 259

و لقي الحسين في مسيره الفرزدق، فقال له: بين لي خبر الناس. فقال: أجل، علي الخبير سقطت يا ابن رسول الله صلي الله عليه و سلم، قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية، و القضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء. [86] ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقه، / 117

في التبر المذاب: خرج من مكة سنة ستين، فلما وصل بستان بني عامر، لقي الفرزدق الشاعر، و كان يوم التروية، فقال: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله ما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل أخذت، أخبرني عما ورائك؟ فقال: تركت الناس قلوبهم معك، و سيوفهم عليك مع بني أمية، فارجع يا ابن رسول الله. فقال: يا فرزدق، ان هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، و تركوا طاعة الرحمان، و أظهروا الفساد في الأرض، و أبطلوا الحدود، و شربوا الخمر، و استأثروا بأموال الفقراء و المساكين، و أنا أولي من قام بنصرة دين الله، واعزاز شرعه، و اظهار دينه، و الجهاد في سبيله، لتكون كلمة الله هي العليا. فقال له الفرزدق: خار الله لك، و بلغك أملك. ثم فارقه. [87] الدربندي، أسرار الشهادة، / 245 - 244


وفي الصفاح لقي الحسين عليه السلام الفرزدق بن غالب الشاعر، فسأله عن خبر الناس خلفه، فقال الفرزدق: قلوبهم معك، و السيوف مع بني أمية، و القضاء ينزل من السماء. فقال أبوعبدالله عليه السلام: صدقت، لله الأمر، والله يفعل ما يشاء، و كل يوم ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب، فنحمد الله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من كان الحق نيته، و التقوي سريرته. ثم سأله الفرزدق عن نذور و مناسك، وافترقا. المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 203


المنزل الثالث: الصفاح

و هو بكسر الصاد المهملة و الفاء، و آخره حاء مهملة: نزل به يوم الجمعة لأحد عشر خلت من ذي الحجة.

قال في معجم البلدان: انه موضع بين حنين و أنصاب الحرم علي يسرة الداخل الي مكة من مشاش. قال: و هناك لقي الفرزدق الحسين بن علي عليه السلام.

أقول: اختلفت كلماتهم في موضع ملاقاة الفرزدق بعد اتفاقهم علي الملاقاة.

قال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: انه لقيه ببستان بني عامر، و قال محمد بن طلحة الشافعي و أعثم الكوفي: انه لقيه في منزل شقوق، و هو علي ما صرح به في المراصد منزل بطريق مكة بعد واقصة من الكوفة، و قال في اللهوف و البحار: انه لقيه في منزل زبالة بعد بلوغ خبر مقتل مسلم اليه، و قال الشيخ و جماعة: لقيه في الحرم، و قال بعض: انه لقيه قبل خروجه من مكة، و قال بعض المحدثين و المؤرخين: انه لقيه في ذات عرق، و قال الطبري و جمع كثير: انه لقيه في الصفاح، و قال السيد المعاصر في لواعج الأشجان و سبقه في ذلك بعض آخر: انه لقيه مرتين: مرة في الصفاح، و مرة أخري في زبالة بعد رجوعه عن الحج. و هذا ينافي ما سيأتي من رواية هشام، و المختار ما حدثه أبومخنف، لأنه أقدم و أضبط. القزويني، الامام الحسين و أصحابه، 155 - 154 / 1

الصفاح - بالكسر و آخره حاء مهملة -: موضع بين حنين و انصاب الحرم علي يسرة الداخل الي مكة من مشاش. قال الأزرقي: القطع أو الصفاح في طريق نجد و العراق و الأنصاب علي رأس ثنية الحل منتهي الحرم، و قال ابن بليهد: الصفاح في اللغة يطلق علي سفح كل جبل أو كثيب صفحته. فصفحة جانبه، و يطلق لفظ الصفحة علي جانب السيف. و الموضع الذي يقال له الصفاح معروف في حدود الجبال المشرعة علي واد المغمس و هي آخرها و يتركها قاصد مكة علي شماله.

الهاشمي، الحسين عليه السلام في طريقه الي الشهادة، / 27 - 26


و أيضا روي الوزير منصور بن الحسين الآبي فيما اختاره من كلم الامام الحسين عليه السلام؛ من كتاب نثر الدرر: ج 1؛ ص 336 ط 1؛ قال:

قال الفرزدق: لقيني الحسين بن علي في منصرفي من الكوفة، فقال: ما وراءك يا أبافراس؟ قلت: أما القلوب، فمعك؛ و أما السيوف، فمع بني أمية عليك؛ و النصر من عند الله.

قال: ما أراك الا صدقت؛ ان الناس عبيد المال، و الدين لغو علي ألسنتهم، يحوطونه ما درت به معايشهم، فاذا محصوا للابتلاء، قل الديانون. المحمودي، العبرات، 367 / 1



پاورقي

[1] [لم يرد في المختصر].

[2] [التهذيب: «بها»].

[3] [لم يرد في المختصر].

[4] [التهذيب: «مولودون»].

[5] [التهذيب و المختصر: «فلم نلبث»].

[6] [ابن‏عساکر ط المحمودي، و المختصر: «فسببته»].

[7] [التهذيب: «بعبدالله بن عمرو بن العاص»].

[8] [في ابن‏عساکر ط المحمودي: «أو قال: الوجه - انما هو»، و في التهذيب و المختصر: «انما هو»].

[9] [في ابن‏عساکر ط المحمودي: «أو قال: الوجه - انما هو»، و في التهذيب و المختصر: «انما هو»].

[10] [لم يرد في التهذيب].

[11] [ابن‏عساکر ط المحمودي: «حين خرج:»].

[12] [المختصر: «لما خرج الحسين»].

[13] [الي هنا حکاه عنه في العبرات: 365 / 1].

[14] [المختصر: «حضره»].

[15] [المختصر: «ألا بايعا الحسين. فردوا علي الأفناء»].

[16] [المختصر: «ألا بايعا الحسين. فردوا علي الأفناء»].

[17] [المختصر: «متهترا»].

[18] [المختصر: «ما أمضيت من مالک»].

[19] امام عليه‏السلام حرکت فرمود و چون به منطقه‏ي صفاح (صفاح: نام جايي ميان حنين و منطقه‏ي حرم است و نام کوههايي ميان مکه و طائف) رسيد، فرزدق شاعر (همام بن غالب معروف به فرزدق از شاعران بزرگ قرن اول هجرت، ديوان او مکرر چاپ شده است، ر ک، ابن‏قتيبه، الشعر و الشعراء ص 381 چاپ بيروت 1969 ميلادي. (م) دامغاني، ترجمه‏ي اخبار الطوال، / 293) که از عراق به کوفه مي‏آمد، با ايشان برخورد [کرد] و سلام داد. امام حسين فرمود: «مردم عراق را چگونه ديدي؟»

گفت «آنان را پشت سر گذاشتم؛ در حالي که دلهايشان با تو و شمشيرهايشان بر ضد تو بود.»

و سپس توديع کرد؛ امام حسين عليه‏السلام به راه خود ادامه داد.

[20] [لم يرد في العبرات].

[21] [لم يرد في العبرات].

[22] [من هنا حکاه عنه في الحسين عليه‏السلام في طريقه].

[23] [لم يرد في الحسين عليه‏السلام في طريقه].

[24] [لم يرد في الحسين عليه‏السلام في طريقه].

[25] [الحسين عليه‏السلام في طريقه: «و سلمت عليه و قلت له: أعطاک سؤلک و أملک فيما تحب»].

[26] [لم يرد في الحسين عليه‏السلام في طريقه].

[27] [لم يرد في الحسين عليه‏السلام في طريقه].

[28] [الحسين عليه‏السلام في طريقه: «فقلت: الخبير سألت، قلوب الناس معک و سيوفهم عليک والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء»].

[29] [الحسين عليه‏السلام في طريقه: «فقلت: الخبير سألت، قلوب الناس معک و سيوفهم عليک والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء»].

[30] [أضاف في الحسين عليه‏السلام في طريقه: «لله الأمر من قبل و من بعد، و کل يوم هو في شأن، ان نزل القضاء بما نحب و نرضي، فنحمد الله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشکر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من کان الحق بنيته و التقوي سريرته. فقلت: أحل بلغک الله ما تحب و کفاک تحذر»].

[31] [الي هنا حکاه عنه في الحسين عليه‏السلام في طريقه و أضاف: «و حرک راحلته. و قال: السلام عليک، ثم افترقنا». و في ذلک يقول:



لقيت الحسين بأرض الصفاح

عليه اليلامق و الدرق].

[32] [البرسام: علة يهذي فيه].

[33] [الي هنا حکاه عنه في العبرات].

[34] عبدالله بن سليم و مذري گويند:

بيامديم تا به صفاح رسيديم. فرزدق بن غالب شاعر را بديديم که پيش حسين ايستاد و گفت: «خدا حاجت تو را بدهد و آرزويت را برآرد.»

حسين گفت: «خبر مردمي را که پشت سر نهادي با ما بگوي.»

فرزدق گفت: «از مطلع پرسيدي؛ دلهاي کسان با تو است و شمشيرهايشان با بني‏اميه. تقدير از آسمان مي‏رسد و خدا هر چه بخواهد مي‏کند.»

حسين گفت: «راست گفتي! کار به دست خداست و خدا هر چه بخواهد مي‏کند و هر روزي پروردگار ما به کاري ديگر است. اگر تقدير به دلخواه ما نازل شود، نعمتهاي خدا را سپاس مي‏داريم و براي شکرگزاري کمک از او بايد جست. اگر قضا ميان ما و مقصود حايل شود، کسي که نيت پاک و انديشه‏ي پرهيزکاري دارد، اهميت ندهد.»

آن گاه حسين مرکب خويش را حرکت داد و گفت: «سلام بر تو!»

و از هم جدا شدند.

فرزدق گويد:

مادرم را به حج بردم. در ايام حج که شتر او را مي‏راندم، وقتي وارد حرم شدم - و اين به سال شصتم بود - حسين بن علي را ديدم که از مکه بيرون مي‏شد و شمشيرها و نيزه‏هاي خويش را همراه داشت. گفتم: «اين قطار از کيست؟»

گفتند: «از حسين بن علي.»

گويد: پيش او رفتم و گفتم: «اي پسر پيغمبر خدا! پدر و مادرم به فدايت، چرا حج نکرده با شتاب مي‏روي؟»

گفت: «اگر شتاب نکنم، مي‏گيرندم.»

گويد:

آن گاه از من پرسيد: «از کجايي؟»

گفتم: «مردي از عراقم.»

گويد: به خدا بيشتر از اين کنجکاوي نکرد و به همين بس کرد و گفت: «از اخبار مردم پشت سر خود، با من بگوي.»

گفتم: «دلها با تو است و شمشيرها با بني‏اميه و تقدير به دست خدا.»

گفت: «راست گفتي.»

گويد: چيزهايي درباره‏ي نذور و مناسک از او پرسيدم که به من پاسخ داد. اما از بيماري برسام که در عراق گرفته بود، زبانش سنگين بود.

گويد: آن گاه برفتم و داخل حرمسرا پرده‏اي ديدم که وضعي نکو داشت. سوي آن رفتم؛ معلوم شد از عبدالله بن عمرو بن عاص است. از من خبر پرسيد. به او گفتم که: «حسين بن علي را ديده‏ام.»

گفت: «واي بر تو! چرا با وي نرفتي، به خدا به قدرت مي‏رسد و سلاح در وي و يارانش به کار نمي‏افتد.»

گويد: به خدا آهنگ آن کردم که خود را به او برسانم که گفته‏ي عبدالله در دلم اثر کرده بود. آن گاه پيمبران و کشته شدنشان را به ياد آوردم و اين انديشه مرا از پيوستن به آنها نگهداشت و از عسفان پيش کسان خويش رفتم.

گويد: به خدا پيش آنها بودم که کارواني بيامد که از کوفه آذوقه گرفته بود و چون از آمدن کاروان خبر يافتم، به دنبال آن روان شدم و چون به صدارس کاروان رسيدم، صبر نداشتم تا به آنها برسم و بانگ زدم: «حسين بن علي چه کرد؟»

گويد: جواب دادند: «کشته شد.»

گويد: پس برفتم و عبدالله بن عمرو بن عاص را لعنت مي‏کردم.

گويد: مردم آن زمان از اين قضيه سخن داشتند و هر روز و شب انتظار آن را داشتند. عبدالله بن عمرو مي‏گفت: «پيش از آن که اين درخت و اين نخل و اين صغير به کمال برسد، اين قضيه ظاهر مي‏شود.»

گويد: يک روز به او گفتم: «پس چرا رهط را نمي‏فروشي؟»

گفت: «لعنت خدا به فلاني - مقصود معاويه بود - و به تو.»

گفتم: «نه، بلکه لعنت خدا بر تو.»

گويد: باز مرا لعن کرد. از اطرافيان وي کسي آن‏جا نبود که زحمتي از آنها ببينم.»

گويد: از پيش وي آمدم و مرا نشناخت. رهط باغي بود که عبدالله بن عمرو به طايف داشت و معاويه با عبدالله از معامله‏ي آن گفتگو کرده بود که مالي بسيار بدهد؛ اما وي نخواسته بود به هيچ بها بفروشد.

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 2971 - 2969 / 7.

[35] [زاد في جواهر المطالب: «والله أعلم»].

[36] [و في أعيان الشيعة و اللواعج مکانه: «ثم سار عليه‏السلام حتي أتي الصفاح،فلقيه الفرزدق الشاعر...»، و في وسيلة الدارين: «و سار الحسين عليه‏السلام حتي انتهي الي الصفاح و لقيه الفرزدق الشاعر...»].

[37] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و وسائل المظفري و أعيان الشيعة و اللواعج و مثيرالأحزان و وسيلة الدارين: «فبينما»].

[38] [مثير الأحزان: «في»].

[39] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و وسائل المظفري و أعيان الشيعة و اللواعج: «حتي»].

[40] [مثير الأحزان: «في»].

[41] [في اعلام الوري و البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و نفس المهموم و أعيان الشيعة و اللواعج و المعالي و وسائل المظفري و مثير الأحزان: «معه»، و في بحر العلوم مکانه: «حتي اذا وصل الصفاح،لقيه الفرزدق الشاعر و هو وارد الي مکة بقصد الحج و مع الحسين...»].

[42] [في الارشاد ط مؤسسة آل البيت عليهم‏السلام و البحار و الدمعة الساکبة و الأسرار و نفس المهموم و المعالي: «تراسه»].

[43] [أضاف في المعالي و وسيلة الدارين: «في الناسخ: لما ورد علي الامام کان الامام عليه‏السلام يتلو القرآن»].

[44] [بحر العلوم: «و من أين أقبلت؟ قلت: امرؤ من العرب، أقبلت من الکوفة»].

[45] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و المعالي و وسائل المظفري و أعيان الشيعة و اللواعج و مثير الأحزان و وسيلة الدارين: «رجل»].

[46] [بحر العلوم: «و من أين أقبلت؟ قلت: امرؤ من العرب، أقبلت من الکوفة»].

[47] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[48] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[49] [لم يرد في اعلام الوري].

[50] [زاد في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و المعالي و أعيان الشيعة و اللواعج و وسائل المظفري و مثير الأحزان: «من قبل و من بعد»، و زاد في بحر العلوم: «والله يفعل مايشاء»].

[51] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[52] [في الارشاد ط مؤسسة آل البيت عليهم‏السلام و الدمعة الساکبة، «ربنا هو» و في بحر العلوم: «ربنا»].

[53] [بحر العلوم: «فلم يتعد»].

[54] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسائل المظفري و مثير الأحزان: «سيرته»].

[55] [لم يرد في اعلام الوري].

[56] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[57] از فرزدق شاعر روايت شده [است] که گفت: در سال شصت هجري به همراه مادرم براي بجا آوردن حج به مکه مي‏رفتم. پس، همچنان که مهار شتر او را به دست داشتم و در حرم (حدود مکه که جزء حرم است) وارد شدم، ناگاه حسين بن علي عليه‏السلام را ديدار کردم که با شمشير و اسلحه از مکه بيرون مي‏رود. پرسيدم: «اين قطار شتر از کيست؟»

گفتند: «از حسين بن علي عليهماالسلام است.»

پس، به نزد آن حضرت آمده، سلام کرده و عرض کردم: «خداوند، خواسته و آرزويت را در آنچه مي‏خواهي، روا سازد. پدر و مادرم به فدايت اي فرزند رسول خدا. چه چيز تو را به شتاب واداشت که از انجام حج دست بازداري؟»

فرمود: «اگر شتاب نمي‏کردم، گرفتار مي‏شدم.»

سپس به من فرمود: «تو کيستي؟»

عرض کردم: «مردي از عرب مي‏باشم و به خدا سوگند بيش از اين از من نپرسيد. (و تفتيش شناسايي مرا ننمود).»

سپس فرمود: «مرا از مردمي که در پشت سر داري (مردم عراق)، آگاه کن (که درباره‏ي ياري ما چگونه هستند)؟

من عرض کردم: «از مرد آگاهي پرسيدي (و من خوب آنان را مي‏شناسم).دلهاي مردم با شما است؛ ولي شمشيرهايشان با دشمنانتان مي‏باشد و قضا (و قدر الهي) از آسمان فرود آيد و خدا آنچه خواهد بجا آورد.»

فرمود: «راست گفتي! کار به دست خدا است، و هر روزي در کاري است. پس اگر قضا (و خواست خدا) فرود آمد، بدانچه ما مي‏خواهيم و بدان خوشنوديم (و بر طبق دلخواه ما بود). پس خداي را بر نعمتهايش سپاس گوييم و او خود نيروي شکرگذاريش را عنايت کند، و اگر بر دلخواه ما نشد، پس دور نشود از خواسته‏ي خود آن کس که نيتش حق باشد و پرهيزکاري پيشه کند.»

من گفتم: «آري (چنين است) خداوند تو را به آنچه دوست داري، برساند و از آنچه بيم آن داري، برحذر دارد.»

و من پرسشهايي (ديني) از نذر و مناسک (حج) از آن حضرت کردم و پاسخ مرا داد و آگاهم کرد. آن گاه اسب خود را به راه انداخت و فرمود: «درود بر تو.» و از همديگر جدا شديم.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 69 - 68 / 2.

[58] [من هنا حکاه في المختصر، 230 - 229 / 21].

[59] اليلامق: جمع يلمق و هو القباء.

[60] يحيک، أي: يؤثر.

[61] [و في تاريخ الاسلام مکانه: «و قال الزبير بن الخريت: سمعت الفرزدق: يقول:...»].

[62] [لم يرد في تاريخ الاسلام].

[63] [لم يرد في تاريخ الاسلام].

[64] ما بين المعقوفين مأخوذ من نسخة ترکيا، و قد سقط من نسخة العلامة الأميني.

[65] [لم يرد في العبرات].

[66] [العبرات: «محصوا»].

[67] [الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم، / 172 و زاد: «ثم ذکر قريبا مما ذکرناه» عن الارشاد].

[68] [لم يرد في نهاية الارب].

[69] [لم يرد في نهاية الارب].

[70] و باز به سير و سفر خود ادامه داد. چون به محل صفاح رسيد، فرزدق، شاعر مشهور، او را در آن محل ملاقات کرد و گفت: «خداوند تو را به مرام خود برساند و هر آرزويي که داري، برآورد، و هر چه دوست داري، فراهم کند.»

حسين از او پرسيد: «از پشت سر خود چه خبر داري؟»

گفت: «از مرد دانا و بااطلاع پرسيدي، قلب مردم با تو، ولي شمشيرهاي آنها با بني‏اميه است. قضا هم از آسمان نازل مي‏شود و هر چه خدا مي‏خواهد، انجام مي‏دهد.»

حسين گفت: «راست مي‏گويي؛ کار در دست خداست. هر چه خدا مي‏خواهد، خواهد شد و پروردگار ما هر روز يک شأن دارد. اگر قضا و قدر موافق آرزوي ما باشد، ما خداوند را بر نعمت خود شکر خواهيم کرد و از او مدد و ياري مي‏خواهيم که به ما قدرت اداي شکر را بدهد و اگر قضا و قدر مانع انجام آرزوي ما بشود و آنچه ما دوست داريم انجام نگيرد، هر که نيت حق پرستي داشته و باطنا پرهيزکار بود، هرگز تعدي و تجاوز نخواهد کرد. (در اقدام خود).» خليلي، ترجمه‏ي کامل، 140 / 5.

[71] [في المطبوع: «المدرا»].

[72] [الي هنا حکاه عنه في أعيان الشيعة، 594 / 1].

[73] و فرزدق شاعر از جمله موالي علي بود و در آن سال مادر را به حج برده بود. چون نزديک مکه رسيد، به خدمت حسين رفت و از او مناسک حج و مسائلي که مشکل بود، پرسيد و گفت: «يا ابن رسول الله! ما أعجلک من الحج. چه تعجيل داشتي که حج نگذاشتي؟»

گفت: «لو لم أعجل لأخذت. اگر تعجيل نمي‏کردم، گرفته مي‏شدم.»

فرزدق گويد:

مرا گفت: «تو از کجايي؟»

من گفتم: رجل من العرب. قال: أخبرني عن الناس خلفک. «مردي از عرب.» گفت: «خبر ده مرا از مردمي که در پس توأند؛ يعني اهل عراق.»

فرزدق گفت: «عن الخير سألت أصدقک.»

گفت: «الصدق أريد.»

فرزدق گفت: «أما القلوب فمعک، و أما السيوف فمع بني‏أمية عليک. اما دلهاي ايشان با تو است، و اما شمشيرهاي ايشان با بني‏اميه است بر تو.»

حسين عليه‏السلام گفت: «ما أراک الا صادقا، ان الناس عبيد المال، و ان الدين لعق علي ألسنتهم، يحوطونه ما درت لهم معاشهم، فاذا محضوا للابتلاء قل الديانون. يعني: نمي‏بينم تو را مگر صادق؛ بدرستي که مردم، بندگان مالند و بدرستي که دين ليسيده شده است بر زبانهاي ايشان؛ مي‏مکند و فرامي‏گيرند آنچه فرو دهد از شير براي زندگاني خود. پس هر گاه خالص شود از مالش، کم شوند دينداران.»

بعد از آن، فرزدق وداع کرد و برفت. حسين عليه‏السلام نيز از آن منزل رحلت فرمود.

عمادالدين طبري، کامل بهائي، 276 / 2.

[74] الصفاح: موضع بين حنين و أنصاب الحرم علي يسرة الداخل الي مکة من مشاش. معجم البلدان.

[75] الاردية.

[76] في مصادرنا ما يشير اليه أن عبدالله بن عمرو بن العاص کان عنده علم بما سيکون من ملاحم و فتن.

[77] مهل أهل العراق و هو الحد بين نجد و تهامة - معجم البلدان.

[78] [في البحار و العوالم: «للابتلاء»].

[79] سقط من المصرية.

[80] [في المطبوع: «فصدني»].

[81] [في المطبوع: «بالسفاح»، و التصحيح عن نور الأبصار].

[82] [نور الأبصار: «والله»].

[83] [لم يرد في نور الأبصار].

[84] [لم يرد في نور الأبصار].

[85] و چون قرين فوز و نجاح به منزل صفاح ([در متن «سفاح» مي‏باشد.]) رسيد، فرزدق شاعر که از طرف عراق مي‏آمد بتقبيل رکاب همايونش مشرف گرديد و امام حسين از فرزدق پرسيد که: «اهل عراق را چگونه گذاشتي؟» جواب داد که: «کوفيان را بدان‏سان گذاشتم که دلهاي ايشان با تو بود و شمشيرهاي ايشان بر تو.» و فرزدق آن حضرت را وداع کرده، به مکه شتافت.

خواند امير، حبيب السير، 46 / 2.

[86] و چون حسين عليه‏السلام از مکه به داعيه کوفه بيرون آمد، در اثناء راه ملاقي فرزدق شده که از جانب کوفه مي‏آمد. با وي گفت: «خبر مردم چيست؟»

فرزدق گفت: «بلي، علي الخبير سقطت يا ابن رسول الله، دلهاي مردم با شماست و شمشيرهاي ايشان با بني‏اميه است و قضا نازل مي‏شود از آسمانها والله يفعل ما يشاء.» جهرمي، ترجمه‏ي صواعق المحرقه، / 342 - 341.

[87] بالجمله، حسين عليه‏السلام راه کوفه پيش داشت و طي طريق فرموده به منزل ذات عرق رسيد. از قضا چنان افتاد که همام بن غالب که معروف به فرزدق شاعر است، مادر خويش را برداشته، به آهنگ زيارت مکه مي‏شتافت. در ذات عرق خيمه‏هاي افراشته ديد. گفت: «از کيست؟»

گفتند: «از حسين بن علي عليهماالسلام».

پس بر در خيمه‏ي حسين آمد و آن حضرت بر در خيمه به تلاوت کتاب خداي متعال اشتغال داشت. فرزدق سلام داد و جواب بستد.

فقال له: أعطاک الله سؤلک و أملک فيما تحب، بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله! ما أعجلک من الحج؟

عرض کرد: «اي پسر رسول خدا! پدر و مادر فداي تو باد. خداوند مسألت تو را قرين اجابت دارد و آرزو و آمال تو را مقرون اسعاف و انجاح فرمايد. (تو را به مرادت رساند.) اين عجلت چه بود که حج ناکرده از مکه بيرون شدي؟»

قال: لو لم أعجل لأخذت.

فرمود: اگر تعجيل نمي‏کردم، مأخوذ مي‏گشتم. چه يزيد، عمرو بن سعيد را با جماعتي از لشگريان گماشته بود که اگر توانند آن حضرت را غيلة به شهادت رسانند.

ثم قال له: أخبرني عن الناس خلفک؟ قال: [...].

حسين عليه‏السلام فرمود: «اکنون خبر ده مرا از مردم کوفه.»

فرزدق عرض کردکه: «از مرد خبيري (خبير: دانا و آگاه). پرسش فرمودي. همانا مردم کوفه از دل تو را دوستدارند و آرزوي ديدار تو دارند؛ لکن روز گير و دار شمشير در روي تو بکشند و تو را بکشند و قضا از آسمان فرود آيد و خداي بدانچه خواهد، حکم فرمايد.»

حسين عليه‏السلام فرمود: «سخن از در صدق کردي و حکم گذشته و آينده با آفريننده است و هر روز او را شأني است. اگر بدانچه ما خواهيم فرمان رود، خداي را سپاسگزاريم و هم او است که نيروي سپاسگزاري عطا فرمايد و اگر برخلاف آرزوي ما قضا کند، هم دور نيفکند. آن را که راه حق جويد و طريق تقوي پويد.»

فرزدق گفت:

بلغک الله ما تحب و کفاک ما تحذر.

يعني: «برساند خداوند تو را بدانچه دوست مي‏داري و کفايت کند از آنچه ناپسند مي‏شماري.»

آن‏گاه فرزدق مسائل خويش را در مناسک حج پرسش نمود و جواب بشنود. پس امام را وداع گفت و به راه خويش برفت.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهداء عليه‏السلام، 132 - 130 / 2.