بازگشت

أبوبكر بن عبدالرحمان المخزومي و رأيه


و أتاه أبوبكر بن [1] عبدالرحمان بن حارث بن هشام [2] ، [3] فقال: يا ابن عم! ان [4] الرحم تضارني [5] عليك، و ما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال: يا أبابكر! ما أنت ممن يستغش، و لا يتهم، فقل.

فقال [6] : [7] قد [8] رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك و أخيك، و أنت تريد أن تسير اليهم؟ و هم عبيد الدنيا، فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، و يخذلك من أنت أحب اليه ممن ينصره، فأذكرك الله في نفسك.

فقال: جزاك الله يا ابن عم خيرا، [9] فلقد [10] اجتهدت [11] رأيك، [12] و مهما [13] يقضي [14] الله [15] من أمر يكن. [16] .

فقال أبوبكر: [17] انا لله، [18] عندالله نحتسب أباعبدالله.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 59 - 58 مساوي عنه: ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 202، تهذيب ابن بدران، 330 / 4، مختصر ابن منظور، 140 / 7؛ ابن العديم، بغيةالطلب، 2610 - 2609 / 6، الحسين بن علي، / 69 - 68؛ المزي، تهذيب الكمال، 418 / 6؛ ابن كثير، البداية و النهاية، 163 / 8


و دخل أبوبكر بن الحارث بن هشام علي الحسين، فقال: يا ابن عم! ان الرحم يظائرني [19] عليك، و لا أدري كيف أنا في النصيحة لك؟ فقال: يا أبابكر! ما أنت ممن يستغش [و لا يتهم، فقل]. فقال أبوبكر: كان أبوك [أقدم سابقة، و أحسن في الاسلام أثرا، و] أشد بأسا، والناس له أرجي، و منه أسمع و عليه أجمع، فسار الي معاوية والناس مجتمعون عليه الا اهل الشام، و هو أعز منه، فخذلوه، و تثاقلوا عنه حرصا علي الدنيا، و ضنا بها، فجرعوه الغيظ، و خالفوه حتي صار الي ما صار اليه من كرامة الله و رضوانه، ثم صنعوا بأخيك بعد أبيك ما صنعوا، و قد شهدت ذلك كله و رأيته، ثم أنت تريد أن تسير الي الذين عدوا علي أبيك و أخيك، تقاتل بهم أهل الشام و أهل العراق، و من هو أعد منك و أقوي، و الناس منه أخوف، و له أرجي، فلو بلغهم مسيرك اليهم لا ستطغوا الناس [20] بالأموال، و هم عبيد الدنيا، فيقاتلك من [21] وعدك أن ينصرك، و يخذلك من أنت أحب اليه ممن ينصره، فاذكر الله في نفسك. فقال الحسين: جزاك الله خيرا يا ابن عم! فقد أجهدك [22] رأيك، و مهما يقض الله يكن. فقال: [انا لله] و عند الله نحتسب [23] أباعبدالله.

المسعودي، مروج الذهب، 66 / 3 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 168؛ مثله المازندراني، معالي السبطين [24] ، 249 - 248 / 1

ثم دخل [أبوبكر بن الحارث] علي الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي والي مكة و هو يقول:



كم نري ناصحا يقول فيعصي

و ظنين المغيب يلفي نصيحا




فقال: و ما ذاك؟ فأخبره بما قال للحسين. فقال: نصحت له و رب الكعبة.

المسعودي، مروج الذهب، 66 / 3

وجاء اليه عليه السلام أبوبكر بن عبدالرحمان بن الحارث بن هشام، فأشار اليه بترك ما عزم عليه و بالغ في نصحه، وذكره بما فعل بأبيه و أخيه، فشكر له، و قال: قد اجتهدت رأيك، و مهما يقض الله يكن. فقال: انا عند الله نحتسبك.

ثم دخل أبوبكر علي الحارث بن خالد بن العاصي بن هشام المخزومي، وهو يقول:



كم تري ناصحا يقول فيعصي

و ظنين المغيب يلفي نصيحا



قال: فما ذاك؟ فأخبره بما قال للحسين عليه السلام، قال: نصحت له و رب الكعبة.

ابن نما، مثيرالأحزان، / 19

قال: ثم جاء اليه عبدالرحمان بن الحارث [25] ، و أشار عليه بترك ما يجزم عليه من المسير الي الكوفة، و بالغ معه، و ذكره ما فعله أهل الكوفة بأبيه و أخيه من قبله، و حذره منهم غاية الحذر، فشكر له الحسين عليه السلام، و قال: لقد اجتهدت برأيك هذا، و لكن مهما يقض الله يكن، و ايم الله لتقضي الفئة الباغية، و ليسلبنهم الله بعد قتلي ذلا شاملا، و سيفا قاطعا في رقابهم، ثم يسلط الله عليهم من يذلهم حتي يكونوا أذل من قوم سبأ اذ ملكتهم امرأة، فحكمت في أموالهم، و أولادهم، و دمائهم، و كذلك أمية. الطريحي، المنتخب، 390 / 2

و (جاءه) أبوبكر بن عبدالرحمان بن الحارث بن هشام المخزومي، فنهاه عن الخروج الي العراق، فقال له الحسين عليه السلام: جزاك الله خيرا يا ابن عم! قد اجتهدت رأيك، و مهما يقض الله يكن. الأمين، أعيان الشيعة، 593 / 1، لواعج الأشجان، / 70



پاورقي

[1] [لم يرد في التهذيب].

[2] [التهذيب: «فنصحه و حذره الخروج، و ذکره بغدر أهل العراق، فشکره الحسين و قال له: مهما»].

[3] [البداية: «فقال له: يا ابن عم»].

[4] [في ابن‏عساکر ط المحمودي: «الترحم نظارتي»، و في المختصر و ابن‏العديم و تهذيب الکمال: «الرحم تظأرني»].

[5] [في ابن‏عساکر ط المحمودي: «الترحم نظارتي»، و في المختصر و ابن‏العديم و تهذيب الکمال: «الرحم تظأرني»].

[6] [في ابن‏عساکر ط المحمودي و المختصر و ابن‏العديم: «قال».].

[7] [البداية: «فقال له: يا ابن عم»].

[8] [لم يرد في تهذيب الکمال].

[9] [لم يرد في البداية].

[10] [في ابن‏عساکر ط المحمودي و المختصر و ابن‏العديم و تهذيب الکمال: «فقد»].

[11] [في المختصر و ابن‏العديم: «و مهما يقض الله»].

[12] [لم يرد في البداية].

[13] [التهذيب: «فنصحه و حذره الخروج، و ذکره بغدر أهل العراق، فشکره الحسين و قال له: مهما»].

[14] [في التهذيب و تهذيب الکمال: «يقض»].

[15] [في المختصر و ابن‏العديم: «و مهما يقض الله»].

[16] [الي هنا حکاه عنه في التهذيب].

[17] [البداية: «انا لله و انا اليه راجعون»].

[18] [البداية: «انا لله و انا اليه راجعون»].

[19] في ا «يظأرني عليک».

[20] في ا «لقد استعطفوا الناس بالأموال».

[21] [في نفس المهموم و المعالي: «من قد»].

[22] [نفس المهموم: «أجهدت»].

[23] [المعالي: «نحتسبک»].

[24] [حکاه في المعالي عن تذکرة لسبط].

[25] [والصحيح: «أبوبکر بن عبدالرحمان بن الحارث»].